«سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ»
«قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ، أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ». — يعقوب ٥:١١.
١، ٢ أَيَّةُ مِحْنَةٍ وَاجَهَهَا زَوْجَانِ فِي بُولَنْدَا؟
حِينَ ٱسْتَولَى جَيْشُ هِتْلِر عَلَى دَانزيڠ (اَلْآنَ ڠدَانسك) فِي شَمَالِ بُولَنْدَا، كَانَ هَارَالت آبْت قَدْ صَارَ شَاهِدًا لِيَهْوَه مُنْذُ أَقَلَّ مِنْ سَنَةٍ. فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ، عَاشَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ وَخَطِيرَةٍ. مَثَلًا، حَاوَلَ ٱلْغسْتَابُو إِجْبَارَ هَارَالت عَلَى تَوْقِيعِ وَثِيقَةٍ يُنْكِرُ فِيهَا إِيمَانَهُ، لكِنَّهُ رَفَضَ ذلِكَ. وَبَعْدَ عِدَّةِ أَسَابِيعَ فِي ٱلسِّجْنِ، أُرْسِلَ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ زَاكْسِنْهَاوزِنْ، حَيْثُ هُدِّدَ وَضُرِبَ مِرَارًا. وَذَاتَ مَرَّةٍ، أَشَارَ أَحَدُ ٱلْجُنُودِ إِلَى مَدْخَنَةِ مَحْرَقَةِ ٱلْجُثَثِ وَقَالَ لَهُ: «سَتَصْعَدُ مِنْ هُنَا إِلَى يَهْوَه إِلهِكَ فِي غُضُونِ ١٤ يَوْمًا إِذَا تَمَسَّكْتَ بِإِيمَانِكَ».
٢ عِنْدَمَا أُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَى هَارَالت، كَانَتْ زَوْجَتُهُ إِلْزَا لَا تَزَالُ تُرْضِعُ طِفْلَتَهُمَا ٱلْبَالِغَةَ عَشَرَةَ أَشْهُرٍ مِنْ عُمْرِهَا. لكِنَّ ذلِكَ لَمْ يَجْعَلِ ٱلْغسْتَابُو يَغُضُّونَ ٱلنَّظَرَ عَنْهَا. فَسُرْعَانَ مَا أُخِذَتْ مِنْهَا طِفْلَتُهَا وَأُرْسِلَتْ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلْإِبَادَةِ فِي أُوشْڤِيتْس. غَيْرَ أَنَّهَا بَقِيَتْ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ هِيَ وَزَوْجُهَا. وَيُمْكِنُكَ قِرَاءَةُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنِ ٱحْتِمَالِهِمَا فِي عدد ١٥ نيسان (ابريل) ١٩٨٠ (بالانكليزية). كَتَبَ هَارَالت: «قَضَيْتُ مَا مَجْمُوعُهُ ١٤ سَنَةً فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ وَٱلسُّجُونِ بِسَبَبِ إِيمَانِي بِٱللّٰهِ. وَقَدْ طُرِحَ عَلَيَّ هذَا ٱلسُّؤَالُ: ‹هَلْ سَاعَدَتْكَ زَوْجَتُكَ عَلَى ٱحْتِمَالِ كُلِّ ذلِكَ؟›. نَعَمْ، لَقَدْ سَاعَدَتْنِي بِٱلْفِعْلِ. فَكُنْتُ أَعْرِفُ سَلَفًا أَنَّهَا لَنْ تُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهَا، وَهذَا مَا سَاهَمَ فِي دَعْمِي. وَكُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّهَا تُفَضِّلُ أَنْ أَمُوتَ لِأَنِّي بَقِيتُ أَمِينًا لِيَهْوَه عَلَى أَنْ يُطْلَقَ سَرَاحِي لِأَنَّنِي سَايَرْتُ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِي. . . . اِحْتَمَلَتْ إِلْزَا مَشَقَّاتٍ كَثِيرَةً خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي قَضَتْهَا فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ».
