أَيُّوبُ، مِثَالُ ٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ
«هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى خَادِمِي أَيُّوبَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ، رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ، يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ؟». — ايوب ١:٨.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ مَصَائِبَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ حَلَّتْ بِأَيُّوبَ؟ (ب) كَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ أَيُّوبَ قَبْلَمَا حَلَّتْ بِهِ ٱلْمَصَائِبُ؟
رَجُلٌ كَانَ يَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ: اَلثَّرْوَةَ، ٱلْمَكَانَةَ، ٱلصِّحَّةَ ٱلْجَيِّدَةَ، وَٱلْحَيَاةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلسَّعِيدَةَ. وَلكِنْ فَجْأَةً حَلَّتْ بِهِ ثَلَاثُ مَصَائِبَ ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى. فَقَدْ خَسِرَ ثَرْوَتَهُ بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا. ثُمَّ هَبَّتْ عَاصِفَةٌ غَيْرُ ٱعْتِيَادِيَّةٍ أَوْدَتْ بِحَيَاةِ كُلِّ أَوْلَادِهِ. بُعَيْدَ ذلِكَ، أُصِيبَ بِمَرَضٍ رَهِيبٍ إِذْ غَطَّتِ ٱلدَّمَامِلُ جِسْمَهُ كُلَّهُ. أَنْتَ تَعْرِفُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ هُوَ أَيُّوبُ، شَخْصِيَّةٌ بَارِزَةٌ فِي ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهُ. — ايوب، الاصحاحان ١ و ٢.
٢ تَحَسَّرَ أَيُّوبُ قَائِلًا: «يَا لَيْتَنِي كَمَا فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلْقَمَرِيَّةِ ٱلسَّالِفَةِ». (ايوب ٣:٣؛ ٢٩:٢) فَعِنْدَمَا تَحِلُّ ٱلنَّكْبَةُ، مَنْ لَا يَتُوقُ إِلَى ٱلْأَيَّامِ ٱلسَّالِفَةِ؟! كَانَ أَيُّوبُ يَعِيشُ فِي مَا مَضَى حَيَاةً هَانِئَةً وَكَأَنَّهُ بِمَنْأًى عَنِ ٱلْبَلِيَّةِ. وَقَدِ ٱحْتَرَمَهُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْبَارِزُونَ وَطَلَبُوا مَشُورَتَهُ. (ايوب ٢٩:٥-١١) وَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ شَخْصًا ثَرِيًّا، فَقَدْ تَبَنَّى نَظْرَةً مُتَّزِنَةً إِلَى ٱلْمَالِ. (ايوب ٣١:٢٤، ٢٥، ٢٨) وَعِنْدَمَا كَانَ يَرَى أَرَامِلَ أَوْ أَيْتَامًا مُحْتَاجِينَ، كَانَ يَمُدُّ إِلَيْهِمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ. (ايوب ٢٩:١٢-١٦) كَمَا أَنَّهُ بَقِيَ أَمِينًا لِزَوْجَتِهِ. — ايوب ٣١:١، ٩، ١١.
٣ مَاذَا كَانَتْ نَظْرَةُ يَهْوَه إِلَى أَيُّوبَ؟
٣ كَانَ مَسْلَكُ حَيَاةِ أَيُّوبَ بِلَا لَوْمٍ لِأَنَّهُ كَانَ عَابِدًا للّٰهِ. فَقَدْ قَالَ يَهْوَه عَنْهُ: «لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ، رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ، يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ». (ايوب ١:١، ٨) وَلكِنْ رَغْمَ ٱسْتِقَامَتِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ، نَغَّصَتِ ٱلْمَصَائِبُ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ. فَفَقَدَ كُلَّ مَا عَمِلَ جَاهِدًا لِيَحْصُلَ عَلَيْهِ، وَٱمْتَحَنَ ٱلْأَلَمُ وَٱلْمُعَانَاةُ وَٱلْإِحْبَاطُ قُدْرَتَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.
٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُسَاعِدِ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مِحْنَةِ أَيُّوبَ؟
٤ طَبْعًا، لَيْسَ أَيُّوبُ خَادِمَ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي نَزَلَتْ بِهِ ٱلنَّكَبَاتُ. فَمَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُعَانُونَ كَمَا عَانَى هُوَ. لِذلِكَ هُنَالِكَ سُؤَالَانِ جَدِيرَانِ بِأَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِمَا: كَيْفَ يُمْكِنُ لِلتَّفْكِيرِ فِي مِحْنَةِ أَيُّوبَ أَنْ يُسَاعِدَنَا عِنْدَمَا تَحِلُّ بِنَا ٱلْمَصَائِبُ؟ وَكَيْفَ تُعَلِّمُنَا هذِهِ ٱلْمِحْنَةُ أَنْ نَكُونَ أَكْثَرَ تَعَاطُفًا مَعَ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ٱلْمَصَاعِبَ؟
قَضِيَّةُ وَلَاءٍ وَٱمْتِحَانُ ٱسْتِقَامَةٍ
٥ بِحَسَبِ ٱدِّعَاءِ ٱلشَّيْطَانِ، لِمَاذَا كَانَ أَيُّوبُ يَخْدُمُ ٱللّٰهَ؟
٥ إِنَّ مَا مَرَّ بِهِ أَيُّوبُ فَرِيدٌ مِنْ نَوْعِهِ. فَدُونَ عِلْمٍ مِنْهُ، كَانَ إِبْلِيسُ قَدْ شَكَّكَ فِي ٱلدَّافِعِ ٱلَّذِي يَجْعَلُهُ يَخْدُمُ ٱللّٰهَ. فَعِنْدَمَا لَفَتَ يَهْوَه ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى صِفَاتِ أَيُّوبَ ٱلرَّائِعَةِ فِي تَجَمُّعٍ لِلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ، أَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ: «أَمَا سَيَّجْتَ أَنْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ؟». وَبِذلِكَ ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ دَافِعَ أَيُّوبَ — وَبِٱلتَّالِي دَافِعَ كُلِّ خُدَّامِ ٱللّٰهِ — هُوَ أَنَانِيٌّ. ثُمَّ قَالَ ٱلشَّيْطَانُ لِيَهْوَه: «مُدَّ يَدَكَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ». — ايوب ١:٨-١١.
٦ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ مُهِمَّةٍ أَنْشَأَهَا ٱلشَّيْطَانُ؟
٦ كَانَتْ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ مُهِمَّةً. فَٱلشَّيْطَانُ تَحَدَّى قَدِيمًا طَرِيقَةَ يَهْوَه فِي مُمَارَسَةِ سُلْطَانِهِ. فَهَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ حَقًّا أَنْ يَحْكُمَ ٱللّٰهُ ٱلْكَوْنَ بِٱلْمَحَبَّةِ؟ أَمْ إِنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ عِنْدَ ٱلْبَشَرِ هِيَ ٱلَّتِي تَنْتَصِرُ دَائِمًا، كَمَا لَمَّحَ ٱلشَّيْطَانُ؟ سَمَحَ يَهْوَه لِإِبْلِيسَ أَنْ يُقْحِمَ أَيُّوبَ فِي قَضِيَّةٍ شَكَّلَتْ سَابِقَةً، وَقَدْ كَانَ وَاثِقًا مِنِ ٱسْتِقَامَةِ وَوَلَاءِ خَادِمِهِ. وَهكَذَا، فَإِنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ ٱلْمَصَائِبَ بِأَيُّوبَ بِهذَا ٱلتَّتَابُعِ ٱلسَّرِيعِ. وَعِنْدَمَا فَشِلَ فِي هَجَمَاتِهِ ٱلْأُولَى، ضَرَبَ أَيُّوبَ بِمَرَضٍ مُؤْلِمٍ. فَقَدِ ٱدَّعَى قَائِلًا: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ». — ايوب ٢:٤.
٧ كَيْفَ يَكُونُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ مُعَرَّضِينَ لِمِحَنٍ مُمَاثِلَةٍ لِمِحَنِ أَيُّوبَ؟
٧ فِي حِينِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا يَتَعَذَّبُونَ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ، فَهُمْ يَتَعَرَّضُونَ لِضِيقَاتٍ شَتَّى. فَكَثِيرُونَ يُوَاجِهُونَ ٱلِٱضْطِهَادَ أَوِ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْعَائِلِيَّةَ. وَيَرْزَحُ ٱلْبَعْضُ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱلْمَشَقَّاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ أَوِ ٱلْمَرَضِ. كَمَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ يُضَحُّونَ بِحَيَاتِهِمْ فِي سَبِيلِ إِيمَانِهِمْ. طَبْعًا، لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ شَخْصِيًّا يُسَبِّبُ كُلَّ مُصِيبَةٍ تَحِلُّ بِنَا. فَبَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ قَدْ تَكُونُ فِي ٱلْوَاقِعِ نَتِيجَةَ أَخْطَائِنَا أَوْ عَامِلِ ٱلْوِرَاثَةِ. (غلاطية ٦:٧) وَجَمِيعُنَا مُعَرَّضُونَ لِمَشَاكِلِ ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُوضِحُ أَنَّ يَهْوَه فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ لَا يَحْمِي خُدَّامَهُ عَجَائِبِيًّا مِنْ هذِهِ ٱلْمَشَقَّاتِ. — جامعة ٩:١١.
٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَغِلَّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا؟
٨ مَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَا يُسَبِّبُ لَنَا كُلَّ هذِهِ ٱلضِّيقَاتِ، فَهُوَ يَسْتَغِلُّهَا لِتَقْوِيضِ إِيمَانِنَا. مَثَلًا، ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّهُ أُعْطِيَ «شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ، مَلَاكًا لِلشَّيْطَانِ»، لِيَسْتَمِرَّ فِي ‹لَطْمِهِ›. (٢ كورنثوس ١٢:٧) وَسَوَاءٌ كَانَتْ هذِهِ مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً، كَضُعْفِ ٱلْبَصَرِ، أَوْ مُشْكِلَةً أُخْرَى، فَقَدْ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ بِإِمْكَانِهِ ٱسْتِغْلَالُهَا وَٱسْتِغْلَالُ ٱلتَّثَبُّطِ ٱلنَّاتِجِ عَنْهَا لِيَجْعَلَهُ يَخْسَرُ فَرَحَهُ وَيَتَخَلَّى عَنِ ٱسْتِقَامَتِهِ. (امثال ٢٤:١٠) كَمَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ يُحَرِّضُ أَفْرَادَ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ رُفَقَاءَ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ حَتَّى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلدِّكْتَاتُورِيَّةَ عَلَى ٱضْطِهَادِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ بِطَرِيقَةٍ مَا.
٩ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تُفَاجِئَنَا ٱلشَّدَائِدُ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادُ؟
٩ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلصُّمُودُ فِي وَجْهِ هذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ؟ بِٱعْتِبَارِهَا فُرْصَةً لِلْبُرْهَانِ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه وَإِذْعَانَنَا لِسُلْطَانِهِ لَا يَتَزَعْزَعَانِ. (يعقوب ١:٢-٤) فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مَشَاكِلَ، فَإِنَّ إِدْرَاكَ أَهَمِّيَّةِ وَلَائِنَا للّٰهِ سَيُسَاعِدُنَا لِنُحَافِظَ عَلَى ٱتِّزَانِنَا ٱلرُّوحِيِّ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لَا تَتَحَيَّرُوا مِنَ ٱلنَّارِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ فِي مَا بَيْنَكُمُ، ٱلَّتِي تُصِيبُكُمْ لِأَجْلِ ٱمْتِحَانِكُمْ، وَكَأَنَّ أَمْرًا غَرِيبًا يَحِلُّ بِكُمْ». (١ بطرس ٤:١٢) وَأَوْضَحَ بُولُسُ: «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ للّٰهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا». (٢ تيموثاوس ٣:١٢) فَٱلشَّيْطَانُ مَا زَالَ يُشَكِّكُ فِي ٱسْتِقَامَةِ شُهُودِ يَهْوَه، كَمَا فَعَلَ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُكَثِّفُ جُهُودَهُ لِلْهُجُومِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. — رؤيا ١٢:٩، ١٧.
