مقالة الدرس ٤
التَّرنيمَة ٣٠ إِلهي، صَديقي، وأبي
يَهْوَه حَنونٌ جِدًّا
«يَهْوَه حَنونٌ جِدًّا». — يع ٥:١١.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنرى أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه تُقَرِّبُنا مِنهُ أكثَر، تُحَسِّسُنا بِالأمان، وبِأنَّهُ يهتَمُّ بنا جَيِّدًا ويُنعِشُنا.
١ ماذا يخطُرُ على بالِكَ حينَ تُفَكِّرُ في يَهْوَه؟
هل جرَّبتَ مَرَّةً أن تتَخَيَّلَ يَهْوَه؟ حينَ تُصَلِّي إلَيه، ماذا يخطُرُ على بالِك؟ مع أنَّنا لا نرى يَهْوَه، يصِفُهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ بِعِدَّةِ طُرُق. فهو يقولُ إنَّهُ «شَمسٌ وتُرسٌ» و «نَارٌ آكِلَةٌ». (مز ٨٤:١١؛ عب ١٢:٢٩) ويَصِفُ حُضورَهُ أنَّهُ مِثلُ حَجَرِ الياقوتِ الأزرَق، ومَزيجٍ لامِعٍ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة، وقَوْسِ قُزَحٍ ساطِع. (حز ١:٢٦-٢٨) وبَعضُ هذِهِ الأوصافِ تملَأُنا رَهبَةً أو حتَّى تُخيفُنا.
٢ ماذا قد يُعيقُ البَعضَ عنِ الاقتِرابِ إلى يَهْوَه؟
٢ ولِأنَّنا لا نقدِرُ أن نرى يَهْوَه، قد نستَصعِبُ أن نُصَدِّقَ أنَّهُ يُحِبُّنا. والبَعضُ يُفَكِّرونَ أنَّ يَهْوَه لا يُمكِنُ أن يُحِبَّهُم أبَدًا بِسَبَبِ تَجارِبِهِم السَّابِقَة في الحَياة. فرُبَّما لم يكُنْ لَدَيهِم أبٌ يُحِبُّهُم. ويَهْوَه يفهَمُ هذِهِ المَشاعِرَ وكَيفَ تُؤَثِّرُ علَينا. لِذا كَي يُساعِدَنا، كشَفَ لنا عن صِفاتِهِ الحُلوَة في كَلِمَتِه.
٣ لِماذا جَيِّدٌ أن نتَعَمَّقَ أكثَرَ في مَحَبَّةِ يَهْوَه؟
٣ أفضَلُ كَلِمَةٍ تصِفُ يَهْوَه هيَ المَحَبَّة. (١ يو ٤:٨) فالمَحَبَّةُ هي جَوهَرُ يَهْوَه. إنَّها تُؤَثِّرُ على كُلِّ ما يفعَلُه. ومَحَبَّةُ يَهْوَه مَليئَةٌ بِالحَنانِ وقَوِيَّةٌ لِدَرَجَةِ أنَّهُ يُحِبُّ حتَّى الَّذينَ لا يُحِبُّونَه. (مت ٥:٤٤، ٤٥) في هذِهِ المَقالَة، سنتَعَلَّمُ أكثَرَ عن يَهْوَه ومَحَبَّتِه. وكُلَّما تعَرَّفنا على إلهِنا، أحبَبناهُ أكثَر.
يَهْوَه يُحِبُّنا كَثيرًا
٤ كَيفَ تشعُرُ حينَ تُفَكِّرُ في حَنانِ يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٤ «يَهْوَه حَنونٌ جِدًّا». (يع ٥:١١) وفي الكِتابِ المُقَدَّس، يُشَبِّهُ نَفْسَهُ بِأُمٍّ حَنونَة. (إش ٦٦:١٢، ١٣) تخَيَّلْ أُمًّا تهتَمُّ بِطِفلِها بِكُلِّ مَحَبَّة. فتُدَلِّلُهُ على رُكبَتَيها وتحكي معهُ بِصَوتٍ ناعِمٍ رَقيق. وعِندَما يبكي أو يكونُ مَوجوعًا، تركُضُ لِتُلَبِّيَ حاجاتِه. نَحنُ أيضًا، حينَ نكونُ مَوجوعين، سَيَكون يهوه إلى جانِبِنا لِأنَّهُ يُحِبُّنا. رنَّمَ كاتِبُ المَزْمُور: «لمَّا كَثُرَت هُمومي في داخِلي، أنتَ أرَحتَني وهَدَّأتَني». — مز ٩٤:١٩.
