صَمِّمْ عَلَى ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا
«أَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ كَامِلًا». — اع ١٠:٤٢.
١ أَيُّ تَفْوِيضٍ رَكَّزَ بُطْرُسُ ٱلِٱنْتِبَاهَ عَلَيْهِ حِينَ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَمَامَ كَرْنِيلِيُوسَ؟
سَنَةَ ٣٦ بم، حَصَلَتْ حَادِثَةٌ كَانَتْ سَتَصِيرُ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ. فَقَدْ جَمَعَ كَرْنِيلِيُوسُ، ضَابِطٌ إِيطَالِيٌّ يَخَافُ ٱللّٰهَ، أَنْسِبَاءَهُ وَأَصْدِقَاءَهُ فِي بَيْتِهِ. وَآنَذَاكَ، قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِلْمُجْتَمِعِينَ إِنَّ ٱلرُّسُلَ أُمِرُوا بِأَنْ ‹يَكْرِزُوا لِلشَّعْبِ وَيَشْهَدُوا كَامِلًا› عَنْ يَسُوعَ. وَقَدْ أَنْتَجَتْ شَهَادَةُ بُطْرُسَ ثِمَارًا رَائِعَةً. فَأَشْخَاصٌ مِنَ ٱلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ نَالُوا رُوحَ ٱللّٰهِ، ٱعْتَمَدُوا، وَٱخْتِيرُوا لِيَكُونُوا مُلُوكًا مُقْبِلِينَ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَمَا أَرْوَعَ هذِهِ ٱلنَّتَائِجَ ٱلَّتِي أَسْفَرَتْ عَنْهَا شَهَادَةُ بُطْرُسَ كَامِلًا! — اع ١٠:٢٢، ٣٤-٤٨.
٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ تَفْوِيضَ ٱلشَّهَادَةِ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى ٱلرُّسُلِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ؟
٢ قَبْلَ نَحْوِ سَنَتَيْنِ مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، طَرَأَ تَغْيِيرٌ جَذْرِيٌّ عَلَى حَيَاةِ مُقَاوِمٍ شَرِسٍ لِلْمَسِيحِيَّةِ يُدْعَى شَاوُلَ ٱلطَّرْسُوسِيَّ. فَحِينَ كَانَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى دِمَشْقَ، تَرَاءَى لَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «اُدْخُلْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ». وَمَاذَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ شَاوُلُ؟ قَالَ يَسُوعُ لِلتِّلْمِيذِ حَنَانِيَّا إِنَّ شَاوُلَ سَيَشْهَدُ لِـ «ٱلْأُمَمِ وَٱلْمُلُوكِ وَبَنِي إِسْرَائِيل». (اِقْرَأْ اعمال ٩:٣-٦، ١٣-٢٠.) لِذلِكَ عِنْدَمَا ذَهَبَ حَنَانِيَّا إِلَى حَيْثُ كَانَ شَاوُلُ، قَالَ لَهُ: «إِنَّ إِلٰهَ آبَائِنَا قَدِ ٱخْتَارَكَ . . . لِأَنَّكَ سَتَكُونُ شَاهِدًا لَهُ عِنْدَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ». (اع ٢٢:١٢-١٦) فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ حَمَلَ شَاوُلُ (ٱلَّذِي صَارَ يُعْرَفُ لَاحِقًا بِبُولُسَ) مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ تَفْوِيضَ ٱلشَّهَادَةِ هذَا؟
شَهِدَ كَامِلًا
٣ (أ) أَيَّةُ رِوَايَةٍ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ؟ (ب) كَيْفَ تَجَاوَبَ شُيُوخُ أَفَسُسَ مَعَ دَعْوَةِ بُولُسَ، وَأَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمُوهُ لَنَا؟
٣ دُونَ شَكٍّ، مِنَ ٱلْمُمْتِعِ أَنْ نَتَنَاوَلَ بِٱلتَّفْصِيلِ كُلَّ مَا فَعَلَهُ بُولُسُ بَعْدَئِذٍ. لكِنَّنَا لَنْ نُنَاقِشَ ٱلْآنَ سِوَى ٱلْخِطَابِ ٱلْمُدَوَّنِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ٢٠ ٱلَّذِي أَلْقَاهُ نَحْوَ سَنَةِ ٥٦ بم فِي أَوَاخِرِ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّالِثَةِ. فَكَانَ بُولُسُ قَدْ وَصَلَ إِلَى مِيلِيتُسَ، مَرْفَأٌ عَلَى بَحْرِ إِيجه، وَأَرْسَلَ فِي طَلَبِ شُيُوخِ جَمَاعَةِ أَفَسُسَ. وَرَغْمَ أَنَّ أَفَسُسَ كَانَتْ تَبْعُدُ نَحْوَ ٥٠ كِيلُومِتْرًا عَنْ مِيلِيتُسَ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَسَافَةَ كَانَتْ أَطْوَلَ بِسَبَبِ ٱلطُّرُقَاتِ ٱلْمُتَعَرِّجَةِ. تَخَيَّلْ فَرْحَةَ شُيُوخِ أَفَسُسَ عِنْدَمَا بَلَغَتْهُمْ دَعْوَةُ بُولُسَ! (قَارِنْ امثال ١٠:٢٨.) مَعَ ذلِكَ، كَانَ عَلَيْهِمْ إِجْرَاءُ ٱلتَّعْدِيلَاتِ لِلسَّفَرِ إِلَى مِيلِيتُسَ. فَلَرُبَّمَا ٱضْطُرَّ بَعْضُهُمْ إِلَى أَخْذِ عُطْلَةٍ مِنْ عَمَلِهِمْ أَوْ إِقْفَالِ مَحَالِّهِمْ. وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ أَيْضًا مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ لِكَيْلَا يُفَوِّتُوا أَيَّةَ فَتْرَةٍ مِنْ فَتَرَاتِ ٱلْمَحْفِلِ ٱلْكُورِيِّ ٱلسَّنَوِيِّ.
٤ أَيُّ مَسْلَكٍ ٱتَّبَعَهُ بُولُسُ خِلَالَ إِقَامَتِهِ فِي أَفَسُسَ بِضْعَ سَنَوَاتٍ؟
٤ وَمَاذَا فَعَلَ بُولُسُ بِرَأْيِكَ فِي مِيلِيتُسَ طَوَالَ ثَلَاثَةِ أَوْ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ رَيْثَمَا يَصِلُ ٱلشُّيُوخُ؟ مَاذَا كُنْتَ سَتَفْعَلُ أَنْتَ؟ (قَارِنْ اعمال ١٧:١٦، ١٧.) إِنَّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا بُولُسُ لِشُيُوخِ أَفَسُسَ تُسَاعِدُنَا عَلَى مَعْرِفَةِ ٱلْجَوَابِ. فَفِي حَدِيثِهِ مَعَهُمْ، وَصَفَ نَمَطَ حَيَاتِهِ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، بِمَا فِي ذلِكَ فَتْرَةُ إِقَامَتِهِ فِي أَفَسُسَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ (نَحْوَ سَنَةِ ٥٢-٥٥ بم). (اِقْرَأْ اعمال ٢٠:١٨-٢١.) قَالَ بِكُلِّ ثِقَةٍ، عَالِمًا أَنَّ أَحَدًا لَنْ يَسْتَطِيعَ مُنَاقَضَتَهُ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ وَطِئَتْ قَدَمِي إِقْلِيمَ آسِيَا . . . [أَنِّي] شَهِدْتُ كَامِلًا». نَعَمْ، كَانَ بُولُسُ مُصَمِّمًا عَلَى إِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ يَسُوعُ. وَكَيْفَ فَعَلَ ذلِكَ حِينَ كَانَ فِي أَفَسُسَ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ كَانَتِ ٱلشَّهَادَةَ لِلْيَهُودِ، إِذْ إِنَّهُ ذَهَبَ حَيْثُمَا كَانُوا مَوْجُودِينَ. فَلُوقَا يُخْبِرُ أَنَّ بُولُسَ ‹قَدَّمَ خِطَابَاتٍ وَحَاجَّ لِإِقْنَاعِهِمْ› فِي ٱلْمَجْمَعِ. وَلٰكِنْ لَمَّا كَانَ ٱلْيَهُودُ «يَتَقَسَّوْنَ وَلَا يُؤْمِنُونَ»، وَجَّهَ ٱنْتِبَاهَهُ إِلَى آخَرِينَ، كَارِزًا فِي مَكَانٍ آخَرَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ. وَهكَذَا، شَهِدَ بُولُسُ لِلْيَهُودِ وَٱلْيُونَانِيِّينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْكَبِيرَةِ. — اع ١٩:١، ٨، ٩.
٥، ٦ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ بُولُسَ كَرَزَ لِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ حِينَ كَانَ يُعَلِّمُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟
٥ إِنَّ بَعْضَ ٱلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ أَصْبَحُوا بَعْدَ فَتْرَةٍ شُيُوخًا، ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ تَحَدَّثَ مَعَهُمْ بُولُسُ فِي مِيلِيتُسَ. وَقَدْ ذَكَّرَهُمْ بِٱلْأُسْلُوبِ ٱلَّذِي ٱسْتَخْدَمَهُ، قَائِلًا: «لَمْ أُمْسِكْ عَنْ إِخْبَارِكُمْ بِكُلِّ مَا هُوَ مُفِيدٌ، وَلَا عَنْ تَعْلِيمِكُمْ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». يَزْعَمُ ٱلْبَعْضُ فِي أَيَّامِنَا أَنَّ بُولُسَ كَانَ يَقْصِدُ مِنْ كَلِمَاتِهِ هذِهِ مُجَرَّدَ ٱلْقِيَامِ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ لِلْمُؤْمِنِينَ. لكِنَّ ذلِكَ لَيْسَ صَحِيحًا. فَٱلْإِشَارَةُ إِلَى ‹ٱلتَّعْلِيمِ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ› تَنْطَبِقُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى ٱلتَّبْشِيرِ بَيْنَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَيَتَّضِحُ ذلِكَ مِنْ كَلِمَاتِهِ ٱلتَّالِيَةِ ٱلَّتِي قَالَ فِيهَا إِنَّهُ كَانَ يَشْهَدُ «لِلْيَهُودِ وَٱلْيُونَانِيِّينَ بِٱلتَّوْبَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلْإِيمَانِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ». فَمِنَ ٱلْجَلِيِّ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يَشْهَدُ لِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ وَٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ. — اع ٢٠:٢٠، ٢١.
٦ وَفِي تَحْلِيلٍ مُوَسَّعٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، عَلَّقَ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٢٠:٢٠ قَائِلًا: «لَقَدْ قَضَى بُولُسُ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ فِي أَفَسُسَ. وَزَارَ كُلَّ بَيْتٍ، أَوْ عَلَى ٱلْأَقَلِّ كَرَزَ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ (اَلْعَدَدُ ٢٦). وَهذَا يُشَكِّلُ أَسَاسًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلتَّبْشِيرِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، وَكَذلِكَ لِلتَّبْشِيرِ فِي ٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْعَامَّةِ». وَلكِنْ سَوَاءٌ زَارَ بُولُسُ كُلَّ بَيْتٍ، كَمَا يَدَّعِي هذَا ٱلْعَالِمُ، أَوْ لَا، فَهُوَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَنْسَى شُيُوخُ أَفَسُسَ شَهَادَتَهُ وَٱلنَّتَائِجَ ٱلَّتِي أَسْفَرَتْ عَنْهَا. فَقَدْ ذَكَرَ لُوقَا: «جَمِيعُ سُكَّانِ إِقْلِيمِ آسِيَا، يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، سَمِعُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ». (اع ١٩:١٠) فَبِأَيِّ مَعْنًى سَمِعَ «جَمِيعُ» ٱلَّذِينَ فِي آسِيَا ٱلْبِشَارَةَ، وَمَاذَا يَدُلُّ ذلِكَ فِي مَا يَخْتَصُّ بِشَهَادَتِنَا؟
٧ أَيَّةُ نَتِيجَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ أَسْفَرَتْ عَنْهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ كِرَازَةُ بُولُسَ؟
٧ عِنْدَمَا كَرَزَ بُولُسُ فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، سَمِعَ كَثِيرُونَ رِسَالَتَهُ. وَلكِنْ هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا ٱلْبِشَارَةَ بَقُوا فِي أَفَسُسَ؟ أَمْ إِنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمُ ٱنْتَقَلُوا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْعَمَلِ، أَوْ لِيَكُونُوا قُرْبَ أَنْسِبَائِهِمْ، أَوْ لِيَهْرُبُوا مِنْ ضَوْضَاءِ ٱلْمَدِينَةِ؟ هذَا أَمْرٌ مُحْتَمَلٌ جِدًّا. فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَنْتَقِلُونَ لِأَسْبَابٍ مُشَابِهَةٍ؛ وَقَدْ تَكُونُ أَنْتَ وَاحِدًا مِنْهُمْ. كَمَا أَنَّ ٱلنَّاسَ قَدِيمًا كَانُوا يَأْتُونَ مِنْ مَنَاطِقَ أُخْرَى لِزِيَارَةِ أَفَسُسَ لِدَوَاعٍ ٱجْتِمَاعِيَّةٍ أَوْ تِجَارِيَّةٍ. وَلَرُبَّمَا ٱلْتَقَى أَشْخَاصٌ مِنْهُمْ بُولُسَ أَوْ سَمِعُوا شَهَادَتَهُ. فَمَاذَا حَدَثَ عِنْدَمَا رَجَعُوا إِلَى مَوْطِنِهِمْ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوا ٱلْحَقَّ شَهِدُوا لِلْآخَرِينَ. وَرَغْمَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَشْخَاصِ لَمْ يَصِيرُوا مُؤْمِنِينَ، لكِنَّهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَكَلَّمُوا بِمَا سَمِعُوهُ فِي أَفَسُسَ. وَهكَذَا، سَمِعَ ٱلْأَقْرِبَاءُ أَوِ ٱلْجِيرَانُ أَوِ ٱلزَّبَائِنُ ٱلْحَقَّ، وَرُبَّمَا قَبِلَهُ بَعْضٌ مِنْهُمْ. (قَارِنْ مرقس ٥:١٤.) فَمَاذَا يَدُلُّ ذلِكَ بِشَأْنِ نَتِيجَةِ تَقْدِيمِكَ ٱلشَّهَادَةَ كَامِلًا؟
٨ كَيْفَ رُبَّمَا سَمِعَ ٱلنَّاسُ فِي كُلِّ إِقْلِيمِ آسِيَا ٱلْحَقَّ؟
٨ كَتَبَ بُولُسُ بِخُصُوصِ خِدْمَتِهِ فِي أَفَسُسَ أَنَّهُ ‹ٱنْفَتَحَ لَهُ بَابٌ كَبِيرٌ يُؤَدِّي إِلَى ٱلنَّشَاطِ›. (١ كو ١٦:٨، ٩) فَمَا هُوَ هذَا ٱلْبَابُ، وَكَيْفَ ٱنْفَتَحَ لَهُ؟ إِنَّ مُدَاوَمَةَ بُولُسَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي أَفَسُسَ أَدَّتْ إِلَى ٱنْتِشَارِ ٱلْبِشَارَةِ. كَيْفَ ذلِكَ؟ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كُولُوسِّي وَلَاوُدِكِيَّةَ وَهِيرَابُولِيسَ، ثَلَاثُ مُدُنٍ تَقَعُ إِلَى شَرْقِ أَفَسُسَ فِي ٱلْأَنْحَاءِ ٱلدَّاخِلِيَّةِ مِنْ إِقْلِيمِ آسِيَا. فَبُولُسُ لَمْ يَزُرْ هذِهِ ٱلْمُدُنُ قَطُّ، لكِنَّ ٱلْبِشَارَةَ وَصَلَتْ إِلَيْهَا. فَأَبَفْرَاسُ كَانَ مِنْ تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ. (كو ٢:١؛ ٤:١٢، ١٣) فَهَلْ سَمِعَ أَبَفْرَاسُ بُولُسَ وَهُوَ يَشْهَدُ فِي أَفَسُسَ وَصَارَ مَسِيحِيًّا؟ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ شَيْئًا عَنْ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. لكِنَّ مَا نَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّ أَبَفْرَاسَ عَمِلَ كَمُمَثِّلٍ عَنْ بُولُسَ حِينَ كَانَ يَنْشُرُ ٱلْحَقَّ فِي مَوْطِنِهِ. (كو ١:٧) وَلَرُبَّمَا بَلَغَتِ ٱلرِّسَالَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ أَيْضًا مُدُنًا مِثْلَ فِيلَادِلْفِيَا، سَارْدِسَ، وثِيَاتِيرَا خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي قَضَاهَا بُولُسُ فِي أَفَسُسَ وَهُوَ يُقَدِّمُ ٱلشَّهَادَةَ.
٩ (أ) أَيَّةُ رَغْبَةٍ مُخْلِصَةٍ ٱمْتَلَكَهَا بُولُسُ؟ (ب) مَا هِيَ ٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠٠٩؟
٩ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، كَانَتْ لَدَى شُيُوخِ أَفَسُسَ أَسْبَابٌ جَوْهَرِيَّةٌ لِلْمُوَافَقَةِ عَلَى مَا قَالَهُ لَهُمْ بُولُسُ: «لَا أَحْسِبُ نَفْسِي ذَاتَ قِيمَةٍ، كَأَنَّمَا هِيَ عَزِيزَةٌ عَلَيَّ، حَسْبِي أَنْ أُنْهِيَ شَوْطِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، لِأَشْهَدَ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». وَهذَا ٱلْعَدَدُ يَتَضَمَّنُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ وَٱلْمُحَرِّضَةَ لِآيَتِنَا ٱلسَّنَوِيَّةِ لِعَامِ ٢٠٠٩: ‹اِشْهَدُوا كَامِلًا بِٱلْبِشَارَةِ›. — اع ٢٠:٢٤.
اَلشَّهَادَةُ كَامِلًا فِي أَيَّامِنَا
١٠ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَشْهَدَ كَامِلًا؟
١٠ شَمَلَ تَفْوِيضُ ‹ٱلْكِرَازَةِ لِلشَّعْبِ وَٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا› أَشْخَاصًا آخَرِينَ غَيْرَ ٱلرُّسُلِ. فَعِنْدَمَا تَحَدَّثَ يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ مَعَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْمُجْتَمِعِينَ فِي ٱلْجَلِيلِ ٱلْبَالِغِ عَدَدُهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٥٠٠، أَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ». وَهذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ تَنْطَبِقُ عَلَى كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، كَمَا تَدُلُّ كَلِمَاتُ يَسُوعَ: «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاء». — مت ٢٨:١٩، ٢٠.
١١ بِأَيِّ عَمَلٍ مُهِمٍّ يَشْتَهِرُ شُهُودُ يَهْوَه؟
١١ وَيَسْتَمِرُّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْغَيُورُونَ فِي إِطَاعَةِ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ، إِذْ يَسْعَوْنَ إلَى ‹ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا بِٱلْبِشَارَةِ›. وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُونَهَا هِيَ تِلْكَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا بُولُسُ لِشُيُوخِ أَفَسُسَ: اَلْكِرَازَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَفِي كِتَابٍ صَدَرَ سَنَةَ ٢٠٠٧ حَوْلَ ٱلْعَمَلِ ٱلْإِرْسَالِيِّ ٱلْفَعَّالِ، قَالَ دَايْڤِيدُ سْتِيوَوارْت ٱلْأَصْغَرُ: ‹لَقَدْ تَبَرْهَنَ أَنَّ ٱلْأُسْلُوبَ ٱلْعَمَلِيَّ وَٱلتَّطْبِيقِيَّ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ شُهُودُ يَهْوَه هُوَ أَكْثَرُ فَعَّالِيَّةً فِي جَعْلِ ٱلْأَفْرَادِ يَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْإِرْسَالِيِّ مِنَ ٱلْأُسْلُوبِ ٱلنَّظَرِيِّ ٱلَّذِي يَعْتَمِدُ ٱلْوَعْظَ مِنْ عَلَى ٱلْمَنَابِرِ. فَكَثِيرُونَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه يُحِبُّونَ إِخْبَارَ ٱلْآخَرِينَ بِمُعْتَقَدَاتِهِمْ›. وَمَا هِيَ ٱلنَّتِيجَةُ؟ يُجِيبُ ٱلْكَاتِبُ: «سَنَةَ ١٩٩٩، لَمْ يَذْكُرْ سِوَى ٢ إِلَى ٤ فِي ٱلْمِئَةِ مِمَّنْ شَمَلَهُمُ ٱسْتِطْلَاعٌ أَجْرَيْتُهُ فِي ٱثْنَتَيْنِ مِنْ عَوَاصِمِ أُورُوبَّا ٱلشَّرْقِيَّةِ أَنَّ مُرْسَلِينَ مِنْ ‹قِدِّيسُو ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ› أَوِ ‹ٱلْمُورْمُونُ› أَخَذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ٱلتَّحَدُّثِ مَعَهُمْ. بِٱلتَّبَايُنِ، قَالَ أَكْثَرُ مِنْ ٧٠ فِي ٱلْمِئَةِ إِنَّ شُهُودَ يَهْوَه تَحَدَّثُوا شَخْصِيًّا مَعَهُمْ؛ وَفِي أَغْلَبِ ٱلْحَالَاتِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً».
١٢ (أ) لِمَاذَا نَزُورُ ٱلنَّاسَ فِي مُقَاطَعَتِنَا «مَرَّاتٍ عَدِيدَةً»؟ (ب) هَلْ تَعْرِفُونَ ٱخْتِبَارًا عَنْ شَخْصٍ تَغَيَّرَ مَوْقِفُهُ مِنْ رِسَالَتِنَا؟
١٢ دُونَ شَكٍّ، يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ عَنْ سُكَّانِ مِنْطَقَتِكَ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، أَنْتَ سَاهَمْتَ فِي ٱلشَّهَادَةِ لِهؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ. فَعِنْدَمَا ‹تَحَدَّثْتَ شَخْصِيًّا› مَعَ ٱلنَّاسِ خِلَالَ خِدْمَتِكَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، لَا بُدَّ أَنَّكَ ٱلْتَقَيْتَ رِجَالًا وَنِسَاءً وَأَحْدَاثًا. وَلَرُبَّمَا رَفَضَ بَعْضُهُمُ ٱلسَّمَاعَ لَكَ مَعَ أَنَّهُ جَرَى ٱلتَّحَدُّثُ مَعَهُمْ «مَرَّاتٍ عَدِيدَةً»، فِي حِينِ أَنَّ غَيْرَهُمْ أَصْغَوا إِلَيْكَ بِشَكْلٍ عَابِرٍ حِينَ قَرَأْتَ عَلَيْهِمْ آيَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ أَخْبَرْتَهُمْ فِكْرَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. لكِنَّكَ رُبَّمَا تَمَكَّنْتَ مِنْ تَقْدِيمِ شَهَادَةٍ رَائِعَةٍ لِأَشْخَاصٍ آخَرِينَ، فَتَجَاوَبُوا مَعَ ٱلْبِشَارَةِ. إِنَّ كُلَّ ٱلْحَالَاتِ ٱلْآنِفَةِ ٱلذِّكْرِ هِيَ ٱحْتِمَالَاتٌ قَدْ تَحْدُثُ فِيمَا ‹نَشْهَدُ كَامِلًا بِٱلْبِشَارَةِ›. وَكَمَا تَعْرِفُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، هُنَالِكَ أَمْثِلَةٌ كَثِيرَةٌ عَنْ أَشْخَاصٍ لَمْ يُظْهِرُوا إِلَّا ٱهْتِمَامًا ضَئِيلًا عِنْدَمَا جَرَى ٱلتَّحَدُّثُ مَعَهُمْ «مَرَّاتٍ عَدِيدَةً»، لكِنَّ مَوْقِفَهُمْ تَغَيَّرَ لَاحِقًا. فَلَرُبَّمَا حَصَلَ أَمْرٌ مَا لَهُمْ أَوْ لِأَحَدِ أَحِبَّائِهِمْ، مِمَّا جَعَلَ عَقْلَهُمْ وَقَلْبَهُمْ أَكْثَرَ تَقَبُّلًا لِلْحَقِّ وَصَارُوا إِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ لَنَا. لِذلِكَ، لَا تَسْتَسْلِمْ حَتَّى لَوْ كُنْتَ فِي ٱلْآوِنَةِ ٱلْأَخِيرَةِ لَا تَجِدُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُتَجَاوِبِينَ. فَنَحْنُ لَا نَتَوَقَّعُ أَنْ يَأْتِيَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلْحَقِّ. لكِنَّ ٱللّٰهَ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا بِدَأَبٍ وَغَيْرَةٍ.
نَتَائِجُ قَدْ لَا نَعْرِفُ بِهَا
١٣ كَيْفَ تُؤَدِّي شَهَادَتُنَا إِلَى نَتَائِجَ قَدْ لَا نَعْرِفُ بِهَا؟
١٣ لَمْ تَقْتَصِرْ نَتَائِجُ خِدْمَةِ بُولُسَ فَقَطْ عَلَى ٱلَّذِينَ سَاعَدَهُمْ مُبَاشَرَةً لِيَصِيرُوا مَسِيحِيِّينَ. وَهذَا يَصِحُّ فِينَا نَحْنُ أَيْضًا. فَنَحْنُ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، وَنَشْهَدُ لِأَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. كَمَا أَنَّنَا نَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ لِجِيرَانِنَا، زُمَلَائِنَا فِي ٱلْعَمَلِ، رُفَقَائِنَا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، وَأَقْرِبَائِنَا. وَلكِنْ هَلْ نَعْرِفُ كُلَّ ٱلنَّتَائِجِ ٱلَّتِي تَتَأَتَّى عَنْ كِرَازَتِنَا؟ فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ، نَحْصُدُ نَتَائِجَ جَيِّدَةً مُبَاشِرَةً. أَمَّا فِي حَالَاتٍ أُخْرَى فَإِنَّ بُذُورَ ٱلْحَقِّ قَدْ تَبْقَى فِي حَالَةِ سُبَاتٍ، إِلَّا أَنَّهَا بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ تَتَجَذَّرُ فِي تُرْبَةِ قَلْبِ ٱلشَّخْصِ وَتَنْمُو. وَلكِنْ حَتَّى لَوْ لَمْ يَحْصُلْ ذلِكَ، فَإِنَّ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ نَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ قَدْ يُخْبِرُونَ أَشْخَاصًا آخَرِينَ مَا قُلْنَاهُ لَهُمْ، مَا نُؤْمِنُ بِهِ، وَكَيْفَ نَتَصَرَّفُ. وَهكَذَا، يُسَاهِمُ هؤُلَاءِ دُونَ قَصْدٍ مِنْهُمْ فِي إِيجَادِ تُرْبَةٍ خَصْبَةٍ لِهذِهِ ٱلْبُذُورِ فِي مَكَانٍ آخَرَ.
١٤، ١٥ أَيَّةُ نَتَائِجَ أَدَّتْ إِلَيْهَا شَهَادَةُ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ؟
١٤ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَأَمَّلْ فِي ٱخْتِبَارٍ حَصَلَ مَعَ رَايِنْ وَزَوْجَتِهِ مَانْدِي ٱللَّذَيْنِ يَعِيشَانِ فِي فْلُورِيدَا، ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرِكِيَّةِ. فَقَدْ شَهِدَ رَايِنْ فِي مَكَانِ عَمَلِهِ لِزَمِيلٍ لَهُ مِنْ خَلْفِيَّةٍ هِنْدُوسِيَّةٍ. فَتَأَثَّرَ هذَا ٱلرَّجُلُ بِأُسْلُوبِ رَايِنْ فِي ٱلْحَدِيثِ وَطَرِيقَةِ لُبْسِهِ. وَخِلَالَ مُحَادَثَاتِهِمَا، كَانَ رَايِنْ يُنَاقِشُ مَوَاضِيعَ مِثْلَ ٱلْقِيَامَةِ وَحَالَةِ ٱلْمَوْتَى. وَفِي إِحْدَى ٱلْأُمْسِيَاتِ مِنْ شَهْرِ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر)، سَأَلَ ٱلرَّجُلُ زَوْجَتَهُ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةَ جُودِي مَاذَا تَعْرِفُ عَنْ شُهُودِ يَهْوَه. فَأَجَابَتْ أَنَّ كُلَّ مَا تَعْرِفُهُ عَنْ شُهُودِ يَهْوَه هُوَ أَنَّهُمْ «يَكْرِزُونَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». لِذلِكَ بَحَثَتْ فِي ٱلْإِنْتِرْنِتْ عَنْ عِبَارَةِ «شُهُودُ يَهْوَه»، فَعَثَرَتْ عَلَى مَوْقِعِنَا: gro.rewothctaw.www. وَظَلَّتْ طَوَالَ عِدَّةِ أَشْهُرٍ تَقْرَأُ ٱلْمَوَادَّ عَلَى هذَا ٱلْمَوْقِعِ، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَٱلْمَقَالَاتُ ٱلَّتِي أَثَارَتِ ٱهْتِمَامَهَا.
١٥ بَعْدَ فَتْرَةٍ، ٱلْتَقَتْ مَانْدِي بِجُودِي لِأَنَّهُمَا كِلْتَيْهِمَا مُمَرِّضَتَانِ، وَسُرَّتْ بِٱلْإِجَابَةِ عَنْ أَسْئِلَتِهَا. وَلَاحِقًا، أَجْرَتَا مُنَاقَشَةً مُطَوَّلَةً جِدًّا حَتَّى إِنَّ جُودِي وَصَفَتْهَا بِأَنَّهَا مُنَاقَشَةٌ «مِنْ آدَمَ إِلَى هَرْمَجِدُّونَ». إِثْرَ ذلِكَ، قَبِلَتْ جُودِي دَرْسًا بَيْتِيًّا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَسُرْعَانَ مَا ٱبْتَدَأَتْ تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَقَدْ صَارَتْ نَاشِرَةً غَيْرَ مُعْتَمِدَةٍ فِي تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر)، ثُمَّ ٱعْتَمَدَتْ فِي شُبَاطَ (فِبْرَايِر). كَتَبَتْ تَقُولُ: «اَلْآنَ وَقَدْ تَعَرَّفْتُ بِٱلْحَقِّ، صِرْتُ أَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً تَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ».
١٦ مَاذَا يَدُلُّ ٱخْتِبَارُ ٱلْأَخِ فِي فْلُورِيدَا بِشَأْنِ جُهُودِنَا لِلشَّهَادَةِ كَامِلًا؟
١٦ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ رَايِنْ إِطْلَاقًا أَنَّ شَهَادَتَهُ لِرَجُلٍ سَتُؤَدِّي إِلَى مَجِيءِ شَخْصٍ آخَرَ إِلَى ٱلْحَقِّ. وَفِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ، عَرَفَ رَايِنْ بِٱلنَّتِيجَةِ ٱلَّتِي أَسْفَرَ عَنْهَا تَصْمِيمُهُ أَنْ ‹يَشْهَدَ كَامِلًا›. أَنْتَ أَيْضًا، حِينَ تَشْهَدُ عِنْدَ ٱلْبَابِ أَوْ فِي ٱلْعَمَلِ أَوْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى، قَدْ تَنْتَقِلُ ٱلْبِشَارَةُ دُونَ عِلْمِكَ إِلَى أَشْخَاصٍ آخَرِينَ. فَمَا مِنْ طَرِيقَةٍ لِتَعْرِفَ كُلَّ ٱلنَّتَائِجِ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلَّتِي يُسْفِرُ عَنْهَا قِيَامُكَ بِٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا، تَمَامًا كَمَا أَنَّ بُولُسَ لَمْ يَعْرِفْ كُلَّ مَا حَصَلَ فِي «إِقْلِيمِ آسِيَا» نَتِيجَةَ كِرَازَتِهِ. (اِقْرَأْ اعمال ٢٣:١١؛ ٢٨:٢٣.) مَعَ ذلِكَ، كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ تُدَاوِمَ عَلَى ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا!
١٧ أَيُّ أَمْرٍ أَنْتُمْ شَخْصِيًّا مُصَمِّمُونَ عَلَى فِعْلِهِ سَنَةَ ٢٠٠٩؟
١٧ إِذًا، فَلْنُصَمِّمْ جَمِيعًا أَنْ نَحْمِلَ فِي سَنَةِ ٢٠٠٩ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ تَفْوِيضَنَا بِٱلشَّهَادَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَبِطَرَائِقَ أُخْرَى. وَهكَذَا، يَصِيرُ لِسَانُ حَالِنَا كَلِسَانِ حَالِ بُولُسَ: «لَا أَحْسِبُ نَفْسِي ذَاتَ قِيمَةٍ، كَأَنَّمَا هِيَ عَزِيزَةٌ عَلَيَّ، حَسْبِي أَنْ أُنْهِيَ شَوْطِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، لِأَشْهَدَ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ».
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ شَهِدَ كَامِلًا ٱلرَّسُولَانِ بُطْرُسُ وَبُولُسُ وَآخَرُونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
• لِمَاذَا قَدْ لَا نَتَمَكَّنُ مِنْ مَعْرِفَةِ كُلِّ نَتَائِجِ شَهَادَتِنَا؟
• مَا هِيَ ٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠٠٩، وَلِمَاذَا تَشْعُرُونَ شَخْصِيًّا أَنَّهَا مُلَائِمَةٌ؟
[النبذة في الصفحة ١٩]
اَلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠٠٩ هِيَ: ‹اِشْهَدُوا كَامِلًا بِٱلْبِشَارَةِ›. — اع ٢٠:٢٤.
[الصورة في الصفحة ١٧]
عَرَفَ شُيُوخُ أَفَسُسَ أَنَّ بُولُسَ شَهِدَ بِٱسْتِمْرَارٍ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ
[الصورة في الصفحة ١٨]
مَا مَدَى ٱلنَّتَائِجِ ٱلَّتِي سَيُسْفِرُ عَنْهَا قِيَامُكَ بِٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا؟