-
المعرفة المسبقة، التعيين المسبقبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
فكرة القضاء والقدر: تقوم فكرة القضاء والقدر على الاعتقاد ان اللّٰه يستخدم معرفته المسبقة دون حدود وأنه يعيِّن، او يقدِّر مسبقا، مسار حياة كل شخص ومصيره. ويحاج مؤيدو هذه العقيدة ان ألوهة اللّٰه وكماله يقتضيان ان يكون كليَّ المعرفة، ليس عن الماضي والحاضر فقط، بل عن المستقبل ايضا. فبحسب هذا المفهوم، لا يكون اللّٰه كاملا إن لم يعرف كل الامور بأدق تفاصيلها. وهم يستخدمون قصة عيسو ويعقوب، ابني اسحاق التوأمين، كدليل ان اللّٰه قرَّر مسبقا مصير اشخاص قبل ولادتهم. (رو ٩:١٠-١٣) ويستشهدون بآيات مثل افسس ١:٤، ٥ ليبرهنوا ان اللّٰه سبق فعرف وعيَّن مستقبل كل مخلوقاته حتى قبل بدء الخليقة.
-
-
المعرفة المسبقة، التعيين المسبقبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
على نحو مماثل، لم يستخدم اللّٰه معرفته المسبقة ليقرِّر مصير عيسو ويعقوب النهائي. بل ليحدِّد او يعيِّن مسبقا اي من الامتين المتحدرتين منهما ستسيطر على الاخرى. (تك ٢٥:٢٣-٢٦) وسيطرة الامة المتحدرة من يعقوب التي علم بها اللّٰه مسبقا دلَّت ان ليعقوب حق البكورية، وهو حق رافقه الامتياز ان يتحدر «نسل» ابراهيم منه. (تك ٢٧:٢٩؛ ٢٨:١٣، ١٤) وبهذه الطريقة، اوضح يهوه اللّٰه ان اختياره الاشخاص لتأدية مهمات معيَّنة لا تقيِّده العادات الدارجة او الاجراءات التي يتوقعها البشر. كما انه لا يمنح الامتيازات على اساس الاعمال فقط، ما قد يجعل الشخص يشعر انه «يستحق» نيل هذه الامتيازات او انها «حق مكتسب». وقد شدَّد الرسول بولس على هذه الفكرة حين اظهر لمَ منح اللّٰه بنعمته الامم امتيازات كانت كما يبدو مقصورة على اليهود فقط. — رو ٩:١-٦، ١٠-١٣، ٣٠-٣٢.
-