«قل لنا، متى ستكون هذه الامور؟»
«الحديثات انا مخبر بها. قبل ان تنبت اعلمكم بها.» — اشعياء ٤٢:٩.
١، ٢ (أ) عن ايّ شيء سأل رسل يسوع بشأن المستقبل؟ (ب) كيف وجد جواب يسوع عن علامة مركَّبة إتماما؟
ينبثق التعليم الالهي من يهوه اللّٰه، الذي هو «مخبر منذ البدء بالاخير.» (اشعياء ٤٦:١٠) وكما اظهرت المقالة السابقة، طلب الرسل تعليما كهذا من يسوع، سائلينه: «(قل لنا، متى ستكون هذه الامور) وما هي العلامة عندما يتمُّ جميع هذا.» — مرقس ١٣:٤.
٢ ردًّا على ذلك، وصف يسوع «علامة» مركَّبة تتألَّف من الدليل الذي يبرهن ان النظام اليهودي كان سينتهي قريبا. وتمَّ ذلك بدمار اورشليم في السنة ٧٠ بم. لكنَّ نبوة يسوع كان لها إتمام اعظم بعد سنين كثيرة في المستقبل. فعندما تنتهي «الازمنة المعيَّنة للامم» في السنة ١٩١٤، كانت ستوجد علامة على نطاق واسع، تظهر ان النظام الشرير الحاضر سينتهي عما قريب في «الضيقة العظيمة.»a (لوقا ٢١:٢٤، عج) وملايين الاحياء اليوم يمكنهم ان يشهدوا ان هذه العلامة قد تمَّت في الحربين العالميتين والحوادث المهمة جدا الاخرى للقرن الـ ٢٠ هذا. وتَسِم هذه ايضا الاتمام الرئيسي لنبوة يسوع، هذا الاتمام العصري المرموز اليه بما حدث من السنة ٣٣ الى ٧٠ بم.
٣ في التكلم عن علامة اخرى، اية تطورات اضافية انبأ بها يسوع مسبقا؟
٣ وبعد ذكر لوقا للازمنة المعيَّنة للامم، تصف الروايات المتناظرة في متى، مرقس، ولوقا سلسلة اضافية من التطورات التي تشمل علامة فضلا عن ‹العلامة› المركَّبة ‹لاختتام نظام الاشياء.› (متى ٢٤:٣، عج) (في الصفحة ١٥، تُفصل هذه المرحلة في الرواية بخط مزدوج.) يقول متى: «وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع. و(بعد ذلك) تظهر علامة ابن الانسان في السماء. و (بعد ذلك) تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها.» — متى ٢٤:٢٩-٣١.
الضيق والظواهر السماوية
٤ اية اسئلة تنشأ عن الظواهر السماوية التي ذكرها يسوع؟
٤ متى يتمُّ ذلك؟ تذكر روايات الاناجيل الثلاث كلها ما يمكن ان ندعوه بالظواهر السماوية — الشمس والقمر يظلمان والنجوم تسقط. وقال يسوع ان هذه ستَلي ‹الضيق.› فهل كان يسوع يفكِّر في الضيق الذي بلغ ذروته في السنة ٧٠ بم، أم انه كان يتكلَّم عن الضيق العظيم الذي لا يزال في المستقبل في ازمنتنا العصرية؟ — متى ٢٤:٢٩؛ مرقس ١٣:٢٤.
٥ اية نظرة جرى تبنيها في ما مضى عن الضيقة في ازمنتنا العصرية؟
٥ منذ انتهت الازمنة المعيَّنة للامم في السنة ١٩١٤، كان شعب اللّٰه مهتما بشدة بـ «الضيقة العظيمة.» (رؤيا ٧:١٤) وطوال سنوات اعتقدوا ان الضيقة العظيمة العصرية لها جزء افتتاحي مناظر لوقت الحرب العالمية الاولى، ثم فترة فاصلة، وجزء ختامي اخيرا، «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء.» وإذا كان الامر كذلك، فماذا كان سيحدث خلال العقود الفاصلة من ‹اختتام النظام›؟ — رؤيا ١٦:١٤؛ متى ١٣:٣٩؛ ٢٤:٣؛ ٢٨:٢٠.
