مقالة الدرس ١٥
تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ لِتُحَافِظَ عَلَى سَلَامِكَ
«سَلَامُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ». — في ٤:٧.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١١٣ اَلسَّلَامُ نِعْمَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١-٢ لِمَاذَا شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلْقَلَقِ؟
شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلْقَلَقِ ٱلشَّدِيدِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَبَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ، كَانَ سَيَمُوتُ بِوَحْشِيَّةٍ عَلَى أَيْدِي أُنَاسٍ أَشْرَارٍ. لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ ٱلْأَمْرَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي شَغَلَ بَالَهُ. فَهُوَ أَحَبَّ أَبَاهُ كَثِيرًا وَأَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهُ. وَعَرَفَ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا لِيُسَاهِمَ فِي تَبْرِئَةِ ٱسْمِ يَهْوَهَ. أَيْضًا، أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ وَأَدْرَكَ أَنَّ رَجَاءَهُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ يَتَوَقَّفُ عَلَى بَقَائِهِ أَمِينًا حَتَّى آخِرِ حَيَاتِهِ.
٢ لٰكِنْ رَغْمَ هٰذَا ٱلضَّغْطِ ٱلشَّدِيدِ، شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلسَّلَامِ. قَالَ لِرُسُلِهِ: «سَلَامِي أُعْطِيكُمْ». (يو ١٤:٢٧) فَقَدِ ٱمْتَلَكَ «سَلَامَ ٱللّٰهِ»، أَيِ ٱلطُّمَأْنِينَةَ وَٱلْهُدُوءَ ٱللَّذَيْنِ يَشْعُرُ بِهِمَا ٱلشَّخْصُ نَتِيجَةَ عَلَاقَتِهِ ٱلْقَوِيَّةِ بِيَهْوَهَ. وَهٰذَا ٱلسَّلَامُ طَمْأَنَ قَلْبَ يَسُوعَ وَعَقْلَهُ. — في ٤:٦، ٧.
٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ طَبْعًا، لَا أَحَدَ مِنَّا سَيُوَاجِهُ ٱلضَّغْطَ ٱلَّذِي وَاجَهَهُ يَسُوعُ. لٰكِنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ سَيَمُرُّونَ بِضِيقَاتٍ. (مت ١٦:٢٤، ٢٥؛ يو ١٥:٢٠) وَمِثْلَ يَسُوعَ، نَحْنُ نَشْعُرُ بِٱلْقَلَقِ أَحْيَانًا. فَمَاذَا نَفْعَلُ كَيْ لَا يُسَيْطِرَ عَلَيْنَا ٱلْهَمُّ وَيُخَسِّرَنَا سَلَامَنَا؟ لِنُنَاقِشْ ثَلَاثَةَ أُمُورٍ قَامَ بِهَا يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَنَرَ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ.
يَسُوعُ صَلَّى بِٱسْتِمْرَارٍ
٤ اِنْسِجَامًا مَعَ ١ تَسَالُونِيكِي ٥:١٧، أَعْطِ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ صَلَّى مَرَّاتٍ عَدِيدَةً فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ حَيَاتِهِ.
٤ اقرأ ١ تسالونيكي ٥:١٧. صَلَّى يَسُوعُ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَعِنْدَمَا أَسَّسَ ذِكْرَى مَوْتِهِ، صَلَّى عَلَى ٱلْخُبْزِ وَٱلْخَمْرِ. (١ كو ١١:٢٣-٢٥) وَقَبْلَ أَنْ يَتْرُكَ ٱلْمَكَانَ حَيْثُ ٱحْتَفَلَ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ بِٱلْفِصْحِ، صَلَّى مَعَهُمْ. (يو ١٧:١-٢٦) وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي، صَلَّى أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. (مت ٢٦:٣٦-٣٩، ٤٢، ٤٤) حَتَّى إِنَّ آخِرَ كَلِمَاتٍ قَالَهَا قَبْلَ مَوْتِهِ كَانَتْ صَلَاةً إِلَى أَبِيهِ. (لو ٢٣:٤٦) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ بِخُصُوصِ كُلِّ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُهِمَّةِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ.
