بِٱلنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُحَرَّرُونَ
«لَا تَسُدِ ٱلْخَطِيَّةُ عَلَيْكُمْ، لِأَنَّكُمْ . . . تَحْتَ ٱلنِّعْمَةِ». — رو ٦:١٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٢، ٦١
١، ٢ لِمَ رُومَا ٥:١٢ آيَةٌ مُهِمَّةٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا؟
تَقُولُ رُومَا ٥:١٢: «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا أَخْطَأُوا». إِنَّ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ هِيَ مِنَ ٱلْآيَاتِ ٱلْمَأْلُوفَةِ لَدَيْنَا. وَكَثِيرًا مَا نُشِيرُ إِلَيْهَا عِنْدَمَا نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ ٱلنَّاسِ.
٢ فَهِيَ تَتَكَرَّرُ فِي كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟. وَغَالِبًا مَا نَقْرَأُهَا فِي ٱلْفُصُولِ ٣ وَ ٥ وَ ٦ ٱلَّتِي تُنَاقِشُ قَصْدَ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ، ٱلْفِدْيَةَ، وَحَالَةَ ٱلْمَوْتَى. لٰكِنَّ رُومَا ٥:١٢ تُسَاعِدُنَا أَيْضًا أَنْ نُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ، نُصَمِّمَ أَنْ نُرْضِيَهُ بِتَصَرُّفَاتِنَا، وَنُرَكِّزَ عَلَى وُعُودِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ.
٣ أَيُّ وَاقِعٍ لَا يَغِيبُ عَنْ بَالِنَا؟
٣ طَبْعًا، كُلُّنَا خُطَاةٌ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ يَوْمِيًّا. لٰكِنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ نَثِقُ أَنَّ ٱللّٰهَ مُسْتَعِدٌّ لِيَرْحَمَنَا لِأَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّنَا مِنْ تُرَابٍ. (مز ١٠٣:١٣، ١٤) وَفِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ: «اِغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا». (لو ١١:٢-٤) وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ أَخْطَاءَنَا ٱلْمَاضِيَةَ، فَلَا يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لَهَا بِأَنْ تُعَشِّشَ فِي ذِهْنِنَا. وَلٰكِنْ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا؟
نَيْلُ ٱلْغُفْرَانِ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ
٤، ٥ (أ) مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ رُومَا ٥:١٢؟ (ب) مَاذَا تَعْنِي كَلِمَةُ «نِعْمَةٍ»؟
٤ نَجِدُ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى رُومَا، وَلَا سِيَّمَا ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّادِسِ، مَعْلُومَاتٍ مُهِمَّةً تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى رُومَا ٥:١٢. فَهِيَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا. نَقْرَأُ مَثَلًا أَنَّ «ٱلْجَمِيعَ أَخْطَأُوا . . . وَهِيَ هِبَةٌ أَنْ يَتَبَرَّرُوا بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي تَمَّ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (رو ٣:٢٣، ٢٤) وَلٰكِنْ مَاذَا عَنَى بُولُسُ بِكَلِمَةِ «نِعْمَةٍ»؟ بِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ، تُشِيرُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ إِلَى «مَعْرُوفٍ أَوْ إِحْسَانٍ يُقَدِّمُهُ ٱلشَّخْصُ دُونَ أَنْ يَتَوَقَّعَ شَيْئًا فِي ٱلْمُقَابِلِ». فَٱلنِّعْمَةُ إِذًا عَطِيَّةٌ لَا تُكْتَسَبُ عَنْ جَدَارَةٍ أَوْ بِعَرَقِ ٱلْجَبِينِ.
٥ وَيَقُولُ ٱلْعَالِمُ جُون بَارْكْهُرْسْت: «عِنْدَ ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱللّٰهِ أَوِ ٱلْمَسِيحِ، غَالِبًا مَا تُشِيرُ [ٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ] إِلَى مَعْرُوفٍ أَوْ لُطْفٍ غَيْرِ مُسْتَحَقٍّ أَعْرَبَا عَنْهُ لِفِدَاءِ وَخَلَاصِ ٱلْبَشَرِ». وَلٰكِنْ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱللّٰهُ هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةَ؟ وَكَيْفَ تَرْتَبِطُ بِرَجَائِنَا وَعَلَاقَتِنَا بِهِ؟
٦ مَنْ يَسْتَفِيدُ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ، وَكَيْفَ؟
٦ لَقَدْ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ وَٱلْمَوْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ» هُوَ آدَمُ. وَهٰكَذَا، مَلَكَ ٱلْمَوْتُ «بِزَلَّةِ وَاحِدٍ». لٰكِنَّ ٱللّٰهَ أَظْهَرَ «وَفْرَةَ ٱلنِّعْمَةِ» بِشَخْصٍ «وَاحِدٍ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ». (رو ٥:١٢، ١٥، ١٧) وَهٰذِهِ ٱلنِّعْمَةُ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا جَمِيعُ ٱلنَّاسِ. فَإِنَّهُ «بِطَاعَةِ ٱلْوَاحِدِ [يَسُوعَ] سَيُجْعَلُ ٱلْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا». وَهُمْ يَرْجُونَ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا». — رو ٥:١٩، ٢١.
٧ لِمَ ٱلْفِدْيَةُ نِعْمَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ؟
٧ لَمْ يَكُنْ يَهْوَهُ مُلْزَمًا أَنْ يَبْذُلَ ٱبْنَهُ فِدْيَةً عَنِ ٱلْبَشَرِ. هٰذَا وَإِنَّنَا خُطَاةٌ لَا نَسْتَحِقُّ مَا فَعَلَهُ ٱللّٰهُ وَيَسُوعُ مِنْ أَجْلِنَا. لٰكِنَّهُمَا أَظْهَرَا لُطْفًا غَيْرَ عَادِيٍّ نَحْوَنَا حِينَ زَوَّدَانَا بِٱلْفِدْيَةِ. فَنَحْنُ نَنَالُ بِوَاسِطَتِهَا غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا وَرَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. فَلْنُظْهِرْ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ أَنَّنَا نُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.
تَقْدِيرُ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ
٨ أَيُّ مَوْقِفٍ عَلَيْنَا أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْهُ؟
٨ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱللّٰهَ مُسْتَعِدٌّ لِمَغْفِرَةِ خَطَايَانَا، حَتَّى ٱلْخَطِيرَةِ مِنْهَا. وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ عُذْرًا لِمُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ. فَنَقُولُ إِنَّ ‹ٱللّٰهَ غَفُورٌ وَسَيُسَامِحُنَا›. مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي زَمَنِ ٱلرُّسُلِ فَكَّرُوا بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. (اقرأ يهوذا ٤.) فَعَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَنْ نَحْتَرِسَ كَيْلَا نَتَأَثَّرَ تَدْرِيجِيًّا بِهٰذَا ٱلتَّفْكِيرِ.
٩، ١٠ كَيْفَ تَحَرَّرَ بُولُسُ وَمَسِيحِيُّونَ آخَرُونَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ؟
٩ وَقَدْ شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ، فَقَالَ لِلْمَسِيحِيِّينَ إِنَّ ٱللّٰهَ لَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ إِذَا ٱسْتَمَرُّوا فِي مُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ. بِٱلْأَحْرَى، عَلَيْهِمْ أَنْ يَرْفُضُوا هٰذَا ٱلتَّفْكِيرَ رَفْضًا قَاطِعًا لِأَنَّهُمْ ‹مَاتُوا مِنْ جِهَةِ ٱلْخَطِيَّةِ›. (اقرأ روما ٦:١، ٢.) فَمَا مَعْنَى كَلِمَاتِهِ هٰذِهِ؟
١٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، غَفَرَ يَهْوَهُ عَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ خَطَايَا بُولُسَ وَغَيْرِهِ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَمَسَحَهُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، فَأَصْبَحُوا أَبْنَاءَهُ ٱلرُّوحِيِّينَ. وَكَانُوا سَيَمْلِكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ شَرْطَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ. وَلٰكِنْ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُمْ ‹مَاتُوا مِنْ جِهَةِ ٱلْخَطِيَّةِ›، فِيمَا كَانُوا لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ لِإِيضَاحِ ٱلْفِكْرَةِ، ذَكَرَ بُولُسُ مِثَالَ يَسُوعَ. فَقَدْ مَاتَ كَإِنْسَانٍ، ثُمَّ أُقِيمَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْخَالِدَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَلَمْ يَعُدْ لِلْمَوْتِ سِيَادَةٌ عَلَيْهِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُمْكِنُ لِلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يَحْسَبُوا أَنْفُسَهُمْ ‹أَمْوَاتًا مِنْ جِهَةِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلٰكِنَّهُمْ أَحْيَاءٌ لِلّٰهِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ›. (رو ٦:٩، ١١) فَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَيَاتُهُمْ تَغَيُّرًا جَذْرِيًّا. وَلَمْ تَعُدْ رَغَبَاتُهُمُ ٱلْخَاطِئَةُ تَسُودُ عَلَيْهِمْ. وَهُمْ يَبْذُلُونَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِإِرْضَاءِ ٱللّٰهِ.
١١ كَيْفَ يَمُوتُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ مِنْ جِهَةِ ٱلْخَطِيَّةِ؟
١١ وَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟ هَلْ نَحْنُ «أَمْوَاتٌ مِنْ جِهَةِ ٱلْخَطِيَّةِ»؟ رُبَّمَا ٱرْتَكَبْنَا فِي ٱلْمَاضِي أَخْطَاءً كَثِيرَةً لِأَنَّنَا لَمْ نَعْرِفْ رَأْيَ يَهْوَهَ. فَكُنَّا «عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَتَعَدِّي ٱلشَّرِيعَةِ»، أَيْ «عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ». (رو ٦:١٩، ٢٠) وَلٰكِنْ عِنْدَمَا تَعَلَّمْنَا حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أَجْرَيْنَا تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِنَا، نَذَرْنَا أَنْفُسَنَا لِلّٰهِ، وَٱعْتَمَدْنَا. وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، نَبْذُلُ جُهْدَنَا ‹لِنُطِيعَ مِنَ ٱلْقَلْبِ› تَعَالِيمَ يَهْوَهَ وَنَتَّبِعَ مَقَايِيسَهُ. وَهٰكَذَا ‹تَحَرَّرْنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ› وَصِرْنَا «عَبِيدًا لِلْبِرِّ». (رو ٦:١٧، ١٨) مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّنَا «مُتْنَا مِنْ جِهَةِ ٱلْخَطِيَّةِ».
١٢ أَيُّ خِيَارَيْنِ مَوْضُوعَانِ أَمَامَنَا؟
١٢ لٰكِنَّ بُولُسَ ذَكَرَ نُقْطَةً مُهِمَّةً. قَالَ: «لَا تَدَعُوا ٱلْخَطِيَّةَ تَمْلِكُ بَعْدُ فِي جَسَدِكُمُ ٱلْمَائِتِ بِحَيْثُ تُطِيعُونَ شَهَوَاتِهِ». (رو ٦:١٢) فَأَمَامَنَا خِيَارَانِ: إِمَّا أَنْ نَسْتَسْلِمَ لِأَفْكَارِنَا وَرَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ أَوْ نُسَيْطِرَ عَلَيْهَا. لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَسْمَحُ لِرَغَبَاتِي ٱلْخَاطِئَةِ أَنْ تَقْوَى كَثِيرًا بِحَيْثُ تَدْفَعُنِي إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟ أَمْ هَلْ أَرْفُضُهَا عَلَى ٱلْفَوْرِ؟›. فَإِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ فِعْلًا نِعْمَةَ ٱللّٰهِ، نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِإِرْضَائِهِ.
رِبْحُ ٱلْمَعْرَكَةِ ضِدَّ ٱلْخَطِيَّةِ
١٣ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ مِنْ قُدْرَتِنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ طَاهِرِينَ رُوحِيًّا؟
١٣ كَانَ ٱلْبَعْضُ فِي كُورِنْثُوسَ قَدِيمًا سَارِقِينَ، زُنَاةً، عَبَدَةَ أَصْنَامٍ، سِكِّيرِينَ، وَهَلُمَّ جَرًّا. لٰكِنَّهُمْ عَرَفُوا يَهْوَهَ وَأَحَبُّوهُ، فَتَخَلَّوْا عَنْ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَوْتِ. حَتَّى إِنَّهُمْ أَصْبَحُوا ‹يَخْجَلُونَ مِنْهَا›. (رو ٦:٢١؛ ١ كو ٦:٩-١١) وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ عَلَى بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا. كَتَبَ بُولُسُ إِلَيْهِمْ بِٱلْوَحْيِ قَائِلًا: «لَا تُقَرِّبُوا بَعْدُ أَعْضَاءَكُمْ لِلْخَطِيَّةِ أَسْلِحَةً لِلْإِثْمِ، بَلْ قَرِّبُوا ذَوَاتِكُمْ لِلّٰهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ، وَأَعْضَاءَكُمْ لِلّٰهِ أَسْلِحَةً لِلْبِرِّ». (رو ٦:١٣) فَقَدْ وَثِقَ أَنَّ بِمَقْدُورِهِمِ ٱلْبَقَاءَ طَاهِرِينَ رُوحِيًّا وَٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ.
١٤، ١٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟
١٤ وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ عَلَى بَعْضِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْيَوْمَ. فَرُبَّمَا يُشْبِهُ مَاضِيهِمْ مَاضِيَ ٱلْإِخْوَةِ فِي كُورِنْثُوسَ. لٰكِنَّهُمْ هَجَرُوا مَسْلَكَهُمُ ٱلسَّابِقَ وَ ‹تَقَدَّسُوا›. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، كُلُّنَا أَجْرَيْنَا تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِنَا إِرْضَاءً لِيَهْوَهَ. وَرَغْبَتُنَا هِيَ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيرِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ. فَلْنُحَارِبْ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةَ وَنَسْتَغِلَّ حَيَاتَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.
١٥ لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، عَلَيْنَا طَبْعًا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةَ، كَٱلْخَطَايَا ٱلَّتِي مَارَسَهَا ٱلْبَعْضُ فِي كُورِنْثُوسَ. فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ نُظْهِرُ أَنَّنَا قَبِلْنَا نِعْمَةَ ٱللّٰهِ وَأَنَّ ‹ٱلْخَطِيَّةَ لَا تَسُودُ عَلَيْنَا›. وَلٰكِنْ هَلْ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ ‹نُطِيعَ مِنَ ٱلْقَلْبِ› وَنَبْذُلَ جُهْدَنَا لِنَتَجَنَّبَ ٱلْخَطَايَا غَيْرَ ٱلْخَطِيرَةِ أَيْضًا؟ — رو ٦:١٤، ١٧.
١٦ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ تَجَنُّبَ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ وَحْدَهَا غَيْرُ كَافٍ؟
١٦ لِنَأْخُذْ مِثَالَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَهُوَ لَمْ يُمَارِسِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةَ ٱلْمَذْكُورَةَ فِي ١ كُورِنْثُوس ٦:٩-١١. مَعَ ذٰلِكَ، كَتَبَ: «أَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ ٱلْخَطِيَّةِ. لِأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَعْمَلُهُ. فَٱلَّذِي أُرِيدُهُ لَا أُمَارِسُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ». (رو ٧:١٤، ١٥) يُظْهِرُ هٰذَانِ ٱلْعَدَدَانِ أَنَّ هُنَالِكَ خَطَايَا أُخْرَى كَانَ بُولُسُ يُحَارِبُهَا بِكُلِّ قُوَّتِهِ. (اقرأ روما ٧:٢١-٢٣.) فَلْنَتَمَثَّلْ بِهِ وَنَبْذُلْ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِإِطَاعَةِ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْقَلْبِ.
١٧ لِمَ نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ؟
١٧ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَسْأَلَةَ ٱلصِّدْقِ. فَيَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنْ جَمِيعِ خُدَّامِهِ أَنْ يَكُونُوا صَادِقِينَ. (اقرإ الامثال ١٤:٥؛ افسس ٤:٢٥.) لِذَا نَتَجَنَّبُ ٱلْكَذِبَ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ. فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِٱلشَّيْطَانِ ‹أَبِي ٱلْكَذِبِ›، أَوْ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ ٱللَّذَيْنِ خَسِرَا حَيَاتَهُمَا لِأَنَّهُمَا كَذَبَا. (يو ٨:٤٤؛ اع ٥:١-١١) وَلٰكِنْ هٰذَا لَا يَكْفِي لِنَكُونَ صَادِقِينَ. فَإِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ حَقًّا، نُظْهِرُ ٱلصِّدْقَ فِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى أَيْضًا. كَيْفَ؟
١٨، ١٩ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ صَادِقًا؟
١٨ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكْذِبِ ٱلشَّخْصُ، يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ صَادِقٍ. قَالَ يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «لَا تَسْرِقُوا، وَلَا تُخَادِعُوا، وَلَا يَخُنْ أَحَدٌ مِنْكُمْ صَاحِبَهُ». وَذَكَرَ ٱلسَّبَبَ قَائِلًا: «كُونُوا قُدُّوسِينَ، لِأَنِّي أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهَكُمْ قُدُّوسٌ». (لا ١٩:٢، ١١) فَٱلْبَعْضُ لَا يَكْذِبُونَ مُبَاشَرَةً، لٰكِنَّهُمْ يَكُونُونَ غَيْرَ صَادِقِينَ حِينَ يَخْدَعُونَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ يَحْتَالُونَ عَلَيْهِمْ.
١٩ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُخْبِرُ شَخْصٌ مُدِيرَهُ أَوْ زُمَلَاءَهُ فِي ٱلْعَمَلِ أَنَّهُ سَيُغَادِرُ بَاكِرًا لِأَنَّهُ عَلَى مَوْعِدٍ مَعَ ٱلطَّبِيبِ. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَاقِعِ سَيَذْهَبُ إِلَى ٱلصَّيْدَلِيَّةِ لِيَشْتَرِيَ دَوَاءً، أَوْ سَيَمُرُّ سَرِيعًا بِعِيَادَةِ ٱلطَّبِيبِ لِيَأْخُذَ نَتِيجَةَ ٱلْفُحُوصَاتِ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُغَادِرَ بَاكِرًا لِيَذْهَبَ مَعَ عَائِلَتِهِ إِلَى ٱلشَّاطِئِ أَوْ لِيَأْخُذَهُمْ فِي رِحْلَةٍ. فَهَلْ هٰذَا ٱلشَّخْصُ صَادِقٌ؟ كَلَّا. فَقَدْ خَدَعَ ٱلْآخَرِينَ وَأَوْهَمَهُمْ بِشَيْءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ. أَحْيَانًا، يَلْجَأُ ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْخِدَاعِ لِلْإِفْلَاتِ مِنَ ٱلْعِقَابِ أَوْ لِٱسْتِغْلَالِ ٱلْآخَرِينَ. أَمَّا نَحْنُ فَنَتْبَعُ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ: «لَا تُخَادِعُوا». فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ وَقُدُّوسِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. — رو ٦:١٩.
٢٠، ٢١ مَاذَا نَتَجَنَّبُ إِذَا كُنَّا نُقَدِّرُ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ؟
٢٠ كَمَا رَأَيْنَا، إِنَّ تَقْدِيرَ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى تَجَنُّبِ ٱلزِّنَى وَٱلسُّكْرِ وَٱلْخَطَايَا ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَهَا ٱلْبَعْضُ فِي كُورِنْثُوسَ. فَنَحْنُ نَمْتَنِعُ عَنْ كُلِّ مَا يُغْضِبُ يَهْوَهَ. مَثَلًا، لَنْ نَرْفُضَ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ فَحَسْبُ، بَلِ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْفَاسِدَةَ أَيْضًا. وَلَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلسُّكْرَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا ٱلْإِفْرَاطَ فِي ٱلشُّرْبِ. لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْجُهْدَ لَازِمٌ لِمُحَارَبَةِ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَلٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا رِبْحُ ٱلْمَعْرَكَةِ ضِدَّ ٱلْخَطِيَّةِ.
٢١ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَتَجَنَّبَ كُلَّ ٱلْخَطَايَا، سَوَاءٌ كَانَتْ خَطِيرَةً أَوْ لَا. وَمَعَ أَنَّنَا لَنْ نَنْجَحَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَجْتَهِدَ فِي مُحَارَبَتِهَا. وَهٰكَذَا نَتَمَثَّلُ بِبُولُسَ ٱلَّذِي شَجَّعَ إِخْوَتَهُ قَائِلًا: «لَا تَدَعُوا ٱلْخَطِيَّةَ تَمْلِكُ بَعْدُ فِي جَسَدِكُمُ ٱلْمَائِتِ بِحَيْثُ تُطِيعُونَ شَهَوَاتِهِ». (رو ٦:١٢؛ ٧:١٨-٢٠) وَبِمُحَارَبَةِ كُلِّ أَشْكَالِ ٱلْخَطِيَّةِ، نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ فِعْلًا نِعْمَةَ ٱللّٰهِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.
٢٢ مَاذَا يَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ؟
٢٢ لَقَدْ أَنْعَمَ ٱللّٰهُ عَلَيْنَا بِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا. وَفِي وِسْعِنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي نَيْلِ غُفْرَانِهِ. فَكَمْ نُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةَ! فَلْنَسْعَ بِجِدٍّ لِمُحَارَبَةِ كُلِّ ٱلْخَطَايَا، حَتَّى تِلْكَ ٱلَّتِي يَسْتَخِفُّ بِهَا ٱلْبَعْضُ. وَهٰكَذَا نَحْصُدُ مُكَافَأَةً كَبِيرَةً. قَالَ بُولُسُ: «إِذْ حُرِّرْتُمْ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيدًا لِلّٰهِ، فَإِنَّ ثَمَرَكُمْ هُوَ قَدَاسَتُكُمْ، وَٱلنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». — رو ٦:٢٢.