كُنْ طَائِعًا لِلرُّعَاةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ
«أَطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمْ وَكُونُوا مُذْعِنِينَ، لِأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ سَاهِرِينَ عَلَى نُفُوسِكُمْ». — عب ١٣:١٧.
١، ٢ لِمَ يُشَبِّهُ يَهْوَهُ نَفْسَهُ بِٱلرَّاعِي؟
يُشَبِّهُ يَهْوَهُ نَفْسَهُ بِٱلرَّاعِي. (حز ٣٤:١١-١٤) وَيُسَاعِدُنَا هٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ أَنْ نَعْرِفَ شَخْصِيَّةَ يَهْوَهَ. فَٱلرَّاعِي ٱلْمُحِبُّ يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْحِفَاظِ عَلَى حَيَاةِ ٱلْخِرَافِ ٱلَّتِي يَعْتَنِي بِهَا. فَهُوَ يَقُودُهَا إِلَى ٱلْمَرْعَى وَمَصَادِرِ ٱلْمِيَاهِ (مز ٢٣:١، ٢)؛ يَحْرُسُهَا لَيْلًا وَنَهَارًا (لو ٢:٨)؛ يَحْمِيهَا مِنَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُفْتَرِسَةِ (١ صم ١٧:٣٤، ٣٥)؛ يَحْمِلُ ٱلْحُمْلَانَ ٱلصَّغِيرَةَ (اش ٤٠:١١)؛ يَبْحَثُ عَنِ ٱلْخِرَافِ ٱلشَّارِدَةِ وَيَعْتَنِي جَيِّدًا بِتِلْكَ ٱلْمُصَابَةِ. — حز ٣٤:١٦.
٢ وَلِأَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ قَدِيمًا عَاشُوا فِي مُجْتَمَعٍ يُعْنَى بِٱلرَّعْيِ وَٱلزِّرَاعَةِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَهِمُوا بِسُهُولَةٍ لِمَ شَبَّهَ يَهْوَهُ نَفْسَهُ بِٱلرَّاعِي. فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّ ٱلْخِرَافَ تَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعِنَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ كَيْ تَنْمُوَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَحْتَاجُ ٱلْبَشَرُ إِلَى ٱلرِّعَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ مِنْ يَهْوَهَ. (مر ٦:٣٤) فَبِدُونِ رِعَايَتِهِ وَقِيَادَتِهِ، سَيُكَابِدُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ. فَهُمْ يُصْبِحُونَ مُعَرَّضِينَ لِلْمَخَاطِرِ وَيَحِيدُونَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُسْتَقِيمِ كَمَا تَتَبَدَّدُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلَّتِي لَا رَاعِيَ لَهَا›. (١ مل ٢٢:١٧) غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ يُزَوِّدُ شَعْبَهُ بِكُلِّ مَا يَحْتَاجُونَهُ.
٣ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ نَحْنُ أَيْضًا نَفْهَمُ لِمَ يُشْبِهُ يَهْوَهُ ٱلرَّاعِيَ. فَهُوَ مَا زَالَ يُزَوِّدُ شَعْبَهُ ٱلْمُشَبَّهَ بِٱلْخِرَافِ بِكُلِّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. فَلْنَرَ كَيْفَ يُوَجِّهُ خِرَافَهُ وَيُشْبِعُ حَاجَاتِهِمِ ٱلْيَوْمَ، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَجَاوَبَ ٱلْخِرَافُ مَعَ ٱهْتِمَامِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيِّ بِهِمْ.
اَلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ يُعَيِّنُ رُعَاةً مُعَاوِنِينَ
٤ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ يَسُوعُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِخِرَافِ يَهْوَهَ؟
٤ عَيَّنَ يَهْوَهُ يَسُوعَ رَأْسًا لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (اف ١:٢٢، ٢٣) وَيَسُوعُ، «ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ»، يَعْكِسُ ٱهْتِمَامَاتِ أَبِيهِ، مَقَاصِدَهُ، وَصِفَاتِهِ. حَتَّى إِنَّهُ ‹بَذَلَ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ›. (يو ١٠:١١، ١٥) فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَسِيحُ نَفْسَهُ ذَبِيحَةً فِدَائِيَّةً! (مت ٢٠:٢٨) فَقَصْدُ يَهْوَهَ هُوَ أَنْ «لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». — يو ٣:١٦.
٥، ٦ (أ) مَنْ عَيَّنَهُمْ يَسُوعُ لِيَعْتَنُوا بِخِرَافِهِ، وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْخِرَافُ كَيْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ؟ (ب) مَا ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا أَنْ نُطِيعَ ٱلشُّيُوخَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟
٥ وَكَيْفَ تَتَجَاوَبُ ٱلْخِرَافُ مَعَ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟ قَالَ يَسُوعُ: «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي». (يو ١٠:٢٧) فَسَمَاعُ صَوْتِ ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ يَعْنِي ٱتِّبَاعَ إِرْشَادِهِ عَلَى ٱلدَّوَامِ. وَهٰذَا يَشْمُلُ ٱلتَّعَاوُنَ مَعَ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ. فَقَدْ أَشَارَ أَنَّ رُسُلَهُ وَتَلَامِيذَهُ سَيُتَابِعُونَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي بَدَأَهُ هُوَ، إِذْ كَانُوا ‹سَيُعَلِّمُونَ› وَ ‹يُطْعِمُونَ خِرَافَهُ ٱلصَّغِيرَةَ›. (مت ٢٨:٢٠؛ اقرأ يوحنا ٢١:١٥-١٧.) وَمَعَ ٱنْتِشَارِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَزَايُدِ عَدَدِ ٱلتَّلَامِيذِ، عَيَّنَ يَسُوعُ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ لِيَكُونُوا رُعَاةً فِي ٱلْجَمَاعَاتِ. — اف ٤:١١، ١٢.
٦ فَفِي حَدِيثِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ مَعَ ٱلنُّظَّارِ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَوْضَحَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عَيَّنَهُمْ ‹لِيَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ›. (اع ٢٠:٢٨) وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ فِي ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، بِمَا أَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا مُعَيَّنُونَ عَلَى أَسَاسِ مَطَالِبَ مُدَوَّنَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَمُوحًى بِهَا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلَيْهِ، إِنَّ إِطَاعَةَ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّنَا نَحْتَرِمُ ٱلرَّاعِيَيْنِ ٱلْأَعْظَمَيْنِ، يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. (لو ١٠:١٦) وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِرَغْبَتِنَا فِي ٱلْإِذْعَانِ لِلشُّيُوخِ. وَلٰكِنْ، ثَمَّةَ أَسْبَابٌ أُخْرَى تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْإِذْعَانِ.
٧ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ ٱلشُّيُوخُ كَيْ تُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ؟
٧ إِنَّ ٱلتَّشْجِيعَ وَٱلْإِرْشَادَ ٱللَّذَيْنِ يُقَدِّمُهُمَا ٱلشُّيُوخُ لِلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ مُؤَسَّسَانِ إِمَّا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَوْ عَلَى مَبَادِئَ فِيهَا. وَلَيْسَ هَدَفُهُمْ مِنْ ذٰلِكَ أَنْ يُمْلُوا عَلَى إِخْوَتِهِمْ كَيْفَ يَعِيشُونَ حَيَاتَهُمْ. (٢ كو ١:٢٤) بَلْ هَدَفُهُمْ هُوَ أَنْ يُعْطُوا رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِرْشَادَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوا ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةَ وَتُسْهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلنِّظَامِ وَٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (١ كو ١٤:٣٣، ٤٠) فَٱلشُّيُوخُ ‹يَسْهَرُونَ عَلَى نُفُوسِنَا› بِمَعْنَى أَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يُسَاعِدُوا كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ كَيْ يُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ. لِذٰلِكَ يُسَارِعُونَ إِلَى تَقْدِيمِ ٱلْعَوْنِ إِذَا عَلِمُوا أَنَّ أَخًا أَوْ أُخْتًا أُخِذَ أَوْ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُؤْخَذَ «فِي زَلَّةٍ مَا». (غل ٦:١، ٢؛ يه ٢٢) أَفَلَا يَدْفَعُنَا ذٰلِكَ إِلَى ‹إِطَاعَةِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ›؟ — اقرإ العبرانيين ١٣:١٧.
٨ كَيْفَ يَحْمِي ٱلشُّيُوخُ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ؟
٨ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، ٱلَّذِي كَانَ هُوَ بِدَوْرِهِ رَاعِيًا رُوحِيًّا، إِلَى إِخْوَتِهِ فِي كُولُوسِّي: «اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ، حَسَبَ مَبَادِئِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَسِيحِ». (كو ٢:٨) وَهٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَنَا إِلَى سَبَبٍ آخَرَ لِنُطِيعَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَهُمْ يَحْمُونَ إِخْوَتَهُمْ بِتَنْبِيهِهِمْ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ قَدْ يُحَاوِلُ زَعْزَعَةَ إِيمَانِهِمْ. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ حَذَّرَ مِنْ ‹أَنْبِيَاءَ وَمُعَلِّمِينَ دَجَّالِينَ› سَيُحَاوِلُونَ أَنْ ‹يُغْرُوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُتَقَلِّبَةَ› بِفِعْلِ ٱلسُّوءِ. (٢ بط ٢:١، ١٤) وَيَلْزَمُ أَنْ يُعْطِيَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ تَحْذِيرَاتٍ مُشَابِهَةً عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. فَهُمْ مَسِيحِيُّونَ نَاضِجُونَ يَمْتَلِكُونَ خِبْرَةً فِي ٱلْحَيَاةِ. هٰذَا وَإِنَّهُمْ بَرْهَنُوا قَبْلَ أَنْ نَالُوا تَعْيِينَهُمْ أَنَّ لَدَيْهِمْ فَهْمًا جَيِّدًا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَأَنَّهُمْ مُؤَهَّلُونَ لِيَعِظُوا بِٱلتَّعْلِيمِ ٱلصَّحِيحِ. (١ تي ٣:٢؛ تي ١:٩) فَنُضْجُهُمُ، ٱتِّزَانُهُمْ، وَحِكْمَتُهُمُ ٱلْمُكْتَسَبَةُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ أُمُورٌ تُمَكِّنُهُمْ مِنْ إِعْطَاءِ ٱلتَّوْجِيهِ ٱلسَّلِيمِ لِإِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ.
اَلرَّاعِي ٱلْفَاضِلُ يُطْعِمُ خِرَافَهُ وَيَحْمِيهَا
٩ كَيْفَ تُوَجَّهُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ وَتَحْصُلُ عَلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْيَوْمَ؟
٩ يُعْطِي يَهْوَهُ عَبْرَ هَيْئَتِهِ وَفْرَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِكَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلنَّصَائِحِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَصِلُنَا مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، تُزَوِّدُ ٱلْهَيْئَةُ أَحْيَانًا ٱلْإِرْشَادَ بِطَرِيقَةٍ مُبَاشِرَةٍ إِلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ، إِمَّا بِوَاسِطَةِ ٱلرَّسَائِلِ أَوْ عَبْرَ إِرْشَادَاتٍ يَنْقُلُهَا ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرَائِقِ، يَتَلَقَّى ٱلْخِرَافُ إِرْشَادَاتٍ وَاضِحَةً.
١٠ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمُحِبِّينَ حِينَ يَشْرُدُ أَحَدُ ٱلْخِرَافِ عَنِ ٱلْقَطِيعِ؟
١٠ تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ ٱلنُّظَّارِ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلْحِمَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِأَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، لَا سِيَّمَا أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ أَنْفُسَهُمْ أَوْ يَمْرَضُونَ رُوحِيًّا. (اقرأ يعقوب ٥:١٤، ١٥.) فَلَرُبَّمَا شَرَدَ بَعْضُهُمْ عَنِ ٱلْقَطِيعِ وَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمَاذَا يَفْعَلُ ٱلرَّاعِي ٱلْمُحِبُّ فِي حَالَةٍ كَهٰذِهِ؟ إِنَّهُ يَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِهِ كَيْ يَجِدَ كُلَّ خَرُوفٍ شَرَدَ عَنِ ٱلْقَطِيعِ لِيَحُثَّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ، أَيْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. قَالَ يَسُوعُ: «لَا يَشَاءُ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ». — مت ١٨:١٢-١٤.
كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى نَقَائِصِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُعَاوِنِينَ؟
١١ لِمَ قَدْ يُشَكِّلُ ٱتِّبَاعُ قِيَادَةِ ٱلشُّيُوخِ تَحَدِّيًا لِلْبَعْضِ؟
١١ إِنَّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ رَاعِيَانِ كَامِلَانِ. أَمَّا ٱلرُّعَاةُ ٱلْبَشَرُ ٱلَّذِينَ يَأْتَمِنَانِهِمْ عَلَى ٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْجَمَاعَاتِ فَلَيْسُوا كَذٰلِكَ. وَهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ قَدْ تَجْعَلُ ٱتِّبَاعَ قِيَادَةِ ٱلشُّيُوخِ تَحَدِّيًا لِلْبَعْضِ. فَقَدْ يُفَكِّرُ هٰؤُلَاءِ: ‹إِنَّهُمْ بَشَرٌ خُطَاةٌ مَثَلُنَا مَثَلُهُمْ. فَلِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَسْمَعَ مَشُورَتَهُمْ؟›. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ لَيْسُوا كَامِلِينَ، إِلَّا أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ صَائِبَةٍ إِلَى نَقَائِصِهِمْ وَضَعَفَاتِهِمْ.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ نَقَائِصِ بَعْضِ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَهْوَهُ فِي مَرَاكِزِ مَسْؤُولِيَّةٍ؟ (ب) لِمَ سُجِّلَتْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَقَائِصُ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُعَيَّنِينَ؟
١٢ تَعْتَرِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ بِنَقَائِصِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَخْدَمَهُمْ يَهْوَهُ لِيُرْشِدَ شَعْبَهُ فِي ٱلْمَاضِي. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، رَغْمَ أَنَّ دَاوُدَ عُيِّنَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَقَائِدًا لِهٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ، غَيْرَ أَنَّهُ وَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ وَأَصْبَحَ مُذْنِبًا بِٱرْتِكَابِ ٱلزِّنَى وَٱلْقَتْلِ. (٢ صم ١٢:٧-٩) تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ ٱلَّذِي ٱقْتَرَفَ أَخْطَاءً جَسِيمَةً مَعَ أَنَّهُ كَانَ مُؤْتَمَنًا عَلَى مَسْؤُولِيَّةٍ كَبِيرَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (مت ١٦:١٨، ١٩؛ يو ١٣:٣٨؛ ١٨:٢٧؛ غل ٢:١١-١٤) فَبِٱسْتِثْنَاءِ يَسُوعَ، مَا مِنْ إِنْسَانٍ كَامِلٍ مُنْذُ عَهْدِ آدَمَ وَحَوَّاءَ.
١٣ وَلِمَ جَعَلَ يَهْوَهُ كَتَبَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَجِّلُونَ نَقَائِصَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ هُوَ بِنَفْسِهِ؟ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَسْبَابٍ أُخْرَى، فَعَلَ ذٰلِكَ لِيُظْهِرَ أَنَّ بِإِمْكَانِهِ ٱسْتِخْدَامَ بَشَرٍ نَاقِصِينَ لِيَقُودُوا شَعْبَهُ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، لَطَالَمَا قَامَ بِهٰذَا ٱلْأَمْرِ. لِذَا، لَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَّخِذَ نَقَائِصَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا ٱلْيَوْمَ عُذْرًا لِنَتَذَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَوْ نَتَجَاهَلَ سُلْطَتَهُمْ. فَيَهْوَهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَحْتَرِمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ وَنُطِيعَهُمْ. — اقرإ الخروج ١٦:٢، ٨.
١٤، ١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي وَجَّهَ بِهَا يَهْوَهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْمَاضِي؟
١٤ إِنَّ إِطَاعَةَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا أَمْرٌ حَيَوِيٌّ. فَكِّرْ كَيْفَ وَجَّهَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْمَاضِي خِلَالَ ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْحَرِجَةِ. فَحِينَ غَادَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَرْضَ مِصْرَ، كَانَتْ أَوَامِرُ ٱللّٰهِ تَأْتِيهِمْ عَبْرَ مُوسَى وَهَارُونَ. فَلِكَيْ يَنْجُوا مِنَ ٱلضَّرْبَةِ ٱلْعَاشِرَةِ مَثَلًا، كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُطِيعُوا ٱلْإِرْشَادَاتِ بِأَنْ يَتَنَاوَلُوا وَجْبَةً خُصُوصِيَّةً وَيَرُشُّوا دَمَ ٱلشَّاةِ عَلَى قَائِمَتَيِ ٱلْبَابِ وَعَتَبَتِهِ ٱلْعُلْيَا فِي بُيُوتِهِمْ. وَهٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتُ لَمْ تَأْتِهِمْ مِنْ خِلَالِ صَوْتٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. بَلْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْمَعُوا لِشُيُوخِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ تَلَقَّوْا بِدَوْرِهِمْ تَوْجِيهَاتٍ مُحَدَّدَةً مِنْ مُوسَى. (خر ١٢:١-٧، ٢١-٢٣، ٢٩) فَفِي ظُرُوفٍ كَهٰذِهِ، لَعِبَ مُوسَى وَٱلشُّيُوخُ دَوْرًا فِي نَقْلِ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ إِلَى شَعْبِهِ. وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ يَلْعَبُونَ دَوْرًا حَيَوِيًّا مُمَاثِلًا.
١٥ وَلَعَلَّكَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفَكِّرَ فِي مُنَاسَبَاتٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى فِي تَارِيخِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ زَوَّدَ فِيهَا يَهْوَهُ إِرْشَادَاتٍ مُنْقِذَةً لِلْحَيَاةِ عَبْرَ مُمَثِّلِينَ بَشَرِيِّينَ أَوْ مَلَائِكِيِّينَ. وَفِي جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْحَالَاتِ، قَرَّرَ ٱللّٰهُ أَنْ يُفَوِّضَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ سُلْطَةَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱسْمِهِ وَإِخْبَارِ شَعْبِهِ بِمَا يَلْزَمُ فِعْلُهُ لِلنَّجَاةِ مِنْ كَارِثَةٍ مَا. أَفَلَا يُعْقَلُ أَنْ يَقُومَ يَهْوَهُ بِأَمْرٍ مُمَاثِلٍ فِي هَرْمَجِدُّونَ؟! طَبْعًا، إِنَّ أَيَّ شَيْخٍ فُوِّضَتْ إِلَيْهِ مَسْؤُولِيَّةُ تَمْثِيلِ يَهْوَهَ أَوْ هَيْئَتِهِ ٱلْيَوْمَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْذَرَ جَيِّدًا مِنْ إِسَاءَةِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلسُّلْطَةِ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ.
«رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَرَاعٍ وَاحِدٌ»
١٦ أَيُّ ‹كَلِمَةٍ› يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَيْهَا؟
١٦ يُؤَلِّفُ شَعْبُ يَهْوَهَ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» يَقُودُهَا «رَاعٍ وَاحِدٌ»، يُسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (يو ١٠:١٦) وَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَ تَلَامِيذِهِ «كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:٢٠) وَبِصِفَتِهِ مَلِكًا يَحْكُمُ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَلَدَيْهِ سُلْطَةٌ تَامَّةٌ عَلَى كُلِّ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي سَتُؤَدِّي إِلَى تَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. لِذَا، كَيْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ وَٱلْأَمَانِ فِي حَظِيرَةِ ٱللّٰهِ، يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَعَ ‹ٱلْكَلِمَةَ خَلْفَنَا› ٱلَّتِي تَقُولُ لَنَا فِي أَيِّ طَرِيقٍ نَذْهَبُ. وَهٰذِهِ ‹ٱلْكَلِمَةُ› تَشْمُلُ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَا يَقُولُهُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ عَبْرَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَاهُمْ رُعَاةً مُعَاوِنِينَ. — اقرأ اشعيا ٣٠:٢١؛ رؤيا ٣:٢٢.
١٧، ١٨ (أ) أَيُّ خَطَرٍ يُهَدِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ، وَلٰكِنْ مِمَّ نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ؟ (ب) مَاذَا سَنَتَعَلَّمُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَجُولُ «كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». (١ بط ٥:٨) فَمِثْلَ وَحْشٍ مُفْتَرِسٍ وَضَارٍ، إِنَّهُ يَتَتَبَّعُ ٱلْقَطِيعَ مُنْتَظِرًا ٱلْفُرْصَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِيَنْقَضَّ عَلَى ٱلضَّعِيفِ أَوِ ٱلشَّارِدِ. وَهٰذَا سَبَبٌ وَجِيهٌ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ بِبَقِيَّةِ ٱلْقَطِيعِ وَبِيَهْوَهَ، ‹رَاعِي نُفُوسِنَا وَنَاظِرِهَا›. (١ بط ٢:٢٥) تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ٧:١٧ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلنَّاجِينَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ: «اَلْحَمَلُ [يَسُوعُ] . . . سَيَرْعَاهُمْ، وَسَيُرْشِدُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهِ ٱلْحَيَاةِ. وَسَيَمْسَحُ ٱللّٰهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ». فَيَا لَهُ مِنْ وَعْدٍ رَائِعٍ!
١٨ إِنَّ مَسْؤُولِيَّةَ رِعَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّتِي تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ ٱلشُّيُوخِ هِيَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَكَيْفَ يَتَأَكَّدُ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنُونَ أَنَّهُمْ يَعْتَنُونَ جَيِّدًا بِخِرَافِ يَسُوعَ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.