اِسْعَ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ
«لِنَسْعَ . . . فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ». — رو ١٤:١٩.
١، ٢ لِمَاذَا يَنْعَمُ شُهُودُ يَهْوَهَ بِٱلسَّلَامِ فِي مَا بَيْنَهُمْ؟
مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نَجِدَ ٱلسَّلَامَ ٱلْحَقِيقِيَّ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. فَحَتَّى ٱلنَّاسُ ٱلَّذِينَ يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْقَوْمِيَّةِ نَفْسِهَا وَيَتَكَلَّمُونَ ٱللُّغَةَ عَيْنَهَا غَالِبًا مَا يَكُونُونَ مُنْقَسِمِينَ دِينِيًّا، سِيَاسِيًّا، أَوِ ٱجْتِمَاعِيًّا. وَبِٱلْمُقَابِلِ، يَنْعَمُ شَعْبُ يَهْوَهَ بِٱلْوَحْدَةِ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَأْتُونَ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ». — رؤ ٧:٩.
٢ وَهذَا ٱلسَّلَامُ ٱلسَّائِدُ عُمُومًا بَيْنَنَا لَيْسَ وَلِيدَ ٱلصُّدْفَةِ. فَهُوَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ يَعُودُ إِلَى أَنَّنَا «نَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ» مِنْ خِلَالِ ٱلْإِيمَانِ بِٱبْنِهِ ٱلَّذِي سُفِكَ دَمُهُ لِغُفْرَانِ خَطَايَانَا. (رو ٥:١؛ اف ١:٧) كَمَا أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَمْنَحُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُشَكِّلُ ٱلسَّلَامُ أَحَدَ أَوْجُهِ ثَمَرِهِ. (غل ٥:٢٢) إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، نَحْنُ ‹لَسْنَا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ›. (يو ١٥:١٩) فَفِي ٱلشُّؤُونِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ، لَا نَنْحَازُ إِلَى أَيِّ طَرَفٍ وَنَبْقَى عَلَى ٱلْحِيَادِ. وَبِمَا أَنَّنَا ‹طَبَعْنَا سُيُوفَنَا سِكَكًا›، لَا نَشْتَرِكُ فِي ٱلْحُرُوبِ ٱلْأَهْلِيَّةِ أَوِ ٱلدُّوَلِيَّةِ. — اش ٢:٤.
٣ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلسَّلَامُ ٱلَّذِي نَنْعَمُ بِهِ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ نَحْنُ ‹نُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا› مَعَ أَنَّ جَمَاعَاتِنَا تَضُمُّ عُرُوقًا وَحَضَارَاتٍ كَثِيرَةً. (يو ١٥:١٧) إِلَّا أَنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي نَنْعَمُ بِهِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى عَدَمِ أَذِيَّةِ إِخْوَتِنَا. بَلْ يَشْمُلُ أَيْضًا «صُنْعَ ٱلصَّلَاحِ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غل ٦:١٠) وَيَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّرَ هذَا ٱلْفِرْدَوْسَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلسِّلْمِيَّ وَنَصُونَهُ. لِذلِكَ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ.
عِنْدَمَا نَعْثُرُ
٤ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَحَدٍ؟
٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «جَمِيعًا نَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْثُرُ فِي ٱلْكَلَامِ، فَذَاكَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ». (يع ٣:٢) لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَنْشَأَ ٱلْخِلَافَاتُ وَإِسَاءَاتُ ٱلْفَهْمِ بَيْنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (في ٤:٢، ٣) لكِنَّ ٱلْمَشَاكِلَ بَيْنَ ٱلْأَفْرَادِ يُمْكِنُ حَلُّهَا دُونَ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ. تَأَمَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فِي ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نُطَبِّقَهَا إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَحَدٍ. — اِقْرَأْ متى ٥:٢٣، ٢٤.
٥ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ عِنْدَمَا يُسَاءُ إِلَيْنَا؟
٥ وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ أَحَدٌ إِلَيْنَا؟ هَلْ نَتَوَقَّعُ مِنْهُ أَنْ يُبَادِرَ إِلَى ٱلِٱعْتِذَارِ مِنَّا؟ تَذْكُرُ ١ كُورِنْثُوسُ ١٣:٥: «[اَلْمَحَبَّةُ] لَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ». فَحِينَ نُسَامِحُ وَنَنْسَى نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ. (اِقْرَأْ كولوسي ٣:١٣.) وَهذِهِ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِمُعَالَجَةِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلْيَوْمِيَّةِ ٱلطَّفِيفَةِ لِأَنَّهَا تُسَاهِمُ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا وَتَمْنَحُنَا سَلَامَ ٱلْعَقْلِ. يَقُولُ أَحَدُ ٱلْأَمْثَالِ: «جَمَالُ [ٱلْإِنْسَانِ] أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ ٱلْمَعْصِيَةِ». — ام ١٩:١١.
٦ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا ٱلتَّغَاضِيَ عَنْ إِسَاءَةٍ مَا؟
٦ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا ٱلتَّغَاضِيَ عَنْ إِسَاءَةٍ مَا؟ لَا رَيْبَ أَنَّ ٱلتَّكَلُّمَ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يُعِيرُنَا أُذُنًا صَاغِيَةً لَيْسَ مَسْلَكَ حِكْمَةٍ لِأَنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ لَا تَعْمَلُ إِلَّا عَلَى تَعْكِيرِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَكَيْفَ يُمْكِنُ حَلُّ ٱلْمَسْأَلَةِ بِسَلَامٍ؟ تَقُولُ مَتَّى ١٨:١٥: «إِنِ ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً، فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ لَكَ، رَبِحْتَ أَخَاكَ». صَحِيحٌ أَنَّ مَتَّى ١٨:١٥-١٧ تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبْدَأَ ٱلْمَذْكُورَ فِي ٱلْعَدَدِ ١٥ يُمْكِنُ ٱتِّبَاعُهُ فِي حَالَاتِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلطَّفِيفَةِ. فَيَنْبَغِي أَنْ نَتَحَدَّثَ مَعَ ٱلْمُسِيءِ بِلُطْفٍ وَعَلَى ٱنْفِرَادٍ لِرَدِّ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلسِّلْمِيَّةِ بِهِ.a
٧ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ؟
٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اِسْخَطُوا، وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا. لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا». (اف ٤:٢٦، ٢٧) وَقَالَ يَسُوعُ: «سَارِعْ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ مَعَ ٱلْمُشْتَكِي عَلَيْكَ». (مت ٥:٢٥) إِذًا، يَقْتَضِي ٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ أَنْ نُسَارِعَ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْمَشَاكِلِ. وَلِمَاذَا؟ مَنْعًا لِتَفَاقُمِهَا لِأَنَّ تَأْجِيلَ حَلِّهَا هُوَ كَتَرْكِ جُرْحٍ مُلْتَهِبٍ دُونَ عِلَاجٍ. فَلَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ ٱلْكِبْرِيَاءَ، ٱلْحَسَدَ، أَوْ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ تُعِيقُنَا عَنْ حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ بِسُرْعَةٍ. — يع ٤:١-٦.
حِينَ تَخْتَلِفُ وُجْهَاتُ ٱلنَّظَرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
٨، ٩ (أ) أَيُّ ٱخْتِلَافٍ فِي وُجْهَاتِ ٱلنَّظَرِ حَدَثَ فِي جَمَاعَةِ رُومَا؟ (ب) أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا؟
٨ أَحْيَانًا، لَا يَكُونُ ٱلْخِلَافُ بَيْنَ شَخْصَيْنِ فَقَطْ. وَهذِهِ كَانَتْ حَالَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا ٱلَّذِينَ كَتَبَ إِلَيْهِمِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رِسَالَةً مُوحًى بِهَا. فَٱلْبَعْضُ فِي تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ كَانُوا يَسْتَهِينُونَ بِذَوِي ٱلضَّمَائِرِ ٱلضَّعِيفَةِ، أَيِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُمْ ضَمِيرُهُمْ بِٱلْقِيَامِ بِأُمُورٍ مُعَيَّنَةٍ. فَهؤُلَاءِ كَانُوا يَدِينُونَ غَيْرَهُمْ فِي مَسَائِلَ شَخْصِيَّةٍ بَحْتَةٍ. فَأَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْجَمَاعَةِ؟ — رو ١٤:١-٦.
٩ لَقَدْ وَجَّهَ كَلَامَهُ إِلَى ٱلْفَرِيقَيْنِ ٱلْمُتَنَازِعَيْنِ. فَقَالَ لِلَّذِينَ فَهِمُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ أَلَّا يَسْتَهِينُوا بِإِخْوَتِهِمْ. (رو ١٤:٢، ١٠) فَمَوْقِفٌ كَهذَا يُعْثِرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يَشْمَئِزُّونَ مِنْ تَنَاوُلِ أَطْعِمَةٍ حَرَّمَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ. قَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «لَا تَهْدِمْ عَمَلَ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِ ٱلطَّعَامِ». ثُمَّ تَابَعَ: «حَسَنٌ أَلَّا تَأْكُلَ لَحْمًا وَلَا تَشْرَبَ خَمْرًا وَلَا تَفْعَلَ شَيْئًا يَعْثُرُ بِهِ أَخُوكَ». (رو ١٤:١٤، ١٥، ٢٠، ٢١) أَمَّا ذَوُو ٱلضَّمَائِرِ ٱلضَّعِيفَةِ فَنَصَحَهُمْ أَلَّا يَدِينُوا إِخْوَتَهُمُ ٱلْأَكْثَرَ ٱنْفِتَاحًا مُعْتَبِرِينَهُمْ غَيْرَ أُمَنَاءَ. (رو ١٤:١٣) فَقَدْ أَوْصَى ‹كُلَّ مَنْ هُوَ بَيْنَهُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ›. (رو ١٢:٣) وَبَعْدَ تَقْدِيمِهِ ٱلْمَشُورَةَ لِلطَّرَفَيْنِ ذَكَرَ: «لِنَسْعَ إِذًا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ وَمَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا». — رو ١٤:١٩.
١٠ عَلَى غِرَارِ جَمَاعَةِ رُومَا، مَاذَا يَلْزَمُ لِتَسْوِيَةِ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلْيَوْمَ؟
١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي جَمَاعَةِ رُومَا تَجَاوَبُوا مَعَ مَشُورَةِ بُولُسَ وَأَجْرَوُا ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ. وَعَلَى غِرَارِهِمْ، يَجِبُ ٱلْيَوْمَ تَسْوِيَةُ ٱلْخِلَافَاتِ حُبِّيًّا بِتَطْبِيقِ مَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَيَلْزَمُ أَنْ يَصْنَعَ ٱلطَّرَفَانِ ٱلْمُتَنَازِعَانِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ لِكَيْ ‹يُحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ بَعْضُهُمْ نَحْوَ بَعْضٍ›. — مر ٩:٥٠.
عِنْدَمَا تُطْلَبُ ٱلْمُسَاعَدَةُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ
١١ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَحْذَرَ ٱلشَّيْخُ عِنْدَمَا يُخْبِرُهُ مَسِيحِيٌّ عَنْ مُشْكِلَةٍ مَعَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
١١ مَاذَا لَوْ أَخْبَرَ مَسِيحِيٌّ شَيْخًا عَنْ مُشْكِلَةٍ مَعَ أَحَدِ أَقْرِبَائِهِ أَوْ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟ تَذْكُرُ أَمْثَالُ ٢١:١٣: «مَنْ يَسُدُّ أُذُنَهُ عَنْ صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِينِ فَهُوَ أَيْضًا يَدْعُو وَلَا يُسْتَجَابُ». وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلشَّيْخَ لَا «يَسُدُّ أُذُنَهُ». لكِنَّ مَثَلًا آخَرَ يُحَذِّرُ: «اَلْأَوَّلُ فِي عَرْضِ دَعْوَاهُ بَارٌّ، فَيَأْتِي صَاحِبُهُ وَيَفْحَصُهُ». (ام ١٨:١٧) فَمَعَ أَنَّ ٱلشَّيْخَ يَنْبَغِي أَنْ يُصْغِيَ بِلُطْفٍ، يَلْزَمُ أَنْ يَنْتَبِهَ لِئَلَّا يَنْحَازَ إِلَى ٱلْمُشْتَكِي. وَبَعْدَ ٱلْإِصْغَاءِ إِلَيْهِ، بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْأَلَهُ هَلْ تَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمُسِيءِ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ. كَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُرَاجِعَ مَعَهُ كَيْفَ يَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ بِٱتِّبَاعِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
١٢ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً تُظْهِرُ خَطَرَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ بَعْدَ ٱلسَّمَاعِ لِلْمُشْتَكِي.
١٢ تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ثَلَاثَةُ أَمْثِلَةٍ تُبْرِزُ خَطَرَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ بَعْدَ ٱلسَّمَاعِ لِطَرَفٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. فَفُوطِيفَارُ صَدَّقَ رِوَايَةَ زَوْجَتِهِ أَنَّ يُوسُفَ حَاوَلَ ٱغْتِصَابَهَا. وَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ زَجَّهُ فِي ٱلسِّجْنِ. (تك ٣٩:١٩، ٢٠) وَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَيْضًا صَدَّقَ صِيبَا حِينَ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَفِيبُوشَثَ يَدْعَمُ أَعْدَاءَهُ. فَتَسَرَّعَ وَقَالَ لَهُ: «هُوَذَا لَكَ كُلُّ مَا هُوَ لِمَفِيبُوشَثَ». (٢ صم ١٦:٤؛ ١٩:٢٥-٢٧) كَمَا صَدَّقَ ٱلْمَلِكُ أَرْتَحْشَسْتَا ٱلْخَبَرَ ٱلْكَاذِبَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ يُعِيدُونَ بِنَاءَ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ يَنْوُونَ ٱلتَّمَرُّدَ عَلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ. فَأَمَرَ بِإِيقَافِ كُلِّ أَعْمَالِ ٱلْبِنَاءِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَهكَذَا تَوَقَّفَ ٱلْعَمَلُ فِي هَيْكَلِ ٱللّٰهِ. (عز ٤:١١-١٣، ٢٣، ٢٤) إِذًا، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَتْبَعَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَشُورَةَ بُولُسَ لِتِيمُوثَاوُسَ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ إِصْدَارِ أَحْكَامٍ مُسْبَقَةٍ. — اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:٢١.
١٣، ١٤ (أ) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلشَّيْخُ عِنْدَمَا تَنْشَأُ مُشْكِلَةٌ بَيْنَ شَخْصَيْنِ؟ (ب) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلشُّيُوخُ قَبْلَ ٱلْحُكْمِ فِي مَسْأَلَةٍ مَا؟
١٣ حَتَّى عِنْدَمَا يَسْتَمِعُ ٱلشَّيْخُ إِلَى طَرَفَيِ ٱلنِّزَاعِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْمَشُورَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «مَنْ يَظُنَّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَلَيْسَ يَعْرِفُهُ بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَهُ». (١ كو ٨:٢) فَيَحْسُنُ بِهِ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَعْرِفُ حَقًّا كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى ٱلنِّزَاعِ؟ هَلْ أَفْهَمُ تَمَامًا خَلْفِيَّةَ ٱلطَّرَفَيْنِ ٱلْمَعْنِيَّيْنِ؟›. فَكَمْ هُوَ ضَرُورِيٌّ أَلَّا يَنْخَدِعَ بِٱلْأَكَاذِيبِ، ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْمَاكِرَةِ، أَوِ ٱلشَّائِعَاتِ! وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ٱلْحَاكِمُ ٱلْمُعَيَّنُ مِنْ يَهْوَهَ، يَحْكُمُ بِٱلْبِرِّ لِأَنَّهُ «لَا يَقْضِي بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ بِعَيْنَيْهِ، وَلَا يُوَبِّخُ بِحَسَبِ مَا يَسْمَعُهُ بِأُذُنَيْهِ». (اش ١١:٣، ٤) فَرُوحُ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُرْشِدُهُ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، بِإِمْكَانِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.
١٤ فَقَبْلَ أَنْ يَحْكُمُوا فِي مَسْأَلَةٍ مَا، يَلْزَمُ أَنْ يُصَلُّوا طَلَبًا لِمُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَهَ وَيَعْتَمِدُوا عَلَى إِرْشَادِهِ بِٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَطْبُوعَاتِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ. — مت ٢٤:٤٥.
مُسَالَمَةُ ٱلْآخَرِينَ أَمْ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ؟
١٥ مَتَى يَجِبُ أَنْ نُخْبِرَ ٱلشُّيُوخَ عَنْ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ عَرَفْنَا بِهَا؟
١٥ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَحُضُّنَا أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ، إِلَّا أَنَّهَا تَذْكُرُ أَيْضًا: «اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ . . . هِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ». (يع ٣:١٧) فَٱلْمُسَالَمَةُ تَأْتِي ثَانِيًا بَعْدَ ٱلْعِفَّةِ، أَيِ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْعَيْشِ بِمُوجِبِ مَطَالِبِهِ ٱلْبَارَّةِ. لِذلِكَ، إِذَا عَرَفَ مَسِيحِيٌّ بِخَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ ٱرْتَكَبَهَا أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ، يَجِبُ أَنْ يُشَجِّعَهُ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِهَا لِلشُّيُوخِ. (١ كو ٦:٩، ١٠؛ يع ٥:١٤-١٦) وَإِذَا لَمْ يَتَجَاوَبِ ٱلْخَاطِئُ مَعَهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُعْلِمَ ٱلشُّيُوخَ بِٱلْخَطَإِ. فَٱلْتِزَامُهُ ٱلصَّمْتَ بِحُجَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعَ ٱلْخَاطِئِ يَجْعَلُهُ شَرِيكًا فِي ٱلْخَطَإِ. — لا ٥:١؛ اِقْرَأْ امثال ٢٩:٢٤.
١٦ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ مِنْ حَادِثَةِ يَاهُو وَيَهُورَامَ؟
١٦ وَثَمَّةَ رِوَايَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ بِرَّ يَهْوَهَ أَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً مِنْ مُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ. فَقَدْ أَرْسَلَ ٱللّٰهُ يَاهُو لِتَنْفِيذِ دَيْنُونَتِهِ فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ. فَخَرَجَ لِلِقَائِهِ ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ يَهُورَامُ، ٱبْنُ أَخْآبَ وَإِيزَابِلَ. وَحِينَ رَآهُ قَالَ: «أَسَلَامٌ يَا يَاهُو؟». فَأَجَابَ يَاهُو: «أَيُّ سَلَامٍ مَا دَامَتْ عَهَارَةُ إِيزَابِلَ أُمِّكَ وَشَعْوَذَاتُهَا ٱلْكَثِيرَةُ؟». (٢ مل ٩:٢٢) ثُمَّ أَخَذَ قَوْسَهُ وَرَمَى يَهُورَامَ بِسَهْمِهِ فَنَفَذَ فِي قَلْبِهِ. وَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ مِنَ ٱلْإِجْرَاءِ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ يَاهُو؟ يَجِبُ أَلَّا يَتَسَاهَلُوا مَعَ ٱلْخُطَاةِ ٱلْعَمْدِيِّينَ وَغَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ. بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَطْرُدُوهُمْ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ لِكَيْ تَظَلَّ تَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ. — ١ كو ٥:١، ٢، ١١-١٣.
١٧ مَاذَا يَحْسُنُ بِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا لِيُحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ؟
١٧ بِمَا أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنِّزَاعَاتِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ تَشْمُلُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلطَّفِيفَةَ ٱلَّتِي لَا تَقْتَضِي ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءٍ قَضَائِيٍّ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَنَسْتُرَ هذِهِ ٱلْأَخْطَاءَ. تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «مَنْ يَسْتُرُ ٱلْمَعْصِيَةَ يَطْلُبُ ٱلْمَحَبَّةَ، وَٱلَّذِي يُكَرِّرُ ٱلْكَلَامَ عَنْ أَمْرٍ يُفَرِّقُ مَنْ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ». (ام ١٧:٩) وَتَطْبِيقُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يُسَاعِدُنَا جَمِيعًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَعَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ. — مت ٦:١٤، ١٥.
اَلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ يَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ
١٨، ١٩ مَا فَوَائِدُ ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ؟
١٨ إِذَا سَعَيْنَا فِي أَثَرِ «مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ» دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ، نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ جَمَّةً. فَحِينَ نَتَمَثَّلُ بِطُرُقِ يَهْوَهَ، نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ وَثِيقَةٍ بِهِ وَنُسَاهِمُ فِي تَوْطِيدِ ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ فِي فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ. كَمَا نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ ‹بِبِشَارَةِ ٱلسَّلَامِ›. (اف ٦:١٥) وَهكَذَا نُصْبِحُ مُجَهَّزِينَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ ‹لِنَكُونَ مُتَرَفِّقِينَ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ، وَلِنَمْلِكَ نَفْسَنَا عِنْدَمَا تَحْصُلُ إِسَاءَةٌ›. — ٢ تي ٢:٢٤.
١٩ لِنَتَذَكَّرْ أَيْضًا «أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (اع ٢٤:١٥) وَعِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ هذَا ٱلرَّجَاءُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَيُقَامُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مَلَايِينُ ٱلْأَشْخَاصِ بِمُخْتَلِفِ ٱلطِّبَاعِ وَٱلشَّخْصِيَّاتِ وَمِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ وَٱلْعُصُورِ — رُجُوعًا إِلَى حِينِ ‹تَأَسَّسَ ٱلْعَالَمُ›. (لو ١١:٥٠، ٥١) وَسَنَحْظَى بِٱمْتِيَازٍ رَائِعٍ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلْمُقَامِينَ طُرُقَ ٱلسَّلَامِ. فَكَمْ سَيَكُونُ ٱلتَّدْرِيبُ ٱلَّذِي نَنَالُهُ ٱلْيَوْمَ لِلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مُسَاعِدًا لَنَا آنَذَاكَ!
[الحاشية]
a مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى إِرْشَادٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ مُعَالَجَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ كَٱلِٱفْتِرَاءِ وَٱلْخِدَاعِ، ٱنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّل (أُكْتُوبَر) ١٩٩٩، ٱلصَّفَحَاتِ ١٧-٢٢.
مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟
• كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَحَدٍ؟
• كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ إِذَا أَسَاءَ أَحَدٌ إِلَيْنَا؟
• لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَنْحَازَ ٱلشُّيُوخُ إِلَى أَحَدِ ٱلطَّرَفَيْنِ ٱلْمُتَنَازِعَيْنِ؟
• أَوْضِحُوا لِمَاذَا لَيْسَتْ مُسَالَمَةُ ٱلْآخَرِينَ أَهَمَّ مِنْ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَهَ.
[الصور في الصفحة ٢٩]
يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُسَامِحُونَ ٱلْآخَرِينَ