تَمَثَّلْ بِحَنَانِ يَهْوَهَ
«يَهْوَهُ يَهْوَهُ إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ». — خر ٣٤:٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٤٢، ١٢
١ كَيْفَ كَشَفَ يَهْوَهُ نَفْسَهُ لِمُوسَى، وَمَاذَا تُظْهِرُ ٱلصِّفَاتُ ٱلَّتِي شَدَّدَ عَلَيْهَا؟
ذَاتَ مَرَّةٍ، أَرَادَ يَهْوَهُ أَنْ يُعَرِّفَ مُوسَى بِنَفْسِهِ. فَأَعْلَنَ لَهُ ٱسْمَهُ وَبَعْضًا مِنْ صِفَاتِهِ. وَمِنَ ٱللَّافِتِ أَنَّهُ تَحَدَّثَ أَوَّلًا عَنْ رَحْمَتِهِ وَحَنَانِهِ. (اقرإ الخروج ٣٤:٥-٧.) فَمُوسَى ٱحْتَاجَ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ دَعْمِ يَهْوَهَ لَهُ. (خر ٣٣:١٣) لِذٰلِكَ بَدَلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ ٱللّٰهُ عَنْ قُوَّتِهِ أَوْ حِكْمَتِهِ، شَدَّدَ عَلَى صِفَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّهُ يَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَةِ خُدَّامِهِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ تُشَجِّعُنَا نَحْنُ أَيْضًا. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ صِفَةَ ٱلْحَنَانِ، أَوِ ٱلرَّأْفَةِ، ٱلَّتِي تَعْنِي أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَ ٱلْمُتَأَلِّمِينَ وَنَرْغَبَ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ.
٢، ٣ (أ) مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْحَنَانَ صِفَةٌ تُولَدُ مَعَ ٱلْبَشَرِ؟ (ب) لِمَ نُنَاقِشُ صِفَةَ ٱلْحَنَانِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ اَلْحَنَانُ صِفَةٌ تُولَدُ مَعَ ٱلْبَشَرِ لِأَنَّ ٱللّٰهَ خَلَقَهُمْ عَلَى صُورَتِهِ. حَتَّى ٱلَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَهُ يُظْهِرُونَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ. (تك ١:٢٧) وَهٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ رِوَايَاتٌ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ مَثَلًا، أَحْضَرَتِ ٱمْرَأَتَانِ طِفْلًا أَمَامَ سُلَيْمَانَ وَٱدَّعَتْ كُلٌّ مِنْهُمَا أَنَّهَا أُمُّهُ. وَلِيَكْتَشِفَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقِيقَةَ، أَمَرَ أَنْ يُقْطَعَ ٱلْوَلَدُ نِصْفَيْنِ. فَحَنَّتِ ٱلْأُمُّ ٱلْحَقِيقِيَّةُ عَلَى طِفْلِهَا لِدَرَجَةِ أَنَّهَا كَانَتْ مُسْتَعِدَّةً أَنْ تَتَخَلَّى عَنْهُ لِتُنْقِذَ حَيَاتَهُ. (١ مل ٣:٢٣-٢٧) وَهُنَاكَ أَيْضًا ٱلرِّوَايَةُ عَنِ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ. فَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّ ٱلطِّفْلَ مُوسَى مِنْ أَوْلَادِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ. لٰكِنَّهَا «حَنَّتْ عَلَيْهِ» وَقَرَّرَتْ أَنْ تَتَبَنَّاهُ. — خر ٢:٥، ٦.
٣ وَلِمَاذَا نُنَاقِشُ صِفَةَ ٱلْحَنَانِ؟ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. (اف ٥:١) وَمَعَ أَنَّنَا نَتَحَلَّى بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ بِطَبِيعَتِنَا، نَمِيلُ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ إِلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِأَنَانِيَّةٍ. وَيَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نَخْتَارَ بَيْنَ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِأَنْفُسِنَا. فَلْنَفْحَصْ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ وَآخَرُونَ هٰذِه ٱلصِّفَةَ. ثُمَّ نَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ، وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ذٰلِكَ.
