يُمْكِنُكَ ٱلِٱنْتِصَارُ فِي حَرْبِكَ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ
«قَاوِمُوا [ٱلشَّيْطَانَ] رَاسِخِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ». — ١ بط ٥:٩.
١ (أ) لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا ٱلْآنَ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ؟ (ب) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ بِٱسْتِطَاعَتِنَا ٱلِٱنْتِصَارَ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ؟
يَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ حَرْبًا عَلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) أَمَّا هَدَفُهُ فَهُوَ ٱلْتِهَامُ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْقَصِيرِ ٱلْمُتَبَقِّي لَهُ. (اقرإ الرؤيا ١٢:٩، ١٢.) فَهَلْ نَسْتَطِيعُ ٱلِٱنْتِصَارَ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ؟ نَعَمْ، فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ». — يع ٤:٧.
٢، ٣ (أ) لِمَ يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُؤْمِنَ ٱلنَّاسُ أَنَّهُ غَيْرُ مَوْجُودٍ؟ (ب) كَيْفَ تَعْرِفُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ حَقِيقِيٌّ؟
٢ يَهْزَأُ كَثِيرُونَ بِٱلْفِكْرَةِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ مَوْجُودٌ. فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ، لَيْسَ ٱلشَّيْطَانُ وَٱلْأَبَالِسَةُ سِوَى شَخْصِيَّاتٍ خَيَالِيَّةٍ فِي ٱلرِّوَايَاتِ وَأَفْلَامِ ٱلرُّعْبِ وَأَلْعَابِ ٱلْفِيدْيُو. وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ ٱلْأَرْوَاحَ ٱلشِّرِّيرَةَ لَا يُؤْمِنُ بِهَا إِلَّا سَخِيفُ ٱلْعَقْلِ. وَلٰكِنْ، هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَتَضَايَقُ لِأَنَّ ٱلْعَالَمَ يَعْتَبِرُهُ وَأَبَالِسَتَهُ شَخْصِيَّاتٍ مِنْ عَالَمِ ٱلْخَيَالِ؟ كَلَّا، فَمِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيْهِ أَنْ يُعْمِيَ أَذْهَانَ مَنْ يَشُكُّونَ فِي وُجُودِهِ. (٢ كو ٤:٤) وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، يُرَوِّجُ ٱلشَّيْطَانُ فِكْرَةَ عَدَمِ وُجُودِ أَرْوَاحٍ لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ.
٣ إِلَّا أَنَّنَا كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ لَسْنَا بَيْنَ ٱلَّذِينَ يُضِلُّهُمُ ٱلشَّيْطَانُ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ إِبْلِيسَ حَقِيقِيٌّ لِأَنَّهُ هُوَ مَنْ تَكَلَّمَ إِلَى حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ. (تك ٣:١-٥) كَمَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ مَنْ تَحَدَّثَ مَعَ يَهْوَهَ مُشَكِّكًا فِي دَوَافِعِ أَيُّوبَ. (اي ١:٩-١٢) أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ هُوَ مَنْ جَرَّبَ يَسُوعَ. (مت ٤:١-١٠) وَهُوَ مَنْ بَدَأَ «يَشُنُّ حَرْبًا» عَلَى بَاقِي ٱلْمَمْسُوحِينَ بَعْدَ تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَامَ ١٩١٤. (رؤ ١٢:١٧) وَلَا تَزَالُ هٰذِهِ ٱلْحَرْبُ قَائِمَةً مَا دَامَ ٱلشَّيْطَانُ يَسْعَى إِلَى تَدْمِيرِ إِيمَانِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ. وَلِكَيْ نَرْبَحَ ٱلْمَعْرَكَةَ، عَلَيْنَا أَنْ نُقَاوِمَهُ وَنَبْقَى رَاسِخِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ. كَيْفَ؟ سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ ثَلَاثَ طَرَائِقَ لِفِعْلِ ذٰلِكَ.
