مقالة الدرس ٢٩
«اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا»
«اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». — مت ٢٨:١٩.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٠ رِسَالَتُنَا رِسَالَةُ حَيَاةٍ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١-٢ (أ) مَا هِيَ مُهِمَّةُ ٱلْجَمَاعَةِ حَسَبَ مَتَّى ٢٨:١٨-٢٠؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
هَا هُمُ ٱلرُّسُلُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى جَبَلٍ فِي ٱلْجَلِيلِ وَٱلْحَمَاسُ ظَاهِرٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ. فَبَعْدَمَا قَامَ يَسُوعُ، رَتَّبَ أَنْ يَلْتَقِيَ بِهِمْ هُنَاكَ. (مت ٢٨:١٦) وَرُبَّمَا فِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ، ظَهَرَ «لِأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ دَفْعَةً وَاحِدَةً». (١ كو ١٥:٦) وَلٰكِنْ لِمَاذَا دَعَا يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ إِلَى هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ؟ كَيْ يُوكِلَ إِلَيْهِمْ مُهِمَّةً كَبِيرَةً: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». — اقرأ متى ٢٨:١٨-٢٠.
٢ وَٱلتَّلَامِيذُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا كَلِمَاتِ يَسُوعَ صَارُوا لَاحِقًا جُزْءًا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. وَكَانَتْ مُهِمَّةُ تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ تَلْمَذَةَ ٱلنَّاسِ، أَيْ مُسَاعَدَتَهُمْ لِيَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ.b وَٱلْيَوْمَ، هُنَاكَ عَشَرَاتُ آلَافِ ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَلَا تَزَالُ مُهِمَّتُهَا هِيَ نَفْسَهَا. لِذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَرْبَعَةَ أَسْئِلَةٍ: لِمَاذَا عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ مُهِمٌّ جِدًّا؟ مَاذَا يَشْمُلُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ؟ هَلْ لَنَا جَمِيعًا دَوْرٌ فِيهِ؟ وَلِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلصَّبْرِ؟
لِمَاذَا عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ مُهِمٌّ جِدًّا؟
٣ حَسَبَ يُوحَنَّا ١٤:٦ وَ ١٧:٣، مَا أَهَمِّيَّةُ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٣ إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ مُهِمٌّ جِدًّا. فَوَحْدَهُمْ تَلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِ يَصِيرُونَ أَصْدِقَاءَ لِلّٰهِ. وَٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلْمَسِيحَ تَتَحَسَّنُ حَيَاتُهُمُ ٱلْآنَ، وَيَرْجُونَ أَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (اقرأ يوحنا ١٤:٦؛ ١٧:٣.) وَمَعَ أَنَّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ، نَحْنُ لَا نَقُومُ بِهَا وَحْدَنَا. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَالَ إِنَّهُ هُوَ وَرِفَاقَهُ يَعْمَلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ. (١ كو ٣:٩) فِعْلًا، إِنَّهُ ٱمْتِيَازٌ كَبِيرٌ مِنْ يَهْوَهَ وَٱلْمَسِيحِ لِبَشَرٍ نَاقِصِينَ.
٤ أَيَّةُ فِكْرَةٍ يُؤَكِّدُهَا مَا حَصَلَ مَعَ إِيفَان وَمَاتِيلْدَا؟
٤ وَعَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ يُفْرِحُنَا كَثِيرًا. إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ إِيفَان وَزَوْجَتِهِ مَاتِيلْدَا فِي كُولُومْبِيَا. فَعِنْدَمَا بَشَّرَا شَابًّا ٱسْمُهُ دَافْيِير، قَالَ لَهُمَا: «أُحِبُّ أَنْ أَتَغَيَّرَ، لٰكِنِّي لَا أَقْدِرُ». فَهُوَ كَانَ مُلَاكِمًا يَتَعَاطَى ٱلْمُخَدِّرَاتِ وَيَشْرَبُ ٱلْكُحُولَ بِكَثْرَةٍ وَيَعِيشُ مَعَ صَدِيقَتِهِ إِيرِيكَا. يُخْبِرُ إِيفَان: «بَدَأْنَا نَزُورُهُ فِي قَرْيَتِهِ ٱلْمُنْعَزِلَةِ. فَكَانَ عَلَيْنَا أَنْ نَقُودَ دَرَّاجَتَيْنَا عِدَّةَ سَاعَاتٍ عَلَى ٱلطُّرُقَاتِ ٱلْمُوحِلَةِ. وَعِنْدَمَا تَحَسَّنَ سُلُوكُ دَافْيِير وَمَوْقِفُهُ، بَدَأَتْ إِيرِيكَا أَيْضًا تَدْرُسُ ٱلْحَقَّ». وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، تَوَقَّفَ دَافْيِير عَنِ ٱلْمُلَاكَمَةِ وَتَعَاطِي ٱلْمُخَدِّرَاتِ وَشُرْبِ ٱلْكُحُولِ، وَتَزَوَّجَ إِيرِيكَا. تَقُولُ مَاتِيلْدَا: «عِنْدَمَا ٱعْتَمَدَ دَافْيِير وَإِيرِيكَا عَامَ ٢٠١٦، تَذَكَّرْنَا مَا كَانَ يَقُولُهُ: ‹أُحِبُّ أَنْ أَتَغَيَّرَ، لٰكِنِّي لَا أَقْدِرُ›. فَلَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نَحْبِسَ دُمُوعَنَا». لَا شَكَّ إِذًا أَنَّنَا نَفْرَحُ كَثِيرًا عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ.
