هَلْ تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ؟
«هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». — اش ٣٠:٢١.
١، ٢ عَلَامَ ٱلشَّيْطَانُ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ، وَكَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ؟
إِذَا أَنْذَرَكَ أَحَدُ أَصْدِقَائِكَ أَنَّ رَجُلًا شِرِّيرًا تَعَمَّدَ تَغْيِيرَ لَافِتَةِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تُرِيدُ سُلُوكَهُ بِهَدَفِ أَذِيَّةِ ٱلْمُسَافِرِينَ غَيْرِ ٱلْحَذِرِينَ، أَفَلَا تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرِهِ؟ نَعَمْ، دُونَ شَكٍّ. فَلَافِتَةٌ كَهذِهِ لَا تُضَلِّلُكَ فَحَسْبُ، بَلْ تُشَكِّلُ أَيْضًا خَطَرًا عَلَيْكَ.
٢ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ خَصْمٌ شِرِّيرٌ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ عَلَى تَضْلِيلِنَا. (رؤ ١٢:٩) وَقَدْ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ رَدِيئَةٍ يَسْتَغِلُّهَا لِجَعْلِنَا نَنْحَرِفُ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (مت ٧:١٣، ١٤) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ إِلهَنَا ٱلْمُحِبَّ يُحَذِّرُنَا مِنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ ٱلطَّرِيقِ› ٱلْمُضَلِّلَةِ ٱلَّتِي يَضَعُهَا ٱلشَّيْطَانُ! وَٱلْآنَ، سَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ سَلْبِيَّةٍ إِضَافِيَّةٍ. وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنْ نَجْتَنِبَ ٱلضَّلَالَ، لِنَتَخَيَّلْ أَنَّ يَهْوَهَ يَسِيرُ خَلْفَنَا وَيَدُلُّنَا عَلَى ٱلْوُجْهَةِ ٱلصَّحِيحَةِ قَائِلًا: «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». (اش ٣٠:٢١) فَتَفَحُّصُ تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ سَيُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِهَا.
لَا تَتْبَعِ ‹ٱلمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ›
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ؟ (ب) مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَ، وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟
٣ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَمُرُّ أَثْنَاءَ رِحْلَتِكَ فِي أَرْضٍ قَاحِلَةٍ. وَتَرَى بِئْرًا مِنْ بَعِيدٍ، فَتَتَّجِهُ نَحْوَهَا آمِلًا ٱلْعُثُورَ عَلَى مَاءٍ يُرْوِي ظَمَأَكَ. إِلَّا أَنَّكَ تُصَابُ بِٱلْخَيْبَةِ لَدَى وُصُولِكَ إِذْ تَجِدُهَا جَافَّةً. يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ هذِهِ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ. وَكُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيْهِمْ بَحْثًا عَنْ مِيَاهِ ٱلْحَقِّ سَيُصَابُ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ مَرِيرَةٍ. لِذَا، يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنْهُمْ عَلَى لِسَانِ ٱلرَّسُولَيْنِ بُولُسَ وَبُطْرُسَ. (اِقْرَأْ اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ بطرس ٢:١-٣.) فَمَنْ هُمْ هؤُلَاءِ ٱلْمُعَلِّمُونَ؟ تُسَاعِدُنَا كَلِمَاتُ هذَيْنِ ٱلرَّسُولَيْنِ ٱلْمُلْهَمَةُ أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُمْ وَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَتَّبِعُونَهَا.
٤ قَالَ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ: «مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ». وَكَتَبَ بُطْرُسُ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «سَيَكُونُ أَيْضًا بَيْنَكُمْ مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ». فَمِنْ أَيْنَ يَأْتِي ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَهؤُلَاءِ هُمْ أَشْخَاصٌ مُرْتَدُّونَ.a وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟ إِنَّهُمْ لَا يَكْتَفُونَ بِتَرْكِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلَّتِي رُبَّمَا أَحَبُّوهَا يَوْمًا، بَلْ يَهْدِفُونَ «أَنْ يَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ» كَمَا قَالَ بُولُسُ. لَاحِظْ أَدَاةَ ٱلتَّعْرِيفِ فِي كَلِمَةِ «ٱلتَّلَامِيذِ». فَعِوَضَ أَنْ يَجْمَعَ ٱلْمُرْتَدُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ تَلَامِيذَ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، يُحَاوِلُونَ أَنْ يَجُرُّوا وَرَاءَهُمْ تَلَامِيذَ ٱلْمَسِيحِ. فَهُمْ مِثْلُ «ذِئَابٍ ضَارِيَةٍ» يُرِيدُونَ أَنْ يَفْتَرِسُوا أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّذِينَ يَثِقُونَ بِهِمْ، مُقَوِّضِينَ إِيمَانَهُمْ وَمُبْعِدِينَ إِيَّاهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ. — مت ٧:١٥؛ ٢ تي ٢:١٨.
٥ أَيَّةُ أَسَالِيبَ يَسْتَخْدِمُهَا ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟
٥ وَمَا هِيَ أَسَالِيبُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ إِنَّهُمْ يَسْتَخْدِمُونَ طُرُقًا تَنِمُّ عَنْ رُوحٍ مَاكِرَةٍ. فَهؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدُّونَ «يَدُسُّونَ» أَفْكَارًا مُفْسِدَةً. فَهُمْ يَبُثُّونَ آرَاءَهُمُ ٱلْمُرْتَدَّةَ بِخُبْثٍ عَلَى غِرَارِ ٱلْمُهَرِّبِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ خِفْيَةً. كَمَا أَنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَ «كَلِمَاتٍ مُزَوَّرَةً»، أَوْ حُجَجًا بَاطِلَةً، لِتَبْدُوَ آرَاؤُهُمُ ٱلْمُلَفَّقَةُ وَكَأَنَّهَا حَقِيقَةٌ مِثْلَمَا يُزَيِّفُ مُزَوِّرٌ ٱلْوَثَائِقَ بِمَهَارَةٍ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يَنْشُرُونَ ‹تَعَالِيمَهُمُ ٱلْخَادِعَةَ› إِذْ ‹يُعَوِّجُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ› لِتَتَلَاءَمَ مَعَ مَفَاهِيمِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ. (٢ بط ٢:١، ٣، ١٣؛ ٣:١٦) فَمِنَ ٱلْجَلِيِّ إِذًا أَنَّهُمْ لَا يَهْتَمُّونَ بِصَالِحِنَا. وَٱتِّبَاعُهُمْ سَيُحَوِّلُنَا لَا مَحَالَةَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
٦ أَيَّةُ مَشُورَةٍ وَاضِحَةٍ عَنِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ يُزَوِّدُنَا بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
٦ وَكَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ إِنَّ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱلتَّعَامُلِ مَعَهُمْ وَاضِحَةٌ. (اِقْرَأْ روما ١٦:١٧؛ ٢ يوحنا ٩-١١.) فَهِيَ تَقُولُ: «تَجَنَّبُوهُمْ». وَتَنْقُلُ تَرْجَمَاتٌ أُخْرَى هذَا ٱلتَّعْبِيرَ إِلَى: «أَعْرِضُوا عَنْهُمْ» وَ «ٱبْتَعِدُوا عَنْهُمْ». فَمَا مِنِ ٱلْتِبَاسٍ فِي هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ. لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ طَبِيبًا أَوْصَاكَ بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِشَخْصٍ مُصَابٍ بِمَرَضٍ مُعْدٍ وَمُمِيتٍ. فَلَا بُدَّ أَنَّكَ سَتُدْرِكُ بِوُضُوحٍ مَا يُرِيدُهُ ٱلطَّبِيبُ وَتَتْبَعُ إِرْشَادَهُ بِدِقَّةٍ. بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِنَّ ٱلْمُرْتَدِّينَ هُمْ ‹مُعْتَلُّونَ عَقْلِيًّا› وَيَسْعَوْنَ إِلَى نَقْلِ ٱلْعَدْوَى إِلَى ٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ تَعَالِيمِهِمِ ٱلْكَاذِبَةِ. (١ تي ٦:٣، ٤) وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلطَّبِيبُ ٱلْعَظِيمُ ٱلَّذِي يَنْصَحُنَا بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِهِمْ. فَهَلْ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نُصْغِيَ دَائِمًا إِلَى تَحْذِيرَاتِهِ مُدْرِكِينَ مَغْزَى نُصْحِهِ لَنَا؟
٧، ٨ (أ) عَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ (ب) لِمَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ ثَابِتٍ ضِدَّ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟
٧ وَعَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ طَبْعًا، يَلْزَمُ أَلَّا نَسْتَقْبِلَهُمْ فِي بُيُوتِنَا أَوْ نُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ. كَمَا يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ قِرَاءَةَ مَطْبُوعَاتِهِمْ، مُشَاهَدَةَ بَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ ٱلَّتِي يَظْهَرُونَ فِيهَا، تَصَفُّحَ مَوَاقِعِهِمِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ، أَوِ ٱلتَّعْلِيقَ عَلَى ٱلْيَوْمِيَّاتِ ٱلْخَاصَّةِ بِهِمْ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. وَمَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ هذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلثَّابِتِ لَيْسَ سِوَى ٱلْمَحَبَّةِ. فَبِمَا أَنَّنَا نُحِبُّ «إِلٰهَ ٱلْحَقِّ»، لَا تَهُمُّنَا ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْمُعَوَّجَةُ ٱلَّتِي تُنَاقِضُ كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ. (مز ٣١:٥؛ يو ١٧:١٧) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، نَحْنُ نُحِبُّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي عَلَّمَتْنَا حَقَائِقَ رَائِعَةً كَٱسْمِ ٱللّٰهِ وَمَعْنَاهُ، قَصْدِهِ لِلْأَرْضِ، حَالَةِ ٱلْمَوْتَى، وَرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ. هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ عِنْدَمَا سَمِعْتَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى هذِهِ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ؟ إِذًا، لَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَخْصٍ يُشَوِّهُ سُمْعَةَ ٱلْهَيْئَةِ بِأَنْ يَجْعَلَكَ تَنْقَلِبُ ضِدَّهَا. — يو ٦:٦٦-٦٩.
٨ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ مَهْمَا قَالُوا. فَإِذَا ٱلْتَجَأْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْآبَارِ ٱلْجَافَّةِ، نَعُودُ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي وَخَائِبِينَ. عِوَضًا عَنْ ذلِكَ، لِنُصَمِّمْ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ ٱلَّتِي طَالَمَا أَرْوَتْ ظَمَأَنَا بِمِيَاهِ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةِ وَٱلْمُنْعِشَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا. — اش ٥٥:١-٣؛ مت ٢٤:٤٥-٤٧.
لَا تَتْبَعِ ‹ٱلْقِصَصَ ٱلْبَاطِلَةَ›
٩، ١٠ أَيُّ تَحْذِيرٍ قَدَّمَهُ بُولُسُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ بِشَأْنِ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ›، وَبِمَ كَانَ رُبَّمَا يُفَكِّرُ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
٩ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَحْيَانًا أَنْ يُمَيِّزَ ٱلْمَرْءُ هَلْ تَلَاعَبَ أَحَدٌ بِلَافِتَةٍ لِتُشِيرَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْخَطَإِ، إِلَّا أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ دَائِمًا بِهذِهِ ٱلْبَسَاطَةِ. وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى مُؤَثِّرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؛ فَبَعْضُهَا يَبْدُو جَلِيًّا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ. وَإِحْدَى إِسْتِرَاتِيجِيَّاتِهِ ٱلْمَاكِرَةِ ٱلَّتِي يُحَذِّرُنَا مِنْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هِيَ ‹ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ›. (اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ١:٣، ٤.) فَلِئَلَّا نَحِيدَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَيْهَا.
١٠ يَرِدُ تَحْذِيرُ بُولُسَ مِنَ ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ، نَاظِرٌ مَسِيحِيٌّ ٱؤْتُمِنَ عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ كَيْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ. (١ تي ١:١٨، ١٩) وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ بُولُسُ كَلِمَةً يُونَانِيَّةً تُشِيرُ إِلَى قِصَصٍ خَيَالِيَّةٍ، أَسَاطِيرَ، أَوْ أَكَاذِيبَ. تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأُمَمِيَّةُ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) أَنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَصِفُ «قِصَّةً (دِينِيَّةً) لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِٱلْوَاقِعِ». فَلَعَلَّ بُولُسَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا ٱلرِّوَايَاتُ ٱلشَّيِّقَةُ ٱلْمُتَنَاقَلَةُ أَوِ ٱلْحِكَايَاتُ ٱلْخُرَافِيَّةُ.b فَهذِهِ ٱلْقِصَصُ لَا ‹تُؤَدِّي سِوَى إِلَى مَسَائِلِ جَدَلٍ›، أَيْ أَنَّهَا تُثِيرُ أَسْئِلَةً تَافِهَةً تَؤُولُ إِلَى أَبْحَاثٍ لَا جَدْوَى مِنْهَا. وَهِيَ إِحْدَى حِيَلِ ٱلْمُخَادِعِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَسْتَغِلُّ ٱلْأَكَاذِيبَ ٱلدِّينِيَّةَ وَٱلْأَسَاطِيرَ ٱلْمُلَفَّقَةَ لَيُضِلَّ ٱلْغَافِلِينَ. إِذًا، إِنَّ مَشُورَةَ بُولُسَ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ وَاضِحَةٌ: لَا تُصْغُوا إِلَى قِصَصٍ بَاطِلَةٍ!
١١ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ بِمَهَارَةٍ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ، وَأَيُّ تَحْذِيرٍ يُسَاعِدُنَا أَلَّا نُضَلَّ؟
١١ مَا هِيَ بَعْضُ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ› ٱلَّتِي تُضِلُّ غَيْرَ ٱلْحَذِرِينَ؟ إِنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ أَوِ ٱلْخُرَافَاتِ ٱلَّتِي تُحَوِّلُنَا «عَنِ ٱلْحَقِّ». (٢ تي ٤:٣، ٤) وَٱلشَّيْطَانُ، ٱلَّذِي يَتَظَاهَرُ بِأَنَّهُ «مَلَاكُ نُورٍ»، يَسْتَخْدِمُ بِمَهَارَةٍ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ. (٢ كو ١١:١٤) فَتَحْتَ سِتَارِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، يُعَلِّمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَقَائِدَ — كَٱلثَّالُوثِ وَنَارِ ٱلْهَاوِيَةِ وَخُلُودِ ٱلنَّفْسِ — تَحْتَوِي عَلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْخُرَافَاتِ وَٱلْأَكَاذِيبِ. كَمَا أَنَّهُ يُرَوِّجُ ٱلِٱحْتِفَالَ بِٱلْأَعْيَادِ، كَعِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْفِصْحِ، ٱلَّتِي تَبْدُو عَادَاتُهَا بَرِيئَةً لكِنَّ جُذُورَهَا تَعُودُ إِلَى ٱلْأَسَاطِيرِ وَٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْوَثَنِيَّةِ. فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى تَحْذِيرِ ٱللّٰهِ أَنْ نَنْفَصِلَ عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَ ‹أَلَّا نَمَسَّ ٱلنَّجِسَ بَعْدُ›، فَلَنْ تُضِلَّنَا ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ. — ٢ كو ٦:١٤-١٧.
١٢، ١٣ (أ) أَيَّةُ أَكَاذِيبَ يُرَوِّجُهَا ٱلشَّيْطَانُ، وَمَا هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ بِشَأْنِ كُلٍّ مِنْهَا؟ (ب) مَاذَا يَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ؟
١٢ يُرَوِّجُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا أَكَاذِيبَ أُخْرَى يُمْكِنُ أَنْ تُضِلَّنَا إِذَا لَمْ نَلْزَمِ ٱلْحَذَرَ. إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ. كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٌ — صَائِبًا كَانَ أَمْ خَاطِئًا؛ فَٱلْقَرَارُ يَعُودُ إِلَيْكَ. إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلنَّظْرَةَ، ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ وَٱلتَّسْلِيَةِ، هِيَ نَظْرَةٌ مُشَوَّهَةٌ إِلَى مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ وَتُشَكِّلُ ضَغْطًا عَلَيْنَا لِلتَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ ٱلرَّوَادِعِ ٱلْأَدَبِيَّةِ. فَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْإِرْشَادِ، وَٱللّٰهُ وَحْدَهُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسُدَّهَا. (ار ١٠:٢٣) اَللّٰهُ لَنْ يَتَدَخَّلَ فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ. إِنَّ هذَا ٱلتَّفْكِيرَ يُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱلتَّشَبُّهِ بِٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا وَٱلْعَيْشِ لِيَوْمِنَا، مِمَّا يَجْعَلُنَا ‹غَيْرَ فَعَّالِينَ وَغَيْرَ مُثْمِرِينَ›. (٢ بط ١:٨) وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ، وَيَجِبُ أَنْ نَتَرَقَّبَهُ دَائِمًا. (مت ٢٤:٤٤) اَللّٰهُ لَا يَهْتَمُّ بِكَ إِفْرَادِيًّا. إِنَّ تَصْدِيقَ كِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِ هذِهِ يَجْعَلُنَا نَشْعُرُ بِأَنَّنَا لَنْ نَسْتَحِقَّ أَبَدًا مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ فَنَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَتِهِ. وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ وَيُقَدِّرُ كُلًّا مِنْ عُبَّادِهِ إِفْرَادِيًّا. — مت ١٠:٢٩-٣١.
١٣ أَحْيَانًا، قَدْ تَبْدُو أَفْكَارُ وَمَوَاقِفُ هذَا ٱلْعَالَمِ مَنْطِقِيَّةً. وَلكِنْ لِنَكُنْ حَذِرِينَ وَنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ بَارِعٌ فِي ٱلْخِدَاعِ. وَوَحْدَهُ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَى مَشُورَةِ وَمُذَكِّرَاتِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ سَيَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ‹بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِدَهَاءٍ [‹ٱلْأَسَاطِيرِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِمَهَارَةٍ›، تَرْجَمَةٌ تَفْسِيرِيَّةٌ]›. — ٢ بط ١:١٦.
لَا ‹تَتْبَعِ ٱلشَّيْطَانَ›
١٤ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ بُولُسُ لِبَعْضِ ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا، وَلِمَاذَا عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَّخِذَ كَلَامَهُ بِجِدِّيَّةٍ؟
١٤ لِنَفْرِضْ أَنَّ لَافِتَةً تَقُولُ: «مِنْ هُنَا طَرِيقُ ٱلشَّيْطَانِ». فَمَنْ يَسْلُكُ هذَا ٱلطَّرِيقَ؟! بِٱلتَّأْكِيدِ لَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ ‹يَنْحَرِفَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›. رَغْمَ ذلِكَ، يُحَذِّرُ بُولُسُ أَنَّ هذَا قَدْ يَحْدُثُ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ. (اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:١١-١٥.) فَتَصَرُّفَاتُ بَعْضِ «ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا» فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَرْهَنَتْ أَنَّهُنَّ يَتْبَعْنَ ٱلشَّيْطَانَ رَغْمَ أَنَّهُنَّ لَمْ يَعْتَقِدْنَ ذلِكَ. وَصَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنْ تِلْكَ ٱلنِّسَاءِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا تَنْطَبِقُ عَلَيْنَا جَمِيعًا. فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنِ ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ حَتَّى عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي تَحْذِيرِ بُولُسَ مِنَ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.
١٥ إِلَامَ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ، وَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟
١٥ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى إِسْكَاتِنَا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. (رؤ ١٢:١٧) وَلِبُلُوغِ غَايَتِهِ، يُحَاوِلُ حَمْلَنَا عَلَى فِعْلِ أُمُورٍ تُبَدِّدُ ٱلْوَقْتَ أَوْ تُثِيرُ ٱلشِّقَاقَاتِ. فَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟ يُمْكِنُنَا تَحْدِيدُ ثَلَاثَةٍ مِنْهَا مِنْ خِلَالِ وَصْفِ بُولُسَ لِلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا. (١) «بَطَّالَاتٌ، يَطُفْنَ عَلَى ٱلْبُيُوتِ». فِي عَصْرِ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا هذَا، مِنَ ٱلسَّهْلِ تَضْيِيعُ وَقْتِنَا وَوَقْتِ غَيْرِنَا بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ إِرْسَالِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ مَا يَصِلُنَا مِنْ رَسَائِلَ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ أَوْ مُضَلِّلَةٍ. (٢) «ثَرْثَارَاتٌ». يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ ٱلثَّرْثَرَةُ ٱلْمُؤْذِيَةُ إِلَى ٱلِٱفْتِرَاءِ، مَا يُثِيرُ ٱلْخِصَامَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ. (ام ٢٦:٢٠) وَٱلْمُفْتَرُونَ ٱلْخُبَثَاءُ يَقْتَدُونَ بِٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ، سَوَاءٌ أَدْرَكُوا ذلِكَ أَوْ لَا.c (٣) «فُضُولِيَّاتٌ». لَا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُمْلِيَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ يُدِيرُونَ شُؤُونَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ. فَهذَا ٱلتَّصَرُّفُ ٱلْمُزْعِجُ غَيْرُ مُجْدٍ لِأَنَّهُ يُلْهِينَا عَنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْنَا مِنَ ٱللّٰهِ. وَعِنْدَمَا نَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ، نَبْدَأُ بِٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ. فَلَا تُوجَدُ مِنْطَقَةٌ وُسْطَى. — مت ١٢:٣٠.
١٦ أَيَّةُ نَصَائِحَ تُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›؟
١٦ إِنَّ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَى ٱلنَّصَائِحِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بَعْضَ نَصَائِحِ بُولُسَ ٱلْحَكِيمَةِ. كُونُوا «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ». (١ كو ١٥:٥٨) فَٱلِٱنْشِغَالُ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ يَمْنَعُنَا مِنَ ٱلصَّيْرُورَةِ كَسَالَى وَإِضَاعَةِ وَقْتِنَا فِي مَسَاعٍ عَقِيمَةٍ. (مت ٦:٣٣) تَكَلَّمُوا بِمَا هُوَ ‹صَالِحٌ لِلْبُنْيَانِ›. (اف ٤:٢٩) فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ أَوْ نَنْشُرَهَا.d بَلْ يَجِبُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلثِّقَةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَهكَذَا، نَنْدَفِعُ بِشَكْلٍ تِلْقَائِيٍّ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَبْنِي لَا ٱلَّتِي تَهْدِمُ. لِيَكُنْ «هَدَفُكُمْ أَنْ . . . تَهْتَمُّوا بِشُؤُونِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ». (١ تس ٤:١١) فَرَغْمَ أَنَّ عَلَيْنَا إِظْهَارَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلشَّخْصِيِّ بِٱلْآخَرِينَ، لكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْتَرِمَ خُصُوصِيَّاتِهِمْ وَأَلَّا نُجَرِّدَهُمْ مِنْ كَرَامَتِهِمْ. وَيَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ نَدَعَهُمْ يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتِهِمْ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ دُونَ أَنْ نَفْرِضَ عَلَيْهِمْ آرَاءَنَا ٱلْخَاصَّةَ. — غل ٦:٥.
١٧ (أ) لِمَاذَا يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا؟ (ب) عَلَامَ أَنْتُمْ عَازِمُونَ بِشَأْنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَسْلُكَهُ؟
١٧ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَهَ يُحَذِّرُنَا بِوُضُوحٍ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا! وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ تَحْذِيرَاتِهِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْرَضْنَاهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ هِيَ بِدَافِعِ مَحَبَّتِهِ ٱلْفَائِقَةِ لَنَا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُبْعِدَ عَنَّا ٱلشَّقَاءَ وَٱلْأَلَمَ ٱلنَّاتِجَيْنِ عَنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ› ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُضَلِّلَةِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا أَنْ نَسْلُكَهُ حَرِجٌ، إِلَّا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَفْضَلِ «وُجْهَةٍ»: اَلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (مت ٧:١٤) فَلْنَكُنْ رَاسِخِي ٱلْعَزْمِ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى حَضِّ يَهْوَهَ: «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». — اش ٣٠:٢١.
[الحواشي]
a «اَلِٱرْتِدَادُ» هُوَ ٱلِٱبْتِعَادُ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، نَقْضُ ٱلْوَلَاءِ، ٱلِٱنْشِقَاقُ، ٱلتَّمَرُّدُ، وَٱلْهَجْرُ.
b عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، إِنَّ سِفْرَ طُوبِيَّا ٱلْأَپُوكْرِيفِيَّ، ٱلَّذِي كُتِبَ نَحْوَ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ وَكَانَ مَوْجُودًا فِي أَيَّامِ بُولُسَ، يَزْخَرُ بِمُعْتَقَدَاتٍ خُرَافِيَّةٍ وَرِوَايَاتٍ عَنِ ٱلسِّحْرِ وَٱلشَّعْوَذَةِ مَعْرُوضَةٍ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ. — اُنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، ٱلْمُجَلَّدَ ١، ٱلصَّفْحَةَ ١٢٢ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
c إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلَّتِي تُقَابِلُ «إِبْلِيسَ» هِيَ دِيَابُولُوسُ، ٱلَّتِي تَعْنِي «مُفْتَرِيًا». وَهِيَ تُسْتَعْمَلُ لَقَبًا لِلشَّيْطَانِ، ٱلْمُفْتَرِي ٱلرَّئِيسِيِّ. — يو ٨:٤٤؛ رؤ ١٢:٩، ١٠.
d اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «نَثْرُ رِيشٍ فِي ٱلْهَوَاءِ».
مَا هُوَ جَوَابُكُمْ؟
كَيْفَ يُمْكِنُكُمْ شَخْصِيًّا أَنْ تُطَبِّقُوا ٱلتَّحْذِيرَاتِ فِي ٱلْآيَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:
• ٢ بُطْرُس ٢:١-٣؟
• ١ تِيمُوثَاوُس ١:٣، ٤؟
• ١ تِيمُوثَاوُس ٥:١١-١٥؟
[الاطار/الصور في الصفحة ١٩]
نَثْرُ رِيشٍ فِي ٱلْهَوَاءِ
تُوضِحُ قِصَّةٌ يَهُودِيَّةٌ قَدِيمَةٌ عَوَاقِبَ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. وَمَعَ أَنَّهَا تُرْوَى بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ، إِلَّا أَنَّ فَحْوَاهَا هُوَ كَمَا يَلِي:
يُحْكَى أَنَّ رَجُلًا رَاحَ يَنْشُرُ ٱلْأَكَاذِيبَ وَٱلِٱفْتِرَاءَاتِ عَنْ حَكِيمٍ فِي إِحْدَى ٱلْمُدُنِ. لكِنَّ هذَا ٱلثَّرْثَارَ ٱلْخَبِيثَ أَدْرَكَ خَطَأَهُ، فَذَهَبَ إِلَى ٱلْحَكِيمِ كَيْ يَلْتَمِسَ ٱلْمُسَامَحَةَ وَيُعَبِّرَ عَنِ ٱسْتِعْدَادِهِ لِفِعْلِ أَيِّ شَيْءٍ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ ذَنْبِهِ. فَلَمْ يَطْلُبِ ٱلْحَكِيمُ مِنْهُ إِلَّا أَمْرًا وَاحِدًا: أَنْ يَذْهَبَ وَيَشُقَّ وِسَادَةً مِنْ رِيشٍ وَيَنْثُرَ رِيشَهَا فِي ٱلْهَوَاءِ. وَرَغْمَ أَنَّ هذَا ٱلطَّلَبَ أَثَارَ ٱسْتِغْرَابَ ٱلثَّرْثَارِ، لكِنَّهُ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ ٱلْحَكِيمُ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ:
«هَلْ سَامَحْتَنِي ٱلْآنَ؟».
فَأَجَابَهُ: «اِذْهَبْ أَوَّلًا وَٱجْمَعِ ٱلرِّيشَ».
«كَيْفَ لِي ذلِكَ؟ لَقَدْ تَنَاثَرَ فِي ٱلْهَوَاءِ».
«إِنَ إِصْلَاحَ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي تَسَبَّبَتْ بِهِ كَلِمَاتُكَ هُوَ بِصُعُوبَةِ ٱسْتِعَادَتِكَ ٱلرِّيشَ».
كَمْ هُوَ وَاضِحٌ ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ هذِهِ ٱلْقِصَّةِ! فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ لَا يُمْكِنُ ٱسْتِرْجَاعُهَا، وَمِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ مَحْوُ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي تُسَبِّبُهُ. لِذلِكَ، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتَذَكَّرَ قَبْلَ ٱلْبَدْءِ بِٱلثَّرْثَرَةِ عَلَى أَحَدٍ أَنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ ٱلْمُؤْذِيَةَ هِيَ كَنَثْرِ رِيشٍ فِي ٱلْهَوَاءِ.
[الصورة في الصفحة ١٦]
كَيْفَ يَسْتَقْبِلُ ٱلْبَعْضُ ٱلْمُرْتَدِّينَ فِي بُيُوتِهِمْ؟