٦ ماذا اعتُقد انه يتمِّم نبوة يسوع عن الظواهر السماوية؟
٦ لقد اعتُقِد انه خلال هذه الفترة ستُرى العلامة المركَّبة، بما فيها عمل الكرازة الذي ينجزه شعب اللّٰه المجموع. وبدا ايضا ان الظواهر السماوية المنبأ بها مسبقا يمكن توقعها خلال الفترة بعد الحقبة الافتتاحية في السنوات ١٩١٤-١٩١٨. (متى ٢٤:٢٩؛ مرقس ١٣:٢٤، ٢٥؛ لوقا ٢١:٢٥) ورُكِّز الانتباه على الامور الحرفية في السموات — مسابير فضائية، صواريخ، اشعة كونية او اشعة ڠاما، وعمليات الانزال على القمر او اقامة قواعد عليه.
٧ ايّ فهم معدّل عن الضيقة العظيمة جرى تزويده؟
٧ لكنَّ برج المراقبة عدد ١٥ ايلول ١٩٧٠ اعادت فحص نبوة يسوع، وخصوصا الضيقة العظيمة القادمة. وأظهرت انه بالنظر الى ما حدث في القرن الاول، لا يمكن ان يكون للضيق العصري جزء افتتاحي في السنة ١٩١٤-١٩١٨، فترة عقود طويلة، واستئناف لاحقا. واستنتجت هذه المجلة: «‹الضيق العظيم› الذي لن يكون له مثيل لا يزال امامنا، لأنه يعني دمار الامبراطورية العالمية للدين الباطل (بما فيها العالم المسيحي)، الدمار الذي يتبعه ‹قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء› في هرمجدون.»
٨ بالنظرة المعدّلة الى الضيقة العصرية، كيف جرى ايضاح متى ٢٤:٢٩؟
٨ لكنَّ متى ٢٤:٢٩ تقول ان الظواهر السماوية تحدث ‹للوقت بعد الضيق.› فكيف يمكن ان يكون ذلك؟ اقترحت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٧٥ ان ‹الضيق› هنا عنى ذاك الذي بلغ ذروته قديما في السنة ٧٠ بم. ولكن، بأيّ معنى امكن القول ان الظواهر السماوية في زمننا كانت تحدث «للوقت» بعد حادثة وقعت في السنة ٧٠ بم؟ لقد جرى التحليل انه في نظر اللّٰه، ستكون القرون التي انقضت في غضون ذلك قصيرة. (رومية ١٦:٢٠؛ ٢ بطرس ٣:٨) لكنَّ فحصا اعمق لهذه النبوة، وخصوصا لمتى ٢٤:٢٩-٣١، يشير الى شرح مختلف تماما. ويوضح هذا كيف ان النور المشرق «يتزايد وينير الى النهار الكامل.» (امثال ٤:١٨)b فلنتأمل في السبب الذي لأجله يكون شرح جديد، او متغيِّر مناسبا.
٩ كيف تزوِّد الاسفار العبرانية الخلفية لكلمات يسوع عن التطورات في السماء؟
٩ لأربعة من رسله، اعطى يسوع نبوة ‹اظلام الشمس، عدم اعطاء القمر ضوءا، وسقوط النجوم.› ولكونهم من اليهود، كان بإمكانهم ان يفهموا لغة كهذه من الاسفار العبرانية، حيث دُعي وقت دينونة اللّٰه، في صفنيا ١:١٥، على سبيل المثال، «يوم خراب ودمار يوم ظلام وقتام يوم سحاب وضباب.» ووصف ايضا مختلف الانبياء العبرانيين الشمس تُظلم، القمر لا يعطي ضوءا، والنجوم لا تضيء. وستجدون لغة كهذه في الرسائل الالهية ضد بابل، ادوم، مصر، ومملكة اسرائيل الشمالية. — اشعياء ١٣:٩، ١٠؛ ٣٤:٤، ٥؛ ارميا ٤:٢٨؛ حزقيال ٣٢:٢، ٦-٨؛ عاموس ٥:٢٠؛ ٨:٢، ٩.
١٠، ١١ (أ) بماذا انبأ يوئيل في ما يتعلق بالامور في السماء؟ (ب) اية اوجه لنبوة يوئيل تمَّت في السنة ٣٣ بم، وأيتها لم تتم؟
١٠ عندما سمعوا ما قاله يسوع، تذكَّر بطرس والثلاثة الآخرون على الارجح نبوة يوئيل في يوئيل ٢:٢٨-٣١ و ٣:١٥: «اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم . . . أُعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان. تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم المخوف.» «الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها.»
١١ وكما هو مذكور في اعمال ٢:١-٤ و ١٤-٢١، في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، سكب اللّٰه الروح القدس على الـ ١٢٠ تلميذا، الرجال والنساء على السواء. وهناك جعله الرسول بطرس معروفا ان ذلك كان ما انبأ به يوئيل. ولكن ماذا عن كلمات يوئيل بشأن ‹تحويل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم وحجز النجوم لمعانها›؟ ليس هنالك ما يشير الى ان هذا تمَّ في السنة ٣٣ بم او خلال الفترة التي دامت اكثر من ٣٠ سنة لاختتام نظام الاشياء اليهودي.
١٢، ١٣ كيف تمّت الظواهر السماوية التي انبأ بها يوئيل مسبقا؟
١٢ وبشكل واضح كان ذلك الجزء الاخير من نبوَّة يوئيل مرتبطا على نحو أوثق بِـ ‹مجيء يوم الرب العظيم المخوف› — دمار اورشليم. وقالت برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٦٧ عن الضيق الذي حلَّ بأورشليم في السنة ٧٠ بم: «كان ذلك دون شك ‹يوم الرب› بالنسبة الى اورشليم وبنيها. وفي ما يتعلق بذلك اليوم كان هنالك الكثير من ‹الدم والنار والدخان،› والشمس لم تكن تنير ظلام المدينة في النهار، والقمر كان يوحي بالدم المسفوك، لا بسكينة ضوء القمر الفضي في الليل.»c
١٣ اجل، كما هي الحال مع النبوات الاخرى التي لاحظناها، كانت ستتمّ الظواهر السماوية التي أنبأ بها يوئيل عندما ينفِّذ يهوه الدينونة. وبدلا من ان تمتد طوال مدة اختتام النظام اليهودي كلها، حدث إظلام الشمس، القمر، والنجوم عندما اتت القوات التنفيذية على اورشليم. وبشكل منطقي، يمكننا ان نتوقع إتماما اعظم لذلك الجزء من نبوة يوئيل عندما يبدأ تنفيذ اللّٰه الدينونة في النظام الحاضر.
ايّ ضيق قبل الظواهر السماوية؟
١٤، ١٥ اية علاقة هنالك لنبوة يوئيل بفهمنا لمتى ٢٤:٢٩؟
١٤ ان إتمام نبوة يوئيل (انسجاما مع نبوات اخرى تستعمل لغة مماثلة) يساعدنا على فهم الكلمات في متى ٢٤:٢٩. ومن الواضح ان ما قاله يسوع عن ‹إظلام الشمس، عدم اعطاء القمر ضوءا، وسقوط النجوم،› لا يشير الى امور تحدث خلال العقود العديدة لاختتام النظام الحاضر، كاستخدام الصواريخ الجوية، عمليات الانزال على القمر، وما شابه ذلك. كلا، لقد اشار الى امور مرتبطة بِـ «يوم الرب العظيم المخوف،» الدمار الذي سيأتي بعد.
١٥ يتعلق ذلك بفهمنا كيف ستأتي الظواهر السماوية ‹للوقت بعد الضيق.› فلم يكن يسوع يشير الى الضيق الذي بلغ ذروته في السنة ٧٠ بم. وبالاحرى كان يشير الى ابتداء الضيق العظيم الذي سيحلّ بالنظام العالمي في المستقبل، جاعلا ‹حضوره› الموعود به يبلغ ذروته. (متى ٢٤:٣، عج) ولا يزال هذا الضيق امامنا.