٥ لِمَاذَا ضَعُفَتْ شَجَاعَةُ ٱلرُّسُلِ؟
٥ وَٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ مَكَّنَ يَسُوعَ مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحْنَةِ. بِٱلْمُقَابِلِ، لَمْ يُدَاوِمِ ٱلرُّسُلُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ. فَضَعُفَتْ شَجَاعَتُهُمْ فِي سَاعَةِ ٱلِٱمْتِحَانِ. (مت ٢٦:٤٠، ٤١، ٤٣، ٤٥، ٥٦) نَحْنُ أَيْضًا، لَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ إِلَّا إِذَا ٱتَّبَعْنَا مِثَالَ يَسُوعَ وَ ‹صَلَّيْنَا بِٱسْتِمْرَارٍ›. وَلٰكِنْ مَاذَا نَطْلُبُ فِي صَلَوَاتِنَا؟
٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا؟
٦ جَيِّدٌ أَنْ نَطْلُبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ ‹يَزِيدَنَا إِيمَانًا›. (لو ١٧:٥؛ يو ١٤:١) وَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ سَيُجَرِّبُ كُلَّ أَتْبَاعِ يَسُوعَ. (لو ٢٢:٣١) وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا فِي وَجْهِ ٱلْمَشَاكِلِ؟ بَعْدَ أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ، يَدْفَعُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْمَوْضُوعَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. وَلِأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّهُ سَيُعَالِجُهُ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ، نَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ وَرَاحَةِ ٱلْبَالِ. — ١ بط ٥:٦، ٧.
٧ كَيْفَ يُفِيدُكَ مَا قَالَهُ رُوبِرْت؟
٧ إِذًا، تُمَكِّنُنَا ٱلصَّلَاةُ مِنَ ٱلْحِفَاظِ عَلَى سَلَامِنَا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مَشَاكِلَ. إِلَيْكَ مِثَالَ شَيْخٍ أَمِينٍ ٱسْمُهُ رُوبِرْت هُوَ ٱلْآنَ فِي ثَمَانِينِيَّاتِهِ. يَقُولُ: «سَاعَدَتْنِي ٱلنَّصِيحَةُ فِي فِيلِبِّي ٤:٦ وَ ٧ أَنْ أَتَحَمَّلَ صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً فِي حَيَاتِي. فَقَدْ خَسِرْتُ وَقْتِيًّا ٱمْتِيَازِي كَشَيْخٍ وَمَرَرْتُ بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ». فَكَيْفَ حَافَظَ رُوبِرْت عَلَى سَلَامِهِ؟ يُخْبِرُ: «حَالَمَا أَشْعُرُ بِٱلْقَلَقِ، أَبْدَأُ بِٱلصَّلَاةِ. وَحِينَ أُكَثِّرُ صَلَوَاتِي وَأَفْتَحُ قَلْبِي لِيَهْوَهَ، يَغْمُرُنِي شُعُورٌ قَوِيٌّ بِٱلسَّلَامِ».
يَسُوعُ بَشَّرَ بِغَيْرَةٍ
٨ حَسَبَ يُوحَنَّا ٨:٢٩، لِمَاذَا شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلسَّلَامِ؟
٨ اقرأ يوحنا ٨:٢٩. شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلسَّلَامِ حَتَّى تَحْتَ ٱلِٱضْطِهَادِ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ أَبَاهُ رَاضٍ عَنْهُ. فَهُوَ بَقِيَ طَائِعًا لَهُ فِي أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ. كَمَا أَنَّهُ أَحَبَّ أَبَاهُ وَعَاشَ حَيَاةً تَدُورُ حَوْلَ خِدْمَتِهِ. مَثَلًا، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ «عَامِلًا مَاهِرًا» إِلَى جَانِبِ ٱللّٰهِ. (ام ٨:٣٠) وَخِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، عَلَّمَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ أَبِيهِ بِغَيْرَةٍ. (مت ٦:٩؛ يو ٥:١٧) وَهٰذَا ٱلْعَمَلُ فَرَّحَ يَسُوعَ كَثِيرًا. — يو ٤:٣٤-٣٦.
٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱنْشِغَالُ بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا؟
٩ وَتَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، عَلَيْنَا أَنْ نُطِيعَ يَهْوَهَ وَنَنْشَغِلَ جِدًّا «بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ». (١ كو ١٥:٥٨) وَعِنْدَمَا نَجْتَهِدُ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ، لَا نَغْرَقُ فِي مَشَاكِلِنَا. (اع ١٨:٥) فَغَالِبًا مَا يُعَانِي ٱلنَّاسُ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ مَشَاكِلَ أَسْوَأَ مِنْ مَشَاكِلِنَا. لٰكِنْ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُونَ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ وَيُطَبِّقُوا وَصَايَاهُ، تَتَحَسَّنُ حَيَاتُهُمْ وَيَصِيرُونَ سُعَدَاءَ. وَكُلَّمَا رَأَيْنَا ذٰلِكَ يَحْدُثُ، زَادَتْ ثِقَتُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيَهْتَمُّ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا. وَتُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلثِّقَةُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا. هٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ أُخْتٌ قَضَتْ حَيَاتَهَا تُحَارِبُ ٱلْكَآبَةَ وَعَدَمَ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ. تُخْبِرُ: «عِنْدَمَا أَشْغَلُ نَفْسِي بِٱلْخِدْمَةِ، تَرْتَفِعُ مَعْنَوِيَّاتِي وَأُحِسُّ بِٱلسَّعَادَةِ. وَٱلسَّبَبُ بِرَأْيِي هُوَ أَنِّي حِينَ أَكُونُ فِي ٱلْخِدْمَةِ، أَشْعُرُ أَنِّي أَقْرَبُ مَا يُمْكِنُ إِلَى يَهْوَهَ».
١٠ كَيْفَ يُفِيدُكَ مَا قَالَتْهُ بْرِنْدَا؟
١٠ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ أَيْضًا مَعَ أُخْتٍ ٱسْمُهَا بْرِنْدَا. فَهِيَ وَٱبْنَتُهَا تُعَانِيَانِ مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ يُدْعَى ٱلتَّصَلُّبَ ٱلْمُتَعَدِّدَ. وَمَعَ أَنَّهَا مُقْعَدَةٌ وَطَاقَتُهَا مَحْدُودَةٌ، تُبَشِّرُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ حِينَ تَقْدِرُ. لٰكِنَّهَا غَالِبًا مَا تُبَشِّرُ بِكِتَابَةِ ٱلرَّسَائِلِ. تَقُولُ: «عِنْدَمَا تَقَبَّلْتُ ٱلْفِكْرَةَ أَنِّي لَنْ أُشْفَى فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ، ٱسْتَطَعْتُ أَنْ أُرَكِّزَ كَامِلًا عَلَى خِدْمَتِي. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱلْخِدْمَةُ تُسَاعِدُنِي أَلَّا أُفَكِّرَ فِي مَشَاكِلِي بَلْ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ أُبَشِّرُهُمْ. وَهِيَ تُذَكِّرُنِي دَائِمًا بِرَجَائِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ».
يَسُوعُ قَبِلَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ أَصْدِقَائِهِ
١١-١٣ (أ) كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلرُّسُلُ وَغَيْرُهُمْ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ لِيَسُوعَ؟ (ب) كَيْفَ أَثَّرَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَصْدِقَاءُ فِي يَسُوعَ؟
١١ طَوَالَ خِدْمَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، بَرْهَنَ ٱلرُّسُلُ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ لَهُ. فَقَدِ ٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَاتُ ٱلْأَمْثَال ١٨:٢٤: «يُوجَدُ صَدِيقٌ أَلْصَقُ مِنَ ٱلْأَخِ». وَيَسُوعُ أَعَزَّ أَصْدِقَاءَهُ هٰؤُلَاءِ. فَخِلَالَ خِدْمَتِهِ، لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِ. (يو ٧:٣-٥) حَتَّى أَقْرِبَاؤُهُ قَالُوا مَرَّةً «إِنَّهُ فَقَدَ عَقْلَهُ». (مر ٣:٢١) بِٱلْمُقَابِلِ، قَالَ يَسُوعُ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ إِنَّ رُسُلَهُ ‹ٱلْتَصَقُوا بِهِ فِي مِحَنِهِ›. — لو ٢٢:٢٨.
١٢ وَمَعَ أَنَّ ٱلرُّسُلَ خَيَّبُوا أَمَلَ يَسُوعَ أَحْيَانًا، لَمْ يُرَكِّزْ عَلَى أَخْطَائِهِمْ بَلْ عَلَى إِيمَانِهِمْ بِهِ. (مت ٢٦:٤٠؛ مر ١٠:١٣، ١٤؛ يو ٦:٦٦-٦٩) فَفِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ، قَالَ لِهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلْأُمَنَاءِ: «دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ، لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي». (يو ١٥:١٥) فَلَا شَكَّ أَنَّ أَصْدِقَاءَ يَسُوعَ كَانُوا مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ كَبِيرٍ لَهُ. وَدَعْمُهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ فَرَّحَ قَلْبَهُ كَثِيرًا. — لو ١٠:١٧، ٢١.
١٣ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلرُّسُلِ، كَانَ لَدَى يَسُوعَ أَصْدِقَاءُ آخَرُونَ. فَهُنَاكَ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ دَعَمُوهُ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ خِلَالَ خِدْمَتِهِ. فَٱلْبَعْضُ فَتَحُوا لَهُ بُيُوتَهُمْ. (لو ١٠:٣٨-٤٢؛ يو ١٢:١، ٢) وَآخَرُونَ سَافَرُوا مَعَهُ وَخَدَمُوهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِمْ. (لو ٨:٣) وَقَدْ كَسَبَ يَسُوعُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لِأَنَّهُ كَانَ صَدِيقًا حَقِيقِيًّا لَهُمْ. فَهُوَ سَاعَدَهُمْ وَلَمْ يَتَوَقَّعْ مِنْهُمُ ٱلْكَمَالَ. وَمَعَ أَنَّهُ كَامِلٌ، قَدَّرَ دَعْمَ أَصْدِقَائِهِ ٱلنَّاقِصِينَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ دَوْرَهُمْ كَانَ مُهِمًّا كَيْ يُحَافِظَ عَلَى سَلَامِهِ.
١٤-١٥ كَيْفَ نَبْنِي صَدَاقَاتٍ جَيِّدَةً، وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا أَصْدِقَاؤُنَا؟
١٤ وَٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ. وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِنَبْنِيَ صَدَاقَاتٍ جَيِّدَةً هِيَ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ. (مت ٧:١٢) مَثَلًا، يُشَجِّعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نُعْطِيَ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا لِلْآخَرِينَ، وَخُصُوصًا «لِمَنْ هُوَ مُحْتَاجٌ». (اف ٤:٢٨) هَلْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ يَحْتَاجُ إِلَى خِدْمَةٍ مَا؟ مَثَلًا، هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَشْتَرِيَ أَغْرَاضًا لِأَخٍ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَادِرَ بَيْتَهُ؟ أَوْ هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تُحَضِّرَ وَجْبَةَ طَعَامٍ لِعَائِلَةٍ إِمْكَانِيَّاتُهَا مَحْدُودَةٌ؟ وَإِذَا كُنْتَ تَعْرِفُ كَيْفَ تَسْتَعْمِلُ ®org.jw وَتَطْبِيقَ ®JW Library، فَهَلْ تُعَلِّمُ ٱلْآخَرِينَ فِي جَمَاعَتِكَ؟ عِنْدَمَا نَنْشَغِلُ كَامِلًا بِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ، غَالِبًا مَا نَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ. — اع ٢٠:٣٥.
١٥ أَيْضًا، يَدْعَمُنَا أَصْدِقَاؤُنَا ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ وَيُقَوُّونَنَا لِنُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا. فَمِثْلَمَا أَصْغَى أَلِيهُو إِلَى أَيُّوبَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ مَصَائِبِهِ، يُصْغِي إِلَيْنَا أَصْدِقَاؤُنَا بِصَبْرٍ حِينَ نَفْتَحُ لَهُمْ قُلُوبَنَا. (اي ٣٢:٤) طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَتَوَقَّعُ مِنْهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا ٱلْقَرَارَاتِ نِيَابَةً عَنَّا. لٰكِنْ جَيِّدٌ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى نَصِيحَتِهِمِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (ام ١٥:٢٢) وَكَمَا قَبِلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ بِتَوَاضُعٍ مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِهِ، لَا يَجِبُ أَنْ تَمْنَعَنَا كِبْرِيَاؤُنَا أَنْ نَقْبَلَ مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِنَا. (٢ صم ١٧:٢٧-٢٩) فِعْلًا، ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ. — يع ١:١٧.
كَيْفَ تُحَافِظُ عَلَى سَلَامِكَ؟
١٦ بِحَسَبِ فِيلِبِّي ٤:٦، ٧، كَيْفَ نَنَالُ سَلَامَ ٱللّٰهِ؟ أَوْضِحْ.
١٦ اقرأ فيلبي ٤:٦، ٧. لِمَاذَا يَقُولُ يَهْوَهُ إِنَّنَا سَنَنَالُ سَلَامَهُ «بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ»؟ لِأَنَّنَا لَنْ نُحِسَّ بِٱلسَّلَامِ وَرَاحَةِ ٱلْبَالِ إِلَّا إِذَا فَهِمْنَا دَوْرَ يَسُوعَ فِي قَصْدِ ٱللّٰهِ وَآمَنَّا بِهِ. مَثَلًا، بِوَاسِطَةِ فِدْيَةِ يَسُوعَ تُغْفَرُ كُلُّ خَطَايَانَا. (١ يو ٢:١٢) وَهٰذَا يُرِيحُ ضَمِيرَنَا دُونَ شَكٍّ. وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَلِكُ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، فَسَيُزِيلُ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ لَنَا ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ. (اش ٦٥:١٧؛ ١ يو ٣:٨؛ رؤ ٢١:٣، ٤) وَهٰذَا يُعْطِينَا رَجَاءً رَائِعًا. وَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ أَوْكَلَ إِلَيْنَا تَعْيِينًا صَعْبًا، فَهُوَ مَعَنَا وَيَدْعَمُنَا فِي آخِرِ أَيَّامِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَهٰذَا يَزِيدُ شَجَاعَتَنَا. وَمِنْ دُونِ رَاحَةِ ٱلضَّمِيرِ وَٱلرَّجَاءِ وَٱلشَّجَاعَةِ، لَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّلَامِ.
١٧ (أ) كَيْفَ يُحَافِظُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَلَى سَلَامِهِ؟ (ب) حَسَبَ يُوحَنَّا ١٦:٣٣، كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّمَثُّلُ بِيَسُوعَ؟
١٧ إِذًا، كَيْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ. كَيْفَ؟ أَوَّلًا، نُصَلِّي بِٱسْتِمْرَارٍ. ثَانِيًا، نُطِيعُ يَهْوَهَ وَنُبَشِّرُ بِغَيْرَةٍ وَلَوْ كَانَ ذٰلِكَ صَعْبًا عَلَيْنَا. وَثَالِثًا، نَقْبَلُ مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِنَا. وَعِنْدَئِذٍ، يَحْرُسُ سَلَامُ ٱللّٰهِ قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا، وَنَتَغَلَّبُ مِثْلَ يَسُوعَ عَلَى أَيِّ مِحْنَةٍ نَمُرُّ بِهَا. — اقرأ يوحنا ١٦:٣٣.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤١ اِسْمَعْ صَلَاتِي
a كُلُّنَا نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ قَدْ تُخَسِّرُنَا سَلَامَنَا. فَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَيْهِ؟ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةَ أُمُورٍ قَامَ بِهَا يَسُوعُ لِيُحَافِظَ عَلَى سَلَامِهِ. وَسَنَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ.