«كُلُّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ»
«كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُؤَدِّي حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ للّٰهِ». — روما ١٤:١٢.
١ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَحَمَّلَهَا ثَلَاثَةُ شُبَّانٍ عِبْرَانِيِّينَ؟
وَاجَهَ شَدرخ وَميشَخ وَعَبدنغو، ثَلَاثَةُ شُبَّانٍ عِبْرَانِيِّينَ يَعِيشُونَ فِي بَابِلَ، قَرَارًا مَصِيرِيًّا. فَهَلْ يَنْحَنُونَ أَمَامَ ٱلتِّمْثَالِ ٱلضَّخْمِ كَمَا ٱقْتَضَتْ شَرِيعَةُ ذلِكَ ٱلْبَلَدِ؟ أَمْ يَرْفُضُونَ عِبَادَتَهُ وَيُلْقَوْنَ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ؟ لَمْ يَكُنْ لَدَى هؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانِ وَقْتٌ لِٱسْتِشَارَةِ أَحَدٍ وَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى فِعْلِ ذلِكَ. فَدُونَ تَرَدُّدٍ أَعْلَنُوا: «لِيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ، أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، أَنَّنَا لَا نَخْدُمُ آلِهَتَكَ، وَلَا نَعْبُدُ تِمْثَالَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي أَقَمْتَ». (دانيال ٣:١-١٨) وَهكَذَا، حَمَلَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ ٱلثَّلَاثَةُ حِمْلَهُمُ ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ.
٢ مَنِ ٱتَّخَذَ فِعْلِيًّا ٱلْقَرَارَ بِشَأْنِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بَدَلًا مِنَ ٱلْحَاكِمِ ٱلرُّومَانِيِّ بِيلَاطُس، وَهَلْ أَعْفَاهُ ذلِكَ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِ؟
٢ بَعْدَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِنَحْوِ سِتَّةِ قُرُونٍ، بَعْدَمَا سَمِعَ ٱلْحَاكِمُ بنطيُوس بِيلَاطُسُ ٱلتُّهَمَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَى يَسُوعَ وَنَظَرَ فِي قَضِيَّتِهِ، بَاتَ مُقْتَنِعًا بِبَرَاءَتِهِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْجُمُوعَ طَالَبَتْ بِإِعْدَامِ ٱلْمُتَّهَمِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، حَاوَلَ بِيلَاطُسُ أَلَّا يَسْتَجِيبَ لِطَلَبِهِمْ. وَلكِنْ تَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّهُ لَا يَرْغَبُ فِي تَحَمُّلِ حِمْلِهِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ وَٱسْتَسْلَمَ لِلضَّغْطِ. فَقَدْ غَسَلَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ». ثُمَّ سَلَّمَهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. وَهكَذَا، لَمْ يَتَحَمَّلْ مَسْؤُولِيَّتَهُ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارًا بِشَأْنِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، بَلْ سَمَحَ لِلْآخَرِينَ بِأَنْ يَتَّخِذُوهُ بَدَلًا مِنْهُ. إِلَّا أَنَّ مِيَاهَ ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُعْفِيَهُ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِ عَنْ إِصْدَارِ هذَا ٱلْحُكْمِ ٱلْجَائِرِ. — متى ٢٧:١١-٢٦؛ لوقا ٢٣:١٣-٢٥.
٣ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْقَرَارَاتِ عَنَّا؟
٣ فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ تَقْتَدِي بِٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلثَّلَاثَةِ عِنْدَمَا تُضْطَرُّ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ أَمْ تَدَعُ ٱلْآخَرِينَ يَتَّخِذُونَهَا عَنْكَ؟ إِنَّ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارَاتِ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ، إِذْ إِنَّ ٱلْقِيَامَ بِٱلِٱخْتِيَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلنُّضْجَ. مَثَلًا، يَتَوَجَّبُ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ صَائِبَةٍ عَنْ أَوْلَادِهِمِ ٱلْقَاصِرِينَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارِ صَعْبٌ جِدًّا حِينَ يَكُونُ ٱلْوَضْعُ مُعَقَّدًا وَتَكُونُ هُنَالِكَ عَوَامِلُ مُتَنَوِّعَةٌ لِلتَّفْكِيرِ فِيهَا. لكِنَّ مَسْؤُولِيَّةَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً جِدًّا بِحَيْثُ تُعَدُّ بَيْنَ ‹ٱلْأَعْبَاءِ› ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَحْمِلَهَا عَنَّا ‹ذَوُو ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ›. (غلاطية ٦:١، ٢) بَلْ هِيَ حِمْلٌ يَجِبُ أَنْ ‹يُؤَدِّيَ بشأنِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ للّٰهِ›. (روما ١٤:١٢) كَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ «كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ». (غلاطية ٦:٥) فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ فِي ٱلْحَيَاةِ؟ أَوَّلًا، يَجِبُ أَنْ نُدْرِكَ حُدُودَنَا ٱلْبَشَرِيَّةَ وَنَتَعَلَّمَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ لِئَلَّا نَدَعَهَا تُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.
مَطْلَبٌ أَسَاسِيٌّ
٤ أَيُّ دَرْسٍ مُهِمٍّ بِشَأْنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ يَنْبَغِي أَنْ نَتَعَلَّمَهُ مِنْ عِصْيَانِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْبَشَرِيَّيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ؟
٤ فِي فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ، ٱتَّخَذَ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْبَشَرِيَّانِ ٱلْأَوَّلَانِ قَرَارًا أَسْفَرَ عَنْ نَتَائِجَ مَأْسَاوِيَّةٍ. فَقَدِ ٱخْتَارَا أَنْ يَأْكُلَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ. (تكوين ٢:١٦، ١٧) وَعَلَامَ أَسَّسَا قَرَارَهُمَا؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «رَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ ٱلشَّجَرَةَ مُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ. ثُمَّ أَعْطَتْ أَيْضًا زَوْجَهَا مَعَهَا فَأَكَلَ». (تكوين ٣:٦) فَقَرَارُ حَوَّاءَ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلرَّغْبَةِ ٱلْأَنَانِيَّةِ. وَمَا فَعَلَتْهُ حَدَا بِآدَمَ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَيْهَا. نَتِيجَةً لِذلِكَ، ‹ٱجْتَازَتِ ٱلْخَطِيَّةُ وَٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›. (روما ٥:١٢) إِنَّ عِصْيَانَ آدَمَ وَحَوَّاءَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَلِّمَنَا دَرْسًا مُهِمًّا يَتَعَلَّقُ بِحُدُودِ ٱلْبَشَرِ: اَلْإِنْسَانُ مُعَرَّضٌ لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ خَاطِئَةٍ مَا لَمْ يَلْتَصِقْ بِٱلْإِرْشَادِ ٱلْإِلهِيِّ.
٥ أَيُّ إِرْشَادٍ يُزَوِّدُنَا إِيَّاهُ يَهْوَه، وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْهُ؟
٥ وَكَمْ يَسُرُّنَا أَنَّ يَهْوَه ٱللّٰهَ لَمْ يَتْرُكْنَا دُونَ إِرْشَادٍ! تَقُولُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «تَسْمَعُ أُذُنَاكَ كَلِمَةً خَلْفَكَ تَقُولُ: ‹هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا›، حِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَمِينِ، وَحِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَسَارِ». (اشعيا ٣٠:٢١) فَيَهْوَه يَتَكَلَّمُ مَعَنَا مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَنَكْتَسِبَ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً مِنْهَا. فَلِكَيْ نَقُومَ بِٱلْخِيَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ، يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَاوَلَ ‹ٱلطَّعَامَ ٱلْقَوِيَّ الذِي لِلنَّاضِجِينَ›. وَ ‹بِٱلْمُمَارَسَةِ تَصِيرُ قُوَى إِدْرَاكِنَا مُدَرَّبَةً عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ›. (عبرانيين ٥:١٤) فَيُمْكِنُنَا تَدْرِيبُ قُوَى إِدْرَاكِنَا بِتَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.
٦ مَاذَا يَلْزَمُ لِكَيْ يَعْمَلَ ضَمِيرُنَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ؟
٦ إِنَّ مَلَكَةَ ٱلضَّمِيرِ هِيَ عَامِلٌ مُهِمٌّ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ. فَٱلضَّمِيرُ لَدَيْهِ قُدْرَةٌ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ وَبِإِمْكَانِهِ أَنْ ‹يَتَّهِمَنَا أَوْ يَعْذِرَنَا›. (روما ٢:١٤، ١٥) وَلكِنْ لِكَيْ يَعْمَلَ ضَمِيرُنَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ، يَجِبُ أَنْ يَتَنَوَّرَ بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَيَصِيرَ حَسَّاسًا بِتَطْبِيقِ هذِهِ ٱلْكَلِمَةِ. وَإِلَّا فَإِنَّهُ سَيَتَأَثَّرُ بِسُهُولَةٍ بِٱلْعَادَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. كَمَا أَنَّ ٱلْبِيئَةَ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا وَآرَاءَ ٱلْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَيْضًا أَنْ تُضَلِّلَنَا. وَمَاذَا يَحْدُثُ لِضَمِيرِنَا عِنْدَمَا نَتَجَاهَلُ تَكْرَارًا وَخْزَهُ وَنَنْتَهِكُ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْإِلهِيَّةَ؟ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، يُصْبِحُ ‹مَكْوِيًّا› كَٱلْجِلْدِ ٱلْمَيِّتِ — إِذْ يَصِيرُ قَاسِيًا وَفَاقِدَ ٱلْحِسِّ. (١ تيموثاوس ٤:٢) أَمَّا ٱلضَّمِيرُ ٱلْمُدَرَّبُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ فَهُوَ مُرْشِدٌ جَدِيرٌ بِٱلثِّقَةِ.
٧ أَيُّ مَطْلَبٍ هُوَ أَسَاسِيٌّ بُغْيَةَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟
٧ إِذًا، هُنَالِكَ مَطْلَبٌ أَسَاسِيٌّ يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ قَادِرًا عَلَى تَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّةِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ. وَهذَا ٱلْمَطْلَبُ هُوَ نَيْلُ مَعْرِفَةٍ دَقِيقَةٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱمْتِلَاكُ ٱلْقُدْرَةِ عَلَى تَطْبِيقِهَا. فَبَدَلًا مِنَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ، عَلَيْنَا أَنْ نَصْرِفَ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ وَنَسْتَخْدِمَ مَقْدِرَتَنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ فِي تَطْبِيقِهَا. حَتَّى عِنْدَمَا نُضْطَرُّ إِلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ فَوْرِيٍّ، كَمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ مَعَ شَدرخ وَمِيشخ وَعبدنغو، نَكُونُ مُجَهَّزِينَ جَيِّدًا إِذَا ٱمْتَلَكْنَا مَعْرِفَةً دَقِيقَةً مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَدَرَّبْنَا ضَمِيرَنَا وَفْقًا لَهَا. وَلِكَيْ نَعْرِفَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِجِدِّنَا فِي ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى ٱلنُّضْجِ أَنْ يُحَسِّنَ قُدْرَتَنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ، لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي مَجَالَيْنِ مِنْ مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا.
اِخْتِيَارُ ٱلْعُشَرَاءِ
٨، ٩ (أ) أَيُّ مَبْدَأَيْنِ يُظْهِرَانِ ضَرُورَةَ تَجَنُّبِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ؟ (ب) هَلْ يَقْتَصِرُ مَا تُشِيرُ إِلَيْهِ ٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ مَعَ أَشْخَاصٍ مُجَرَّدِينَ مِنَ ٱلْمَبَادِئِ؟
٨ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «لَا تَضِلُّوا. اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ». (١ كورنثوس ١٥:٣٣) وَقَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِتَلَامِيذِهِ: «لَسْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ». (يوحنا ١٥:١٩) عِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ هذَيْنِ ٱلْمَبْدَأَيْنِ سُرْعَانَ مَا نُدْرِكُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَجَنُّبِ مُعَاشَرَةِ ٱلْعَاهِرِينَ، ٱلزُّنَاةِ، ٱلسَّارِقِينَ، ٱلسِّكِّيرِينَ، وَأَمْثَالِهِمْ. (١ كورنثوس ٦:٩، ١٠) وَلكِنْ إِذْ نَتَقَدَّمُ فِي مَعْرِفَةِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُدْرِكُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُضِرِّ أَيْضًا قَضَاءُ ٱلْوَقْتِ مَعَ أَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ بِمُشَاهَدَتِهِمْ فِي ٱلْأَفْلَامِ، عَلَى ٱلتّلفِزيون، أَوْ عَلَى شَاشَاتِ ٱلْكُمْبيوتِر أَوْ بِٱلْقِرَاءَةِ عَنْهُمْ فِي ٱلْكُتُبِ. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي مُعَاشَرَةِ «ٱلْمُنَافِقِينَ» فِي غُرَفِ ٱلدَّرْدَشَةِ عَلَى ٱلْإِنْتِرنِت. — مزمور ٢٦:٤.
٩ وَمَاذَا عَنِ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱللَّصِيقَةِ لِلَّذِينَ هُمْ طَاهِرُونَ أَدَبِيًّا وَلكِنْ يَنْقُصُهُمُ ٱلْإِيمَانُ بِٱلْإِلهِ ٱلْحَقِيقِيِّ؟ تَقُولُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِنَّ ‹ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ›. (١ يوحنا ٥:١٩) وَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا كَيْ نُدْرِكَ أَنَّ مَا يَجْعَلُ ٱلْمُعَاشَرَاتِ رَدِيئَةً لَيْسَ فَقَطْ كَوْنَ عُشَرَائِنَا مُتَسَاهِلِينَ أَوْ مُنْحَطِّينَ أَدَبِيًّا. لِذلِكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَلَّا تَرْبُطَنَا صَدَاقَاتٌ حَمِيمَةٌ إِلَّا مَعَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه.
١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ نَاضِجَةٍ تَتَعَلَّقُ بِمُعَاشَرَتِنَا لِلْعَالَمِ؟
١٠ إِلَّا أَنَّ تَجَنُّبَ أَيِّ ٱحْتِكَاكٍ مَعَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ لَيْسَ مُمْكِنًا أَوْ حَتَّى مَطْلُوبًا. (يوحنا ١٧:١٥) فَٱلِٱشْتِرَاكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، ٱلتَّعَلُّمُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، ٱلذَّهَابُ إِلَى ٱلْعَمَلِ هِيَ أُمُورٌ تَتَطَلَّبُ ٱلِٱحْتِكَاكَ بِٱلْعَالَمِ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُتَزَوِّجَ بِرَفِيقٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ يُضْطَرُّ إِلَى مُعَاشَرَةِ ٱلْعَالَمِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ. وَلكِنْ إِذَا دَرَّبْنَا قُوَى إِدْرَاكِنَا، فَسَنَفْهَمُ أَنَّ ٱلْمُعَاشَرَةَ ٱلْمَحْدُودَةَ ٱلضَّرُورِيَّةَ لِلْعَالَمِ تَخْتَلِفُ كُلِّيًّا عَنِ ٱمْتِلَاكِ رَوَابِطَ مَتِينَةٍ مَعَهُ. (يعقوب ٤:٤) وَهكَذَا، نَتَمَكَّنُ مِنِ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ نَاضِجَةٍ فِي مَسَائِلَ مِثْلِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ بَعْدَ دَوَامِ ٱلْمَدْرَسَةِ — كَٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ وَٱلسَّهَرَاتِ ٱلرَّاقِصَةِ — وَحُضُورِ ٱلَحَفَلَاتِ وَمَآدِبِ ٱلْعَشَاءِ ٱلْمُعَدَّةِ لِلْمُوَظَّفِينَ.
اِخْتِيَارُ ٱلْعَمَلِ
١١ مَا هُوَ أَوَّلُ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهِ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْعَمَلِ؟
١١ يُسَاعِدُنَا تَطْبِيقُ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِنُضْجٍ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِكَيْفِيَّةِ إِتْمَامِ ٱلْتِزَامِنَا بِأَنْ ‹نَعُولَ أَهْلَ بَيْتِنَا›. (١ تيموثاوس ٥:٨) وَأَوَّلُ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهِ هُوَ طَبِيعَةُ ٱلْعَمَلِ — أَيْ مَا يَتَطَلَّبُهُ مِنَّا. فَمِنَ ٱلْخَطَإِ حَتْمًا ٱخْتِيَارُ عَمَلٍ يُرَوِّجُ أَمْرًا يَدِينُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِدَانَةً مُبَاشِرَةً. بِنَاءً عَلَى ذلِكَ، لَا يَقْبَلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ وَظَائِفَ تَشْمُلُ ٱلْصَّنَمِيَّةَ، السَّرِقَةَ، إِسَاءَةَ ٱسْتِعْمَالِ ٱلدَّمِ، أَو غَيْرَهَا مِنَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. كَمَا أَنَّنَا لَا نَكْذِبُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ أَوْ نَغُشُّهُمْ، حَتَّى لَوْ طَلَبَ مِنَّا صَاحِبُ ٱلْعَمَلِ ٱلْقِيَامَ بِذلِكَ. — اعمال ١٥:٢٩؛ رؤيا ٢١:٨.
١٢، ١٣ إِضَافَةً إِلَى طَبِيعَةِ ٱلْعَمَلِ، مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي ٱلتَّفْكِيرُ فِيهَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْعَمَلِ؟
١٢ وَمَاذَا لَوْ لَمْ يَكُنِ ٱلْعَمَلُ بِحَدِّ ذَاتِهِ مُخَالِفًا لِأَيِّ مَطْلَبٍ إِلهِيٍّ؟ فِيمَا تَزْدَادُ مَعْرِفَتُنَا لِلْحَقِّ وَتَتَحَسَّنُ قُوَى إِدْرَاكِنَا، نَعْرِفُ أَنَّ هُنَالِكَ عَوَامِلَ أُخْرَى يَنْبَغِي أَخْذُهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ. فَمَاذَا لَوْ كَانَ ٱلْعَمَلُ يَضْطَرُّنَا إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي مُمَارَسَةٍ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، كَوَظِيفَةِ ٱلرَّدِّ عَلَى ٱلْمُكَالَمَاتِ ٱلْهَاتِفِيَّةِ فِي مَكَانٍ لِلْمُقَامَرَةِ؟ كَمَا أَنَّ مَصْدَرَ ٱلرَّوَاتِبِ وَمَوْقِعَ ٱلْعَمَلِ هُمَا عَامِلَانِ يَجِبُ ٱلتَّفْكِيرُ فِيهِمَا. مَثَلًا، كَمُتَعَهِّدٍ يَعْمَلُ لِحِسَابِهِ ٱلْخَاصِّ، هَلْ تَقْبَلُ عَمَلًا يَشْمُلُ طِلَاءَ إِحْدَى كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ، مُسَاهِمًا بِٱلتَّالِي فِي تَرْوِيجِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟ — ٢ كورنثوس ٦:١٤-١٦.
١٣ وَمَاذَا تَفْعَلُ إِذَا وَقَّعَ رَبُّ عَمَلِكَ عَقْدًا لِطِلَاءِ أَحَدِ أَمَاكِنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ، يَلْزَمُ أَنْ تُفَكِّرَ فِي عَوَامِلَ مِثْلِ: مَا مَدَى تَحَكُّمِكَ فِي مَا يَجْرِي ٱلْقِيَامُ بِهِ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنْتَ مَعْنِيٌّ بِٱلْأَمْرِ. وَمَاذَا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلٍ خِدْمَاتِيٍّ لَا يَدِينُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مِثْلِ تَوْزِيعِ ٱلْبَرِيدِ فِي أَحْيَاءٍ تَتَضَمَّنُ أَمَاكِنَ تُرَوِّجُ مُمَارَسَاتٍ خَاطِئَةً؟ أَلَا يُؤَثِّرُ ٱلْمَبْدَأُ فِي متى ٥:٤٥ عَلَى قَرَارِكَ؟ لكِنَّ ٱلْأَمرَ ٱلَّذِي لَا يَجِبُ ٱلتَّغَاضِي عَنْهُ هُوَ مَدَى تَأْثِيرِ قِيَامِكَ بِٱلْعَمَلِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فِي ضَمِيرِكَ. (عبرانيين ١٣:١٨) حَقًّا، إِنَّ تَحَمُّلَ حِمْلِنَا ٱلْخَاصِّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْعَمَلِ يَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَشْحَذَ قُوَى إِدْرَاكِنَا وَنُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ.
«فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ»
١٤ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ عِنْدَمَا نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١٤ مَاذَا عَنِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِأُمُورٍ أُخْرَى مِثْلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ أَوْ بَعْضِ ٱلْعِلَاجَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ؟ حِينَ نُضْطَرُّ إِلَى ٱتِّخَاذِ أَيِّ قَرَارٍ، يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ذَاتِ ٱلْعَلَاقَةِ ثُمَّ نَسْتَخْدِمَ مَقْدِرَتَنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ عِنْدَ تَطْبِيقِهَا. قَالَ سُلَيْمَانُ ٱلْحَكِيمُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ». — امثال ٣:٥، ٦.
١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١٥ غَالِبًا مَا تُؤَثِّرُ قَرَارَاتُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ. لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُولِيَ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، لَمْ يَعُدْ مَطْلُوبًا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَقَيَّدُوا بِكَثِيرٍ مِنْ مَطَالِبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْأَطْعِمَةِ. فَكَانَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَأْكُلُوا أَطْعِمَةً ٱعْتُبِرَتْ نَجِسَةً فِي ٱلشَّرِيعَةِ مَا لَمْ يُعْتَبَرْ أَكْلُهَا خَاطِئًا بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى. لكِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ قَالَ عِنْدَمَا كَتَبَ عَنْ لَحْمِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّذِي قَدْ يَكُونُ لَهُ عَلَاقَةٌ بِهَيْكَلٍ لِلْأَصْنَامِ: «إِذَا كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي، فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا أَبَدًا، لِئَلَّا أُعْثِرَ أَخِي». (١ كورنثوس ٨:١١-١٣) فَقَدْ شَجَّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى أَخْذِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ لِئَلَّا يُعْثِرُوهُمْ. نَحْنُ أَيْضًا لَا يَنْبَغِي أَنْ تَجْعَلَنَا قَرَارَاتُنَا «مَعْثَرَةً» لِلْآخَرِينَ. — ١ كورنثوس ١٠:٢٩، ٣٢.
اُطْلُبِ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ
١٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١٦ اَلصَّلَاةُ هِيَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ لَنَا فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ. يَقُولُ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ تَنْقُصُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيُدَاوِمْ عَلَى ٱلطَّلَبِ مِنَ ٱللّٰهِ، لِأَنَّهُ يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِكَرَمٍ وَلَا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ». (يعقوب ١:٥) فَبِكُلِّ ثِقَةٍ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَلْجَأَ إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ كَيْ نَطْلُبَ مِنْهُ ٱلْحِكْمَةَ ٱللَّازِمَةَ لِاتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ. وَعِنْدَمَا نَتَكَلَّمُ مَعَ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ عَنْ هُمُومِنَا وَنَطْلُبُ إرْشَادَهُ، يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ لِكَيْ نَفْهَمَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي نَتَأَمَّلُ فِيهَا وَنَتَذَكَّرَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي رُبَّمَا فَاتَتْنَا.
١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا ٱلْآخَرُونَ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١٧ وَهَلْ يُمْكِنُ لِلْآخَرِينَ أَنْ يُسَاعِدُونَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟ نَعَمْ. إِنَّ يَهْوَه يُزَوِّدُنَا بِأَشْخَاصٍ نَاضِجِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (افسس ٤:١١، ١٢) فَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ ٱسْتِشَارَتُهُمْ، وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ ٱلْقَرَارُ ٱلَّذِي نُوَاجِهُهُ قَرَارًا مُهِمًّا. فَٱلْأَشْخَاصُ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ بَصِيرَةٌ رُوحِيَّةٌ وَخِبْرَةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَلْفُتُوا ٱنْتِبَاهَنَا إِلَى مَبَادِئَ إِلهِيَّةٍ أُخْرَى قَدْ تُؤَثِّرُ فِي قَرَارِنَا وَتُسَاعِدُنَا عَلَى ‹تَيَقُّنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً›. (فيلبي ١:٩، ١٠) وَلكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْقَرَارَاتِ بَدَلًا مِنَّا. فَهذِهِ هِيَ مَسْؤُولِيَّتُنَا نَحْنُ.
هَلْ تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ جَيِّدَةً دَائِمًا؟
١٨ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ عَنْ نَتِيجَةِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ؟
١٨ هَلْ تُؤَدِّي دَائِمًا ٱلْقَرَارَاتُ ٱلْمُتَّخَذَةُ وَفْقَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَضَمِيرِنَا ٱلْمُدَرَّبِ إِلَى نَتِيجَةٍ جَيِّدَةٍ؟ نَعَمْ، عَلَى ٱلْمَدَى ٱلطَّوِيلِ. لكِنَّ ٱلنَّتِيجَةَ ٱلْقَصِيرَةَ ٱلْأَمَدِ قَدْ لَا تَكُونُ كَذلِكَ أَحْيَانًا. مَثَلًا، عَرَفَ شَدرخ وَمِيشخ وَعبدنغو أَنَّ قَرَارَهُمْ أَلَّا يَعْبُدُوا ٱلتِّمْثَالَ ٱلضَّخْمَ قَدْ يُؤَدِّي إِلَى مَوْتِهِمْ. (دانيال ٣:١٦-١٩) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، بَعْدَمَا قَالَ ٱلرُّسُلُ لِلسَّنْهَدْرِيمِ ٱلْيَهُودِيِّ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ، جُلِدُوا ثُمَّ أُطْلِقُوا. (اعمال ٥:٢٧-٢٩، ٤٠) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، قَدْ يُؤَثِّرُ «ٱلْوَقْتُ وَٱلْحَوَادِثُ غَيْرُ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ» سَلْبًا فِي نَتِيجَةِ قَرَارِنَا. (جامعة ٩:١١) فَإذَا عَانَيْنَا ٱلْمَشَاكِلَ رَغْمَ أَنَّنَا ٱتَّخَذْنَا ٱلْقَرَارَ ٱلصَّائِبَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ بِأَنَّ يَهْوَه سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ وَيُبَارِكُنَا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ. — ٢ كورنثوس ٤:٧.
١٩ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْمِلَ بِشَجَاعَةٍ حِمْلَنَا ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
١٩ إِذًا، عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ مَبَادِئَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَنَسْتَخْدِمَ مَقْدِرَتَنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ لِتَطْبِيقِهَا. وَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُهَا يَهْوَه مِنْ خِلَالِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْأَشْخَاصِ ٱلنَّاضِجِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ! فَبِاتِّبَاعِ هذَا ٱلْإِرْشَادِ وَٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ هذَيْنِ ٱلتَّدْبِيرَيْنِ، لِنَحْمِلْ بِشَجَاعَةٍ حِمْلَنَا ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ.
مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟
• أَيُّ مَطْلَبٍ هُوَ أَسَاسِيٌّ بُغْيَةَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟
• كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلتَّقَدُّمُ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ فِي ٱخْتِيارِنَا لِلْعُشَرَاءِ؟
• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْعَمَلِ؟
• أَيُّ أَمْرٍ هُوَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ لَنَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٢]
يُعَلِّمُنَا عِصْيَانُ آدَمَ وَحَوَّاءَ دَرْسًا مُهِمًّا
[الصورة في الصفحة ٢٤]
اِبْحَثْ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ مُهِمٍّ