مَاذَا يَشْمُلُ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٥ مَا هِيَ أَوَّلُ خُطْوَةٍ لِنُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ؟
٥ أَوَّلُ خُطْوَةٍ هِيَ ‹ٱلْبَحْثُ› عَنِ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ طَيِّبَةٌ. (مت ١٠:١١) وَعِنْدَمَا نَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ، نُظْهِرُ أَنَّنَا فِعْلًا شُهُودٌ لِيَهْوَهَ. وَعِنْدَمَا نُطِيعُ وَصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ نُبَشِّرَ، نُظْهِرُ أَنَّنَا فِعْلًا مَسِيحِيُّونَ.
٦ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي خِدْمَتِنَا؟
٦ بَعْضُ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ. لٰكِنَّ كَثِيرِينَ لَا يَهْتَمُّونَ فِي ٱلْبِدَايَةِ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱهْتِمَامَهُمْ. وَكَيْ نَنْجَحَ فِي ذٰلِكَ، يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَعِدَّ جَيِّدًا. فَٱخْتَرْ مَوَاضِيعَ تَهُمُّ سَامِعِيكَ، ثُمَّ فَكِّرْ كَيْفَ تَبْدَأُ ٱلْحَدِيثَ.
٧ كَيْفَ تَبْدَأُ حَدِيثًا مَعَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ تَسْمَعَهُمْ وَتَحْتَرِمَهُمْ؟
٧ مَثَلًا، ٱسْأَلْ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ: «هَلْ تَسْمَحُ أَنْ آخُذَ رَأْيَكَ فِي هٰذَا ٱلسُّؤَالِ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَحْكُمَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ حُكُومَةٌ وَاحِدَةٌ وَتَحُلَّ كُلَّ مَشَاكِلِنَا؟». ثُمَّ نَاقِشْ دَانِيَال ٢:٤٤. أَوِ ٱسْأَلْ: «بِرَأْيِكَ، كَيْفَ نُرَبِّي أَوْلَادَنَا لِيَكُونُوا مُهَذَّبِينَ؟». بَعْدَ ذٰلِكَ نَاقِشِ ٱلتَّثْنِيَة ٦:٦، ٧. وَمَهْمَا كَانَ ٱلْمَوْضُوعُ ٱلَّذِي ٱخْتَرْتَهُ، فَفَكِّرْ فِي سَامِعِيكَ. تَخَيَّلْ كَمْ سَتَتَحَسَّنُ حَيَاتُهُمْ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ. وَحِينَ تَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَسْمَعَهُمْ وَتَحْتَرِمَ رَأْيَهُمْ. فَهٰكَذَا تَفْهَمُ كَيْفَ يُفَكِّرُونَ وَتَدْفَعُهُمْ أَنْ يَسْمَعُوكَ.
٨ لِمَ تَتَطَلَّبُ ٱلزِّيَارَاتُ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجُهْدَ؟
٨ قَبْلَ أَنْ يَقْبَلَ ٱلشَّخْصُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، قَدْ يَلْزَمُ أَنْ تَزُورَهُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجُهْدَ. فَعِنْدَمَا تَعُودُ لِزِيَارَتِهِ، رُبَّمَا لَا تَجِدُهُ فِي ٱلْبَيْتِ أَوْ يَكُونُ مَشْغُولًا. أَوْ قَدْ تَزُورُهُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يَعْتَادَ عَلَيْكَ وَيَقْبَلَ دَرْسًا. وَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلنَّبْتَةَ تَحْتَاجُ أَنْ تُسْقَى تَكْرَارًا كَيْ تَنْمُوَ. بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، قَدْ تَنْمُو مَحَبَّةُ ٱلشَّخْصِ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ حِينَ نُنَاقِشُ مَعَهُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تَكْرَارًا.