٥ ماذا تعني لكَ مَحَبَّةُ يَهْوَه الثَّابِتَة؟
٥ يَهْوَه إلهٌ وَلِيّ. (مز ١٠٣:٨) فهو لا يقطَعُ الأمَلَ مِنَّا حينَ نفعَلُ خَطَأً ما. في الماضي، خيَّبَت أُمَّةُ إسْرَائِيل يَهْوَه مَرَّةً بَعدَ أُخرى. لكنَّهُ عبَّرَ عن مَحَبَّتِهِ الثَّابِتَة لِشَعبِهِ التَّائِبِ قائِلًا: «صِرتَ عَزيزًا في عَيْنَيَّ، جعَلتُكَ مُكَرَّمًا وأحبَبتُك». (إش ٤٣:٤، ٥) ومَحَبَّةُ اللّٰهِ لا تتَغَيَّر. نقدِرُ دائِمًا أن نثِقَ بِمَحَبَّتِه. فحتَّى لَوِ ارتَكَبنا أخطاءً خَطيرَة، لا يتَخَلَّى يَهْوَه عنَّا. حينَ نتوبُ ونرجِعُ إلَيه، نجِدُ أنَّ مَحَبَّتَهُ لنا ما زالَت كما هي. ويَهْوَه يعِدُ بِأن «يُكثِرَ الغُفران». (إش ٥٥:٧) ويَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ هذا الغُفرانَ يجلُبُ لنا ‹أوقاتَ انتِعاشٍ مِن حَضرَةِ يَهْوَه›. — أع ٣:١٩.
٦ ماذا تُعَلِّمُنا زَكَرِيَّا ٢:٨ عن يَهْوَه؟
٦ إقرأ زكريا ٢:٨. لِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا، يُحِسُّ بِمَشاعِرِنا ويَندَفِعُ إلى حِمايَتِنا. وهو يتَوَجَّعُ حينَ نتَوَجَّع. لِذا نقدِرُ أن نُصَلِّيَ إلَيه: «إحْمِني مِثلَ بُؤْبُؤِ عَيْنِك». (مز ١٧:٨) العَيْنُ هي عُضوٌ حَسَّاسٌ ومُهِمٌّ جِدًّا. لِذا عِندَما يُشَبِّهُنا يَهْوَه بِبُؤْبُؤِ عَيْنِه، كأنَّهُ يقولُ لنا: ‹إذا آذاكُم أحَدٌ يُؤذي شَيئًا غالِيًا على قَلبي›.
٧ لِماذا نحتاجُ أن نُقَوِّيَ ثِقَتَنا بِمَحَبَّةِ يَهْوَه؟
٧ يَهْوَه يُريدُ أن نقتَنِعَ بِأنَّهُ يُحِبُّنا شَخصِيًّا. لكنَّهُ يعرِفُ أنَّنا قد نتَساءَلُ هل يُمكِنُ أن يُحِبَّنا بِسَبَبِ ماضينا. أو رُبَّما نعيشُ الآنَ ظُروفًا تجعَلُنا نشُكُّ في مَحَبَّةِ يَهْوَه. فماذا يُساعِدُنا أن نُقَوِّيَ ثِقَتَنا ونُبعِدَ الشُّكوك؟ لِنتَأمَّلْ معًا كَيفَ يُعَبِّرُ يَهْوَه عن مَحَبَّتِهِ لِيَسُوع، المُختارين، ولنا جَميعًا.
يَهْوَه يُعَبِّرُ عن مَحَبَّتِه
٨ لِماذا كانَ يَسُوع مُقتَنِعًا بِمَحَبَّةِ أبيهِ له؟
٨ طَوالَ دُهورٍ لا تُحصى، صارَ بَينَ يَهْوَه وابْنِهِ الحَبيبِ عَلاقَةٌ قَوِيَّة مَليئَة بِالمَحَبَّةِ والحَنان. وعَلاقَتُهُما هيَ الأقدَمُ في الكَون. ويَهْوَه يُعَبِّرُ بِصَراحَةٍ عن مَحَبَّتِهِ لِابْنِه، كما نقرَأُ في مَتَّى ١٧:٥. فيَهْوَه كانَ يقدِرُ أن يقولَ بِبَساطَة: ‹هذا هوَ الَّذي أنا راضٍ عنه›. لكنَّهُ أرادَ أن نعرِفَ كم يُحِبُّ يَسُوع. لِذا دعاهُ «ابْني الحَبيب». فيَهْوَه كانَ فَخورًا بِيَسُوع وبِما سيَفعَلُه. (أف ١:٧) ويَسُوع بِدَورِهِ لم يشُكَّ أبَدًا بِمَشاعِرِ أبيهِ نَحوَه. فمَحَبَّةُ يَهْوَه كانَت حَقيقِيَّةً جِدًّا بِالنِّسبَةِ إلَيهِ لِدَرَجَةِ أنَّهُ شعَرَ بها في داخِلِه. وقدْ عبَّرَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ عن ثِقَتِهِ بِمَحَبَّةِ الآبِ له. — يو ٣:٣٥؛ ١٠:١٧؛ ١٧:٢٤.
٩ أيُّ جُملَةٍ تصِفُ مَحَبَّةَ يَهْوَه لِلمُختارين؟ (روما ٥:٥)
٩ أيضًا، يُؤَكِّدُ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لِلمُختارين. (إقرأ روما ٥:٥.) لاحِظِ الجُملَة «مَلَأَت قُلوبَنا». وتَعليقًا على هذِهِ الفِكرَة، يُشَبِّهُ أحَدُ المَراجِعِ مَحَبَّةَ اللّٰهِ بِـ «نَهرٍ غَزيرٍ فاضَ» في قُلوبِ المُختارين. ما أروَعَ هذِهِ الصُّورَةَ الكَلامِيَّة الَّتي تُبرِزُ كم كَبيرَةٌ هي مَحَبَّةُ يَهْوَه لهُم! والمُختارونَ يعرِفونَ أنَّ ‹اللّٰهَ يُحِبُّهُم›. (يه ١) وقدْ عبَّرَ الرَّسولُ يُوحَنَّا عن مَشاعِرِهِم حينَ كتَب: «أُنظُروا كم عَظيمَةٌ مَحَبَّةُ الآبِ لنا. فإنَّنا نُدْعى أوْلادَ اللّٰه». (١ يو ٣:١) ولكنْ هل تقتَصِرُ مَحَبَّةُ يَهْوَه على المُختارين؟ لا، فيَهْوَه عبَّرَ عن مَحَبَّتِهِ لنا جَميعًا.
١٠ ما هو أعظَمُ دَليلٍ على مَحَبَّةِ يَهْوَه لك؟
١٠ وما هو أعظَمُ دَليلٍ على مَحَبَّةِ يَهْوَه؟ الفِديَة، أقوى تَعبيرٍ عنِ المَحَبَّةِ في كُلِّ الكَون. (يو ٣:١٦؛ رو ٥:٨) فيَهْوَه سمَحَ أن يموتَ ابْنُهُ الغالي فِديَةً عن كُلِّ البَشَر، كَي تُمحى خَطايانا ونصيرَ أصدِقاءَه. (١ يو ٤:١٠) وكُلَّما تأمَّلنا في الثَّمَنِ الَّذي دفَعَهُ يَهْوَه ويَسُوع، فهِمنا أكثَرَ كم يُحِبَّانِ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا. (غل ٢:٢٠) فالفِديَةُ لم تُدفَعْ تَنفيذًا لِعَقدٍ قانونِيٍّ لَيسَ إلَّا. إنَّها هَدِيَّةٌ تُعَبِّرُ عنِ المَحَبَّة. فيَهْوَه أكَّدَ مَحَبَّتَهُ لنا حينَ ضحَّى بِأغلى ما لَدَيه: يَسُوع. فهو سمَحَ بِأن يتَعَذَّبَ ابْنُهُ ويَموتَ مِن أجْلِنا.
١١ ماذا نتَعَلَّمُ مِن إرْمِيَا ٣١:٣؟
١١ كما رأينا، لا يحتَفِظُ يَهْوَه بِمَشاعِرِهِ لِنَفْسِه، بل يُعَبِّرُ بِكُلِّ حَنانٍ عن مَحَبَّتِه. (إقرأ إرميا ٣١:٣.) فهو جذَبَنا إلَيهِ لِأنَّهُ يُحِبُّنا. (قارن التثنية ٧:٧، ٨.) وطَبعًا، لا شَيءَ ولا أحَدَ يقدِرُ أن يفصِلَنا عن هذِهِ المَحَبَّة. (رو ٨:٣٨، ٣٩) كَيفَ تشعُرُ حينَ تلمُسُ مَحَبَّةَ يَهْوَه لكَ؟ إقرَإ المَزْمُور ٢٣ ولاحِظْ كَيفَ تأثَّرَ دَاوُد بِمَحَبَّةِ يَهْوَه وحَنانِه، وكَيفَ يُمكِنُ أن تُؤَثِّرَ هذِهِ المَحَبَّةُ فينا جَميعًا.
كَيفَ تُؤَثِّرُ فيكَ مَحَبَّةُ يَهْوَه؟
١٢ كَيفَ تُلَخِّصُ المَزْمُور ٢٣؟
١٢ إقرإ المزمور ٢٣:١-٦. المَزْمُور ٢٣ هو تَرنيمَةٌ تُعَبِّرُ عنِ الثِّقَةِ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه وعِنايَتِهِ الرَّقيقَة. والكاتِبُ دَاوُد يصِفُ العَلاقَةَ القَوِيَّة بَينَهُ وبَينَ راعيهِ يَهْوَه. فقدْ أحَسَّ دَاوُد بِالأمانِ حينَ سمَحَ لِيَهْوَه بِأن يُوَجِّهَه، واتَّكَلَ علَيهِ بِشَكلٍ كامِل. فدَاوُد عرَفَ أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه ستُرافِقُهُ كُلَّ أيَّامِ حَياتِه. ولكنْ لِماذا كانَ واثِقًا إلى هذا الحَدّ؟
١٣ لِماذا كانَ دَاوُد واثِقًا أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ به؟
١٣ «لن يَنقُصَني شَيء». أحَسَّ دَاوُد بِأنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بهِ جَيِّدًا لِأنَّهُ كانَ يُؤَمِّنُ لهُ ما يحتاجُ إلَيه. وقدْ عرَفَ دَاوُد أنَّ يَهْوَه راضٍ علَيهِ ويَعتَبِرُهُ صَديقَه. لِذلِك كانَ واثِقًا أنَّهُ مَهما حصَلَ في المُستَقبَل، فسَيَظَلُّ يَهْوَه يهتَمُّ بِكُلِّ حاجاتِه. وثِقَةُ دَاوُد بِمَحَبَّةِ يَهْوَه وحَنانِهِ كانَت أقوى مِن قَلَقِه. وهذِهِ الثِّقَةُ منَحَتهُ شُعورًا عَميقًا بِالسَّعادَةِ والطُّمَأنينَة. — مز ١٦:١١.
١٤ كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بنا بِمَحَبَّة؟
١٤ ويَهْوَه يهتَمُّ بنا بِكُلِّ مَحَبَّة، خُصوصًا عِندَما نمُرُّ بِصُعوباتٍ في حَياتِنا. كْلِيرa مَثَلًا، الَّتي تخدُمُ في بَيْت إيل مُنذُ أكثَرَ مِن ٢٠ سَنَة، أحَسَّت أنَّها ضَعيفَةٌ وعاجِزَةٌ وهي ترى عائِلَتَها تقَعُ في مُصيبَةٍ بَعدَ أُخرى. فأبوها أُصيبَ بِسَكتَةٍ دِماغِيَّة، أُختُها انفَصَلَت، وعائِلَتُها خسِرَتِ الشَّرِكَةَ الصَّغيرَة الَّتي كانَت لَدَيهِم، ثُمَّ وضَعَ المَصرِفُ يَدَهُ على بَيتِهِم. فكَيفَ أظهَرَ يَهْوَه اهتِمامَهُ ومَحَبَّتَهُ لهُم؟ تُخبِرُ كْلِير: «أمَّنَ يَهْوَه لِعائِلَتي ما احتاجوا إلَيهِ في كُلِّ يَوم. وكُلَّ مَرَّة، ما هيَّأهُ يَهْوَه كانَ أكثَرَ مِمَّا أتَخَيَّل! غالِبًا ما أُفَكِّرُ في اللَّحَظاتِ الَّتي لمَستُ فيها مَحَبَّةَ يَهْوَه وحَنانَه. هذِهِ اللَّحَظاتُ عَزيزَةٌ على قَلبي. فحينَ أتَذَكَّرُها، أقدِرُ أن أتَحَمَّلَ الظُّروفَ الصَّعبَة».
١٥ لِماذا شعَرَ دَاوُد بِالانتِعاش؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٥ «يُنعِشُ نَفْسي». أحيانًا، أحَسَّ دَاوُد بِاليَأسِ بِسَبَبِ كُلِّ المَشاكِلِ والصُّعوباتِ الَّتي واجَهَها. (مز ١٨:٤-٦) لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه واهتِمامَهُ أنعَشاهُ كَثيرًا. فيَهْوَه قادَ صَديقَهُ المُرهَقَ دَاوُد إلى «مَراعٍ خَضراءَ» و «أماكِنِ راحَةٍ فيها ماء». وهكَذا جدَّدَ دَاوُد نَشاطَهُ واستَعادَ قُوَّتَهُ لِيُكمِلَ بِفَرَح. — مز ١٨:٢٨-٣٢.
١٦ كَيفَ أنعَشَتكَ مَحَبَّةُ يَهْوَه؟
١٦ بِشَكلٍ مُشابِه، «مِن ألطافِ يَهْوَه الحُبِّيَّة أنَّنا لم نفنَ» حينَ واجَهْنا ظُروفًا صَعبَة ومَشاكِلَ كَبيرَة. (مرا ٣:٢٢؛ كو ١:١١) لاحِظْ ما حصَلَ مع رَايْتْشِل. فقدْ شعَرَت بِاليَأسِ عِندَما ترَكَها زَوجُها وترَكَ يَهْوَه خِلالَ وَبَإ كُوفِيد-١٩. فماذا فعَلَ يَهْوَه مِن أجْلِها؟ تُخبِر: «يَهْوَه حسَّسَني دائِمًا أنِّي مَحبوبَة. فهو هيَّأَ لي أصدِقاءَ كانوا دائِمًا إلى جانِبي: يقضونَ الوَقتَ معي، يُحَضِّرونَ لي الطَّعام، يُرسِلونَ إلَيَّ رَسائِلَ وآيات، يبتَسِمونَ لي، ويُذَكِّرونَني دائِمًا أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بي. أشكُرُهُ مِن كُلِّ قَلبي لِأنَّهُ أعطاني عائِلَةً كَبيرَة تُحِبُّني».
١٧ لِماذا لم ‹يَخَفْ دَاوُد مِن أيِّ أذًى›؟
١٧ «لا أخافُ مِن أيِّ أذًى لِأنَّكَ أنتَ معي». في كَثيرٍ مِنَ الأوقات، كانَت حَياةُ دَاوُد في خَطَر، وكانَ لَدَيهِ العَديدُ مِنَ الأعداءِ الأقوِياء. لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه حسَّسَتهُ بِالأمانِ والحِمايَة. فهو شعَرَ بِأنَّ يَهْوَه معهُ في كُلِّ مَوقِف، وهذا طمَّنَهُ كَثيرًا. لِذا رنَّم: «[يَهْوَه] أنقَذَني مِن كُلِّ ما يُخيفُني». (مز ٣٤:٤) صَحيحٌ أنَّ مَخاوِفَ دَاوُد كانَت حَقيقِيَّة، لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه كانَت أقوى مِن مَخاوِفِه.
١٨ كَيفَ تُقَوِّينا الفِكرَةُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا حينَ نشعُرُ بِالخَوف؟
١٨ كَيفَ تُقَوِّينا الفِكرَةُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا حينَ نُواجِهُ أوضاعًا تُخيفُنا؟ تصِفُ فاتِحَةٌ اسْمُها سُوزِي مَشاعِرَها هي وزَوجِها عِندَما انتَحَرَ ابْنُهُما: «مَآسي الحَياةِ تُفاجِئُكَ أحيانًا وتترُكُكَ يائِسًا وضَعيفًا، خائِفًا مِن كُلِّ شَيء. لكنَّ حَنانَ يَهْوَه حسَّسَنا أنَّنا في أمان». وتتَذَكَّرُ رَايْتْشِل المَذكورَة مِن قَبل: «ذاتَ لَيلَة، كانَ قَلبي يوجِعُني مِن شِدَّةِ الحُزن. أحسَستُ بِالقَلَقِ الشَّديدِ والخَوف. فصِرتُ أئِنُّ وأصرُخُ إلى يَهْوَه. في تِلكَ اللَّحظَة، شعَرتُ أنَّهُ طمَّنَ قَلبي وهدَّأني، كما تُهَدِّئُ الأُمُّ طِفلَها الصَّغير، فغفَوتُ في الحال. لن أنسى أبَدًا ما حصَلَ تِلكَ اللَّيلَة». أمضى شَيخٌ اسْمُهُ تَاسُوس أربَعَ سَنَواتٍ في السِّجنِ لِأنَّهُ رفَضَ أن ينضَمَّ إلى الجَيش. فكَيفَ لمَسَ مَحَبَّةَ يَهْوَه واهتِمامَه؟ يُخبِر: «يَهْوَه اهتَمَّ بِكُلِّ حاجاتي وأكثَر. وهذا جعَلَني أشعُرُ أنِّي أقدِرُ أن أثِقَ بهِ مَهما حصَل. أيضًا، يَهْوَه أعطاني بِواسِطَةِ روحِهِ شُعورًا بِالفَرَحِ رَغمَ الجَوِّ الكَئيبِ حَولي. وهذا أكَّدَ لي أنِّي كُلَّما عمِلتُ معهُ عن قُرب، شعَرتُ أكثَرَ كم هو طَيِّب. لِذا بدَأتُ أخدُمُ كفاتِحٍ عادِيٍّ وأنا في السِّجن».
إقتَرِبْ إلى إلهِكَ الحَنون
١٩ (أ) كَيفَ تتَأثَّرُ صَلَواتُنا حينَ نُفَكِّرُ في مَحَبَّةِ اللّٰهِ لنا؟ (ب) أيُّ آيَةٍ عن مَحَبَّةِ يَهْوَه تمَسُّكَ شَخصِيًّا؟ (أُنظُرِ الإطار «آياتٌ تُحَسِّسُنا بِمَحَبَّةِ يَهْوَه الرَّقيقَة».)
١٩ كُلُّ الاختِباراتِ الَّتي ذكَرناها تُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه، «إلهَ المَحَبَّة»، معنا دائِمًا! (٢ كو ١٣:١١) فهو يهتَمُّ بِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا. ونَحنُ مُقتَنِعونَ أنَّهُ ‹يَحْمينا بِوَلائِه›. (مز ٣٢:١٠) وكُلَّما فكَّرنا كَيفَ أظهَرَ لنا مَحَبَّتَه، صارَ حَقيقِيًّا أكثَرَ بِالنِّسبَةِ إلَينا وشعَرنا أنَّنا أقرَبُ إلَيه، نقدِرُ أن نتَكَلَّمَ معهُ بِحُرِّيَّةٍ ونقولَ لهُ كم نَحنُ بِحاجَةٍ إلى مَحَبَّتِه. ونقدِرُ أن نُخبِرَهُ عن كُلِّ هُمومِنا، ونكونَ واثِقينَ أنَّهُ يفهَمُنا ويُريدُ أن يُساعِدَنا. — مز ١٤٥:١٨، ١٩.
٢٠ كَيفَ تُقَرِّبُنا مَحَبَّةُ يَهْوَه إلَيه؟
٢٠ مِثلَما تجذِبُنا النَّارُ في يَومٍ بارِد، تجذِبُنا مَحَبَّةُ يَهْوَه إلَيه. ومع أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه قَوِيَّةٌ جِدًّا، فهي أيضًا رَقيقَة. لِذا افرَحْ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه لك. ولْنقُلْ جَميعًا: «أُحِبُّ يَهْوَه»! — مز ١١٦:١.
ما جَوابُك؟
كَيفَ تصِفُ مَحَبَّةَ يَهْوَه؟
لِماذا تقدِرُ أن تثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّكَ كَثيرًا؟
كَيفَ تشعُرُ حينَ تُفَكِّرُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك؟
التَّرنيمَة ١٠٨ حُبُّهُ مَلآنُ وَلاء
a تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.