«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هٰذَا؟»
«مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟». — مت ٢٤:٣.
١ مَا ٱلَّذِي نَتُوقُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ كَٱلرُّسُلِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
عِنْدَمَا كَانَتْ خِدْمَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ عَلَى وَشْكِ ٱلِٱنْتِهَاءِ، كَانَ تَلَامِيذُهُ يَتُوقُونَ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا يُخَبِّئُهُ لَهُمُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ. لِذٰلِكَ، قُبَيْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ، سَأَلَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ قَائِلِينَ: «مَتَى يَكُونُ هٰذَا، وَمَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟». (مت ٢٤:٣؛ مر ١٣:٣) فَأَجَابَهُمْ ذَاكِرًا نُبُوَّةً لَهَا أَكْثَرُ مِنْ إِتْمَامٍ، وَهِيَ مُسَجَّلَةٌ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٢٤ وَ ٢٥. وَفِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، ذَكَرَ يَسُوعُ أَحْدَاثًا عَدِيدَةً جَدِيرَةً بِٱلْمُلَاحَظَةِ. وَكَلِمَاتُهُ تَحْمِلُ مَغْزًى عَمِيقًا لَنَا لِأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَهْتَمُّ كَثِيرًا بِمَعْرِفَةِ مَا يُخَبِّئُهُ لَنَا ٱلْمُسْتَقْبَلُ.
٢ (أ) عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، مَا ٱلَّذِي سَعَيْنَا إِلَى تَحْسِينِ فَهْمِنَا بِشَأْنِهِ؟ (ب) مَا هِيَ ٱلْأَسْئِلَةُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلَّتِي سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟
٢ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، دَرَسَ خُدَّامُ يَهْوَهَ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ نُبُوَّةَ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَقَدْ سَعَوْا إِلَى نَيْلِ فَهْمٍ أَوْضَحَ لِوَقْتِ إِتْمَامِ كَلِمَاتِهِ. وَلِإِيضَاحِ كَيْفَ تَحَسَّنَ فَهْمُنَا، لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ تَخْتَصُّ بِٱلْإِطَارِ ٱلزَّمَنِيِّ: مَتَى يَبْدَأُ ‹ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ›؟ مَتَى يَدِينُ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ ‹كَخِرَافٍ أَوْ جِدَاءٍ›؟ وَمَتَى ‹يَجِيءُ› يَسُوعُ؟ — مت ٢٤:٢١؛ ٢٥:٣١-٣٣.
مَتَى يَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ؟
٣ فِي ٱلْمَاضِي، مَاذَا كَانَ فَهْمُنَا بِخُصُوصِ تَوْقِيتِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟
٣ طَوَالَ سِنِينَ، ٱعْتَقَدْنَا أَنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ بَدَأَ فِي سَنَةِ ١٩١٤ مَعَ نُشُوبِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، وَأَنَّ يَهْوَهَ «قَصَّرَ تِلْكَ ٱلْأَيَّامَ» عَامَ ١٩١٨ عِنْدَمَا ٱنْتَهَتِ ٱلْحَرْبُ لِيَتَسَنَّى لِصَفِّ ٱلْبَقِيَّةِ أَنْ يَكْرِزُوا بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. (مت ٢٤:٢١، ٢٢) وَكُنَّا نَظُنُّ أَنَّ إِمْبَرَاطُورِيَّةَ ٱلشَّيْطَانِ سَتُدَمَّرُ بَعْدَ إِتْمَامِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَكَمَا كَانَ يُعْتَقَدُ آنَذَاكَ، كَانَ لِلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ثَلَاثُ مَرَاحِلَ: اَلْبِدَايَةُ (١٩١٤-١٩١٨)، فَتْرَةُ ٱلِٱنْقِطَاعِ (مِنْ ١٩١٨ فَصَاعِدًا)، ثُمَّ ٱلذُّرْوَةُ فِي هَرْمَجِدُّونَ.
٤ أَيَّةُ بَصِيرَةٍ قَادَتْ إِلَى فَهْمٍ أَوْضَحَ لِنُبُوَّةِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
٤ لٰكِنْ، بَعْدَ فَحْصٍ إِضَافِيٍّ لِنُبُوَّةِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، صِرْنَا نُدْرِكُ أَنَّ جُزْءًا مِنْهَا لَهُ إِتْمَامَانِ. (مت ٢٤:٤-٢٢) فَقَدْ حَدَثَ ٱلْإِتْمَامُ ٱلْأَوَّلِيُّ عَلَى مِنْطَقَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ، وَٱلثَّانِي عَلَى نِطَاقٍ عَالَمِيٍّ فِي أَيَّامِنَا. وَهٰذِهِ ٱلْبَصِيرَةُ قَادَتْ إِلَى فَهْمٍ أَوْضَحَ لِأُمُورٍ عَدِيدَةٍ.a
٥ (أ) أَيَّةُ فَتْرَةٍ حَرِجَةٍ بَدَأَتْ فِي سَنَةِ ١٩١٤؟ (ب) أَيَّةُ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ نَاظَرَتْ فَتْرَةَ ٱلْمَخَاضِ هٰذِهِ؟
٥ كَذٰلِكَ، صِرْنَا نَعِي أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَوَّلَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ لَمْ يَبْدَأْ فِي سَنَةِ ١٩١٤. وَلِمَ لَا؟ لِأَنَّ نُبُوَّةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَكْشِفُ أَنَّهُ لَنْ تَسِمَ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ حَرْبٌ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، بَلْ هُجُومٌ عَلَى ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَهٰكَذَا، فَإِنَّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي بَدَأَتْ فِي ١٩١٤، لَمْ تَكُنْ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، بَلْ «بِدَايَةَ ٱلْمَخَاضِ». (مت ٢٤:٨) وَفَتْرَةُ «ٱلْمَخَاضِ» هٰذِهِ تُنَاظِرُ مَا حَدَثَ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ بَيْنَ سَنَةِ ٣٣ وَ ٦٦ بم.
٦ مَاذَا سَيَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟
٦ مَاذَا سَيَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ لَقَدْ أَنْبَأَ يَسُوعُ: «مَتَى رَأَيْتُمُ ٱلرِّجْسَةَ ٱلْمُخَرِّبَةَ، ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا دَانِيَالُ ٱلنَّبِيُّ، قَائِمَةً فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ (لِيُمَيِّزِ ٱلْقَارِئُ)، فَحِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ». (مت ٢٤:١٥، ١٦) فِي ٱلْإِتْمَامِ ٱلْأَوَّلِ، حَدَثَ ‹ٱلْقِيَامُ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْمُقَدَّسِ› فِي سَنَةِ ٦٦ بم عِنْدَمَا هَاجَمَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلرُّومَانِيَّةُ («ٱلرِّجْسَةُ») أُورُشَلِيمَ وَهَيْكَلَهَا (مَكَانًا مُقَدَّسًا فِي نَظَرِ ٱلْيَهُودِ). وَفِي ٱلْإِتْمَامِ ٱلْأَعْظَمِ، سَيَحْدُثُ هٰذَا ‹ٱلْقِيَامُ› عِنْدَمَا تُهَاجِمُ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ («ٱلرِّجْسَةُ» ٱلْعَصْرِيَّةُ) ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ (ٱلَّذِي هُوَ مُقَدَّسٌ فِي نَظَرِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلِٱسْمِيِّينَ) وَبَاقِيَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. وَنَجِدُ وَصْفًا مُمَاثِلًا لِهٰذَا ٱلْهُجُومِ فِي ٱلرُّؤْيَا ١٧:١٦-١٨. وَهٰذَا ٱلْحَدَثُ سَيَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.