هَلْ لَنَا جَمِيعًا دَوْرٌ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٩-١٠ لِمَ لَنَا جَمِيعًا دَوْرٌ فِي إِيجَادِ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ طَيِّبَةٌ؟
٩ لِكُلٍّ مِنَّا دَوْرٌ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ طَيِّبَةٌ. فَهٰذَا ٱلْعَمَلُ يُشْبِهُ ٱلْبَحْثَ عَنْ وَلَدٍ ضَائِعٍ. لِمَاذَا نَقُولُ ذٰلِكَ؟ إِلَيْكَ قِصَّةً حَقِيقِيَّةً عَنْ وَلَدٍ ضَاعَ وَهُوَ بِعُمْرِ ٣ سَنَوَاتٍ. فَقَدِ ٱشْتَرَكَ نَحْوُ ٥٠٠ مُتَطَوِّعٍ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْهُ. وَأَخِيرًا، بَعْدَ حَوَالَيْ ٢٠ سَاعَةً، وَجَدَهُ أَحَدُهُمْ فِي حَقْلِ ذُرَةٍ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْمُتَطَوِّعَ لَمْ يُرْجِعِ ٱلْفَضْلَ إِلَى نَفْسِهِ، بَلْ قَالَ: «لَزِمَ مِئَاتُ ٱلْأَشْخَاصِ لِيَجِدُوهُ».
١٠ وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ مِثْلُ هٰذَا ٱلْوَلَدِ. فَهُمْ ضَائِعُونَ وَيَائِسُونَ وَبِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ. (اف ٢:١٢) وَأَكْثَرُ مِنْ ٨ مَلَايِينِ شَاهِدٍ لِيَهْوَهَ يَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْهُمْ. وَمَعَ أَنَّكَ قَدْ لَا تَجِدُ شَخْصًا يُرِيدُ أَنْ يَدْرُسَ ٱلْحَقَّ، فَرُبَّمَا يَجِدُهُ نَاشِرٌ آخَرُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَعِنْدَمَا يَصِيرُ هٰذَا ٱلشَّخْصُ تِلْمِيذًا لِلْمَسِيحِ، يَفْرَحُ كُلُّ ٱلَّذِينَ شَارَكُوا فِي ٱلْبَحْثِ.
١١ كَيْفَ تُسَاهِمُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ دَرْسٌ؟
١١ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ دَرْسٌ، تَقْدِرُ أَنْ تُسَاهِمَ بِطُرُقٍ أُخْرَى فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. مَثَلًا، عِنْدَمَا يَأْتِي أَشْخَاصٌ جُدُدٌ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، رَحِّبْ بِهِمْ وَكُنْ لَطِيفًا مَعَهُمْ. وَهٰكَذَا يَشْعُرُونَ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُنَا كَمَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥) وَأَجْوِبَتُكَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ، وَلَوْ كَانَتْ قَصِيرَةً، تُفِيدُ ٱلْجُدُدَ. فَهِيَ تُعَلِّمُهُمْ أَنْ يُجِيبُوا بِصِدْقٍ وَٱحْتِرَامٍ. وَبِإِمْكَانِكَ أَيْضًا أَنْ تُرَافِقَ نَاشِرًا جَدِيدًا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَتُدَرِّبَهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِيُعَلِّمَ ٱلنَّاسَ. وَهٰكَذَا تُسَاعِدُهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِٱلْمَسِيحِ. — لو ١٠:٢٥-٢٨.