يَهْوَهُ أَفْضَلُ مِثَالٍ فِي ٱلْحَنَانِ
٤ (أ) لِمَ أَرْسَلَ يَهْوَهُ مَلَاكَيْنِ إِلَى سَدُومَ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ عَنْ عَائِلَةِ لُوطٍ؟
٤ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ أَظْهَرَ يَهْوَهُ فِيهَا ٱلْحَنَانَ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِ لُوطٍ. فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْبَارُّ «كَانَ يُضَايِقُهُ جِدًّا» فُجُورُ ٱلنَّاسِ فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ. (٢ بط ٢:٧، ٨) فَقَرَّرَ ٱللّٰهُ أَنْ يُهْلِكَ هٰؤُلَاءِ ٱلنَّاسَ ٱلْفَاسِدِينَ، وَأَرْسَلَ مَلَاكَيْنِ لِيُنْقِذَا لُوطًا. فَأَمَرَاهُ أَنْ يَأْخُذَ عَائِلَتَهُ وَيَهْرُبَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ. وَلَمَّا تَأَخَّرَ، أَمْسَكَا «بِيَدِهِ وَبِيَدِ زَوْجَتِهِ وَبِيَدِ ٱبْنَتَيْهِ، لِرَأْفَةِ يَهْوَهَ بِهِ، وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ». (تك ١٩:١٦) وَكَمَا تَفَهَّمَ يَهْوَهُ مُعَانَاةَ لُوطٍ، نَثِقُ أَنَّهُ يَتَعَاطَفُ مَعَنَا وَيَتَفَهَّمُ ٱلظُّرُوفَ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا. — اش ٦٣:٧-٩؛ يع ٥:١١؛ ٢ بط ٢:٩.
٥ مَاذَا تُعَلِّمُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ عَنْ إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ؟
٥ وَيَهْوَهُ يُعَلِّمُ خُدَّامَهُ أَنْ يُظْهِرُوا ٱلْحَنَانَ فِي حَيَاتِهِمْ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي وَصِيَّةٍ أَعْطَاهَا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. فَإِذَا أَخَذَ إِسْرَائِيلِيٌّ ثَوْبَ صَاحِبِهِ كَرَهْنٍ، كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُ لَهُ عِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ. (اقرإ الخروج ٢٢:٢٦، ٢٧.) تَخَيَّلْ لَوْ أَنَّهُ ٱحْتَفَظَ بِٱلثَّوْبِ وَتَرَكَ صَاحِبَهُ بِلَا غِطَاءٍ يَسْتَدْفِئُ بِهِ. أَلَا يَكُونُ ذٰلِكَ تَصَرُّفًا قَاسِيًا عَدِيمَ ٱلرَّحْمَةِ؟! فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَبْدَإِ وَرَاءَ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ؟ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَاهَلَ حَاجَاتِ إِخْوَتِنَا، بَلْ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ قَدْرَ إِمْكَانَاتِنَا. — كو ٣:١٢؛ يع ٢:١٥، ١٦؛ اقرأ ١ يوحنا ٣:١٧.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَنَانِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْخُطَاةِ؟
٦ فِي ٱلْمَاضِي، تَحَنَّنَ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حَتَّى عِنْدَمَا أَخْطَأُوا. يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَهْوَهُ إِلٰهُ آبَائِهِمْ عَنْ يَدِ رُسُلِهِ لِأَنَّهُ تَرَأَّفَ عَلَى شَعْبِهِ وَعَلَى مَسْكِنِهِ». (٢ اخ ٣٦:١٥) أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نَحِنَّ عَلَى ٱلنَّاسِ مَا دَامَ ٱلْبَابُ مَفْتُوحًا لِيَتُوبُوا وَيَكْسِبُوا رِضَى ٱللّٰهِ؟ فَيَهْوَهُ لَا يُرِيدُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَرِيبَةِ. (٢ بط ٣:٩) لِنَسْتَغِلَّ ٱلْوَقْتَ ٱلْبَاقِيَ إِذًا وَنُعْلِنْ رِسَالَةَ ٱلتَّحْذِيرِ. وَهٰكَذَا نُسَاعِدُ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ لِيَسْتَفِيدُوا مِنْ حَنَانِ ٱللّٰهِ.
٧، ٨ لِمَ شَعَرَتْ إِحْدَى ٱلْعَائِلَاتِ أَنَّ يَهْوَهَ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا؟
٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا يُظْهِرُ يَهْوَهُ ٱلْحَنَانَ لِخُدَّامِهِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ مِيلَان وَعَائِلَتِهِ خِلَالَ نِزَاعٍ عِرْقِيٍّ فِي أَوَائِلِ ٱلتِّسْعِينِيَّاتِ.a كَانَ مِيلَانُ، ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٢ سَنَةً، مُسَافِرًا مَعَ وَالِدَيْهِ وَأَخِيهِ ٱلْأَصْغَرِ وَإِخْوَةٍ آخَرِينَ بِٱلْبَاصِ. وَكَانُوا ذَاهِبِينَ مِنَ ٱلْبُوسْنَة إِلَى صِرْبِيَا لِحُضُورِ مَحْفِلٍ سَيَعْتَمِدُ فِيهِ ٱلْوَالِدَانِ. وَلٰكِنْ عِنْدَ ٱلْحُدُودِ، سَمَحَ ٱلْجُنُودُ لِكُلِّ ٱلرُّكَّابِ بِٱلْعُبُورِ، مَا عَدَا عَائِلةَ مِيلَان لِأَنَّهَا مِنْ عِرْقٍ مُخْتَلِفٍ. وَبَعْدَمَا ٱحْتَجَزُوهُمْ يَوْمَيْنِ، ٱتَّصَلَ ٱلضَّابِطُ بِقَائِدِهِ عَبْرَ ٱللاَّسِلْكِيِّ لِيَعْرِفَ مَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ. وَبِمَا أَنَّ ٱلضَّابِطَ كَانَ وَاقِفًا أَمَامَهُمْ، سَمِعَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْقَائِدَ يُجِيبُ: «خُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ».
٨ وَلٰكِنْ فِيمَا تَكَلَّمَ ٱلضَّابِطُ مَعَ جُنُودِهِ، أَتَى رَجُلَانِ وَٱقْتَرَبَا إِلَى ٱلْعَائِلَةِ. وَهَمَسَا إِلَيْهِمْ أَنَّهُمَا شَاهِدَانِ وَأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ فِي ٱلْبَاصِ أَخْبَرُوهُمَا بِمَا حَدَثَ. ثُمَّ قَالَا لِمِيلَان وَأَخِيهِ أَنْ يَرْكَبَا فِي ٱلسَّيَّارَةِ لِيَعْبُرَا ٱلْحُدُودَ مَعَهُمَا، لِأَنَّ ٱلْجُنُودَ لَا يُدَقِّقُونَ فِي هُوِيَّاتِ ٱلْأَطْفَالِ. وَطَلَبَا مِنَ ٱلْوَالِدَيْنِ أَنْ يَقْطَعَا ٱلْحُدُودَ مِنْ خَلْفِ نُقْطَةِ ٱلتَّفْتِيشِ وَيُلَاقِيَانِهِمْ فِي ٱلْجِهَةِ ٱلثَّانِيَةِ. فِي تِلْكَ ٱللَّحَظَاتِ، خَافَ مِيلَان كَثِيرًا، وَلَمْ يَعْرِفْ هَلْ يَضْحَكُ أَمْ يَبْكِي. أَمَّا وَالِدَاهُ فَسَأَلَا: «أَيُعْقَلُ أَنْ يَتْرُكُونَا نَذْهَبُ؟!». لٰكِنَّهُمَا نَفَّذَا طَلَبَ ٱلْأَخَوَيْنِ. وَفِيمَا مَشَيَا، بَدَا وَكَأَنَّ ٱلْجُنُودَ لَا يَرَوْنَهُمَا. فَٱجْتَمَعَتِ ٱلْعَائِلَةُ مُجَدَّدًا خَلْفَ ٱلْحُدُودِ، وَتَابَعَ ٱلْجَمِيعُ طَرِيقَهُمْ إِلَى ٱلْمَحْفِلِ. لَقَدْ شَعَرُوا أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَوَاتِهِمْ. طَبْعًا، نَحْنُ نَعْرِفُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَدَخَّلُ دَائِمًا لِحِمَايَةِ خُدَّامِهِ. (اع ٧:٥٨-٦٠) لٰكِنَّ مِيلَان يُخْبِرُ: «شَعَرْتُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ أَعْمَوْا عُيُونَ ٱلْجُنُودِ وَأَنَّ يَهْوَهَ أَنْقَذَنَا». — مز ٩٧:١٠.
٩ كَيْفَ شَعَرَ يَسُوعُ تِجَاهَ ٱلْجُمُوعِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ يَسُوعُ أَيْضًا رَسَمَ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْحَنَانِ. فَقَدْ أَشْفَقَ عَلَى ٱلْجُمُوعِ ٱلَّتِي تَبِعَتْهُ، لِأَنَّهُمْ «كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». وَمَاذَا فَعَلَ؟ «اِبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً». (مت ٩:٣٦؛ اقرأ مرقس ٦:٣٤.) بِٱلْمُقَابِلِ، لَمْ يَرْغَبِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ إِطْلَاقًا فِي مُسَاعَدَةِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ. (مت ١٢:٩-١٤؛ ٢٣:٤؛ يو ٧:٤٩) فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ تَشْعُرُ بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ مِثْلَ يَسُوعَ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَهَ؟
١٠، ١١ هَلِ ٱلْحَنَانُ فِي مَحَلِّهِ دَائِمًا؟ أَوْضِحْ.