١٦ الى ايّ ضيق كانت مرقس ١٣:٢٤ تشير، ولماذا الامر كذلك؟
١٦ وماذا عن الكلمات في مرقس ١٣:٢٤: «في تلك الايام بعد ذلك الضيق . . . الشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه»؟ هنا الكلمتان «تلك» و «ذلك» كلتاهما صيغتان للكلمة اليونانية إكِينوس، وهي ضمير اشارة يدل على امر بعيد في الزمن. فيمكن استعمال إكِينوس للاشارة الى امر مضى منذ وقت طويل (او مذكور آنفا) او امر في المستقبل البعيد. (متى ٣:١؛ ٧:٢٢؛ ١٠:١٩؛ ٢٤:٣٨؛ مرقس ١٣:١١، ١٧، ٣٢؛ ١٤:٢٥؛ لوقا ١٠:١٢؛ ٢ تسالونيكي ١:١٠) وهكذا، تشير مرقس ١٣:٢٤ الى «ذلك الضيق،» لا الضيق الذي سبَّبه الرومان، وانما عمل يهوه القدير عند نهاية النظام الحاضر.
١٧، ١٨ ايّ ضوء تلقيه الرؤيا على كيفية تطوّر الضيقة العظيمة؟
١٧ ان الاصحاحات ١٧ الى ١٩ من الرؤيا تلائم وتؤكد صحة هذا الفهم المعدَّل لمتى ٢٤:٢٩-٣١، مرقس ١٣:٢٤-٢٧، ولوقا ٢١:٢٥-٢٨. بأية طريقة؟ تظهر الاناجيل ان هذه الضيقة لن تبدأ وتنتهي في وقت واحد. فبعد ابتدائها سيكون بعض البشر المتمردين احياء بعدُ ليرَوا «علامة ابن الانسان» وليكون لهم ردّ فعل — لينوحوا، وكما هو مذكور في لوقا ٢١:٢٦، لكي «يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة.» وهذا الخوف الغامر سيكون نتيجة رؤيتهم ‹العلامة› التي تنذر بهلاكهم الوشيك.
١٨ وتظهر رواية الرؤيا ان الضيقة العظيمة القادمة ستبدأ عندما تنقلب «القرون» العسكرية التي ‹للوحش› الاممي على «الزانية العظيمة،» بابل العظيمة.d (رؤيا ١٧:١، ١٠-١٦) ولكن سيبقى كثيرون من الناس، لأنه سينوح الملوك، التجار، ربابنة السفن، وآخرون على نهاية الدين الباطل. ومما لا شك فيه ان كثيرين سيدركون ان دينونتهم ستتبع. — رؤيا ١٨:٩-١٩.
ماذا سيحدث؟
١٩ ماذا يمكننا ان نتوقع عندما تبدأ الضيقة العظيمة؟
١٩ ان مقاطع الاناجيل في متى، مرقس، ولوقا تتَّحد مع الرؤيا الاصحاحات ١٧-١٩ لتلقي مقدارا من الضوء على ما سيحدث قريبا. ففي وقت اللّٰه المحدَّد، ستبدأ الضيقة العظيمة بهجوم على الامبراطورية العالمية للدين الباطل (بابل العظيمة). وسيكون ذلك شديدا خصوصا على العالم المسيحي، الذي يناظر اورشليم العديمة الولاء. «وللوقت بعد» هذه المرحلة من الضيق، «تكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الارض كرب امم بحيرة [لم يسبق له مثيل].» — متى ٢٤:٢٩؛ لوقا ٢١:٢٥.
٢٠ اية ظواهر سماوية يمكننا ان نتوقع بعد؟
٢٠ وبأيّ معنى «تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع»؟ دون شك، في الجزء الباكر من الضيقة العظيمة، سيكون الكثير من الانوار — رجال الدين البارزين في العالم الديني — قد شُهِّر وأُزيل بواسطة «العشرة القرون» المذكورة في الرؤيا ١٧:١٦. ولا شك ان القوات السياسية ايضا ستكون قد تزعزعت. وهل يمكن ان تكون هنالك ايضا حوادث مخيفة في السموات المادية؟ هذا مرجح الى حد بعيد، وعلى نحو يوحي بالرهبة اكثر بكثير من تلك التي وصفها يوسيفوس تحدث قرب نهاية النظام اليهودي. ونحن نعرف ان اللّٰه، في الماضي السحيق، اظهر قوته ليسبِّب تأثيرات مفاجئة وعنيفة كهذه، ويمكنه ان يفعل ذلك مرة اخرى. — خروج ١٠:٢١-٢٣؛ يشوع ١٠:١٢-١٤؛ قضاة ٥:٢٠؛ لوقا ٢٣:٤٤، ٤٥.
٢١ كيف ستحدث «علامة» مستقبلية؟
٢١ عند هذه المرحلة يستعمل الكتبة الثلاثة للاناجيل كلهم توتِه (بعد ذلك) ليقدِّموا التطور التالي. «(بعد ذلك) تظهر علامة ابن الانسان في السماء.» (متى ٢٤:٣٠؛ مرقس ١٣:٢٦؛ لوقا ٢١:٢٧) منذ الحرب العالمية الاولى، ميَّز تلاميذ يسوع الحقيقيون العلامة المركَّبة لحضوره غير المنظور، في حين لم يُدركها معظم الناس. ولكنَّ متى ٢٤:٣٠ تشير الى «علامة» اضافية تظهر في المستقبل، تلك التي ‹لابن الانسان،› وستضطر كلُّ الامم الى ملاحظتها. وعندما يأتي يسوع مع سحاب الخفاء، سيكون على البشر المقاومين حول الارض ان يعترفوا بذلك ‹الاتيان› (باليونانية، إرخومنون) بسبب اظهار فوق الطبيعة لقوته الملكية. — رؤيا ١:٧.
٢٢ ماذا سيكون تأثير رؤية «علامة» متى ٢٤:٣٠؟
٢٢ تستعمل متى ٢٤:٣٠ مرة اخرى توتِه لتقدِّم ما يأتي لاحقا. فبعد ذلك، اذ تشعر الامم بعاقبة حالتها، تنوح، اذ ربما تدرك ان دمارها وشيك الحدوث. وكم يختلف الامر بالنسبة الى خدام اللّٰه، لأننا سنتمكَّن من رفع رؤوسنا، عالمين ان النجاة قريبة! (لوقا ٢١:٢٨) وتُظهر ايضا الرؤيا ١٩:١-٦ العبَّاد الحقيقيين في السماء وعلى الارض يفرحون بنهاية الزانية العظيمة.
٢٣ (أ) ايّ عمل سيجريه يسوع نحو المختارين؟ (ب) ماذا يمكن ان يقال عن اخذ البقية الى السماء؟
٢٣ وتمضي نبوة يسوع قائلة، في مرقس ١٣:٢٧: «يرسل (بعد ذلك) [توتِه] ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء.» يركِّز يسوع هنا على بقية ‹المختارين› الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين لا يزالون احياء على الارض. ففي وقت باكر من اختتام نظام الاشياء كان تلاميذ يسوع الممسوحون هؤلاء قد جُلبوا الى وحدة ثيوقراطية. ولكن، بحسب التتابع المستخدم، تصف مرقس ١٣:٢٧ ومتى ٢٤:٣١ امرا آخر. فـ «ببوق عظيم الصوت،» يُجمع ‹المختارون› الباقون من اطراف الارض. وكيف سيُجمعون؟ دون شك، ‹سيُختمون› وتُحدَّد هويتهم بوضوح من قبل يهوه بصفتهم جزءا من ‹المدعوين والمختارين والامناء.› وفي وقت اللّٰه المعيَّن، سيُجمعون الى السماء ليكونوا ملوكا وكهنة.e وهذا سيجلب الفرح لهم ولرفقائهم الامناء، ‹الجمع الكثير،› الذين سيوسَمون هم انفسهم من اجل ‹الاتيان من الضيقة العظيمة› ليتمتعوا بالبركات في ارض فردوسية. — متى ٢٤:٢٢؛ رؤيا ٧:٣، ٤، ٩-١٧؛ ١٧:١٤، عج؛ ٢٠:٦؛ حزقيال ٩:٤، ٦.
٢٤ تكشف متى ٢٤:٢٩-٣١ عن ايّ تتابع في ما يتعلق بالتطورات القادمة؟
٢٤ عندما قال الرسل، «قل لنا . . .،» غطى جواب يسوع اكثر مما كان بإمكانهم ان يفهموا. ولكن خلال مدة حياتهم ابتهجوا بأن يروا الاتمام النموذجي لنبوته. لقد ركَّز درسنا لجواب يسوع على الجزء من نبوته الذي سيتمّ في المستقبل القريب. (متى ٢٤:٢٩-٣١؛ مرقس ١٣:٢٤-٢٧؛ لوقا ٢١:٢٥-٢٨) والآن يمكننا ان نرى ان نجاتنا تقترب اكثر. ويمكننا ان نتطلَّع الى الامام الى بداية الضيق العظيم، بعد ذلك الى علامة ابن الانسان، وبعد ذلك الى جَمع اللّٰه للمختارين. وأخيرا، بصفته منفِّذ احكام يهوه في هرمجدون، فإن ملكنا المحارب، يسوع المتوَّج، سوف «يكمِل غلبته.» (رؤيا ٦:٢، عج) ويوم يهوه ذلك، عندما ينفِّذ الانتقام، سيأتي كنهاية عظمى لاختتام نظام الاشياء الذي وَسَمَ يوم الرب يسوع من السنة ١٩١٤ فصاعدا.
٢٥ كيف يمكننا ان نشترك في الاتمام المستقبلي للوقا ٢١:٢٨؟
٢٥ فاستمروا في الاستفادة من التعليم الالهي بهدف الاستجابة للاتمام المستقبلي لكلمات يسوع: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.» (لوقا ٢١:٢٨) ويا لَلمستقبل العظيم الذي يكمن امام المختارين والجمع الكثير اذ يشرع يهوه في تقديس اسمه القدوس!
[الحواشي]
a يسرُّ شهود يهوه بتزويد البرهان عن ذلك، مظهرين كيف تتمِّم الوقائع المادية ليومنا نبوة الكتاب المقدس.
b ظهرت مواد اضافية في الصفحات ٢٩٦-٣٢٣ من ملكوت اللّٰه الالفي يقترب، بالانكليزية، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في السنة ١٩٧٣، وبرج المراقبة عدد ١ ايار ١٩٨٣، «الوقت للهرب هو الآن!»
c يكتب يوسيفوس عن التطورات بين الهجوم الاول للرومان على اورشليم (٦٦ بم) ودمارها: «خلال الليل هبَّت عاصفة مدمرة؛ زمجر إعصار، هطلت امطار جارفة، ومض البرق باستمرار، كان قصف الرعد مهولا، واهتزت الارض محدثة اصواتا تصمُّ الآذان. ان هذا الانهيار لكامل بنية الاشياء أنذر بوضوح بكارثة للجنس البشري، ولم يكن احد ليشكَّ في ان العلامات المشؤومة انذرت بمصيبة لا مثيل لها.»
d ان ما تكلَّم به يسوع عن «ضيق عظيم» و«ضيق» في انطباقه الاول هو دمار النظام اليهودي. لكن في الاعداد التي تنطبق فقط على يومنا، استعمل اداة التعريف «الـ ،» قائلا «الـ ضيق.» (متى ٢٤:٢١، ٢٩، عج؛ مرقس ١٣:١٩، ٢٤) ودعت الرؤيا ٧:١٤ هذا الحدث المقبل «الـ ضيقة العظيمة.»
e انظروا «اسئلة من القراء» في عدد ١٥ آب ١٩٩٠ من برج المراقبة.
هل تذكرون؟
◻ كيف تمّت اوجه يوئيل ٢:٢٨-٣١ و ٣:١٥ في القرن الاول؟
◻ ايّ ضيق تشير اليه متى ٢٤:٢٩، ولماذا نستنتج ذلك؟
◻ الى اية ظواهر سماوية تشير متى ٢٤:٢٩، وكيف يمكن لذلك ان يحدث للوقت بعد الضيق؟
◻ كيف ستتمّ لوقا ٢١:٢٦، ٢٨ في المستقبل؟
[الصورة في الصفحتين ١٦ و ١٧]
منطقة الهيكل
[مصدر الصورة]
Pictorial Archive )Near Eastern History( Est.