١٢ هَلْ نَحْتَاجُ إِلَى قُدُرَاتٍ خُصُوصِيَّةٍ لِنُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٢ لَا دَاعِيَ أَنْ يَكُونَ لَدَيْكَ قُدُرَاتٌ خُصُوصِيَّةٌ لِتُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ. لِمَاذَا؟ إِلَيْكَ مِثَالَ أُخْتٍ ٱسْمُهَا فُوسْتِينَا تَعِيشُ فِي بُولِيفْيَا. فَعِنْدَمَا زَارَهَا ٱلشُّهُودُ، لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ كَيْفَ تَقْرَأُ. لٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، تَعَلَّمَتْ أَنْ تَقْرَأَ قَلِيلًا. وَهِيَ ٱلْآنَ أُخْتٌ مُعْتَمِدَةٌ وَتُحِبُّ أَنْ تُعَلِّمَ ٱلنَّاسَ ٱلْحَقَّ. وَكُلَّ أُسْبُوعٍ، تَعْقِدُ خَمْسَةَ دُرُوسٍ. وَمَعَ أَنَّ قِرَاءَتَهَا ضَعِيفَةٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مُعْظَمِ تَلَامِيذِهَا، فَقَدْ سَاعَدَتْ سِتَّةَ أَشْخَاصٍ أَنْ يَعْتَمِدُوا. — لو ١٠:٢١.
١٣ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا عِنْدَمَا نُتَلْمِذُ ٱلنَّاسَ رَغْمَ وَقْتِنَا ٱلضَّيِّقِ؟
١٣ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ وَقْتُهُمْ ضَيِّقٌ بِسَبَبِ مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلْعَدِيدَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، يُخَصِّصُونَ ٱلْوَقْتَ لِيَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. وَهٰذَا يُفْرِحُهُمْ كَثِيرًا. لَاحِظْ مَا حَصَلَ مَعَ أُخْتٍ تَعِيشُ فِي أَلَاسْكَا ٱسْمُهَا مِيلَانِي. فَهِيَ كَانَتْ تُرَبِّي وَحْدَهَا ٱبْنَتَهَا ٱلَّتِي عُمْرُهَا ٨ سَنَوَاتٍ، تَعْمَلُ بِدَوَامٍ كَامِلٍ، وَتَهْتَمُّ بِوَالِدِهَا ٱلْمُصَابِ بِٱلسَّرَطَانِ. وَكَانَتْ هِيَ ٱلشَّاهِدَةَ ٱلْوَحِيدَةَ فِي بَلْدَتِهَا ٱلْمُنْعَزِلَةِ. فَٱعْتَادَتْ أَنْ تَطْلُبَ ٱلْقُوَّةَ مِنْ يَهْوَهَ لِتُبَشِّرَ رَغْمَ ٱلطَّقْسِ ٱلْبَارِدِ. وَأَرَادَتْ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا أَنْ تَجِدَ شَخْصًا تَدْرُسُ مَعَهُ. وَذَاتَ يَوْمٍ، ٱلْتَقَتْ بِسَارَةَ ٱلَّتِي فَرِحَتْ كَثِيرًا عِنْدَمَا تَعَلَّمَتْ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱسْمُهُ يَهْوَهُ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، قَبِلَتْ سَارَةُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. تَقُولُ مِيلَانِي: «غَالِبًا مَا أَكُونُ مُرْهَقَةً مَسَاءَ يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱسْتَفَدْنَا أَنَا وَٱبْنَتِي مِنْ عَقْدِ دَرْسِ سَارَةَ. فَقَدِ ٱسْتَمْتَعْنَا بِٱلْبَحْثِ عَنْ أَجْوِبَةٍ لِأَسْئِلَتِهَا، وَفَرِحْنَا كَثِيرًا عِنْدَمَا صَارَتْ مِنْ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ». فَسَارَةُ وَاجَهَتِ ٱلِٱضْطِهَادَ بِشَجَاعَةٍ وَتَرَكَتْ كَنِيسَتَهَا ثُمَّ ٱعْتَمَدَتْ.
لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلصَّبْرِ؟
١٤ (أ) كَيْفَ تُشْبِهُ ٱلتَّلْمَذَةُ صَيْدَ ٱلسَّمَكِ؟ (ب) كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ ٢ تِيمُوثَاوُس ٤:١، ٢؟
١٤ حَتَّى لَوْ لَمْ تَجِدْ شَخْصًا تَدْرُسُ مَعَهُ، فَلَا تَفْقِدِ ٱلْأَمَلَ. تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ شَبَّهَ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ بِصَيْدِ ٱلسَّمَكِ. فَقَدْ يَقْضِي ٱلصَّيَّادُ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً قَبْلَ أَنْ يَصْطَادَ شَيْئًا. وَأَحْيَانًا، يَصْطَادُ فِي ٱللَّيْلِ أَوْ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ أَوْ يُبْحِرُ مَسَافَاتٍ طَوِيلَةً. (لو ٥:٥) بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، يَقْضِي بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ بِصَبْرٍ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً وَهُمْ «يَصْطَادُونَ» فِي أَوْقَاتٍ وَأَمَاكِنَ مُتَنَوِّعَةٍ. وَذٰلِكَ كَيْ يُبَشِّرُوا عَدَدًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ. وَٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ جُهْدًا إِضَافِيًّا غَالِبًا مَا يَجِدُونَ أَشْخَاصًا مُهْتَمِّينَ. فَهَلْ تَقْدِرُ أَنْ تُبَشِّرَ فِي أَوْقَاتٍ وَأَمَاكِنَ مُتَنَوِّعَةٍ لِتَلْتَقِيَ عَدَدًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ؟ — اقرأ ٢ تيموثاوس ٤:١، ٢.
١٥ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ؟
١٥ وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ؟ نَحْنُ لَا نَكْتَفِي بِمُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَعْرِفُوا تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُحِبُّوهَا. بَلْ نُسَاعِدُهُمْ أَيْضًا كَيْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ، مُؤَلِّفَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَيُحِبُّوهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ. وَإِضَافَةً إِلَى تَعْلِيمِهِمْ مَاذَا يَطْلُبُ يَسُوعُ مِنْ أَتْبَاعِهِ، مِنْ مَسْؤُولِيَّتِنَا أَنْ نُعَلِّمَهُمْ كَيْفَ يُطَبِّقُونَ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَصْبِرَ عَلَيْهِمْ وَنَدْعَمَهُمْ فِيمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ يُطَبِّقُوا مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَٱلْبَعْضُ يُغَيِّرُونَ تَفْكِيرَهُمْ وَعَادَاتِهِمْ خِلَالَ أَشْهُرٍ قَلِيلَةٍ، لٰكِنَّ آخَرِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى وَقْتٍ أَطْوَلَ.
١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ مُرْسَلٍ فِي ٱلْبِيرُو؟
١٦ وَمَا حَصَلَ مَعَ مُرْسَلٍ فِي ٱلْبِيرُو يُعَلِّمُنَا أَهَمِّيَّةَ ٱلصَّبْرِ. يُخْبِرُ: «دَرَسْتُ كِتَابَيْنِ مَعَ رَاوُول. لٰكِنَّ حَيَاتَهُ بَقِيَتْ مَلِيئَةً بِٱلْمَشَاكِلِ. فَكَانَ يَسُبُّ كَثِيرًا، زَوَاجُهُ تَعِيسًا، وَأَوْلَادُهُ لَا يَحْتَرِمُونَهُ. لٰكِنَّهُ كَانَ يَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. فَبَقِيتُ أَزُورُهُ لِأُسَاعِدَهُ هُوَ وَعَائِلَتَهُ. وَبَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ عَلَى لِقَائِنَا، نَذَرَ نَفْسَهُ لِيَهْوَهَ وَٱعْتَمَدَ».
١٧ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ أَوْصَانَا يَسُوعُ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا سَنَتَحَدَّثُ مَعَ أَشْخَاصٍ تَخْتَلِفُ طَرِيقَةُ تَفْكِيرِهِمْ عَنْ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا، كَٱلْمُلْحِدِينَ أَوِ ٱلَّذِينَ لَا يَنْتَمُونَ إِلَى أَيِّ دِينٍ. وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ نُبَشِّرُ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٨ زَرْعُ بِذَارِ ٱلْمَلَكُوتِ
a لَدَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مُهِمَّةٌ رَئِيسِيَّةٌ: مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تُعْطِينَا نَصَائِحَ مُفِيدَةً لِنُنْجِزَ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ.
b شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: إِنَّ تَلَامِيذَ ٱلْمَسِيحِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتَعَلَّمُونَ وَصَايَاهُ وَيُطَبِّقُونَهَا فِي حَيَاتِهِمْ. فَهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَتْبَعُوا مِثَالَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِدِقَّةٍ. — ١ بط ٢:٢١.
c وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: شَابٌّ ذَاهِبٌ فِي عُطْلَةٍ يَقْبَلُ نَشْرَةً مِنْ أُخْتَيْنِ فِي ٱلْمَطَارِ. وَخِلَالَ عُطْلَتِهِ، يَرَى شَاهِدَيْنِ يَقُومَانِ بِٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ. وَبَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنَ ٱلْعُطْلَةِ، يَزُورُهُ شَاهِدَانِ فِي بَيْتِهِ.
d وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: يَقْبَلُ ٱلشَّابُّ نَفْسُهُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَيَعْتَمِدُ بَعْدَ فَتْرَةٍ.