مقالة الدرس ٤٥
كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
«إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ». — في ٤:١٣.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠٤ اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَطِيَّةُ ٱللّٰهِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١-٢ (أ) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلْمَشَاكِلَ؟ أَوْضِحْ. (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
هَلْ فَكَّرْتَ مَرَّةً فِي مُشْكِلَةٍ مَرَرْتَ بِهَا، ثُمَّ قُلْتَ: «مَا كُنْتُ لِأَتَحَمَّلَهَا بِمُفْرَدِي»؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، أَنْتَ لَسْتَ ٱلْوَحِيدَ. فَرُبَّمَا وَاجَهْتَ مَرَضًا خَطِيرًا أَوْ تَحَمَّلْتَ مَوْتَ شَخْصٍ تُحِبُّهُ. وَحِينَ تَتَذَكَّرُ مَا حَصَلَ، تُدْرِكُ أَنَّكَ مَا كُنْتَ لِتَتَحَمَّلَ لَوْلَا رُوحُ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسُ. فَهُوَ أَعْطَاكَ ‹قُدْرَةً تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ›. — ٢ كو ٤:٧-٩.
٢ وَاَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا أَيْضًا لِنُقَاوِمَ تَأْثِيرَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ. (١ يو ٥:١٩) كَمَا نَتَّكِلُ عَلَيْهِ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ «ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ». (اف ٦:١٢) فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ نُوَاجِهَ كُلَّ هٰذَا؟ سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ طَرِيقَتَيْنِ، ثُمَّ سَنَرَى مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُقَوِّينَا
٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٣ يُقَوِّينَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِنُتَمِّمَ مَسْؤُولِيَّاتِنَا رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصَّعْبَةِ. مَثَلًا، وَاجَهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً. لٰكِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱلْخِدْمَةِ لِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى «قُدْرَةِ ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ١٢:٩) فَخِلَالَ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، بَشَّرَ بِٱجْتِهَادٍ وَٱشْتَغَلَ أَيْضًا لِيُؤَمِّنَ مَصَارِيفَهُ. فَهُوَ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ فِي مَنْزِلِ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا، ٱللَّذَيْنِ كَانَا يَصْنَعَانِ ٱلْخِيَمَ مِثْلَهُ. وَصَارَ يَعْمَلُ مَعْهُمَا جُزْءًا مِنْ وَقْتِهِ. (اع ١٨:١-٤) فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ قَوَّاهُ كَيْ يُؤَمِّنَ مَصَارِيفَهُ وَيُتَمِّمَ خِدْمَتَهُ أَيْضًا.
٤ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ١٢:٧-٩، مِمَّ عَانَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ؟
٤ اقرأ ٢ كورنثوس ١٢:٧-٩. مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ لَدَيْهِ «شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ»؟ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَتَأَلَّمُ كَثِيرًا إِذَا عَلِقَتْ شَوْكَةٌ فِي جَسَدِنَا. إِذًا كَانَ بُولُسُ يُشِيرُ أَنَّهُ يُعَانِي مِنْ مُشْكِلَةٍ مُؤْلِمَةٍ. وَقَدْ وَصَفَهَا بِأَنَّهَا «مَلَاكٌ لِلشَّيْطَانِ» وَأَنَّهَا تَسْتَمِرُّ فِي ضَرْبِهِ. رُبَّمَا لَمْ يُسَبِّبِ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ مُشْكِلَةَ بُولُسَ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ. لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَغَلُّوهَا لِيَزِيدُوا وَجَعَهُ، كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يَغْرِزُونَ ٱلشَّوْكَةَ أَكْثَرَ فِي جَسَدِهِ. فَمَاذَا فَعَلَ بُولُسُ؟
٥ كَيْفَ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِ بُولُسَ؟
٥ فِي ٱلْبِدَايَةِ، أَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ هٰذِهِ ٱلشَّوْكَةِ. كَتَبَ: «تَوَسَّلْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ [يَهْوَهَ] ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ تُفَارِقَنِي». لٰكِنَّ ٱلشَّوْكَةَ بَقِيَتْ رَغْمَ كُلِّ صَلَوَاتِ بُولُسَ. فَهَلْ عَنَى ذٰلِكَ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ. صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُخَلِّصْهُ مِنْ مُشْكِلَتِهِ، لٰكِنَّهُ أَعْطَاهُ ٱلْقُوَّةَ لِيَتَحَمَّلَهَا. قَالَ يَهْوَهُ: «قُدْرَتِي تُكْمَلُ فِي ٱلضُّعْفِ». (٢ كو ١٢:٨، ٩) وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ، ٱسْتَطَاعَ بُولُسُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِهِ وَفَرَحِهِ. — في ٤:٤-٧.
٦ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَجِيبَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا؟ (ب) كَيْفَ تُقَوِّيكَ ٱلْوُعُودُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي ٱلْآيَاتِ فِي هٰذِهِ ٱلْفِقْرَةِ؟
٦ مَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ عَانَيْتَ مِنْ مُشْكِلَةٍ وَتَرَجَّيْتَ يَهْوَهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْهَا مِثْلَمَا فَعَلَ بُولُسُ؟ هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ رَاضٍ عَنْكَ لِأَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ بَقِيَتْ أَوْ صَارَ ٱلْوَضْعُ أَسْوَأَ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، تَذَكَّرْ مِثَالَ بُولُسَ. فَكَمَا ٱسْتَجَابَ لَهُ يَهْوَهُ، سَيَسْتَجِيبُ لَكَ بِٱلتَّأْكِيدِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ لَا يُنْهِي ٱلْمُشْكِلَةَ، لٰكِنَّهُ سَيُقَوِّيكَ لِتَتَحَمَّلَهَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. (مز ٦١:٣، ٤) وَحَتَّى لَوْ أَرْهَقَتْكَ ٱلْمَشَاكِلُ، فَيَهْوَهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ. — ٢ كو ٤:٨، ٩؛ في ٤:١٣.
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ
٧-٨ (أ) كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلرِّيَاحَ؟ (ب) كَيْفَ وَصَفَ بُطْرُسُ طَرِيقَةَ عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٧ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى أَيْضًا. كَيْفَ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَبِّهَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ بِٱلرِّيَاحِ. فَٱلرِّيَاحُ ٱلْمُنَاسِبَةُ تَدْفَعُ ٱلسَّفِينَةَ كَيْ تَصِلَ إِلَى وُجْهَتِهَا، حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ هَائِجًا. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، يَدْفَعُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ إِلَى ٱلْأَمَامِ كَيْ نَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ رَغْمَ ٱلْعَوَاصِفِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُنَا.
٨ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ صَيَّادَ سَمَكٍ، لِذَا ٱعْتَادَ أَنْ يُبْحِرَ. وَرُبَّمَا لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ ٱسْتَعْمَلَ كَمَا يَبْدُو تَعْبِيرًا بَحْرِيًّا لِيَصِفَ طَرِيقَةَ عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. كَتَبَ: «لَمْ تَأْتِ أَيُّ نُبُوَّةٍ مِنْ مَصْدَرٍ بَشَرِيٍّ، بَلْ تَكَلَّمَ أَشْخَاصٌ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ بِتَوْجِيهٍ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ». وَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى «بِتَوْجِيهٍ» تَعْنِي حَرْفِيًّا «مَسُوقِينَ بِـ» . — ٢ بط ١:٢١، حاشية عج.
٩ مَا ٱلْمَشْهَدُ ٱلَّذِي قَصَدَهُ بُطْرُسُ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ كَلِمَةَ «مَسُوقِينَ»؟
٩ أَيُّ مَشْهَدٍ أَرَادَ بُطْرُسُ أَنْ نَتَخَيَّلَهُ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ كَلِمَةَ «مَسُوقِينَ»؟ اِسْتَعْمَلَ لُوقَا ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ نَفْسَهَا فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ لِيَصِفَ سَفِينَةً ‹تَسُوقُهَا› ٱلرِّيحُ. (اع ٢٧:١٥) وَذَكَرَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ بُطْرُسَ كَانَ يَسْتَخْدِمُ «تَشْبِيهًا بَحْرِيًّا رَائِعًا». فَقَدْ قَصَدَ بُطْرُسُ أَنَّهُ كَمَا تَسُوقُ ٱلرِّيَاحُ ٱلسَّفِينَةَ لِتَصِلَ إِلَى وُجْهَتِهَا، هٰكَذَا سَاقَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْكَتَبَةَ لِيُتَمِّمُوا مُهِمَّتَهُمْ. وَقَالَ ٱلْعَالِمُ نَفْسُهُ إِنَّ «ٱلْأَنْبِيَاءَ رَفَعُوا أَشْرِعَتَهُمْ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ»، فَقَامَ يَهْوَهُ بِدَوْرِهِ: أَعْطَى «ٱلرِّيَاحَ»، أَيِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. ثُمَّ قَامَ ٱلْأَنْبِيَاءُ بِدَوْرِهِمْ: عَمِلُوا بِٱنْسِجَامٍ مَعْ هٰذَا ٱلرُّوحِ.
١٠-١١ أَيُّ خُطْوَتَيْنِ يَلْزَمُ أَنْ نَقُومَ بِهِمَا لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ أَوْضِحْ.
١٠ طَبْعًا، لَا يَسْتَعْمِلُ يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْيَوْمَ لِيُوحِيَ إِلَيْنَا أَنْ نَكْتُبَ أَسْفَارًا. لٰكِنَّهُ لَا يَزَالُ يَسْتَعْمِلُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِيُوَجِّهَ شَعْبَهُ. فَيَهْوَهُ لَا يَزَالُ يَقُومُ بِدَوْرِهِ. وَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
١١ فَكِّرْ فِي هٰذَا ٱلْإِيضَاحِ. كَيْ يَسْتَفِيدَ ٱلْبَحَّارُ مِنَ ٱلرِّيَاحِ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِأَمْرَيْنِ: أَوَّلًا، عَلَيْهِ أَنْ يَضَعَ مَرْكَبَهُ فِي مَكَانٍ تَهُبُّ فِيهِ ٱلرِّيَاحُ. فَإِذَا بَقِيَ فِي ٱلْمَرْفَإِ بَعِيدًا عَنِ ٱلرِّيَاحِ، فَلَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْهَا. ثَانِيًا، عَلَيْهِ أَنْ يَرْفَعَ ٱلْأَشْرِعَةَ وَيَفْتَحَهَا إِلَى أَقْصَى حَدٍّ. فَٱلْمَرْكَبُ لَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَّا إِذَا هَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ فِي ٱلْأَشْرِعَةِ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، لَا نَقْدِرُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ دُونَ مُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَكَيْ نَسْتَفِيدَ مِنْهُ كَامِلًا، يَلْزَمُ أَنْ نَقُومَ بِخُطْوَتَيْنِ: أَوَّلًا، عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِأُمُورٍ يُوَجِّهُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. ثَانِيًا، يَلْزَمُ أَنْ نُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا حِينَ نَقُومُ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ، كَمَا لَوْ أَنَّنَا نَفْتَحُ ٱلْأَشْرِعَةَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ. (مز ١١٩:٣٢) عِنْدَئِذٍ، يُقَوِّينَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَيَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ لِنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ حَتَّى نَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.
١٢ مَاذَا سَنَرَى ٱلْآنَ؟
١٢ لَقَدْ نَاقَشْنَا طَرِيقَتَيْنِ يُسَاعِدُنَا بِهِمَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. فَهُوَ يُقَوِّينَا لِنَبْقَى أُمَنَاءَ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ، وَيَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ لِنَعْمَلَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ وَنَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. لِنَرَ ٱلْآنَ أَرْبَعَةَ أُمُورٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
كَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
١٣ حَسَبَ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:١٦، ١٧، كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ، وَمَا هُوَ دَوْرُنَا؟
١٣ أَوَّلًا، ٱدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧.) إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ» تَعْنِي حَرْفِيًّا «ٱللّٰهُ نَفَخَهَا». فَٱللّٰهُ ٱسْتَخْدَمَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ «يَنْفُخَ» أَفْكَارَهُ، أَوْ يَضَعَهَا، فِي عُقُولِ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَحِينَ نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَنَتَأَمَّلُ فِيهِ، تَدْخُلُ إِرْشَادَاتُهُ إِلَى عَقْلِنَا وَقَلْبِنَا. فَتَدْفَعُنَا أَنْ نُغَيِّرَ حَيَاتَنَا كَيْ نُرْضِيَ ٱللّٰهَ. (عب ٤:١٢) وَلٰكِنْ كَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَلْزَمُ أَنْ نُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِنَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱسْتِمْرَارٍ وَنَتَأَمَّلَ فِيهِ جَيِّدًا. وَهٰكَذَا تَنْعَكِسُ مَبَادِئُهُ عَلَى كُلِّ مَا نَقُولُهُ وَنَفْعَلُهُ.
١٤ (أ) لِمَ نَقُولُ إِنَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ هِيَ «مَكَانٌ تَهُبُّ فِيهِ ٱلرِّيَاحُ»؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
١٤ ثَانِيًا، ٱحْضُرِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. (مز ٢٢:٢٢) حِينَ نَكُونُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ، نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ هِيَ «مَكَانٌ تَهُبُّ فِيهِ ٱلرِّيَاحُ»، إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. (رؤ ٢:٢٩) لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّنَا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ نُصَلِّي وَنَطْلُبُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ، نُرَنِّمُ تَرَانِيمَ مُؤَسَّسَةً عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، وَنَنَالُ إِرْشَادَاتٍ مِنْ إِخْوَةٍ عَيَّنَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُ أَخَوَاتِنَا أَيْضًا لِيُحَضِّرْنَ ٱلْمَوَاضِيعَ وَيُقَدِّمْنَهَا. وَلٰكِنْ كَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنْ مُسَاعَدَتِهِ، يَلْزَمُ أَنْ نَرْفَعَ ٱلْأَشْرِعَةَ، أَيْ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَنُشَارِكَ فِيهَا.
١٥ كَيْفَ نَسْمَحُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يُسَاعِدَنَا فِي خِدْمَتِنَا؟
١٥ ثَالِثًا، بَشِّرِ ٱلنَّاسَ. حِينَ نَسْتَعْمِلُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِنُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُعَلِّمَهُمْ، نَسْمَحُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُسَاعِدَنَا فِي خِدْمَتِنَا. (رو ١٥:١٨، ١٩) وَكَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَلْزَمُ أَنْ نُبَشِّرَ بِٱسْتِمْرَارٍ وَنَسْتَعْمِلَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُلَّمَا أَمْكَنَ. وَإِحْدَى ٱلطُّرُقِ لِنُحَسِّنَ خِدْمَتَنَا هِيَ أَنْ نَسْتَعْمِلَ ٱقْتِرَاحَاتٍ لِلْمُنَاقَشَةِ مِنْ دَلِيلِ ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
١٦ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْمُبَاشِرَةُ لِنَنَالَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ؟
١٦ رَابِعًا، صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ. (مت ٧:٧-١١؛ لو ١١:١٣) بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَطْلُبَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ مُبَاشَرَةً مِنْ يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ. وَلَا ٱلسِّجْنُ وَلَا حَتَّى ٱلشَّيْطَانُ يَمْنَعَانِ صَلَوَاتِنَا أَنْ تَصِلَ إِلَى يَهْوَهَ، أَوْ يَمْنَعَانِ يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ. (يع ١:١٧) فَكَيْفَ نُصَلِّي كَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ مِنْ خِلَالِ مَثَلٍ يَذْكُرُهُ فَقَطْ إِنْجِيلُ لُوقَا.b
لَا تَتَوَقَّفْ عَنِ ٱلصَّلَاةِ
١٧ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ فِي لُوقَا ١١:٥-٩، ١٣؟
١٧ اقرأ لوقا ١١:٥-٩، ١٣. يُظْهِرُ مَثَلُ يَسُوعَ كَيْفَ نُصَلِّي طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَٱلرَّجُلُ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ حَصَلَ عَلَى مَا يُرِيدُهُ لِأَنَّهُ طَلَبَ ‹بِلَجَاجَةٍ›. فَهُوَ لَمْ يَتَرَدَّدْ أَنْ يَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ جَارِهِ حَتَّى فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ. (لوقا ١١:٨)c وَيَسُوعُ طَبَّقَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ. قَالَ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ». فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟ كَيْ نَنَالَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ، لَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنْ طَلَبِهِ فِي ٱلصَّلَاةِ.
١٨ كَيْفَ يُقَوِّي مَثَلُ يَسُوعَ ثِقَتَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُعْطِينَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ؟
١٨ أَيْضًا، يُظْهِرُ لَنَا مَثَلُ يَسُوعَ لِمَاذَا سَيُعْطِينَا يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ. فَٱلرَّجُلُ أَرَادَ أَنْ يَهْتَمَّ جَيِّدًا بِضَيْفِهِ ٱلَّذِي زَارَهُ فِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ. فَهُوَ شَعَرَ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ أَنْ يُقَدِّمَ لَهُ ٱلطَّعَامَ، وَلٰكِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ شَيْءٌ يُقَدِّمُهُ. وَأَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّ جَارَهُ أَعْطَاهُ ٱلْخُبْزَ لِأَنَّهُ طَلَبَ بِإِصْرَارٍ. فَمَاذَا أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يُعَلِّمَنَا؟ إِذَا قَبِلَ رَجُلٌ نَاقِصٌ أَنْ يُسَاعِدَ جَارَهُ لِأَنَّهُ أَصَرَّ عَلَيْهِ، أَفَلَا نَتَوَقَّعُ مِنْ أَبِينَا ٱلْمُحِبِّ أَنْ يُعْطِيَنَا رُوحًا قُدُسًا حِينَ نَطْلُبُهُ بِإِصْرَارٍ؟ — مز ١٠:١٧؛ ٦٦:١٩.
١٩ لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّنَا سَنَنْتَصِرُ؟
١٩ مَعْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ يَهْزِمَنَا، نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّنَا سَنَنْتَصِرُ. فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا بِطَرِيقَتَيْنِ: أَوَّلًا، يُقَوِّينَا لِنَتَحَمَّلَ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلصَّعْبَةَ. ثَانِيًا، يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَنَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤١ اِسْمَعْ صَلَاتِي
a تُوضِحُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلْمَشَاكِلَ. وَتُعَلِّمُنَا أَيْضًا مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنْ مُسَاعَدَتِهِ.
b يُظْهِرُ إِنْجِيلُ لُوقَا، أَكْثَرَ مِنْ بَاقِي ٱلْأَنَاجِيلِ، كَمْ كَانَتِ ٱلصَّلَاةُ مُهِمَّةً فِي حَيَاةِ يَسُوعَ. — لو ٣:٢١؛ ٥:١٦؛ ٦:١٢؛ ٩:١٨، ٢٨، ٢٩؛ ١٨:١؛ ٢٢:٤١، ٤٤.
c اُنْظُرْ «لَجَاجَتُهُ ٱلْجَرِيئَةُ» فِي مَرَاجِعِ دَلِيلِ ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عَدَدِ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٨، ٱلصَّفْحَةِ ٨.
d وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: اَلْخُطْوَةُ ١: زَوْجَانِ يَصِلَانِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ. فَحِينَ يَحْضُرَانِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، يَسْتَفِيدَانِ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. اَلْخُطْوَةُ ٢: اَلزَّوْجَانِ مُسْتَعِدَّانِ لِلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ. وَهَاتَانِ ٱلْخُطْوَتَانِ تَنْطَبِقَانِ أَيْضًا عَلَى دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، تَبْشِيرِ ٱلنَّاسِ، وَٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ.