اِتَّخِذْ قَرَارَاتِكَ بِحِكْمَةٍ
«اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ». — ام ٣:٥.
١، ٢ هَلْ تُحِبُّ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارَاتِ، وَكَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ بَعْضِ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلَّتِي صَنَعْتَهَا؟
كُلَّ يَوْمٍ، نُضْطَرُّ إِلَى مُوَاجَهَةِ كَمٍّ هَائِلٍ مِنَ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي عَلَيْنَا ٱتِّخَاذُهَا. فَمَا هُوَ شُعُورُكَ حِيَالَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟ إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَتُوقُونَ إِلَى صُنْعِ خِيَارَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. فَهُمْ مُقْتَنِعُونَ كُلَّ ٱلِٱقْتِنَاعِ أَنَّهُمْ يَمْلِكُونَ حَقَّ ٱلِٱخْتِيَارِ، وَيَسْتَاؤُونَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْفِكْرَةِ أَنَّ أَحَدًا غَيْرَهُمْ يُقَرِّرُ عَنْهُمْ. بِٱلْمُقَابِلِ، ثَمَّةَ أَشْخَاصٌ يَخْشَوْنَ مِنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ. وَآخَرُونَ يَلْجَأُونَ إِلَى مَا يَقُولُهُ ٱلْمُرْشِدُونَ وَٱلْكُتُبُ، حَتَّى إِنَّهُمْ يُنْفِقُونَ أَمْوَالًا طَائِلَةً كَيْ يَحْصُلُوا عَلَى ٱلنَّصِيحَةِ ٱلَّتِي يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهَا.
٢ إِنَّ أَغْلَبَنَا هُمْ مَا بَيْنَ بَيْنَ. فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّ هُنَالِكَ مَجَالَاتٍ كَثِيرَةً بِمَقْدُورِنَا أَنْ نَتَّخِذَ فِيهَا ٱلْقَرَارَاتِ، فِي حِينِ أَنَّنَا لَسْنَا أَصْحَابَ ٱلْقَرَارِ فِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى. (غل ٦:٥) وَمَعَ ذٰلِكَ، نَحْنُ نَعْلَمُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلَّتِي نَصْنَعُهَا لَيْسَتْ جَمِيعُهَا حَكِيمَةً أَوْ مُفِيدَةً.
٣ أَيَّةُ إِرْشَادَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ؟ وَمَاذَا يُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا ٱتِّخَاذَهَا؟
٣ كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ، نَحْنُ نَفْرَحُ لِأَنَّهُ زَوَّدَنَا بِإِرْشَادَاتٍ وَاضِحَةٍ حَوْلَ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْمُهِمَّةِ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَنَعْلَمُ أَنَّنَا إِذَا ٱتَّبَعْنَا هٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ، نَسْتَطِيعُ ٱتِّخَاذَ قَرَارَاتٍ تُرْضِي ٱللّٰهَ وَتَعُودُ عَلَيْنَا بِٱلْمَنْفَعَةِ. لٰكِنَّنَا قَدْ نُوَاجِهُ حَالَاتٍ لَا تَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ مُبَاشَرَةً. فَكَيْفَ نُقَرِّرُ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ؟ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نَسْرِقَ. (اف ٤:٢٨) وَلٰكِنْ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلسَّرِقَةُ؟ هَلْ يُمْكِنُ تَحْدِيدُهَا مِنْ خِلَالِ قِيمَةِ ٱلْغَرَضِ ٱلْمَسْرُوقِ، أَوِ ٱلدَّافِعِ وَرَاءَ سَرِقَتِهِ، أَوْ غَيْرِهِمَا؟ كَيْفَ نُقَرِّرُ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي لَا إِرْشَادَ وَاضِحًا حَوْلَهَا؟ وَمِنْ أَيْنَ نَنَالُ ٱلْإِرْشَادَ بِشَأْنِ مَسَائِلَ كَهٰذِهِ؟
كُنْ رَزِينًا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ
٤ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ رُبَّمَا تَلَقَّيْنَاهَا حِينَ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارًا مَا؟
٤ عِنْدَمَا نُخْبِرُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ عَنْ قَرَارٍ مُهِمٍّ نُرِيدُ أَنْ نَتَّخِذَهُ، رُبَّمَا يَنْصَحُنَا أَنْ نَتَّصِفَ بِٱلرَّزَانَةِ، ٱلتَّفْكِيرِ ٱلسَّلِيمِ، وَٱلْعَقْلِ ٱلسَّلِيمِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ نَصِيحَةٌ حَكِيمَةٌ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُحَذِّرُنَا مِنَ ٱلتَّصَرُّفِ بِعَجَلَةٍ قَائِلًا: «كُلُّ عَجُولٍ يَؤُولُ أَمْرُهُ إِلَى ٱلْعَوَزِ». (ام ٢١:٥) وَلٰكِنْ مَاذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَابُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ؟ هَلِ ٱلْمَقْصُودُ هُوَ مُجَرَّدُ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِحَذَرٍ، ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّعَقُّلِ، وَمُحَاوَلَةِ فَهْمِ كُلِّ ٱلْوَقَائِعِ قَبْلَ صُنْعِ ٱلْخِيَارِ؟ إِنَّ جَمِيعَ هٰذِهِ ٱلْعَوَامِلِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَصْنَعَ ٱلْخِيَارَ ٱلْمُنَاسِبَ. لٰكِنَّ ٱمْتِلَاكَ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ يَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ. — رو ١٢:٣؛ ١ بط ٤:٧.
٥ لِمَ نَفْتَقِرُ بِٱلطَّبِيعَةِ إِلَى سَلَامَةِ ٱلْعَقْلِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ؟
٥ لَا رَيْبَ أَنْ لَا أَحَدَ مِنَّا وُلِدَ سَلِيمَ ٱلْعَقْلِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ. ذٰلِكَ أَنَّنَا جَمِيعًا وُلِدْنَا فِي ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلنَّقْصِ، وَبِٱلتَّالِي أَمْسَيْنَا بَعِيدِينَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنْ أَنْ نَكُونَ سَلِيمِي ٱلْعَقْلِ أَوِ ٱلْجَسَدِ. (مز ٥١:٥؛ رو ٣:٢٣) يُضَافُ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَّا كَانُوا بَيْنَ ٱلَّذِينَ ‹أَعْمَاهُمُ› ٱلشَّيْطَانُ؛ فَقَدْ كُنَّا سَابِقًا نَجْهَلُ يَهْوَهَ وَمَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ. (٢ كو ٤:٤؛ تي ٣:٣) وَعَلَيْهِ، إِذَا ٱتَّخَذْنَا قَرَارَاتِنَا فَقَطْ عَلَى أَسَاسِ مَا نُحِسُّ أَنَّهُ جَيِّدٌ وَمَنْطِقِيٌّ، فَقَدْ نَخْدَعُ أَنْفُسَنَا مَهْمَا فَكَّرْنَا مَلِيًّا فِي ٱلْخِيَارِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا. — ام ١٤:١٢.
٦ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُنَمِّيَ صِفَةَ ٱلرَّزَانَةِ؟
٦ فِي حِينِ أَنَّنَا بَعِيدُونَ عَنْ أَنْ نَكُونَ سَلِيمِي ٱلْعَقْلِ أَوِ ٱلْجَسَدِ، إِلَّا أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَهَ كُلِّيُّ ٱلْكَمَالِ. (تث ٣٢:٤) وَهُوَ يُزَوِّدُنَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنُغَيِّرَ نَمَطَ تَفْكِيرِنَا وَنُنَمِّيَ صِفَةَ ٱلرَّزَانَةِ. (اقرأ ٢ تيموثاوس ١:٧.) وَٱلرَّزَانَةُ تَتَطَلَّبُ مِنَّا كَمَسِيحِيِّينَ أَنْ نُفَكِّرَ وَنُحَلِّلَ بِطَرِيقَةٍ مَنْطِقِيَّةٍ وَنَتَصَرَّفَ وَفْقًا لِذٰلِكَ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَحَكَّمَ بِأَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَنَتَمَثَّلَ بِفِكْرِ يَهْوَهَ وَمَشَاعِرِهِ وَأَعْمَالِهِ.
٧، ٨ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَنَّ بِمَقْدُورِنَا صُنْعَ خِيَارٍ سَلِيمٍ حَتَّى لَوْ كُنَّا نَتَعَرَّضُ لِلضَّغْطِ أَوِ ٱلْمَشَاكِلِ؟
٧ تَأَمَّلْ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلتَّالِي. يَشِيعُ بَيْنَ بَعْضِ ٱلْمُهَاجِرِينَ أَنْ يُرْسِلُوا مَوْلُودَهُمُ ٱلْجَدِيدَ إِلَى أَقْرِبَائِهِمْ لِيَعْتَنُوا بِهِ حَتَّى يَتَمَكَّنَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمُهَاجِرُونَ مِنَ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلْعَمَلِ وَجَنْيِ ٱلْمَالِ.a وَهٰذَا مَا كَانَ سَيَحْصُلُ مَعَ ٱمْرَأَةٍ كَانَتْ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَتُحْرِزُ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا مَلْحُوظًا بُعَيْدَ إِنْجَابِهَا طِفْلًا جَمِيلًا. فَقَدْ بَدَأَ ٱلْأَصْدِقَاءُ وَٱلْأَقْرِبَاءُ بِٱلضَّغْطِ عَلَيْهَا وَزَوْجِهَا كَيْ يُرْسِلَا ٱبْنَهُمَا إِلَى بَلَدِهِمَا ٱلْأُمِّ لِيُرَبِّيَهُ جَدُّهُ وَجَدَّتُهُ. لٰكِنَّ ٱلزَّوْجَةَ تَحْدِيدًا أَدْرَكَتْ مِنْ خِلَالِ دَرْسِهَا أَنَّهُ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهَا ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللّٰهِ كَوَالِدَةٍ أَنْ تُرَبِّيَ وَلَدَهَا. (مز ١٢٧:٣؛ اف ٦:٤) فَهَلْ تَتْبَعُ ٱلتَّقْلِيدَ ٱلَّذِي بَدَا لِكَثِيرِينَ أَنَّهُ ٱلْخِيَارُ ٱلصَّائِبُ؟ أَمْ تُطَبِّقُ مَا كَانَتْ تَتَعَلَّمُهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَتَّى لَوْ عَنَى ذٰلِكَ أَنَّهَا قَدْ تَعِيشُ فِي ضِيقَةٍ مَالِيَّةٍ وَتَتَعَرَّضُ لِلِٱسْتِهْزَاءِ وَٱلِٱنْتِقَادِ؟ مَاذَا تَفْعَلُ لَوْ أَنَّكَ كُنْتَ مَكَانَهَا؟
٨ تَحْتَ هٰذِهِ ٱلضُّغُوطِ، سَكَبَتِ ٱلشَّابَّةُ قَلْبَهَا أَمَامَ يَهْوَهَ طَالِبَةً مِنْهُ ٱلْإِرْشَادَ. وَإِذْ تَحَدَّثَتْ إِلَى ٱلَّتِي تَدْرُسُ مَعَهَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَآخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ عَنْ حَالَتِهَا، بَدَأَتْ تَعِي فِكْرَ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْمَسْأَلَةِ. كَمَا أَنَّهَا فَكَّرَتْ فِي ٱلْأَذَى ٱلْعَاطِفِيِّ ٱلَّذِي مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يُعَانِيَهُ ٱلْأَطْفَالُ حِينَ يُفْصَلُونَ عَنْ وَالِدِيهِمْ خِلَالَ سَنَوَاتِ نُمُوِّهِمِ ٱلْبَاكِرَةِ. وَبَعْدَ تَفَحُّصِ ٱلْمَسْأَلَةِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، خَلَصَتْ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ إِرْسَالُ ٱبْنِهَا بَعِيدًا. مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، لَاحَظَ زَوْجُهَا كَيْفَ تَهَافَتَ أَفْرَادُ ٱلْجَمَاعَةِ لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ وَكَمْ كَانَ ٱلطِّفْلُ سَعِيدًا وَسَلِيمًا. فَقَبِلَ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَبَدَأَ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مَعَ زَوْجَتِهِ.
