الخدمة كرسل السلام الالهي

‏«ما اجمل على الجبال قدمَي .‏ .‏ .‏ المخبر بالسلام.‏» —‏ اشعياء ٥٢:‏٧‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كما انبأت اشعياء ٥٢:‏٧‏،‏ اية بشارة يجب ان تُعلَن؟‏ (‏ب)‏ ماذا عنت كلمات اشعياء النبوية في حالة اسرائيل القديمة؟‏

هنالك بشارة يجب المناداة بها!‏ انها اخبار السلام —‏ السلام الحقيقي.‏ انها رسالة خلاص تتعلق بملكوت اللّٰه.‏ ومنذ زمن بعيد،‏ كتب عنها النبي اشعياء،‏ وقد حُفظت كلماته لأجلنا في اشعياء ٥٢:‏٧ حيث نقرأ:‏ «ما اجمل على الجبال قدمَي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك الهكِ.‏»‏

^٢ اوحى يهوه الى نبيِّه اشعياء بأن يسجِّل هذه الرسالة لفائدة اسرائيل القديمة ولفائدتنا اليوم.‏ فماذا تعني؟‏ حين كتب اشعياء هذه الكلمات،‏ ربما كان الاشوريون قد اخذوا مملكة اسرائيل الشمالية الى السبي.‏ ولاحقا،‏ كان سكان مملكة يهوذا الجنوبية سيُسبَون الى بابل.‏ لقد كانت تلك الايام ايام حزن واضطراب في الامة لأن الشعب لم يكن طائعا ليهوه ولذلك لم يكن في سلام مع اللّٰه.‏ وكما قال لهم يهوه،‏ كان سلوكهم الخاطئ يفرِّق بينهم وبين الههم.‏ (‏اشعياء ٤٢:‏٢٤؛‏ ٥٩:‏٢-‏٤‏)‏ ولكنَّ يهوه انبأ بواسطة اشعياء انه في الوقت المناسب ستُفتَح ابواب بابل.‏ وشعب اللّٰه سيتحرَّرون ليعودوا الى موطنهم ويعيدوا بناء هيكل يهوه هناك.‏ وستُرَدّ صهيون وتُمارَس عبادة الاله الحقيقي ثانية في اورشليم.‏ —‏ اشعياء ٤٤:‏٢٨؛‏ ٥٢:‏١،‏ ٢‏.‏

٣ كيف كان الوعد بردّ اسرائيل نبوة سلام ايضا؟‏

^٣ ان هذا الوعد بالتحرير كان ايضا نبوة سلام.‏ فردّ الاسرائيليين الى الارض التي اعطاهم اياها يهوه هو دليل على رحمة اللّٰه وعلى توبتهم.‏ ويدلّ ذلك على انهم كانوا في سلام مع اللّٰه.‏ —‏ اشعياء ١٤:‏١؛‏ ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

‏«قد ملك الهكِ»‏

٤ (‏أ)‏ بأيّ معنى يمكن القول ان ‹الرب قد ملك› سنة ٥٣٧ ق‌م؟‏ (‏ب)‏ كيف حرَّك يهوه الامور لفائدة شعبه في السنوات اللاحقة؟‏

^٤ عندما انجز يهوه هذا التحرير سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ كان يمكن بشكل ملائم تقديم الاعلان لصهيون:‏ «قد ملك الهكِ.‏» صحيح ان يهوه «ملك القديسين.‏» (‏رؤيا ١٥:‏٣‏)‏ لكنَّ تحرير شعبه هذا كان اظهارا آخر لسلطانه.‏ فقد برهن هذا التحرير بطريقة لافتة للنظر تفوُّق قدرته على اقوى امبراطورية بشرية حتى ذلك الوقت.‏ (‏ارميا ٥١:‏٥٦،‏ ٥٧‏)‏ ونتيجة عمل روح يهوه،‏ أُحبطت مؤامرات اخرى ضد شعبه.‏ (‏استير ٩:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ومرارا وتكرارا،‏ تدخَّل يهوه بطرائق متنوعة لجعل ملوك مادي وفارس يتعاونون لتنفيذ مشيئته المطلقة.‏ (‏زكريا ٤:‏٦‏)‏ والحوادث الرائعة التي حصلت في تلك الايام مسجَّلة من اجلنا في سفر عزرا،‏ نحميا،‏ استير،‏ حجَّي،‏ وزكريا في الكتاب المقدس.‏ فكم هو مقوٍّ للايمان ان نراجعها!‏

٥ اية حوادث ذات مغزى يُشار اليها في اشعياء ٥٢:‏١٣–‏٥٣:‏١٢‏؟‏

^٥ لكنَّ ما حدث سنة ٥٣٧ ق‌م وما بعدها لم يكن سوى البداية.‏ فمباشرة بعد نبوة الردّ في الاصحاح ٥٢‏،‏ كتب اشعياء عن مجيء المسيَّا.‏ (‏اشعياء ٥٢:‏١٣–‏٥٣:‏١٢‏)‏ فبواسطة المسيَّا،‏ الذي تبيَّن انه يسوع المسيح،‏ كان يهوه سيزوِّد رسالة تحرير وسلام ذات مغزى اعظم ايضا مما حصل سنة ٥٣٧ ق‌م.‏

اعظم رسول سلام عند يهوه

٦ مَن هو اعظم رسول سلام عند يهوه،‏ وأية مهمة طبَّقها على نفسه؟‏

^٦ يسوع المسيح هو اعظم رسول سلام عند يهوه.‏ انه كلمة اللّٰه،‏ المتكلم الشخصي عن يهوه.‏ (‏يوحنا ١:‏١٤‏)‏ وانسجاما مع ذلك وقف يسوع،‏ في وقت ما بعد معموديته في نهر الاردن،‏ في المجمع في الناصرة وقرأ بصوت عالٍ مهمته من اشعياء الاصحاح ٦١‏.‏ وقد اوضحت هذه المهمة ان ما أُرسل ليكرز به يشمل «الاطلاق» و‹الشفاء،‏› وأيضا فرصة ان نكون مقبولين عند يهوه.‏ ومع ذلك،‏ قام يسوع بأكثر من المناداة برسالة سلام.‏ فقد ارسله اللّٰه ايضا ليزوِّد الاساس لسلام دائم.‏ —‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٢١‏.‏

٧ ماذا ينتج من السلام مع اللّٰه الذي يصير ممكنا بواسطة يسوع المسيح؟‏

^٧ عندما وُلد يسوع،‏ ظهرت ملائكة لرعاة قرب بيت لحم،‏ مسبِّحين اللّٰه وقائلين:‏ «المجد للّٰه في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة [‏‏«بين اناس رضاه،‏» ع‌ج‏]‏‏.‏»‏ (‏لوقا ٢:‏٨،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ نعم،‏ كان السلام سيحلّ بين الذين اظهر لهم اللّٰه رضاه لأنهم مارسوا الايمان بالتدبير الذي صنعه بواسطة ابنه.‏ وماذا كان سيعني ذلك؟‏ كان سيعني ان البشر،‏ مع انهم يولدون في الخطية،‏ يمكن ان ينالوا موقفا طاهرا امام اللّٰه،‏ علاقة مقبولة به.‏ (‏رومية ٥:‏١‏)‏ ويمكن ان يتمتعوا بالهدوء الداخلي،‏ السلام،‏ الذي لا يمكن الحصول عليه بطريقة اخرى.‏ وفي وقت اللّٰه المعيَّن،‏ سيكون هنالك تحرير من كل آثار الخطية الموروثة من آدم،‏ بما في ذلك المرض والموت.‏ ولن يعود هنالك عمي او صمّ او عرج.‏ وبشكل دائم ستُزال الضعفات المثبِّطة والاضطرابات العقلية المحزنة.‏ وسيصير ممكنا التمتع بالحياة في كمال الى الابد.‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ متى ٩:‏٣٥؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

٨ لمَن السلام الالهي؟‏

^٨ ولمن هو هذا السلام الالهي؟‏ انه لجميع الذي يمارسون الايمان بيسوع المسيح.‏ كتب الرسول بولس ان ‹اللّٰه سُرَّ ان يصالح بالمسيح الكل لنفسه عاملا الصلح [«السلام،‏» ع‌ج‏] بدم صليب يسوع.‏› وأضاف الرسول ان هذه المصالحة تشمل «ما في السموات» —‏ اي الذين سيكونون ورثة معاونين مع المسيح في السماء.‏ وتشمل ايضا «ما على الارض» —‏ اي الذين سيحظون بفرصة العيش الى الابد على هذه الارض عندما تصير في حالة فردوسية كاملة.‏ (‏كولوسي ١:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ولأن جميع هؤلاء يستفيدون من قيمة ذبيحة يسوع ويطيعون اللّٰه من كل القلب،‏ يمكن ان يتمتعوا بصداقة حميمة مع اللّٰه.‏ —‏ قارنوا يعقوب ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

٩ (‏أ)‏ في اية علاقات اخرى يؤثر السلام مع اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ بغية حلول السلام الدائم في كل مكان،‏ اية سلطة منحها يهوه لابنه؟‏

^٩ كم هو حيوي هذا السلام مع اللّٰه!‏ وإن لم يكن هنالك سلام مع اللّٰه،‏ فلا يمكن ان يكون هنالك سلام دائم او ذو مغزى في اية علاقة اخرى.‏ فالسلام مع يهوه هو اساس السلام الحقيقي على الارض.‏ (‏اشعياء ٥٧:‏١٩-‏٢١‏)‏ وبشكل ملائم،‏ يسوع المسيح هو رئيس السلام.‏ (‏اشعياء ٩:‏٦‏)‏ وقد عهد يهوه ايضا بسلطة الحكم الى ذاك الذي بواسطته يمكن للبشر ان يتصالحوا مع اللّٰه.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي ما يتعلق بنتائج رياسة يسوع على الجنس البشري،‏ يعد يهوه:‏ «للسلام لا نهاية.‏» —‏ اشعياء ٩:‏٧؛‏ مزمور ٧٢:‏٧‏.‏

١٠ كيف رسم يسوع مثالا في نشر رسالة اللّٰه للسلام؟‏

^١٠ ان رسالة اللّٰه للسلام ضرورية لكل الجنس البشري.‏ وقد رسم يسوع شخصيا مثالا غيورا في الكرازة بها.‏ وفعَل ذلك في منطقة الهيكل في اورشليم،‏ عند منحدر الجبل،‏ في الطريق،‏ لامرأة سامرية عند بئر،‏ وفي بيوت الناس.‏ فحيث وُجد اناس،‏ كان يسوع يوجد الفرص للكرازة بالسلام وبملكوت اللّٰه.‏ —‏ متى ٤:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٥:‏١،‏ ٢؛‏ ٩:‏٩؛‏ ٢٦:‏٥٥؛‏ مرقس ٦:‏٣٤؛‏ لوقا ١٩:‏١-‏١٠؛‏ يوحنا ٤:‏٥-‏٢٦‏.‏

مدرَّبون للسير على خطوات المسيح

١١ على ايّ عمل درَّب يسوع تلاميذه؟‏

^١١ علَّم يسوع تلاميذه ان يكرزوا برسالة اللّٰه للسلام.‏ وكما كان يسوع ‹شاهد يهوه الامين الصادق،‏› ادركوا ان مسؤولية الشهادة تقع على عاتقهم ايضا.‏ (‏رؤيا ٣:‏١٤؛‏ اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ لقد تطلعوا الى المسيح بصفته قائدهم.‏

١٢ كيف اظهر بولس اهمية نشاط الكرازة؟‏

^١٢ حاجّ الرسول بولس حول اهمية نشاط الكرازة،‏ قائلا:‏ «لأن الكتاب يقول كل مَن يؤمن به لا يُخزى.‏» ويعني ذلك انه لن يُخزى احد ممن يمارسون الايمان بيسوع المسيح بصفته وكيل يهوه الرئيسي للخلاص.‏ والخلفية العرقية ليست عاملا ينتقص من مؤهلات احد،‏ لأن بولس اضاف:‏ «لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن ربًّا واحدًا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به.‏ لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص.‏» (‏رومية ١٠:‏١١-‏١٣‏)‏ ولكن كيف كان الناس سيتعلمون عن هذه الفرصة؟‏

١٣ ماذا كان يلزم ليسمع الناس البشارة،‏ وكيف تجاوب مسيحيو القرن الاول مع هذه الحاجة؟‏

^١٣ عالج بولس هذه الحاجة بطرح اسئلة يحسن بكل خادم ليهوه ان يفكِّر فيها.‏ سأل الرسول:‏ «كيف يدعون بمن لم يؤمنوا به.‏ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به.‏ وكيف يسمعون بلا كارز.‏ وكيف يكرزون ان لم يرسلوا.‏» (‏رومية ١٠:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ يقدِّم سجل المسيحية الاولى شهادة بليغة ان رجالا ونساء،‏ شبانا وشيوخا،‏ تجاوبوا مع المثال الذي رسمه المسيح ورسله.‏ وصاروا منادين غيورين بالبشارة.‏ وتمثلا بيسوع،‏ كرزوا للناس حيثما كانوا يجدونهم.‏ وبرغبة في عدم اغفال احد،‏ واصلوا خدمتهم في الاماكن العامة ومن بيت الى بيت على السواء.‏ —‏ اعمال ١٧:‏١٧؛‏ ٢٠:‏٢٠‏.‏

١٤ كيف صحّ ان «اقدام» الذين يعلنون البشارة ‹جميلة›؟‏

^١٤ طبعا،‏ لم يستقبل الجميع الكارزين المسيحيين بلطف.‏ ومع ذلك،‏ صحّ اقتباس بولس من اشعياء ٥٢:‏٧‏.‏ فبعد ان سأل،‏ «كيف يكرزون ان لم يُرسلوا» اضاف:‏ «كما هو مكتوب ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات.‏» لا يعتقد معظمنا ان اقدامنا جميلة.‏ فماذا يعني ذلك؟‏ انها الاقدام التي تنقل عادةً الشخص وهو ذاهب ليكرز للآخرين.‏ وهذه الاقدام تمثِّل الشخص حقا.‏ ويمكننا ان نكون على يقين من انه بالنسبة الى الكثيرين الذين سمعوا البشارة من الرسل ومن تلاميذ يسوع المسيح الآخرين في القرن الاول،‏ كانت جميلة حقا رؤية هؤلاء المسيحيين الاولين.‏ (‏اعمال ١٦:‏١٣-‏١٥‏)‏ وأكثر من ذلك،‏ كانوا اعزاء في نظر اللّٰه.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ كيف برهن المسيحيون الاولون انهم كانوا حقا رسل سلام؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يساعدنا على انجاز خدمتنا بالطريقة نفسها التي انجز بها مسيحيو القرن الاول خدمتهم؟‏

^١٥ كان أتباع يسوع يحملون رسالة سلام،‏ وقد نقلوها بطريقة سلمية.‏ فقد اعطى يسوع تلاميذه هذه الارشادات:‏ «وأيّ بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت.‏ فإن كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه وإلا فيرجع اليكم.‏» (‏لوقا ١٠:‏٥،‏ ٦‏)‏ وشالوم،‏ او «سلام،‏» هي تحية يهودية تقليدية.‏ لكنَّ ارشادات يسوع شملت اكثر من ذلك بكثير.‏ و«كسفراء عن المسيح،‏» حثَّ تلاميذه الممسوحون الناس:‏ «تصالحوا مع اللّٰه.‏» (‏٢ كورنثوس ٥:‏٢٠‏)‏ وانسجاما مع ارشادات يسوع،‏ تحدثوا الى الناس عن ملكوت اللّٰه وعما يعنيه لهم كأفراد.‏ والذين اصغوا نالوا بركة؛‏ أما الذين رفضوا الرسالة فخسروا المكافأة.‏

^١٦ ينجز شهود يهوه خدمتهم بالطريقة نفسها اليوم.‏ والبشارة التي يحملونها الى الناس ليست لهم؛‏ بل للذي ارسلهم.‏ ومهمتهم هي ان ينقلوها.‏ وإذا قبلها الناس،‏ ينالون بركات رائعة.‏ وإذا رفضوها،‏ يرفضون السلام مع يهوه اللّٰه وابنه،‏ يسوع المسيح.‏ —‏ لوقا ١٠:‏١٦‏.‏

مسالمون في عالم عنيف

١٧ حتى عندما يواجهنا اشخاص شتامون،‏ كيف ينبغي ان نتصرف،‏ ولماذا؟‏

^١٧ مهما كان رد فعل الناس،‏ من المهم ان يتذكر خدام يهوه انهم رسل السلام الالهي.‏ فالناس في العالم قد يشتركون في مناقشات حادة ويطلقون العنان للغضب بتقديم ملاحظات لاذعة او بالصياح شاتمين الذين يغضبونهم.‏ وربما فعل بعضنا ذلك في ما مضى.‏ ولكن اذا لبسنا الشخصية الجديدة ولم نكن الآن جزءا من العالم،‏ فلن نتمثَّل بطرقه.‏ (‏افسس ٤:‏٢٣،‏ ٢٤،‏ ٣١؛‏ يعقوب ١:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وبغضّ النظر عن كيفية تصرف الآخرين،‏ سنطبِّق المشورة:‏ «ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٨‏.‏

١٨ كيف ينبغي ان نتجاوب اذا كان احد الرسميين الحكوميين قاسيا معنا،‏ ولماذا؟‏

^١٨ قد تجعلنا خدمتنا احيانا نمثل امام رسميين حكوميين.‏ وإذ يفرضون سلطتهم،‏ قد ‹يسألوننا› ان نوضح سبب فعلنا امورا معيَّنة او سبب امتناعنا عن الانهماك في نشاط معيَّن.‏ وقد يرغبون في معرفة سبب كرازتنا بالرسالة التي نحملها —‏ رسالة تشهِّر الدين الباطل وتخبر بنهاية نظام الاشياء الحاضر.‏ واحترامنا للمثال الذي رسمه المسيح سيدفعنا الى اظهار الوداعة والاحترام العميق.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢٣؛‏ ٣:‏١٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكثيرا ما يكون رسميون كهؤلاء تحت ضغط من رجال الدين او ربما من الارفع منهم مقاما.‏ والجواب المتصف بالوداعة قد يساعدهم ان يدركوا ان نشاطنا لا يشكِّل تهديدا لهم او لسلام المجتمع.‏ وجواب كهذا ينتج روح احترام،‏ تعاون،‏ وسلام في الذين يقبلونه.‏ —‏ تيطس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

١٩ ما هي النشاطات التي لا ينهمك فيها شهود يهوه ابدا؟‏

^١٩ شهود يهوه معروفون حول الارض بأنهم اشخاص لا يشتركون في نزاعات العالم.‏ وهم لا يتورطون في خلافات العالم العرقية،‏ الدينية،‏ او السياسية.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤‏)‏ ولأن كلمة اللّٰه تأمرنا ان ‹نخضع للسلاطين الفائقة،‏› لا نتأمل حتى في الاشتراك في اعمال الشغب المدني احتجاجا على سياسات الحكومة.‏ (‏رومية ١٣:‏١‏)‏ وشهود يهوه لم ينضموا قط الى اية حركة هدفها الاطاحة بحكومة ما.‏ ونظرا الى المقاييس التي يضعها يهوه لخدامه المسيحيين،‏ يكون اشتراكهم في سفك الدم او العنف من ايّ نوع امرا لا مجال للتفكير فيه!‏ ولا يتكلم المسيحيون الحقيقيون عن السلام فحسب؛‏ بل يحيون بانسجام مع ما يكرزون به.‏

٢٠ في ما يتعلق بالسلام،‏ ايّ نوع من السجلات صنعته بابل العظيمة؟‏

^٢٠ وبالتباين مع المسيحيين الحقيقيين،‏ لم يبرهن الذي يمثِّلون الهيئات الدينية للعالم المسيحي انهم رسل سلام.‏ وأديان بابل العظيمة —‏ كنائس العالم المسيحي والاديان غير المسيحية على السواء —‏ تتغاضى عن حروب الامم،‏ تدعمها،‏ وتأخذ فعليا القيادة فيها.‏ وهي ايضا تحرِّض على اضطهاد خدام يهوه الامناء،‏ وحتى على قتلهم.‏ وهكذا،‏ تعلن الرؤيا ١٨:‏٢٤ في ما يتعلق ببابل العظيمة:‏ «فيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع مَن قُتل على الارض.‏»‏

٢١ كيف يتجاوب كثيرون من ذوي القلوب المستقيمة عندما يرون الفرق بين سلوك شعب يهوه وسلوك الذين يمارسون الدين الباطل؟‏

^٢١ بخلاف اديان العالم المسيحي وباقي بابل العظيمة،‏ ان الدين الحقيقي هو قوة ايجابية موحِّدة.‏ قال يسوع المسيح لأتباعه الحقيقيين:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ وهذه المحبة تتجاوز الحدود القومية،‏ الاجتماعية،‏ الاقتصادية،‏ والعرقية التي تقسِّم الآن باقي الجنس البشري.‏ وإذ يلاحظ ملايين الناس حول الارض ذلك،‏ يقولون لخدام يهوه الممسوحين:‏ «نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم.‏» —‏ زكريا ٨:‏٢٣‏.‏

٢٢ كيف ننظر الى عمل الشهادة الذي يلزم القيام به بعد؟‏

^٢٢ كشعب ليهوه نبتهج كثيرا بما أُنجز،‏ لكنَّ العمل لم ينتهِ بعد.‏ فبعد ان يبذر المزارع الحب ويعتني بحقله،‏ لا يتوقف.‏ فهو يستمر في العمل،‏ وخصوصا في اوج موسم الحصاد.‏ فموسم الحصاد يتطلب جهدا دؤوبا متواصلا.‏ والآن هنالك حصاد من عبَّاد الاله الحقيقي اكثر من ايّ وقت مضى.‏ انه وقت فرح.‏ (‏اشعياء ٩:‏٣‏)‏ صحيح اننا نواجه المقاومة واللامبالاة.‏ وكأفراد،‏ ربما نسعى الى معالجة مرض خطير،‏ اوضاع عائلية صعبة،‏ او ضيقة اقتصادية.‏ لكنَّ محبة يهوه تدفعنا الى المثابرة.‏ والرسالة التي اوكلها اللّٰه الينا هي امر يحتاج الناس الى سماعه.‏ انها رسالة سلام.‏ حقا،‏ انها الرسالة التي كرز بها يسوع نفسه —‏ بشارة ملكوت اللّٰه.‏

ما هو جوابكم؟‏

◻ كيف تمَّت اشعياء ٥٢:‏٧ في اسرائيل القديمة؟‏

◻ كيف تبيَّن ان يسوع هو اعظم رسول سلام؟‏

◻ كيف ربط الرسول بولس اشعياء ٥٢:‏٧ بالعمل الذي يشترك فيه المسيحيون؟‏

◻ ايّ امر يشمله كوننا رسل سلام في ايامنا؟‏

‏[الصورفي الصفحة ١٣]‏

كيسوع،‏ شهود يهوه هم رسل السلام الالهي

‏[الصورتان في الصفحة ١٥]‏

يبقى شهود يهوه مسالمين مهما كان رد فعل الناس تجاه رسالة الملكوت