مقالة الدرس ٢٨
مَملَكَةُ اللّٰهِ تحكُمُ الآن
«صارَت مَملَكَةُ العالَمِ لِرَبِّنا ولِمَسِيحِه». — رؤ ١١:١٥.
التَّرنيمَة ٢٢ المَلَكوتُ يحكُم، فصلُّوا أن يأتي
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ مِمَّ نَحنُ أكيدون، ولِماذا؟
عِندَما ترى المَشاكِلَ في العالَم، هل تستَصعِبُ أن تُصَدِّقَ أنَّ الأحوالَ ستتَحَسَّنُ قَريبًا؟ فالرَّوابِطُ العائِلِيَّة تتَفَكَّك. والنَّاسُ يزدادونَ عُنفًا وأنانِيَّةً ووَحشِيَّة. كما يفقِدُ كَثيرونَ ثِقَتَهُم بِأصحابِ السُّلطَة. ولكنْ في الواقِع، تُؤَكِّدُ هذِهِ المَشاكِلُ أنَّ الأحوالَ ستتَحَسَّنُ قَريبًا. فالنَّاسُ يتَصَرَّفونَ تَمامًا مِثلَما أنبَأت نُبُوَّةٌ لافِتَة عنِ «الأيَّامِ الأخيرَة». (٢ تي ٣:١-٥) وأيُّ شَخصٍ صادِقٍ لن يُنكِرَ أنَّ هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ الآن. وهي تُثبِتُ بِالتَّالي أنَّ يَسُوع المَسِيح بدَأَ يحكُمُ على مَملَكَةِ اللّٰه. لكنَّها نُبُوَّةٌ واحِدَة مِن نُبُوَّاتٍ كَثيرَة عن مَملَكَةِ اللّٰه. فلْنُراجِعْ بَعضَ هذِهِ النُّبُوَّات، ونرَ كَيفَ تتِمُّ في أيَّامِنا. وهكَذا نُقَوِّي إيمانَنا وثِقَتَنا بِيَهْوَه.
٢ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة، ولِماذا؟ (علِّقْ على صورَةِ الغِلاف.)
٢ سنرى في هذِهِ المَقالَة (١) نُبُوَّةً تُظهِرُ متى تأسَّسَت مَملَكَةُ اللّٰه، (٢) نُبُوَّاتٍ تُؤَكِّدُ أنَّ يَسُوع يحكُمُ علَيها الآن، و (٣) نُبُوَّاتٍ تكشِفُ كَيفَ سيَزولُ أعداؤُها. فحينَ نجمَعُ هذِهِ النُّبُوَّاتِ معًا كقِطَعِ «البَازِل» (puzzle)، نحصُلُ على صورَةٍ كامِلَة تُظهِرُ لنا ماذا سيَحصُلُ قَريبًا مِثلَما حدَّدَ يَهْوَه.
كَيفَ نعرِفُ متى تأسَّسَت مَملَكَةُ اللّٰه؟
٣ ماذا تُؤَكِّدُ لنا النُّبُوَّةُ في دَانْيَال ٧:١٣، ١٤؟
٣ تُؤَكِّدُ لنا النُّبُوَّةُ في دَانْيَال ٧:١٣، ١٤ أنَّ يَسُوع المَسِيح هوَ الحاكِمُ المِثالِيُّ لِمَملَكَةِ اللّٰه. وتُخبِرُنا أنَّ النَّاسَ مِن كُلِّ الشُّعوبِ ‹سيَخدُمُونَهُ› بِفَرَح، ولن يحِلَّ مَحَلَّهُ حاكِمٌ آخَر. وتُنبِئُ نُبُوَّةٌ أُخرى في سِفرِ دَانْيَال أنَّ يَسُوع سيَبدَأُ حُكمَهُ عِندَ نِهايَةِ فَترَةِ «سَبعِ سِنين». فكَيفَ نعرِفُ متى حصَلَ هذا الحَدَثُ المُفرِح؟
٤ أوضِحْ كَيفَ تُظهِرُ دَانْيَال ٤:١٠-١٧ متى بدَأَ المَسِيح يحكُم. (أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.)
٤ إقرأ دانيال ٤:١٠-١٧. ‹السَّبعُ سِنينَ› هي فَترَةٌ مِن ٥٢٠,٢ سَنَة. وهي بدَأت سَنَةَ ٦٠٧ قم عِندَما عزَلَ البَابِلِيُّونَ آخِرَ مَلِكٍ حكَمَ على عَرشِ يَهْوَه في أُورُشَلِيم. وانتَهَت سَنَةَ ١٩١٤ بم عِندَما عيَّنَ يَهْوَه ابْنَهُ يَسُوع «الَّذي لهُ الحَقُّ الشَّرعِيُّ» مَلِكًا على مَملَكَتِه.b — حز ٢١:٢٥-٢٧.
٥ ماذا تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّةُ ‹السَّبعِ سِنين›؟
٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّة؟ تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّةُ ‹السَّبعِ سِنينَ› أنَّ يَهْوَه لا يتَأخَّرُ أبَدًا عن إتمامِ وُعودِه. فمِثلَما تأسَّسَت مَملَكَتُهُ في الوَقتِ الَّذي حدَّدَهُ بِالضَّبط، ستتَحَقَّقُ باقي نُبُوَّاتِهِ في وَقتِهِ المُحَدَّد. فيَومُ يَهْوَه ‹لن يتَأخَّر!›. — حب ٢:٣.
ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ المَسِيح يحكُمُ الآنَ على مَملَكَةِ اللّٰه؟
٦ (أ) أيُّ أحداثٍ تدُلُّ أنَّ المَسِيح يحكُمُ في السَّماء؟ (ب) كَيفَ تُؤَكِّدُ النُّبُوَّةُ في الرُّؤْيَا ٦:٢-٨ ذلِك؟
٦ في أواخِرِ خِدمَةِ يَسُوع على الأرض، أنبَأَ عن أحداثٍ عالَمِيَّة ستُشَكِّلُ «عَلامَةً» تدُلُّ على حُضورِه، أي ستُظهِرُ لِأتباعِهِ أنَّهُ بدَأَ يحكُمُ في السَّماء. فذكَرَ مَثَلًا أنَّه ستحصُلُ حُروبٌ ومَجاعاتٌ وزَلازِل. وذكَرَ أيضًا أنَّه ستحصُلُ أوبِئَة، أو أمراض، «في مَكانٍ بَعدَ آخَر». ووَبَأُ كُوفِيد-١٩ الأخيرُ هو مِثالٌ على ذلِك. (مت ٢٤:٣، ٧؛ لو ٢١:٧، ١٠، ١١) وبَعدَ أكثَرَ مِن ٦٠ سَنَةً على مَوتِ يَسُوع وقِيامَتِه، أعطى لِلرَّسولِ يُوحَنَّا تَأكيدًا إضافِيًّا أنَّ هذِهِ الأحداثَ ستحصُل. (إقرإ الرؤيا ٦:٢-٨.) وفِعلًا، بدَأت هذِهِ الأحداثُ تحصُلُ مُنذُ أن أصبَحَ يَسُوع مَلِكًا على مَملَكَةِ اللّٰهِ سَنَةَ ١٩١٤.
٧ لِماذا حصَلَ وَيلٌ على الأرضِ عِندَما أصبَحَ يَسُوع مَلِكًا؟
٧ ولكنْ لِماذا ساءَت أحوالُ العالَمِ عِندَما أصبَحَ يَسُوع مَلِكًا؟ تُخبِرُنا الرُّؤْيَا ٦:٢ تَفصيلًا عن أوَّلِ مُهِمَّةٍ قامَ بها يَسُوع كمَلِك. فهو شنَّ حَربًا ضِدَّ الشَّيْطَان وأبالِسَتِه. ويُخبِرُنا الرُّؤْيَا ١٢ أنَّ الشَّيْطَان خسِرَ هذِهِ الحَرب، وأُلْقِيَ إلى الأرضِ هو وأبالِسَتُه. فغضِبَ الشَّيْطَان كَثيرًا، وبدَأَ يصُبُّ غَضَبَهُ على البَشَر، ما سبَّبَ ‹وَيْلًا لِلأرض›. — رؤ ١٢:٧-١٢.
٨ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نرى النُّبُوَّاتِ عن مَملَكَةِ اللّٰهِ تتِمّ؟
٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّات؟ تدُلُّ الأحداثُ العالَمِيَّة والتَّغييرُ الواضِحُ في سُلوكِ النَّاسِ أنَّ يَسُوع أصبَحَ مَلِكًا. لِذلِك بَدَلَ أن ننزَعِجَ مِن تَصَرُّفاتِ النَّاسِ الأنانِيَّة والوَحشِيَّة، نتَذَكَّرُ أنَّها تُتَمِّمُ نُبُوَّةَ الكِتابِ المُقَدَّس. وبِالتَّالي، نتَأكَّدُ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ تحكُمُ الآن. (مز ٣٧:١) وفيما نقتَرِبُ مِن هَرْمَجَدُّون، نتَوَقَّعُ أن يتَقَدَّمَ العالَمُ مِن سَيِّئٍ إلى أسوَأ. (مر ١٣:٨؛ ٢ تي ٣:١٣) لكنَّنا نشكُرُ كَثيرًا أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ لِأنَّهُ كشَفَ لنا سَبَبَ الأحوالِ السَّيِّئَة في العالَم.
كَيفَ سيَزولُ أعداءُ مَملَكَةِ اللّٰه؟
٩ كَيفَ تصِفُ دَانْيَال ٢:٢٨، ٣١-٣٥ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأخيرَة، ومتى ظهَرَت هذِهِ الدَّولَة؟
٩ إقرأ دانيال ٢:٢٨، ٣١-٣٥. نَحنُ نرى هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ اليَوم. فقدْ أظهَرَ حُلْمُ نَبُوخَذْنَصَّر عنِ التِّمثالِ ماذا سيَحصُلُ في «آخِرِ الأيَّامِ»، أي بَعدَ بِدايَةِ حُكمِ المَسِيح. فقَدَما التِّمثالِ اللَّتانِ «مِن حَديدٍ وفَخَّارٍ» تُمَثِّلانِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأخيرَة الَّتي ستكونُ بَينَ أعداءِ يَسُوع على الأرض. وقدْ ظهَرَت هذِهِ الدَّولَةُ العالَمِيَّة خِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الأُولى حينَ شكَّلَت بَرِيطَانِيَا والوِلَايَاتُ المُتَّحِدَة تَحالُفًا فَريدًا، التَّحالُفَ الأنْكِلُو-أمِيرْكِيّ. وفي حُلْمِ نَبُوخَذْنَصَّر النَّبَوِيِّ عنِ التِّمثال، نجِدُ أمرَينِ يُمَيِّزانِ هذِهِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة عنِ المَمالِكِ الَّتي سبَقَتها.
١٠ (أ) كَيفَ تصِفُ نُبُوَّةُ دَانْيَال بِدِقَّةٍ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة؟ (ب) مِمَّ يجِبُ أن ننتَبِه؟ (أُنظُرِ الإطار «إنتَبِهْ مِنَ الفَخَّار».)
١٠ أوَّلًا، الدَّولَةُ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة يُمَثِّلُها خَليطٌ ضَعيفٌ مِنَ الحَديدِ والفَخَّار، بِعَكسِ الدُّوَلِ العالَمِيَّة السَّابِقَة الَّتي يُمَثِّلُها مَعدِنٌ قَوِيٌّ مِثلُ الذَّهَبِ أوِ الفِضَّة. والفَخَّارُ يُمَثِّلُ «نَسلَ البَشَر»، أي عامَّةَ الشَّعب. (دا ٢:٤٣، الحاشية) فمِن خِلالِ الانتِخابات، حَمَلاتِ الحُقوقِ المَدَنِيَّة، الاحتِجاجاتِ الكَبيرَة، ونِقاباتِ العُمَّال، يُضعِفُ عامَّةُ الشَّعبِ قُدرَةَ هذِهِ الدَّولَةِ العالَمِيَّة على تَنفيذِ سِياساتِها. ونَحنُ نرى ذلِك بِوُضوحٍ اليَوم.
١١ أيُّ تَفصيلٍ إضافِيٍّ مُشَجِّعٍ تذكُرُهُ نُبُوَّةُ دَانْيَال؟
١١ ثانِيًا، أنْكِلُو-أمِيرْكَا هيَ الدَّولَةُ العالَمِيَّة الأخيرَة الَّتي يُنبِئُ عنها الكِتابُ المُقَدَّس. فلن تأتِيَ بَعدَها دَولَةٌ عالَمِيَّة أُخرى. بل ستزولُ مع باقي حُكوماتِ البَشَرِ حينَ تسحَقُها مَملَكَةُ اللّٰهِ في هَرْمَجَدُّون.c — رؤ ١٦:١٣، ١٤، ١٦؛ ١٩:١٩، ٢٠.
١٢ كَيفَ نستَفيدُ مِن نُبُوَّةِ دَانْيَال عنِ التِّمثالِ الضَّخم؟
١٢ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّة؟ تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّةُ دَانْيَال أنَّنا نعيشُ في وَقتِ النِّهايَة. فقَبلَ أكثَرَ مِن ٥٠٠,٢ سَنَة، أنبَأَ دَانْيَال عن أربَعَةِ دُوَلٍ عالَمِيَّة ستأتي بَعدَ بَابِل وتُؤَثِّرُ على شَعبِ اللّٰهِ تَأثيرًا كَبيرًا. كما كشَفَ أنَّ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة ستكونُ آخِرَ هذِهِ الدُّوَل. وهذا يُشَجِّعُنا ويُؤَكِّدُ لنا أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستُزيلُ قَريبًا كُلَّ حُكوماتِ البَشَر، وسَتحكُمُ على كُلِّ الأرض. — دا ٢:٤٤.
١٣ إلى ماذا يرمُزُ ‹المَلِكُ الثَّامِنُ› و ‹المُلوكُ العَشَرَة› في الرُّؤْيَا ١٧:٩-١٢، وكَيفَ تتِمُّ هذِهِ النُّبُوَّة؟
١٣ إقرإ الرؤيا ١٧:٩-١٢. الدَّمارُ الَّذي سبَّبَتهُ الحَربُ العالَمِيَّة الأُولى أدَّى إلى إتمامِ نُبُوَّةٍ أُخرى عنِ الأيَّامِ الأخيرَة. فقدْ أرادَ قادَةُ العالَمِ أن يدومَ السَّلامُ العالَمِيّ. لِذلِك أسَّسوا عُصبَةَ الأُمَمِ في كَانُون الثَّاني (يَنَايِر) ١٩٢٠، وقدْ حلَّت مَحَلَّها الأُمَمُ المُتَّحِدَة في تِشْرِين الأوَّل (أُكْتُوبَر) ١٩٤٥. والكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إنَّ هذِهِ المُنَظَّمَةَ هي «مَلِكٌ ثامِن». لكنَّها لَيسَت دَولَةً عالَمِيَّة. فهي تستَمِدُّ قُوَّتَها ونُفوذَها مِنَ الحُكوماتِ السِّياسِيَّة الَّتي تدعَمُها. وهذِهِ الحُكوماتُ يُشيرُ إلَيها الكِتابُ المُقَدَّسُ بِأنَّها «عَشَرَةُ مُلوك».
١٤-١٥ (أ) ماذا تكشِفُ الرُّؤْيَا ١٧:٣-٥ عن «بَابِل العَظيمَة»؟ (ب) كَيفَ تتِمُّ الرُّؤْيَا ١٦:١٢ اليَوم؟
١٤ إقرإ الرؤيا ١٧:٣-٥. رأى الرَّسولُ يُوحَنَّا بِالوَحْيِ رُؤْيا عن عاهِرَةٍ اسْمُها «بَابِل العَظيمَة»، وهي ترمُزُ إلى كُلِّ الأديانِ المُزَيَّفَة. فماذا تكشِفُ لنا هذِهِ الرُّؤْيا؟ مُنذُ وَقتٍ طَويل، تتَعاوَنُ الأديانُ المُزَيَّفَة مع حُكوماتِ العالَمِ وتدعَمُها. ولكنْ قَريبًا، سيَضَعُ يَهْوَه في قُلوبِ الحُكوماتِ السِّياسِيَّة ‹أن تُنَفِّذَ فِكرَه›. وماذا ستكونُ النَّتيجَة؟ هذِهِ الحُكوماتُ السِّياسِيَّة، أيِ ‹المُلوكُ العَشَرَة›، ستنقَلِبُ على الأديانِ المُزَيَّفَة وتُدَمِّرُها. — رؤ ١٧:١، ٢، ١٦، ١٧.
١٥ وكَيفَ نعرِفُ أنَّ دَمارَ بَابِل العَظيمَة قَريب؟ لِنتَذَكَّرْ أنَّ مَدينَةَ بَابِل القَديمَة كانَت تحميها إلى حَدٍّ ما مِياهُ نَهرِ الفُرَات. وسِفرُ الرُّؤْيَا يُشَبِّهُ المَلايينَ الَّذينَ يُؤَيِّدونَ بَابِل العَظيمَة ‹بِمِياهٍ› تحميها. (رؤ ١٧:١٥) لكنَّهُ يكشِفُ أيضًا أنَّ هذِهِ المِياهَ ‹ستنشَف›، أي أنَّ الأديانَ المُزَيَّفَة ستفقِدُ الكَثيرَ مِن مُؤَيِّديها. (رؤ ١٦:١٢) وبِالفِعل، نَحنُ نرى هذِهِ النُّبُوَّةَ تتِمُّ اليَوم. فعَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاسِ يترُكونَ الأديانَ المُزَيَّفَة، ويَبحَثونَ في مَصادِرَ أُخرى عن حُلولٍ لِمَشاكِلِهِم.
١٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ النُّبُوَّاتِ عن تَأسيسِ الأُمَمِ المُتَّحِدَة ونِهايَةِ بَابِل العَظيمَة؟
١٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النُّبُوَّات؟ إنَّها تُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نعيشُ في الأيَّامِ الأخيرَة. فالأُمَمُ المُتَّحِدَة تأسَّسَت، والأديانُ المُزَيَّفَة تخسَرُ شَعبِيَّتَها. ولكنْ مع أنَّ المِياهَ المَجازِيَّة الَّتي تدعَمُ بَابِل العَظيمَة بدَأت تنشَف، لن يكونَ هذا سَبَبَ دَمارِها. فكما رأيْنا، سيَضَعُ يَهْوَه في قُلوبِ ‹المُلوكِ العَشَرَة›، أيِ الحُكوماتِ السِّياسِيَّة الَّتي تدعَمُ الأُمَمَ المُتَّحِدَة، «أن يُنَفِّذوا فِكرَه». فهذِهِ الحُكوماتُ ستُدَمِّرُ فَجأةً الأديانَ المُزَيَّفَة.d (رؤ ١٨:٨-١٠) صَحيحٌ أنَّ دَمارَ بَابِل العَظيمَة سيَهُزُّ العالَمَ ويُسَبِّبُ مَصاعِبَ كَثيرَة، لكنَّهُ سيُفَرِّحُ شَعبَ اللّٰه. وهذا لِسَبَبَينِ على الأقَلّ. فالأديانُ المُزَيَّفَة، الَّتي هي مِن أقدَمِ أعداءِ يَهْوَه، ستزولُ إلى الأبَد. كما أنَّ خَلاصَنا مِن هذا العالَمِ الشِّرِّيرِ سيَكونُ قَريبًا جِدًّا. — لو ٢١:٢٨.
واجِهِ المُستَقبَلَ بِثِقَة
١٧-١٨ (أ) كَيفَ نستَمِرُّ في تَقوِيَةِ إيمانِنا؟ (ب) ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟
١٧ أنبَأَ دَانْيَال أنَّ «المَعرِفَةَ الصَّحيحَة ستَزداد». وهذا يتِمُّ بِالفِعل. فنَحنُ نفهَمُ الآنَ النُّبُوَّاتِ الَّتي تتَحَدَّثُ عن أيَّامِنا. (دا ١٢:٤، ٩، ١٠) وحينَ نرى كم هي دَقيقَة، يزيدُ تَقديرُنا لِيَهْوَه وكَلِمَتِه. (إش ٤٦:١٠؛ ٥٥:١١) فاستَمِرَّ إذًا في تَقوِيَةِ إيمانِكَ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ بِاجتِهادٍ ومُساعَدَةِ الآخَرينَ أن يقتَرِبوا إلى يَهْوَه. وتأكَّدْ أنَّ يَهْوَه سيَحمي كُلَّ الَّذينَ يتَّكِلونَ كامِلًا علَيه، وسَيُعطيهِم ‹سَلامًا دائِمًا›. — إش ٢٦:٣.
١٨ في المَقالَةِ التَّالِيَة، سنُرَكِّزُ على نُبُوَّاتٍ عنِ الجَماعَةِ المَسيحِيَّة في وَقتِ النِّهايَة. وسَنرى كَيفَ تكونُ هذِهِ النُّبُوَّاتُ جُزءًا مِن قِطَعِ «البَازِل» الَّتي تُظهِرُ أنَّنا في الأيَّامِ الأخيرَة. وسَنرى دَليلًا إضافِيًّا يُؤَكِّدُ أنَّ مَلِكَنا يَسُوع يقودُ أتباعَهُ الأولِياء.
التَّرنيمَة ٦١ إلى الأمامِ يا خُدَّامَ البِشارَة!
a نعيشُ اليَومَ في وَقتٍ مُمَيَّزٍ جِدًّا مِنَ التَّاريخ. فمَملَكَةُ اللّٰهِ تأسَّسَت، مِثلَما أنبَأت نُبُوَّاتٌ كَثيرَة في الكِتابِ المُقَدَّس. وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ بَعضَ تِلكَ النُّبُوَّات. وهكَذا سنُقَوِّي إيمانَنا بِيَهْوَه، ونُحافِظُ على هُدوئِنا وثِقَتِنا بهِ الآنَ وفي المُستَقبَل.
b أُنظُرِ النُّقطَة ٤ في الدَّرس ٣٢ مِن كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد، وشاهِدِ الفيديو مَملَكَةُ اللّٰهِ بدَأت تحكُمُ سَنَةَ ١٩١٤ على jw.org.
c لِتعرِفَ المَزيدَ عن نُبُوَّةِ دَانْيَال، انظُرْ بُرجَ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ حَزِيرَان (يُونْيُو) ٢٠١٢، الصَّفَحات ١٤-١٩.
d لِتعرِفَ أكثَرَ عمَّا سيَحصُلُ قَريبًا جِدًّا، انظُرِ الفَصل ٢١ مِن كِتاب مَلَكوتُ اللّٰهِ يحكُمُ الآن!