١٠ لٰكِنَّ ٱلْحَنَانَ لَيْسَ دَائِمًا فِي مَحَلِّهِ. مَثَلًا، ظَنَّ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنَّهُ يُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ حِينَ عَفَا عَنِ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَجَاجَ وَعَنْ أَفْضَلِ مَوَاشِي ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ. لٰكِنَّ تَصَرُّفَهُ كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ تَمَرُّدًا عَلَى أَوَامِرِ يَهْوَهَ. فَرَفَضَهُ ٱللّٰهُ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. (١ صم ١٥:٣، ٩، ١٥) بِٱلْمُقَابِلِ، يَعْرِفُ يَهْوَهُ مَتَى يُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ وَمَتَى لَا يُظْهِرُهُ. فَهُوَ قَاضٍ عَادِلٌ وَيَعْرِفُ مَا فِي ٱلْقُلُوبِ. (مرا ٢:١٧؛ حز ٥:١١) وَعَمَّا قَرِيبٍ، سَيُنَفِّذُ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي كُلِّ ٱلْأَشْرَارِ ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ أَنْ يُطِيعُوهُ. (٢ تس ١:٦-١٠) وَإِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ نَحْوَهُمْ لَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّهِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، سَيَكُونُ إِهْلَاكُهُمْ إِعْرَابًا عَنِ ٱلْحَنَانِ تِجَاهَ ٱلْأَبْرَارِ ٱلَّذِينَ سَيُنَجِّيهِمْ.
١١ طَبْعًا، لَا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُقَرِّرَ مَنْ يَسْتَحِقُّ ٱلْخَلَاصَ أَوِ ٱلْهَلَاكَ. بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ لِنُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ. فَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ؟ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ.
كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ؟
١٢ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْحَنَانُ؟
١٢ كُنْ خَدُومًا. يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَحِنُّوا عَلَى إِخْوَتِهِمْ وَٱلْقَرِيبِ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥؛ ١ بط ٣:٨) وَٱلْحَنَانُ يَحْمِلُ مَعْنَى «ٱلشُّعُورِ بِأَلَمِ ٱلْآخَرِينَ»، وَيَدْفَعُ ٱلشَّخْصَ إِلَى ٱلتَّخْفِيفِ عَنْهُمْ. فَٱبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْغَيْرِ. مَا رَأْيُكَ مَثَلًا أَنْ تُسَاعِدَهُمْ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ أَوْ شِرَاءِ حَاجِيَّاتِهِمْ؟ — مت ٧:١٢.
١٣ مَاذَا يَفْعَلُ شَعْبُ ٱللّٰهِ حِينَ تَضْرِبُ ٱلْكَوَارِثُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ؟
١٣ اِشْتَرِكْ فِي أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ. عِنْدَمَا تَضْرِبُ ٱلْكَوَارِثُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ، يَدْفَعُنَا ٱلْحَنَانُ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْمُتَضَرِّرِينَ. وَشَعْبُ يَهْوَهَ مَعْرُوفُونَ بِأَنَّهُمْ يَتَطَوَّعُونَ فِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ. (١ بط ٢:١٧) مَثَلًا، حِينَ ضَرَبَ زِلْزَالٌ وَتُسُونَامِي ٱلْيَابَان عَامَ ٢٠١١، تَطَوَّعَ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَابَان وَبُلْدَانٍ أُخْرَى لِيُصْلِحُوا ٱلْبُيُوتَ وَقَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَعَبَّرَتْ أُخْتٌ تَعِيشُ هُنَاكَ كَمْ شَجَّعَهَا ذٰلِكَ وَعَزَّاهَا. وَأَضَافَتْ: «رَأَيْتُ بِعَيْنِي أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِنَا وَأَنَّ ٱلشُّهُودَ يَعْتَنُونَ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ. وَتَشَجَّعْتُ لِأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُصَلُّونَ مِنْ أَجْلِنَا».
١٤ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ؟
١٤ سَاعِدِ ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ. نَتَأَثَّرُ كَثِيرًا حِينَ نَرَى ٱلنَّاسَ يُعَانُونَ مِنَ ٱلْمَرَضِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ. وَنَحْنُ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ تَنْتَهِي مَشَاكِلُ كَهٰذِهِ، لِذَا نُصَلِّي أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ. أَمَّا فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، فَنَفْعَلُ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ لِنُسَانِدَهُمْ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ وَالِدَةِ أَحَدِ ٱلْكُتَّابِ. فَقَدْ كَانَتْ مُصَابَةً بِدَاءِ أَلْزْهَايْمِر، وَذَاتَ يَوْمٍ بَلَّلَتْ ثِيَابَهَا. وَفِيمَا حَاوَلَتْ أَنْ تُغَيِّرَهَا، دَقَّ جَرَسُ ٱلْبَابِ. وَمَنِ ٱلزَّائِرُ؟ أُخْتَانِ كَانَتَا تَزُورَانِهَا بِٱنْتِظَامٍ. فَعَرَضَتَا عَلَيْهَا ٱلْمُسَاعَدَةَ، وَقَبِلَتِ ٱلْمَرْأَةُ مَعَ أَنَّهَا مُحْرَجَةٌ. ثُمَّ أَعَدَّتَا لَهَا ٱلشَّايَ وَأَمْضَتَا بَعْضَ ٱلْوَقْتِ مَعَهَا. فَقَدَّرَ ٱلِٱبْنُ كَثِيرًا مَا فَعَلَتْهُ ٱلْأُخْتَانِ. كَتَبَ: «يَسْتَحِقُّ ٱلشُّهُودُ كُلَّ ٱلِٱحْتِرَامِ. فَهُمْ يُطَبِّقُونَ مَا يُعَلِّمُونَهُ». فَهَلْ تَحِنُّ عَلَى ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ وَتَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِكَ لِتُخَفِّفَ عَنْهُمْ؟ — في ٢:٣، ٤.
١٥ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ رُوحِيًّا؟
١٥ عَلِّمِ ٱلنَّاسَ عَنْ يَهْوَهَ. حِينَ نَرَى ٱلنَّاسَ مُثْقَلِينَ بِٱلْمَشَاكِلِ وَٱلْهُمُومِ، نَنْدَفِعُ إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ رُوحِيًّا. وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ هِيَ أَنْ نُعَلِّمَهُمْ عَنِ ٱللّٰهِ وَعَمَّا سَيَفْعَلُهُ ٱلْمَلَكُوتُ مِنْ أَجْلِهِمْ. وَنَحْنُ نُسَاعِدُهُمْ أَيْضًا أَنْ يَرَوْا فَوَائِدَ تَطْبِيقِ وَصَايَا ٱللّٰهِ. (اش ٤٨:١٧، ١٨) اَلْكِرَازَةُ إِذًا وَسِيلَةٌ رَائِعَةٌ لِنُظْهِرَ ٱلْحَنَانَ لِلنَّاسِ. فَلِمَ لَا تَزِيدُ ٱشْتِرَاكَكَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يُكْرِمُ ٱللّٰهَ؟ — ١ تي ٢:٣، ٤.
كَيْفَ يُفِيدُكَ إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ؟
١٦ كَيْفَ يُفِيدُنَا إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ؟
١٦ عِنْدَمَا نُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ لِلْآخَرِينَ، نَسْتَفِيدُ نَحْنُ أَيْضًا. فَبِحَسَبِ ٱلْخُبَرَاءِ فِي عِلْمِ ٱلنَّفْسِ، تَتَحَسَّنُ صِحَّتُنَا وَعَلَاقَتُنَا بِٱلْآخَرِينَ. وَنَصِيرُ أَكْثَرَ تَفَاؤُلًا وَسَعَادَةً، وَنَتَجَنَّبُ ٱلْعُزْلَةَ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلسَّلْبِيَّةَ. (اف ٤:٣١، ٣٢) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يَرْتَاحُ ضَمِيرُنَا لِأَنَّنَا نُطَبِّقُ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ. وَتَتَحَسَّنُ حَيَاتُنَا ٱلْعَائِلِيَّةُ وَصَدَاقَاتُنَا. كَمَا يُرَجَّحُ أَنْ يَقِفَ ٱلْآخَرُونَ بِدَوْرِهِمْ إِلَى جَانِبِنَا وَقْتَ ٱلضِّيقِ. — اقرأ متى ٥:٧؛ لوقا ٦:٣٨.
١٧ لِمَ تَرْغَبُ فِي إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ؟
١٧ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَسْتَفِيدُ حِينَ نُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ، لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ هَدَفَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ. فَنَحْنُ نَرْغَبُ أَوَّلًا وَأَخِيرًا أَنْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ وَنَتَمَثَّلَ بِهِ. (ام ١٤:٣١) فَهُوَ يَنْبُوعُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْحَنَانِ، وَيَرْسُمُ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ. لِنَبْذُلْ كُلَّ جُهْدِنَا إِذًا لِنُظْهِرَ ٱلْحَنَانَ. وَهٰكَذَا نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَاتٍ جَيِّدَةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا وَٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِنَا. — غل ٦:١٠؛ ١ يو ٤:١٦.
a اَلِٱسْمُ مُسْتَعَارٌ.