حياة يسوع وخدمته
كونوا مستعدين!
بعد تحذير الجموع من الطمع وتلاميذه من منح الانتباه المفرط للامور المادية يشجِّع يسوع: «لا تخف ايها القطيع الصغير لأن اباكم قد سُرَّ ان يعطيكم الملكوت.» وهكذا يعلن ان عددا صغيرا نسبيا فقط (حُدِّد في ما بعد بـ ٠٠٠، ١٤٤) سيكونون في الملكوت السماوي. وأغلبية الاشخاص الذين ينالون الحياة الابدية سيكونون رعايا ارضيين للملكوت.
يا له من عطية بديعة، «الملكوت»! واذ يصف التجاوب اللائق الذي يجب ان يكون لتلاميذه ازاء نيله يحثهم يسوع: «بيعوا ما لكم وأَعطوا صدقة.» اجل، يجب ان يستخدموا املاكهم ليفيدوا الآخرين روحيا وهكذا يقيمون «كنزا لا ينفد في السموات.»
وبعد ذلك ينصح يسوع تلاميذه بأن يكونوا مستعدين لرجوعه. يقول: «لتكن احقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة. وانتم مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء وقرع يفتحون له للوقت. طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. الحق اقول لكم انه يتمنطق ويُتكئهم ويتقدم ويخدمهم.»
في هذا المثل يَظهر استعداد الخدم عند رجوع سيدهم بتشميرهم ثيابهم الطويلة وتثبيتهم اياها تحت حُزُمهم؛ وهم يستمرون في الاعتناء بواجباتهم حتى وقت متقدم من الليل في ضوء مصابيح مزوَّدة جيدا بالوقود. يوضح يسوع: ‹ان اتى السيد في الهزيع الثاني [من نحو الساعة التاسعة مساء الى منتصف الليل]، او اتى في الهزيع الثالث [من منتصف الليل الى نحو الساعة الثالثة صباحا]، ووجدهم مستعدين فطوبى لهم.›
ويكافئ السيد خدمه بطريقة استثنائية. فيُتكئهم ويشرع في خدمتهم. ويعاملهم لا كعبيد بل كاصدقاء اولياء. يا لها من مكافأة بديعة على استمرارهم في العمل لسيدهم طوال الليل فيما ينتظرون رجوعه! يختتم يسوع: «فكونوا انتم اذاً مستعدين لانه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان.»
ويسأل بطرس الآن: «يا رب ألنا تقول هذا المثل ام للجميع ايضا.»
وعوضا عن الاجابة مباشرة، يعطي يسوع مثلا آخر. «فمن هو الوكيل الامين الحكيم،» يسأل، «الذي يقيمه سيّده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها. طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيّده يجده يفعل هكذا. بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله.»
من الواضح ان ‹السيد› هو يسوع المسيح. و «الوكيل» يرمز الى «القطيع الصغير» من التلاميذ كهيئة جَماعية، وكلمة ‹الخدم› تشير الى هذا الفريق عينه من الـ ٠٠٠، ١٤٤ الذين ينالون الملكوت السماوي ولكنها تركّز الانتباه على عملهم كافراد. و ‹الاموال› التي يجري تعيين الوكيل الامين الحكيم للاعتناء بها هي مصالح السيد الملكية على الارض، التي تشمل رعايا الملكوت الارضيين.
واذ يتابع المثل يشير يسوع الى الامكانية بأنه ليس كل اعضاء صف الوكيل، او العبد، هذا سيكونون اولياء، موضحا: «إن قال ذلك العبد في قلبه سيدي يبطئ قدومه. فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري ويأكل ويشرب ويسكر. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره. . . فيقطعه.»
ويمضي يسوع قائلا ان مجيئه قد جلب وقتا ناريا لليهود، اذ يقبل البعض ويرفض الآخرون تعاليمه. وقبل ذلك باكثر من ثلاث سنوات اعتمد في الماء، أما الآن فمعموديته في الموت تقترب اكثر من ايّ وقت مضى من نهايتها، وكما يقول: «(اتضايق) حتى تُكمل.»
وبعد توجيه هذه الملاحظات الى تلاميذه يخاطب يسوع الجموع ثانية. فيرثي رفضهم العنيد قبول الدليل الواضح على هويته وأهميتها. «اذا رأيتم السحاب تطلع من المغارب،» يعلِّق، «فللوقت تقولون انه يأتي مطر. فيكون هكذا. واذا رأيتم ريح الجنوب تهبّ تقولون انه سيكون حر. فيكون. يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه الارض والسماء واما هذا الزمان فكيف لا تميزونه.» لوقا ١٢:٣٢-٥٩.
◆ كم شخصا يؤلف «القطيع الصغير،» وماذا ينالون؟
◆ كيف يشدد يسوع على حاجة خدامه الى ان يكونوا مستعدين؟
◆ في مثل يسوع مَن هو ‹السيد،› «الوكيل،» ‹الخدم،› و ‹الاموال›؟