٣، ٤ (أ) مِثَالُ مَنْ يُمْكِنُ أَنْ يُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟ (ب) لِمَاذَا يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ؟
٣ إِنَّ ٱحْتِمَالَ ٱلْمَصَائِبِ لَيْسَ سَهْلًا أَلْبَتَّةَ، كَمَا يُؤَكِّدُ شُهُودٌ كَثِيرُونَ. لِذلِكَ يَنْصَحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «اِتَّخِذُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ، ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِٱسْمِ يَهْوَهَ، نَمُوذَجًا لِتَحَمُّلِ ٱلسُّوءِ وَلِلصَّبْرِ». (يعقوب ٥:١٠) فَعَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ، ٱضْطُهِدَ ٱلْكَثِيرُ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ دُونَ سَبَبٍ. وَٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي تَرَكَتْهُ هذِهِ ‹ٱلسَّحَابَةُ ٱلْعَظِيمَةُ مِنَ ٱلشُّهُودِ› يُشَجِّعُنَا عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلرَّكْضِ بِٱحْتِمَالٍ فِي سِبَاقِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ. — عبرانيين ١١:٣٢-٣٨؛ ١٢:١.
٤ وَفِي سِجِلِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَبْرُزُ أَيُّوبُ كَمِثَالٍ لِلِٱحْتِمَالِ. كَتَبَ يَعْقُوبُ: «هَا نَحْنُ نَغْبِطُ ٱلَّذِينَ يَحْتَمِلُونَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ، أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ». (يعقوب ٥:١١) فَٱخْتِبَارُ أَيُّوبَ يُعْطِينَا لَمْحَةً عَنِ ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلَّذِينَ يُبَارِكُهُمْ يَهْوَه. وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّهُ يَكْشِفُ حَقَائِقَ تُفِيدُنَا فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. كَمَا أَنَّ سِفْرَ أَيُّوبَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: عِنْدَمَا نَكُونُ فِي مِحْنَةٍ، لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُحَاوِلَ فَهْمَ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُهِمَّةِ ذَاتِ ٱلْعَلَاقَةِ؟ أَيَّةُ صِفَاتٍ وَمَوَاقِفَ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا تَقْوِيَةُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ؟
اِمْتِلَاكُ نَظْرَةٍ شَامِلَةٍ
٥ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ رَئِيسِيَّةٍ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي ذِهْنِنَا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ أَوِ ٱلتَّجَارِبَ؟
٥ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱتِّزَانِ ٱلرُّوحِيِّ خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ، يَلْزَمُ أَنْ نَمْتَلِكَ نَظْرَةً شَامِلَةً. وَإِلَّا فَسَتُغَشِّي مَشَاكِلُنَا بَصَرَنَا ٱلرُّوحِيَّ. فَقَضِيَّةُ ٱلْوَلَاءِ للّٰهِ لَهَا أَهَمِّيَّةٌ قُصْوَى. وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يُقَدِّمُ مُنَاشَدَةً يُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا جِدِّيًّا. يَقُولُ: «يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي». (امثال ٢٧:١١) يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ فَرِيدٍ! فَرَغْمَ ضَعَفَاتِنَا وَنَقَائِصِنَا، يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَرِّحَ خَالِقَنَا. وَهذَا مَا نَفْعَلُهُ حِينَ تُمَكِّنُنَا مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَه مِنَ ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ وَٱلتَّجَارِبِ. فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَلَا تَفْنَى أَبَدًا. — ١ كورنثوس ١٣:٧، ٨.
٦ كَيْفَ تَطَالُ تَعْيِيرَاتُ ٱلشَّيْطَانِ يَهْوَه، وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ تَصِلُ؟
٦ يَذْكُرُ سِفْرُ أَيُّوبَ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ مَنْ يُعَيِّرُ يَهْوَه. وَيَكْشِفُ أَيْضًا ٱلْمَيْلَ ٱلشِّرِّيرَ لِهذَا ٱلْعَدُوِّ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ وَرَغْبَتَهُ فِي تَقْوِيضِ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ. وَكَمَا تُوضِحُ قَضِيَّةُ أَيُّوبَ، يَتَّهِمُ ٱلشَّيْطَانُ فِي ٱلْوَاقِعِ كُلَّ خُدَّامِ يَهْوَه بِأَنَّ لَدَيْهِمْ دَوَافِعَ أَنَانِيَّةً وَيَسْعَى إِلَى ٱلْبُرْهَانِ أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ للّٰهِ يُمْكِنُ أَنْ تَبْرُدَ. وَهُوَ يُعَيِّرُ ٱللّٰهَ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ. فَعِنْدَمَا طُرِدَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَصَفَهُ صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِأَنَّهُ «مُتَّهِمُ إِخْوَتِنَا» وَقَالَ إِنَّهُ يَتَّهِمُهُمْ «نَهَارًا وَلَيْلًا أَمَامَ إِلٰهِنَا». (رؤيا ١٢:١٠) وَبِٱحْتِمَالِنَا بِأَمَانَةٍ، نُبَرْهِنُ أَنَّ ٱتِّهَامَاتِهِ لَا أَسَاسَ لَهَا مِنَ ٱلصِّحَّةِ.
٧ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِبْطَالِ مَفْعُولِ ٱلضُّعْفِ ٱلْجَسَدِيِّ؟
٧ يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ إِبْلِيسَ سَيَسْتَغِلُّ أَيَّ ضِيقٍ نُوَاجِهُهُ لِيُحَاوِلَ إِبْعَادَنَا عَنْ يَهْوَه. فَمَتَى جَرَّبَ يَسُوعَ؟ حِينَ كَانَ يَسُوعُ جَائِعًا بَعْدَمَا صَامَ طَوَالَ أَيَّامٍ. (لوقا ٤:١-٣) لكِنَّ قُوَّةَ يَسُوعَ ٱلرُّوحِيَّةَ مَكَّنَتْهُ مِنْ صَدِّ تَجَارِبِ إِبْلِيسَ بِثَبَاتٍ. فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلْقُوَّةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِإِبْطَالِ مَفْعُولِ أَيِّ ضُعْفٍ جَسَدِيٍّ قَدْ يُنْتِجُهُ ٱلْمَرَضُ أَوِ ٱلشَّيْخُوخَةُ! فَرَغْمَ أَنَّ «إِنْسَانَنَا ٱلْخَارِجِيَّ يَضْنَى»، نَحْنُ لَا نَسْتَسْلِمُ لِأَنَّ «إِنْسَانَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا». — ٢ كورنثوس ٤:١٦.
٨ (أ) أَيُّ أَثَرٍ هَدَّامٍ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟ (ب) أَيُّ مَوْقِفٍ ٱمْتَلَكَهُ يَسُوعُ؟
٨ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يُمْكِنُ لِلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ أَنْ تُقَوِّضَ رُوحِيَّاتِ ٱلْمَرْءِ. فَقَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلشَّخْصُ: ‹لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَه بِذلِكَ؟›. وَرُبَّمَا يَسْأَلُ شَخْصٌ آخَرُ بَعْدَ أَنْ يُعَامَلَ بِقَسْوَةٍ: ‹كَيْفَ يُمْكِنُ لِأَخٍ أَنْ يُعَامِلَنِي بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟›. إِنَّ هذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ قَدْ تُعْمِينَا عَنِ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَتَجْعَلُنَا نُرَكِّزُ عَلَى ظُرُوفِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. فَتَثَبُّطُ أَيُّوبَ بِسَبَبِ أَصْحَابِهِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ كَانَ لَدَيْهِمْ فَهْمٌ خَاطِئٌ أَنْتَجَ لَهُ أَذًى عَاطِفِيًّا — تَمَامًا كَٱلْأَذَى ٱلْجَسَدِيِّ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ لَهُ مَرَضُهُ. (ايوب ١٦:٢٠؛ ١٩:٢) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْغَضَبَ ٱلْمُطَوَّلَ ‹يُفْسِحُ لِإِبْلِيسَ مَكَانًا› أَوْ فُرْصَةً. (افسس ٤:٢٦، ٢٧) فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَصُبَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ جَامَ غَضَبِهِمْ أَوْ تَثَبُّطِهِمْ عَلَى ٱلْآخَرِينَ أَوْ يُرَكِّزُوا كَثِيرًا عَلَى ٱلظُّلْمِ، يَحْسُنُ بِهِمِ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ ‹بِتَسْلِيمِ أَمْرِهِمْ لِمَنْ يَدِينُ بِٱلْبِرِّ›. (١ بطرس ٢:٢١-٢٣) فَٱمْتِلَاكُ ‹مَيْلِ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيِّ› هُوَ خَيْرُ دِفَاعٍ فِي وَجْهِ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ. — ١ بطرس ٤:١.
٩ أَيَّةُ طَمْأَنَةٍ يُعْطِينَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَعْبَاءِ ٱلَّتِي نُضْطَرُّ إِلَى حَمْلِهَا أَوِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا؟
٩ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّهُ لَا يَجِبُ إِطْلَاقًا أَنْ نَعْتَبِرَ مَشَاكِلَنَا دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى عَدَمِ رِضَى ٱللّٰهِ. فَهذَا ٱلْفَهْمُ ٱلْخَاطِئُ آلَمَ أَيُّوبَ حِينَ كَانَ مُعَزُّوهُ ٱلْمَزْعُومُونَ يُمْطِرُونَهُ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْجَارِحَةِ. (ايوب ١٩:٢١، ٢٢) وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُطَمْئِنُنَا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ: «إِنَّ ٱللّٰهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُمْتَحَنَ بِٱلسَّيِّئَاتِ، وَلَا هُوَ يَمْتَحِنُ أَحَدًا». (يعقوب ١:١٣) عَلَى ٱلْعَكْسِ، يَعِدُ يَهْوَه بِأَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى ٱحْتِمَالِ أَيِّ عِبْءٍ يُلْقَى عَلَيْنَا وَأَنْ يَجْعَلَ لَنَا ٱلْمَنْفَذَ مَعَ أَيَّةِ تَجْرِبَةٍ نَمُرُّ بِهَا. (مزمور ٥٥:٢٢؛ ١ كورنثوس ١٠:١٣) وَبِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ مَوْضُوعِيَّةٍ وَأَنْ نُقَاوِمَ إِبْلِيسَ بِنَجَاحٍ. — يعقوب ٤:٧، ٨.
أُمُورٌ سَاعَدَتْ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ
١٠، ١١ (أ) مَاذَا سَاعَدَ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟ (ب) كَيْفَ كَانَ ٱمْتِلَاكُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ أَمْرًا مُسَاعِدًا لِأَيُّوبَ؟
١٠ رَغْمَ حَالَةِ أَيُّوبَ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْإِسَاءَةُ ٱلشَّفَهِيَّةُ مِنْ ‹مُعَزِّيهِ› وَحَيْرَتُهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلسَّبَبِ ٱلْحَقِيقِيِّ لِبَلْوَاهُ، فَقَدْ حَافَظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱحْتِمَالِهِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِٱنْتِصَارِهِ هُوَ أَمَانَتُهُ لِيَهْوَه. فَكَانَ شَخْصًا «يَخَافُ ٱللّٰهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ». (ايوب ١:١) وَكَانَتْ هذِهِ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِ. وَقَدْ رَفَضَ أَنْ يَتْرُكَ يَهْوَه، حَتَّى حِينَ لَمْ يَفْهَمْ لِمَاذَا تُصِيبُهُ كُلُّ هذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ. وَكَانَ مُقْتَنِعًا بِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَخْدُمَ ٱللّٰهَ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ. — ايوب ١:٢١؛ ٢:١٠.
١١ كَمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَهُ ضَمِيرًا صَالِحًا كَانَ أَمْرًا مُعَزِّيًا لَهُ. فَحِينَ بَدَا أَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى ٱلْمَوْتِ، تَعَزَّى بِٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ عَمِلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ، ٱلْتَصَقَ بِمَقَايِيسِ يَهْوَه ٱلْبَارَّةِ، وَتَجَنَّبَ أَيَّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. — ايوب ٣١:٤-١١، ٢٦-٢٨.
١٢ كَيْفَ تَجَاوَبَ أَيُّوبُ مَعَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا لَهُ أَلِيهُو؟
١٢ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ لَزِمَ تَقْوِيمُ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِ أَيُّوبَ مِنْ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي. وَقَدْ قَبِلَ بِتَوَاضُعٍ هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ — أَمْرٌ آخَرُ سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ. فَأَيُّوبُ أَصْغَى بِٱحْتِرَامٍ إِلَى مَشُورَةِ أَلِيهُو ٱلْحَكِيمَةِ وَتَجَاوَبَ مَعَ تَقْوِيمِ يَهْوَه. اِعْتَرَفَ قَائِلًا: «إِنِّي قَدْ تَكَلَّمْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَفْهَمَ . . . أَتَرَاجَعُ، وَأَتُوبُ فِي ٱلتُّرَابِ وَٱلرَّمَادِ». (ايوب ٤٢:٣، ٦) وَرَغْمَ ٱلْمَرَضِ ٱلَّذِي كَانَ لَا يَزَالُ مُصَابًا بِهِ، كَانَ فَرِحًا لِأَنَّ هذَا ٱلتَّعْدِيلَ فِي تَفْكِيرِهِ قَرَّبَهُ أَكْثَرَ إِلَى ٱللّٰهِ. قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ [يَا يَهْوَه] تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ». (ايوب ٤٢:٢) فَبِفَضْلِ ٱلْوَصْفِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يَهْوَه عَنْ عَظَمَتِهِ، ٱتَّضَحَ لِأَيُّوبَ مَا هِيَ مَكَانَتُهُ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَكَانَةِ ٱلْخَالِقِ.
١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ أَيُّوبُ مِنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ؟
١٣ وَأَخِيرًا، يَرْسُمُ أَيُّوبُ لَنَا مِثَالًا بَارِزًا فِي مَجَالِ ٱلرَّحْمَةِ. فَمَعَ أَنَّ مُعَزِّيهِ ٱلزَّائِفِينَ سَبَّبُوا لَهُ أَذًى عَمِيقًا، فَقَدْ صَلَّى مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَمَا طَلَبَ يَهْوَه ذلِكَ مِنْهُ. بَعْدَئِذٍ، أَعَادَ يَهْوَه إِلَيْهِ عَافِيَتَهُ. (ايوب ٤٢:٨، ١٠) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلِٱسْتِيَاءَ لَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلرَّحْمَةَ هُمَا خَيْرُ مُسَاعِدٍ عَلَى ذلِكَ. فَعَدَمُ إِضْمَارِ ٱلِٱسْتِيَاءِ يُنْعِشُنَا رُوحِيًّا وَيَجْلُبُ لَنَا بَرَكَاتٍ مِنْ يَهْوَه. — مرقس ١١:٢٥.
مُشِيرُونَ حُكَمَاءُ يُسَاعِدُونَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ
١٤، ١٥ (أ) أَيَّةُ صِفَاتٍ تُمَكِّنُ ٱلْمُشِيرَ مِنْ شِفَاءِ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) أَوْضِحُوا لِمَاذَا تَمَكَّنَ أَلِيهُو مِنْ مُسَاعَدَةِ أَيُّوبَ.
١٤ اَلدَّرْسُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ يَتَعَلَّقُ بِأَهَمِّيَّةِ ٱلْمُشِيرِينَ ٱلْحُكَمَاءِ. فَأَمْثَالُ هؤُلَاءِ هُمْ إِخْوَةٌ ‹لِلشِّدَّةِ يُولَدُونَ›. (امثال ١٧:١٧) لكِنَّ ٱخْتِبَارَ أَيُّوبَ يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمُشِيرِينَ يُسَبِّبُونَ ٱلْأَذَى لِلْآخَرِينَ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَشْفُوهُمْ. فَٱلْمُشِيرُ ٱلْجَيِّدُ يَجِبُ أَنْ يُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ، ٱلِٱحْتِرَامَ، وَٱللُّطْفَ تَمَامًا كَأَلِيهُو. وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرُونَ قَدْ يُضْطَرُّونَ إِلَى تَقْوِيمِ تَفْكِيرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِين تُثْقِلُ ٱلْمَشَاكِلُ كَاهِلَهُمْ. وَفِي هذَا ٱلْمَجَالِ، يُمْكِنُ لِهؤُلَاءِ ٱلْمُشِيرِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْكَثِيرَ مِنْ سِفْرِ أَيُّوبَ. — غلاطية ٦:١؛ عبرانيين ١٢:١٢، ١٣.
١٥ مَثَلًا، يُمْكِنُهُمُ ٱسْتِخْلَاصُ دُرُوسٍ رَائِعَةٍ عَدِيدَةٍ مِنْ طَرِيقَةِ أَلِيهُو فِي ٱلتَّصَرُّفِ. فَقَدْ أَصْغَى بِصَبْرٍ وَقْتًا طَوِيلًا قَبْلَمَا رَدَّ عَلَى ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا أَصْحَابُ أَيُّوبَ ٱلثَّلَاثَةُ. (ايوب ٣٢:١١؛ امثال ١٨:١٣) وَٱسْتَخْدَمَ ٱسْمَ أَيُّوبَ وَنَاشَدَهُ كَصَدِيقٍ. (ايوب ٣٣:١) وَبِعَكْسِ ٱلْمُعَزِّينَ ٱلزَّائِفِينَ ٱلثَّلَاثَةِ، لَمْ يَعْتَبِرْ نَفْسَهُ أَسْمَى مِنْ أَيُّوبَ. قَالَ: «أَنَا أَيْضًا مِنَ ٱلطِّينِ صُوِّرْتُ». وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَزِيدَ عَذَابًا عَلَى عَذَابِ أَيُّوبَ بِٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ طَائِشَةٍ. (ايوب ٣٣:٦، ٧؛ امثال ١٢:١٨) وَبَدَلًا مِنِ ٱنْتِقَادِ أَيُّوبَ عَلَى مَسْلَكِهِ ٱلسَّابِقِ، مَدَحَهُ عَلَى بِرِّهِ. (ايوب ٣٣:٣٢) وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ أَلِيهُو ٱمْتَلَكَ وُجْهَةَ نَظَرِ ٱللّٰهِ وَسَاعَدَ أَيُّوبَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ أَنَّ يَهْوَه لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ظَالِمًا أَلْبَتَّةَ. (ايوب ٣٤:١٠-١٢) كَمَا شَجَّعَهُ عَلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَه، بَدَلًا مِنْ أَنْ يُحَاوِلَ إِثْبَاتَ بِرِّهِ. (ايوب ٣٥:٢؛ ٣٧:١٤، ٢٣) أَفَلَيْسَتْ هذِهِ دُرُوسًا مُفِيدَةً لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ؟!
١٦ كَيْفَ صَارَ مُعَزُّو أَيُّوبَ ٱلثَّلَاثَةُ أَدَوَاتٍ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٦ تَتَبَايَنُ مَشُورَةُ أَلِيهُو ٱلْحَكِيمَةُ مَعَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْجَارِحَةِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ وَصُوفَرُ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمْ يَهْوَه: «لَمْ تَقُولُوا فِيَّ ٱلْحَقَّ». (ايوب ٤٢:٧) فَرَغْمَ ٱدِّعَائِهِمْ أَنَّ لَدَيْهِمْ نِيَّةً حَسَنَةً، كَانُوا أَدَوَاتٍ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَكُونُوا أَصْحَابًا أَوْفِيَاءَ. فَٱلثَّلَاثَةُ بِأَجْمَعِهِمِ ٱفْتَرَضُوا مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ أَيُّوبَ هُوَ ٱلْمَلُومُ عَلَى ٱلْمَصَائِبِ ٱلَّتِي حَلَّتْ بِهِ. (ايوب ٤:٧، ٨؛ ٨:٦؛ ٢٠:٢٢، ٢٩) مَثَلًا، قَالَ أَلِيفَازُ إِنَّ ٱللّٰهَ لَا يَثِقُ بِخُدَّامِهِ وَلَا يَهُمُّهُ أَلْبَتَّةَ إِنْ كُنَّا أَبْرَارًا أَمْ لَا. (ايوب ١٥:١٥؛ ٢٢:٢، ٣) حَتَّى إِنَّهُ ٱتَّهَمَ أَيُّوبَ بِذُنُوبٍ لَمْ يَرْتَكِبْهَا. (ايوب ٢٢:٥، ٩) أَمَّا أَلِيهُو فَقَدْ قَدَّمَ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَيُّوبَ. وَهذَا هُوَ دَائِمًا هَدَفُ ٱلْمُشِيرِ ٱلْمُحِبِّ.
١٧ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا عِنْدَمَا نَمُرُّ بِٱلْمِحَنِ؟
١٧ وَثَمَّةَ دَرْسٌ آخَرُ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ سِفْرِ أَيُّوبَ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ. فَإِلهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُدْرِكُ حَالَتَنَا وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ وَقَادِرٌ أَنْ يُسَاعِدَنَا بِشَتَّى ٱلطَّرَائِقِ. لَاحِظْ مَا ٱسْتَخْلَصَتْهُ إِلْزَا آبْت ٱلَّتِي قَرَأْنَا ٱخْتِبَارَهَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ. قَالَتْ: «قَبْلَ ٱعْتِقَالِي، قَرَأْتُ رِسَالَةً مِنْ أُخْتٍ تَقُولُ إِنَّ رُوحَ يَهْوَه يَمْنَحُنَا ٱلسَّكِينَةَ فِي ٱلْمِحَنِ ٱلْعَسِيرَةِ. فَٱعْتَقَدْتُ أَنَّها تُبَالِغُ فِي ٱلْأَمْرِ. وَلكِنْ عِنْدَمَا مَرَرْتُ أَنَا نَفْسِي بِٱلْمِحَنِ، لَمَسْتُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهَا مُحِقَّةٌ. فَهذَا مَا يَحْدُثُ فِعْلًا. وَرَغْمَ أَنَّكَ قَدْ تَسْتَصْعِبُ تَخَيُّلَ ذلِكَ إِذَا لَمْ تَخْتَبِرْهُ شَخْصِيًّا، فَهذَا مَا حَدَثَ مَعِي. إِنَّ يَهْوَه يُسَاعِدُ فِعْلًا». وَإِلْزَا لَمْ تَكُنْ تَتَكَلَّمْ عَمَّا يَسْتَطِيعُ يَهْوَه فِعْلَهُ أَوْ مَاذَا فَعَلَ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ فِي أَيَّامِ أَيُّوبَ، بَلْ كَانَتْ تَقْصِدُ أَيَّامَنَا. حَقًّا، إِنَّ «يَهْوَه يُسَاعِدُ».
سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ
١٨ أَيَّةُ فَوَائِدَ حَصَدَهَا أَيُّوبُ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٨ قَلِيلُونَ مِنَّا يُوَاجِهُونَ ظُرُوفًا عَصِيبَةً كَظُرُوفِ أَيُّوبَ. وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمِحَنُ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا، فَلَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ. فَٱلِٱحْتِمَالُ أَغْنَى حَيَاتَهُ وَكَمَّلَهُ، أَوْ جَعَلَهُ تَامًّا. (يعقوب ١:٢-٤) وَقَدْ قَوَّى عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ كَمَا أَكَّدَ هُوَ بِنَفْسِهِ عِنْدَمَا قَالَ: «سَمِعْتُ عَنْكَ سَمَاعَ ٱلْأُذُنِ، أَمَّا ٱلْآنَ فَإِنِّي أَرَاكَ بِأُمِّ عَيْنِي». (ايوب ٤٢:٥) كَمَا بَرْهَنَ ذلِكَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ كَسْرَ ٱسْتِقَامَةِ أَيُّوبَ. فَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، قَالَ يَهْوَه عَنْ خَادِمِهِ أَيُّوبَ إِنَّهُ مِثَالٌ لِلْبِرِّ. (حزقيال ١٤:١٤) وَلَا شَكَّ أَنَّ سِجِلَّ ٱسْتِقَامَتِهِ وَٱحْتِمَالِهِ هُوَ حَافِزٌ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ.
١٩ لِمَاذَا تَشْعُرُونَ أَنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ يُجْدِي نَفْعًا؟
١٩ عِنْدَمَا كَتَبَ يَعْقُوبُ إِلَى مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ، أَشَارَ إِلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ. وَٱسْتَخْدَمَ مِثَالَ أَيُّوبَ لِيُذَكِّرَهُمْ أَنَّ يَهْوَه يُكَافِئُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِسَخَاءٍ. (يعقوب ٥:١١) نَقْرَأُ فِي أَيُّوبَ ٤٢:١٢: «بَارَكَ يَهْوَهُ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ». فَقَدْ أَعْطَى ٱللّٰهُ أَيُّوبَ ضِعْفَ مَا خَسِرَهُ فَعَاشَ حَيَاةً مَدِيدَةً وَسَعِيدَةً. (ايوب ٤٢:١٦، ١٧) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، فَإِنَّ أَيَّ أَلَمٍ أَوْ عَذَابٍ أَوْ حُزْنٍ قَدْ نُضْطَرُّ إِلَى ٱحْتِمَالِهِ فِي نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا سَيُمْحَى وَيُنْسَى فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ. (اشعيا ٦٥:١٧؛ رؤيا ٢١:٤) وَقَدْ سَمِعْنَا بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَعِدُنَا: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُدَاوِمُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحْنَةِ، لِأَنَّهُ مَتَى رُضِيَ عَنْهُ يَنَالُ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ، ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ يَهْوَهُ لِلَّذِينَ يَبْقَوْنَ عَلَى مَحَبَّتِهِ». — يعقوب ١:١٢.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ يَهْوَه؟
• لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ مَشَاكِلَنَا هِيَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ رِضَى ٱللّٰهِ؟
• أَيَّةُ عَوَامِلَ سَاعَدَتْ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِأَلِيهُو عِنْدَ تَقْوِيَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
[الصورة في الصفحة ٢٨]
اَلْمُشِيرُ ٱلْجَيِّدُ يُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ، ٱلِٱحْتِرَامَ، وَٱللُّطْفَ
[الصورتان في الصفحة ٢٩]
إِلْزَا وَهَارَالت آبْت