الفصل ١٤
المحافظة على سلام الجماعة وطهارتها
كل سنة، يأتي الآلاف الى بيت يهوه، الذي يمثِّل العبادة النقية، إتماما لنبوة الكتاب المقدس. (مي ٤:١، ٢) ونحن نفرح كثيرا بأن نستقبلهم ضمن «جماعة اللّٰه». (اع ٢٠:٢٨) وهم يقدِّرون الفرصة التي امامهم ان يخدموا يهوه معنا ويتمتعوا بالسلام وبالجو الطاهر في فردوسنا الروحي. ولا شك ان روح اللّٰه القدس والنصائح الحكيمة في كلمته تساعدنا ان نحافظ على السلام والطهارة في الجماعة. — مز ١١٩:١٠٥؛ زك ٤:٦.
٢ وعندما نطبِّق مبادئ الكتاب المقدس، نلبس الشخصية «الجديدة». (كو ٣:١٠) فلا نعود نعطي اهمية للخلافات الصغيرة والشخصية، بل نتبنى نظرة يهوه الى الامور. وبذلك نتجنب تأثيرات العالم التي يمكن ان تقسِّم الجماعة ونعمل بوحدة كعائلة عالمية. — اع ١٠:٣٤، ٣٥.
٣ ولكن تنشأ احيانا مشاكل تؤثر على سلام الجماعة ووحدتها. وفي معظم الحالات، السبب هو عدم تطبيق مبادئ الكتاب المقدس. فنحن البشر نحارب نقصنا ولا احد منا بلا خطية. (١ يو ١:١٠) فقد يرتكب احدنا خطأ ينجِّس الجماعة ادبيا او روحيا. او قد نسيء الى احد بكلامنا المتسرع او تصرفاتنا الطائشة، او ربما نقع في الخطية بسبب كلام او تصرف احد الاخوة. (رو ٣:٢٣) فكيف نحلُّ مشاكل كهذه؟
٤ اخذ يهوه بمحبة كل هذه المسائل في الاعتبار. فقد منحنا في كلمته مبادئ عملية كي نعرف كيف نتصرف حين تنشأ المشاكل. كما ان الشيوخ، رعاتنا الروحيين المحبين، مستعدون ان يساعدونا. وحين نطبِّق ارشادهم المؤسس على الكتاب المقدس، نستعيد علاقتنا الجيدة بإخوتنا ونحافظ على رضى يهوه. وإذا نلنا التأديب او التوبيخ بسبب خطإ فعلناه، نثق بأنه تعبير عن محبة ابينا السماوي. — ام ٣:١١، ١٢؛ عب ١٢:٦.
حل الخلافات الصغيرة
٥ تنشأ احيانا خلافات او مشاكل صغيرة بين افراد الجماعة. وهذه يجب حلها فورا بمحبة اخوية. (اف ٤:٢٦؛ في ٢:٢-٤؛ كو ٣:١٢-١٤) وستجد على الارجح ان المشاكل الشخصية المرتبطة بالعلاقات مع الاخوة في الجماعة تُحلُّ بتطبيق نصيحة الرسول بطرس ان ‹نحب بعضنا بعضا محبة شديدة، لأن المحبة تغفر خطايا كثيرة›. (١ بط ٤:٨) ويقول الكتاب المقدس: «نحن جميعا نخطئ مرات كثيرة». (يع ٣:٢) وإذا طبَّقنا القاعدة الذهبية بأن نفعل لغيرنا كل ما نحب ان يفعلوه لنا، نسامحهم على اخطائهم الصغيرة وننساها بسرعة. — مت ٦:١٤، ١٥؛ ٧:١٢.
٦ وماذا لو لاحظت ان احدا تضايق من تصرفاتك او كلماتك؟ خذ المبادرة سريعا وصالح اخاك. ولا تنسَ ان علاقتك بأخيك تؤثر على علاقتك بيهوه. فيسوع اوصى تلاميذه: «اذا كنت تحضر قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك، فاترك قربانك هناك امام المذبح واذهب صالح اخاك اولا، وحينئذ ارجع وقرِّب قربانك». (مت ٥:٢٣، ٢٤) وإذا كان سبب الخلاف هو مجرد سوء تفاهم، فجيد ان تبقي خطوط الاتصال مفتوحة. فالتواصل الجيد بين كل افراد الجماعة يلعب دورا كبيرا في تجنب سوء التفاهم وحلِّ المشاكل التي يسببها النقص البشري.
تقديم النصيحة
٧ احيانا، يضطر النظار الى تقديم نصيحة لأحد افراد الجماعة كي يصحح طريقة تفكيره. وهذا ليس سهلا دائما. كتب الرسول بولس الى المسيحيين في غلاطية: «ايها الاخوة، حتى لو انسبق انسان وأُخذ في زلة ما، فحاولوا انتم ذوي المؤهلات الروحية إصلاح مثل هذا، وليكن ذلك بروح الوداعة». — غل ٦:١.
٨ فالنظار الذين يعتنون بالرعية يمكن ان يحموها من اخطار روحية كثيرة ويجنِّبوا الاخوة المشاكل الخطيرة. فهؤلاء الشيوخ يريدون ان ينطبق عليهم وعد يهوه بفم اشعيا: «يكون كل منهم كمخبإ من الريح وستر من العاصفة، كجداول ماء في ارض قاحلة، كظل صخرة عظيمة في ارض معيية». — اش ٣٢:٢.
وسم الذين يسلكون بلا ترتيب
٩ حذَّر الرسول بولس من اشخاص قد يُفسِدون الجماعة قائلا: «نوصيكم . . . ان تتجنبوا كل اخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي تسلمتموه منا». ثم اوضح: «اذا كان احد لا يطيع كلمتنا في هذه الرسالة، فليبقَ مثل هذا موسوما، وتوقفوا عن معاشرته، لكي يخجل. ومع ذلك لا تعتبروه عدوًّا، بل نبِّهوه دوما كأخ». — ٢ تس ٣:٦، ١٤، ١٥.
١٠ ففي بعض الاحيان، لا يرتكب الشخص خطية خطيرة تستاهل الطرد من الجماعة، لكنه يستخف بطريقة فاضحة بمقاييس اللّٰه التي توجِّه المسيحيين. فقد يكون كسولا جدا، او انتقاديا بإفراط، او وسخا جدا، او ‹فضوليا› يتدخل في ما لا يعنيه. (٢ تس ٣:١١) وربما يستغل الآخرين ماديًّا او يقضي الوقت في تسلية غير لائقة. وهذا السلوك الذي بلا ترتيب هو فادح لدرجة انه يؤثر سلبيا على الجماعة ويمكن ان ينتشر بين المسيحيين الآخرين.
١١ يحاول الشيوخ في البداية ان يساعدوا هذا الشخص. فيعطونه نصيحة مؤسسة على الكتاب المقدس. ولكن اذا أصرَّ ان يتجاهل المبادئ رغم التحذيرات المتكررة، فقد يرى الشيوخ مناسبا ان يُلقى خطاب تحذيري للجماعة. ولا شك انهم سيستخدمون التمييز حين يقرِّرون إن كانت الحالة خطيرة ومقلقة بحيث تتطلب إلقاء خطاب. ويزوِّد الخطيب النصيحة الملائمة في هذه المسألة دون ذكر اسم الذي يسلك بلا ترتيب. الا ان الذين يعلمون بالحالة المشار اليها في الخطاب سيأخذون ما يُذكر في الاعتبار ويتجنبون معاشرة هذا الشخص في النشاطات الاجتماعية. لكنهم يستمرون في معاشرته خلال النشاطات الروحية و ‹ينبِّهونه دوما كأخ›.
١٢ ويأمل الاخوة ان يتأثر الذي يسلك بلا ترتيب بموقف المسيحيين الثابت. فيخجل من سلوكه ويقوم بالتغييرات اللازمة. وعندما يتضح تماما انه توقف عن السلوك بلا ترتيب، ليس ضروريا ان يعامَل بعد كشخص موسوم.
حلُّ المشاكل الناتجة عن اخطاء خطيرة
١٣ ان استعدادنا ان نسامح وننسى الاساءات لا يعني اننا لا نهتم اذا ارتكب احد خطأ ما او اننا نوافق على ما فعله. فلا يقع اللوم دائما على النقص البشري، ولا يجوز ان نتغاضى عن اخطاء هي اكثر من مجرد اساءات صغيرة. (لا ١٩:١٧؛ مز ١٤١:٥) في الماضي، اوضح عهد الشريعة بأن بعض الخطايا اخطر من غيرها. وينطبق الامر نفسه في الجماعة المسيحية اليوم. — ١ يو ٥:١٦، ١٧.
١٤ وقد ذكر يسوع اجراءات محدَّدة لحلِّ المشاكل الكبيرة بين المسيحيين. لاحِظ هذه الخطوات: «إن ارتكب اخوك خطية، [١] فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إنْ سمع لك، ربحت اخاك. وإنْ لم يسمع، [٢] فخُذ معك ايضا واحدا او اثنين، حتى يثبت كل امر على فم شاهدين او ثلاثة. وإن لم يسمع لهما، [٣] فقُل للجماعة. وإن لم يسمع للجماعة ايضا، فليكن عندك كالأممي وجابي الضرائب». — مت ١٨:١٥-١٧.
١٥ واللافت ان المثل الذي اعطاه يسوع بعد ذلك في متى ١٨:٢٣-٣٥ يُظهِر ان احد الاخطاء المشار اليها في متى ١٨:١٥-١٧ يتعلق بقضايا مالية او قضايا الملكية، مثل عدم دفع دين او الاحتيال. او قد يكون الخطأ افتراء يشوِّه السمعة تشويها خطيرا.
١٦ فإذا كان لديك دليل يؤكد ان شخصا في الجماعة اساء اليك بارتكاب احد هذه الاخطاء، فلا تسرع في الذهاب الى الشيوخ لتطلب منهم ان يتدخلوا لمصلحتك. فكما نصح يسوع، تكلم اولا مع من تظن انه اساء اليك. حاول ان تحلَّ المشكلة بينك وبينه وحدكما دون تدخل شخص آخر. وتذكَّر ان يسوع لم يقل ‹اذهب مرة واحدة وعاتبه›. فإذا لم يعترف الشخص بخطئه ويطلب المسامحة، جيد ان تفكِّر في التكلم معه من جديد في وقت لاحق. وإذا انحلَّت المسألة بهذه الطريقة، فلا شك ان الخاطئ سيكون شاكرا لك لأنك لم تخبر الآخرين عن خطئه وتشوِّه سمعته الجيدة في الجماعة. وهكذا تكون قد «ربحت اخاك».
١٧ وإذا اعترف المسيء بمسؤوليته وطلب المسامحة ثم فعل ما يلزم ليصحِّح الخطأ، فلا حاجة ان تتخذ خطوة اضافية. فإساءات من هذا النوع وإن كانت كبيرة يمكن تسويتها بين المعنيين بها.
١٨ اما اذا لم تقدر ان تربح اخاك بعدما عاتبته «بينك وبينه وحدكما»، «فخُذ معك ايضا واحدا او اثنين» وتكلَّم مع اخيك مرة اخرى، حسبما قال يسوع. ويجب ان يكون هدفك انت ومَن معك ان تربحوا اخاكم. ومن الافضل ان يكون الشخصان شاهدَين على ما حدث. ولكن اذا لم يكن هناك شهود عيان، فربما تفضِّل ان تطلب من شخص او اثنين ان يكونا شاهدَين على المناقشة. وقد تكون لديهما خبرة في المسألة ويقدران بالتالي ان يميِّزا هل حصل خطأ ام لا. وإذا اخترت شيخين ليذهبا معك، فهما لا يمثِّلان الجماعة لأن هيئة الشيوخ لم تعيِّنهما ليعالجا القضية.
١٩ ولكن اذا لم تُحَلَّ المسألة بعدما بذلت جهودا متكررة (اي تحدثت مع اخيك وحدكما وفي حضور شخص او اثنين) وما زلت تشعر انك غير قادر على نسيان الموضوع، فعندئذ يلزم ان تخبر شيوخ الجماعة عن الامر. تذكَّر ان هدفهم هو ان يحافظوا على سلام الجماعة وطهارتها. وبعد ان تخبرهم عن الامر، اترك المسألة بين ايديهم وضع ثقتك في يهوه. ولا تسمح لتصرُّف شخص ما ان يوقعك في خطية او يخسِّرك فرحك في خدمة يهوه. — مز ١١٩:١٦٥.
٢٠ يجب ان يتحقق الرعاة من المسألة. وفي حال تبيَّن ان الشخص ارتكب فعلا خطأ خطيرا بحقك وهو ليس تائبا او مستعدا ان يصحِّح الوضع بطريقة مناسبة ومنطقية، قد تضطر آنذاك لجنة من الشيوخ ان تطرد هذا الخاطئ من الجماعة. وهكذا يحمون الرعية ويحافظون على طهارة الجماعة. — مت ١٨:١٧.
معالجة الخطايا الخطيرة
٢١ ان بعض الخطايا الخطيرة مثل العهارة، الزنى، الممارسات الفاسدة بين مثليي الجنس، التجديف، الارتداد، الصنمية، وما شابه ذلك من الخطايا الخطيرة تتطلب اكثر من المسامحة من جهة المساء اليه. (١ كو ٦:٩، ١٠؛ غل ٥:١٩-٢١) فهذه الخطايا تشكِّل خطرا على طهارة الجماعة الروحية والادبية، لذا يجب اخبار الشيوخ عنها كي يعالجوها. (١ كو ٥:٦؛ يع ٥:١٤، ١٥) وقد يقترب بعض الافراد من الشيوخ كي يعترفوا بخطيتهم او يخبروا بما يعرفونه عن خطية شخص آخر. (لا ٥:١؛ يع ٥:١٦) ولكن مهما كانت الطريقة التي سمع بها الشيوخ عن خطإ خطير ارتكبه شاهد معتمد، يقوم شيخان بالتحقق من المسألة بشكل اوليٍّ. وإذا تبيَّن ان الخبر صحيح ووُجد دليل يبرهن ان الشخص ارتكب فعلا خطية خطيرة، تعيِّن هيئة الشيوخ لجنة قضائية مؤلفة من ثلاثة شيوخ على الاقل من اجل معالجة القضية.
٢٢ يعتني الشيوخ بالرعية عناية تامة ويهتمون بحمايتها من كل ما يشكِّل خطرا روحيا عليها. كما يبذلون كل جهدهم كي يستعملوا كلمة اللّٰه بمهارة ليوبخوا الخطاة ويساعدوهم ان يستعيدوا صحتهم الروحية. (يه ٢١-٢٣) وينسجم ذلك مع وصية الرسول بولس لتيموثاوس: «اني امام اللّٰه والمسيح يسوع، المعيَّن ليدين الاحياء والاموات، اوصيك . . . وبِّخ، أنِّب، عظ، بكل طول اناة وفن تعليم». (٢ تي ٤:١، ٢) وهذا يتطلب الكثير من الوقت، لكنه جزء من العمل الذي يقوم به الشيوخ بإخلاص. والجماعة تقدِّر جهودهم هذه وتعتبرهم يستحقون «كرامة مضاعفة». — ١ تي ٥:١٧.
٢٣ في كل قضية قضائية يعالجها النظار، يكون همُّهم الرئيسي ان يستعيد الخاطئ صحته الروحية. وإذا كان تائبا فعلا وقبل مساعدتهم، فإن توبيخهم له على انفراد او امام اي من الذين قدَّموا شهادتهم خلال جلسة الاستماع القضائية يساهم في تأديبه ويولِّد خوفا سليما في قلوب الباقين. (٢ صم ١٢:١٣؛ ١ تي ٥:٢٠) وفي كل حالات التوبيخ القضائي، تُفرَض قيود على الخاطئ، ما يساعده على «صنع سبل مستقيمة» لقدميه. (عب ١٢:١٣) وتُزال هذه القيود بعد فترة حين يتضح ان الخاطئ شُفي روحيا.
اعلان التوبيخ
٢٤ اذا تبيَّن للِّجنة القضائية ان الخاطئ تائب لكنَّ المسألة ستُعرَف على الارجح في الجماعة او خارجها، او اذا لزم ان تحذر الجماعة من الخاطئ التائب، يُعلن عن الامر باختصار في اجتماع الخدمة والحياة المسيحية. ويجب ان يكون الاعلان كما يلي: «[اسم الشخص] تمَّ توبيخه».
حين يُتَّخذ قرار الفصل
٢٥ في بعض الحالات، يتقسى الشخص في مسلكه الخاطئ ولا يتجاوب مع الجهود لمساعدته. فلا يرى الشيوخ خلال جلسات السماع القضائية ان الخاطئ يعمل ما يكفي من الاعمال التي «تليق بالتوبة». (اع ٢٦:٢٠) فماذا يفعلون عندئذ؟ في حالات كهذه، من الضروري ان يُطرد الخاطئ غير التائب من الجماعة. فلا يجب ان يبقى بين شعب يهوه الطاهر. وهذا الاجراء يبعد تأثيره السيئ عن الجماعة ويحافظ على طهارتها الادبية والروحية وصيتها الحسن. (تث ٢١:٢٠، ٢١؛ ٢٢:٢٣، ٢٤) فعندما علم الرسول بولس ان احد افراد جماعة كورنثوس يتصرف بطريقة مخزية، اوصى الشيوخ ان يسلِّموا «مثل هذا الى الشيطان حتى تُخلَّص الروح»، اي روح الجماعة. (١ كو ٥:٥، ١١-١٣) وتحدث بولس ايضا عن فصل آخرين تمرَّدوا على الحق في القرن الاول. — ١ تي ١:٢٠.
٢٦ عندما يُتخذ القرار بفصل خاطئ غير تائب، يلزم ان تخبره اللجنة القضائية وتذكر له بوضوح سبب (او اسباب) الفصل بناء على الكتاب المقدس. وعند إخباره بالقرار، توضح له اللجنة انه في حال ظن ان قرارهم خاطئ ويرغب ان يستأنف، فعليه ان يكتب رسالة يذكر فيها بوضوح الاسباب التي دفعته الى الاستئناف. ويُعطى فترة سبعة ايام للاستئناف ابتداء من اليوم الذي أُخبر فيه عن قرار اللجنة. وإذا تسلَّمت هيئة الشيوخ استئنافا، يجب ان تتصل بناظر الدائرة كي يختار شيوخا مؤهلين يؤلفون لجنة استئناف ويستمعون ثانية الى القضية. ويلزم ان تبذل اللجنة كل جهدها لتعقد جلسة الاستئناف خلال اسبوع من استلام الرسالة. وإذا استأنف الخاطئ القرار، يجب تأجيل اعلان الفصل. وفي هذه الاثناء، لا يجب ان يعلِّق المتهم او يصلِّي في الاجتماعات، ولا تُعطى له اية امتيازات اخرى في الجماعة.
٢٧ ان الاستئناف هو تعبير عن اللطف للمتهم وفرصة للاستماع اليه ثانية. لذلك اذا قصد الخاطئ ان لا يحضر جلسة الاستئناف وفشلت كل المحاولات للاتصال به، يجب عندئذ اعلان الفصل.
٢٨ وإذا لم يرغب الخاطئ في الاستئناف، توضح له اللجنة القضائية ان عليه ان يتوب وتخبره عن الخطوات التي يلزم ان يتخذها كي يعود الى الجماعة بعد فترة. وهذا التصرف اللطيف يفيد الخاطئ وقد يدفعه ان يغيِّر طرقه ويصير اهلا بعد فترة ليرجع الى هيئة يهوه. — ٢ كو ٢:٦، ٧.
اعلان الفصل
٢٩ عندما يلزم فصل الخاطئ غير التائب من الجماعة، يُعلن باختصار: «[اسم الشخص] لم يعد من شهود يهوه». وهذا الاعلان سيدفع افراد الجماعة الامناء الى التوقف عن معاشرة هذا الشخص. — ١ كو ٥:١١.
ترك المعاشرة
٣٠ يُعتبر الشخص المعتمد انه «ترك المعاشرة» حين يرفض عمدا ان يبقى من شهود يهوه ويقول بصراحة انه لم يعد يريد ان يُعرَف كواحد منهم. او قد يُظهر من خلال تصرفاته انه ترك الجماعة المسيحية. فربما انضم الى مؤسسة او هيئة لها اهداف تتعارض مع الكتاب المقدس ويدينها بالتالي يهوه اللّٰه. — اش ٢:٤؛ رؤ ١٩:١٧-٢١.
٣١ كتب الرسول يوحنا عن الذين تخلوا عن ايمانهم المسيحي في ايامه: «كانوا بيننا، لكنهم تركونا لأنهم لم يكونوا منَّا؛ فإنهم لو كانوا منَّا، لكانوا بقوا معنا». — ١ يو ٢:١٩.
٣٢ حين يترك شخص المعاشرة، يختلف موقفه امام يهوه اختلافا كبيرا عن موقف المسيحي الخامل الذي لم يعد يشارك في خدمة الحقل. فالخامل ربما وصل الى هذه الحالة لأنه لم يعد يدرس كلمة اللّٰه بانتظام او لأنه يواجه مشاكل شخصية او اضطهادا، فخسر غيرته في خدمة يهوه. لذلك يستمر الشيوخ وأفراد الجماعة ايضا في تقديم المساعدة الروحية المناسبة له. — رو ١٥:١؛ ١ تس ٥:١٤؛ عب ١٢:١٢.
٣٣ اما اذا اختار مسيحي ان يترك المعاشرة، فيجب ان يُعلن باختصار: «[اسم الشخص] لم يعد من شهود يهوه». ويُعامَل هذا الشخص كالمفصول.
الإعادة الى الجماعة
٣٤ يعاد المفصول او الذي ترك المعاشرة الى الجماعة عندما يُظهِر بوضوح انه تاب عن خطئه، يبرهن على مدى فترة من الوقت انه لم يعد يرتكب هذا الخطأ، ويُظهِر انه يريد من كل قلبه ان يستعيد علاقته الجيدة بيهوه. وبالطبع، يلزم ان يسمح الشيوخ ان يمرَّ وقت كافٍ، عدة اشهر او سنة او اكثر حسب الظروف، كي يبرهن الشخص ان توبته حقيقية. وعندما تستلم هيئة الشيوخ رسالة يطلب فيها الشخص الإعادة، يجب ان تُشكَّل لجنة إعادة كي تتحدث مع الشخص. فتقيِّم اعماله إن كانت فعلا «تليق بالتوبة» وتقرِّر هل تعيده الى الجماعة آنذاك ام لا. — اع ٢٦:٢٠.
٣٥ اذا كان الشخص الذي يطلب العودة الى الجماعة قد فُصل في جماعة اخرى، يلزم ان تجتمع معه لجنة إعادة في جماعته الحالية وتنظر في طلبه. وإذا وافق افراد هذه اللجنة على إعادته، يرسلون توصيتهم الى هيئة الشيوخ في الجماعة التي عالجت المسألة في الاصل. فتُشكَّل لجنة إعادة في تلك الجماعة ايضا. وتعمل اللجنتان معا لتضمنا ان كل المعلومات قد جُمعت للتوصل الى قرار عادل. لكنَّ قرار الإعادة الى الجماعة تتخذه لجنة الإعادة في الجماعة التي عالجت القضية في الاصل.
الاعلان عن الإعادة الى الجماعة
٣٦ عندما تقتنع لجنة الإعادة ان المفصول او الذي ترك المعاشرة تائب فعلا ومن المناسب ان يُعاد الى الجماعة، يُعلَن عن إعادته في الجماعة التي عالجت القضية في الاصل. وإذا كان الشخص قد انتقل الى جماعة اخرى، يُعلن عن إعادته هناك ايضا. ويكون الاعلان كما يلي: «[اسم الشخص] أُعيد الى الجماعة كواحد من شهود يهوه».
القضايا المتعلقة بالقاصرين المعتمدين
٣٧ اذا ارتكب قاصر معتمد خطية خطيرة، يلزم اخبار الشيوخ. وعندما يعالج الشيوخ حالة تتعلق بخطية خطيرة ارتكبها قاصر، من المفضل ان يكون والداه المعتمدان حاضرين. ويجب ان يتعاونا مع اللجنة القضائية وأن لا يحاولا ان يجنِّبا ولدهما التأديب الضروري. وكما في حالة الخاطئ الراشد، تحاول اللجنة القضائية ان تساعد الخاطئ القاصر ان يصحح مسلكه ويستعيد علاقته بيهوه. ولكن اذا كان غير تائب، تتخذ اللجنة قرار الفصل.
حين يرتكب ناشر غير معتمد خطية
٣٨ ما العمل عندما يرتكب ناشر غير معتمد خطية خطيرة؟ لا يُفصل لأنه ليس شاهدا معتمدا. وقد يكون اخطأ لأنه لم يفهم جيدا مقاييس الكتاب المقدس. لذلك فإن النصيحة اللطيفة يمكن ان تساعده على صنع «سبل مستقيمة» لقدميه. — عب ١٢:١٣.
٣٩ ولكن اذا لم يتب الخاطئ غير المعتمد بعدما اجتمع معه شيخان وحاولا مساعدته، فمن الضروري اخبار الجماعة. فيُعلَن باختصار: «[اسم الشخص] لم يعد ناشرا غير معتمد». وبعد الاعلان، تعامل الجماعة هذا الخاطئ مثل شخص من العالم. ومع انه لم يُفصَل، ينتبه المسيحيون من معاشرته. (١ كو ١٥:٣٣) ولا يُقبَل منه اي تقرير لخدمة الحقل.
٤٠ ولكن بعد فترة، قد يرغب هذا الشخص غير المعتمد ان يصبح من جديد ناشرا في الجماعة. وفي هذه الحالة، يجتمع معه شيخان ويتحققان من تقدمه الروحي. وإذا تبيَّن انه صار مؤهلا، يُعلن باختصار: «[اسم الشخص] صار من جديد ناشرا غير معتمد».
يهوه يبارك الذي يعبدونه بسلام وطهارة
٤١ يفرح جميع الاخوة والاخوات في جماعة اللّٰه اليوم بالازدهار الروحي الذي يؤكد على بركة يهوه. فنحن نتمتع حقا بفيض من الطعام الروحي ووفرة من مياه الحق المنعشة. كما اننا نلمس عناية يهوه وحمايته من خلال ترتيباته تحت رئاسة المسيح. (مز ٢٣؛ اش ٣٢:١، ٢) ووجودنا ضمن هذا الفردوس الروحي في الايام الاخيرة المليئة بالاضطرابات يمنحنا شعورا بالطمأنينة.
حين نحافظ على سلام الجماعة وطهارتها، نجعل نور الحق يضيء قدام الناس
٤٢ وحين نحافظ على سلام الجماعة وطهارتها، نجعل نور الحق يضيء قدام الناس. (مت ٥:١٦؛ يع ٣:١٨) وبفضل بركة اللّٰه، سنفرح برؤية المزيد من الناس يتعرفون الى يهوه وينضمون الينا في فعل مشيئته.