اِجْتَنِبِ ٱلْكِبْرِيَاءَ وَٱلتَّفَاخُرَ
٤ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلشَّيْطَانُ أَنَّهُ مُجَسَّمُ ٱلْكِبْرِيَاءِ؟
٤ اَلشَّيْطَانُ هُوَ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ. فَهٰذَا ٱلْمَلَاكُ ٱلشِّرِّيرُ تَجَرَّأَ عَلَى ٱلتَّشْكِيكِ فِي سُلْطَانِ يَهْوَهَ وَتَنْصِيبِ نَفْسِهِ إِلٰهًا مُنَافِسًا لِلّٰهِ. وَمِثْلُ هٰذِهِ ٱلْوَقَاحَةِ هِيَ ذُرْوَةُ ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلِٱجْتِرَاءِ. لِذٰلِكَ فَإِنَّ ٱجْتِنَابَ ٱلْكِبْرِيَاءِ وَتَنْمِيَةَ ٱلتَّوَاضُعِ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي نُقَاوِمُ بِهَا ٱلشَّيْطَانَ. (اقرأ ١ بطرس ٥:٥.) وَلٰكِنْ مَا هِيَ ٱلْكِبْرِيَاءُ؟ وَهَلْ لَهَا دَائِمًا مَعْنًى سَلْبِيٌّ؟
٥، ٦ (أ) هَلْ تَحْمِلُ ٱلْكِبْرِيَاءُ دَائِمًا مَعْنًى سَلْبِيًّا؟ (ب) أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ يُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَيْنَا، وَأَيُّ أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُوضِحُ ذٰلِكَ؟
٥ تُسْتَعْمَلُ كَلِمَةُ «كِبْرِيَاءَ» أَحْيَانًا بِمَعْنَى «عِزَّةِ ٱلنَّفْسِ»، وَهِيَ «شُعُورٌ بِٱلْكَرَامَةِ وَٱلشَّرَفِ وَٱحْتِرَامُ ٱلذَّاتِ». وَفِي بَعْضِ ٱللُّغَاتِ، تُسْتَعْمَلُ ٱلْكَلِمَةُ نَفْسُهَا بِمَعْنَى ٱلشُّعُورِ بِٱلْفَخْرِ، أَيْ أَنْ يَعْتَزَّ ٱلْمَرْءُ بِصِفَاتٍ أَوْ مَكَارِمَ إِمَّا فِيهِ أَوْ فِي أَهْلِهِ وَٱلْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ. وَلَا خَطَأَ فِي ذٰلِكَ أَبَدًا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي: «نَفْتَخِرُ بِكُمْ بَيْنَ جَمَاعَاتِ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِ ٱحْتِمَالِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ ٱضْطِهَادَاتِكُمْ وَٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي تَتَحَمَّلُونَهَا». (٢ تس ١:٤) فَلَيْسَ خَطَأً أَنْ نَكُونَ فَخُورِينَ بِإِنْجَازَاتِ ٱلْآخَرِينَ، وَلَا حَتَّى أَنْ نَمْتَلِكَ مِقْدَارًا مِنَ ٱلِٱعْتِزَازِ بِٱلنَّفْسِ؛ فَمِثْلُ هٰذَا ٱلشُّعُورِ دَلِيلُ سَلَامَةٍ وَلَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ مُضِرًّا. فَلَا يَجِبُ أَنْ نَخْجَلَ بِعَائِلَتِنَا أَوْ حَضَارَتِنَا أَوِ ٱلْمِنْطَقَةِ ٱلَّتِي نَشَأْنَا فِيهَا. — اع ٢١:٣٩.