فَهْمٌ خَاطِئٌ وَنَصِيحَةٌ رَدِيئَةٌ
١٠ أَيَّةُ نَاحِيَةٍ سَلْبِيَّةٍ كَانَتْ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ؟
١٠ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ، كَانَتْ هُنَالِكَ نَاحِيَةٌ سَلْبِيَّةٌ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ تَجَنُّبُهَا. فَهُوَ لَمْ يَعْرِفْ لِمَاذَا تَنْزِلُ بِهِ ٱلنَّكَبَاتُ. وَقَدِ ٱسْتَنْتَجَ خَطَأً أَنَّ «يَهْوَه أَعْطَى، وَيَهْوَه أَخَذَ». (ايوب ١:٢١) فَلَرُبَّمَا سَعَى ٱلشَّيْطَانُ عَمْدًا أَنْ يُعْطِيَ أَيُّوبَ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ سَبَبُ بَلْوَاهُ.
١١ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَيُّوبَ عِنْدَمَا حَلَّتْ بِهِ ٱلْمَصَائِبُ؟
١١ رَغْمَ أَنَّ أَيُّوبَ رَفَضَ أَنْ يَلْعَنَ ٱللّٰهَ كَمَا حَثَّتْهُ زَوْجَتُهُ، لكِنَّهُ تَثَبَّطَ كَثِيرًا. (ايوب ٢:٩، ١٠) فَقَدْ قَالَ: ‹اَلْأَشْرَارُ مُزْدَهِرُونَ وَحَالُهُمْ أَفْضَلُ مِنِّي›. (ايوب ٢١:٧-٩) وَلَا بُدَّ أَنَّهُ تَسَاءَلَ: ‹لِمَاذَا يُعَاقِبُنِي ٱللّٰهُ؟›. حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَتَمَنَّى ٱلْمَوْتَ أَحْيَانًا. عَبَّرَ قَائِلًا: «لَيْتَكَ تُوَارِينِي فِي شِيُولَ، وَتُخْفِينِي إِلَى أَنْ يَرْتَدَّ غَضَبُكَ». — ايوب ١٤:١٣.
١٢، ١٣ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ فِي أَيُّوبَ مَشُورَةُ أَصْحَابِهِ ٱلثَّلَاثَةِ؟
١٢ كَانَ لَدَى أَيُّوبَ ثَلَاثَةُ أَصْحَابٍ، وَقَدْ أَتَوْا لِزِيَارَتِهِ مُدَّعِينَ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ «يَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ». (ايوب ٢:١١) وَلكِنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُمْ «مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ». (ايوب ١٦:٢) فَأَيُّوبُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ أَصْدِقَاءَ يَشْكُو إِلَيْهِمْ هَمَّهُ، إِلَّا أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةَ زَادُوا مِنْ شُعُورِهِ بِٱلِٱضْطِرَابِ وَٱلْإِحْبَاطِ. — ايوب ١٩:٢؛ ٢٦:٢.
١٣ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ أَيُّوبَ رُبَّمَا تَسَاءَلَ: ‹لِمَاذَا أَنَا؟ مَاذَا فَعَلْتُ لِأَسْتَحِقَّ هذِهِ ٱلْمَصَائِبَ؟›. لكِنَّ أَصْحَابَهُ قَدَّمُوا لَهُ أَسْبَابًا مُضَلِّلَةً تَمَامًا. فَقَدِ ٱفْتَرَضُوا أَنَّهُ هُوَ مَنْ جَلَبَ هذِهِ ٱلْمُعَانَاةَ عَلَى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً. سَأَلَ أَلِيفَازُ: «مَنْ هَلَكَ وَهُوَ بَرِيءٌ؟». ثُمَّ قَالَ: «بِحَسَبِ مَا رَأَيْتُ، إِنَّ ٱلَّذِينَ يُدَبِّرُونَ ٱلْأَذِيَّةَ وَيَزْرَعُونَ ٱلْمَتَاعِبَ هُمْ يَحْصُدُونَهَا». — ايوب ٤:٧، ٨.
١٤ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ ٱلْمُعَانَاةَ هِيَ نَتِيجَةُ ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ؟
١٤ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَحْصُدُ ٱلْمَشَاكِلَ إِذَا زَرَعْنَا لِلْجَسَدِ بَدَلًا مِنْ أَنْ نَزْرَعَ لِلرُّوحِ. (غلاطية ٦:٧، ٨) وَلكِنْ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ، يُمْكِنُ أَنْ تَنْشَأَ ٱلْمَشَاكِلُ كَيْفَمَا تَصَرَّفْنَا. كَمَا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْأَبْرِيَاءَ لَا تَحِلُّ بِهِمِ ٱلْمَصَائِبُ. فَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلَّذِي كَانَ ‹غَيْرَ مُدَنَّسٍ، مُنْفَصِلًا عَنِ ٱلْخُطَاةِ› مَاتَ مِيتَةً فَظِيعَةً عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ. وَٱلرَّسُولُ يَعْقُوبُ مَاتَ شَهِيدًا. (عبرانيين ٧:٢٦؛ اعمال ١٢:١، ٢) وَٱلتَّحْلِيلُ ٱلْخَاطِئُ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ أَلِيفَازُ وَصَاحِبَاهُ دَفَعَ أَيُّوبَ إِلَى ٱلدِّفَاعِ عَنْ صِيتِهِ ٱلْجَيِّدِ وَٱلْإِصْرَارِ عَلَى بَرَاءَتِهِ. لكِنَّ ٱدِّعَاءَاتِهِمِ ٱلْعَنِيدَةَ أَنَّ أَيُّوبَ يَسْتَحِقُّ مَا يُعَانِيهِ رُبَّمَا أَثَّرَتْ فِي نَظْرَتِهِ إِلَى عَدْلِ ٱللّٰهِ. — ايوب ٣٤:٥؛ ٣٥:٢.
نَيْلُ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلضِّيقِ
١٥ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمُعَانَاةِ؟
١٥ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ دَرْسًا مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ؟ قَدْ يَبْدُو مِنَ ٱلظُّلْمِ أَنْ نُعَانِيَ ٱلْمَآسِيَ أَوِ ٱلْمَرَضَ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادَ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يُفْلِتُونَ مِنْهَا. (مزمور ٧٣:٣-١٢) وَلكِنْ يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْمُهِمَّيْنِ: ‹هَلْ تَدْفَعُنِي مَحَبَّتِي للّٰهِ إِلَى خِدْمَتِهِ مَهْمَا حَدَثَ؟ وَهَلْ أَتُوقُ أَنْ أُزَوِّدَ يَهْوَه «بِجَوَابٍ لِمَنْ يُعَيِّرُهُ»؟›. (امثال ٢٧:١١؛ متى ٢٢:٣٧) لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَسْمَحَ لِتَعْلِيقَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلطَّائِشَةِ أَنْ تَجْعَلَنَا نَشُكُّ فِي أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. قَالَتْ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ أَمِينَةٌ صَارَعَتْ مَرَضًا مُزْمِنًا طَوَالَ سَنَوَاتٍ: «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ مَهْمَا سَمَحَ بِهِ يَهْوَه، فَإِنِّي قَادِرَةٌ عَلَى ٱحْتِمَالِهِ. فَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ سَيُعْطِينِي ٱلْقُدْرَةَ ٱللَّازِمَةَ. وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ دَائِمًا».
١٦ كَيْفَ تُزَوِّدُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ؟
١٦ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ فِي وَضْعٍ أَفْضَلَ مِنْ وَضْعِ أَيُّوبَ لِأَنَّنَا نَفْهَمُ أَسَالِيبَ ٱلشَّيْطَانِ. «فَنَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ» ٱلشِّرِّيرَةَ. (٢ كورنثوس ٢:١١) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، لَدَيْنَا وَفْرَةٌ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ. فَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَجِدُ رِوَايَاتٍ عَنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ أُمَنَاءَ تَحَمَّلُوا كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلْمَشَقَّاتِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلَّذِي قَاسَى أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ: «كُلُّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا، حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ». (روما ١٥:٤) مَثَلًا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، قَايَضَ شَاهِدٌ مِنْ أُورُوبا كَانَ مَسْجُونًا بِسَبَبِ إِيمَانِهِ حِصَصَ ٱلطَّعَامِ طَوَالَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِكِتَابٍ مُقَدَّسٍ. يَقُولُ: «كَمْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْمُقَايَضَةُ مُكَافِئَةً! فَرَغْمَ جُوعِي ٱلْجَسَدِيِّ، نِلْتُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي دَعَمَنِي أَنَا وَٱلْآخَرِينَ فِي تَجَارِبِنَا خِلَالَ تِلْكَ ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُضْطَرِبَةِ. وَمَا زِلْتُ أَحْتَفِظُ بِهذَا ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَتَّى ٱلْيَوْمِ».
١٧ أَيَّةُ تَدَابِيرَ إِلهِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٧ إِضَافَةً إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، لَدَيْنَا مُسَاعِدَاتٌ عَدِيدَةٌ عَلَى فَهْمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُزَوِّدُنَا بِٱلْإِرْشَادِ ٱلسَّلِيمِ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ. فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَى فَهْرَسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، فَسَتَجِدُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱخْتِبَارًا عَنْ مَسِيحِيٍّ عَانَى مِحْنَةً مُمَاثِلَةً لِمِحْنَتِكَ. (١ بطرس ٥:٩) وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَيْضًا أَنْ تُنَاقِشَ مُشْكِلَتَكَ مَعَ شُيُوخٍ مُتَعَاطِفِينَ أَوْ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ آخَرِينَ. وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّهُ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَكَيْفَ قَاوَمَ بُولُسُ «لَطْمَ» ٱلشَّيْطَانِ؟ بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى قُدْرَةِ ٱللّٰهِ. (٢ كورنثوس ١٢:٩، ١٠) كَتَبَ: «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ». — فيلبي ٤:١٣.
١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَدِّمُوا ٱلتَّشْجِيعَ ٱلْقَيِّمَ؟
١٨ بِمَا أَنَّ ٱلْمُسَاعَدَةَ مُتَاحَةٌ لَكَ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَرَدَّدَ فِي طَلَبِهَا. يَقُولُ أَحَدُ ٱلْأَمْثَالِ: «إِنْ تَثَبَّطْتَ فِي يَوْمِ ٱلشِّدَّةِ، ضَاقَتْ قُوَّتُكَ». (امثال ٢٤:١٠) فَتَمَامًا كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَوِّضَ ٱلنَّمْلُ ٱلْأَبْيَضُ بَيْتًا خَشَبِيًّا، يُمْكِنُ لِلتَّثَبُّطِ أَنْ يُقَوِّضَ ٱسْتِقَامَةَ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَلِتَفَادِي هذَا ٱلْخَطَرِ، يُزَوِّدُنَا يَهْوَه بِٱلدَّعْمِ مِنْ خِلَالِ رُفَقَائِنَا ٱلْخُدَّامِ. مَثَلًا، تَرَاءَى مَلَاكٌ لِيَسُوعَ وَقَوَّاهُ لَيْلَةَ ٱعْتِقَالِهِ. (لوقا ٢٢:٤٣) وَعِنْدَمَا كَانَ بُولُسُ مُسَافِرًا إِلَى رُومَا كَسَجِينٍ، «شَكَرَ ٱللّٰهَ وَتَشَجَّعَ» عِنْدَمَا ٱلْتَقَى ٱلْإِخْوَةَ فِي سَاحَةِ سُوقِ أَبِّيُوسَ وَٱلْخَانَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ. (اعمال ٢٨:١٥) وَلَا تَزَالُ شَاهِدَةٌ أَلْمَانِيَّةٌ تَتَذَكَّرُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلَّتِي نَالَتْهَا عِنْدَ وُصُولِهَا إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ رَڤنسْبروك حِينَ كَانَتْ مُرَاهِقَةً يَتَمَلَّكُهَا ٱلْخَوْفُ. تَتَذَكَّرُ: «فَوْرًا، عَثَرَتْ عَلَيَّ إِحْدَى ٱلشَّاهِدَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ وَرَحَّبَتْ بِي تَرْحِيبًا حَارًّا». وَتُتَابِعُ قَائِلَةً: «اِعْتَنَتْ بِي أُخْتٌ أَمِينَةٌ أُخْرَى وَصَارَتْ بِمَثَابَةِ أُمٍّ رُوحِيَّةٍ لِي».
«كُنْ أَمِينًا»
١٩ مَاذَا سَاعَدَ أَيُّوبَ عَلَى إِحْبَاطِ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٩ وَصَفَ يَهْوَه أَيُّوبَ بِأَنَّهُ رَجُلٌ «مُتَمَسِّكٌ بِٱسْتِقَامَتِهِ». (ايوب ٢:٣) فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مُثَبَّطًا وَلَمْ يَفْهَمْ سَبَبَ مُعَانَاتِهِ، لَمْ يَتَرَدَّدْ قَطُّ فِي قَضِيَّةِ ٱلْوَلَاءِ ٱلْمُهِمَّةِ. فَقَدْ أَبَى أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ أَهَمِّ شَيْءٍ لَدَيْهِ فِي ٱلْحَيَاةِ. قَالَ: «حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي». — ايوب ٢٧:٥.
٢٠ لِمَاذَا ٱلِٱحْتِمَالُ يُجْدِي نَفْعًا؟
٢٠ نَحْنُ أَيْضًا سَيُسَاعِدُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلتَّصْمِيمِ عَيْنِهِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا مَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ — سَوَاءٌ كُنَّا نُوَاجِهُ ٱلتَّجَارِبَ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةَ أَوِ ٱلشَّدَائِدَ. قَالَ يَسُوعُ لِلْجَمَاعَةِ فِي سِمِيرْنَا: «لَا تَخَفْ مِمَّا أَنْتَ مُوشِكٌ أَنْ تُعَانِيَ. هَا إِنَّ إِبْلِيسَ يُلْقِي ٱلْبَعْضَ مِنْكُمْ فِي ٱلسِّجْنِ لِكَيْ تُمْتَحَنُوا كَامِلًا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ [مَشَاكِلُ أَوْ أَلَمٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ] عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ، فَأُعْطِيَكَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ». — رؤيا ٢:١٠.
٢١، ٢٢ أَيُّ أَمْرٍ تُعَزِّينَا مَعْرِفَتُهُ عِنْدَ ٱحْتِمَالِ ٱلضِّيقِ؟
٢١ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلَّذِي يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ، سَيُمْتَحَنُ ٱحْتِمَالُنَا وَٱسْتِقَامَتُنَا. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ مَا مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ مِنَ ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَٱلْأَمْرُ ٱلْمُهِمُّ هُوَ أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ. وَقَالَ بُولُسُ إِنَّ ‹ٱلضِّيقَ وَجِيزٌ› فِي حِينِ أَنَّ ‹ٱلْمَجْدَ›، أَوِ ٱلْمُكَافَأَةَ ٱلَّتِي يَعِدُنَا يَهْوَه بِهَا، هُوَ ‹أَعْظَمُ جِدًّا وَأَبَدِيٌّ›. (٢ كورنثوس ٤:١٧، ١٨) حَتَّى ٱلضِّيقُ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ أَيُّوبُ كَانَ وَجِيزًا وَوَقْتِيًّا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ سَنَوَاتِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَدِيدَةِ ٱلَّتِي عَاشَهَا قَبْلَ مِحْنَتِهِ وَبَعْدَهَا. — ايوب ٤٢:١٦.
٢٢ رَغْمَ ذلِكَ، قَدْ تَمُرُّ أَوْقَاتٌ فِي حَيَاتِنَا يَبْدُو فِيهَا أَنَّ مِحَنَنَا لَنْ تَنْتَهِيَ وَعَذَابَنَا لَا يُحْتَمَلُ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنَتَأَمَّلُ فِي دُرُوسٍ أُخْرَى عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ نَتَعَلَّمُهَا مِنِ ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ. كَمَا أَنَّنَا سَنَسْتَعْرِضُ طَرَائِقَ يُمْكِنُنَا بِوَاسِطَتِهَا أَنْ نُقَوِّيَ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلشَّدَائِدَ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• أَيَّةُ قَضِيَّةٍ رَئِيسِيَّةٍ أَنْشَأَهَا ٱلشَّيْطَانُ تَتَعَلَّقُ بِٱسْتِقَامَةِ أَيُّوبَ؟
• لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تُفَاجِئَنَا ٱلشَّدَائِدُ؟
• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
[الصور في الصفحة ٢٣]
اَلْقِيَامُ بِٱلْبَحْثِ، ٱلتَّحَدُّثُ مَعَ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ، وَٱلْبَوْحُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِنَا فِي ٱلصَّلَاةِ هِيَ أُمُورٌ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