٩، ١٠ مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ رُزَنَاءَ، وَكَيْفَ نَتَحَلَّى بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟
٩ يُظْهِرُ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارُ أَنَّ ٱلرَّزَانَةَ لَا تَعْنِي مُجَرَّدَ فِعْلِ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْنَا فِكْرُنَا أَوْ فِكْرُ ٱلْآخَرِينَ أَوْ مَا نَشْعُرُ أَنَّهُ مَنْطِقِيٌّ أَوْ مُنَاسِبٌ. فَعَقْلُنَا وَقَلْبُنَا ٱلنَّاقِصَانِ هُمَا أَشْبَهُ بِٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي تَعْمَلُ إِمَّا بِسُرْعَةٍ كَبِيرَةٍ أَوْ بِبُطْءٍ شَدِيدٍ. وَٱلِٱسْتِرْشَادُ بِهَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا مَشَاكِلَ خَطِيرَةً. (ار ١٧:٩) فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ أَنْ نَضْبُطَ هٰذِهِ ٱلسَّاعَةَ، أَيْ أَنْ نَسْمَحَ لِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ بِأَنْ تُرْشِدَ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا. — اقرأ اشعيا ٥٥:٨، ٩.
١٠ فَلَا عَجَبَ أَنْ يَحُثَّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَائِلًا: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ». (ام ٣:٥، ٦) لَاحِظْ أَنَّ ٱلْعِبَارَةَ «عَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ» تَلْحَقُهَا ٱلْمَشُورَةُ ‹ٱلْتَفِتْ إِلَى› يَهْوَهَ. فَهُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي لَدَيْهِ تَفْكِيرٌ سَلِيمٌ بِشَكْلٍ كَامِلٍ. لِذَا، حِينَمَا نُوَاجِهُ قَرَارًا مَا، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنَعْرِفَ رَأْيَ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَوْضُوعِ. ثُمَّ عَلَيْنَا أَنْ نَبْنِيَ قَرَارَنَا عَلَى أَسَاسِ مَا عَرَفْنَاهُ. وَهٰذَا مَا تَعْنِيهِ ٱلرَّزَانَةُ، أَيْ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِطَرِيقَةِ يَهْوَهَ فِي ٱلتَّفْكِيرِ.
دَرِّبْ قُوَى إِدْرَاكِكَ
١١ كَيْفَ نَتَعَلَّمُ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً؟
١١ إِنَّ تَعَلُّمَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ وَٱلْعَمَلِ بِهَا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ، لَا سِيَّمَا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْجُدُدِ فِي ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ بَدَأُوا لِتَوِّهِمْ بِٱلتَّقَدُّمِ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ ٱلرُّوحِيِّ. بَيْدَ أَنَّ ٱلتَّقَدُّمَ ٱلْحَقِيقِيَّ لَيْسَ مُسْتَحِيلًا لِهٰؤُلَاءِ ٱلْأَطْفَالِ رُوحِيًّا، كَمَا يَدْعُوهُمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. تَأَمَّلْ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَتَعَلَّمُ بِهَا ٱلطِّفْلُ أَنْ يَمْشِيَ دُونَ أَنْ يَقَعَ. فَسِرُّ نَجَاحِهِ يَعْتَمِدُ عَلَى أَنْ يَخْطُوَ خُطُوَاتٍ صَغِيرَةً وَأَنْ يُكَرِّرَ ٱلْمُحَاوَلَةَ مَرَّةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى. وَيَصُحُّ ذٰلِكَ فِي ٱلْأَطْفَالِ رُوحِيًّا حِينَ يَتَعَلَّقُ ٱلْأَمْرُ بِصُنْعِ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ. تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ وَصَفَ ٱلنَّاضِجِينَ بِأَنَّهُمُ «ٱلَّذِينَ بِٱلْمُمَارَسَةِ صَارَتْ قُوَى إِدْرَاكِهِمْ مُدَرَّبَةً عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ». وَٱلْكَلِمَتَانِ «ٱلْمُمَارَسَةُ» وَ «مُدَرَّبَةٌ» تُشِيرَانِ كِلْتَاهُمَا إِلَى جُهْدٍ مُتَوَاصِلٍ وَمُكَرَّرٍ، وَهٰذَا مَا يَحْتَاجُ ٱلْجُدُدُ إِلَى فِعْلِهِ. — اقرإ العبرانيين ٥:١٣، ١٤.
١٢ كَيْفَ نُنَمِّي مَقْدِرَتَنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ؟
١٢ كَمَا ذَكَرْنَا سَابِقًا، نُوَاجِهُ كَمًّا هَائِلًا مِنَ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّغِيرَةِ وَٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي عَلَيْنَا ٱتِّخَاذُهَا كُلَّ يَوْمٍ. وَوَفْقًا لِإِحْدَى ٱلدِّرَاسَاتِ، هُنَاكَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْ أَفْعَالِنَا لَا نُفَكِّرُ فِيهَا قَبْلَ أَنْ نَقُومَ بِهَا، بَلْ هِيَ نَتِيجَةُ عَادَاتٍ مُتَأَصِّلَةٍ فِينَا. مَثَلًا، عَلَيْكَ أَنْ تَخْتَارَ كُلَّ صَبَاحٍ ٱلثِّيَابَ ٱلَّتِي تُرِيدُ أَنْ تَرْتَدِيَهَا. وَلَعَلَّكَ تَعْتَبِرُ ذٰلِكَ شَيْئًا بَسِيطًا وَتَأْخُذُ قَرَارًا فِيهِ دُونَ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ كَثِيرًا، وَخُصُوصًا إِذَا كُنْتَ عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِكَ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تُفَكِّرَ فِي مَا إِذَا كَانَ لِبَاسُكَ يَلِيقُ بِخَادِمٍ لِيَهْوَهَ أَمْ لَا. (٢ كو ٦:٣، ٤) وَحِينَ تَذْهَبُ إِلَى ٱلسُّوقِ لِتَشْتَرِيَ ٱلثِّيَابَ، قَدْ تَأْخُذُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ شَكْلَ ٱلزِّيِّ وَٱلْمُوضَةَ ٱلدَّارِجَةَ، وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلِٱحْتِشَامِ وَٱلْكُلْفَةِ؟ إِنَّ صُنْعَ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَسَائِلِ يُسَاهِمُ فِي تَدْرِيبِ قُوَى إِدْرَاكِنَا ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَّخِذَ خِيَارَاتٍ سَلِيمَةً فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً. — لو ١٦:١٠؛ ١ كو ١٠:٣١.
نَمِّ ٱلْإِرَادَةَ لِفِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ
١٣ إِلَامَ نَحْتَاجُ كَيْ نُنَفِّذَ مَا قَرَّرْنَاهُ؟
١٣ شَتَّانَ مَا بَيْنَ ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ صَائِبٍ وَبَيْنَ تَنْفِيذِهِ. فَبَعْضُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُقْلِعُوا عَنِ ٱلتَّدْخِينِ مَثَلًا، تَبُوءُ مُحَاوَلَاتُهُمْ بِٱلْفَشَلِ لِأَنَّ رَغْبَتَهُمْ لَا تَكُونُ قَوِيَّةً مَا يَكْفِي لِتَنْفِيذِ رَغْبَتِهِمْ هٰذِهِ. وَعَلَيْهِ، يَلْزَمُ أَنْ نَمْتَلِكَ تَصْمِيمًا شَدِيدًا عَلَى فِعْلِ مَا نُقَرِّرُهُ. وَيَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ قُوَّةَ ٱلْإِرَادَةِ هِيَ أَشْبَهُ بِٱلْعَضَلَةِ ٱلَّتِي تَزْدَادُ قُوَّةً كُلَّمَا ٱسْتَخْدَمْنَاهَا أَوْ دَرَّبْنَاهَا، فِي حِينِ أَنَّهَا تَضْعُفُ إِذَا كُنَّا نَادِرًا مَا نَسْتَخْدِمُهَا. فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُنَمِّيَ أَوْ نُقَوِّيَ إِرَادَتَنَا كَيْ نَلْتَزِمَ بِقَرَارِنَا وَنُنَفِّذَهُ؟ إِنَّ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَهَ يُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. — اقرأ فيلبي ٢:١٣.
١٤ لِمَ ٱسْتَطَاعَ بُولُسُ أَنْ يَقُومَ بِمَا عَرَفَ أَنَّ عَلَيْهِ فِعْلَهُ؟
١٤ عَرَفَ بُولُسُ ذٰلِكَ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، قَالَ بِأَسَفٍ: «اَلْإِرَادَةُ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَعْمَلَ ٱلْحُسْنَى فَلَا». فَقَدْ عَرَفَ مَا أَرَادَ ٱلْقِيَامَ بِهِ أَوْ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ ذٰلِكَ فِي بَعْضِ ٱلْأَوْقَاتِ. فَٱعْتَرَفَ: «إِنِّي أُسَرُّ بِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ بِحَسَبِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلدَّاخِلِيِّ، وَلٰكِنَّنِي أَرَى شَرِيعَةً أُخْرَى فِي أَعْضَائِي تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلِي وَتَسُوقُنِي أَسِيرًا لِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَعْضَائِي». وَهَلْ كَانَتْ حَالَتُهُ مَيْؤُوسًا مِنْهَا؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَقَدْ أَعْلَنَ: «اَلشُّكْرُ لِلّٰهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا!». (رو ٧:١٨، ٢٢-٢٥) كَمَا كَتَبَ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى: «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ». — في ٤:١٣.
١٥ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُصَمِّمِينَ عَلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ؟
١٥ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ إِرْضَاءَ ٱللّٰهِ يَتَطَلَّبُ ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءٍ حَاسِمٍ. تَذَكَّرْ مَا قَالَهُ إِيلِيَّا لِعَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ وَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُرْتَدِّينَ عَلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ: «إِلَى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ رَأْيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ؟ إِنْ كَانَ يَهْوَهُ هُوَ ٱللّٰهَ فَٱتْبَعُوهُ، وَإِنْ كَانَ ٱلْبَعْلُ فَٱتْبَعُوهُ». (١ مل ١٨:٢١) فَقَدْ عَلِمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مَا كَانَ عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ، لٰكِنَّهُمْ كَانُوا ‹يَعْرُجُونَ بَيْنَ رَأْيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ› دُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا خِيَارًا مُحَدَّدًا. بِٱلتَّبَايُنِ، رَسَمَ يَشُوعُ مِثَالًا حَسَنًا حِينَ قَالَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «إِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَخْدُمُوا يَهْوَهَ، فَٱخْتَارُوا لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مَنْ تَخْدُمُونَ . . . أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَخْدُمُ يَهْوَهَ». (يش ٢٤:١٥) وَمَاذَا نَجَمَ عَنْ قَرَارِهِ هٰذَا؟ لَقَدْ بَارَكَ يَهْوَهُ يَشُوعَ وَمَنِ ٱتَّبَعُوهُ مُعْطِيًا إِيَّاهُمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، «ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا». — يش ٥:٦.
اِصْنَعِ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةَ وَٱحْصُدِ ٱلْبَرَكَاتِ
١٦، ١٧ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا حِينَ نُقَرِّرُ أَنْ نَقُومَ بِمَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ مِنَّا؟
١٦ تَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ فِي زَمَنِنَا مَعَ أَخٍ مُتَزَوِّجٍ مُعْتَمِدٍ حَدِيثًا لَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ صِغَارٍ. فَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، ٱقْتَرَحَ عَلَيْهِ زَمِيلُهُ فِي ٱلْعَمَلِ أَنْ يَنْتَقِلَا كِلَاهُمَا إِلَى شَرِكَةٍ أُخْرَى تَدْفَعُ مَعَاشَاتٍ أَكْبَرَ وَتُقَدِّمُ خِدْمَاتٍ أَكْثَرَ. فَفَكَّرَ ٱلْأَخُ فِي ٱلْمَوْضُوعِ وَصَلَّى بِشَأْنِهِ. فَقَدْ سَبَقَ أَنِ ٱخْتَارَ وَظِيفَتَهُ ٱلْحَالِيَّةَ ٱلَّتِي لَا تَدُرُّ عَلَيْهِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَالِ كَيْ لَا يَعْمَلَ فِي نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ، مِمَّا يُتِيحُ لَهُ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلذَّهَابَ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَعَ عَائِلَتِهِ. وَأَدْرَكَ بَعْدَ ٱلنَّظَرِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ أَنَّهُ لَنْ يُحَافِظَ عَلَى هٰذَا ٱلْبَرْنَامَجِ إِلَّا بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي حَالِ ٱخْتَارَ ٱلْوَظِيفَةَ ٱلْجَدِيدَةَ. فَمَاذَا تَفْعَلُ لَوْ أَنَّكَ فِي مَكَانِهِ؟
١٧ بَعْدَمَا فَكَّرَ ٱلْأَخُ كَيْفَ سَيُؤَثِّرُ قَرَارُهُ فِي عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ، رَفَضَ ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْوَظِيفَةِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي كَانَتْ سَتَدُرُّ عَلَيْهِ أَمْوَالًا أَكْثَرَ. وَهَلْ نَدِمَ بِرَأْيِكَ عَلَى قَرَارِهِ فِي مَا بَعْدُ؟ قَطْعًا لَا. فَقَدْ شَعَرَ أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي سَيَحْصُلُ عَلَيْهَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ أَثْمَنُ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَمْوَالِ ٱلَّتِي كَانَ سَيَكْسِبُهَا فِي ٱلْوَظِيفَةِ ٱلثَّانِيَةِ. وَكَمِ ٱبْتَهَجَ وَزَوْجَتُهُ حِينَ أَخْبَرَتْهُمَا ٱبْنَتُهُمَا ٱلْكُبْرَى ٱلْبَالِغَةُ مِنَ ٱلْعُمْرِ عَشَرَةَ أَعْوَامٍ أَنَّهَا تُحِبُّهُمَا، وَتُحِبُّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ، وَتُحِبُّ يَهْوَهَ كَثِيرًا جِدًّا! كَمَا عَبَّرَتْ أَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَنْذُرَ نَفْسَهَا لِيَهْوَهَ وَتَعْتَمِدَ. فَلَا بُدَّ أَنَّهَا قَدَّرَتْ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ مِثَالَ أَبِيهَا ٱلْحَسَنَ ٱلَّذِي وَضَعَ عِبَادَةَ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِهِ.
١٨ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةَ بِحِكْمَةٍ؟
١٨ كَمَا قَادَ مُوسَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، يَقُودُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عُبَّادَ يَهْوَهَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ مُنْذُ عِدَّةِ عُقُودٍ. وَقَرِيبًا، سَيُدَمِّرُ هٰذَا ٱلنِّظَامَ ٱلْفَاسِدَ وَيَقُودُ أَتْبَاعَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ كَمَا قَادَ يَشُوعُ ٱلْأُمَّةَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. (٢ بط ٣:١٣) لِذٰلِكَ، لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِنَرْجِعَ إِلَى نَمَطِ تَفْكِيرِنَا ٱلسَّابِقِ، أَيْ عَادَاتِنَا وَقِيَمِنَا وَطُمُوحَاتِنَا ٱلْقَدِيمَةِ. فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَعْرِفَ بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. (رو ١٢:٢؛ ٢ كو ١٣:٥) فَلْتَعْكِسِ ٱلْقَرَارَاتُ وَٱلْخِيَارَاتُ ٱلَّتِي نَتَّخِذُهَا يَوْمِيًّا أَنَّنَا مِنْ نَوْعِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ هُمْ أَهْلٌ لِبَرَكَةِ ٱللّٰهِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — اقرإ العبرانيين ١٠:٣٨، ٣٩.
a اَلسَّبَبُ ٱلْآخَرُ لِهٰذَا ٱلتَّقْلِيدِ هُوَ أَنْ يُرِيَ ٱلْجَدُّ وَٱلْجَدَّةُ ٱلطِّفْلَ لِلْأَصْدِقَاءِ وَٱلْأَقَارِبِ.