مَاذَا يَزُولُ حِينَ يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
«اَلْعَالَمُ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ، وَأَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ». — ١ يو ٢:١٧.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٤، ٢٤
١، ٢ (أ) كَيْفَ يُشْبِهُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُجْرِمَ ٱلْمَحْكُومَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) بِمَ سَتَعْتَرِفُ كُلُّ ٱلْخَلِيقَةِ بَعْدَ دَمَارِ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ؟
يُغَادِرُ مُجْرِمٌ خَطِيرٌ زِنْزَانَتَهُ تَحْتَ حِرَاسَةٍ مُشَدَّدَةٍ. إِنَّ هٰذَا ٱلسَّجِينَ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِٱلْإِعْدَامِ، وَقَدْ أَتَتِ ٱلْآنَ سَاعَةُ تَنْفِيذِ ٱلْحُكْمِ فِيهِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَزَالُ حَيًّا وَبِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ، لٰكِنَّهُ يُعْتَبَرُ فِي حُكْمِ ٱلْمَيِّتِ.
٢ يُشْبِهُ ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ هٰذَا ٱلْمُجْرِمَ ٱلْمَحْكُومَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ. فَعَالَمُنَا مَحْكُومٌ عَلَيْهِ أَيْضًا بِٱلدَّمَارِ، وَنِهَايَتُهُ بَاتَتْ قَرِيبَةً جِدًّا. وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ يَقُولُ إِنَّ «ٱلْعَالَمَ يَزُولُ». (١ يو ٢:١٧) وَمَصِيرُهُ حَتْمِيٌّ بِعَكْسِ مَصِيرِ ذٰلِكَ ٱلْمُجْرِمِ. فَأَحْيَانًا، يَطْعَنُ ٱلْبَعْضُ فِي حُكْمِ ٱلْإِعْدَامِ، وَيَسْعَوْنَ حَتَّى آخِرِ لَحْظَةٍ إِلَى إِيقَافِ تَنْفِيذِهِ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ، ٱلْقَاضِيَ ٱلْعَادِلَ وَٱلْكَامِلَ، هُوَ مَنْ حَكَمَ عَلَى عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ بِٱلدَّمَارِ. (تث ٣٢:٤) لِذَا لَنْ يَتَأَخَّرَ أَبَدًا فِي تَنْفِيذِهِ. وَعِنْدَئِذٍ سَتَعْتَرِفُ كُلُّ ٱلْخَلِيقَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ أَنَّ أَحْكَامَهُ حَقٌّ وَعَادِلَةٌ. وَسَيَنْعَمُ ٱلْجَمِيعُ بِرَاحَةٍ لَا تُوصَفُ.
٣ أَيَّةُ أُمُورٍ سَتَزُولُ حِينَ يَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ؟
٣ وَأَيَّةُ أُمُورٍ سَتَزُولُ بِزَوَالِ «ٱلْعَالَمِ»؟ كُلُّ ٱلْأُمُورِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي أَصْبَحَتْ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ. وَهٰذَا لَيْسَ خَبَرًا سَيِّئًا بَلْ بُشْرَى سَارَّةٌ. (مت ٢٤:١٤) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ أَرْبَعَةَ أُمُورٍ سَيُزِيلُهَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ: اَلْأَشْرَارِ، ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلْفَاسِدَةِ، ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ، وَٱلْأَحْوَالِ ٱلرَّدِيئَةِ. وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ، سَنُجِيبُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ: أَوَّلًا، كَيْفَ تُؤَثِّرُ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ فِينَا ٱلْآنَ؟ ثَانِيًا، أَيُّ إِجْرَاءٍ سَيَتَّخِذُهُ يَهْوَهُ بِشَأْنِهَا؟ وَثَالِثًا، مَاذَا سَيَحِلُّ مَحَلَّهَا؟
اَلْأَشْرَارُ
٤ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْأَشْرَارُ؟
٤ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْأَشْرَارُ فِينَا ٱلْآنَ؟ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَوْقَاتٌ صَعْبَةٌ. وَأَضَافَ أَنَّ ‹ٱلنَّاسَ ٱلْأَشْرَارَ وَٱلدَّجَّالِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ›. (٢ تي ٣:١-٥، ١٣) فَهَلْ تَلْمُسُ صِحَّةَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟ كَثِيرُونَ مِنَّا وَقَعُوا ضَحِيَّةَ ٱلْأَشْرَارِ، كَٱلْمُجْرِمِينَ ٱلْخَطِرِينَ أَوِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْعُنْصُرِيِّينَ. وَفِي حِينِ لَا يَسْتَحِي بَعْضُ ٱلْأَشْرَارِ بِأَفْعَالِهِمْ، يَتَظَاهَرُ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ أَنَّهُمْ يُسَاعِدُونَ ٱلنَّاسَ كَيْ يُخْفُوا شَرَّهُمْ. حَتَّى لَوْ لَمْ يُؤْذُونَا شَخْصِيًّا، نَشْمَئِزُّ مِنْ وَحْشِيَّتِهِمْ فِي مُعَامَلَةِ ٱلْأَوْلَادِ وَٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ. فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنْ صِفَاتٍ حَيَوَانِيَّةٍ وَشَيْطَانِيَّةٍ. (يع ٣:١٥) لٰكِنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تَمْنَحُنَا ٱلْأَمَلَ وَٱلرَّجَاءَ.
٥ (أ) أَيَّةُ فُرْصَةٍ يُعْطِيهَا يَهْوَهُ لِلْأَشْرَارِ؟ (ب) مَا مَصِيرُ ٱلْأَشْرَارِ؟
٥ أَيُّ إِجْرَاءٍ سَيَتَّخِذُهُ يَهْوَهُ بِشَأْنِ ٱلْأَشْرَارِ؟ صَحِيحٌ أَنَّهُ أَدَانَ ٱلْعَالَمَ، لٰكِنَّهُ لَمْ يُدِنِ ٱلنَّاسَ إِفْرَادِيًّا بَعْدُ. فَلَا تَزَالُ ٱلْفُرْصَةُ مُتَاحَةً لَهُمْ كَيْ يَتُوبُوا. (اش ٥٥:٧) وَمَا مَصِيرُ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي دَعْمِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ حَتَّى بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ سَيُزِيلُهُمْ يَهْوَهُ جَمِيعًا مِنَ ٱلْأَرْضِ. (اقرإ المزمور ٣٧:١٠.) إِنَّ ٱلنَّاسَ فِي أَيَّامِنَا مُعْتَادُونَ أَنْ يُخْفُوا أَخْطَاءَهُمْ وَيُفْلِتُوا مِنَ ٱلْعِقَابِ. (اي ٢١:٧، ٩) لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ عَيْنَيْ يَهْوَهَ «عَلَى طُرُقِ ٱلْإِنْسَانِ، وَهُوَ يَرَى كُلَّ خُطُوَاتِهِ. لَيْسَ ظُلْمَةٌ وَلَا قَتَامٌ دَامِسٌ يَسْتَتِرُ فِيهِمَا مُمَارِسُو ٱلْأَذِيَّةِ». (اي ٣٤:٢١، ٢٢) فَكُلُّ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْأَشْرَارُ مَكْشُوفٌ لِعَيْنَيِ ٱللّٰهِ، وَلَا شَيْءَ يَخْفَى عَلَيْهِ. لِذَا سَيَزُولُ كُلُّ أَثَرٍ لِلْأَشْرَارِ بَعْدَ هَرْمَجِدُّونَ. — مز ٣٧:١٢-١٥.
٦ مَنْ سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلْأَشْرَارِ، وَلِمَ ذٰلِكَ خَبَرٌ مُفْرِحٌ؟
٦ مَنْ سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلْأَشْرَارِ؟ يَعِدُ يَهْوَهُ: ‹اَلْحُلَمَاءُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ ٱلسَّلَامِ›. وَيَقُولُ أَيْضًا: «اَلْأَبْرَارُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». (مز ٣٧:١١، ٢٩) وَمَنْ هُمُ «ٱلْحُلَمَاءُ» وَ «ٱلْأَبْرَارُ»؟ اَلْحُلَمَاءُ هُمُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ، وَٱلْأَبْرَارُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ فِعْلَ مَا يُرْضِيهِ. وَلٰكِنْ فِي أَيَّامِنَا، ٱلْأَبْرَارُ وَٱلْحُلَمَاءُ هُمُ ٱلْأَقَلِّيَّةُ. أَمَّا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، فَلَنْ يَبْقَى سِوَاهُمْ وَسَيُحَوِّلُونَ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ جَمِيلٍ.
اَلْأَنْظِمَةُ ٱلْفَاسِدَةُ
٧ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْأَنْظِمَةُ ٱلْفَاسِدَةُ؟
٧ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْأَنْظِمَةُ ٱلْفَاسِدَةُ؟ إِنَّهَا سَبَبُ مُعْظَمِ ٱلشَّرِّ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ. مَثَلًا، تَخْدَعُ ٱلْأَدْيَانُ ٱلْبَاطِلَةُ مَلَايِينَ ٱلنَّاسِ. فَتُعَلِّمُهُمُ ٱلْأَكَاذِيبَ عَنِ ٱللّٰهِ وَقَصْدِهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ، وَتُشَكِّكُ فِي مِصْدَاقِيَّةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. أَمَّا ٱلْحُكُومَاتُ، فَتُشَجِّعُ عَلَى ٱلْحُرُوبِ وَٱلنِّزَاعَاتِ ٱلْعِرْقِيَّةِ وَٱلرَّشْوَةِ وَٱلْمُحَابَاةِ. كَمَا تَظْلِمُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ. وَمَاذَا عَنِ ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلتِّجَارِيَّةِ ٱلْجَشِعَةِ؟ إِنَّهَا تَسْتَهْتِرُ بِبِيئَتِنَا وَتُلَوِّثُهَا، وَتَسْتَغِلُّ ٱلْمُسْتَهْلِكِينَ لِيُحَقِّقَ أَصْحَابُهَا أَرْبَاحًا خَيَالِيَّةً فِيمَا يَعِيشُ ٱلْمَلَايِينُ فِي فَقْرٍ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَنْظِمَةَ ٱلْفَاسِدَةَ مَسْؤُولَةٌ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ عَنِ ٱلْبُؤْسِ وَٱلشَّقَاءِ فِي أَيَّامِنَا.
٨ مَاذَا سَيَحِلُّ بِٱلْأَنْظِمَةِ ٱلْفَاسِدَةِ ٱلَّتِي تَبْدُو مُسْتَقِرَّةً وَثَابِتَةً؟
٨ أَيُّ إِجْرَاءٍ سَيَتَّخِذُهُ يَهْوَهُ بِشَأْنِ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلْفَاسِدَةِ؟ فِي بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، سَتُدَمِّرُ ٱلْقُوَى ٱلسِّيَاسِيَّةُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ ٱلَّذِي يُشَبِّهُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِعَاهِرَةٍ تُدْعَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ. (رؤ ١٧:١، ٢، ١٦؛ ١٨:١-٤) وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلْفَاسِدَةِ ٱلْأُخْرَى؟ تُشَبِّهُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ مُعْظَمَ هٰذِهِ ٱلْأَنْظِمَةِ بِجُزُرٍ وَجِبَالٍ، لِأَنَّهَا تَبْدُو مُسْتَقِرَّةً وَثَابِتَةً. (اقرإ الرؤيا ٦:١٤.) لٰكِنَّهَا تُنْبِئُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَنْظِمَةَ وَٱلْهَيْئَاتِ ٱلتَّابِعَةَ لَهَا سَتُقْتَلَعُ مِنْ جُذُورِهَا فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (ار ٢٥:٣١-٣٣) وَآنَذَاكَ، سَتُصْبِحُ كُلُّ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلْفَاسِدَةِ فِي خَبَرِ كَانَ.
٩ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ ٱلنِّظَامَ سَيَسُودُ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلْجَدِيدَةِ؟
٩ مَاذَا سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلْفَاسِدَةِ؟ سَتَزُولُ فِي هَرْمَجِدُّونَ ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ ٱلْمَوْجُودَةُ ٱلْآنَ، أَيِ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ وَرَعَايَاهَا. وَبَدَلًا مِنْهَا، نَحْنُ نَنْتَظِرُ بِحَسَبِ وَعْدِ ٱللّٰهِ «سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». (٢ بط ٣:١٣) فَٱلسَّمٰوَاتُ ٱلْجَدِيدَةُ هِيَ حُكُومَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي يَرْأَسُهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْ ٠٠٠,١٤٤. أَمَّا ٱلْأَرْضُ ٱلْجَدِيدَةُ فَتُشِيرُ إِلَى رَعَايَا تِلْكَ ٱلْحُكُومَةِ. وَسَيَسُودُ ٱلنِّظَامُ فِيهَا لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَرْتِيبٍ. (١ كو ١٤:٣٣، ٤٠) وَبِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْحُكَّامِ ٱلْمُعَاوِنِينَ لَهُ، سَيَتَوَلَّى رِجَالٌ صَالِحُونَ مُهِمَّةَ ٱلْإِشْرَافِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مز ٤٥:١٦) فَتَخَيَّلِ ٱلْأَحْوَالَ حِينَ تَزُولُ كُلُّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ وَتَحِلُّ مَحَلَّهَا حُكُومَةٌ وَاحِدَةٌ وَغَيْرُ قَابِلَةٍ لِلْفَسَادِ.
اَلْمُمَارَسَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ
١٠ أَيَّةُ مُمَارَسَاتٍ خَاطِئَةٍ شَائِعَةٌ فِي مُجْتَمَعِنَا، وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ عَلَى عَائِلَتِنَا؟
١٠ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْمُمَارَسَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ فِينَا ٱلْآنَ؟ نَحْنُ نَعِيشُ فِي عَالَمٍ يُشَجِّعُ عَلَى ٱلْخِدَاعِ وَٱلْعُنْفِ ٱلْوَحْشِيِّ وَٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. وَصِنَاعَةُ ٱلتَّسْلِيَةِ تَعْرِضُ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ بِشَكْلٍ جَذَّابٍ، فِيمَا تُقَلِّلُ مِنْ قِيمَةِ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ. (اش ٥:٢٠) لِذَا يَلْزَمُ أَنْ يُجَاهِدَ ٱلْوَالِدُونَ لِيَحْمُوا أَوْلَادَهُمْ مِنْ هٰذِهِ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُفْسِدَةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَجِبُ عَلَى كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يُجَاهِدُوا لِيَصُونُوا عَلَاقَتَهُمْ بِيَهْوَهَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ.
١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْإِجْرَاءِ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ يَهْوَهُ بِشَأْنِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ؟
١١ أَيُّ إِجْرَاءٍ سَيَتَّخِذُهُ يَهْوَهُ بِشَأْنِ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ؟ تَذَكَّرْ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ بِمَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. (اقرأ ٢ بطرس ٢:٦-٨.) لَقَدْ كَانَ ٱلشَّرُّ هُنَاكَ عَظِيمًا، مِمَّا ضَايَقَ لُوطًا ٱلْبَارَّ وَعَائِلَتَهُ. لِذَا دَمَّرَ ٱللّٰهُ تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةَ بِأَكْمَلِهَا. وَهٰكَذَا وَضَعَ «نَمُوذَجًا لِمَا سَيَأْتِي». فَكَمَا أَنْهَى ٱلشَّرَّ أَيَّامَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، سَيُدَمِّرُ قَرِيبًا هٰذَا ٱلنِّظَامَ وَيُنْهِي كُلَّ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ.
١٢ مَاذَا تُحِبُّ أَنْ تَفْعَلَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟
١٢ مَاذَا سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ؟ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَنَنْشَغِلُ بِنَشَاطَاتٍ مُفْرِحَةٍ تُمَجِّدُ يَهْوَهَ وَتُكْرِمُهُ. وَمِنْهَا: تَحْوِيلُ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ، بِنَاءُ مَنَازِلَ لَنَا وَلِأَحِبَّائِنَا، ٱسْتِقْبَالُ مَلَايِينِ ٱلْمُقَامِينَ، وَتَعْلِيمُهُمْ عَنْ يَهْوَهَ وَمَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ. (اش ٦٥:٢١، ٢٢؛ اع ٢٤:١٥) حَقًّا، لَا نِهَايَةَ لِلنَّشَاطَاتِ ٱلْمُفْرِحَةِ ٱلَّتِي سَنَهْتَمُّ بِهَا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْقَادِمِ.
اَلْأَحْوَالُ ٱلرَّدِيئَةُ
١٣ مَا عَوَاقِبُ تَمَرُّدِ ٱلشَّيْطَانِ وَآدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَى ٱللّٰهِ؟
١٣ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْأَحْوَالُ ٱلرَّدِيئَةُ فِينَا ٱلْآنَ؟ إِنَّ ٱلْأَشْرَارَ وَٱلْأَنْظِمَةَ ٱلْفَاسِدَةَ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ تَزِيدُ ٱلْأَحْوَالَ سُوءًا ٱلْيَوْمَ. فَمَنْ مِنَّا مُسْتَثْنًى مِنَ ٱلْحَرْبِ وَٱلْفَقْرِ وَٱلْعُنْصُرِيَّةِ وَٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ؟! فَمُنْذُ تَمَرَّدَ ٱلشَّيْطَانُ وَآدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَى يَهْوَهَ، تَبْتَلِينَا ٱلْأَحْوَالُ ٱلرَّدِيئَةُ جَمِيعًا.
١٤ أَيَّةُ أَحْوَالٍ رَدِيئَةٍ سَيُزِيلُهَا يَهْوَهُ؟
١٤ أَيُّ إِجْرَاءٍ سَيَتَّخِذُهُ يَهْوَهُ بِشَأْنِ ٱلْأَحْوَالِ ٱلرَّدِيئَةِ؟ سَيَقْضِي ٱللّٰهُ عَلَى ٱلْحُرُوبِ. (اقرإ المزمور ٤٦:٨، ٩.) وَيُزِيلُ ٱلْمَرَضَ. (اش ٣٣:٢٤) وَيَبْتَلِعُ ٱلْمَوْتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اش ٢٥:٨) وَيُنْهِي ٱلْفَقْرَ. (مز ٧٢:١٢-١٦) وَسَيَسْتَأْصِلُ كُلَّ ٱلْأَحْوَالِ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلْأُخْرَى مِنْ جُذُورِهَا. كَمَا أَنَّهُ سَيَضَعُ حَدًّا لِتَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. — اف ٢:٢.
١٥ أَيَّةُ أُمُورٍ لَنْ تَرَاهَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟
١٥ تَخَيَّلْ نَفْسَكَ فِي عَالَمٍ لَا مَرَضَ فِيهِ وَلَا مَوْتَ، عَالَمٍ بِلَا جُيُوشٍ أَوْ أَسْلِحَةٍ، عَالَمٍ بِلَا مُسْتَشْفَيَاتٍ أَوْ أَطِبَّاءَ. تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَمْشِي بِلَا خَوْفٍ فِي ٱلطَّرِيقِ. وَتَنَامُ مُرْتَاحَ ٱلْبَالِ لِأَنَّ ٱلْجَرِيمَةَ غَيْرُ مَوْجُودَةٍ، لِذَا لَسْتَ بِحَاجَةٍ إِلَى أَقْفَالٍ أَوْ أَجْهِزَةِ إِنْذَارٍ. فَكُلُّ ٱلْأَحْوَالِ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلَّتِي تُوَتِّرُنَا وَتُرْعِبُنَا ٱلْيَوْمَ سَتُوَلِّي إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ.
١٦، ١٧ (أ) أَيَّةُ رَاحَةٍ يَنْعَمُ بِهَا ٱلنَّاجُونَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ؟ (ب) مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ؟
١٦ مَاذَا سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلْأَحْوَالِ ٱلرَّدِيئَةِ؟ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نَتَخَيَّلَ ٱلْحَيَاةَ حِينَ تَزُولُ كُلُّ ٱلْأَحْوَالِ ٱلرَّدِيئَةِ. فَقَدْ تَعَوَّدْنَا عَلَيْهَا كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّنَا لَا نُلَاحِظُ كَمْ تُسَبِّبُ لَنَا ٱلتَّوَتُّرَ وَٱلْإِرْهَاقَ. لِإِيضَاحِ ٱلْفِكْرَةِ: إِنَّ مَنْ يَسْكُنُ مُدَّةً طَوِيلَةً قُرْبَ مِكَبِّ نُفَايَاتٍ لَا يَعُودُ يَنْزَعِجُ مِنَ ٱلرَّائِحَةِ. وَمَنْ يَعِيشُ قُرْبَ مَصْنَعٍ يُصْبِحُ مُعْتَادًا عَلَى ضَجِيجِهِ. لٰكِنَّنَا سَنَشْعُرُ بِرَاحَةٍ لَا تُوصَفُ فِي عَالَمِ يَهْوَهَ ٱلْجَدِيدِ حِينَ تَزُولُ كُلُّ ٱلْأَحْوَالِ ٱلرَّدِيئَةِ.
١٧ يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٣٧:١١ إِنَّ ٱلْحُلَمَاءَ سَوْفَ «يَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ ٱلسَّلَامِ». أَلَا تَمَسُّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ قَلْبَكَ؟ فَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ تَنْعَمَ بِهَا. لِذَا ٱبْذُلْ جُهْدَكَ أَنْ تَبْقَى قَرِيبًا مِنْهُ وَمِنْ هَيْئَتِهِ. قَدِّرْ هٰذَا ٱلرَّجَاءَ ٱلْبَدِيعَ. أَبْقِهِ حَيًّا فِي ذِهْنِكَ. وَأَخْبِرِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. (١ تي ٤:١٥، ١٦؛ ١ بط ٣:١٥) وَهٰكَذَا عِنْدَمَا يَزُولُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ، سَتَعِيشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَتَنْعَمُ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْبَرَكَاتِ.