هَلْ أَنْتَ ‹غَنِيٌّ للّٰهِ›؟
«هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للّٰهِ». — لوقا ١٢:٢١.
١، ٢ (أ) فِي سَبِيلِ مَاذَا يَقُومُ ٱلنَّاسُ بِتَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةٍ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ صَعْبٍ وَيَنْطَوِي عَلَى مَخَاطِرَ لَا بُدَّ أَنْ يَقُومَ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ، بَذَلَ ٱلنَّاسُ فِي مُجْتَمَعَاتٍ كَثِيرَةٍ جُهُودًا حَثِيثَةً فِي سَعْيِهِمْ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ. مَثَلًا، فِي ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، تَهَافَتَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلذَّهَبِ فِي أُوسْتْرَالْيَا، جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا، كَنَدَا، وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. فَقَدْ تَقَاطَرُوا مِنْ أَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ وَكَانُوا مُسْتَعِدِّينَ لِتَرْكِ مَوْطِنِهِمْ وَأَحِبَّائِهِمْ بُغْيَةَ ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلثَّرَوَاتِ فِي بُلْدَانٍ غَرِيبَةٍ وَأَحْيَانًا فِي ظِلِّ ظُرُوفٍ بِيئِيَّةٍ صَعْبَةٍ. نَعَمْ، كَثِيرُونَ هُمُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْمُسْتَعِدُّونَ لِلْمُخَاطَرَةِ وَٱلْقِيَامِ بِتَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي سَبِيلِ كَسْبِ ٱلثَّرْوَةِ ٱلَّتِي يَتَمَنَّوْنَهَا.
٢ رَغْمَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ لَا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلْكُنُوزِ، إِلَّا أَنَّهُمْ مُضْطَرُّونَ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِكَدٍّ لِيُحَصِّلُوا مَعِيشَتَهُمْ. وَهذَا أَمْرٌ صَعْبٌ، لَا بَلْ شَاقٌّ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هذَا. لِذلِكَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَنْشَغِلَ ٱلْمَرْءُ كَثِيرًا بِتَأْمِينِ ٱلْمَأْكَلِ وَٱلْمَلْبَسِ وَٱلْمَأْوَى بِحَيْثُ يُهْمِلُ، أَوْ حَتَّى يَنْسَى، ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً. (روما ١٤:١٧) وَقَدْ أَحْسَنَ يَسُوعُ وَصْفَ هذِهِ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ فِي لُوقَا ١٢:١٦-٢١.
٣ مَا فَحْوَى ٱلْمَثَلِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يَسُوعُ فِي لُوقَا ١٢:١٦-٢١؟
٣ كَمَا نَاقَشْنَا بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ ضَرُورَةِ ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلطَّمَعِ. بَعْدَئِذٍ، أَعْطَى مَثَلًا عَنْ إِنْسَانٍ غَنِيٍّ لَمْ يَكُنْ قَانِعًا بِمَخَازِنِهِ ٱلْمَلْآنَةِ بِٱلْخَيْرَاتِ، فَهَدَمَهَا وَبَنَى أَكْبَرَ مِنْهَا لِيَدَّخِرَ خَيْرَاتٍ أَكْثَرَ. وَلكِنْ حِينَ ظَنَّ أَنَّهُ سَيَرْتَاحُ وَيَعِيشُ حَيَاةً هَانِئَةً، قَالَ لَهُ ٱللّٰهُ إِنَّهُ سَيَخْسَرُ حَيَاتَهُ وَإِنَّ كُلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلَّتِي ٱدَّخَرَهَا سَيَأْخُذُهَا شَخْصٌ آخَرُ. ثُمَّ ٱخْتَتَمَ يَسُوعُ قَائِلًا: «هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للّٰهِ». (لوقا ١٢:٢١) فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذَا ٱلْمَثَلِ؟ وَكَيْفَ نَضَعُ هذَا ٱلدَّرْسَ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ؟
رَجُلٌ وَاجَهَ مُشْكِلَةً
٤ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ عَنِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ؟
٤ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ يَعْرِفُونَ ٱلْمَثَلَ ٱلْمَذْكُورَ آنِفًا. وَلكِنْ لِنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي هذَا ٱلْمَثَلَ بِٱلتَّفْصِيلِ. لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَهَلَّ ٱلرِّوَايَةَ بِٱلْقَوْلِ: «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ بِوَفْرَةٍ». فَهُوَ لَمْ يَقُلْ إِنَّ ٱلرَّجُلَ صَارَ غَنِيًّا بِٱلِٱحْتِيَالِ أَوِ ٱلْوَسَائِلِ غَيْرِ ٱلْمَشْرُوعَةِ. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، لَمْ يَكُنْ هذَا ٱلرَّجُلُ شِرِّيرًا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ مِمَّا قَالَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْمَثَلِ أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ بِكَدٍّ. فَقَدْ خَطَّطَ وَٱدَّخَرَ لِلْمُسْتَقْبَلِ، رُبَّمَا لِأَنَّهُ يُفَكِّرُ فِي خَيْرِ عَائِلَتِهِ. وَهكَذَا، مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ، كَانَ هذَا ٱلرَّجُلُ مُجْتَهِدًا يَحْمِلُ مَسْؤُولِيَّاتِهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ.
٥ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَهَا ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟
٥ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ، وَصَفَ يَسُوعُ ٱلرَّجُلَ فِي مَثَلِهِ أَنَّهُ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ، مِمَّا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَتْ لَدَيْهِ وَفْرَةٌ مِنَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ. إِلَّا أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْغَنِيَّ وَاجَهَ مُشْكِلَةً. فَقَدْ أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ غِلَالًا تَفُوقُ تَوَقُّعَهُ وَحَاجَتَهُ، غِلَالًا لَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَتِهِ خَزْنُهَا كُلِّهَا. فَمَاذَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ؟
٦ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟
٦ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَمُرُّ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَه بِحَالَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِحَالَةِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ. فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْعَوْنَ أَنْ يَكُونُوا نُزَهَاءَ وَمُجْتَهِدِينَ وَذَوِي ضَمِيرٍ حَيٍّ. (كولوسي ٣:٢٢، ٢٣) لِذلِكَ غَالِبًا مَا يَنْجَحُونَ، أَوْ حَتَّى يَبْرَعُونَ، فِي عَمَلِهِمْ سَوَاءٌ كَانُوا مُسْتَخْدَمِينَ أَوْ يَعْمَلُونَ لِحِسَابِهِمِ ٱلْخَاصِّ. فَتُعْرَضُ عَلَيْهِمِ ٱلتَّرْقِيَاتُ أَوْ فُرَصُ عَمَلٍ جَدِيدَةٌ. إِذَّاكَ، يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمِ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ. فَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَقْبَلُوا ٱلتَّرْقِيَةَ لِيَجْنُوا مَبْلَغًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلْمَالِ؟ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَتَفَوَّقُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ. لِذَا قَدْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمِ ٱلْمِنَحُ ٱلدِّرَاسِيَّةُ لِتَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي فِي مُؤَسَّسَاتٍ مُحْتَرَمَةٍ. فَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَارُوا ٱلْآخَرِينَ وَيَقْبَلُوا هذَا ٱلْعَرْضَ؟
٧ كَيْفَ حَلَّ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱلَّتِي وَاجَهَتْهُ؟
٧ لِنَعُدْ إِلَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ. مَاذَا فَعَلَ عِنْدَمَا أَنْتَجَتْ أَرْضُهُ بِوَفْرَةٍ بِحَيْثُ لَمْ يَعُدْ لَدَيْهِ مَوْضِعٌ يَجْمَعُ فِيهِ مَحَاصِيلَهُ؟ قَرَّرَ أَنْ يَهْدِمَ مَخَازِنَهُ وَيَبْنِيَ أَكْبَرَ مِنْهَا لِيَجْمَعَ كُلَّ ٱلْفَائِضِ مِنَ ٱلْحُبُوبِ وَٱلْخَيْرَاتِ. وَعَلَى مَا يَبْدُو، مَنَحَتْهُ هذِهِ ٱلْخُطَّةُ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ لِنَفْسِهِ: «يَا نَفْسُ، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُذَّخَرَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. فَٱسْتَرِيحِي وَكُلِي وَٱشْرَبِي وَتَمَتَّعِي». — لوقا ١٢:١٩.
لِمَاذَا كَانَ «عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ»؟
٨ أَيُّ عُنْصُرٍ مُهِمٍّ لَمْ يَأْخُذْهُ فِي ٱلْحُسْبَانِ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟
٨ كَمَا أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ، إِنَّ خُطَّةَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ لَمْ تَمْنَحْهُ سِوَى شُعُورٍ زَائِفٍ بِٱلْأَمْنِ. فَمَعَ أَنَّهَا بَدَتْ عَمَلِيَّةً، لكِنَّهَا لَمْ تَأْخُذْ فِي ٱلْحُسْبَانِ عُنْصُرًا مُهِمًّا: مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. فَهذَا ٱلرَّجُلُ لَمْ يُفَكِّرْ إِلَّا فِي نَفْسِهِ، كَيْفَ يَسْتَرِيحُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَتَمَتَّعُ. وَقَدْ ظَنَّ أَنَّ حِيَازَتَهُ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً» سَتَجْعَلُهُ يَعِيشُ «سِنِينَ كَثِيرَةً». وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْأُمُورَ لَمْ تَجْرِ كَمَا تَمَنَّى. فَكَمَا سَبَقَ يَسُوعُ فَقَالَ: «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ». (لوقا ١٢:١٥) فَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ عَيْنِهَا، ٱنْتَهَى فَجْأَةً كُلُّ مَا عَمِلَ ٱلرَّجُلُ مِنْ أَجْلِهِ، إِذْ إِنَّ ٱللّٰهَ قَالَ لَهُ: «يَا عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ، هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ مِنْكَ. فَلِمَنْ تَكُونُ هٰذِهِ ٱلَّتِي ٱدَّخَرْتَهَا؟». — لوقا ١٢:٢٠.
٩ لِمَاذَا دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي ٱلْمَثَلِ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ؟
٩ نَصِلُ ٱلْآنَ إِلَى نُقْطَةٍ حَاسِمَةٍ فِي مَثَلِ يَسُوعَ. فَٱللّٰهُ دَعَا ٱلرَّجُلَ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ. وَيُوضِحُ ٱلْقَامُوسُ ٱلتَّفْسِيرِيُّ لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ (بالانكليزية) أَنَّ صِيَغَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ هُنَا «تُشِيرُ دَائِمًا إِلَى نَقْصٍ فِي ٱلْفَهْمِ». وَيَذْكُرُ ٱلْمَرْجِعُ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱسْتَخْدَمَ هذِهِ ٱلْكَلِمَةَ، كَمَا جَاءَ فِي ٱلْمَثَلِ، لِيُظْهِرَ «عَدَمَ جَدْوَى خُطَطِ ٱلْغَنِيِّ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ». لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْكَلِمَةَ لَا تُشِيرُ إِلَى شَخْصٍ عَدِيمِ ٱلذَّكَاءِ، بَلْ إِلَى «شَخْصٍ يَرْفُضُ ٱلِٱعْتِرَافَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى ٱللّٰهِ». وَوَصْفُ يَسُوعَ لِلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ يُذَكِّرُنَا بِمَا قَالَهُ لَاحِقًا لِمَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فِي جَمَاعَةِ لَاوُدِكِيَّةَ بِآسِيَا ٱلصُّغْرَى: «تَقُولُ: ‹أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ وَلَا أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا›، وَلٰكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ أَنَّكَ بَائِسٌ وَمُثِيرٌ لِلشَّفَقَةِ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ». — رؤيا ٣:١٧.
