الفصل ١٠
مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلشَّيَاطِينِ؟
١ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى ٱلْمَلَائِكَةِ؟
يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى عَائِلَتِهِ، وَٱلْمَلَائِكَةُ جُزْءٌ مِنْهَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُسَمِّيهِمْ «بَنِي ٱللّٰهِ». (ايوب ٣٨:٧) فَمَاذَا نَعْرِفُ عَنْهُمْ؟ مَا هُوَ عَمَلُهُمْ؟ كَيْفَ سَاعَدُوا ٱلْبَشَرَ فِي ٱلْمَاضِي؟ وَهَلْ يُسَاعِدُونَنَا ٱلْيَوْمَ؟ — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٨.
٢ مَنْ خَلَقَ ٱلْمَلَائِكَةَ؟ وَكَمْ عَدَدُهُمْ؟
٢ تُخْبِرُنَا ٱلْآيَةُ فِي كُولُوسِّي ١:١٦ أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ يَسُوعَ ثُمَّ خَلَقَ مَا «فِي ٱلسَّمٰوَاتِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ»، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْمَلَائِكَةُ. وَكَمْ عَدَدُهُمْ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ هُنَاكَ مِئَاتِ ٱلْمَلَايِينِ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ. — مزمور ١٠٣:٢٠؛ رؤيا ٥:١١.
٣ مَاذَا تُخْبِرُنَا ٱلْآيَةُ فِي أَيُّوب ٣٨:٤-٧ عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ؟
٣ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ ٱلْمَلَائِكَةَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ ٱلْأَرْضَ. وَكَيْفَ شَعَرُوا عِنْدَمَا رَأَوُا ٱلْأَرْضَ؟ يُخْبِرُنَا سِفْرُ أَيُّوبَ أَنَّهُمْ فَرِحُوا كَثِيرًا. فَٱلْمَلَائِكَةُ كَانُوا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ كَعَائِلَةٍ مُوَحَّدَةٍ. — ايوب ٣٨:٤-٧.
اَلْمَلَائِكَةُ يُسَاعِدُونَ خُدَّامَ ٱللّٰهِ
٤ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يَهْتَمُّونَ لِأَمْرِ ٱلْبَشَرِ؟
٤ يَهْتَمُّ ٱلْمَلَائِكَةُ لِأَمْرِ ٱلْبَشَرِ وَيُحِبُّونَ أَنْ يَعْرِفُوا كَيْفَ سَيُحَقِّقُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ. (امثال ٨:٣٠، ٣١؛ ١ بطرس ١:١١، ١٢) وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ حَزِنُوا جِدًّا عِنْدَمَا تَمَرَّدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَى يَهْوَهَ. وَطَبْعًا يَحْزَنُونَ أَكْثَرَ ٱلْيَوْمَ عِنْدَمَا يَرَوْنَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْبَشَرِ لَا يُطِيعُونَ يَهْوَهَ. لٰكِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ عِنْدَمَا يَتُوبُ شَخْصٌ مَا وَيَرْجِعُ إِلَى ٱللّٰهِ. (لوقا ١٥:١٠) وَٱلْمَلَائِكَةُ يَهْتَمُّونَ كَثِيرًا لِأَمْرِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ. وَهُوَ يُرْسِلُهُمْ لِيُسَاعِدُوا وَيَحْمُوا خُدَّامَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (عبرانيين ١:٧، ١٤) لِنَرَ أَمْثِلَةً عَلَى ذٰلِكَ.
٥ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْمَلَائِكَةُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي؟
٥ عِنْدَمَا أَرَادَ يَهْوَهُ أَنْ يُدَمِّرَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، أَرْسَلَ مَلَاكَيْنِ لِيُخَلِّصَا حَيَاةَ لُوطٍ وَعَائِلَتِهِ. (تكوين ١٩:١٥، ١٦) وَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، عِنْدَمَا رُمِيَ ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ إِلَى ٱلْأُسُودِ، «أَرْسَلَ [ٱللّٰهُ] مَلَاكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ ٱلْأُسُودِ» كَيْ لَا تُؤْذِيَ دَانِيَالَ. (دانيال ٦:٢٢) وَلَاحِقًا، حَرَّرَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ مِنَ ٱلسِّجْنِ. (اعمال ١٢:٦-١١) كَمَا أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ سَاعَدُوا يَسُوعَ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. مَثَلًا، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ «ٱلْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَخْدُمُ» يَسُوعَ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ. (مرقس ١:١٣) وَقَبْلَ مَوْتِهِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، ظَهَرَ لَهُ مَلَاكٌ وَ «قَوَّاهُ». — لوقا ٢٢:٤٣.
٦ (أ) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يُسَاعِدُونَ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُجِيبُ عَنْهُمَا ٱلْآنَ؟
٦ فِي أَيَّامِنَا، لَمْ يَعُدِ ٱلْمَلَائِكَةُ يَظْهَرُونَ لِلْبَشَرِ. مَعَ ذٰلِكَ، مَا زَالَ يَهْوَهُ يَسْتَخْدِمُهُمْ لِيُسَاعِدُوا خُدَّامَهُ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «مَلَاكُ يَهْوَهَ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ». (مزمور ٣٤:٧) وَلٰكِنْ لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْحِمَايَةِ؟ لِأَنَّ هُنَاكَ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ يُرِيدُونَ أَنْ يُؤْذُونَا. فَمَنْ هُمْ؟ وَكَيْفَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُؤْذُونَا؟ كَيْ نُجِيبَ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ، يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا حَصَلَ بَعْدَمَا خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ.
أَعْدَاءٌ لَا نَرَاهُمْ
٧ كَيْفَ أَثَّرَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلْبَشَرِ؟
٧ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٣ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَلَائِكَةِ تَمَرَّدَ عَلَى ٱللّٰهِ وَأَرَادَ أَنْ يَعْبُدَهُ ٱلنَّاسُ. وَٱسْمُ هٰذَا ٱلْمَلَاكِ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ. (رؤيا ١٢:٩) وَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَرَّدَ ٱلْبَشَرُ أَيْضًا عَلَى ٱللّٰهِ. وَتَمَكَّنَ فِي ٱلْمَاضِي أَنْ يَخْدَعَ حَوَّاءَ، وَهُوَ لَا يَزَالُ يَخْدَعُ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ. لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ، مِثْلَ هَابِيلَ وَأَخْنُوخَ وَنُوحٍ، بَقُوا طَائِعِينَ لِيَهْوَهَ. — عبرانيين ١١:٤، ٥، ٧.
٨ (أ) كَيْفَ صَارَ بَعْضُ ٱلْمَلَائِكَةِ شَيَاطِينَ أَوْ أَبَالِسَةً؟ (ب) مَاذَا فَعَلَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَشْرَارُ كَيْ لَا يَمُوتُوا فِي ٱلطُّوفَانِ؟
٨ فِي أَيَّامِ نُوحٍ، تَمَرَّدَ بَعْضُ ٱلْمَلَائِكَةِ وَتَرَكُوا ٱلسَّمَاءَ لِيَعِيشُوا كَبَشَرٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَتَزَوَّجُوا بَنَاتِ ٱلنَّاسِ. (اقرإ التكوين ٦:٢.) لٰكِنَّ هٰذَا خَطَأٌ. (يهوذا ٦) وَمُعْظَمُ ٱلنَّاسِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ صَارُوا فَاسِدِينَ وَعَنِيفِينَ مِثْلَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَشْرَارِ. فَجَلَبَ يَهْوَهُ طُوفَانًا عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيَقْضِيَ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلْأَشْرَارِ. لٰكِنَّهُ خَلَّصَ خُدَّامَهُ ٱلطَّائِعِينَ. (تكوين ٧:١٧، ٢٣) وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَشْرَارِ؟ عَادُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ كَيْ لَا يَمُوتُوا فِي ٱلطُّوفَانِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُسَمِّيهِمْ شَيَاطِينَ أَوْ أَبَالِسَةً. فَهُمُ ٱخْتَارُوا أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلشَّيْطَانِ، وَصَارَ هُوَ رَئِيسًا عَلَيْهِمْ. — متى ٩:٣٤.
٩ (أ) مَاذَا حَصَلَ عِنْدَمَا عَادَ ٱلشَّيَاطِينُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟ (ب) مَاذَا سَنَرَى ٱلْآنَ؟
٩ لَمْ يَقْبَلْ يَهْوَهُ ٱلشَّيَاطِينَ فِي عَائِلَتِهِ لِأَنَّهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ. (٢ بطرس ٢:٤) وَلَمْ يَعُودُوا قَادِرِينَ أَنْ يَعِيشُوا كَبَشَرٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَا يَزَالُونَ ‹يُضِلُّونَ›، أَيْ يَخْدَعُونَ، ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا. (رؤيا ١٢:٩؛ ١ يوحنا ٥:١٩) لِنَرَ كَيْفَ يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ. — اقرأ ٢ كورنثوس ٢:١١.
كَيْفَ يَخْدَعُ ٱلشَّيَاطِينُ ٱلنَّاسَ؟
١٠ كَيْفَ يَخْدَعُ ٱلشَّيَاطِينُ ٱلنَّاسَ؟
١٠ يَخْدَعُ ٱلشَّيَاطِينُ ٱلنَّاسَ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ. يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَامَلَ ٱلشَّخْصُ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ بِطَرِيقَةٍ مُبَاشِرَةٍ أَوْ مِنْ خِلَالِ شَخْصٍ آخَرَ، مِثْلِ وَسِيطٍ أَوْ طَبِيبٍ رُوحَانِيٍّ. وَٱلتَّعَامُلُ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ يُسَمَّى ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوصِينَا أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلشَّيَاطِينِ. (غلاطية ٥:١٩-٢١) لِمَاذَا؟ مِثْلَمَا يَسْتَعْمِلُ ٱلصَّيَّادُ فَخًّا لِيُمْسِكَ بِفَرِيسَتِهِ، يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيَاطِينُ خُدَعًا لِيُسَيْطِرُوا عَلَى ٱلنَّاسِ. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢٦.
١١ مَا هِيَ ٱلْعِرَافَةُ، وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَهَا؟
١١ يُحَاوِلُ ٱلشَّيَاطِينُ أَنْ يَخْدَعُوا ٱلنَّاسَ بِوَاسِطَةِ ٱلْعِرَافَةِ، أَيْ مَعْرِفَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَوِ ٱلْغَيْبِ مِنْ خِلَالِ قُوًى تَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ. وَتَشْمُلُ ٱلْعِرَافَةُ ٱلتَّنْجِيمَ، مُتَابَعَةَ ٱلْأَبْرَاجِ، ٱلتَّبْصِيرَ بِٱلْوَرَقِ، ٱسْتِعْمَالَ ٱلْكُرَةِ ٱلْبِلَّوْرِيَّةِ، قِرَاءَةَ ٱلْكَفِّ أَوِ ٱلْفَأْلِ، تَفْسِيرَ ٱلْأَحْلَامِ، قِرَاءَةَ ٱلْفِنْجَانِ، وَضَرْبَ ٱلرَّمْلِ وَٱلْمَنْدَلِ. وَيَظُنُّ كَثِيرُونَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ لَيْسَتْ مُؤْذِيَةً، لٰكِنَّهُمْ مُخْطِئُونَ. فَهِيَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ مُؤْذِيَةٌ جِدًّا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْعَرَّافِينَ يَتَعَامَلُونَ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ. فَهُوَ يُخْبِرُنَا فِي ٱلْأَعْمَال ١٦:١٦-١٨ عَنْ بِنْتٍ كَانَ «بِهَا رُوحُ شَيْطَانٍ يُمَكِّنُهَا مِنَ ٱلْعِرَافَةِ». وَعِنْدَمَا أَخْرَجَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذَا ٱلرُّوحَ مِنْهَا، لَمْ تَعُدْ تَقْدِرُ أَنْ تَتَنَبَّأَ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٢ (أ) لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ تُحَاوِلَ ٱلتَّكَلُّمَ مَعَ ٱلْمَوْتَى؟ (ب) لِمَاذَا لَا يُشَارِكُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي بَعْضِ ٱلْعَادَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْمَوْتَى؟
١٢ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيَاطِينُ طَرِيقَةً أُخْرَى لِيَخْدَعُوا ٱلنَّاسَ. فَهُمْ يُقْنِعُونَهُمْ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً فِي مَكَانٍ مَا، وَأَنَّهُمْ قَادِرُونَ أَنْ يُكَلِّمُونَا أَوْ يُسَاعِدُونَا أَوْ يُؤْذُونَا. لِذٰلِكَ عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ، يَذْهَبُ ٱلْبَعْضُ إِلَى وَسِيطٍ يَقُولُ إِنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمَوْتَى. وَقَدْ يُخْبِرُهُمْ مَعْلُومَاتٍ مُهِمَّةً عَنِ ٱلْمَيِّتِ أَوْ يُسْمِعُهُمْ صَوْتَهُ. (١ صموئيل ٢٨:٣-١٩) وَٱلْفِكْرَةُ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً فِي مَكَانٍ مَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلْكَثِيرِ مِنْ عَادَاتِ ٱلدَّفْنِ وَٱلْمَآتِمِ. وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلْعَادَاتُ ٱلصَّلَاةَ عَنْ رُوحِ ٱلْمَيِّتِ أَوْ لِرَاحَةِ نَفْسِهِ، إِحْيَاءَ ذِكْرَى مَوْتِهِ، ذَبْحَ ٱلْحَيَوَانَاتِ لِإِرْضَائِهِ، ٱلسَّهَرَ عَلَى جُثَّتِهِ، وَعَادَاتِ ٱلْحِدَادِ ٱلْمُتَطَرِّفَةَ. وَعِنْدَمَا يَرْفُضُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَتْبَعُوا هٰذِهِ ٱلْعَادَاتِ، رُبَّمَا يَنْتَقِدُهُمْ أَقَارِبُهُمْ وَجِيرَانُهُمْ أَوْ يُهِينُونَهُمْ أَوْ يَقْطَعُونَ عَلَاقَتَهُمْ بِهِمْ. لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَيْسُوا أَحْيَاءً فِي مَكَانٍ آخَرَ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُكَلِّمُونَا أَوْ يُؤْذُونَا. (مزمور ١١٥:١٧) فَٱنْتَبِهْ جَيِّدًا. لَا تُحَاوِلْ أَبَدًا أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمَوْتَى أَوِ ٱلشَّيَاطِينِ، وَلَا تُشَارِكْ فِي ٱلْعَادَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. — اقرإ التثنية ١٨:١٠، ١١؛ اشعيا ٨:١٩.
١٣ مَاذَا قَدِرَ آلَافُ ٱلْأَشْخَاصِ أَنْ يَفْعَلُوا؟
١٣ اَلشَّيَاطِينُ لَا يَخْدَعُونَ ٱلنَّاسَ فَقَطْ، بَلْ يُخِيفُونَهُمْ أَيْضًا. فَٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَقْضِي عَلَيْهِمْ بَعْدَ ‹زَمَانٍ قَصِيرٍ›. لِذٰلِكَ يَتَصَرَّفُونَ بِعُنْفٍ وَشَرَاسَةٍ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ. (رؤيا ١٢:١٢، ١٧) لٰكِنَّ آلَافَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَخَافُونَ مِنَ ٱلشَّيَاطِينِ لَمْ يَعُودُوا يَخَافُونَ مِنْهُمْ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟
كَيْفَ نُقَاوِمُ ٱلشَّيَاطِينَ وَنَتَحَرَّرُ مِنْ سَيْطَرَتِهِمْ؟
١٤ كَيْفَ نَتَحَرَّرُ مِنَ ٱلشَّيَاطِينِ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَدِيمًا؟
١٤ يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَيْفَ نُقَاوِمُ ٱلشَّيَاطِينَ وَنَتَحَرَّرُ مِنْ سَيْطَرَتِهِمْ. مَثَلًا، كَانَ ٱلْبَعْضُ فِي مَدِينَةِ أَفَسُسَ يَتَعَامَلُونَ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ لَا يُرْضِي ٱللّٰهَ. فَكَيْفَ تَحَرَّرُوا مِنْهُمْ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْفُنُونَ ٱلسِّحْرِيَّةَ جَمَعُوا كُتُبَهُمْ وَأَحْرَقُوهَا أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ». (اعمال ١٩:١٩) فَكَيْ يَصِيرُوا مَسِيحِيِّينَ، تَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ كُتُبِ ٱلسِّحْرِ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، كُلُّ شَخْصٍ يُرِيدُ أَنْ يَخْدُمَ يَهْوَهَ يَجِبُ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلشَّيَاطِينِ. مَثَلًا، هُنَاكَ كُتُبٌ وَمَجَلَّاتٌ وَأَفْلَامٌ وَمُوسِيقَى وَأَلْعَابٌ تَتَكَلَّمُ عَنْ أُمُورٍ فَوْقَ ٱلطَّبِيعَةِ وَتَجْعَلُ ٱلسِّحْرَ وَٱلشَّيَاطِينَ وَٱلْأَرْوَاحَ تَبْدُو مُسَلِّيَةً وَغَيْرَ مُؤْذِيَةٍ. كَمَا يَجِبُ أَنْ يَتَخَلَّصَ ٱلشَّخْصُ مِنْ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي يَعْتَقِدُ أَنَّهَا تَحْمِيهِ مِنَ ٱلشَّرِّ. — ١ كورنثوس ١٠:٢١.
١٥ أَيُّ أَمْرٍ آخَرَ يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَهُ كَيْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ؟
١٥ هَلْ كَانَ يَكْفِي أَنْ يُحْرِقَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي أَفَسُسَ كُتُبَ ٱلسِّحْرِ؟ كَلَّا. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ ذَكَرَ بَعْدَ سَنَوَاتٍ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي مُحَارَبَةِ «ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ». (افسس ٦:١٢) فَٱلشَّيَاطِينُ ظَلُّوا يُحَاوِلُونَ أَنْ يُؤْذُوهُمْ. فَمَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِذًا؟ قَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «اِحْمِلُوا تُرْسَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْكَبِيرَ، ٱلَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ». (افسس ٦:١٦) فَمِثْلَمَا يَحْمِي ٱلتُّرْسُ ٱلْجُنْدِيَّ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ، يَحْمِي ٱلْإِيمَانُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَعِنْدَمَا نَكُونُ وَاثِقِينَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْمِينَا، نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ. — متى ١٧:٢٠.
١٦ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ؟
١٦ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ؟ يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُلَّ يَوْمٍ وَنَتَعَلَّمَ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ لِيَحْمِيَنَا. وَإِذَا كَانَ إِيمَانُنَا بِيَهْوَهَ قَوِيًّا، فَلَنْ يَقْدِرَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ أَنْ يُؤْذُونَا. — ١ يوحنا ٥:٥.
١٧ مَاذَا يَحْمِينَا مِنَ ٱلشَّيَاطِينِ؟
١٧ أَوْصَى بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ: ‹دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ فِي كُلِّ مُنَاسَبَةٍ›. (افسس ٦:١٨) فَلِأَنَّهُمْ عَاشُوا فِي مَدِينَةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْأَرْوَاحِيَّةِ، كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَطْلُبُوا دَائِمًا حِمَايَةَ يَهْوَهَ. نَحْنُ أَيْضًا نَعِيشُ فِي عَالَمٍ مَلِيءٍ بِٱلْأَرْوَاحِيَّةِ. لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَحْمِيَنَا، وَنَسْتَعْمِلَ ٱسْمَهُ عِنْدَمَا نُصَلِّي. (اقرإ الامثال ١٨:١٠.) وَإِذَا طَلَبْنَا دَائِمًا مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ، فَسَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا بِٱلتَّأْكِيدِ. — مزمور ١٤٥:١٩؛ متى ٦:١٣.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ نَرْبَحُ ٱلْحَرْبَ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالٍ سَنُجِيبُ عَنْهُ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي؟
١٨ عِنْدَمَا نَتَخَلَّصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلشَّيَاطِينِ وَنَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ كَيْ يَحْمِيَنَا، نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ. فَلَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ مِنْهُمْ. (اقرأ يعقوب ٤:٧، ٨.) يَهْوَهُ أَقْوَى مِنْهُمْ بِكَثِيرٍ. وَهُوَ عَاقَبَهُمْ فِي أَيَّامِ نُوحٍ، وَسَيَقْضِي عَلَيْهِمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (يهوذا ٦) وَلَا نَنْسَ أَنَّنَا لَسْنَا وَحْدَنَا فِي ٱلْحَرْبِ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. فَيَهْوَهُ يَسْتَخْدِمُ مَلَائِكَتَهُ لِيَحْمُونَا. (٢ ملوك ٦:١٥-١٧) وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّنَا سَنَرْبَحُ هٰذِهِ ٱلْحَرْبَ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ. — ١ بطرس ٥:٦، ٧؛ ٢ بطرس ٢:٩.
١٩ وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ يُسَبِّبُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَذَى، فَلِمَاذَا لَمْ يَقْضِ يَهْوَهُ عَلَيْهِمْ بَعْدُ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.