لِنَبْتَهِجْ بِرَجَائِنا!
«[لَدَيْنَا] ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا ٱللّٰهُ، ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكْذِبَ، قَبْلَ أَزْمِنَةٍ دَهْرِيَّةٍ». — تي ١:٢.
١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرَّجَاءُ ٱلَّذِي يَمْنَحُنَا إِيَّاهُ يَهْوَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْإِلهُ «ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلرَّجَاءَ»، وَإِنَّ بِإِمْكَانِهِ أَنْ ‹يَمْلَأَنَا بِكُلِّ فَرَحٍ وَسَلَامٍ بِسَبَبِ إِيمَانِنَا، حَتَّى نَزْدَادَ رَجَاءً بِقُدْرَةِ رُوحٍ قُدُسٍ›. (رو ١٥:١٣) وَحِينَ نَزْدَادُ رَجَاءً، نَتَمَكَّنُ — بِقُلُوبٍ مَلْآنَةٍ فَرَحًا وَسَلَامًا — مِنِ ٱحْتِمَالِ أَيِّ ظَرْفٍ قَدْ يَنْشَأُ. فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ صُعُوبَاتٍ، سَوَاءٌ كُنَّا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَوِ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ، يَكُونُ رَجَاؤُنَا ‹أَكِيدًا وَثَابِتًا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ›. (عب ٦:١٨، ١٩) وَهكَذَا، بِتَمَسُّكِنَا بِهذَا ٱلرَّجَاءِ، لَا يَضْعُفُ إِيمَانُنَا وَلَا تُخَالِجُنَا ٱلشُّكُوكُ. — اِقْرَأْ عبرانيين ٢:١؛ ٦:١١.
٢ أَيُّ رَجَاءَيْنِ مُتَاحَانِ أَمَامَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، وَلِمَ يَجِبُ أَنْ يَهْتَمَّ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› بِرَجَاءِ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
٢ هُنَالِكَ رَجَاءَانِ مُتَاحَانِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَائِشِينَ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هذَا. فَبَقِيَّةُ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْخَالِدَةَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي مَلَكُوتِهِ. (لو ١٢:٣٢؛ رؤ ٥:٩، ١٠) أَمَّا ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›، ٱلَّذِينَ يَفُوقُونَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَدَدًا، فَأَمَامَهُمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ كَرَعَايَا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (رؤ ٧:٩، ١٠؛ يو ١٠:١٦) وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ أَنَّ خَلَاصَهُمْ يَعْتَمِدُ عَلَى دَعْمِهِمِ ٱلْوَلِيِّ ‹لِإِخْوَةِ› ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ مَا زَالُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مت ٢٥:٣٤-٤٠) وَتَمَامًا كَمَا أَنَّ رَجَاءَ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَتِمُّ لَا مَحَالَةَ، كَذلِكَ سَيَتَحَقَّقُ رَجَاءُ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ دُونَ أَدْنَى شَكٍّ. (اِقْرَأْ عبرانيين ١١:٣٩، ٤٠.) فَلْنَتَحَدَّثْ أَوَّلًا عَنِ ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.
‹اَلرَّجَاءُ ٱلْحَيُّ› ٱلَّذِي يَمْلِكُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ
٣، ٤ كَيْفَ يُولَدُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ «وِلَادَةً جَدِيدَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ»، وَمَا هُوَ هذَا ٱلرَّجَاءُ؟
٣ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ رِسَالَتَيْنِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ دَعَاهُمُ «ٱلْمُخْتَارِينَ». (١ بط ١:١) وَقَدْ زَوَّدَ تَفَاصِيلَ تَتَعَلَّقُ بِٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ ٱلْمَمْنُوحِ لِلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ. كَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى: «تَبَارَكَ إِلٰهُ وَأَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!، فَهُوَ بِعَظِيمِ رَحْمَتِهِ وَلَدَنَا وِلَادَةً جَدِيدَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ غَيْرِ قَابِلٍ لِلْفَسَادِ، لَا يَتَدَنَّسُ وَلَا يَذْبُلُ، مَحْفُوظٍ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ لَكُمْ، أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تَصُونُهُمْ قُدْرَةُ ٱللّٰهِ بِٱلْإِيمَانِ لِخَلَاصٍ مُعَدٍّ لِأَنْ يُكْشَفَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ. بِهٰذَا أَنْتُمْ تَبْتَهِجُونَ». — ١ بط ١:٣-٦.
٤ إِنَّ ٱلْعَدَدَ ٱلْمَحْدُودَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَخْتَارُهُمْ يَهْوَهُ لِيَكُونُوا مُعَاوِنِينَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي حُكُومَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ يَحْظَوْنَ ‹بِوِلَادَةٍ جَدِيدَةٍ› كَأَبْنَاءٍ لِلّٰهِ مَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ. فَٱللّٰهُ يَمْسَحُهُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَيْ يَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً مَعَ ٱلْمَسِيحِ. (رؤ ٢٠:٦) وَيَذْكُرُ بُطْرُسُ أَنَّ هذِهِ ‹ٱلْوِلَادَةَ ٱلْجَدِيدَةَ› تَمْنَحُهُمْ ‹رَجَاءً حَيًّا›، رَجَاءً يَصِفُهُ بِأَنَّهُ «مِيرَاثٌ غَيْرُ قَابِلٍ لِلْفَسَادِ، لَا يَتَدَنَّسُ وَلَا يَذْبُلُ»، مَحْفُوظٌ لَهُمْ «فِي ٱلسَّمٰوَاتِ». فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ ‹يَبْتَهِجَ› ٱلْمَمْسُوحُونَ بِرَجَائِهِمِ ٱلْحَيِّ! غَيْرَ أَنَّ تَحْقِيقَ هذَا ٱلرَّجَاءِ يَتَوَقَّفُ عَلَى بَقَائِهِمْ أُمَنَاءَ.
٥، ٦ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَبْذُلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيَجْعَلُوا دَعْوَتَهُمْ أَكِيدَةً؟
٥ حَضَّ بُطْرُسُ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ أَنْ ‹يَبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيَجْعَلُوا دَعْوَتَهُمْ وَٱخْتِيَارَهُمْ أَكِيدَيْنِ›. (٢ بط ١:١٠) فَيَنْبَغِي أَنْ يَجْتَهِدُوا لِتَنْمِيَةِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَٱلْإِيمَانِ، ٱلتَّعَبُّدِ لِلّٰهِ، ٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ، وَٱلْمَحَبَّةِ. وَقَدْ ذَكَرَ بُطْرُسُ: «إِذَا كَانَتْ هٰذِهِ فِيكُمْ وَفَاضَتْ، لَا تَدَعُكُمْ غَيْرَ فَعَّالِينَ وَلَا غَيْرَ مُثْمِرِينَ مِنْ جِهَةِ مَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلدَّقِيقَةِ». — اِقْرَأْ ٢ بطرس ١:٥-٨.
٦ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ قَالَ لِلشُّيُوخِ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ فِي جَمَاعَةِ فِيلَادِلْفِيَا، فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى: «لِأَنَّكَ حَفِظْتَ ٱلْكَلِمَةَ عَنِ ٱحْتِمَالِي، فَسَأَحْفَظُكَ أَنَا أَيْضًا فِي سَاعَةِ ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلَّتِي سَتَأْتِي عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ كُلِّهَا لِتَمْتَحِنَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. إِنِّي آتٍ سَرِيعًا. اِبْقَ مُتَمَسِّكًا بِمَا عِنْدَكَ، لِئَلَّا يَأْخُذَ أَحَدٌ تَاجَكَ». (رؤ ٣:١٠، ١١) فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْمَمْسُوحُ ٱلَّذِي يَخْسَرُ أَمَانَتَهُ لَا يَنَالُ «تَاجَ ٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي لَا يَذْبُلُ» ٱلْمَحْفُوظَ لِمَنْ يَبْقَى أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ. — ١ بط ٥:٤؛ رؤ ٢:١٠.
دُخُولٌ مَجِيدٌ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ
٧ أَيُّ رَجَاءٍ رَائِعٍ ذَكَرَهُ يَهُوذَا فِي رِسَالَتِهِ؟
٧ قُرَابَةَ سَنَةِ ٦٥ بم، دَوَّنَ يَهُوذَا، أَخُو يَسُوعَ مِنْ أُمِّهِ، رِسَالَةً إِلَى «ٱلْمَدْعُوِّينَ»، أَيْ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (يه ١؛ قَارِنْ عبرانيين ٣:١.) وَكَانَ فِي نِيَّتِهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِمْ رِسَالَةً تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ رَجَاءِ ٱلْخَلَاصِ ٱلَّذِي ‹يَشْتَرِكُ› فِيهِ جَمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (يه ٣) غَيْرَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِمْ بِشَأْنِ مَسَائِلَ أُخْرَى أَكْثَرَ إِلْحَاحًا. مَعَ ذلِكَ، أَشَارَ فِي خِتَامِ رِسَالَتِهِ إِلَى رَجَاءِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلرَّائِعِ قَائِلًا: «لِلْقَادِرِ أَنْ يَحْفَظَكُمْ مِنْ أَنْ تَعْثُرُوا وَيَجْعَلَكُمْ بِلَا شَائِبَةٍ أَمَامَ مَجْدِهِ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، لِلْإِلٰهِ ٱلْوَحِيدِ مُخَلِّصِنَا بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا، ٱلْمَجْدُ وَٱلْجَلَالُ وَٱلْقُدْرَةُ وَٱلسُّلْطَةُ فِي كُلِّ ٱلدُّهُورِ ٱلسَّالِفَةِ وَٱلْآنَ وَإِلَى كُلِّ ٱلدُّهُورِ». — يه ٢٤، ٢٥.
٨ بِحَسَبِ يَهُوذَا ٢٤، مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّهُ يَكُونُ هُنَالِكَ فَرَحٌ فِي ٱلسَّمَاءِ حِينَ يُبَرْهِنُ أَحَدُ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَنِ ٱسْتِقَامَتِهِ؟
٨ بِٱلطَّبْعِ، لَا يَرْغَبُ أَيٌّ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ أَنْ يَعْثُرَ، أَيْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا يُخَسِّرُهُ أَمَانَتَهُ وَيُؤَدِّي بِهِ إِلَى ٱلْهَلَاكِ. فَرَجَاؤُهُمُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ أَنْ يُقِيمَهُمْ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مِنَ ٱلْمَوْتِ، مُتِيحًا لَهُمُ ٱلْمُثُولَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ كَأَبْنَاءٍ رُوحَانِيِّينَ كَامِلِينَ أَمَامَ حَضْرَةِ ٱللّٰهِ. إِذًا، حِينَ يَمُوتُ أَحَدُهُمْ أَمِينًا، يَكُونُ لَدَيْهِ ٱلرَّجَاءُ ٱلْأَكِيدُ أَنْ ‹يُقَامَ جِسْمًا رُوحِيًّا فِي عَدَمِ فَسَادٍ وَفِي مَجْدٍ›. (١ كو ١٥:٤٢-٤٤) وَإِذَا كَانَ هُنَالِكَ «فَرَحٌ فِي ٱلسَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ»، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَكُونُ هُنَالِكَ فَرَحٌ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ عِنْدَمَا يُنْهِي أَحَدُ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَوْلُودِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ مَسْلَكَهُ ٱلْأَرْضِيَّ بِٱسْتِقَامَةٍ! (لو ١٥:٧) فَيَهْوَهُ وَٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلرُّوحَانِيَّةُ ٱلْأَمِينَةُ سَيَبْتَهِجُونَ مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَمْسُوحِ ٱلَّذِي يَنَالُ مُكَافَأَتَهُ «بِفَرَحٍ عَظِيمٍ». — اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:٢.
