الفصل ٩
نَتَائِجُ ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ: «اَلْحُقُولُ . . . ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»
١، ٢ (أ) لِمَاذَا ٱلتَّلَامِيذُ وَاقِعُونَ فِي حَيْرَةٍ؟ (ب) عَنْ أَيِّ حَصَادٍ يَتَكَلَّمُ يَسُوعُ؟
اَلتَّلَامِيذُ وَاقِعُونَ فِي حَيْرَةٍ. فَيَسُوعُ يَقُولُ لَهُمْ: «اِرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَٱنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ». فَيَلْتَفِتُونَ إِلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلَّذِي يَدُلُّهُمْ عَلَيْهِ، وَلٰكِنْ بَدَلَ ٱلْحُقُولِ ٱلْبَيْضَاءِ يَرَوْنَ حُقُولًا خَضْرَاءَ نَبَتَ فِيهَا ٱلشَّعِيرُ مُؤَخَّرًا. وَلَعَلَّهُمْ يَتَسَاءَلُونَ: ‹حَصَادٌ! أَيُّ حَصَادٍ؟! لَنْ يَحِينَ مَوْعِدُهُ إِلَّا بَعْدَ أَشْهُرٍ!›. — يو ٤:٣٥.
٢ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَا يَقْصِدُ بِكَلَامِهِ هٰذَا حَصَادًا حَرْفِيًّا. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلْفُرْصَةَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ عَنْ حَصَادٍ رُوحِيٍّ، حَصَادٍ غَلَّتُهُ أَشْخَاصٌ يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمَا هٰذَانِ ٱلدَّرْسَانِ؟ لِمَعْرِفَةِ ٱلْجَوَابِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ عَنْ كَثَبٍ.
دَعْوَةٌ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَوَعْدٌ بِأَفْرَاحٍ عَظِيمَةٍ
٣ (أ) مَاذَا رُبَّمَا دَفَعَ يَسُوعَ أَنْ يَقُولَ إِنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ وَضَّحَ يَسُوعُ كَلِمَاتِهِ؟
٣ وَقَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ أَوَاخِرَ عَامِ ٣٠ بم قُرْبَ مَدِينَةِ سُوخَارَ ٱلسَّامِرِيَّةِ. فَبَعْدَمَا دَخَلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، بَقِيَ هُوَ خَارِجًا قُرْبَ بِئْرٍ حَيْثُ أَطْلَعَ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ عَلَى حَقَائِقَ رُوحِيَّةٍ. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أَهَمِّيَّةَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ، فَهَرَعَتْ إِلَى سُوخَارَ عِنْدَ عَوْدَةِ ٱلتَّلَامِيذِ لِتُخْبِرَ جِيرَانَهَا بِمَا تَعَلَّمَتْهُ. وَأَثَارَ كَلَامُهَا ٱهْتِمَامَهُمْ فَرَكَضَ ٱلْعَدِيدُ مِنْهُمْ إِلَى ٱلْبِئْرِ لِمُقَابَلَتِهِ. وَلَعَلَّهُ إِذْ نَظَرَ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ إِلَى مَا وَرَاءَ ٱلْحُقُولِ وَرَأَى جَمْعًا مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ، قَالَ: «اُنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ».a ثُمَّ لِيُوضِحَ أَنَّهُ يَقْصِدُ حَصَادًا رُوحِيًّا لَا حَرْفِيًّا أَضَافَ: «اَلْحَاصِدُ . . . يَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — يو ٤:٥-٣٠، ٣٦.
٤ (أ) أَيُّ دَرْسَيْنِ عَلَّمَهُمَا يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَصَادِ؟ (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ نُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٤ فَأَيُّ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ عَلَّمَهُمَا يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ؟ اَلدَّرْسُ ٱلْأَوَّلُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ. فَحِينَ قَالَ إِنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»، كَانَ يَدْفَعُ أَتْبَاعَهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ. وَلِيَطْبَعَ فِي أَذْهَانِهِمْ كَمِ ٱلْحَصَادُ مُلحٌّ، أَضَافَ قَائِلًا: «مُنْذُ ٱلْآنَ ٱلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً». فَٱلْحَصَادُ إِذًا سَبَقَ أَنِ ٱبْتَدَأَ وَلَا مَجَالَ لِأَيِّ تَلَكُّؤٍ. اَلدَّرْسُ ٱلثَّانِي أَنَّ ٱلْعُمَّالَ فَرِحُونَ. قَالَ يَسُوعُ: «يَفْرَحُ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا». (يو ٤:٣٥ب، ٣٦) فَمِثْلَمَا سُرَّ هُوَ دُونَ شَكٍّ لِرُؤْيَةِ ‹سَامِرِيِّينَ كَثِيرِينَ يُؤْمِنُونَ بِهِ›، كَانَ تَلَامِيذُهُ سَيَشْعُرُونَ بِفَرَحٍ عَمِيقٍ فِيمَا يَنْهَمِكُونَ فِي ٱلْحَصَادِ. (يو ٤:٣٩-٤٢) وَلٰكِنْ مَا عَلَاقَتُنَا نَحْنُ بِهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ إِنَّ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةَ مُهِمَّةٌ لَنَا لِأَنَّهَا تُوضِحُ مَا يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ خِلَالَ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْأَعْظَمِ. فَمَتَى بَدَأَ ٱلْحَصَادُ ٱلْعَصْرِيُّ؟ مَنْ يُشَارِكُونَ فِيهِ؟ وَبِأَيِّ نَتَائِجَ؟
مَلِكُنَا يَقُودُ أَعْظَمَ عَمَلِ حَصَادٍ
٥ مَنْ يَقُودُ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيَّ، وَكَيْفَ تَدُلُّ رُؤْيَا يُوحَنَّا أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ؟
٥ كَشَفَ يَهْوَهُ لِلرَّسُولِ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا أَنَّهُ عَيَّنَ يَسُوعَ لِيَقُودَ عَمَلَ حَصَادٍ يُجْمَعُ فِيهِ أُنَاسٌ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَالَمِ. (اقرإ الرؤيا ١٤:١٤-١٦.) فَفِي هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا، يُصَوَّرُ يَسُوعُ لَابِسًا تَاجًا وَحَامِلًا مِنْجَلًا. ‹اَلتَّاجُ ٱلذَّهَبِيُّ› عَلَى رَأْسِهِ يُبَيِّنُ أَنَّهُ مَلِكٌ مُنَصَّبٌ. أَمَّا ‹ٱلْمِنْجَلُ ٱلْحَادُّ› بِيَدِهِ فَيُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى دَوْرِهِ كَحَاصِدٍ. وَقَدْ شَدَّدَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ حِينَ أَعْلَنَ آنَذَاكَ بِلِسَانِ مَلَاكٍ أَنَّ «حَصَادَ ٱلْأَرْضِ قَدْ نَضِجَ». نَعَمْ لَقَدْ «أَتَتْ سَاعَةُ ٱلْحَصَادِ»، فَهَلْ مِنْ وَقْتٍ لِتَضْيِيعِهِ؟! وَهٰكَذَا ‹أَرْسَلَ يَسُوعُ مِنْجَلَهُ› ٱسْتِجَابَةً لِلْأَمْرِ ٱلْإِلٰهِيِّ، فَحُصِدَتِ ٱلْأَرْضُ، أَيْ حُصِدَ أُنَاسٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ. بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، تُبَيِّنُ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْمُشَوِّقَةُ لَنَا أَنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ» مَرَّةً أُخْرَى. وَلٰكِنْ هَلْ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَدِّدَ مَتَى بَدَأَ ٱلْحَصَادُ ٱلْعَالَمِيُّ؟ نَعَمْ.
٦ (أ) مَتَى بَدَأَ «مَوْسِمُ ٱلْحَصَادِ»؟ (ب) مَتَى بَدَأَ «حَصَادُ ٱلْأَرْضِ» فِعْلِيًّا؟ أَوْضِحُوا.
٦ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ يَظْهَرُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٤ حَامِلًا مِنْجَلًا بِيَدِهِ وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ (العدد ١٤)، فَإِنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا تُشِيرُ إِلَى مَا بَعْدَ ٱعْتِلَائِهِ ٱلْعَرْشَ عَامَ ١٩١٤. (دا ٧:١٣، ١٤) وَبَعْدَ مُرُورِ مُدَّةٍ مِنْ تَنْصِيبِهِ، يُؤْمَرُ يَسُوعُ أَنْ يَبْدَأَ ٱلْحَصَادَ (العدد ١٥). وَتَسَلْسُلُ ٱلْأَحْدَاثِ هٰذَا يُرَى أَيْضًا فِي مَثَلِهِ عَنْ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ ٱلَّذِي يَذْكُرُ فِيهِ يَسُوعُ أَنَّ «ٱلْحَصَادَ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». فَمَعَ أَنَّ مَوْسِمَ ٱلْحَصَادِ وَٱخْتِتَامَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱبْتَدَأَا فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ سَنَةَ ١٩١٤، لَمْ يَبْدَإِ ٱلْحَصَادُ ٱلْفِعْلِيُّ إِلَّا لَاحِقًا «فِي مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ». (مت ١٣:٣٠، ٣٩) وَٱلْيَوْمَ، بَعْدَمَا تَوَغَّلْنَا فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، بِتْنَا نُمَيِّزُ أَنَّ ٱلْحَصَادَ ٱبْتَدَأَ بَعْدَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ عَلَى بِدَايَةِ مُلْكِ يَسُوعَ. فَمِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩، عَمِلَ يَسُوعُ عَلَى تَطْهِيرِ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (مل ٣:١-٣؛ ١ بط ٤:١٧) وَمِنْ ثَمَّ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٩١٩، ٱبْتَدَأَ «حَصَادُ ٱلْأَرْضِ». وَدُونَمَا تَأْخِيرٍ، ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْمُعَيَّنَ حَدِيثًا لِيُسَاعِدَ إِخْوَتَهُ عَلَى إِدْرَاكِ إِلْحَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. إِلَيْكَ مَا حَدَثَ وَقْتَئِذٍ.
٧ (أ) مَاذَا سَاعَدَ إِخْوَتَنَا أَنْ يُدْرِكُوا إِلْحَاحَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟ (ب) بِمَ أُوصِيَ ٱلْإِخْوَةُ؟
٧ ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي تَمُّوزَ (يُولْيُو) عَامَ ١٩٢٠ مَا يَلِي: «يَظْهَرُ جَلِيًّا مِنْ فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ مُنِحَتِ ٱمْتِيَازَ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةٍ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَقَدْ أَدْرَكَ ٱلْإِخْوَةُ مَثَلًا مِنْ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلنَّبَوِيَّةِ وُجُوبَ إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. (اش ٤٩:٦؛ ٥٢:٧؛ ٦١:١-٣) صَحِيحٌ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا كَيْفَ يَتِمُّ عَمَلٌ كَهٰذَا، لٰكِنَّهُمْ وَثِقُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُمَهِّدُ لَهُمُ ٱلطَّرِيقَ. (اقرأ اشعيا ٥٩:١.) وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلْفَهْمِ ٱلْمُوَضَّحِ لِإِلْحَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، أُوصِيَ ٱلْإِخْوَةُ بِمُضَاعَفَةِ جُهُودِهِمْ. فَهَلْ تَجَاوَبُوا؟
٨ أَيُّ نُقْطَتَيْنِ مَيَّزَهُمَا ٱلْإِخْوَةُ عَامَ ١٩٢١ عَنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
٨ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) عَامَ ١٩٢١ قَالَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «كَانَتْ هٰذِهِ أَفْضَلَ سَنَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَقَدْ وَصَلَتْ رِسَالَةُ ٱلْحَقِّ خِلَالَ عَامِ ١٩٢١ إِلَى أَعْدَادٍ أَكْبَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى». ثُمَّ أَضَافَتْ: «لَا يَزَالُ أَمَامَنَا عَمَلٌ كَثِيرٌ بَعْدُ . . . فَلْنُتَمِّمْهُ بِقَلْبٍ فَرْحَانٍ!». هَلْ لَاحَظْتَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ مَيَّزُوا ٱلنُّقْطَتَيْنِ ٱلْمُهِمَّتَيْنِ نَفْسَيْهِمَا ٱللَّتَيْنِ شَدَّدَ عَلَيْهِمَا يَسُوعُ أَمَامَ رُسُلِهِ؟ لَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُلِحٌّ، وَأَنَّ ٱلْعُمَّالَ فَرِحُونَ.
٩ (أ) مَاذَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٥٤ عَنِ ٱلْحَصَادِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيُّ زِيَادَةٍ عَالَمِيَّةٍ تَحَقَّقَتْ فِي عَدَدِ ٱلنَّاشِرِينَ خِلَالَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةً ٱلْمَاضِيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلرَّسْمَ ٱلْبَيَانِيَّ «اَلنُّمُوُّ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ».)
٩ وَخِلَالَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَضَاعَفَ ٱلنَّشَاطُ ٱلْكِرَازِيُّ بَعْدَمَا فَهِمَ ٱلْإِخْوَةُ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ سَيَتَجَاوَبُ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (اش ٥٥:٥؛ يو ١٠:١٦؛ رؤ ٧:٩) وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ اِرْتَفَعَ عَدَدُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ مِنْ ٠٠٠,٤١ عَامَ ١٩٣٤ إِلَى ٠٠٠,٥٠٠ عَامَ ١٩٥٣! وَقَدْ أَصَابَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلِٱسْتِنْتَاجَ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٥٤ إِذْ قَالَتْ: «إِنَّ رُوحَ يَهْوَهَ وَقُوَّةَ كَلِمَتِهِ هُمَا وَرَاءَ هٰذَا ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلْعَظِيمِ».b — زك ٤:٦.
البلد |
١٩٦٢ |
١٩٨٧ |
٢٠١٣ |
---|---|---|---|
اوستراليا |
٩٢٧,١٥ |
١٧٠,٤٦ |
٠٢٣,٦٦ |
البرازيل |
٣٩٠,٢٦ |
٢١٦,٢١٦ |
٤٥٥,٧٥٦ |
فرنسا |
٤٥٢,١٨ |
٩٥٤,٩٦ |
٠٢٩,١٢٤ |
ايطاليا |
٩٢٩,٦ |
٨٧٠,١٤٩ |
٢٥١,٢٤٧ |
اليابان |
٤٩١,٢ |
٧٢٢,١٢٠ |
١٥٤,٢١٧ |
المكسيك |
٠٥٤,٢٧ |
١٦٨,٢٢٢ |
٦٢٨,٧٧٢ |
نيجيريا |
٩٥٦,٣٣ |
٨٩٩,١٣٣ |
٣٤٢,٣٤٤ |
الفيليبين |
٨٢٩,٣٦ |
٧٣٥,١٠١ |
٢٣٦,١٨١ |
الولايات المتحدة الاميركية |
١٣٥,٢٨٩ |
٦٧٦,٧٨٠ |
٦٤٢,٢٠٣,١ |
زامبيا |
١٢٩,٣٠ |
١٤٤,٦٧ |
٣٧٠,١٦٢ |
١٩٥٠ |
٩٥٢,٢٣٤ |
١٩٦٠ |
١٠٨,٦٤٦ |
١٩٧٠ |
٣٧٨,١٤٦,١ |
١٩٨٠ |
٥٨٤,٣٧١,١ |
١٩٩٠ |
٠٩١,٦٢٤,٣ |
٢٠٠٠ |
٦٣١,٧٦٦,٤ |
٢٠١٠ |
٣٥٩,٠٥٨,٨ |
مَثَلَانِ مُعَبِّرَانِ يُنْبِئَانِ بِنَتَائِجِ ٱلْحَصَادِ
١٠، ١١ أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يُشَدِّدُ عَلَيْهَا مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ؟
١٠ فِي أَمْثِلَةِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ، أَنْبَأَ بِكَلِمَاتٍ مُعَبِّرَةٍ عَنْ نَتَائِجِ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي فِي مَثَلِ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ وَمَثَلِ ٱلْخَمِيرَةِ، مُرَكِّزِينَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عَلَى إِتْمَامِهِمَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
١١ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ. يَزْرَعُ رَجُلٌ حَبَّةَ خَرْدَلٍ، فَتَنْمُو وَتَصِيرُ شَجَرَةً تَحْتَمِي بِهَا ٱلطُّيُورُ. (اقرأ متى ١٣:٣١، ٣٢.) أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يَكْشِفُهَا لَنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟ (١) اَلنُّمُوُّ يَبْلُغُ مَدًى مُذْهِلًا. فَحَبَّةُ ٱلْخَرْدَلِ ٱلَّتِي تُعَدُّ «أَصْغَرَ جَمِيعِ ٱلْبُزُورِ» تَتَحَوَّلُ لِتُصْبِحَ شَجَرَةً لَهَا ‹أَغْصَانٌ كَبِيرَةٌ›. (مر ٤:٣١، ٣٢) (٢) اَلنُّمُوُّ مَحْتُومٌ. فَيَسُوعُ لَا يُرَجِّحُ نُمُوَّ ٱلْبِزْرَةِ، بَلْ هُوَ وَاثِقٌ مِنْهُ. لِذٰلِكَ يَقُولُ: «مَتَى زُرِعَتْ، تَطْلُعُ». فَلَا شَيْءَ يُعَرْقِلُ نُمُوَّهَا. (٣) اَلشَّجَرَةُ ٱلنَّامِيَةُ تُصْبِحُ مَحَطَّ ٱلْأَنْظَارِ وَتُوَفِّرُ مَأْوًى آمِنًا. وَهٰكَذَا تَأْتِي «طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ» إِلَيْهَا وَتَجِدُ «مَأْوًى فِي ظِلِّهَا». فَكَيْفَ تَنْطَبِقُ هٰذِهِ ٱلْجَوَانِبُ ٱلثَّلَاثَةُ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَيَّامِنَا؟
١٢ كَيْفَ يَنْطَبِقُ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلرَّسْمَ ٱلْبَيَانِيَّ «اَلنُّمُوُّ فِي عَدَدِ دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».)
١٢ (١) مَدَى ٱلنُّمُوِّ: يُسَلِّطُ ٱلْمَثَلُ ٱلضَّوْءَ عَلَى نُمُوِّ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمُنْذُ عَامِ ١٩١٩، يُجْمَعُ عُمَّالٌ غَيُورُونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُسْتَرَدَّةِ لِيَشْتَرِكُوا فِي ٱلْحَصَادِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ كَانَ عَدَدُ ٱلْعُمَّالِ قَلِيلًا، لٰكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا ٱزْدَادَ. وَقَدْ شَهِدَ هٰذَا ٱلْعَدَدُ نُمُوًّا هَائِلًا ٱبْتِدَاءً مِنْ أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي وَحَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. (اش ٦٠:٢٢) (٢) حَتْمِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ: مَا مِنْ عَائِقٍ نَجَحَ أَنْ يَحُدَّ مِنْ نُمُوِّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَرَغْمَ كُلِّ مُحَاوَلَاتِ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ مُقَاوَمَةَ ٱلْبِزْرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ، وَاصَلَتِ ٱلنُّمُوَّ مُتَغَلِّبَةً عَلَى كُلِّ ٱلْعَقَبَاتِ وَٱلْعَرَاقِيلِ. (اش ٥٤:١٧) (٣) مَأْوًى آمِنٌ: تَرْمُزُ «طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ» ٱلَّتِي تَجِدُ مَأْوًى فِي ٱلشَّجَرَةِ إِلَى مَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِٱنْضِمَامِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (حز ١٧:٢٣) وَهُنَاكَ يَجِدُ أَصْحَابُ ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ هٰؤُلَاءِ ٱلْآتُونَ مِنْ كُلِّ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ ٱلِٱنْتِعَاشَ وَٱلْحِمَايَةَ وَيَنَالُونَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ. — اش ٣٢:١، ٢؛ ٥٤:١٣.
١٣ أَيُّ جَانِبَيْنِ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يُشَدِّدُ عَلَيْهِمَا مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ؟
١٣ مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ. تُضِيفُ ٱمْرَأَةٌ بَعْضَ ٱلْخَمِيرَةِ إِلَى مِقْدَارٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ تَخْتَمِرُ ٱلْكَمِّيَّةُ كُلُّهَا. (اقرأ متى ١٣:٣٣.) أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يَكْشِفُهَا لَنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي جَانِبَيْنِ ٱثْنَيْنِ. (١) اَلنُّمُوُّ يُحْدِثُ تَغْيِيرًا. فَٱلْخَمِيرَةُ ٱنْتَشَرَتْ فِي ٱلطَّحِينِ، وَبِٱلنَّتِيجَةِ «ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ». (٢) اَلنُّمُوُّ شَامِلٌ. فَتَأْثِيرُ ٱلْخَمِيرَةِ كَانَ عَلَى ٱلْكَمِّيَّةِ كُلِّهَا، أَيْ «ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ». وَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هٰذَانِ ٱلْجَانِبَانِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَيَّامِنَا؟
١٤ كَيْفَ يَنْطَبِقُ مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٤ (١) اَلتَّغْيِيرُ: تُمَثِّلُ ٱلْخَمِيرَةُ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا ٱلطَّحِينُ فَيَرْمُزُ إِلَى ٱلْبَشَرِ. فَمِثْلَمَا تُحْدِثُ ٱلْخَمِيرَةُ تَغْيِيرًا فِي ٱلطَّحِينِ بَعْدَ خَلْطِهِمَا، تُغَيِّرُ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا. (رو ١٢:٢) (٢) اَلشُّمُولِيَّةُ: يُشِيرُ ٱنْتِشَارُ ٱلْخَمِيرَةِ إِلَى ٱنْتِشَارِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَهِيَ تَغَلْغَلَتْ فِي ٱلْعَجِينِ حَتَّى ٱنْتَشَرَتْ فِيهِ كُلِّهِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، ٱنْتَشَرَتْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) وَيَدُلُّ هٰذَا ٱلْجَانِبُ مِنَ ٱلْمَثَلِ أَيْضًا عَلَى ٱنْتِشَارِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تَحْظُرُ عَمَلَنَا، مَعَ ٱلْعِلْمِ أَنَّ كِرَازَتَنَا هُنَاكَ قَدْ لَا تَكُونُ ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ.
١٥ كَيْفَ تَمَّتْ كَلِمَاتُ إِشَعْيَا ٦٠:٥، ٢٢؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَيْنِ «لَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ يَهْوَهَ» وَ «كَيْفَ بَاتَ ‹ٱلْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً›؟».)
١٥ قَبْلَمَا تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهٰذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ بِنَحْوِ ٨٠٠ سَنَةٍ، أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَيْضًا بِأُسْلُوبٍ مُعَبِّرٍ عَنِ ٱلْمَدَى ٱلَّذِي يَبْلُغُهُ ٱلْحَصَادُ ٱلرُّوحِيُّ فِي أَيَّامِنَا وَٱلْفَرَحِ ٱلنَّاجِمِ عَنْهُ.c فَهُوَ يَصِفُ بِلِسَانِ إِشَعْيَا أُنَاسًا يَتَدَفَّقُونَ «مِنْ بَعِيدٍ» نَحْوَ هَيْئَتِهِ. وَيَقُولُ مُوَجِّهًا ٱلْحَدِيثَ إِلَى ٱمْرَأَةٍ تُمَثِّلُ ٱلْيَوْمَ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ: «تَنْظُرِينَ وَتَتَهَلَّلِينَ، وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ، لِأَنَّهُ إِلَيْكِ تَتَحَوَّلُ ثَرْوَةُ ٱلْبَحْرِ، وَإِلَيْكِ يَأْتِي غِنَى ٱلْأُمَمِ». (اش ٦٠:١، ٤، ٥، ٩) وَيَا لَصِحَّةِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَفِي أَيَّامِنَا، يَتَهَلَّلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ حِينَ يَرَوْنَ كَيْفَ ٱزْدَادَ ٱلنَّاشِرُونَ ٱلْقَلَائِلُ فِي بُلْدَانِهِمْ حَتَّى بَاتُوا يُعَدُّونَ بِٱلْآلَافِ.
خُدَّامُ يَهْوَهَ فَرِحُونَ جَمِيعًا
١٦، ١٧ مَا أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ‹ٱلزَّارِعَ وَٱلْحَاصِدَ أَنْ يَفْرَحَا مَعًا›؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «بِذْرَتَانِ تَنْمُوَانِ فِي ٱلْأَمَازُونِ».)
١٦ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَادِثَةِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ، ذَكَرَ يَسُوعُ فِي حَدِيثِهِ مَعَ رُسُلِهِ: «اَلْحَاصِدُ . . . يَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا». (يو ٤:٣٦) فَكَيْفَ نَفْرَحُ «مَعًا» فِي ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيِّ؟ بِطَرَائِقَ عِدَّةٍ. لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا.
١٧ أَوَّلًا، نَحْنُ نَفْرَحُ لِرُؤْيَةِ دَوْرِ يَهْوَهَ فِي ٱلْعَمَلِ. فَٱلْبِذَارُ نَزْرَعُهُ حِينَ نَكْرِزُ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٣:١٨، ١٩) وَٱلثِّمَارُ نَحْصُدُهَا حِينَ نُسَاعِدُ أَشْخَاصًا أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ. وَلٰكِنْ أَلَا نَفْرَحُ جَمِيعًا وَنَنْدَهِشُ حِينَ نَرَى كَيْفَ ‹يُفْرِخُ ٱلْبِذَارُ وَيَعْلُو› بِفَضْلِ يَهْوَهَ؟! (مر ٤:٢٧، ٢٨) وَبَعْضُ ٱلْبِذَارِ ٱلَّذِي نَنْثُرُهُ لَا يُفْرِخُ إِلَّا بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَيَحْصُدُهُ آخَرُونَ. هٰذَا مَا ٱخْتَبَرَتْهُ أُخْتٌ بَرِيطَانِيَّةٌ ٱعْتَمَدَتْ مُنْذُ ٦٠ سَنَةً تُدْعَى جُوَان. تَقُولُ: «أَلْتَقِي أَشْخَاصًا يُخْبِرُونَنِي أَنِّي زَرَعْتُ بِذَارًا فِي قُلُوبِهِمْ عِنْدَمَا بَشَّرْتُهُمْ قَبْلَ سَنَوَاتٍ. وَدُونَ عِلْمِي، دَرَسَ مَعَهُمْ شُهُودٌ آخَرُونَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ وَسَاعَدُوهُمْ أَنْ يُصْبِحُوا خُدَّامًا لِيَهْوَهَ. كَمْ يَسُرُّنِي أَنَّ ٱلْبِذَارَ ٱلَّذِي زَرَعْتُهُ نَمَا وَحُصِدَ!». — اقرأ ١ كورنثوس ٣:٦، ٧.
١٨ أَيُّ سَبَبٍ لِلْفَرَحِ مُدَوَّنٌ فِي ١ كُورِنْثُوسَ ٣:٨؟
١٨ ثَانِيًا، نَحْنُ نَعْمَلُ بِفَرَحٍ لِأَنَّنَا نُبْقِي فِي بَالِنَا كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلتَّالِيَةَ: «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَنَالُ مُكَافَأَتَهُ بِحَسَبِ كَدِّهِ». (١ كو ٣:٨) فَكُلٌّ مِنَّا يُكَافَأُ بِحَسَبِ عَمَلِهِ، لَا بِحَسَبِ نَتَائِجِ عَمَلِهِ. أَوَلَا يَتَشَجَّعُ بِذٰلِكَ مَنْ يَلْقَوْنَ تَجَاوُبًا ضَئِيلًا فِي مُقَاطَعَاتِهِمْ؟! فَفِي نَظَرِ ٱللّٰهِ، أَيُّ شَاهِدٍ يَشْتَرِكُ مِنْ كُلِّ نَفْسِهِ فِي زَرْعِ ٱلْبِذَارِ، ‹يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا› وَيُمْكِنُهُ بِٱلتَّالِي أَنْ يَفْرَحَ فَرَحًا جَزِيلًا. — يو ١٥:٨؛ مت ١٣:٢٣.
١٩ (أ) كَيْفَ تَرْتَبِطُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:١٤ بِفَرَحِنَا؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا وَلَوْ لَمْ نَنْجَحْ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ شَخْصِيًّا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٩ ثَالِثًا، نَحْنُ نَفْرَحُ لِأَنَّ عَمَلَنَا يُتَمِّمُ إِحْدَى نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَكِّرْ فِي إِجَابَةِ يَسُوعَ حِينَ سَأَلَهُ رُسُلُهُ عَنْ ‹عَلَامَةِ حُضُورِهِ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ›. أَخْبَرَهُمْ أَنَّ أَحَدَ أَوْجُهِ ٱلْعَلَامَةِ يَشْمُلُ عَمَلًا كِرَازِيًّا عَالَمِيًّا. وَهَلْ قَصَدَ بِذٰلِكَ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ؟ كَلَّا. فَقَدْ قَالَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:٣، ١٤) إِذًا إِنَّ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ، أَيْ زَرْعَ ٱلْبِذَارِ، هِيَ مَا يُشَكِّلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ ٱلْعَلَامَةِ. لِذٰلِكَ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا كُلَّمَا كَرَزْنَا بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَنَّنَا بِعَمَلِنَا هٰذَا نُقَدِّمُ «شَهَادَةً» وَلَوْ لَمْ نُوَفَّقْ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.d فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَدَّةِ فِعْلِ ٱلنَّاسِ، نَحْنُ نُسَاهِمُ فِي إِتْمَامِ نُبُوَّةِ يَسُوعَ وَنَتَشَرَّفُ بِٱلْخِدْمَةِ ‹كَعَامِلِينَ مَعَ ٱللّٰهِ›. (١ كو ٣:٩) أَوَلَا تَطْفِرُ قُلُوبُنَا فَرَحًا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي ذٰلِكَ؟!
«مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا»
٢٠، ٢١ (أ) كَيْفَ تَتِمُّ كَلِمَاتُ مَلَاخِي ١:١١؟ (ب) عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ، وَلِمَاذَا؟
٢٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، سَاعَدَ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يُدْرِكُوا إِلْحَاحَ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. وَمُنْذُ عَامِ ١٩١٩، سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ ٱلْعَصْرِيِّينَ أَيْضًا أَنْ يَفْهَمُوا ٱلنُّقْطَةَ عَيْنَهَا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، ضَاعَفَ شَعْبُ ٱللّٰهِ جُهُودَهُ. وَقَدْ تَبَيَّنَ عَلَى أَرْضِ ٱلْوَاقِعِ أَنْ لَا شَيْءَ يَحُولُ دُونَ ٱلْمُضِيِّ بِعَمَلِ ٱلْحَصَادِ. فَحَسْبَمَا تَنَبَّأَ مَلَاخِي، يُكْرَزُ بِٱلْبِشَارَةِ ٱلْيَوْمَ «مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا». (مل ١:١١) نَعَمْ، مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا، شَرْقًا وَغَرْبًا، يَعْمَلُ ٱلزَّارِعُونَ وَٱلْحَاصِدُونَ مَعًا فَرِحِينَ. مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا، صُبْحًا وَمَسَاءً، يَخْدُمُ ٱلْكَارِزُونَ بِرُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ. بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ: يُنْجِزُ خُدَّامُ يَهْوَهَ عَمَلَهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَفِي أَيِّ مَكَانٍ.
٢١ وَفِيمَا نُرَاجِعُ سِجِلَّنَا عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ وَنَرَى فَرِيقًا صَغِيرًا مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ يَنْمُو لِيُصْبِحَ «أُمَّةً قَوِيَّةً»، مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ ‹يَخْفِقَ قَلْبُنَا وَيَتَّسِعَ فَرَحًا›. (اش ٦٠:٥، ٢٢) فَلْيَدْفَعْنَا فَرَحُنَا وَمَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ، «سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ»، أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى إِنْجَازِ دَوْرِنَا فِي أَعْظَمِ حَصَادٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. — لو ١٠:٢.
a قَدْ يَكُونُ فِي حَدِيثِ يَسُوعَ عَنِ ‹ٱلْحُقُولِ ٱلْبَيْضَاءِ› تَلْمِيحٌ إِلَى ٱلْأَثْوَابِ ٱلْبَيْضَاءِ ٱلَّتِي رُبَّمَا ٱرْتَدَاهَا جَمْعُ ٱلسَّامِرِيِّينَ ٱلَّذِينَ رَآهُمْ يَقْتَرِبُونَ مِنْهُ.
b لِمَعْرِفَةِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ هٰذِهِ ٱلسَّنَوَاتِ وَٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتْ، رَاجِعْ مِنْ فَضْلِكَ ٱلصَّفَحَاتِ ٤٢٥-٥٢٠ مِنْ كِتَابِ شُهُودُ يَهْوَهَ — مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. فَهُنَاكَ تَقْرَأُ عَنْ إِنْجَازَاتِ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٩ وَ ١٩٩٢.
c لِلتَّعَمُّقِ فِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَةِ ٱلْمُشَوِّقَةِ، ٱنْظُرْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا — نُورٌ لِكُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٢، ٱلصَّفَحَاتِ ٣٠٣-٣٢٠.
d فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. فَقَدْ ذَكَرَ عَدَدُ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «حَتَّى لَوْ لَمْ يُحْصَدْ إِلَّا ٱلْقَلِيلُ مِنَ ٱلْحِنْطَةِ، فَعَلَى ٱلْأَقَلِّ نَكُونُ قَدْ قَدَّمْنَا شَهَادَةً عَظِيمَةً عَنِ ٱلْحَقِّ». ثُمَّ أَضَافَتْ: «فِي وِسْعِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يُبَشِّرُوا بِٱلْإِنْجِيلِ».