١٠ لِمَاذَا ٱمْتِلَاكُ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةٍ» لَا يَضْمَنُ ٱلْعَيْشَ «سِنِينَ كَثِيرَةً»؟
١٠ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي ٱلدَّرْسِ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ. فَهَلْ نَعْمَلُ بِكَدٍّ كَذَاكَ ٱلرَّجُلِ لِكَيْ نَمْتَلِكَ «خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً» فِي حِينِ أَنَّنَا نُهْمِلُ ٱلْقِيَامَ بِمَا هُوَ ضَرُورِيٌّ لِلْعَيْشِ «سِنِينَ كَثِيرَةً»؟ (يوحنا ٣:١٦؛ ١٧:٣) يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَا تَنْفَعُ ٱلنَّفَائِسُ فِي يَوْمِ ٱلسُّخْطِ» وَ «مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى غِنَاهُ يَسْقُطُ». (امثال ١١:٤، ٢٨) لِذلِكَ أَضَافَ يَسُوعُ إِلَى مَثَلِهِ هذَا ٱلْحَضَّ ٱلْخِتَامِيَّ: «هٰذَا شَأْنُ مَنْ يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للّٰهِ». — لوقا ١٢:٢١.
١١ لِمَاذَا لَا طَائِلَ مِنْ أَنْ يَبْنِيَ ٱلْمَرْءُ حَيَاتَهُ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟
١١ عِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ «هٰذَا شَأْنُ»، كَانَ يَقْصِدُ أَنَّ مَا حَدَثَ لِلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ فِي ٱلْمَثَلِ سَيَحْدُثُ أَيْضًا لِلَّذِينَ يَبْنُونَ حَيَاتَهُمْ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ، أَيْ أَنَّهُمْ يُعَلِّقُونَ أَمَلَهُمْ عَلَيْهَا وَيَظُنُّونَ أَنَّهَا تَمْنَحُهُمْ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ. فَٱلْخَطَأُ لَيْسَ فِي أَنْ ‹يَكْنِزَ ٱلْمَرْءُ لِنَفْسِهِ›، بَلْ فِي أَلَّا يَكُونَ «غَنِيًّا للّٰهِ». وَقَدْ قَدَّمَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ تَحْذِيرًا مُمَاثِلًا حِينَ كَتَبَ: «هَلُمَّ ٱلْآنَ، أَيُّهَا ٱلْقَائِلُونَ: ‹اَلْيَوْمَ أَوْ غَدًا نُسَافِرُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ وَنَقْضِي هُنَاكَ سَنَةً، فَنُتَاجِرُ وَنُحَقِّقُ أَرْبَاحًا›، فِي حِينِ أَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَا تَكُونُ حَيَاتُكُمْ غَدًا». وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلُوا؟ يُتَابِعُ يَعْقُوبُ: «عِوَضَ ذٰلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ تَقُولُوا: ‹إِنْ شَاءَ يَهْوَهُ، نَعِيشُ وَنَفْعَلُ هٰذَا أَوْ ذَاكَ›». (يعقوب ٤:١٣-١٥) فَمَهْمَا كَانَ ٱلشَّخْصُ غَنِيًّا أَوْ مَهْمَا كَانَ لَدَيْهِ مِنْ مُمْتَلَكَاتٍ، فَلَا طَائِلَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ غَنِيًّا للّٰهِ. وَلكِنْ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ غَنِيًّا للّٰهِ؟
مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟
١٢ مَاذَا يَجْعَلُنَا أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟
١٢ فِي ٱلْعِبَارَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ، يَتَنَاقَضُ كَوْنُ ٱلْمَرْءِ غَنِيًّا للّٰهِ مَعَ ٱدِّخَارِ ٱلْكُنُوزِ، أَيِ ٱلِٱغْتِنَاءِ مَادِّيًّا. فَيَسُوعُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ ٱهْتِمَامَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ فِي ٱلْحَيَاةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَكْدِيسَ ٱلثَّرَوَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلتَّنَعُّمَ بِمَا نَمْلِكُهُ. بَلْ يَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَارِدَنَا لِتَمْتِينِ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه. وَلَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ سَيَجْعَلُنَا أَغْنِيَاءَ للّٰهِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ يُتِيحُ لَنَا نَيْلَ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي، وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً». — امثال ١٠:٢٢.
١٣ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي»؟
١٣ عِنْدَمَا يُغْدِقُ يَهْوَه ٱلْبَرَكَاتِ عَلَى شَعْبِهِ، يُعْطِيهِمْ دَائِمًا ٱلْأَفْضَلَ. (يعقوب ١:١٧) مَثَلًا، كَانَتِ ٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ‹أَرْضًا تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا›. وَرَغْمَ أَنَّ أَرْضَ مِصْرَ وُصِفَتْ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا، إِلَّا أَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً مِنْ نَاحِيَةٍ مُهِمَّةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. فَقَدْ كَانَتْ ‹أَرْضًا يَعْتَنِي بِهَا يَهْوَهُ إِلٰهُكَ›، كَمَا قَالَ لَهُمْ مُوسَى. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، كَانَ سَبَبُ ٱلِٱزْدِهَارِ ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِهِمْ. فَكَانُوا سَيُبَارَكُونَ بِسَخَاءٍ وَسَيَتَمَتَّعُونَ بِحَيَاةٍ أَفْضَلَ مِنْ حَيَاةِ كُلِّ ٱلْأُمَمِ حَوْلَهُمْ مَا دَامُوا أُمَنَاءَ لِيَهْوَه. نَعَمْ، إِنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي». — عدد ١٦:١٣؛ تثنية ٤:٥-٨؛ ١١:٨-١٥.
١٤ مَاذَا يَنَالُ ٱلْأَغْنِيَاءُ للّٰهِ؟
١٤ تَنْقُلُ بَعْضُ ٱلتَّرْجَمَاتِ عِبَارَةَ ‹غَنِيٌّ للّٰهِ› إِلَى ‹غَنِيٌّ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ› وَ ‹غَنِيٌّ عِنْدَ ٱللّٰهِ›. فَٱلْأَغْنِيَاءُ مَادِّيًّا يَهْتَمُّونَ عُمُومًا بِنَظْرَةِ ٱلْآخَرِينَ إِلَيْهِمْ. وَغَالِبًا مَا يَنْعَكِسُ ذلِكَ فِي طَرِيقَةِ حَيَاتِهِمْ. فَهُمْ يُرِيدُونَ نَيْلَ إِعْجَابِ ٱلنَّاسِ بِمَا يَدْعُوهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلتَّبَاهِيَ بِٱلْمَعِيشَةِ». (١ يوحنا ٢:١٦) أَمَّا ٱلْأَغْنِيَاءُ للّٰهِ فَيَنَالُونَ رِضَاهُ وَٱسْتِحْسَانَهُ وَنِعْمَتَهُ وَيَتَمَتَّعُونَ بَعَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ. وَهذَا مَا يَمْنَحُهُمْ حَتْمًا ٱلشُّعُورَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمْنِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ غِنًى مَادِّيٍّ. (اشعيا ٤٠:١١) وَلكِنْ يَبْقَى سُؤَالٌ وَاحِدٌ: مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكُونَ أَغْنِيَاءَ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ؟
أَغْنِيَاءُ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ
١٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟
١٥ لَقَدْ دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ لِأَنَّهُ خَطَّطَ وَعَمِلَ بِكَدٍّ لِيَغْتَنِيَ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ فَقَطْ. وَلكِنْ لِكَيْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ، يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ بِكَدٍّ وَنُشَارِكَ كَامِلًا فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلَّتِي لَهَا قِيمَةٌ وَفَائِدَةٌ فِعْلِيَّةٌ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. وَأَحَدُ هذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (متى ٢٨:١٩) وَٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا وَمَوَاهِبِنَا لِلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ، وَلَيْسَ لِتَحْسِينِ وَضْعِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ، هُوَ أَشْبَهُ بِٱسْتِثْمَارِ ٱلْأَمْوَالِ. فَٱلَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذلِكَ يَغْتَنُونَ رُوحِيًّا كَمَا يُظْهِرُ ٱلِٱخْتِبَارَانِ ٱلتَّالِيَانِ. — امثال ١٩:١٧.
١٦، ١٧ أَيُّ ٱخْتِبَارَيْنِ يُظْهِرَانِ مَا هِيَ طَرِيقَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي تَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ غَنِيًّا فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ؟
١٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱخْتِبَارِ أَخٍ مَسِيحِيٍّ فِي أَحَدِ بُلْدَانِ ٱلْمَشْرِقِ. كَانَ هذَا ٱلْأَخُ يَعْمَلُ كَخَبِيرٍ تِقْنِيٍّ فِي مَجَالِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ وَيَتَقَاضَى رَاتِبًا مُحْتَرَمًا. غَيْرَ أَنَّ عَمَلَهُ شَغَلَ مُعْظَمَ وَقْتِهِ، مِمَّا جَعَلَهُ يَشْعُرُ بِٱلضَّعْفِ ٱلرُّوحِيِّ. لِذلِكَ قَامَ بِتَغْيِيرٍ جَذْرِيٍّ فِي حَيَاتِهِ. فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱلتَّقَدُّمِ فِي عَمَلِهِ، ٱسْتَقَالَ وَٱبْتَدَأَ يَعْمَلُ فِي صُنْعِ ٱلْمُثَلَّجَاتِ وَبَيْعِهَا فِي ٱلشَّارِعِ، وَذلِكَ لِكَيْ يُخَصِّصَ وَقْتًا أَكْبَرَ لِحَاجَاتِهِ وَمَسْؤُولِيَّاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَقَدْ سَخِرَ مِنْهُ زُمَلَاؤُهُ ٱلسَّابِقُونَ بِسَبَبِ ٱتِّخَاذِهِ هذَا ٱلْإِجْرَاءَ. وَلكِنْ مَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتَائِجُ؟ قَالَ: «فِي ٱلْوَاقِعِ، صَارَ وَضْعِي ٱلْمَالِيُّ أَفْضَلَ مِمَّا كَانَ عِنْدَمَا عَمِلْتُ فِي مَجَالِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ. كَمَا أَنَّ ذلِكَ جَعَلَنِي أَسْعَدَ لِأَنَّنِي لَا أُعَانِي مِنَ ٱلْإِجْهَادِ وَٱلْهَمِّ ٱللَّذَيْنِ كُنْتُ أُعَانِي مِنْهُمَا فِي عَمَلِي ٱلسَّابِقِ. وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّنِي أَشْعُرُ ٱلْآنَ بِأَنَّنِي أَقْرَبُ إِلَى يَهْوَه». وَقَدْ مَكَّنَهُ هذَا ٱلتَّغْيِيرُ مِنَ ٱلِٱنْخِرَاطِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَهُوَ ٱلْآنَ يَخْدُمُ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه فِي بَلَدِهِ. حَقًّا، إِنَّ بَرَكَةَ يَهْوَه هِيَ «تُغْنِي».
١٧ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ هُوَ ٱخْتِبَارُ ٱمْرَأَةٍ تَرَعْرَعَتْ فِي عَائِلَةٍ تُعَلِّقُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً عَلَى ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي. فَقَدِ ٱلْتَحَقَتْ بِجَامِعَاتٍ فِي فَرَنْسَا وَٱلْمَكْسِيكِ وَسْوِيسْرَا وَكَانَ أَمَامَهَا مُسْتَقْبَلٌ مِهْنِيٌّ وَاعِدٌ. قَالَتْ: «رَغْمَ أَنَّ ٱلنَّجَاحَ حَالَفَنِي وَكُنْتُ أَتَمَتَّعُ بِٱلنُّفُوذِ وَبِٱمْتِيَازَاتٍ خُصُوصِيَّةٍ، فَقَدْ شَعَرْتُ فِي قَرَارَةِ نَفْسِي بِٱلْفَرَاغِ وَعَدَمِ ٱلِٱكْتِفَاءِ». بَعْدَ ذلِكَ، تَعَرَّفَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ بِيَهْوَه. عَبَّرَتْ قَائِلَةً: «فِيمَا كُنْتُ أَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا، نَمَتْ رَغْبَتِي فِي أَنْ أُرْضِيَ يَهْوَه وَأَرُدَّ لَهُ جُزْءًا يَسِيرًا مِمَّا أَعْطَانِي. وَهذَا مَا سَاعَدَنِي أَنْ أَرَى بِوُضُوحٍ ٱلْمَسْلَكَ ٱلَّذِي عَلَيَّ ٱخْتِيَارُهُ: اَلْخِدْمَةُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ». لِذلِكَ ٱسْتَقَالَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ مِنْ وَظِيفَتِهَا وَسُرْعَانَ مَا ٱعْتَمَدَتْ. وَطَوَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْعِشْرِينَ ٱلْمَاضِيَةِ، تَخْدُمُ بِفَرَحٍ فِي صُفُوفِ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. تَقُولُ: «يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّنِي ضَيَّعْتُ مَوَاهِبِي. لكِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّنِي سَعِيدَةٌ، وَهُمْ مُعْجَبُونَ بِٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي أَتَّبِعُهَا فِي حَيَاتِي. وَأَنَا أُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ إِلَى يَهْوَه لِيُسَاعِدَنِي أَنْ أَكُونَ مُتَوَاضِعَةً كَيْ أَنَالَ رِضَاهُ».
١٨ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ، كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟
١٨ كَانَ أَمَامَ شَاوُلَ، ٱلَّذِي صَارَ يُعْرَفُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ، مُسْتَقْبَلٌ مِهْنِيٌّ وَاعِدٌ. مَعَ ذلِكَ، كَتَبَ قَائِلًا: «إِنِّي أَعْتَبِرُ أَيْضًا كُلَّ شَيْءٍ خَسَارَةً لِأَجْلِ ٱلْقِيمَةِ ٱلْفَائِقَةِ لِمَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي». (فيلبي ٣:٧، ٨) فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ، كَانَ ٱلْغِنَى ٱلَّذِي نَالَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَسِيحِ يَفُوقُ كُلَّ مَا يُمْكِنُ لِلْعَالَمِ أَنْ يُقَدِّمَهُ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِذَا تَخَلَّيْنَا عَنْ أَيِّ طُمُوحٍ أَنَانِيٍّ وَٱتَّبَعْنَا حَيَاةَ ٱلتَّعَبُّدِ للّٰهِ، يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُؤَكِّدُ لَنَا: «عَاقِبَةُ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ غِنًى وَمَجْدٌ وَحَيَاةٌ». — امثال ٢٢:٤.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَهَا ٱلرَّجُلُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟
• لِمَاذَا دُعِيَ ٱلرَّجُلُ فِي ٱلْمَثَلِ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ؟
• مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَغْنِيَاءَ للّٰهِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٦]
لِمَاذَا دُعِيَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْغَنِيُّ عَدِيمَ ٱلتَّعَقُّلِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٧]
كَيْفَ تَكُونُ فُرَصُ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱمْتِحَانًا لَنَا؟
[الصورة في الصفحتين ٢٨ و ٢٩]
«بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي»