«سَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ»
«عَلِّمْنِي يَا يَهْوَهُ طَرِيقَكَ. فَسَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ». — مز ٨٦:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٢٦، ١٠١
١-٣ (أ) كَيْفَ نَشْعُرُ تِجَاهَ ٱلْحَقِّ؟ أَوْضِحْ. (اُنْظُرِ ٱلصُّوَرَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
مِنَ ٱلشَّائِعِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَرُدَّ ٱلنَّاسُ أَغْرَاضًا ٱشْتَرَوْهَا. فَحَسَبَ ٱلْإِحْصَاءَاتِ، يَرُدُّ ٱلنَّاسُ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ حَوَالَيْ ٩ فِي ٱلْمِئَةِ مِمَّا ٱشْتَرَوْهُ مِنَ ٱلْمَتَاجِرِ، وَأَكْثَرَ مِنْ ٣٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِمَّا ٱشْتَرَوْهُ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت. فَرُبَّمَا يَجِدُونَ فِيهِ عَيْبًا أَوْ لَا يُعْجِبُهُمْ. فَيُبَادِلُونَهُ بِشَيْءٍ آخَرَ أَوْ يَسْتَرِدُّونَ ثَمَنَهُ.
٢ نَحْنُ ‹ٱشْتَرَيْنَا› ‹ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلدَّقِيقَةَ› لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ نَرُدَّهَا أَوْ ‹نَبِيعَهَا› إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. (اقرإ الامثال ٢٣:٢٣؛ ١ تي ٢:٤) وَكَمَا نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، لَمْ نَحْصُلْ عَلَى ٱلْحَقِّ دُونَ مُقَابِلٍ. فَقَدْ صَرَفْنَا وَقْتًا طَوِيلًا لِنَتَعَلَّمَهُ. وَرُبَّمَا تَخَلَّيْنَا عَنْ مِهَنٍ مُرْبِحَةٍ مِنْ أَجْلِهِ، وَتَحَمَّلْنَا ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي عَلَاقَتِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ. كَمَا غَيَّرْنَا تَفْكِيرَنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، وَتَرَكْنَا ٱلْعَادَاتِ وَٱلتَّقَالِيدَ غَيْرَ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنَالُهَا تَفُوقُ ٱلثَّمَنَ ٱلَّذِي دَفَعْنَاهُ.
٣ وَقَدْ أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلًا يُوضِحُ كَمْ ثَمِينٌ هُوَ ٱلْحَقُّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ يَجِدُهُ. فَتَكَلَّمَ عَنْ تَاجِرٍ يَبْحَثُ عَنْ لَآلِئَ. وَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ، ‹بَاعَ فِي ٱلْحَالِ› كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا. (مت ١٣:٤٥، ٤٦) وَنَحْنُ مِثْلُ هٰذَا ٱلتَّاجِرِ. فَٱلْحَقُّ عَظِيمُ ٱلْقِيمَةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا لِدَرَجَةِ أَنَّنَا ضَحَّيْنَا فِي ٱلْحَالِ بِكُلِّ مَا يَلْزَمُ لِنَحْصُلَ عَلَيْهِ. وَمَا دُمْنَا نُقَدِّرُهُ، ‹فَلَنْ نَبِيعَهُ› أَبَدًا. لٰكِنْ لِلْأَسَفِ، خَسِرَ ٱلْبَعْضُ مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ تَقْدِيرَهُمْ لِلْحَقِّ وَبَاعُوهُ. فَكَيْفَ نَنْتَبِهُ لِئَلَّا نَفْعَلَ مِثْلَهُمْ؟ عَلَيْنَا أَنْ ‹نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِيهِ›. (اقرأ ٣ يوحنا ٢-٤.) وَٱلسَّيْرُ فِي ٱلْحَقِّ يَعْنِي أَنْ نَعِيشَهُ وَنُعْطِيَهُ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ. لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ: لِمَاذَا ‹يَبِيعُ› ٱلْبَعْضُ ٱلْحَقَّ وَكَيْفَ؟ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ هٰذِهِ ٱلْغَلْطَةَ ٱلْكَبِيرَةَ؟ وَكَيْفَ نُقَوِّي تَصْمِيمَنَا أَنْ ‹نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ›؟
لِمَاذَا ‹يَبِيعُ› ٱلْبَعْضُ ٱلْحَقَّ وَكَيْفَ؟
٤ لِمَاذَا ‹بَاعَ› ٱلْبَعْضُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
٤ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، تَجَاوَبَ ٱلْبَعْضُ مَعَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ. لٰكِنَّهُمْ لَمْ يُكْمِلُوا ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ. مَثَلًا، بَعْدَمَا أَطْعَمَ يَسُوعُ جَمْعًا كَبِيرًا بِعَجِيبَةٍ، تَبِعُوهُ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ مِنْ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ. وَهُنَاكَ قَالَ لَهُمْ شَيْئًا فَاجَأَهُمْ: «إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَا حَيَاةَ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ». وَبَدَلَ أَنْ يَسْتَفْسِرُوا عَنْ مَعْنَى كَلَامِهِ، عَثَرُوا وَقَالُوا: «هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ. مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟». وَبِٱلنَّتِيجَةِ، «رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ». — يو ٦:٥٣-٦٦.
٥، ٦ (أ) لِمَاذَا يَتْرُكُ ٱلْبَعْضُ ٱلْحَقَّ ٱلْيَوْمَ؟ (ب) أَوْضِحْ مَا مَعْنَى ٱلِٱنْجِرَافِ عَنِ ٱلْحَقِّ.
٥ وَٱلْيَوْمَ، مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَتْرُكُونَ ٱلْحَقَّ. فَرُبَّمَا يَعْثُرُونَ بِسَبَبِ فَهْمٍ جَدِيدٍ لِآيَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، أَوْ تَصَرُّفَاتِ أَوْ كَلِمَاتِ أَخٍ لَدَيْهِ مَسْؤُولِيَّةٌ. وَيَتَضَايَقُ آخَرُونَ مِنْ نَصِيحَةٍ أَوْ تَضَارُبٍ فِي ٱلشَّخْصِيَّاتِ. أَمَّا ٱلْبَعْضُ فَيَتَأَثَّرُونَ بِٱلْمُرْتَدِّينَ وَٱلْمُقَاوِمِينَ لِلْحَقِّ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، ‹يَبْتَعِدُونَ› عَمْدًا عَنْ يَهْوَهَ وَٱلْجَمَاعَةِ. (عب ٣:١٢-١٤) أَلَمْ يَكُنْ أَفْضَلَ لَوْ حَافَظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَوَثِقُوا بِيَسُوعَ مِثْلَ بُطْرُسَ؟! فَعِنْدَمَا سَأَلَ يَسُوعُ ٱلرُّسُلَ هَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَتْرُكُوهُ، أَجَابَهُ بُطْرُسُ فَوْرًا: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — يو ٦:٦٧-٦٩.
٦ بِٱلْمُقَابِلِ، يَتْرُكُ ٱلْبَعْضُ ٱلْحَقَّ تَدْرِيجِيًّا، وَرُبَّمَا دُونَ أَنْ يَنْتَبِهُوا. فَهُمْ يُشْبِهُونَ مَرْكَبًا يَبْتَعِدُ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱلشَّاطِئِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَبِّهُ هٰذَا ٱلتَّغَيُّرَ ٱلْبَطِيءَ ‹بِٱلِٱنْجِرَافِ›. (عب ٢:١) فَبِعَكْسِ ٱلَّذِي يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ عَمْدًا، مَنْ يَنْجَرِفُ لَا يَفْعَلُ ذٰلِكَ عَنْ قَصْدٍ. مَعَ ذٰلِكَ، تَضْعُفُ عَلَاقَتُهُ بِيَهْوَهَ، وَقَدْ يَخْسَرُهَا مَعَ ٱلْوَقْتِ. فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ هٰذِهِ ٱلْكَارِثَةَ؟
كَيْفَ نَتَجَنَّبُ أَنْ نَبِيعَ ٱلْحَقَّ؟
٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَبِيعَ ٱلْحَقَّ؟
٧ كَيْ نَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ، عَلَيْنَا أَنْ نَقْبَلَ كُلَّ وَصَايَا يَهْوَهَ وَنُطِيعَهَا. وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نُعْطِيَ ٱلْحَقَّ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ وَنُطَبِّقَهُ فِي حَيَاتِنَا. صَلَّى دَاوُدُ: «سَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ». (مز ٨٦:١١) فَدَاوُدُ كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى ٱلسَّيْرِ فِي ٱلْحَقِّ. نَحْنُ أَيْضًا، عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ. وَهٰكَذَا لَا نَنْدَمُ عَلَى ٱلثَّمَنِ ٱلَّذِي دَفَعْنَاهُ مُقَابِلَ ٱلْحَقِّ وَنُحَاوِلُ أَنْ نَسْتَرِدَّ وَلَوْ شَيْئًا مِنْهُ. فَبَدَلَ أَنْ نُطَبِّقَ جُزْءًا مِنَ ٱلْحَقِّ فَقَطْ، عَلَيْنَا أَنْ نَسْلُكَ فِي «ٱلْحَقِّ كُلِّهِ». (يو ١٦:١٣) لِنَتَحَدَّثِ ٱلْآنَ عَنْ خَمْسَةِ أُمُورٍ تَخَلَّيْنَا عَنْهَا لِنَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ. فَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَنْدَمَ عَلَى ٱلثَّمَنِ ٱلَّذِي دَفَعْنَاهُ. — مت ٦:١٩.
٨ كَيْفَ يَنْجَرِفُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنِ ٱلْحَقِّ إِذَا لَمْ يَسْتَعْمِلْ وَقْتَهُ بِحِكْمَةٍ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٨ اَلْوَقْتُ: كَيْ لَا نَنْجَرِفَ عَنِ ٱلْحَقِّ، عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَعْمِلَ وَقْتَنَا بِحِكْمَةٍ. فَإِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ، نَصْرِفُ وَقْتًا فَوْقَ ٱللُّزُومِ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ وَٱلْهِوَايَاتِ وَٱلْإِنْتِرْنِت وَمُشَاهَدَةِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ. وَمَعَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ لَيْسَتْ خَطَأً، فَقَدْ تَأْخُذُ مِنْ وَقْتِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ. إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أُخْتٍ ٱسْمُهَا إِيمَّا.a فَمِنْ صِغَرِهَا وَهِيَ تَعْشَقُ ٱلْأَحْصِنَةَ وَلَا تُفَوِّتُ فُرْصَةً لِتَرْكَبَهَا. لٰكِنَّهَا بَدَأَتْ تَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ لِأَنَّهَا تُخَصِّصُ وَقْتًا طَوِيلًا لِهٰذِهِ ٱلْهِوَايَةِ. فَقَامَتْ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ وَأَعَادَتْ تَرْتِيبَ أَوْلَوِيَّاتِهَا. وَقَدْ شَجَّعَهَا أَيْضًا ٱخْتِبَارُ كُورِي وِلْزَ، ٱلَّتِي كَانَتْ تُشَارِكُ فِي مُسَابَقَاتٍ لِرُكُوبِ ٱلْخَيْلِ.b وَٱلْآنَ تُمْضِي إِيمَّا وَقْتًا أَكْثَرَ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَمَعَ عَائِلَتِهَا وَأَصْدِقَائِهَا. وَهِيَ سَعِيدَةٌ لِأَنَّهَا أَقْرَبُ إِلَى يَهْوَهَ، وَضَمِيرُهَا مُرْتَاحٌ لِأَنَّهَا تَسْتَعْمِلُ وَقْتَهَا بِحِكْمَةٍ.
٩ كَيْفَ تَدْفَعُ ٱلْأُمُورُ ٱلْمَادِّيَّةُ ٱلشَّخْصَ أَنْ يَضَعَ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ جَانِبًا؟
٩ اَلْأُمُورُ ٱلْمَادِّيَّةُ: إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ، يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَادِّيَّةَ فِي مَكَانِهَا ٱلصَّحِيحِ. فَعِنْدَمَا تَعَلَّمْنَا ٱلْحَقَّ، وَضَعْنَا ٱلْمَادِّيَّاتِ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلثَّانِيَةِ. لٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، قَدْ نَرَى ٱلْآخَرِينَ يَشْتَرُونَ أَجَدَّ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْأَشْيَاءِ. فَنَشْعُرُ أَنَّ ٱلْكَثِيرَ يَفُوتُنَا وَلَا نَعُودُ نَكْتَفِي بِٱلضَّرُورِيَّاتِ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، نَضَعُ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ جَانِبًا كَيْ نَجْمَعَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ دِيمَاسَ ٱلَّذِي أَحَبَّ «نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرَ» وَتَرَكَ ٱلْخِدْمَةَ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. (٢ تي ٤:١٠) لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَلْ أَحَبَّ دِيمَاسُ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَادِّيَّةَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلرُّوحِيَّةِ، أَوْ إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَرْغَبُ أَنْ يُضَحِّيَ لِيَخْدُمَ مَعَ بُولُسَ. لٰكِنَّ مِثَالَهُ يُعَلِّمُنَا أَلَّا نَسْمَحَ لِلرَّغْبَةِ فِي ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَنْ تَنْمُوَ فِي دَاخِلِنَا مُجَدَّدًا وَتُخَسِّرَنَا مَحَبَّتَنَا لِلْحَقِّ.
١٠ أَيُّ ضَغْطٍ يَجِبُ أَنْ نُقَاوِمَهُ كَيْ نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ؟
١٠ اَلْعَلَاقَاتُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ: كَيْ نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ، لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَسْلِمَ لِلضَّغْطِ مِنَ ٱلْآخَرِينَ. فَعِنْدَمَا بَدَأْنَا نَسْلُكُ فِي ٱلْحَقِّ، تَغَيَّرَتْ عَلَاقَتُنَا مَعَ عَائِلَتِنَا وَرِفَاقِنَا غَيْرِ ٱلشُّهُودِ. فَرُبَّمَا ٱحْتَرَمَ ٱلْبَعْضُ مُعْتَقَدَاتِنَا، لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ ٱلْآخَرَ قَاوَمَنَا. (١ بط ٤:٤) وَمَعَ أَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِعَائِلَتِنَا، لَا يَجِبُ أَنْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ ٱلْحَقِّ كَيْ نُرْضِيَهُمْ. وَبِحَسَبِ ٱلتَّحْذِيرِ ٱلْوَاضِحِ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:٣٣، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ أَصْدِقَاؤُنَا ٱلْمُقَرَّبُونَ أَشْخَاصًا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ.
١١ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْأَفْكَارَ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ؟
١١ اَلْأَفْكَارُ وَٱلتَّصَرُّفَاتُ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ: كُلُّ مَنْ يَسْلُكُ فِي ٱلْحَقِّ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ قُدُّوسًا. (اش ٣٥:٨؛ اقرأ ١ بطرس ١:١٤-١٦.) وَحِينَ أَتَيْنَا إِلَى ٱلْحَقِّ، قُمْنَا بِتَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةٍ وَصَغِيرَةٍ فِي حَيَاتِنَا كَيْ تَنْسَجِمَ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ. لٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ دَائِمًا كَيْ لَا نُبَادِلَ حَيَاتَنَا ٱلطَّاهِرَةَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْفَاسِدَةِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ. وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى طَاهِرِينَ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا ٱلثَّمَنَ ٱلْغَالِيَ ٱلَّذِي دَفَعَهُ لِنَكُونَ قُدُّوسِينَ: دَمَ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — ١ بط ١:١٨، ١٩.
١٢، ١٣ (أ) لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نُفَكِّرَ دَائِمًا فِي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْأَعْيَادِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ؟
١٢ اَلْعَادَاتُ وَٱلتَّقَالِيدُ غَيْرُ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: أَحْيَانًا، تَضْغَطُ عَلَيْنَا عَائِلَتُنَا وَزُمَلَاؤُنَا فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ كَيْ نَشْتَرِكَ مَعَهُمْ فِي أَعْيَادٍ وَتَقَالِيدَ لَا تُرْضِي يَهْوَهَ. فَكَيْفَ نُقَاوِمُ هٰذَا ٱلضَّغْطَ؟ لِنُفَكِّرْ دَائِمًا فِي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ. وَمُرَاجَعَةُ مَطْبُوعَاتِنَا ٱلَّتِي تُنَاقِشُ أَصْلَ ٱلْأَعْيَادِ تُسَاعِدُنَا كَثِيرًا. فَعِنْدَمَا نُذَكِّرُ أَنْفُسَنَا بِمَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ هٰذِهِ ٱلِٱحْتِفَالَاتِ، يَزِيدُ ٱقْتِنَاعُنَا أَنَّنَا نَسْلُكُ بِحَسَبِ «مَا هُوَ مَقْبُولٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ». (اف ٥:١٠) فَٱلثِّقَةُ بِيَهْوَهَ وَبِكَلِمَتِهِ تَحْمِينَا مِنَ «ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ». — ام ٢٩:٢٥.
١٣ وَٱلسَّيْرُ فِي ٱلْحَقِّ عَمَلِيَّةٌ مُسْتَمِرَّةٌ. وَنَحْنُ نَرْغَبُ أَنْ نَسِيرَ فِيهِ كُلَّ ٱلْأَبَدِيَّةِ. فَكَيْفَ نُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى ذٰلِكَ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ طُرُقٍ.
قَوِّ تَصْمِيمَكَ أَنْ تَسْلُكَ فِي ٱلْحَقِّ
١٤ (أ) لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي دَرْسِ ٱلْحَقِّ؟ (ب) مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْفَهْمِ وَٱلْحِكْمَةِ وَٱلتَّأْدِيبِ؟
١٤ أَوَّلًا، يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي دَرْسِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ. فَكَيْ نَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ، عَلَيْنَا أَنْ نُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ دَائِمًا لِنَتَغَذَّى رُوحِيًّا. وَعِنْدَئِذٍ يَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِلْحَقِّ وَيَقْوَى تَصْمِيمُنَا أَلَّا نَبِيعَهُ أَبَدًا. لٰكِنَّ ٱلْمَعْرِفَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُؤَثِّرَ ٱلْحَقُّ فِي حَيَاتِنَا. فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى شِرَاءِ ٱلْحَقِّ، تُشَجِّعُنَا ٱلْأَمْثَال ٢٣:٢٣ أَنْ نَشْتَرِيَ «ٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّأْدِيبَ وَٱلْفَهْمَ». فَٱلْفَهْمُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَرَى كَيْفَ تَنْسَجِمُ كُلُّ مَطَالِبِ يَهْوَهَ مَعًا. وَٱلْحِكْمَةُ تَدْفَعُنَا أَنْ نُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ. كَمَا أَنَّ ٱلْحَقَّ يُؤَدِّبُنَا أَحْيَانًا كَيْ نَقُومَ بِبَعْضِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ. فَلْنَتَجَاوَبْ دَائِمًا مَعَ هٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ لِأَنَّهَا أَغْلَى مِنَ ٱلْفِضَّةِ. — ام ٨:١٠.
١٥ كَيْفَ يَحْمِينَا حِزَامُ ٱلْحَقِّ؟
١٥ ثَانِيًا، لِنَلْبَسْ حِزَامَ ٱلْحَقِّ. (اف ٦:١٤) وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَعِيشَ يَوْمِيًّا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْحَقِّ. فَٱلْجُنْدِيُّ أَيَّامَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَانَ يَضَعُ حِزَامًا لِيَحْمِيَ خَصْرَهُ وَأَعْضَاءَهُ ٱلدَّاخِلِيَّةَ. لٰكِنْ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلْحِزَامُ مَشْدُودًا. بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ، عِنْدَمَا يَكُونُ حِزَامُ ٱلْحَقِّ مَشْدُودًا حَوْلَنَا، يَحْمِينَا مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْخَاطِئِ وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَأْخُذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً. وَأَمَامَ ٱلْمِحَنِ وَٱلْإِغْرَاءَاتِ، يُقَوِّي ٱلْحَقُّ تَصْمِيمَنَا أَنْ نَفْعَلَ ٱلصَّوَابَ. وَمِثْلَ ٱلْجُنْدِيِّ ٱلَّذِي يَسْتَحِيلُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى مَعْرَكَةٍ دُونَ حِزَامٍ، لِنُصَمِّمْ نَحْنُ أَيْضًا أَلَّا نُرْخِيَ أَوْ نَخْلَعَ حِزَامَ ٱلْحَقِّ. بَلْ لِنُبْقِهِ مَشْدُودًا حَوْلَنَا بِٱلْعَيْشِ دَائِمًا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْحَقِّ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، كَانَ ٱلْجُنْدِيُّ يُعَلِّقُ سَيْفَهُ فِي حِزَامِهِ. وَهٰذَا يُوصِلُنَا إِلَى طَرِيقَةٍ أُخْرَى تُقَوِّي تَصْمِيمَنَا أَنْ نَسْلُكَ فِي ٱلْحَقِّ.
١٦ كَيْفَ يُقَوِّي تَعْلِيمُ ٱلْحَقِّ تَصْمِيمَنَا أَنْ نَسْلُكَ فِيهِ؟
١٦ ثَالِثًا، لِنَبْذُلْ كُلَّ جُهْدِنَا كَيْ نُعَلِّمَ ٱلْحَقَّ. فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، نَتَمَسَّكُ بِسَيْفِنَا ٱلرُّوحِيِّ أَيْ «كَلِمَةِ ٱللّٰهِ». (اف ٦:١٧) وَمُهِمٌّ أَنْ نُحَسِّنَ دَائِمًا مَهَارَاتِنَا فِي ٱلتَّعْلِيمِ كَيْ ‹نَسْتَعْمِلَ كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ›. (٢ تي ٢:١٥) وَفِيمَا نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَشْتَرُوا ٱلْحَقَّ وَيَتْرُكُوا ٱلْبَاطِلَ، تَنْغَرِزُ كَلِمَةُ يَهْوَهَ فِي قَلْبِنَا وَعَقْلِنَا. وَهٰكَذَا يَقْوَى تَصْمِيمُنَا أَنْ نَسْلُكَ فِي ٱلْحَقِّ.
١٧ لِمَاذَا ٱلْحَقُّ ثَمِينٌ فِي نَظَرِكَ؟
١٧ اَلْحَقُّ هَدِيَّةٌ ثَمِينَةٌ مِنْ يَهْوَهَ. فَمِنْ خِلَالِهِ، صَارَ لَدَيْنَا عَلَاقَةٌ قَوِيَّةٌ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. وَهٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةُ هِيَ أَغْلَى مَا عِنْدَنَا. وَمَا عَلَّمَنَا إِيَّاهُ يَهْوَهُ حَتَّى ٱلْآنَ لَيْسَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ. فَهُوَ وَعَدَنَا أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي تَعْلِيمِنَا كُلَّ ٱلْأَبَدِيَّةِ. لِذَا، لِنُعِزَّ ٱلْحَقَّ وَنَعْتَبِرْهُ لُؤْلُؤَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ. وَلْنَسْتَمِرَّ فِي ‹شِرَائِهِ، وَلَا نَبِعْهُ› أَبَدًا. وَهٰكَذَا مِثْلَ دَاوُدَ، يُتَمِّمُ كُلٌّ مِنَّا هٰذَا ٱلْوَعْدَ لِيَهْوَهَ: «سَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ». — مز ٨٦:١١.
a اَلِٱسْمُ مُسْتَعَارٌ.
b اِفْتَحْ مَحَطَّةَ JW وَٱنْظُرْ: اَلْمُقَابَلَاتُ وَٱلتَّجَارِبُ ٱلشَّخْصِيَّةُ > اَلْحَقُّ يُغَيِّرُ ٱلْحَيَاةَ.