إِطْعَامُ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ
«كَسَرَ [يَسُوعُ] ٱلْأَرْغِفَةَ ثُمَّ وَزَّعَهَا عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ، وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ». — مت ١٤:١٩.
١-٣ كَيْفَ أَطْعَمَ يَسُوعُ جَمْعًا غَفِيرًا فِي جِوَارِ بَيْتَ صَيْدَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
تَصَوَّرِ ٱلْمَشْهَدَ. (اقرأ متى ١٤:١٤-٢١.) قُبَيْلَ فِصْحِ سَنَةِ ٣٢ بم، تَبِعَ يَسُوعَ وَتَلَامِيذَهُ جَمْعٌ مِنْ نَحْوِ ٠٠٠,٥ رَجُلٍ، بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلنِّسَاءِ وَٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ، إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ فِي جِوَارِ بَيْتَ صَيْدَا، وَهِيَ قَرْيَةٌ عَلَى ٱلسَّاحِلِ ٱلشَّمَالِيِّ لِبَحْرِ ٱلْجَلِيلِ.
٢ عِنْدَمَا رَأَى يَسُوعُ ٱلْجَمْعَ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ، فَشَفَى مَرْضَاهُمْ وَعَلَّمَهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَحِينَ تَأَخَّرَ ٱلْوَقْتُ، حَثَّ ٱلتَّلَامِيذُ يَسُوعَ أَنْ يَصْرِفَ ٱلنَّاسَ لِكَيْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْقُرَى ٱلْمُجَاوِرَةِ وَيَبْتَاعُوا بَعْضَ ٱلطَّعَامِ لِأَنْفُسِهِمْ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ مَا يَأْكُلُونَ». وَلَا بُدَّ أَنَّ كَلِمَاتِهِ حَيَّرَتْهُمْ، إِذْ إِنَّ ٱلْمُؤَنَ ٱلَّتِي بِحَوْزَتِهِمْ كَانَتْ ضَئِيلَةً جِدًّا: خَمْسَةَ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ صَغِيرَتَيْنِ.
٣ عِنْدَئِذٍ، دَفَعَتِ ٱلرَّأْفَةُ يَسُوعَ أَنْ يَصْنَعَ عَجِيبَةً، وَهِيَ ٱلْعَجِيبَةُ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي سَجَّلَهَا كَتَبَةُ ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةُ كُلُّهُمْ. (مر ٦:٣٥-٤٤؛ لو ٩:١٠-١٧؛ يو ٦:١-١٣) فَقَدْ طَلَبَ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنْ يَقُولُوا لِلْجَمْعِ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى ٱلْعُشْبِ ٱلْأَخْضَرِ فِي فِرَقٍ مِنْ مِئَةٍ وَمِنْ خَمْسِينَ. وَبَعْدَ أَنْ بَارَكَ، بَدَأَ يَكْسِرُ ٱلْخُبْزَ وَيَقْسِمُ ٱلسَّمَكَتَيْنِ. ثُمَّ، بَدَلًا مِنْ أَنْ يُعْطِيَ ٱلطَّعَامَ لِلنَّاسِ مُبَاشَرَةً، وَزَّعَهُ «عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ، وَٱلتَّلَامِيذُ عَلَى ٱلْجُمُوعِ». وَبِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ، كَانَ هُنَالِكَ طَعَامٌ يَفُوقُ حَاجَتَهُمْ كُلِّهِمْ. فَكِّرْ فِي ذٰلِكَ: أَطْعَمَ يَسُوعُ ٱلْآلَافَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ، أَيْ تَلَامِيذِهِ.a
٤ (أ) أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱهْتَمَّ يَسُوعُ أَكْثَرَ بِتَزْوِيدِهِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي مَقَالَةِ ٱلدَّرْسِ هٰذِهِ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٤ اِهْتَمَّ يَسُوعُ أَكْثَرَ بِتَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِأَتْبَاعِهِ. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ تَنَاوُلَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ، أَيِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، يَقُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (يو ٦:٢٦، ٢٧؛ ١٧:٣) فَأَمْضَى سَاعَاتٍ عَدِيدَةً يُعَلِّمُ أَتْبَاعَهُ هُوَ بِنَفْسِهِ، مَدْفُوعًا بِٱلرَّأْفَةِ عَيْنِهَا ٱلَّتِي دَفَعَتْهُ لِإِطْعَامِ ٱلْجُمُوعِ ٱلْخُبْزَ وَٱلسَّمَكَ. (مر ٦:٣٤) وَلٰكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ وَقْتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَانَ قَصِيرًا وَأَنَّهُ سَيَعُودُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. (مت ١٦:٢١؛ يو ١٤:١٢) فَكَيْفَ كَانَ، وَهُوَ فِي مَرْكَزِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ، سَيَهْتَمُّ بِأَنْ يَسْتَمِرَّ أَتْبَاعُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلتَّغَذِّي جَيِّدًا بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟ بِٱتِّبَاعِ نَمُوذَجٍ مُمَاثِلٍ: إِطْعَامِ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ. وَلٰكِنْ مَنْ سَيَكُونُ هٰؤُلَاءِ ٱلْقَلِيلُونَ؟ سَنَرَى ٱلْآنَ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ قَلِيلِينَ لِإِطْعَامِ ٱلْكَثِيرِينَ مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. ثُمَّ، فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ سُؤَالًا فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا: كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَدِّدَ هُوِيَّةَ ٱلْقَلِيلِينَ ٱلَّذِينَ يُطْعِمُنَا ٱلْمَسِيحُ بِوَاسِطَتِهِمِ ٱلْيَوْمَ؟
يَسُوعُ يَخْتَارُ ٱلْقَلِيلِينَ
٥، ٦ (أ) أَيُّ قَرَارٍ بَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ كَانَ عَلَى يَسُوعَ ٱتِّخَاذُهُ لِلتَّأَكُّدِ مِنْ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَنَالُونَ تَغْذِيَةً رُوحِيَّةً جَيِّدَةً بَعْدَ مَوْتِهِ؟ (ب) كَيْفَ أَعَدَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ لِيَقُومُوا بِدَوْرٍ رَئِيسِيٍّ بَعْدَ مَوْتِهِ؟
٥ يَصْنَعُ رَبُّ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسْؤُولُ تَرْتِيبَاتٍ لِيَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ سَيَجْرِي ٱلِٱعْتِنَاءُ بِهَا فِي حَالِ مَوْتِهِ. وَبِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، صَنَعَ يَسُوعُ — كَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ — تَرْتِيبَاتٍ لِيَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَجْرِي ٱلِٱعْتِنَاءُ بِهِمْ رُوحِيًّا بَعْدَ مَوْتِهِ. (اف ١:٢٢) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَبْلَ نَحْوِ سَنَتَيْنِ مِنْ مَوْتِهِ، ٱتَّخَذَ قَرَارًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَقَدِ ٱخْتَارَ أَوَّلَ مَنْ سَيُشَكِّلُونَ ٱلْقَلَائِلَ ٱلَّذِينَ سَيُطْعِمُ لَاحِقًا بِوَاسِطَتِهِمِ ٱلْكَثِيرِينَ. فَلْنَرَ مَا حَدَثَ.
٦ بَعْدَ أَنْ أَمْضَى يَسُوعُ ٱللَّيْلَ بِطُولِهِ فِي ٱلصَّلَاةِ، جَمَعَ تَلَامِيذَهُ وَٱخْتَارَ مِنْهُمُ ١٢ رَسُولًا. (لو ٦:١٢-١٦) وَخِلَالَ ٱلسَّنَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ، كَانَ مُقَرَّبًا بِصُورَةٍ خَاصَّةٍ مِنْ هٰؤُلَاءِ ٱلِـ ١٢، مُعَلِّمًا إِيَّاهُمْ بِٱلْكَلَامِ وَٱلْمِثَالِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ لَدَيْهِمِ ٱلْكَثِيرَ لِيَتَعَلَّمُوهُ؛ فَهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ ظَلُّوا يُدْعَوْنَ «تَلَامِيذَ». (مت ١١:١؛ ٢٠:١٧) كَمَا أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ مَشُورَةً شَخْصِيَّةً قَيِّمَةً وَتَدْرِيبًا مُكَثَّفًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. (مت ١٠:١-٤٢؛ ٢٠:٢٠-٢٣؛ لو ٨:١؛ ٩:٥٢-٥٥) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ كَانَ يُعِدُّهُمْ لِدَوْرٍ رَئِيسِيٍّ سَيَقُومُونَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَصُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.
٧ كَيْفَ زَوَّدَ يَسُوعُ مِفْتَاحًا لِمَعْرِفَةِ مَا سَيُصْبِحُ ٱهْتِمَامَ ٱلرُّسُلِ ٱلْأَسَاسِيَّ؟
٧ وَأَيُّ دَوْرٍ كَانَ سَيَلْعَبُهُ ٱلرُّسُلُ؟ فِيمَا دَنَا يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، كَانَ مِنَ ٱلْجَلِيِّ أَنَّ ٱلرُّسُلَ سَيَتَوَلَّوْنَ «مَهَامَّ إِشْرَافٍ». (اع ١:٢٠) وَلٰكِنْ، مَاذَا كَانَ سَيُصْبِحُ ٱهْتِمَامَهُمُ ٱلْأَسَاسِيَّ؟ زَوَّدَ يَسُوعُ بُعَيْدَ قِيَامَتِهِ مِفْتَاحًا لِمَعْرِفَةِ ٱلْجَوَابِ فِي مُحَادَثَةٍ أَجْرَاهَا مَعَ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ. (اقرأ يوحنا ٢١:١، ٢، ١٥-١٧.) فَبِحُضُورِ بَعْضٍ مِنْ تَلَامِيذِهِ ٱلْآخَرِينَ، قَالَ لَهُ: «أَطْعِمْ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ». وَبِذٰلِكَ أَشَارَ يَسُوعُ أَنَّ رُسُلَهُ كَانُوا بَيْنَ ٱلْقَلَائِلِ ٱلَّذِينَ سَيُزَوِّدُ بِوَاسِطَتِهِمِ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ لِلْكَثِيرِينَ. فَيَا لَهَا مِنْ دَلَالَةٍ مُؤَثِّرَةٍ وَمُعَبِّرَةٍ عَلَى كَيْفِيَّةِ شُعُورِ يَسُوعَ تِجَاهَ ‹خِرَافِهِ ٱلصَّغِيرَةِ›!b
إِطْعَامُ ٱلْكَثِيرِينَ مِنْ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ فَصَاعِدًا
٨ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْجُدُدُ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ أَنَّهُمْ مَيَّزُوا بِوُضُوحٍ ٱلْقَنَاةَ ٱلَّتِي كَانَ ٱلْمَسِيحُ يَسْتَخْدِمُهَا؟
٨ اِبْتِدَاءً مِنْ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ رُسُلَهُ بِصِفَتِهِمِ ٱلْقَنَاةَ ٱلَّتِي أَطْعَمَ بِوَاسِطَتِهَا بَاقِيَ تَلَامِيذِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (اقرإ الاعمال ٢:٤١، ٤٢.) وَقَدْ مَيَّزَ ٱلْيَهُودُ وَٱلْمُتَهَوِّدُونَ ٱلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ تِلْكَ ٱلْقَنَاةَ بِوُضُوحٍ. فَمِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ، «كَانُوا يَعْكُفُونَ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلرُّسُلِ». وَبِحَسَبِ أَحَدِ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَإِنَّ ٱلْفِعْلَ ٱلْيُونَانِيَّ ٱلْمَنْقُولَ إِلَى «كَانُوا يَعْكُفُونَ» يُمْكِنُ أَنْ يُشِيرَ إِلَى «ٱلْتِصَاقٍ رَاسِخٍ وَتَفَانٍ تَامٍّ فِي مَسْعًى مُعَيَّنٍ». فَكَانَ لَدَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْجُدُدِ جُوعٌ شَدِيدٌ إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ، وَعَرَفُوا بِٱلتَّحْدِيدِ أَيْنَ يُمْكِنُهُمْ إِيجَادُهُ. فَبِوَلَاءٍ لَا يَنْثَلِمُ، ٱلْتَفَتُوا إِلَى ٱلرُّسُلِ مِنْ أَجْلِ فَهْمِ كَلِمَاتِ وَأَعْمَالِ يَسُوعَ وَنَيْلِ نُورٍ جَدِيدٍ بِشَأْنِ مَعْنَى ٱلْآيَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ.c — اع ٢:٢٢-٣٦.
