مقالة الدرس ٢
«غيِّروا شَكلَكُم بِتَغييرِ ذِهنِكُم»
«غيِّروا شَكلَكُم بِتَغييرِ ذِهنِكُم، لِتتَبَيَّنوا بِالاختِبارِ ما هي مَشيئَةُ اللّٰهِ الصَّالِحَة المَقبولَة الكامِلَة». — رو ١٢:٢.
التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ علِّمني
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١-٢ ماذا يجِبُ أن نستَمِرَّ في فِعلِهِ بَعدَ المَعمودِيَّة؟ أوضِح.
كم مَرَّةً تُنَظِّفُ بَيتَك؟ طَبعًا، حينَ انتَقَلتَ إلَيه، نظَّفتَهُ تَنظيفًا شامِلًا. ولكنْ ماذا سيَحدُثُ إذا أهمَلتَهُ بَعدَ ذلِك؟ سيَتَجَمَّعُ فيهِ بِسُرعَةٍ الغُبارُ والأوساخ. فكَي تُبقِيَ بَيتَكَ مُرَتَّبًا، يجِبُ أن تُنَظِّفَهُ بِاستِمرار.
٢ بِشَكلٍ مُماثِل، يجِبُ أن نجتَهِدَ دائِمًا لِنُحافِظَ على تَفكيرِنا وشَخصِيَّتِنا المَسيحِيَّة. طَبعًا، قَبلَ أن نعتَمِد، قُمنا بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة في حَياتِنا «لِنُطَهِّرَ ذَواتِنا مِن كُلِّ دَنَسِ الجَسَدِ والرُّوح». (٢ كو ٧:١) ولكنْ يجِبُ أن نستَمِرَّ في ذلِك، انسِجامًا مع وَصِيَّةِ الرَّسولِ بُولُس: «تجَدَّدوا». (أف ٤:٢٣) ولِمَ نحتاجُ أن نستَمِرَّ في بَذلِ جُهدِنا؟ كَي لا نتَأثَّرَ «بِغُبارِ وأوساخِ» هذا العالَم، ونصيرَ بِسُرعَةٍ نَجِسينَ أمامَ يَهْوَه. فكَي نبقى «مُرَتَّبينَ» في نَظَرِه، يجِبُ أن ننتَبِهَ دائِمًا لِتَفكيرِنا ورَغَباتِنا وشَخصِيَّتِنا.
إستَمِرَّ في «تَغييرِ ذِهنِك»
٣ ماذا يعني أن ‹نُغَيِّرَ› ذِهنَنا؟ (روما ١٢:٢)
٣ ماذا يعني أن ‹نُغَيِّرَ› ذِهنَنا أو طَريقَةَ تَفكيرِنا؟ (إقرأ روما ١٢:٢.) بِاللُّغَةِ الأصلِيَّة، تعني هذِهِ الكَلِمَةُ أيضًا أن «نُجَدِّدَ» تَفكيرَنا. إذًا، لا يكفي أن نُزَيِّنَ حَياتَنا بِبَعضِ الأعمالِ الجَيِّدَة، بل يلزَمُ أن نقومَ بِتَغييراتٍ جَذرِيَّة فيها. ونَحنُ لا نفعَلُ ذلِك مَرَّةً واحِدَة فَقَط، بل بِاستِمرار. فيَجِبُ أن نظَلَّ نفحَصُ نَفْسَنا، ونقومُ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة لِنعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه.
٤ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي لا يُؤَثِّرَ العالَمُ على تَفكيرِنا؟
٤ حينَ نصيرُ كامِلين، لن نستَصعِبَ أن نُرضِيَ يَهْوَه في كُلِّ شَيء. أمَّا الآن، فيَلزَمُ أن نستَمِرَّ في بَذلِ الجُهدِ لِنُرضِيَه. وفي رُومَا ١٢:٢، ربَطَ بُولُس بَينَ تَغييرِ تَفكيرِنا وسَعيِنا لِنتَأكَّدَ ما هي مَشيئَةُ اللّٰه. فبَدَلَ أن نستَسلِمَ لِتَأثيرِ هذا العالَم، يجِبُ أن نفحَصَ نَفْسَنا لِنتَأكَّدَ أنَّنا نتبَعُ تَفكيرَ اللّٰهِ في كُلِّ أهدافِنا وقَراراتِنا.
٥ كَيفَ نفحَصُ نَفْسَنا على ضَوءِ ٢ بُطْرُس ٣:١٢؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
٥ مَثَلًا، يُريدُ يَهْوَه مِنَّا أن ‹نُبقِيَ دائِمًا في بالِنا حُضورَ يَومِه›. (٢ بط ٣:١٢) لِذا، جَيِّدٌ أن يسألَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹هل تُظهِرُ طَريقَةُ حَياتي أنِّي مُقتَنِعٌ أنَّ النِّهايَةَ قَريبَةٌ جِدًّا؟ هل تُظهِرُ قَراراتي بِخُصوصِ التَّعليمِ والعَمَلِ أنِّي أضَعُ خِدمَةَ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتي؟ هل أثِقُ أنَّ يَهْوَه سيُؤَمِّنُ لي ولِعائِلَتي حاجاتِنا، أم أقلَقُ دائِمًا بِخُصوصِ هذِهِ الحاجات؟›. تخَيَّلْ كم سيَفرَحُ يَهْوَه حينَ يرانا نجتَهِدُ لِنتبَعَ مَشيئَتَهُ دائِمًا. — مت ٦:٢٥-٢٧، ٣٣؛ في ٤:١٢، ١٣.
٦ ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ بِاستِمرار؟
٦ إذًا، يلزَمُ أن نفحَصَ تَفكيرَنا بِاستِمرار، ثُمَّ نقومَ بِالتَّعديلاتِ اللَّازِمَة. أوصى بُولُس المَسيحِيِّينَ في كُورِنْثُوس: «داوِموا على امتِحانِ أنفُسِكُم هل أنتُم في الإيمان، داوِموا على اختِبارِ أنفُسِكُم». (٢ كو ١٣:٥) وكَي نكونَ «في الإيمان»، لا يكفي أن نحضُرَ بَعضَ الاجتِماعاتِ ونُبَشِّرَ مِن وَقتٍ إلى آخَر. بل يجِبُ أن ينسَجِمَ تَفكيرُنا ورَغَباتُنا ودَوافِعُنا مع مَشيئَةِ اللّٰه. لِذلِك يجِبُ أن نستَمِرَّ في ‹تَغييرِ ذِهنِنا›. فعلَينا أن نقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰه، نتَعَلَّمَ أن نُفَكِّرَ مِثلَه، ثُمَّ نقومَ بِالتَّعديلاتِ اللَّازِمَة في حَياتِنا. — ١ كو ٢:١٤-١٦.
‹إلبَسِ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة›
٧ حَسَبَ أفَسُس ٤:٣١، ٣٢، ماذا علَينا أن نفعَلَ أيضًا، ولِمَ قد نستَصعِبُ ذلِك؟
٧ إقرأ أفسس ٤:٣١، ٣٢. بِالإضافَةِ إلى تَغييرِ تَفكيرِنا، علَينا أن ‹نلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة›. (أف ٤:٢٤) وهذا يتَطَلَّبُ مِنَّا أن نبذُلَ الجُهدَ في عِدَّةِ مَجالات. مَثَلًا، يجِبُ أن نجتَهِدَ لِنتَغَلَّبَ على صِفاتٍ مِثلِ الحِقد، الغَضَب، والكُره. ولِمَ قد نستَصعِبُ ذلِك؟ لِأنَّ هذِهِ الصِّفاتِ قد تكونُ جُزءًا مِن طَبعِنا. مَثَلًا يذكُرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ بَعضَ الأشخاصِ ‹عَصَبِيِّينَ› و ‹يَميلونَ بِطَبعِهِم إلى الغَضَب›. (أم ٢٩:٢٢) لِذا كَي نتَغَلَّبَ على صِفاتٍ كهذِه، يلزَمُ أن نظَلَّ نبذُلُ جُهدَنا، حتَّى بَعدَ المَعمودِيَّة. وهذا ما يُظهِرُهُ الاختِبارُ التَّالي.
٨-٩ مِثلَما يُظهِرُ اختِبارُ سْتِيفِن، لِمَ يجِبُ أن نُحارِبَ بِاستِمرارٍ الصِّفاتِ السَّيِّئَة؟
٨ كانَ أخٌ اسْمُهُ سْتِيفِن عَصَبِيًّا جِدًّا. يُخبِر: «حتَّى بَعدَ مَعمودِيَّتي، وجَبَ علَيَّ أن أبذُلَ جُهدًا لِأُسَيطِرَ على أعصابي. مَثَلًا، ذاتَ مَرَّةٍ فيما كُنَّا نُبَشِّرُ مِن بَيتٍ إلى بَيت، لحِقتُ بِرَجُلٍ سرَقَ الرَّادِيو مِن سَيَّارَتي. لكنَّهُ ألقاهُ أرضًا وفرَّ هارِبًا حينَ أوشَكتُ على الإمساكِ به. فعُدتُ وأخبَرتُ مَن كانوا معي في الخِدمَةِ كَيفَ استَرجَعتُ الرَّادِيو. فسألَني أحَدُ الشُّيوخ: ‹سْتِيفِن، ماذا كُنتَ ستفعَلُ لَو أمسَكتَ به؟›. لقدْ دفَعَني هذا السُّؤالُ إلى التَّفكيرِ في تَصَرُّفي والعَمَلِ على تَنمِيَةِ صِفَةِ السَّلام».b
٩ إذًا، حتَّى بَعدَما نظُنُّ أنَّنا تغَلَّبنا على صِفَةٍ سَيِّئَة، قد تظهَرُ علَينا مِن جَديد. فهل حصَلَ هذا معك؟ لا تَيأسْ وتشعُرْ أنَّكَ شَخصٌ سَيِّئ. فحتَّى الرَّسولُ بُولُس قال: «حينَما أُريدُ أن أفعَلَ ما هو صَواب، يكونُ ما هو رَديءٌ حاضِرًا عِندي». (رو ٧:٢١-٢٣) فكُلُّنا ناقِصون، ويَلزَمُ أن نُحارِبَ بِاستِمرارٍ الصِّفاتِ السَّيِّئَة. فمِثلَما يلزَمُ أن نُنَظِّفَ بَيتَنا بِاستِمرارٍ كَي لا يتَجَمَّعَ فيهِ الغُبارُ والأوساخ، يلزَمُ أن نظَلَّ نبذُلُ جُهدَنا كَي نبقى طاهِرين. وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟
١٠ كَيفَ نُحارِبُ الصِّفاتِ السَّيِّئَة؟ (١ يوحنا ٥:١٤، ١٥)
١٠ صلِّ إلى يَهْوَه بِخُصوصِ الصِّفاتِ الَّتي تُحارِبُها، وثِقْ أنَّهُ سيَسمَعُكَ ويُساعِدُك. (إقرأ ١ يوحنا ٥:١٤، ١٥.) طَبعًا، لن يُزيلَ يَهْوَه هذِهِ الصِّفاتِ بِعَجيبَة، لكنَّهُ سيُقَوِّيكَ كَي لا تستَسلِمَ في حَربِكَ ضِدَّها. (١ بط ٥:١٠) وأنتَ بِدَورِك، علَيكَ أن تعمَلَ بِانسِجامٍ مع صَلَواتِك. فلا تُغَذِّ الصِّفاتِ والرَّغَباتِ الخاطِئَة المُرتَبِطَة بِالشَّخصِيَّةِ القَديمَة. مَثَلًا، لا تقرَأْ قِصَصًا أو تُشاهِدْ أفلامًا أو بَرامِجَ تِلِفِزيونِيَّة تُشَجِّعُ على الصِّفاتِ الَّتي تُحارِبُها. ولا تظَلَّ تُفَكِّرُ في الرَّغَباتِ الخاطِئَة. — في ٤:٨؛ كو ٣:٢.
١١ كَيفَ نلبَسُ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة؟
١١ بَعدَما خلَعتَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة، مُهِمٌّ أن تلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة. وكَيفَ تفعَلُ ذلِك؟ إسعَ لِتتَعَلَّمَ عن صِفاتِ يَهْوَه وتتَمَثَّلَ بها. (أف ٥:١، ٢) مَثَلًا، حينَ تقرَأُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ قِصَّةً تُظهِرُ غُفرانَ يَهْوَه، اسألْ نَفْسَك: ‹هل أُسامِحُ غَيري؟›. وحينَ تقرَأُ كَيفَ يحِنُّ يَهْوَه على الَّذينَ يمُرُّونَ بِظُروفٍ صَعبَة، اسألْ نَفْسَك: ‹هل أحِنُّ على الإخوَةِ المُحتاجينَ وأُساعِدُهُم؟›. وهكَذا، ستُغَيِّرُ تَفكيرَك فيما تلبَسُ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة. فاستَمِرَّ في ذلِك، واصبِرْ على نَفْسِك.
١٢ كَيفَ ساعَدَ الكِتابُ المُقَدَّسُ سْتِيفِن أن يتَغَيَّر؟
١٢ نجَحَ سْتِيفِن تَدريجِيًّا في أن يلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة. يُخبِر: «مُنذُ مَعمودِيَّتي، واجَهتُ عَدَدًا مِنَ المَواقِفِ الاستِفزازِيَّة. لكنِّي تعَلَّمتُ أن أُديرَ ظَهري لِمَن يُحاوِلونَ إغاظَتي أو أن أجِدَ طَريقَةً أُخرى لِلتَّخفيفِ مِن حِدَّةِ المَوقِف. وقدْ مدَحَتني زَوجَتي وآخَرونَ أيضًا لِأنِّي سَيطَرتُ على أعصابي. حتَّى أنا تفاجَأتُ بِنَفْسي! لكنَّ الفَضلَ لا يعودُ إلَيَّ بل إلى الكِتابِ المُقَدَّس».
إستَمِرَّ في مُحارَبَةِ الرَّغَباتِ الخاطِئَة
١٣ ماذا يُساعِدُنا أن نفعَلَ الصَّواب؟ (غلاطية ٥:١٦)
١٣ إقرأ غلاطية ٥:١٦. فيما نبذُلُ جُهدَنا لِنفعَلَ الصَّواب، يُعطينا يَهْوَه بِكَرَمٍ روحَهُ القُدُسَ لِيُساعِدَنا. فحينَ ندرُسُ كَلِمَتَه، نسمَحُ لِروحِهِ أن يُؤَثِّرَ فينا. أيضًا، حينَ نحضُرُ الاجتِماعات، يعمَلُ فينا روحُ اللّٰهِ القُدُس. ففي الاجتِماعات، نقضي الوَقتَ مع إخوَةٍ يجتَهِدونَ مِثلَنا لِيَفعَلوا الصَّواب، وهذا يُشَجِّعُنا. (عب ١٠:٢٤، ٢٥؛ ١٣:٧) وحينَ نُصَلِّي إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَنا أن نُحارِبَ ضَعفًا مُعَيَّنًا، يُعطينا روحَهُ القُدُسَ لِيُقَوِّيَنا. طَبعًا، عِندَما نتبَعُ روتينًا روحِيًّا كهذا، قد لا تزولُ رَغَباتُنا الخاطِئَة. لكنَّ هذا الرُّوتينَ الرُّوحِيَّ سيُساعِدُنا أن لا نستَسلِمَ لها ونفعَلَ الخَطَأ. فغَلَاطِيَة ٥:١٦ تقولُ إنَّ الَّذينَ يمشونَ بِحَسَبِ تَوجيهِ الرُّوحِ ‹لا يَفعَلونَ أبَدًا ما يَشتَهيهِ الجَسَد›.
١٤ لِمَ مُهِمٌّ أن نسعى لِنُنَمِّيَ الرَّغَباتِ الجَيِّدَة؟
١٤ مُهِمٌّ أن نُحافِظَ على روتينِنا الرُّوحِيّ، ونسعى لِنُنَمِّيَ الرَّغَباتِ الجَيِّدَة. فلَدَينا عَدُوٌّ لا يستَسلِم: الرَّغَباتُ الخاطِئَة. فحتَّى بَعدَ المَعمودِيَّة، قد نرغَبُ أن نفعَلَ أشياءَ خاطِئَة مِثلَ المُقامَرَة، إساءَةِ استِعمالِ الكُحول، ومُشاهَدَةِ المَوادِّ الإباحِيَّة. (أف ٥:٣، ٤) يقولُ أخٌ شابّ: «المِثلِيَّةُ هي مِن أصعَبِ الرَّغَباتِ الَّتي أُحارِبُها. في البِدايَة، اعتَقَدتُ أنَّها مَرحَلَةٌ وسَتنتَهي. لكنَّ هذِهِ المَشاعِرَ لا تزالُ تُزعِجُني». فهل تستَصعِبُ أن تتَخَلَّصَ مِن بَعضِ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟ ماذا سيُساعِدُكَ في هذِهِ الحالَة؟
١٥ لِمَ نتَشَجَّعُ بِأنَّ إخوَةً آخَرينَ يُحارِبونَ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
١٥ الرَّغَباتُ الخاطِئَة هي عَدُوٌّ ماكِر. ولكنْ فيما تُحارِبُها، تذَكَّرْ أنَّكَ لَستَ وَحدَك. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «لم تُصِبْكُم تَجرِبَةٌ إلَّا ما هو مَعهودٌ عِندَ النَّاس». (١ كو ١٠:١٣أ) لاحِظْ أنَّ هذِهِ العِبارَةَ كانَت مُوَجَّهَةً إلى الإخوَةِ والأخَواتِ في كُورِنْثُوس. وبَعضُهُم كانوا زُناة، مِثلِيِّين، أو سِكِّيرين. (١ كو ٦:٩-١١) فهل تعتَقِدُ أنَّهُم لم يُحارِبوا أيَّ رَغَباتٍ خاطِئَة بَعدَ مَعمودِيَّتِهِم؟ هذا مُستَحيل. صَحيحٌ أنَّهُم كانوا جَميعًا مَسيحِيِّينَ مُختارين، لكنَّهُم كانوا أيضًا بَشَرًا ناقِصين. فلا شَكَّ أنَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة أزعَجَتهُم مِن وَقتٍ إلى آخَر. أفَلا يُشَجِّعُكَ ذلِك؟ تذَكَّرْ إذًا أنَّ إخوَةً آخَرينَ يُحارِبونَ مِثلَكَ الرَّغَباتِ الخاطِئَة. وهذا يُؤَكِّدُ لكَ أنَّكَ تقدِرُ أن تُحافِظَ على ‹إيمانٍ ثابِت. فمِثلَما تَعرِف، إخوَتُكَ في كُلِّ العالَمِ يُعانونَ أيضًا الآلامَ نَفْسَها›. — ١ بط ٥:٩.
١٦ أيُّ تَفكيرٍ يجِبُ أن نتَجَنَّبَه، ولِماذا؟
١٦ لا تُفَكِّرْ أبَدًا أنَّكَ تُحارِبُ مُشكِلَةً هائِلَة لن يقدِرَ أحَدٌ أن يفهَمَها. فعِندَئِذٍ، ستَيأسُ وتستَسلِمُ في حَربِكَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة. على العَكس، تذَكَّرْ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يقول: «اللّٰهُ أمين، ولن يدَعَكُم تُجَرَّبونَ فَوقَ ما تستَطيعونَ تَحَمُّلَه، بل سيَجعَلُ أيضًا معَ التَّجرِبَةِ المَنفَذَ لِتستَطيعوا احتِمالَها». (١ كو ١٠:١٣ب) لِذلِك، مَهما كانَتِ الرَّغبَةُ الخاطِئَة قَوِيَّة، فأنتَ تقدِرُ أن تتَغَلَّبَ علَيها. فبِمُساعَدَةِ يَهْوَه، تقدِرُ أن تفعَلَ الصَّواب.
١٧ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ حينَ تأتينا رَغبَةٌ خاطِئَة؟
١٧ إذًا، بِما أنَّنا ناقِصون، لا نقدِرُ أن نمنَعَ الرَّغَباتِ الخاطِئَة مِن أن تأتِيَنا. ولكنْ حينَ تأتيكَ رَغبَةٌ خاطِئَة، ارفُضْها فَورًا. تمَثَّلْ بِيُوسُف الَّذي هرَبَ بِسُرعَةٍ مِن زَوجَةِ فُوطِيفَار. (تك ٣٩:١٢) فلا تستَسلِمْ لِلرَّغَباتِ الخاطِئَة وتفعَلْ ما يشتَهيهِ الجَسَد.
إستَمِرَّ في بَذلِ الجُهد
١٨-١٩ ماذا يجِبُ أن نسألَ نَفْسَنا؟
١٨ لقدْ رأينا ماذا يعني أن ‹نُغَيِّرَ ذِهنَنا›. فيَجِبُ أن نجتَهِدَ دائِمًا لِنُفَكِّرَ ونتَصَرَّفَ بِانسِجامٍ مع مَشيئَةِ يَهْوَه. لِذا، يلزَمُ أن نفحَصَ نَفْسَنا بِاستِمرار. فلْيسألْ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹هل تُظهِرُ تَصَرُّفاتي أنِّي مُقتَنِعٌ أنَّ النِّهايَةَ قَريبَةٌ جِدًّا؟ هل أتَقَدَّمُ في لُبسِ الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة؟ هل أتبَعُ تَوجيهَ روحِ يَهْوَه في حَياتي، ولا أفعَلُ ما يشتَهيهِ الجَسَد؟›.
١٩ حينَ تفحَصُ نَفْسَك، لاحِظِ التَّقَدُّمَ الَّذي حقَّقتَه، ولا تتَوَقَّعْ مِن نَفْسِكَ الكَمال. وماذا لَو وجَدتَ أنَّكَ بِحاجَةٍ أن تتَحَسَّن؟ لا تَيأس، بل طبِّقِ النَّصيحَةَ في فِيلِبِّي ٣:١٦: «مَهْما كانَ التَّقَدُّمُ الَّذي حَقَّقناه، فلْنُتابِعِ السَّيرَ في نَفْسِ الطَّريق». وفيما تجتَهِدُ دائِمًا لِتُغَيِّرَ تَفكيرَك، ثِقْ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُ الجُهودَ الَّتي تبذُلُها.
التَّرنيمَة ٣٦ «صُنْ قَلبَك»
a في القَرنِ الأوَّل، نصَحَ الرَّسولُ بُولُس المَسيحِيِّينَ أن ينتَبِهوا كَي لا يُؤَثِّرَ عالَمُ الشَّيْطَان على تَفكيرِهِم وتَصَرُّفاتِهِم. وهذِهِ النَّصيحَةُ مُهِمَّةٌ لنا اليَوم. فيَلزَمُ أن ننتَبِهَ كَي لا يُؤَثِّرَ علَينا هذا العالَمُ الشِّرِّيرُ بِأيِّ شَكلٍ مِنَ الأشكال. لِذا، نحتاجُ أن نُعَدِّلَ تَفكيرَنا دائِمًا لِيَنسَجِمَ مع مَشيئَةِ اللّٰه. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ نفعَلُ ذلِك.
b أُنظُرْ مَقالَة «عِشتُ حَياةً ولا أسوَأ» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١ تَمُّوز (يُولْيُو) ٢٠١٥.
c وصف الصورة: أخ شاب يختار بين الجامعة والخدمة كامل الوقت.