الفصل ١٦
الاله الحقيقي ومستقبلكم
«في هذا الكون الغامض هنالك شيء واحد يمكن للانسان ان يشعر بأنه على يقين منه. الانسان نفسه بالتأكيد ليس الوجود الروحي الاعظم في الكون. . . . هنالك وجود في الكون اعظم روحيا من الانسان نفسه. . . . وغاية الانسان هي ان يطلب الاتصال بالوجود وراء الظواهر الطبيعية، وأن يطلبه بهدف جعل نفسه على انسجام مع هذا الواقع الروحي المطلق.» — اقتراب مؤرخ من الدين، بقلم آرنولد تويْنبي.
١ (اشملوا المقدمة.) (أ) ماذا ادرك المؤرخ تويْنبي عن الانسان والكون؟ (ب) كيف يحدِّد الكتاب المقدس هوية «الواقع الروحي المطلق»؟
خلال معظم الستة الآلاف السنة الماضية بحث الجنس البشري بحماسة متفاوتة لايجاد ذلك «الواقع الروحي المطلق.» وكل دين رئيسي سمَّى ذلك الواقع باسم مختلف. ووفقا لما يمكن ان يكون دينكم — سواء كان هندوسيا، اسلاميا، بوذيا، شنتويا، كونفوشيوسيا، طاويا، يهوديا، مسيحيا، او ايّ دين آخر — لديكم اسم ‹للواقع الروحي المطلق.› ولكنّ الكتاب المقدس يعطي ذلك الواقع اسما، جنسا، وشخصية — يهوه، الاله الحي. قال هذا الاله الفريد لكورش الكبير الفارسي: «انا (يهوه، عج) وليس آخر. لا اله سواي. . . . انا صنعت الارض وخلقت الانسان عليها.» — اشعياء ٤٥:٥، ١٢، ١٨؛ مزمور ٦٨:١٩، ٢٠.
يهوه — اله النبوة الموثوق بها
٢ اذا اردنا الحصول على معلومات موثوق بها عن المستقبل، الى مَن يجب ان نلتفت، ولماذا؟
٢ يهوه هو الغاية الحقيقية لبحث الجنس البشري عن اللّٰه. وقد اعلن يهوه نفسَه بصفته اله النبوة الذي يستطيع ان يخبر بالاخير منذ البدء. قال باشعياء النبي: «اذكروا الاوليات منذ القديم لاني انا اللّٰه وليس آخر. الاله وليس مثلي. مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يُفعل قائلا رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي. . . . قد تكلَّمت فأجريه. قضيت فأفعله.» — اشعياء ٤٦:٩-١١؛ ٥٥:١٠، ١١.
٣ (أ) اية حوادث يمكننا ان نراها مسبقا من خلال نبوة الكتاب المقدس؟ (ب) ماذا فعل الشيطان لغير المؤمنين، ولماذا؟
٣ بمثل هذا الاله الموثوق به للنبوة يمكننا ان نعرف ما سيحدث للنظام العالمي للاديان المسبِّبة للخلاف. ويمكننا ايضا ان نخبر مسبقا بما سيحل بالهيئات السياسية القوية التي تبدو مسيطرة على مصير العالم. والاكثر ايضا، يمكننا ان ننبىء اية نهاية تنتظر «اله هذا الدهر،» الشيطان، الذي «اعمى اذهان غير المؤمنين» بواسطة عدد كبير من الاديان التي ابعدت الجنس البشري عن الاله الحقيقي، يهوه. ولماذا قام الشيطان بعمل الاعماء هذا؟ «لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة اللّٰه.» — ٢ كورنثوس ٤:٣، ٤؛ ١ يوحنا ٥:١٩.
٤ اية اسئلة عن الارض ومستقبل الانسان تلزم الاجابة عنها؟
٤ يمكننا ايضا ان نعرف ماذا يكمن وراء هذه الحوادث المنبإ بها. فبأية حالة ستوجد الارض اخيرا؟ ملوَّثة؟ خَرِبة؟ جرداء من الغابات؟ ام سيكون هنالك تجديد للارض والعرق البشري؟ كما سنرى، يجيب الكتاب المقدس عن كل هذه الاسئلة. ولكن دعونا اولا نحوِّل انتباهنا الى احداث المستقبل القريب.
تحديد هوية «بابل العظيمة»
٥ ماذا شاهد يوحنا في الرؤيا؟
٥ أُعلن سفر الرؤيا في الكتاب المقدس للرسول يوحنا في جزيرة بطمس في السنة ٩٦ بم. وهو يرسم صورا حية للحوادث الرئيسية التي ستحدث في وقت النهاية، الوقت الذي يعيش فيه الجنس البشري منذ السنة ١٩١٤، حسب دليل الكتاب المقدس.a ومن هذه الصور الرمزية التي شاهدها يوحنا في الرؤيا، واحدة عن زانية متبهرجة وقحة تدعى «بابل العظيمة ام الزواني ورجاسات الارض.» وبأية حالة كانت؟ «رأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع.» — رؤيا ١٧:٥، ٦.
٦ لماذا لا تمثل بابل العظيمة العناصر السياسية الحاكمة للعالم؟
٦ فمَن تمثل هذه المرأة؟ لا نُترك لنخمِّن هويتها. فبعملية الحذف يمكن كشف القناع عنها. ففي هذه الرؤيا نفسها يسمع يوحنا ملاكا يقول: «هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الارض وسكر سكان الارض من خمر زناها.» فاذا كان ملوك او حكام الارض قد زنوا معها، فعندئذ يعني ذلك انه لا يمكن ان تمثل الزانية العناصر السياسية الحاكمة للعالم. — رؤيا ١٧:١، ٢، ١٨.
٧ (أ) لماذا لا تمثل بابل العظيمة العناصر التجارية؟ (ب) ماذا تمثل بابل العظيمة؟
٧ وتخبرنا الرواية عينها ان «تجار الارض استغنوا من وفرة نعيمها.» لذلك لا يمكن ان تمثل بابل العظيمة عناصر العالم التجارية او ‹التجار.› وعلاوة على ذلك، يقول النص الموحى به: «المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي شعوب وجموع وأمم وألسنة.» فأيّ عنصر رئيسي آخر لهذا النظام العالمي بقي يلائم الوصف عن زانية رمزية تزني مع الحكام السياسيين، تعمل بالمصالح التجارية، وتجلس بمجد على الشعوب، الجموع، الامم، والألسنة؟ انه الدين الباطل بكل مظاهره المختلفة! — رؤيا ١٧:١٥؛ ١٨:٢، ٣.
٨ اية وقائع اضافية تؤكد تحديد هوية بابل العظيمة؟
٨ هذا التحديد لهوية بابل العظيمة تؤكده ادانة الملاك لها من اجل ‹(ممارستها الارواحية، عج) التي بها ضلَّت جميع الامم.› (رؤيا ١٨:٢٣) وكل اشكال الارواحية هي دينية وملهمة من ابالسة. (تثنية ١٨:١٠-١٢) اذًا، لا بد ان ترمز بابل العظيمة الى كيان ديني. ودليل الكتاب المقدس يُظهر انها كامل امبراطورية الشيطان العالمية للدين الباطل، الذي يروِّجه في اذهان الناس لكي يحوِّل الانتباه عن الاله الحقيقي، يهوه. — يوحنا ٨:٤٤-٤٧؛ ٢ كورنثوس ١١:١٣-١٥؛ رؤيا ٢١:٨؛ ٢٢:١٥.
٩ اية خيوط مشتركة موجودة في اديان كثيرة؟
٩ كما رأينا في هذا الكتاب، هنالك خيوط مشتركة في النسيج الموشَّى المشوَّش لاديان العالم. فجذور اديان كثيرة متأصلة في الاساطير. وكلها تقريبا مرتبطة معا بشكل من الاعتقاد بنفس بشرية يُظن انها خالدة تنجو من الموت وتذهب الى الآخِرة او تتقمص منتقلة الى مخلوق آخر. والكثير منها لديه القاسم المشترك للايمان بمكان مريع للعذاب والتعذيب يدعى الهاوية. والاخرى متصلة بالاعتقادات الوثنية القديمة بمجموعات ثلاثية من الآلهة، ثواليث، والاهات امهات. ولذلك انما هو ملائم ان تُجمع كلها معا تحت الرمز المركَّب الواحد للزانية «بابل العظيمة.» — رؤيا ١٧:٥.
الوقت للهرب من الدين الباطل
١٠ اية نهاية مُنبأ بها للزانية الدينية؟
١٠ وماذا يُنبىء الكتاب المقدس بأنه سيكون المصير النهائي لهذه الزانية المحيطة بالارض؟ بلغة رمزية يصف سفر الرؤيا دمارها على ايدي العناصر السياسية. ويُرمز الى هؤلاء بـ «عشرة قرون» تدعم الامم المتحدة، ‹الوحش القرمزي› الذي هو صورة نظام الشيطان السياسي الملطَّخ بالدم. — رؤيا ١٦:٢؛ ١٧:٣-١٦.b
١١ (أ) لماذا يدين اللّٰه الدين الباطل؟ (ب) ماذا سيحدث لبابل العظيمة؟
١١ وهذا الدمار لامبراطورية الشيطان العالمية للدين الباطل سيكون نتيجة دينونة اللّٰه المضادة على هذه الاديان. فستكون قد وُجدت مذنبة بالزنى الروحي لسبب الاشتراك في الجرم مع عشاقها السياسيين المستبدين ودعمها اياهم. لقد لطَّخ الدين الباطل ثيابه بالدم البريء اذ تظاهر بوطنية انه متفق مع الصف الحاكم المنتخَب لكل امة في حروبه. لذلك يضع يهوه في قلوب العناصر السياسية ان تنجز مشيئته ضد بابل العظيمة وتخربها. — رؤيا ١٧:١٦-١٨.
١٢ (أ) ماذا يجب ان تفعلوا الآن ليُصفَح عنكم عند دمار بابل؟ (ب) اية تعاليم تميز الدين الحقيقي؟
١٢ وبمثل هذا المستقبل ظاهرا بوضوح امام اديان العالم، ماذا يجب ان تفعلوا؟ الجواب هو في ما سمع يوحنا صوتا من السماء يقوله: «اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها. لان خطاياها لحقت السماء وتذكَّر اللّٰه آثامها.» لذلك الآن هو الوقت لاطاعة امر الملاك بالخروج من امبراطورية الشيطان للدين الباطل والانضمام الى عبادة يهوه الحقيقية. (انظروا الاطار، الصفحة ٣٧٧.) — رؤيا ١٧:١٧؛ ١٨:٤، ٥؛ قارنوا ارميا ٢:٣٤؛ ٥١:١٢، ١٣.
هرمجدون قريبة
١٣ اية احداث لا بد ان تقع قريبا؟
١٣ تذكر الرؤيا انه «في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار.» وبحسب كل ادلَّة الكتاب المقدس النبوية فان ذلك ‹اليوم الواحد،› او الوقت القصير للتنفيذ السريع، قريب الآن. وفي الواقع، سيُدخل دمار بابل العظيمة فترة «ضيق عظيم» يصل الى الذروة في «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء . . . هرمجدون.» وقتال، او معركة، هرمجدون سيؤدي الى هزيمة نظام الشيطان السياسي وطرح الشيطان في المهواة. وسيطلع فجر عالم جديد بار! — رؤيا ١٦:١٤-١٦؛ ١٨:٧، ٨؛ ٢١:١-٤، عج؛ متى ٢٤:٢٠-٢٢.
١٤ و ١٥ اية نبوة للكتاب المقدس تقترب كما يبدو من الاتمام؟
١٤ والآن تقترب نبوة اخرى بارزة للكتاب المقدس من الاتمام امام اعيننا. فقد تنبَّأ الرسول بولس وحذَّر: «وأما الازمنة والاوقات فلا حاجة لكم ايها الاخوة ان اكتب اليكم عنها. لانكم انتم تعلمون بالتحقيق ان يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء. لانه حينما يقولون سلام و (أمن، عج) حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون.» — ١ تسالونيكي ٥:١-٣.
١٥ يبدو ان الامم التي كانت سابقا في حالة حرب ومرتابة بعضها من بعض تتقدَّم الآن بحذر نحو حالة تستطيع فيها ان تعلن سلاما وأمنا عالميين. لذلك، من زاوية اخرى ايضا، نعرف ان يوم دينونة يهوه على الدين الباطل، الامم، وحاكمها الشيطان، انما هو قريب. — صفنيا ٢:٣؛ ٣:٨، ٩؛ رؤيا ٢٠:١-٣.
١٦ لماذا مشورة يوحنا هي في محلها تماما اليوم؟
١٦ يعيش الملايين اليوم حياتهم وكأن القيم المادية فقط دائمة وتستأهل التعب. ومع ذلك، ان ما يقدِّمه هذا العالم الفاسد سطحي وزائل. ولهذا السبب فان مشورة يوحنا هي في محلها تماما: «لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم. ان احب احد العالم فليست فيه محبة الآب. لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.» ألا تفضلون ان تثبتوا الى الابد؟ — ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
عالم جديد موعود به
١٧ ماذا يخبىء المستقبل لاولئك الذين يطلبون الاله الحقيقي؟
١٧ بما ان اللّٰه سيدين العالم بالمسيح يسوع، ماذا سيتبع؟ منذ امد بعيد تنبأ اللّٰه في الاسفار العبرانية انه سيحقِّق قصده الاصلي نحو الجنس البشري على هذه الارض، اي ان يجعل عائلة بشرية طائعة تتمتع بحياة كاملة على ارض فردوسية. ومحاولة الشيطان هدم هذا القصد لم تُبطل وعد اللّٰه. وهكذا تمكَّن الملك داود من الكتابة: «لان عاملي الشر يُقطعون والذين ينتظرون الرب هم يرثون الارض. بعد قليل لا يكون الشرير . . . الصدّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.» — مزمور ٣٧:٩-١١، ٢٩؛ يوحنا ٥:٢١-٣٠.
١٨-٢٠ اية تغييرات ستحدث على هذه الارض؟
١٨ وبأية حالة ستكون الارض بعدئذ؟ ملوَّثة كليا؟ محترقة؟ جرداء من الغابات؟ كلا على الاطلاق! لقد نوى يهوه اصلا ان تكون الارض متنزَّها فردوسيا نظيفا متوازنا. والامكانية لذلك موجودة على الرغم من اساءات الانسان الى الارض. ولكنّ يهوه وعد انه ‹سيُهلك الذين كانوا يدمِّرون الارض.› ان حالة تقترب من الدمار العالمي لم توجد إلا في القرن الـ ٢٠. اذًا، هنالك كل سبب للاعتقاد ان يهوه سيتخذ الاجراء قريبا لحماية ملكيته، خليقته. — رؤيا ١١:١٨، تف؛ تكوين ١:٢٧، ٢٨.
١٩ سيحدث هذا التغيير بعد وقت قصير تحت ترتيب اللّٰه لـ ‹سماء جديدة وأرض جديدة.› ولن يعني ذلك جَلَدا جديدا وكوكبا جديدا بل بالاحرى حكما روحيا جديدا على ارض مجدَّدة يسكنها مجتمع من الجنس البشري المجدَّد. وفي هذا العالم الجديد لن يكون هنالك مجال لاستغلال الرفقاء البشر او الحيوانات. لن يكون هنالك عنف او سفك دم. لن يكون هنالك تشرُّد، جوع، ظلم. — رؤيا ٢١:١؛ ٢ بطرس ٣:١٣.
٢٠ تذكر كلمة اللّٰه: «ويبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها. لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل. لانه كأيام شجرة ايام شعبي ويستعمل مختاريّ عمل ايديهم. . . . الذئب والحمل يرعيان معا والاسد يأكل التبن كالبقر. أما الحية فالتراب طعامها. لا يؤذون ولا يُهلكون في كل جبل قدسي قال الرب.» — اشعياء ٦٥:١٧-٢٥.
اساس العالم الجديد
٢١ لماذا العالم الجديد اكيد؟
٢١ ‹وكيف يكون كل ذلك ممكنا؟› قد تسألون. لان ‹اللّٰه المنزَّه عن الكذب وعد قبل الازمنة الازلية› بردّ الجنس البشري وبتمتعهم بالحياة الابدية في الكمال. والاساس لهذا الرجاء هو ذاك الذي عبَّر عنه الرسول بطرس في رسالته الاولى الى الرفقاء المسيحيين الممسوحين: «مبارك اللّٰه ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل.» — تيطس ١:١، ٢؛ ١ بطرس ١:٣، ٤.
٢٢ ايّ شيء هو اساسي للرجاء بعالم جديد، ولماذا؟
٢٢ ان قيامة يسوع المسيح اساسية للرجاء بعالم جديد بار لان اللّٰه عيَّنه ليحكم من السموات على ارض مطهَّرة. وشدَّد بولس ايضا على مدى حيوية قيامة المسيح عندما كتب: «ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة للراقدين. فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات. لانه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع.» — ١ كورنثوس ١٥:٢٠-٢٢.
٢٣ (أ) لماذا قيامة المسيح حيوية؟ (ب) اية وصية اعطاها يسوع المقام لأتباعه؟
٢٣ ان موت المسيح ذبيحة كفديةٍ معادلةٍ وقيامته وضعا الاساس للرجاء بـ «سماء جديدة،» حكم الملكوت، وبعرق بشري متحوِّل ومتجدِّد، مجتمع ‹ارض جديدة.› وقيامته زوَّدت ايضا حافزا الى الكرازة والتعليم اللذين قام بهما رسله الامناء. تخبرنا الرواية: «وأما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع [المقام]. ولما رأوه سجدوا له ولكنّ بعضهم شكّوا. فتقدَّم يسوع وكلَّمهم قائلا. دُفع اليَّ كل سلطان في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.» — متى ١٩:٢٨، ٢٩؛ ٢٨:١٦-٢٠؛ ١ تيموثاوس ٢:٦.
٢٤ اية بركة اضافية تضمنها قيامة يسوع؟
٢٤ وقيامة يسوع تضمن ايضا بركة اخرى للجنس البشري — قيامة الاموات. وإقامة يسوع لعازر من الاموات كانت عربونا لقيامة اشمل في المستقبل. (انظروا الصفحتين ٢٤٩، ٢٥٠.) وكان يسوع قد قال: «لا تتعجبوا من هذا. فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيآت الى قيامة الدينونة.» — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ ١١:٣٩-٤٤؛ اعمال ١٧:٣٠، ٣١.
٢٥ (أ) ايّ اختيار سيكون متوافرا للجميع في العالم الجديد؟ (ب) ايّ شكل للدين سيسود في العالم الجديد؟
٢٥ ويا لفرح التمكُّن من الترحيب بعودة احبائنا، اذ يفعل ذلك على الارجح كل جيل على التوالي! وهناك في العالم الجديد سيتمكن كل شخص آنذاك من ان يقرِّر في ظل احوال كاملة إن كان سيعبد الاله الحقيقي، يهوه، ام سيخسر الحياة كمقاوم. نعم، في العالم الجديد سيكون هنالك دين واحد فقط، شكل واحد للعبادة. وكل تسبيح سيعود الى الخالق المحب، وكل انسان طائع سيردِّد كلمات المرنم الملهم: «أَرفعك يا الهي الملك وأبارك اسمك الى الدهر والابد. . . . عظيم هو (يهوه، عج) وحميد جدا وليس لعظمته استقصاء.» — مزمور ١٤٥:١-٣؛ رؤيا ٢٠:٧-١٠.
٢٦ لماذا يجب ان تفحصوا كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس؟
٢٦ والآن اذ قارنتم بين اديان العالم الرئيسية ندعوكم الى استقصاء اضافي لكلمة اللّٰه، الكتاب المقدس، التي تتأسَّس عليها معتقدات شهود يهوه. برهنوا لنفسكم انه يمكن ايجاد الاله الحقيقي. وسواء كنتم هندوسيا، مسلما، بوذيا، شنتويا، كونفوشيوسيا، طاويا، يهوديا، مسيحيا، او من اية ديانة اخرى، الآن هو الوقت لفحص علاقتكم بالاله الحقيقي الحي. وربما قرَّر دينكم لكم مكانُ ولادتكم، الذي لم تكن لكم سيطرة عليه. وبالتأكيد، لا خسارة في فحص ما يقوله الكتاب المقدس عن اللّٰه. ويمكن ان يكون ذلك فرصة عمركم ان تعرفوا حقا قصد الرب الاله المتسلط لهذه الارض والجنس البشري عليها. نعم، يمكن إشباع بحثكم المخلص عن الاله الحقيقي بدرس الكتاب المقدس مع رسل يهوه، شهوده، الذين جلبوا اليكم هذا الكتاب.
٢٧ (أ) اية دعوة يقدِّمها لكم يسوع؟ (ب) انسجاما مع محور هذا الكتاب، ماذا يدعو اشعياء كل واحد الى فعله؟
٢٧ لم يقل يسوع عبثا: «اسألوا تُعطَوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم.» ويمكنكم ان تكونوا بين اولئك الذين وجدوا الاله الحقيقي اذا انتبهتم لرسالة النبي اشعياء: «(ابحثوا عن يهوه، عج) ما دام يوجد ادعوه وهو قريب. ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى (يهوه، عج) فيرحمه والى الهنا لانه يُكثر الغفران.» — متى ٧:٧؛ اشعياء ٥٥:٦، ٧.
٢٨ مَن يمكنهم ان يساعدوكم على ايجاد الاله الحقيقي؟
٢٨ اذا كنتم تبحثون عن الاله الحقيقي، فاشعروا بحرية الاتصال بشهود يهوه.c ودون نفقة سيُسعدهم ان يساعدوكم على معرفة الآب ومشيئته معرفة خاصة ما دام هنالك وقت بعد. — صفنيا ٢:٣.
[الحواشي]
a من اجل تغطية مفصَّلة للايام الاخيرة، انظروا يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك، ١٩٨٢، الصفحات ١٤٨-١٥٤.
b من اجل بحث مفصَّل لهذه النبوات في الرؤيا، انظروا كتاب الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!، بالانكليزية، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك، ١٩٨٨، الفصول ٣٣-٣٧.
c من اجل قائمة بالعناوين، انظروا الصفحة ٣٨٤.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٣٧٧]
كيفية تحديد هوية الدين الحقيقي
١- الدين الحقيقي يعبد الاله الحقيقي الوحيد، يهوه. — تثنية ٦:٤، ٥؛ مزمور ١٤٦:٥-١٠؛ متى ٢٢:٣٧، ٣٨.
٢- الدين الحقيقي يقدِّم سبيلا للوصول الى اللّٰه بواسطة المسيح يسوع. — يوحنا ١٧:٣، ٦-٨؛ ١ تيموثاوس ٢:٥، ٦؛ ١ يوحنا ٤:١٥.
٣- الدين الحقيقي يعلِّم ويمارس المحبة غير الانانية. — يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥؛ ١ كورنثوس ١٣:١-٨؛ ١ يوحنا ٣:١٠-١٢.
٤- الدين الحقيقي يبقى غير ملوَّث بالسياسات والنزاعات العالمية. انه حيادي في زمن الحرب. — يوحنا ١٨:٣٦؛ يعقوب ١:٢٧.
٥- الدين الحقيقي يدع اللّٰه يكون صادقا بقبول الكتاب المقدس ككلمة اللّٰه. — رومية ٣:٣، ٤؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧؛ ١ تسالونيكي ٢:١٣.
٦- الدين الحقيقي لا يتغاضى عن الحرب او العنف الشخصي. — ميخا ٤:٢-٤؛ رومية ١٢:١٧-٢١؛ كولوسي ٣:١٢-١٤.
٧- الدين الحقيقي يوحِّد بنجاح الناس من كل عرق، لغة، وقبيلة. وهو لا يكرز بالقومية او البغض، بل بالمحبة. — اشعياء ٢:٢-٤؛ كولوسي ٣:١٠، ١١؛ رؤيا ٧:٩، ١٠.
٨- الدين الحقيقي يؤيد خدمة اللّٰه، لا لربح اناني او اجر، بل بدافع المحبة. لا يمجد الناس. يمجد اللّٰه. — ١ بطرس ٥:١-٤؛ ١ كورنثوس ٩:١٨؛ متى ٢٣:٥-١٢.
٩- الدين الحقيقي يعلن ملكوت اللّٰه بصفته رجاء الانسان الاكيد، لا فلسفة سياسية او اجتماعية ما. — مرقس ١٣:١٠؛ اعمال ٨:١٢؛ ٢٨:٢٣، ٣٠، ٣١.
١٠- الدين الحقيقي يعلِّم الحق عن قصد اللّٰه للانسان والارض. ولا يعلِّم الكذبتين الدينيتين عن النفس الخالدة والعذاب الابدي في الهاوية. انه يعلِّم ان اللّٰه محبة. — قضاة ١٦:٣٠؛ اشعياء ٤٥:١٢، ١٨؛ متى ٥:٥؛ ١ يوحنا ٤:٧-١١؛ رؤيا ٢٠:١٣، ١٤.
[الصورة]
شاهدان يكرزان في النَّذَرلند
[الصور في الصفحة ٣٧٣]
الارض لديها الامكانية ان تكون فردوسا — من اجل ذلك تلزم حكومة عالمية دائمة وبارة، واللّٰه يعد بها
[الصورة في الصفحة ٣٧٤]
قبل الرجوع الى السماء، اوصى يسوع تلاميذه ان يكرزوا ويعلِّموا بالبشارة في كل الارض
[الصورة في الصفحة ٣٧٩]
قيامة الاموات ستجلب الفرح للعائلة البشرية في كل الارض