٦ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يُمْكِنُ أَنْ تُدَمِّرَ ٱلْكِبْرِيَاءُ وَٱلِٱفْتِخَارُ عَلَاقَاتِنَا بِٱلْآخَرِينَ، وَلَا سِيَّمَا صَدَاقَتَنَا مَعَ يَهْوَهَ. كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَانَا نَسْتَاءُ مِنْ مَشْورَةٍ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهَا، فَنَرْفُضُهَا عِوَضَ أَنْ نَقْبَلَهَا بِتَوَاضُعٍ. (مز ١٤١:٥) فَثَمَّةَ تَعْرِيفٌ آخَرُ لِلْكِبْرِيَاءِ هُوَ: «تَقْدِيرُ ٱلذَّاتِ تَقْدِيرًا مُتَجَاوِزَ ٱلْحَدِّ» أَوْ «شُعُورٌ مُفْرِطٌ [عِنْدَ ٱلْإِنْسَانِ] بِقِيمَتِهِ وَأَهَمِّيَّتِهِ بِحَيْثُ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ». وَيَهْوَهُ يَكْرَهُ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلتَّفَاخُرِ. (حز ٣٣:٢٨؛ عا ٦:٨) لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَبْتَهِجُ عِنْدَمَا يَرَى ٱلْبَشَرَ يَتَبَجَّحُونَ بِكِبْرِيَاءَ، لِأَنَّ ذٰلِكَ يَعْكِسُ كِبْرِيَاءَهُ. فَلَا شَكَّ أَنَّهُ أَحَسَّ بِنَشْوَةِ ٱلِٱنْتِصَارِ عِنْدَمَا رَأَى تَبَجُّحَ نِمْرُودَ وَفِرْعَوْنَ وَأَبْشَالُومَ، رِجَالٍ وَقَعُوا ضَحِيَّةَ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. (تك ١٠:٨، ٩؛ خر ٥:١، ٢؛ ٢ صم ١٥:٤-٦) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، كَانَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ أَحَدَ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي خَسَّرَتْ قَايِينَ عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ. فَقَدْ أَتَتْهُ ٱلنَّصِيحَةُ مِنْ يَهْوَهَ نَفْسِهِ، وَلٰكِنَّهُ كَانَ مُتَكَبِّرًا جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّهُ رَفَضَهَا. فَتَجَاهَلَ تَحْذِيرَ يَهْوَهَ بِعِنَادٍ وَتَهَوَّرَ فِي مَسْلَكٍ أَدَّى بِهِ إِلَى كَارِثَةٍ. — تك ٤:٦-٨.
٧، ٨ (أ) مَا هِيَ ٱلْعُنْصُرِيَّةُ، وَكَيْفَ تَكُونُ نَوْعًا مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلتَّفَاخُرِ؟ (ب) كَيْفَ تُمَزِّقُ ٱلْكِبْرِيَاءُ رِبَاطَ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٧ وَٱلْيَوْمَ، يَتَمَادَى ٱلنَّاسُ فِي ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلتَّفَاخُرِ بِطَرَائِقَ هَدَّامَةٍ عَدِيدَةٍ، مِنْهَا ٱلْعُنْصُرِيَّةُ ٱلَّتِي تَرْتَبِطُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِهَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ. وَتُعَرَّفُ ٱلْعُنْصُرِيَّةُ فِي بَعْضِ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّهَا «ٱلِٱعْتِقَادُ بِأَنَّ أَعْضَاءَ جِنْسٍ أَوْ سُلَالَةٍ أَوْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلسُّلَالَاتِ أَعْلَى أَوْ أَدْنَى دَرَجَةً مِنْ أَعْضَاءِ ٱلسُّلَالَاتِ ٱلْأُخْرَى». كَمَا تُعَرَّفُ بِأَنَّهَا «مَذْهَبُ ٱلْمُتَعَصِّبِينَ لِعُنْصُرِهِمْ، أَوْ لِأَصْلِهِمِ ٱلْعِرْقِيِّ». وَكَثِيرًا مَا يُؤَدِّي ٱلتَّعَصُّبُ ٱلْعُنْصُرِيُّ إِلَى شَغَبٍ وَحُرُوبٍ وَمَجَازِرَ.
٨ طَبْعًا، لَا يَنْبَغِي أَنْ تَحْصُلَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْخِلَافَاتِ بَيْنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ تَنْشَأُ أَحْيَانًا بِسَبَبِ ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلتَّفَاخُرِ، وَقَدْ تَخْرُجُ عَنْ نِطَاقِ ٱلسَّيْطَرَةِ. وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ سَأَلَهُمُ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «مِنْ أَيْنَ ٱلْحُرُوبُ، وَمِنْ أَيْنَ ٱلْمُشَاجَرَاتُ بَيْنَكُمْ؟». (يع ٤:١) فَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَنْعَكِسَ ٱلْحَزَازِيَّاتُ عَلَى كَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، مُسَبِّبَةً جُرُوحًا بَلِيغَةً لِلْآخَرِينَ. (ام ١٢:١٨) نَعَمْ، يُمْكِنُ أَنْ تُمَزِّقَ ٱلْكِبْرِيَاءُ رِبَاطَ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نُقَاوِمَ ٱلْعُنْصُرِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِنْ أَنْوَاعِ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلْمُؤْذِيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ إِذَا كُنَّا نَشْعُرُ أَنَّنَا نَفُوقُ ٱلْآخَرِينَ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ «كُلَّ مُتَكَبِّرِ ٱلْقَلْبِ مَكْرَهَةٌ لِيَهْوَهَ». (ام ١٦:٥) وَيَحْسُنُ بِنَا أَيْضًا أَنْ نَتَفَحَّصَ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ عِرْقٍ أَوْ جِنْسِيَّةٍ أَوْ حَضَارَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. فَإِذَا كَانَ لَدَيْنَا تَعَصُّبٌ لِعِرْقِنَا أَوْ جِنْسِيَّتِنَا، فَنَحْنُ إِذًا نَتَجَاهَلُ ٱلْحَقِيقَةَ أَنَّ ٱللّٰهَ «صَنَعَ مِنْ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ». (اع ١٧:٢٦) وَهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ تَعْنِي أَنَّ هُنَالِكَ سُلَالَةً وَاحِدَةً فَقَطْ لِأَنَّ كُلَّ ٱلْبَشَرِ تَحَدَّرُوا مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ هُوَ آدَمُ. فَمَا أَسْخَفَ ٱلِٱعْتِقَادَ أَنَّ بَعْضَ ٱلسُّلَالَاتِ هِيَ أَعْلَى أَوْ أَدْنَى دَرَجَةً مِنْ أَعْضَاءِ ٱلسُّلَالَاتِ ٱلْأُخْرَى! فَنَمَطُ ٱلتَّفْكِيرِ هٰذَا يُنَاسِبُ مُخَطَّطَ ٱلشَّيْطَانِ، أَلَا وَهُوَ تَمْزِيقُ رِبَاطِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (يو ١٣:٣٥) وَلِكَيْ نَنْتَصِرَ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ، يَلْزَمُ أَنْ نُقَاوِمَ كُلَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. — ام ١٦:١٨.
اِجْتَنِبِ ٱلْمَادِّيَّةَ وَمَحَبَّةَ ٱلْعَالَمِ
١٠، ١١ (أ) لِمَ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَنْمِيَةُ مَحَبَّةٍ لِلْعَالَمِ؟ (ب) مَاذَا كَانَتْ نَتِيجَةُ مَحَبَّةِ دِيمَاسَ لِلْعَالَمِ؟
١٠ اَلشَّيْطَانُ هُوَ «حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ»، وَهُوَ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ كُلِّهِ. (يو ١٢:٣١؛ ١ يو ٥:١٩) لِذٰلِكَ فَإِنَّ مُعْظَمَ مَا يُرَوِّجُ لَهُ ٱلْعَالَمُ يَتَعَارَضُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمَعَ أَنَّ مَا يُقَدِّمُهُ نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرُ لَا يَنْدَرِجُ كُلُّهُ فِي خَانَةِ ٱلشَّرِّ، نَحْنُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ سَيَسْتَخْدِمُ عَالَمَهُ لِيَسْتَغِلَّ رَغَبَاتِنَا وَيُحَاوِلَ إِيقَاعَنَا فِي حِبَالَةِ ٱلْخَطِيَّةِ. أَوْ رُبَّمَا يُحَاوِلُ أَنْ يَحْمِلَنَا عَلَى مَحَبَّةِ ٱلْعَالَمِ وَإِهْمَالِ عِبَادَتِنَا لِيَهْوَهَ. — اقرأ ١ يوحنا ٢:١٥، ١٦.
١١ لَقَدْ أَحَبَّ بَعْضُ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مَا فِي ٱلْعَالَمِ. مَثَلًا، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «دِيمَاسُ تَخَلَّى عَنِّي لِأَنَّهُ أَحَبَّ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرَ». (٢ تي ٤:١٠) إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يُحَدِّدُ مَا ٱلَّذِي أَحَبَّهُ دِيمَاسُ فِي ٱلْعَالَمِ وَدَفَعَهُ إِلَى ٱلتَّخَلِّي عَنْ بُولُسَ. فَرُبَّمَا بَدَأَ يُحِبُّ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَادِّيَّةَ أَكْثَرَ مِنَ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَإِذَا صَحَّ ذٰلِكَ، فَقَدْ فَوَّتَ عَلَى نَفْسِهِ ٱمْتِيَازَاتٍ رُوحِيَّةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ كَمُسَاعِدٍ لِبُولُسَ. فَهَلْ كَانَ بِمَقْدُورِ ٱلْعَالَمِ أَنْ يَمْنَحَهُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِمَّا سَيُقَدِّمُهُ لَهُ يَهْوَهُ؟! — ام ١٠:٢٢.
١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَقَعَ ضَحِيَّةَ «قُوَّةِ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةِ»؟
١٢ لَرُبَّمَا يَحْصُلُ أَمْرٌ مُشَابِهٌ مَعَنَا ٱلْيَوْمَ. فَكَمَسِيحِيِّينَ، مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَرْغَبَ فِي إِعَالَةِ أَنْفُسِنَا وَعَائِلَتِنَا مَادِّيًّا. (١ تي ٥:٨) وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِحَيَاةٍ هَنِيئَةٍ لِأَنَّهُ أَسْكَنَ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي جَنَّةٍ جَمِيلَةٍ. (تك ٢:٩) لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَغِلَّ رَغَبَاتِنَا بِوَاسِطَةِ «قُوَّةِ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةِ». (مت ١٣:٢٢) فَكَثِيرُونَ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلْمَالَ سِرُّ ٱلسَّعَادَةِ أَوْ أَنَّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ مِفْتَاحُ ٱلنَّجَاحِ. لٰكِنَّ تَفْكِيرًا كَهٰذَا هُوَ مُجَرَّدُ وَهْمٍ خَادِعٍ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُخَسِّرَنَا صَدَاقَتَنَا مَعَ يَهْوَهَ، وَهِيَ أَثْمَنُ مَا لَدَيْنَا. حَذَّرَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَٱلْمَالِ». (مت ٦:٢٤) فَإِذَا كُنَّا عَبِيدًا لِلْمَالِ، نَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ، وَهٰذَا بِٱلذَّاتِ مَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَفْعَلَهُ! فَلْنُصَمِّمْ أَلَّا نَدَعَ ٱلْمَالَ أَوْ أَيَّ شَيْءٍ يَشْتَرِيهِ ٱلْمَالُ يَطْغَى عَلَى صَدَاقَتِنَا مَعَ يَهْوَهَ. فَلِكَيْ نَنْتَصِرَ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ، عَلَيْنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ. — اقرأ ١ تيموثاوس ٦:٦-١٠.
اِجْتَنِبِ ٱلْعَهَارَةَ
١٣ كَيْفَ يُرَوِّجُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ لِنَظْرَةٍ مُشَوَّهَةٍ إِلَى ٱلزَّوَاجِ وَٱلْجِنْسِ؟
١٣ اَلْعَهَارَةُ فَخٌّ آخَرُ يَنْصِبُهُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ. فَثَمَّةَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَعْتَبِرُونَ أَنَّ ٱلْإِخْلَاصَ فِي ٱلزَّوَاجِ، أَوِ ٱلزَّوَاجَ بِحَدِّ ذَاتِهِ، مُوضَةٌ قَدِيمَةٌ تُقَيِّدُ ٱلْإِنْسَانَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، عَلَّقَتْ مُمَثِّلَةٌ شَهِيرَةٌ: «يَسْتَحِيلُ عَلَى أَيِّ رَجُلٍ أَوِ ٱمْرَأَةٍ أَنْ يُخْلِصَ لِشَرِيكٍ وَاحِدٍ. وَلَا أَعْرِفُ أَحَدًا يُخْلِصُ لِشَرِيكِهِ أَوْ يُرِيدُ أَنْ يُخْلِصَ لَهُ». وَذَكَرَ أَحَدُ ٱلْمُمَثِّلِينَ: «لَا أَظُنُّ أَنَّ ٱلْإِخْلَاصَ لِشَرِيكٍ وَاحِدٍ مَدَى ٱلْعُمْرِ هُوَ جُزْءٌ مِنْ طَبِيعَتِنَا». وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُسَرُّ حِينَ يَرَى أَشْخَاصًا لَهُمْ تَأْثِيرٌ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ يَذُمُّونَ ٱلزَّوَاجَ ٱلَّذِي هُوَ عَطِيَّةٌ مِنَ ٱللّٰهِ. فَإِبْلِيسُ لَا يُؤَيِّدُ أَبَدًا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ وَلَا يُرِيدُ نَجَاحَهُ. لِذَا، يَجِبُ أَنْ نَتَبَنَّى نَظْرَةَ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلزَّوَاجِ إِذَا أَرَدْنَا ٱلِٱنْتِصَارَ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ.