٩ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلرُّسُلُ أَنَّهُمُ ٱسْتَمَرُّوا فِي صَبِّ تَرْكِيزِهِمْ عَلَى مَسْؤُولِيَّتِهِمِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِإِطْعَامِ خِرَافِ يَسُوعَ؟
٩ اِسْتَمَرَّ ٱلرُّسُلُ فِي صَبِّ تَرْكِيزِهِمْ عَلَى مَسْؤُولِيَّتِهِمِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِإِطْعَامِ خِرَافِ يَسُوعَ. مَثَلًا، لَاحِظْ كَيْفَ عَالَجُوا مَسْأَلَةً حَسَّاسَةً قَدْ تُسَبِّبُ ٱلِٱنْقِسَامَ نَشَأَتْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُشَكَّلَةِ حَدِيثًا. وَمِنَ ٱلْمُثِيرِ لِلِٱهْتِمَامِ أَنَّ ٱلْمَسْأَلَةَ كَانَتْ مُتَعَلِّقَةً بِٱلطَّعَامِ: اَلطَّعَامِ ٱلْحَرْفِيِّ. فَٱلْأَرَامِلُ ٱللَّوَاتِي تَكَلَّمْنَ ٱلْيُونَانِيَّةَ كَانَ يُتَغَاضَى عَنْهُنَّ فِي ٱلتَّوْزِيعِ ٱلْيَوْمِيِّ لِلطَّعَامِ، فِيمَا لَمْ يُتَغَاضَ عَنِ ٱلْأَرَامِلِ ٱللَّوَاتِي تَكَلَّمْنَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ. فَكَيْفَ عَالَجَ ٱلرُّسُلُ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ ٱلصَّعْبَةَ؟ لَقَدْ أَقَامَ «ٱلِٱثْنَا عَشَرَ» سَبْعَةَ إِخْوَةٍ مُؤَهَّلِينَ لِيُشْرِفُوا عَلَى «ٱلْعَمَلِ ٱلضَّرُورِيِّ»، أَيْ مُهِمَّةِ تَوْزِيعِ ٱلطَّعَامِ. أَمَّا هُمُ، ٱلَّذِينَ شَارَكَ أَغْلَبُهُمْ دُونَ شَكٍّ فِي تَوْزِيعِ ٱلطَّعَامِ لِلْجُمُوعِ حِينَ أَطْعَمَهُمْ يَسُوعُ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ، فَرَأَوْا أَنَّ ٱلتَّرْكِيزَ عَلَى تَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ هُوَ ٱلْأَهَمُّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ. لِذَا، عَكَفُوا عَلَى «خِدْمَةِ ٱلْكَلِمَةِ». — اع ٦:١-٦.
١٠ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرُّسُلَ وَٱلشُّيُوخَ فِي أُورُشَلِيمَ؟
١٠ بِحُلُولِ سَنَةِ ٤٩ بم، كَانَ بَعْضُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُؤَهَّلِينَ ٱلْآخَرِينَ قَدِ ٱنْضَمُّوا إِلَى ٱلرُّسُلِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ. (اقرإ الاعمال ١٥:١، ٢.) وَخَدَمَ «ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ» كَهَيْئَةٍ حَاكِمَةٍ. وَكَرَأْسٍ لِلْجَمَاعَةِ، ٱسْتَخْدَمَ ٱلْمَسِيحُ هٰذَا ٱلْفَرِيقَ ٱلصَّغِيرَ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ رِجَالٍ أَكْفَاءٍ لِحَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ حَوْلَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَقَائِدِيَّةِ وِلِلْإِشْرَافِ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّعْلِيمِ وَٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. — اع ١٥:٦-٢٩؛ ٢١:١٧-١٩؛ كو ١:١٨.
١١، ١٢ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ ٱلتَّرْتِيبَ ٱلَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَطْعَمَ ٱبْنُهُ ٱلْجَمَاعَاتِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ (ب) مَاذَا سَهَّلَ تَمْيِيزَ ٱلْقَنَاةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا ٱلْمَسِيحُ لِتَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١١ وَهَلْ بَارَكَ يَهْوَهُ ٱلتَّرْتِيبَ ٱلَّذِي ٱسْتَخْدَمَهُ ٱبْنُهُ لِإِطْعَامِ ٱلْجَمَاعَاتِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ نَعَمْ! وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ مِنْ هٰذَا؟ يُخْبِرُنَا سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ: «إِذْ كَانُوا [ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ] يَجْتَازُونَ فِي ٱلْمُدُنِ كَانُوا يُسَلِّمُونَهُمُ ٱلْأَحْكَامَ ٱلَّتِي قَرَّرَهَا ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِكَيْ يَحْفَظُوهَا. فَكَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تَتَشَدَّدُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي ٱلْعَدَدِ يَوْمًا فَيَوْمًا». (اع ١٦:٤، ٥) لَاحِظْ أَنَّ تِلْكَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱزْدَهَرَتْ نَتِيجَةً لِتَعَاوُنِهِمِ ٱلْوَلِيِّ مَعَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي أُورُشَلِيمَ. أَفَلَا يُبَرْهِنُ ذٰلِكَ أَنَّ يَهْوَهَ قَدْ بَارَكَ ٱلتَّرْتِيبَ ٱلَّذِي ٱسْتَخْدَمَهُ ٱبْنُهُ لِإِطْعَامِ ٱلْجَمَاعَاتِ؟ إِذًا، لِنَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلِٱزْدِهَارَ ٱلرُّوحِيَّ يَكُونُ مُمْكِنًا فَقَطْ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تُغْنِي. — ام ١٠:٢٢؛ ١ كو ٣:٦، ٧.
١٢ لَقَدْ رَأَيْنَا حَتَّى ٱلْآنَ أَنَّ يَسُوعَ ٱتَّبَعَ نَمُوذَجًا فِي إِطْعَامِ أَتْبَاعِهِ: إِطْعَامَ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ. وَكَانَ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَمْيِيزُ ٱلْقَنَاةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا لِتَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَٱلرُّسُلُ، ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا نَوَاةَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُعْطُوا دَلِيلًا مَلْمُوسًا عَلَى دَعْمِ يَهْوَهَ لَهُمْ. تَذْكُرُ ٱلْأَعْمُال ٥:١٢: «جَرَتْ عَلَى أَيْدِي ٱلرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَلَامَاتٌ عَجِيبَةٌ كَثِيرَةٌ بَيْنَ ٱلشَّعْبِ».d لِذَا، لَمْ يُوجَدْ أَيُّ سَبَبٍ لِيَتَسَاءَلَ ٱلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ: ‹مَنْ هُمْ حَقًّا ٱلَّذِينَ بِوَاسِطَتِهِمْ يُطْعِمُ ٱلْمَسِيحُ خِرَافَهُ؟›. وَلٰكِنَّ ٱلْحَالَ ٱخْتَلَفَتْ نَحْوَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.
حِينَمَا كَثُرَ ٱلزِّوَانُ وَقَلَّتْ سَنَابِلُ ٱلْحِنْطَةِ
١٣، ١٤ (أ) أَيُّ تَحْذِيرٍ مِنْ هُجُومٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ، وَمَتَى بَدَأَتْ كَلِمَاتُهُ هٰذِهِ تَتِمُّ؟ (ب) مِنْ أَيِّ جَبْهَتَيْنِ كَانَ سَيَأْتِي ٱلْهُجُومُ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٣ تَنَبَّأَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ سَتَتَعَرَّضُ لِهُجُومٍ. تَذَكَّرْ أَنَّهُ فِي مَثَلِهِ ٱلنَّبَوِيِّ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ، حَذَّرَ مِنْ أَنَّ ٱلْحَقْلَ ٱلْمَزْرُوعَ لِتَوِّهِ بِٱلْحِنْطَةِ (ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ) سَيَطْغَى فِيهِ ٱلزِّوَانُ (ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلزَّائِفُونَ). وَذَكَرَ أَنَّ ٱلْفَرِيقَيْنِ سَيُسْمَحُ لَهُمَا أَنْ يَنْمُوَا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ حَتَّى ٱلْحَصَادِ، أَيِ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ١٣:٢٤-٣٠، ٣٦-٤٣) وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى بَدَأَتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ تَتِمُّ.e
١٤ لَقَدْ تَسَلَّلَ ٱلِٱرْتِدَادُ بَعْضَ ٱلشَّيْءِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. إِلَّا أَنَّ رُسُلَ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءَ عَمِلُوا ‹كَرَادِعٍ›، مَانِعِينَ تَأْثِيرَ وَنَجَاسَةَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْبَاطِلَةِ مِنَ ٱلتَّغَلْغُلِ فِيهَا. (٢ تس ٢:٣، ٦، ٧) وَلٰكِنْ، بَعْدَ أَنْ مَاتَ آخِرُ ٱلرُّسُلِ، تَأَصَّلَ ٱلِٱرْتِدَادُ وَٱسْتَفْحَلَ خِلَالَ فَتْرَةِ نُمُوٍّ طَوِيلَةٍ ٱمْتَدَّتْ لِقُرُونٍ عَدِيدَةٍ. كَمَا أَنَّهُ، خِلَالَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، كَثُرَ ٱلزِّوَانُ وَقَلَّتْ سَنَابِلُ ٱلْحِنْطَةِ. فَلَمْ تُوجَدْ قَنَاةٌ ثَابِتَةٌ مُنَظَّمَةٌ لِتَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. غَيْرَ أَنَّ ذٰلِكَ كَانَ سَيَتَغَيَّرُ. وَٱلسُّؤَالُ ٱلَّذِي يَنْشَأُ هُوَ: مَتَى؟
مَنْ يُزَوِّدُ ٱلطَّعَامَ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ؟
١٥، ١٦ أَيَّةُ نَتَائِجَ أَسْفَرَ عَنْهَا دَرْسُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلدَّؤُوبُ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟
١٥ فِيمَا كَانَ وَقْتُ ٱلنُّمُوِّ يَدْنُو مِنْ نِهَايَتِهِ، كَانَ هُنَالِكَ ٱهْتِمَامٌ شَدِيدٌ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. تَذَكَّرْ أَنَّهُ فِي سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، ٱجْتَمَعَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنْ طُلَّابِ ٱلْحَقِّ ٱلْمُخْلِصِينَ وَأَسَّسُوا صُفُوفًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِمَعْزِلٍ عَنِ ٱلزِّوَانِ، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ فِي كَنَائِسِ وَطَوَائِفِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَبِقُلُوبٍ مُتَوَاضِعَةٍ وَعُقُولٍ مُنْفَتِحَةٍ، قَامَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُخْلِصُونَ هٰؤُلَاءِ بِبَحْثٍ دَقِيقٍ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — مت ١١:٢٥.
١٦ أَسْفَرَ دَرْسُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلدَّؤُوبُ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عَنْ نَتَائِجَ رَائِعَةٍ. فَقَدْ فَضَحَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْأَوْلِيَاءُ ٱلْعَقَائِدَ ٱلْبَاطِلَةَ وَأَعْلَنُوا ٱلْحَقَائِقَ ٱلرُّوحِيَّةَ، إِذْ نَشَرُوا وَوَزَّعُوا مَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْبٍ. وَعَمَلُهُمْ هٰذَا جَذَبَ قُلُوبَ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْحَقِّ ٱلرُّوحِيِّ وَأَقْنَعَ عُقُولَهُمْ. لِذَا، يَنْشَأُ سُؤَالٌ مُثِيرٌ لِلِٱهْتِمَامِ: هَلْ كَانَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلسَّنَوَاتِ قَبْلَ سَنَةِ ١٩١٤ ٱلْقَنَاةَ ٱلَّتِي عَيَّنَهَا ٱلْمَسِيحُ لِيُطْعِمَ خِرَافَهُ مِنْ خِلَالِهَا؟ كَلَّا. فَكَانُوا لَا يَزَالُونَ فِي وَقْتِ ٱلنُّمُوِّ، وَٱلتَّرْتِيبَاتُ لِقَنَاةٍ تُزَوِّدُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ كَانَتْ لَا تَزَالُ تَتَشَكَّلُ. فَٱلْوَقْتُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَانَ بَعْدُ لِتَمْيِيزِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلزِّوَانِ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْحِنْطَةِ.
١٧ أَيُّ تَطَوُّرَاتٍ بَدَأَتْ تَحْدُثُ فِي سَنَةِ ١٩١٤؟
١٧ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، بَدَأَ مَوْسِمُ ٱلْحَصَادِ فِي سَنَةِ ١٩١٤. وَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، بَدَأَتْ تَحْدُثُ تَطَوُّرَاتٌ مُهِمَّةٌ عَدِيدَةٌ. فَقَدْ عُيِّنَ يَسُوعُ مَلِكًا، وَٱبْتَدَأَتِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ. (رؤ ١١:١٥) وَمِنْ سَنَةِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ سَنَةِ ١٩١٩، رَافَقَ يَسُوعُ أَبَاهُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ فِي عَمَلِ تَفَقُّدٍ وَتَطْهِيرٍ ضَرُورِيٍّ لِلْغَايَةِ.f (مل ٣:١-٤) ثُمَّ، ٱبْتِدَاءً مِنْ عَامِ ١٩١٩، حَانَ ٱلْوَقْتُ لِتَجْمِيعِ ٱلْحِنْطَةِ. فَهَلْ آنَ ٱلْأَوَانُ أَخِيرًا لِيُعَيِّنَ ٱلْمَسِيحُ قَنَاةً مُنَظَّمَةً لِتَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟ نَعَمْ، بِٱلتَّأْكِيدِ!
١٨ أَيُّ تَعْيِينٍ أَنْبَأَ يَسُوعُ أَنَّهُ سَيَقُومُ بِهِ، وَمَا هُوَ ٱلسُّؤَالُ ٱلْحَاسِمُ ٱلَّذِي نَشَأَ فِيمَا كَانَتِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ تَتَقَدَّمُ؟
١٨ أَنْبَأَ يَسُوعُ فِي نُبُوَّتِهِ عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ أَنَّهُ سَيُقِيمُ قَنَاةً لِإِعْطَاءِ ‹ٱلطَّعَامِ [ٱلرُّوحِيِّ] فِي حِينِهِ›. (مت ٢٤:٤٥-٤٧) فَأَيُّ قَنَاةٍ كَانَ سَيَسْتَخْدِمُهَا؟ اِنْسِجَامًا مَعَ ٱلنَّمُوذَجِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، كَانَ سَيُطْعِمُ مَرَّةً أُخْرَى ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي ٱلْقَلِيلِينَ. وَلٰكِنْ فِيمَا كَانَتِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ تَتَقَدَّمُ، نَشَأَ سُؤَالٌ حَاسِمٌ: مَنْ سَيَكُونُ هٰؤُلَاءِ ٱلْقَلِيلُونَ؟ سَيُنَاقَشُ هٰذَا ٱلسُّؤَالُ إِلَى جَانِبِ أَسْئِلَةٍ أُخْرَى عَنْ نُبُوَّةِ يَسُوعَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
a اَلْفِقْرَةُ ٣: فِي مُنَاسَبَةٍ لَاحِقَةٍ، عِنْدَمَا أَطْعَمَ يَسُوعُ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ ٠٠٠,٤ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ، أَعْطَى مَرَّةً أُخْرَى ٱلطَّعَامَ ‹لِلتَّلَامِيذِ، وَٱلتَّلَامِيذُ لِلْجُمُوعِ›. — مت ١٥:٣٢-٣٨.
b اَلْفِقْرَةُ ٧: خِلَالَ مَدَى حَيَاةِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ، كَانَ لَدَى كُلِّ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلصَّغِيرَةِ› ٱلَّتِي وَجَبَ إِطْعَامُهَا ٱلرَّجَاءُ ٱلسَّمَاوِيُّ.
c اَلْفِقْرَةُ ٨: بِمَا أَنَّ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْجُدُدَ «كَانُوا يَعْكُفُونَ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلرُّسُلِ»، فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلرُّسُلَ كَانُوا يُعَلِّمُونَ عَلَى أَسَاسٍ مُنْتَظِمٍ. وَبَعْضُ تَعَالِيمِهِمْ سُجِّلَتْ لِتَبْقَى عَلَى نَحْوٍ دَائِمٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلَّتِي هِيَ ٱلْآنَ جُزْءٌ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
d اَلْفِقْرَةُ ١٢: فِي حِينِ أَنَّ آخَرِينَ إِلَى جَانِبِ ٱلرُّسُلِ نَالُوا مَوَاهِبَ ٱلرُّوحِ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ، يَبْدُو أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَوَاهِبَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ نُقِلَتْ فِي مُعْظَمِ ٱلْحَالَاتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱلرُّسُلِ مُبَاشَرَةً أَوْ فِي حُضُورِهِمْ. — اع ٨:١٤-١٨؛ ١٠:٤٤، ٤٥.
e اَلْفِقْرَةُ ١٣: تُظْهِرُ كَلِمَاتُ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْأَعْمَال ٢٠:٢٩، ٣٠ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ كَانَتْ سَتَتَعَرَّضُ لِهُجُومٍ مِنْ جَبْهَتَيْنِ. أَوَّلًا، كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلزَّائِفُونَ («ٱلزِّوَانُ») ‹سَيَدْخُلُونَ بَيْنَ› ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. وَثَانِيًا، كَانَ سَيَصِيرُ ٱلْبَعْضُ «مِنْ بَيْنِ» ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مُرْتَدِّينَ، وَ «يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ».
f اَلْفِقْرَةُ ١٧: اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ»، ٱلَّتِي تَرِدُ فِي هٰذَا ٱلْعَدَدِ، ٱلصَّفْحَةِ ١١، ٱلْفِقْرَةِ ٦.