٧ (أ) كَيْفَ «خَلَصَ جَسَدٌ» فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ (ب) مَاذَا نَتَوَقَّعُ أَنْ يَحْدُثَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
٧ أَنْبَأَ يَسُوعُ أَيْضًا أَنَّ ‹تِلْكَ ٱلْأَيَّامَ سَتُقَصَّرُ›. فِي ٱلْإِتْمَامِ ٱلْأَوَّلِ، حَدَثَ هٰذَا فِي سَنَةِ ٦٦ بم، عِنْدَمَا ‹قَصَّرَتِ› ٱلْجُيُوشُ ٱلرُّومَانِيَّةُ هُجُومَهَا. فَهَرَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمَوْجُودُونَ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ، مِمَّا أَتَاحَ أَنْ ‹يَخْلُصَ جَسَدُهُمْ›، أَوْ حَيَاتُهُمْ. (اقرأ متى ٢٤:٢٢؛ مل ٣:١٧) إِذًا، مَاذَا نَتَوَقَّعُ أَنْ يَحْدُثَ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَادِمِ؟ ‹سَيُقَصِّرُ› يَهْوَهُ هُجُومَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَلَى ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، حَائِلًا دُونَ تَدْمِيرِ ٱلدِّينِ ٱلْحَقِّ مَعَ ٱلْبَاطِلِ. وَهٰذَا يَضْمَنُ خَلَاصَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.
٨ (أ) أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَجْرِي بَعْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ (ب) مَتَى عَلَى مَا يَبْدُو سَيَنَالُ آخِرُ عُضْوٍ مِنَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ مُكَافَأَتَهُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
٨ مَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ تُشِيرُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ أَنَّهُ سَتَكُونُ هُنَالِكَ فَتْرَةٌ مِنَ ٱلْوَقْتِ تَمْتَدُّ حَتَّى بِدَايَةِ هَرْمَجِدُّونَ. وَأَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَجْرِي خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْفَاصِلَةِ؟ إِنَّ ٱلْجَوَابَ مُسَجَّلٌ فِي حَزْقِيَال ٣٨:١٤-١٦ وَ مَتَّى ٢٤:٢٩-٣١. (اقرأها.) b وَبَعْدَ ذٰلِكَ، سَنَشْهَدُ هَرْمَجِدُّونَ ٱلَّتِي تُنَاظِرُ دَمَارَ أُورُشَلِيمَ فِي سَنَةِ ٧٠ بم. (مل ٤:١) وَسَيَكُونُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ ٱلْقَادِمُ، بِمَا فِيهِ ذُرْوَتُهُ هَرْمَجِدُّونُ، حَدَثًا فَرِيدًا «لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ». (مت ٢٤:٢١) وَبَعْدَ أَنْ يَنْتَهِيَ، سَيَبْدَأُ حُكْمُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيُّ.
٩ كَيْفَ تُؤَثِّرُ نُبُوَّةُ يَسُوعَ عَنِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ؟
٩ إِنَّ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ عَنِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ تُقَوِّي إِيمَانَنَا. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهَا تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ صُعُوبَاتٍ فَسَيَنْجُو شَعْبُ يَهْوَهَ، كَفَرِيقٍ، مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (رؤ ٧:٩، ١٤) وَفَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، نَحْنُ نَفْرَحُ لِأَنَّهُ فِي هَرْمَجِدُّونَ، سَيُبَرِّئْ يَهْوَهُ سُلْطَانَهُ ٱلْكَوْنِيَّ وَيُقَدِّسُ ٱسْمَهُ. — مز ٨٣:١٨؛ حز ٣٨:٢٣.
مَتَى يَدِينُ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ كَخِرَافٍ أَوْ جِدَاءٍ؟
١٠ فِي ٱلْمَاضِي، مَاذَا كُنَّا نَظُنُّ بِشَأْنِ تَوْقِيتِ دَيْنُونَةِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ؟
١٠ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱلتَّوْقِيتِ لِجُزْءٍ آخَرَ مِنْ نُبُوَّةِ يَسُوعَ: اَلْمَثَلِ عَنْ دَيْنُونَةِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ. (مت ٢٥:٣١-٤٦) لَقَدْ كُنَّا سَابِقًا نَعْتَقِدُ أَنَّ ٱلنَّاسَ يُدَانُونَ كَخِرَافٍ أَوْ جِدَاءٍ خِلَالَ كَامِلِ فَتْرَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، ٱبْتِدَاءً مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ فَصَاعِدًا. فَقَدِ ٱسْتَنْتَجْنَا أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَيَمُوتُونَ قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ يَمُوتُونَ كَجِدَاءٍ، دُونَ رَجَاءٍ بِٱلْقِيَامَةِ.
١١ لِمَاذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ دَيْنُونَةُ ٱلنَّاسِ كَخِرَافٍ أَوْ جِدَاءٍ قَدْ بَدَأَتْ فِي سَنَةِ ١٩١٤؟
١١ فِي مُنْتَصَفِ تِسْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، أَعَادَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فَحْصَ مَتَّى ٢٥:٣١، ٱلَّتِي تَقُولُ: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ». فَقَدْ ذَكَرَتْ أَنَّ يَسُوعَ صَارَ مَلِكًا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ فِي سَنَةِ ١٩١٤، وَلٰكِنَّهُ لَمْ «يَجْلِسْ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ» كَقَاضٍ، أَوْ دَيَّانٍ، لِـ «كُلِّ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٥:٣٢؛ قارن دانيال ٧:١٣.) إِلَّا أَنَّهُ فِي ٱلْمَثَلِ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ يَجْرِي ذِكْرُهُ تَحْدِيدًا كَقَاضٍ. (اقرأ متى ٢٥:٣١-٣٤، ٤١، ٤٦.) وَلِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ بَدَأَ عَمَلَهُ كَقَاضٍ لِكُلِّ ٱلْأُمَمِ فِي سَنَةِ ١٩١٤، فَدَيْنُونَةُ ٱلنَّاسِ كَخِرَافٍ أَوْ جِدَاءٍ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ قَدْ بَدَأَتْ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ.c فَمَتَى إِذًا سَيَبْدَأُ يَسُوعُ بِٱلدَّيْنُونَةِ؟
١٢ (أ) مَتَى سَيَبْدَأُ يَسُوعُ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عَمَلَهُ كَقَاضٍ لِكُلِّ ٱلْأُمَمِ؟ (ب) أَيَّةُ أَحْدَاثٍ هِيَ مُسَجَّلَةٌ فِي مَتَّى ٢٤:٣٠، ٣١ وَمَتَّى ٢٥:٣١-٣٣، ٤٦؟
١٢ تَكْشِفُ نُبُوَّةُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ أَنَّهُ سَيَبْدَأُ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عَمَلَهُ كَقَاضٍ لِكُلِّ ٱلْأُمَمِ بَعْدَ تَدْمِيرِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَكَمَا ذُكِرَ فِي ٱلْفِقْرَةِ ٨، فَإِنَّ بَعْضَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي سَتَجْرِي آنَذَاكَ هِيَ مُسَجَّلَةٌ فِي مَتَّى ٢٤:٣٠، ٣١. وَعِنْدَمَا تَتَأَمَّلُ فِي هٰذَيْنِ ٱلْعَدَدَيْنِ، سَتُلَاحِظُ أَنَّ يَسُوعَ يُنْبِئُ فِيهِمَا بِأَحْدَاثٍ مُمَاثِلَةٍ لِلَّتِي يَذْكُرُهَا فِي ٱلْمَثَلِ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ. وَإِلَيْكَ بَعْضَ أَوْجُهِ ٱلشَّبَهِ: يَجِيءُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ مَعَ ٱلْمَلَائِكَةِ، تَجْتَمِعُ كُلُّ ٱلْقَبَائِلِ وَٱلْأُمَمِ، وَٱلَّذِينَ يُدَانُونَ كَخِرَافٍ ‹يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ› لِأَنَّ «حَيَاةً أَبَدِيَّةً» فِي ٱنْتِظَارِهِمْ.d وَٱلَّذِينَ يُدَانُونَ كَجِدَاءٍ ‹يَلْطِمُونَ نَائِحِينَ›، إِذْ يُدْرِكُونَ أَنَّ ‹قَطْعًا أَبَدِيًّا› بِٱنْتِظَارِهِمْ. — مت ٢٥:٣١-٣٣، ٤٦.
١٣ (أ) مَتَى سَيَدِينُ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ كَخِرَافٍ أَوْ جِدَاءٍ؟ (ب) كَيْفَ يُؤَثِّرُ هٰذَا ٱلْفَهْمُ عَلَى نَظْرَتِنَا إِلَى خِدْمَتِنَا؟
١٣ إِذًا، مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَنْتِجَ؟ سَيَدِينُ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ كَخِرَافٍ أَوْ جِدَاءٍ عِنْدَ مَجِيئِهِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. ثُمَّ، فِي هَرْمَجِدُّونَ، ذُرْوَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، سَيَمْضِي ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْجِدَاءِ إِلَى ‹ٱلْقَطْعِ ٱلْأَبَدِيِّ›. فَكَيْفَ يُؤَثِّرُ هٰذَا ٱلْفَهْمُ عَلَى نَظْرَتِنَا إِلَى خِدْمَتِنَا؟ إِنَّهُ يُسَاعِدُنَا لِنُدْرِكَ مَدَى أَهَمِّيَّةِ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ. فَحَتَّى يَبْدَأَ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ، مَا زَالَتِ ٱلْفُرْصَةُ مُتَاحَةً لِلنَّاسِ لِيُغَيِّرُوا تَفْكِيرَهُمْ وَيَبْدَأُوا بِٱلسَّيْرِ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلْحَرِجِ «ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ». (مت ٧:١٣، ١٤) دُونَ شَكٍّ، قَدْ يُظْهِرُ ٱلنَّاسُ ٱلْآنَ مَوَاقِفَ كَٱلَّتِي لِلْخِرَافِ أَوِ ٱلْجِدَاءِ. وَلٰكِنْ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلدَّيْنُونَةَ ٱلنِّهَائِيَّةَ لِلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ سَتَحَدُثُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. لِذَا، لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلِٱسْتِمْرَارِ فِي عَرْضِ فُرْصَةِ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّجَاوُبِ مَعَهَا عَلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ.
مَتَى يَجِيءُ يَسُوعُ؟
١٤، ١٥ أَيَّةُ إِشَارَاتٍ أَرْبَعٍ إِلَى إِتْيَانِ يَسُوعَ كَقَاضٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ تَرِدُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
١٤ هَلْ يَكْشِفُ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي نُبُوَّةِ يَسُوعَ أَنَّ فَهْمَنَا لِتَوْقِيتِ حَوَادِثَ مُهِمَّةٍ أُخْرَى هُوَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّعْدِيلِ؟ إِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ نَفْسَهَا تُعْطِينَا ٱلْجَوَابَ. فَلْنَرَ كَيْفَ.
١٥ يُرَكِّزُ يَسُوعُ بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ فِي أَحَدِ أَجْزَاءِ نُبُوَّتِهِ فِي مَتَّى ٢٤:٢٩–٢٥:٤٦ عَلَى مَا سَيَحْدُثُ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ وَٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. فَفِي هٰذَا ٱلْمَقْطَعِ، أَشَارَ ثَمَانِيَ مَرَّاتٍ إِلَى ‹إِتْيَانِهِ›، مَجِيئِهِ، أَوْ وُصُولِهِ.e فَقَدْ قَالَ عَنِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ: «يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ». «لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ». «فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ». وَذَكَرَ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ». (مت ٢٤:٣٠، ٤٢، ٤٤؛ ٢٥:٣١) فَكُلٌّ مِنْ هٰذِهِ ٱلْإِشَارَاتِ ٱلْأَرْبَعِ يَنْطَبِقُ عَلَى مَجِيءِ يَسُوعَ كَقَاضٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَأَيْنَ نَجِدُ فِي نُبُوَّةِ يَسُوعَ ٱلْإِشَارَاتِ ٱلْأَرْبَعَ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ؟
١٦ فِي أَيَّةِ آيَاتٍ أُخْرَى يُشَارُ إِلَى إِتْيَانِ يَسُوعَ؟
١٦ يَقُولُ يَسُوعُ بِخُصُوصِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ: «يَا لَسَعَادَةِ ذٰلِكَ ٱلْعَبْدِ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ وَوَجَدَهُ يَفْعَلُ هٰكَذَا!». وَيَذْكُرُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْعَذَارَى: «بَيْنَمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَشْتَرِينَ [زَيْتًا]، وَصَلَ ٱلْعَرِيسُ». وَفِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْوَزَنَاتِ يَقُولُ: «بَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ جَاءَ سَيِّدُ أُولٰئِكَ ٱلْعَبِيدِ». وَيَرِدُ فِي ٱلْمَثَلِ نَفْسِهِ قَوْلُ ٱلسَّيِّدِ: «مَتَى جِئْتُ آخُذُ مَا هُوَ لِي». (مت ٢٤:٤٦؛ ٢٥:١٠، ١٩، ٢٧) فَإِلَى أَيِّ وَقْتٍ تَدُلُّ هٰذِهِ ٱلْإِشَارَاتُ ٱلْأَرْبَعُ ٱلْمُتَعَلِّقَةُ بِإِتْيَانِ يَسُوعَ؟
١٧ مَاذَا وَرَدَ فِي مَطْبُوعَاتِنَا بِشَأْنِ مَجِيءِ يَسُوعَ ٱلْمَذْكُورِ فِي مَتَّى ٢٤:٤٦؟
١٧ فِي ٱلْمَاضِي، وَرَدَ فِي مَطْبُوعَاتِنَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْإِشَارَاتِ ٱلْأَرْبَعَ ٱلْأَخِيرَةَ تَنْطَبِقُ عَلَى مَجِيءِ يَسُوعَ، أَوْ إِتْيَانِهِ، عَامَ ١٩١٨. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَدِيثَ يَسُوعَ عَنِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (اقرأ متى ٢٤:٤٥-٤٧.) لَقَدْ كُنَّا نَفْهَمُ أَنَّ ‹مَجِيءَ› يَسُوعَ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهِ فِي ٱلْعَدَدِ ٤٦ يَرْتَبِطُ بِٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي أَتَى فِيهِ لِتَفَقُّدِ حَالَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلرُّوحِيَّةِ عَامَ ١٩١٨، وَأَنَّ إِقَامَةَ ٱلْعَبْدِ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِ ٱلسَّيِّدِ حَدَثَ عَامَ ١٩١٩. (مل ٣:١) وَلٰكِنَّ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي نُبُوَّةِ يَسُوعَ يُظْهِرُ أَنَّنَا نَحْتَاجُ إِلَى إِجْرَاءِ تَعْدِيلٍ فِي فَهْمِنَا لِتَوْقِيتِ بَعْضِ أَوْجُهِ نُبُوَّةِ يَسُوعَ. وَلِمَاذَا؟
١٨ إِلَى أَيِّ ٱسْتِنْتَاجٍ يَقُودُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي كَامِلِ نُبُوَّةِ يَسُوعَ؟
١٨ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ مَتَّى ٢٤:٤٦، يُشِيرُ ٱلْفِعْلُ «يَأْتِي» إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يَجِيءُ فِيهِ يَسُوعُ لِإِعْلَانِ وَتَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (مت ٢٤:٣٠، ٤٢، ٤٤) وَأَيْضًا، كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفِقْرَةِ ٱلـ ١٢، فَإِنَّ ‹مَجِيءَ› يَسُوعَ ٱلْمَذْكُورَ فِي مَتَّى ٢٥:٣١ يُشِيرُ إِلَى وَقْتِ ٱلدَّيْنُونَةِ نَفْسِهِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. إِذًا، مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ مَجِيءَ يَسُوعَ لِإِقَامَةِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ، ٱلْمَذْكُورَ فِي مَتَّى ٢٤:٤٦، ٤٧، يَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى إِتْيَانِهِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.f حَقًّا، إِنَّ ٱلتَّأَمُلَ فِي كَامِلِ نُبُوَّةِ يَسُوعَ يُوضِحُ أَنَّ كُلًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلْإِشَارَاتِ ٱلثَّمَانِي بِشَأْنِ إِتْيَانِهِ يَنْطَبِقُ عَلَى وَقْتِ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.
١٩ أَيَّةُ تَعْدِيلَاتٍ فِي ٱلْفَهْمِ نَاقَشْنَاهَا؟ وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ سَتُجِيبُ عَنْهُمَا ٱلْمَقَالَاتُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمُرَاجَعَةِ، دَعُونَا نَسْرُدُ مَا تَعَلَّمْنَاهُ. فِي مُسْتَهَلِّ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، أَثَرْنَا ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ تَخْتَصُّ بِٱلْإِطَارِ ٱلزَّمَنِيِّ. وَقَدْ رَأَيْنَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ لَمْ يَبْدَأْ فِي سَنَةِ ١٩١٤، بَلْ عِنْدَمَا تُهَاجِمُ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، رَاجَعْنَا لِمَاذَا بِدَايَةُ دَيْنُونَةِ يَسُوعَ لِلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ لَمْ تَكُنْ فِي سَنَةِ ١٩١٤، بَلْ سَتَحْصُلُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. وَأَخِيرًا، حَلَّلْنَا لِمَاذَا مَجِيءُ يَسُوعَ لِإِقَامَةِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ لَمْ يَحْدُثْ عَامَ ١٩١٩، بَلْ سَيَحْدُثُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. إِذًا، كُلُّ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّتِي تَخْتَصُّ بِٱلْإِطَارِ ٱلزَّمَنِيِّ تُشِيرُ إِلَى فَتْرَةِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ نَفْسِهَا: اَلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. فَأَيَّةُ تَعْدِيلَاتٍ أُخْرَى فِي فَهْمِنَا لِمَثَلِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ قَدْ تَنْتِجُ مِنْ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟ وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ أَيْضًا عَلَى فَهْمِنَا لِأَمْثَالِ يَسُوعَ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي تَتِمُّ خِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا؟ سَنَتَأَمَّلُ فِي هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْمُهِمَّيْنِ فِي ٱلْمَقَالَاتِ ٱلتَّالِيَةِ.
a اَلْفِقْرَةُ ٤: لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، ٱنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٩٤، ٱلصَّفَحَاتِ ٨-٢١ وَعَدَدَ ١ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٩٩، ٱلصَّفَحَاتِ ٨-٢٠.
b اَلْفِقْرَةُ ٨: إِحْدَى ٱلْحَوَادِثِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَعْدَادِ هِيَ ‹تَجْمِيعُ ٱلْمُخْتَارِينَ›. (مت ٢٤:٣١) وَلِذٰلِكَ، يَبْدُو أَنَّ كُلَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ سَيَكُونُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ فِي وَقْتٍ مَا قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ مَعْرَكَةِ هَرْمَجِدُّونَ. وَهٰذَا تَعْدِيلٌ لِمَا وَرَدَ عَنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ فِي «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١٥ آبَ (أُغُسْطُس) ١٩٩٠، ٱلصَّفْحَةِ ٣٠.
c اَلْفِقْرَةُ ١١: اُنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٩٥، ٱلصَّفَحَاتِ ١٨-٢٨.
d اَلْفِقْرَةُ ١٢: اُنْظُرِ ٱلرِّوَايَةَ ٱلْمُنَاظِرَةَ فِي لُوقَا ٢١:٢٨.
e اَلْفِقْرَةُ ١٥: إِنَّ ٱلْأَفْعَالَ ٱلثَّلَاثَةَ ‹أَتَى› وَ «جَاءَ» وَ «وَصَلَ» هِيَ تَرْجَمَةٌ لِصِيَغٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلْفِعْلِ ٱلْيُونَانِيِّ نَفْسِهِ، إِرخوماي.
f اَلْفِقْرَةُ ١٨: كَمَا لَاحَظْنَا، إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلَّتِي تُتَرْجَمُ إِلَى «جَاءَ» فِي مَتَّى ٢٤:٤٦ هِيَ صِيغَةٌ لِلْفِعْلِ ٱلْيُونَانِيِّ نَفْسِهِ ٱلَّذِي يُنْقَلُ إِلَى «يَأْتِي» فِي مَتَّى ٢٤:٣٠، ٤٢، ٤٤.