١٤، ١٥ كَيْفَ نَجْتَنِبُ ٱلْعَهَارَةَ؟
١٤ سَوَاءٌ كُنَّا مُتَزَوِّجِينَ أَوْ عُزَّابًا، يَلْزَمُ أَنْ نُقَاوِمَ بِكُلِّ قُوَّتِنَا ٱلْعَهَارَةَ عَلَى أَشْكَالِهَا. وَهَلِ ٱلْمُقَاوَمَةُ سَهْلَةٌ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَإِذَا كُنْتَ شَابًّا، فَرُبَّمَا تَسْمَعُ رُفَقَاءَكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ يَتَبَاهَوْنَ بِعَلَاقَاتِهِمِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْعَابِرَةِ أَوْ بِٱلْمُرَاسَلَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ، مُمَارَسَةٌ تُعْتَبَرُ فِي بَعْضِ ٱلْأَمَاكِنِ مُعَادِلَةً لِنَشْرِ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ تَسْتَغِلُّ ٱلْأَطْفَالَ. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ ٱلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ «يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ ٱلْخَاصِّ». (١ كو ٦:١٨) فَكَمْ مِنْ ضَحِيَّةٍ عَانَتِ ٱلْأَمَرَّيْنِ وَلَاقَتْ حَتْفَهَا نَتِيجَةَ ٱنْتِشَارِ ٱلْأَمْرَاضِ ٱلْمُنْتَقِلَةِ جِنْسِيًّا! كَمَا أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلشُّبَّانِ وَٱلشَّابَّاتِ غَيْرِ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ ٱلَّذِينَ فَقَدُوا عُذْرِيَّتَهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ نَادِمُونَ عَلَى مَا فَعَلُوهُ. إِنَّ وَسَائِلَ ٱلْإِعْلَامِ فِي عَالَمِ ٱلتَّسْلِيَةِ لَا تُصَوِّرُ ٱلْعَهَارَةَ عَلَى حَقِيقَتِهَا، بَلْ تُرِيدُ إِقْنَاعَنَا بِأَنَّ كَسْرَ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ لَا عَوَاقِبَ لَهُ. وَنَمَطُ ٱلتَّفْكِيرِ هٰذَا يُوقِعُ ٱلنَّاسَ ضَحِيَّةَ «ٱلْقُوَّةِ ٱلْخَادِعَةِ لِلْخَطِيَّةِ». — عب ٣:١٣.
١٥ فَمَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَفْعَلَ إِذَا كُنْتَ تُجَاهِدُ لِٱجْتِنَابِ ٱلْعَهَارَةِ؟ اِعْتَرِفْ أَنَّ لَدَيْكَ ضَعْفًا. (رو ٧:٢٢، ٢٣) صَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلْقُوَّةِ. (في ٤:٦، ٧، ١٣) تَجَنَّبِ ٱلْأَوْضَاعَ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ بِكَ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْعَهَارَةِ. (ام ٢٢:٣) وَعِنْدَمَا تَتَعَرَّضُ لِإِغْرَاءٍ، ٱرْفُضْهُ دُونَمَا تَأْخِيرٍ. — تك ٣٩:١٢.
١٦ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ جَرَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟
١٦ كَانَ يَسُوعُ خَيْرَ قُدْوَةٍ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ وَٱلْإِغْرَاءَاتِ. فَهُوَ لَمْ يَنْخَدِعْ بِوُعُودِ ٱلشَّيْطَانِ وَلَا صَرَفَ وَقْتًا لِيُوَازِنَ بَيْنَ ٱلْحَسَنَاتِ وَٱلْمَسَاوِئِ، بَلْ أَجَابَ عَلَى ٱلْفَوْرِ: «مَكْتُوبٌ». (اقرأ متى ٤:٤-١٠.) فَقَدْ كَانَ مُلِمًّا بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، مَا سَهَّلَ عَلَيْهِ ٱلتَّصَرُّفَ بِسُرْعَةٍ وَٱقْتِبَاسَ آيَاتٍ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ. وَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَلَّا نَسْمَحَ لِأَنْفُسِنَا أَنْ نُغْرَى بِمُمَارَسَةِ ٱلْعَهَارَةِ إِذَا أَرَدْنَا مُقَاوَمَةَ ٱلشَّيْطَانِ بِنَجَاحٍ. — ١ كو ٦:٩، ١٠.
اِرْبَحِ ٱلْحَرْبَ بِٱلِٱحْتِمَالِ
١٧، ١٨ (أ) أَيَّةُ أَسْلِحَةٍ أُخْرَى هِيَ فِي حَوْزَةِ ٱلشَّيْطَانِ، وَلِمَ لَا يُفَاجِئُنَا أَنْ يَسْتَخْدِمَهَا ضِدَّنَا؟ (ب) مَاذَا يُخَبِّئُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ لِلشَّيْطَانِ، وَكَيْفَ يُشَجِّعُنَا ذٰلِكَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٧ لَيْسَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ وَٱلْمَادِّيَّةُ وَٱلْعَهَارَةُ سِوَى ثَلَاثَةِ أَسْلِحَةٍ بَيْنَ يَدَيِ ٱلشَّيْطَانِ. فَهُنَالِكَ أَسْلِحَةٌ كَثِيرَةٌ غَيْرُهَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُوَاجِهُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ أَعْضَاءِ عَائِلَتِهِمْ وَٱلِٱسْتِهْزَاءَ مِنْ رُفَقَائِهِمْ فِي ٱلصَّفِّ، أَوْ يَعِيشُونَ فِي بَلَدٍ تُضَيِّقُ فِيهِ ٱلسُّلُطَاتُ عَلَى عَمَلِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ. وَهٰذِهِ ٱلضِّيقَاتُ لَا تُفَاجِئُنَا لِأَنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ أَتْبَاعَهُ، قَائِلًا: «تَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي. وَلٰكِنَّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ». — مت ١٠:٢٢.
١٨ فَكَيْفَ نُحَارِبُ ٱلشَّيْطَانَ وَنُحَقِّقُ ٱلِٱنْتِصَارَ؟ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «بِٱحْتِمَالِكُمْ تَقْتَنُونَ نُفُوسَكُمْ». (لو ٢١:١٩) تَذَكَّرْ أَنَّهُ مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا ضَرَرًا أَبَدِيًّا، وَلَا أَحَدَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُخَسِّرَنَا صَدَاقَتَنَا مَعَ ٱللّٰهِ إِلَّا إِذَا سَمَحْنَا بِذٰلِكَ. (رو ٨:٣٨، ٣٩) حَتَّى مَوْتُ خُدَّامِ يَهْوَهَ لَا يُحْسَبُ ٱنْتِصَارًا لِلشَّيْطَانِ لِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُهُمْ عَمَّا قَرِيبٍ. (يو ٥:٢٨، ٢٩) أَمَّا ٱلشَّيْطَانُ فَمُسْتَقْبَلُهُ قَاتِمٌ فِعْلًا. فَبَعْدَ دَمَارِ نِظَامِهِ ٱلشِّرِّيرِ، سَيُطْرَحُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ ٠٠٠,١ سَنَةٍ. (رؤ ٢٠:١-٣) وَفِي نِهَايَةِ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْأَلْفِيِّ، سَوْفَ «يُحَلُّ ٱلشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ» لِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ كَيْ يُحَاوِلَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ تَضْلِيلَ ٱلْبَشَرِ ٱلْكَامِلِينَ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، سَيَلْقَى حَتْفَهُ. (رؤ ٢٠:٧-١٠) إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَاجِهُ ٱلْهَلَاكَ ٱلْحَتْمِيَّ، أَمَّا أَنْتَ فَٱلْمُسْتَقْبَلُ كُلُّهُ أَمَامَكَ إِذَا قَاوَمْتَهُ رَاسِخًا فِي ٱلْإِيمَانِ. نَعَمْ، يُمْكِنُكَ ٱلِٱنْتِصَارُ فِي حَرْبِكَ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ.