هَلْ تَرَى ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ؟
«أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا». — ام ٤:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩٣، ٩٦
١، ٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُدَرِّبَ ٱلْآخَرِينَ؟
كَانَتِ ٱلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَمَلَ يَسُوعَ ٱلرَّئِيسِيَّ عَلَى ٱلْأَرْضِ. لٰكِنَّهُ صَرَفَ ٱلْوَقْتَ أَيْضًا فِي تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ لِيَكُونُوا رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ. (مت ١٠:٥-٧) وَمَعَ أَنَّ فِيلِبُّسَ كَانَ مَشْغُولًا جِدًّا بِٱلْكِرَازَةِ، دَرَّبَ بَنَاتِهِ ٱلْأَرْبَعَ لِيَكُنَّ مُبَشِّرَاتٍ مِثْلَهُ. (اع ٢١:٨، ٩) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، لَا يَزَالُ تَدْرِيبُ ٱلْآخَرِينَ حَاجَةً مُهِمَّةً. لِمَاذَا؟
٢ هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ جُدُدٌ كَثِيرُونَ غَيْرُ مُعْتَمِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَهٰؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَدْرِيبٍ. فَيَجِبُ أَنْ نُظْهِرَ لَهُمْ أَهَمِّيَّةَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ. كَمَا يَجِبُ أَنْ نُدَرِّبَهُمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ. وَفِي ٱلْجَمَاعَاتِ، يَحْتَاجُ ٱلْإِخْوَةُ إِلَى ٱلتَّدْرِيبِ لِيُصْبِحُوا خُدَّامًا مُسَاعِدِينَ وَشُيُوخًا. وَحِينَ يُعْطِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ لِلْجُدُدِ «تَعْلِيمًا صَالِحًا»، يُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يَتَقَدَّمُوا رُوحِيًّا. — ام ٤:٢.
عَلِّمِ ٱلْجُدُدَ كَيْفَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ
٣، ٤ (أ) كَيْفَ رَبَطَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بَيْنَ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلنَّجَاحِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ (ب) قَبْلَ أَنْ نُشَجِّعَ تَلَامِيذَنَا عَلَى ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، مَاذَا عَلَيْنَا نَحْنُ أَنْ نَفْعَلَ؟
٣ يَحْتَاجُ كُلُّ خَادِمٍ لِيَهْوَهَ أَنْ يَقْرَأَ وَيَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِيَعْرِفَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَوْضَحَ ذٰلِكَ لِلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي كُولُوسِّي حِينَ قَالَ لَهُمْ: «لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ لِأَجْلِكُمْ وَسَائِلِينَ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً». فَبِقِرَاءَةِ وَدَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، كَانُوا سَيَنَالُونَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْفَهْمَ لِيَعْرِفُوا كَيْفَ يَسِيرُونَ «كَمَا يَحِقُّ لِيَهْوَهَ بُغْيَةَ إِرْضَائِهِ كَامِلًا». وَهٰذَا سَيُسَاعِدُهُمْ أَيْضًا أَنْ يَنْجَحُوا «فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ»، وَخُصُوصًا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ. (كو ١:٩، ١٠) لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُوضِحَ لِتَلَامِيذِنَا أَنَّ قِرَاءَةَ وَدَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ يُفِيدَانِهِمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.
٤ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَعْرِفُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ مُقْتَنِعِينَ بِأَهَمِّيَّتِهِ. فَيَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَنَتَأَمَّلَ فِيهِ بِٱنْتِظَامٍ، وَهٰذَا سَيُفِيدُنَا فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا. مَثَلًا، حِينَ يَطْرَحُ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ أَسْئِلَةً صَعْبَةً، نَسْتَطِيعُ أَنْ نُعْطِيَهُ أَجْوِبَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَعِنْدَمَا نَقْرَأُ كَيْفَ دَاوَمَ أَشْخَاصٌ كَيَسُوعَ وَبُولُسَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ، نَتَشَجَّعُ وَنَسْتَمِرُّ فِي ٱلْكِرَازَةِ حَتَّى فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ. وَإِذَا أَخْبَرْنَا ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ مِنْ دَرْسِنَا ٱلشَّخْصِيِّ، نُشَجِّعُهُمْ أَنْ يَسْتَفِيدُوا هُمْ أَيْضًا مِنْ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِٱجْتِهَادٍ.
٥ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْجُدُدِ أَنْ يَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱنْتِظَامٍ؟
٥ قَدْ تَتَسَاءَلُ كَيْفَ تُدَرِّبُ تِلْمِيذَكَ أَنْ يَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱنْتِظَامٍ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ: عَلِّمْهُ كَيْفَ يُحَضِّرُ لِدَرْسِهِ مَعَكَ. اِقْتَرِحْ عَلَيْهِ أَنْ يَقْرَأَ أَجْزَاءً مِنْ مُلْحَقِ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ وَيَفْتَحَ ٱلْآيَاتِ ٱلْمَذْكُورَةَ. سَاعِدْهُ أَنْ يَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ لِيُشَارِكَ فِيهَا. شَجِّعْهُ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ عَدَدٍ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!. عَلِّمْهُ كَيْفَ يَجِدُ أَجْوِبَةً لِأَسْئِلَتِهِ بِٱسْتِخْدَامِ مَكْتَبَةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَوْ مَكْتَبَةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ. فَحِينَ يُجَرِّبُ تِلْمِيذُكَ هٰذِهِ ٱلْأَسَالِيبَ ٱلْمُخْتَلِفَةَ، يُصْبِحُ دَرْسُهُ ٱلشَّخْصِيُّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُمْتِعًا.
٦ (أ) كَيْفَ تُسَاعِدُ تِلْمِيذَكَ أَنْ يُنَمِّيَ فِي قَلْبِهِ مَحَبَّةً لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) مَاذَا سَيَفْعَلُ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حِينَ تَنْمُو مَحَبَّتُهُ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
٦ طَبْعًا، لَا يَجِبُ أَنْ نَضْغَطَ عَلَى ٱلتِّلْمِيذِ لِيَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيَدْرُسَهُ. بَدَلَ ذٰلِكَ، يُمْكِنُ أَنْ نُوضِحَ لَهُ كَيْفَ يَتَمَتَّعُ بِٱلدَّرْسِ بِٱسْتِخْدَامِ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي تُزَوِّدُهَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا نُسَاعِدُهُ أَنْ يُنَمِّيَ فِي قَلْبِهِ مَحَبَّةً لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، سَيَشْعُرُ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْمُخْلِصُ كَصَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي قَالَ: «اَلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ حَسَنٌ لِي. فِي ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ يَهْوَهَ جَعَلْتُ مَلْجَإِي». (مز ٧٣:٢٨) وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ سَيُسَاعِدُ تِلْمِيذًا كَهٰذَا، لِأَنَّهُ يَرْغَبُ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ.
دَرِّبِ ٱلْجُدُدَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ
٧ كَيْفَ دَرَّبَ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ طَرِيقَةِ تَدْرِيبِ يَسُوعَ لِرُسُلِهِ ٱلِـ ١٢. فَقَدْ أَخَذَهُمْ مَعَهُ عِنْدَمَا ذَهَبَ لِيَكْرِزَ، فَلَاحَظُوا أُسْلُوبَهُ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ. ثُمَّ أَعْطَاهُمْ إِرْشَادَاتٍ مُحَدَّدَةً بِشَأْنِ ٱلْكِرَازَةِ، كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٠ مِنْ مَتَّى.[١] وَبِٱتِّبَاعِ مِثَالِهِ، أَصْبَحُوا خِلَالَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مُعَلِّمِينَ مَاهِرِينَ. (مت ١١:١) فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ؟ لِنُنَاقِشْ مَجَالَيْنِ نُدَرِّبُ فِيهِمَا ٱلْجُدُدَ لِيَنْجَحُوا فِي ٱلْخِدْمَةِ.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ تَحَدَّثَ يَسُوعُ مَعَ ٱلنَّاسِ فِي خِدْمَتِهِ؟ (ب) كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْجُدُدَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِيَسُوعَ فِي حَدِيثِهِمْ مَعَ ٱلنَّاسِ؟
٨ اَلتَّحَدُّثُ مَعَ ٱلنَّاسِ. فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ، تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ مَعَ أَفْرَادٍ، وَكَانَ حَدِيثُهُ وُدِّيًّا وَلَطِيفًا. فَقَدْ أَجْرَى مَثَلًا مُحَادَثَةً شَيِّقَةً مَعَ ٱمْرَأَةٍ عِنْدَ بِئْرِ يَعْقُوبَ قُرْبَ مَدِينَةِ سُوخَارَ. (يو ٤:٥-٣٠) وَتَحَدَّثَ أَيْضًا مَعَ جَابِي ضَرَائِبَ ٱسْمُهُ مَتَّى، أَوْ لَاوِي. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَنَاجِيلَ لَا تَذْكُرُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ تِلْكَ ٱلْمُحَادَثَةِ، لٰكِنَّ مَتَّى قَبِلَ دَعْوَةَ يَسُوعَ لِيَكُونَ مِنْ أَتْبَاعِهِ. وَلَاحِقًا، أَقَامَ وَلِيمَةً فِي بَيْتِهِ، حَيْثُ تَحَدَّثَ يَسُوعُ مُطَوَّلًا إِلَى كَثِيرِينَ. — مت ٩:٩؛ لو ٥:٢٧-٣٩.
٩ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، تَحَدَّثَ يَسُوعُ إِلَى نَثَنَائِيلَ ٱلَّذِي كَانَتْ لَدَيْهِ نَظْرَةٌ سَلْبِيَّةٌ إِلَى أَهْلِ ٱلنَّاصِرَةِ. وَلِأَنَّ يَسُوعَ تَكَلَّمَ مَعَهُ بِطَرِيقَةٍ لَطِيفَةٍ، غَيَّرَ نَثَنَائِيلُ رَأْيَهُ فِي يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ وَرَغِبَ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلْمَزِيدَ مِنْهُ. (يو ١:٤٦-٥١) وَيُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَسُوعَ أَنَّهُ حِينَ يَكُونُ حَدِيثُنَا مَعَ ٱلنَّاسِ وُدِّيًّا وَلَطِيفًا، يَمِيلُونَ أَكْثَرَ إِلَى ٱلِٱسْتِمَاعِ لِرِسَالَتِنَا.[٢] وَعِنْدَمَا نُدَرِّبُ ٱلْجُدُدَ لِيَتَحَدَّثُوا إِلَى ٱلنَّاسِ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يَتَمَتَّعُونَ أَكْثَرَ بِخِدْمَتِهِمْ.
١٠-١٢ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ ٱلْمُهْتَمِّينَ بِٱلْبِشَارَةِ؟ (ب) كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلنَّاشِرِينَ ٱلْجُدُدَ لِيُصْبِحُوا مُعَلِّمِينَ أَفْضَلَ؟
١٠ تَعْلِيمُ ٱلْمُهْتَمِّينَ. كَانَ لَدَى يَسُوعَ وَقْتٌ مَحْدُودٌ لِيُتَمِّمَ خِدْمَتَهُ. لٰكِنَّهُ صَرَفَ ٱلْوَقْتَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَظْهَرُوا ٱهْتِمَامًا بِٱلْبِشَارَةِ، وَعَلَّمَهُمْ أُمُورًا كَثِيرَةً. مَثَلًا فِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، تَجَمَّعَ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلشَّاطِئِ لِيَسْتَمِعُوا إِلَيْهِ. فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى مَرْكَبٍ مَعَ بُطْرُسَ، وَعَلَّمَهُمْ مِنْ هُنَاكَ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَ بُطْرُسَ أَيْضًا. فَمَكَّنَهُ أَنْ يَصْطَادَ كَمِّيَّةً كَبِيرَةً مِنَ ٱلسَّمَكِ بِأُعْجُوبَةٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «مِنَ ٱلْآنَ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً». وَمَاذَا كَانَ تَأْثِيرُ مَا فَعَلَهُ وَقَالَهُ يَسُوعُ؟ تُخْبِرُ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ بُطْرُسَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ «تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ». — لو ٥:١-١١.
١١ اِهْتَمَّ بِتَعَالِيمِ يَسُوعَ أَيْضًا شَخْصٌ ٱسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، وَهُوَ عُضْوٌ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ، أَيِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْعُلْيَا. وَمَعَ أَنَّ نِيقُودِيمُوسَ أَرَادَ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلْمَزِيدَ مِنْ يَسُوعَ، خَافَ مِنْ كَلَامِ ٱلنَّاسِ إِذَا رَأَوْهُ مَعَهُ. لِذٰلِكَ زَارَهُ فِي ٱللَّيْلِ. لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَرْفُضِ ٱسْتِقْبَالَهُ، بَلْ صَرَفَ وَقْتًا مَعَهُ وَشَرَحَ لَهُ حَقَائِقَ مُهِمَّةً. (يو ٣:١، ٢) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هَاتَيْنِ ٱلرِّوَايَتَيْنِ؟ لَقَدْ خَصَّصَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْوَقْتَ لِيُعَلِّمَ ٱلنَّاسَ إِفْرَادِيًّا وَيُقَوِّيَ إِيمَانَهُمْ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِنَزُورَ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُنَاسِبُهُمْ، وَنَصْرِفَ ٱلْوَقْتَ مَعَهُمْ لِنُعَلِّمَهُمُ ٱلْحَقَّ.
١٢ وَحِينَ نَذْهَبُ مَعَ ٱلنَّاشِرِينَ ٱلْجُدُدِ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُعَلِّمَهُمْ أَهَمِّيَّةَ ٱلرُّجُوعِ لِزِيَارَةِ ٱلنَّاسِ، حَتَّى ٱلَّذِينَ أَظْهَرُوا ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ. وَيُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نَدْعُوَهُمْ لِيُرَافِقُونَا فِي ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ أَوِ ٱلدُّرُوسِ ٱلْبَيْتِيَّةِ. وَبِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبِ، يُصْبِحُونَ مُعَلِّمِينَ أَفْضَلَ، وَيَتَحَمَّسُونَ لِزِيَارَةِ ٱلْمُهْتَمِّينَ وَٱلدَّرْسِ مَعَهُمْ. كَمَا أَنَّهُمْ سَيَتَعَلَّمُونَ طُولَ ٱلْأَنَاةِ، فَلَا يَسْتَسْلِمُونَ بِسُرْعَةٍ حِينَ يَعُودُونَ لِزِيَارَةِ ٱلنَّاسِ وَلَا يَجِدُونَهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ. — غل ٥:٢٢؛ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «لَمْ يَسْتَسْلِمْ».
دَرِّبِ ٱلْجُدُدَ عَلَى خِدْمَةِ إِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ
١٣، ١٤ (أ) أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ نَجِدُهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِأَشْخَاصٍ ضَحَّوْا كَثِيرًا مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) كَيْفَ تُدَرِّبُ ٱلْجُدُدَ وَٱلْأَصْغَرَ سِنًّا عَلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِإِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ؟
١٣ يُرِيدُ يَهْوَهُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يُحِبُّوا وَيَخْدُمُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا. (اقرأ ١ بطرس ١:٢٢؛ لوقا ٢٢:٢٤-٢٧.) فَٱبْنُ ٱللّٰهِ ضَحَّى بِكُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى بِحَيَاتِهِ، لِيَخْدُمَ ٱلْآخَرِينَ. (مت ٢٠:٢٨) وَكَانَتْ دُورْكَاسُ «مُمْتَلِئَةً بِٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلصَّدَقَاتِ». (اع ٩:٣٦، ٣٩) وَفِي رُومَا، كَانَتْ هُنَالِكَ أُخْتٌ ٱسْمُهَا مَرْيَمُ «كَدَّتْ كَثِيرًا» مِنْ أَجْلِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ. (رو ١٦:٦) فَكَيْفَ نُدَرِّبُ ٱلْجُدُدَ عَلَى مُسَاعَدَةِ إِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ؟
١٤ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاضِجِينَ أَنْ يَأْخُذُوا ٱلْجُدُدَ مَعَهُمْ حِينَ يَزُورُونَ ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ. وَإِذَا كَانَ مُنَاسِبًا، يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُمْ أَوْلَادَهُمْ فِي زِيَارَاتٍ كَهٰذِهِ. وَقَدْ يَطْلُبُ ٱلشُّيُوخُ مِنَ ٱلشَّبَابِ أَوِ ٱلْجُدُدِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُعَاوِنُوهُمْ فِي تَزْوِيدِ ٱلطَّعَامِ لِلْمُسِنِّينَ أَوْ صِيَانَةِ مَنَازِلِهِمْ. وَهٰكَذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْأَصْغَرُ سِنًّا وَٱلْجُدُدُ أَنْ يَهْتَمُّوا بِٱلْآخَرِينَ. مَثَلًا، ٱعْتَادَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ، أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ فِي مُقَاطَعَتِهِ ٱلرِّيفِيَّةِ، أَنْ يَزُورَ ٱلشُّهُودَ فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ لِيَسْأَلَ عَنْ أَحْوَالِهِمْ. وَهٰكَذَا تَعَلَّمَ شَابٌّ رَافَقَهُ مِرَارًا أَنْ يَهْتَمَّ بِكُلِّ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ. — رو ١٢:١٠.
١٥ لِمَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَهْتَمَّ ٱلشُّيُوخُ بِتَقَدُّمِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، أَعْطَى يَهْوَهُ لِلرِّجَالِ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلتَّعْلِيمِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. لِذٰلِكَ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُصْبِحَ ٱلْإِخْوَةُ خُطَبَاءَ جَيِّدِينَ. فَإِذَا كُنْتَ شَيْخًا، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْتَمِعَ إِلَى خَادِمٍ مُسَاعِدٍ وَهُوَ يَتَمَرَّنُ عَلَى خِطَابِهِ، وَتُقَدِّمَ لَهُ ٱقْتِرَاحَاتٍ لِيُحَسِّنَ تَعْلِيمَهُ؟ — نح ٨:٨.[٣]
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ ٱهْتَمَّ بُولُسُ بِتَقَدُّمِ تِيمُوثَاوُسَ؟ (ب) كَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْإِخْوَةَ لِيُصْبِحُوا رُعَاةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٦ هُنَالِكَ حَاجَةٌ كَبِيرَةٌ إِلَى تَدْرِيبِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ لِيُصْبِحُوا رُعَاةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَبُولُسُ رَسَمَ ٱلْمِثَالَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَقَدْ دَرَّبَ تِيمُوثَاوُسَ، وَشَجَّعَهُ أَنْ يُدَرِّبَ هُوَ بِدَوْرِهِ ٱلْآخَرِينَ. قَالَ لَهُ: «اِسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَوِّي فِي ٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُقْتَرِنَةِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِتَأْيِيدِ شُهُودٍ كَثِيرِينَ، ٱسْتَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ يَكُونُونَ هُمْ أَيْضًا أَهْلًا لِيُعَلِّمُوا آخَرِينَ». (٢ تي ٢:١، ٢) فَبِٱلْخِدْمَةِ مَعَ بُولُسَ، ٱلَّذِي كَانَ شَيْخًا وَرَسُولًا، تَعَلَّمَ تِيمُوثَاوُسُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً. ثُمَّ ٱسْتَفَادَ مِمَّا تَعَلَّمَهُ وَطَبَّقَهُ فِي خِدْمَتِهِ وَفِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — ٢ تي ٣:١٠-١٢.
١٧ لَقَدْ خَطَّطَ بُولُسُ لِتَدْرِيبِ تِيمُوثَاوُسَ. فَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُرَافِقَهُ لِيَتَأَكَّدَ مِنْ حُصُولِهِ عَلَى تَدْرِيبٍ جَيِّدٍ. (اع ١٦:١-٥) وَيَتَمَثَّلُ ٱلشُّيُوخُ بِهِ عِنْدَمَا يَأْخُذُونَ مَعَهُمُ ٱلْخُدَّامَ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلْأَكْفَاءَ فِي ٱلزِّيَارَاتِ ٱلرِّعَائِيَّةِ، حِينَ يَكُونُ ذٰلِكَ مُنَاسِبًا. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يُلَاحِظُ ٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ كَيْفَ يُعَلِّمُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْآخَرِينَ، كَيْفَ يُظْهِرُونَ ٱلصَّبْرَ وَٱلْمَحَبَّةَ، وَكَيْفَ يَتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا يَنَالُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلتَّدْرِيبَ لِيَرْعَوْا «رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ» فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. — ١ بط ٥:٢.
أَهَمِّيَّةُ تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ
١٨ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَهْتَمَّ بِتَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٨ يَحْتَاجُ جُدُدٌ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلتَّدْرِيبِ لِيُحَسِّنُوا مَهَارَاتِهِمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ. وَهُنَالِكَ حَاجَةٌ أَيْضًا إِلَى إِخْوَةٍ يَهْتَمُّونَ بِٱلْجَمَاعَةِ. وَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَدَرَّبَ كُلُّ خُدَّامِهِ جَيِّدًا، وَأَعْطَانَا ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْأَقَلَّ خِبْرَةً. فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ وَبُولُسَ، وَنُدَرِّبَ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ، لِأَنَّ هُنَالِكَ عَمَلًا كَثِيرًا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ ٱلنِّهَايَةُ.
١٩ لِمَ نَثِقُ أَنَّ جُهُودَنَا فِي تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ سَتَنْجَحُ؟
١٩ طَبْعًا، يَلْزَمُنَا ٱلْوَقْتُ وَٱلْجُهْدُ لِنُدَرِّبَ ٱلْآخَرِينَ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ سَيَدْعَمَانِنَا وَيُعْطِيَانِنَا ٱلْحِكْمَةَ ٱللَّازِمَةَ. وَكَمْ سَنَفْرَحُ حِينَ نَرَى ٱلَّذِينَ دَرَّبْنَاهُمْ ‹يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ وَيَجْتَهِدُونَ› فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَفِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ! (١ تي ٤:١٠) وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَلْزَمُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا، فِيمَا نُقَدِّمُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِإِلٰهِنَا يَهْوَهَ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ٧) شَمَلَتِ ٱلنِّقَاطُ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: (١) أَنْ يُبَشِّرُوا بِٱلْمَلَكُوتِ، (٢) أَنْ يَثِقُوا بِأَنَّ ٱللّٰهَ سَيُزَوِّدُهُمْ بِحَاجَاتِهِمْ، (٣) أَنْ يَتَجَنَّبُوا ٱلْجِدَالَ مَعَ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ، (٤) أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى ٱللّٰهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمُقَاوِمِينَ، وَ (٥) أَلَّا يَسْتَسْلِمُوا لِلْخَوْفِ.
^ [٢] (اَلْفِقْرَةُ ٩) تَجِدُ ٱقْتِرَاحَاتٍ عَمَلِيَّةً بِشَأْنِ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي كِتَابِ اِسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْمُزَوَّدِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، ٱلصَّفَحَاتِ ٦٢-٦٤.
^ [٣] (اَلْفِقْرَةُ ١٥) اَلصِّفَاتُ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلْإِخْوَةُ لِيُصْبِحُوا خُطَبَاءَ جَيِّدِينَ مَذْكُورَةٌ فِي كِتَابِ اِسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْمُزَوَّدِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، ٱلصَّفَحَاتِ ٥٢-٦١.