٩ مَاذَا قَصَدَ بُطْرُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءَ ‹سَيُعْطَوْنَ بِسَخَاءٍ› أَنْ يَدْخُلُوا إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ هذَا ٱلرَّجَاءُ فِي ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ؟
٩ قَالَ بُطْرُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِنَّهُمْ إِذَا جَعَلُوا دَعْوَتَهُمْ أَكِيدَةً بِٱلْحِفَاظِ عَلَى أَمَانَتِهِمْ، ‹يُعْطَى لَهُمْ بِسَخَاءٍ أَنْ يَدْخُلُوا إِلَى مَمْلَكَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›. (٢ بط ١:١٠، ١١) قَصَدَ بُطْرُسُ بِعِبَارَةِ ‹يُعْطَى لَهُمْ بِسَخَاءٍ› أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَنَالُونَ مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ بِمَجْدٍ عَظِيمٍ. وَلَرُبَّمَا كَانَ يَرْمِي أَيْضًا إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَزِيلَةِ ٱلَّتِي سَيَحْظَى بِهَا فِي ٱلسَّمَاءِ أُولئِكَ ٱلَّذِينَ جَاهَدُوا فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ. وَهكَذَا، يَسْتَطِيعُونَ ٱلنَّظَرَ إِلَى مَسْلَكِهِمِ ٱلْأَمِينِ بِقُلُوبٍ مَلْآنَةٍ ٱبْتِهَاجًا وَٱمْتِنَانًا. وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا ٱلرَّجَاءَ يَمُدُّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ مَا زَالُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ بِٱلْقُوَّةِ كَيْ ‹يُمَنْطِقُوا أَذْهَانَهُمْ لِلْعَمَلِ›. — ١ بط ١:١٣.
«رَجَاءُ» ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ
١٠، ١١ (أ) أَيُّ رَجَاءٍ مَوْضُوعٌ أَمَامَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ؟ (ب) كَيْفَ يَرْتَبِطُ إِتْمَامُ ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ بِٱلْمَسِيحِ ‹وَبِٱلْكَشْفِ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ›؟
١٠ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنِ ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَجِيدِ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ «أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ» ٱلْمَوْلُودُونَ مِنَ ٱلرُّوحِ بِوَصْفِهِمْ ‹شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ›. بَعْدَ ذلِكَ، أَتَى عَلَى ذِكْرِ ٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي أَعَدَّهُ يَهْوَهُ لِلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ غَيْرِ ٱلْمُحَدَّدِ عَدَدُهُمْ: «اَلْخَلِيقَةُ [ٱلْبَشَرِيَّةُ] تَنْتَظِرُ بِتَرَقُّبٍ شَدِيدٍ ٱلْكَشْفَ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ [ٱلْمَمْسُوحِينَ]. لِأَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ أُخْضِعَتْ لِلْبُطْلِ، لَا بِمَشِيئَتِهَا، بَلْ بِمَشِيئَةِ ٱلَّذِي أَخْضَعَهَا، عَلَى رَجَاءِ أَنْ تُحَرَّرَ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». — رو ٨:١٤-٢١.
١١ أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ هذَا ٱلرَّجَاءَ حِينَ وَعَدَ بِٱلْإِنْقَاذِ مِنَ «ٱلْحَيَّةِ ٱلْأُولَى»، ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ، بِوَاسِطَةِ ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلْمَوْعُودِ بِهِ. (رؤ ١٢:٩؛ تك ٣:١٥) وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ هذَا ‹ٱلنَّسْلِ›. (غل ٣:١٦) فَبِمَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ، زَوَّدَ أَسَاسًا مَتِينًا أَتَاحَ لِلْبَشَرِ ٱمْتِلَاكَ رَجَاءِ ٱلتَّحَرُّرِ مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَإِتْمَامُ هذَا ٱلرَّجَاءِ مُرْتَبِطٌ ‹بِٱلْكَشْفِ عَنْ أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ›. فَٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمُمَجَّدُونَ يُشَكِّلُونَ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنَ ‹ٱلنَّسْلِ›. وَسَيُكْشَفُ عَنْهُمْ حِينَ يَشْتَرِكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي تَدْمِيرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. (رؤ ٢:٢٦، ٢٧) وَهذَا سَيُؤَدِّي إِلَى خَلَاصِ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱلَّذِينَ يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. — رؤ ٧:٩، ١٠، ١٤.
١٢ كَيْفَ سَيَسْتَفِيدُ ٱلْبَشَرُ مِنَ ٱلْكَشْفِ عَنِ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
١٢ مَا أَعْظَمَ ٱلرَّاحَةَ ٱلَّتِي سَتَنْعَمُ بِهَا «ٱلْخَلِيقَةُ» أَثْنَاءَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ! فَآنَذَاكَ، ‹سَيُكْشَفُ› أَيْضًا عَنْ «أَبْنَاءِ ٱللّٰهِ» عِنْدَمَا يَخْدُمُونَ كَكَهَنَةٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِ وَيُسَاعِدُونَ ٱلْبَشَرَ عَلَى ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ ذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. فَكَرَعَايَا لِلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ، سَيَتَحَرَّرُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ «مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ» بِشَكْلٍ تَدْرِيجِيٍّ بِحَيْثُ يُعْتَقُونَ مِنْ آثَارِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَإِذَا بَقُوا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ طَوَالَ ٱلْأَلْفِ سَنَةٍ وَٱجْتَازُوا ٱلِٱمْتِحَانَ ٱلْأَخِيرَ، تُكْتَبُ أَسْمَاؤُهُمْ عَلَى نَحْوٍ دَائِمٍ فِي «دَرْجِ ٱلْحَيَاةِ». وَهكَذَا، يَدْخُلُونَ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رؤ ٢٠:٧، ٨، ١١، ١٢) فَيَا لَهُ مِنْ رَجَاءٍ رَائِعٍ!
إِبْقَاءُ رَجَائِنَا حَيًّا
١٣ عَلَامَ يَعْتَمِدُ رَجَاؤُنَا، وَمَتَى سَيُكْشَفُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٣ إِنَّ رِسَالَتَيْ بُطْرُسَ ٱلْمُوحَى بِهِمَا تَتَضَمَّنَانِ أَفْكَارًا كَثِيرَةً تُسَاعِدُ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى إِبْقَاءِ رَجَائِهِمْ حَيًّا. فَقَدْ أَشَارَ بُطْرُسُ إِلَى أَنَّ رَجَاءَهُمْ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى أَعْمَالِهِمْ بَلْ عَلَى نِعْمَةِ يَهْوَهَ. كَتَبَ: «مَنْطِقُوا أَذْهَانَكُمْ لِلْعَمَلِ، وَكُونُوا وَاعِينَ تَمَامًا. اِجْعَلُوا رَجَاءَكُمْ فِي ٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». (١ بط ١:١٣) وَسَيَتِمُّ ٱلْكَشْفُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ حِينَ يَأْتِي لِيُكَافِئَ أَتْبَاعَهُ ٱلْأُمَنَاءَ وَيُنَفِّذَ دَيْنُونَةَ يَهْوَهَ فِي ٱلْكَافِرِينَ. — اِقْرَأْ ٢ تسالونيكي ١:٦-١٠.
١٤، ١٥ (أ) عَلَامَ يَجِبُ أَنْ نُرَكِّزَ ٱنْتِبَاهَنَا كَيْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا حَيًّا؟ (ب) أَيَّةُ مَشُورَةٍ أَسْدَاهَا بُطْرُسُ؟
١٤ يَتَطَلَّبُ إِبْقَاءُ رَجَائِنَا حَيًّا تَرْكِيزَ ٱنْتِبَاهِنَا وَجَعْلَ حَيَاتِنَا مُتَمَحْوِرَةً حَوْلَ مَجِيءِ «يَوْمِ يَهْوَهَ». فَهذَا ٱلْيَوْمُ سَيُطِيحُ ‹بِٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضِ› ٱلْحَالِيَّةِ، أَيْ حُكْمِ ٱلْإِنْسَانِ وَٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلشِّرِّيرِ بِكُلِّ ‹عَنَاصِرِهِ›. كَتَبَ بُطْرُسُ: «كُونُوا . . . مُنْتَظِرِينَ وَمُبْقِينَ حُضُورَ يَوْمِ يَهْوَهَ قَرِيبًا فِي ٱلذِّهْنِ، ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ ٱلسَّمٰوَاتُ مُحْتَرِقَةً وَتَذُوبُ ٱلْعَنَاصِرُ حَامِيَةً». — ٢ بط ٣:١٠-١٢.
١٥ وَسَتُسْتَبْدَلُ ‹ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ› ٱلْحَالِيَّةُ ‹بِسَمٰوَاتٍ جَدِيدَةٍ [حُكُومَةِ ٱلْمَسِيحِ] وَأَرْضٍ جَدِيدَةٍ [مُجْتَمَعٍ أَرْضِيٍّ جَدِيدٍ]›. (٢ بط ٣:١٣) وَقَدْ أَسْدَى بُطْرُسُ مَشُورَةً حَوْلَ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ لِنُبْقِيَ رَجَاءَنَا بِٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ وَاضِحًا فِي ٱلذِّهْنِ. قَالَ: «لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هٰذِهِ، ٱبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتُوجَدُوا أَخِيرًا عِنْدَهُ بِلَا لَطْخَةٍ وَلَا شَائِبَةٍ فِي سَلَامٍ». — ٢ بط ٣:١٤.
اَلْعَمَلُ ٱنْسِجَامًا مَعَ رَجَائِنَا
١٦، ١٧ (أ) أَيَّةُ «تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةٍ» وَ «أَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلّٰهِ» يَجِبُ أَنْ نَقُومَ بِهَا؟ (ب) كَيْفَ سَنَشْهَدُ تَحْقِيقَ رَجَائِنَا؟
١٦ لَا يَكْفِي أَنْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا حَيًّا، بَلْ يَجِبُ أَيْضًا أَنْ نَعِيشَ بِمُوجَبِ هذَا ٱلرَّجَاءِ. فَكَمَا ذَكَرَ بُطْرُسُ، يَلْزَمُ أَنْ يَهُمَّنَا أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ نَحْنُ عَلَيْهِ. فَيَنْبَغِي أَنْ نَتَصَرَّفَ «تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةً» تَشْمُلُ ٱلْحِفَاظَ عَلَى ‹سُلُوكِنَا ٱلْحَسَنِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ› بِٱلْعَيْشِ بِٱسْتِقَامَةٍ أَدَبِيَّةٍ. (٢ بط ٣:١١؛ ١ بط ٢:١٢) كَمَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ لَنَا «مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ». وَهذَا يَنْطَوِي عَلَى بَذْلِ ٱلْمُسْتَطَاعِ لِصَوْنِ ٱلْوَحْدَةِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ مَعْشَرَ إِخْوَتِنَا ٱلْعَالَمِيَّ حَتَّى فِي جَمَاعَتِنَا ٱلْمَحَلِّيَّةِ. (يو ١٣:٣٥) إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ ‹بِأَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلّٰهِ›، أَعْمَالٍ تُوَطِّدُ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ كَٱلصَّلَوَاتِ ٱلْعَمِيقَةِ، ٱلْقِرَاءَةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ ٱلدَّؤُوبِ، ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، وَٱلِٱشْتِرَاكِ ٱلْفَعَّالِ فِي نَشْرِ «بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». — مت ٢٤:١٤.
١٧ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّنَا جَمِيعًا نَرْغَبُ أَنْ يَرْضَى يَهْوَهُ عَلَيْنَا وَأَنْ يُنْقِذَنَا عِنْدَمَا ‹يَنْحَلُّ› ٱلنِّظَامُ ٱلشِّرِّيرُ ٱلْحَاضِرُ. وَهكَذَا، نَشْهَدُ تَحْقِيقَ رَجَائِنَا، «رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا ٱللّٰهُ، ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكْذِبَ، قَبْلَ أَزْمِنَةٍ دَهْرِيَّةٍ». — تي ١:٢.
[الصورة في الصفحة ٢٢]
يُولَدُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ «وِلَادَةً جَدِيدَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ»
[الصورة في الصفحة ٢٤]
أَبْقِ ٱلرَّجَاءَ حَيًّا فِي عَائِلَتِكَ