مقالة الدرس ٢١
كَيفَ يُؤَثِّرُ سِفرُ الرُّؤْيَا على مُستَقبَلِك؟
«آمين! تَعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسُوع». — رؤ ٢٢:٢٠.
التَّرنيمَة ١٤٢ لِنتَمَسَّكْ بِرَجائِنا
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ أيُّ قَرارٍ مُهِمٍّ يجِبُ أن يأخُذَهُ كُلُّ شَخصٍ اليَوم؟
هُناك قَرارٌ مُهِمٌّ يجِبُ أن يأخُذَهُ كُلُّ شَخصٍ اليَوم. فإمَّا أن يدعَمَ حَقَّ يَهْوَه في أن يحكُمَ الكَون، أو أن يقِفَ إلى جانِبِ عَدُوِّهِ اللَّدودِ الشَّيْطَان إبْلِيس. لا يوجَدُ حَلٌّ وَسَط. وهذا القَرارُ سيُحَدِّدُ إذا كانَ الشَّخصُ سيَعيشُ إلى الأبَدِ أم لا. (مت ٢٥:٣١-٣٣، ٤٦) فعلى أساسِه، سيَنالُ خِلالَ «الضِّيقِ العَظيم» عَلامَةً إمَّا لِلحَياةِ أو لِلمَوت. — رؤ ٧:١٤؛ ١٤:٩-١١؛ حز ٩:٤، ٦.
٢ (أ) ماذا تُشَجِّعُنا العِبْرَانِيِّين ١٠:٣٥-٣٩ أن نفعَل؟ (ب) كَيفَ سنستَفيدُ من المَعلوماتِ في سِفرِ الرُّؤْيَا؟
٢ إقرإ العبرانيين ١٠:٣٥-٣٩. إذا اختَرتَ أن تدعَمَ حُكمَ يَهْوَه، فأنتَ أخَذتَ قَرارًا حَكيمًا. ولا شَكَّ أنَّكَ مُتَحَمِّسٌ الآنَ لِتُساعِدَ الآخَرينَ أن يأخُذوا هُم أيضًا القَرارَ الصَّحيح. والمَعلوماتُ المَوجودَة في سِفرِ الرُّؤْيَا ستُساعِدُكَ أن تُحَقِّقَ هذا الهَدَف. فهذا السِّفرُ الرَّائِعُ لا يُخبِرُنا فَقَط ماذا سيَحدُثُ لِلَّذينَ يُقاوِمونَ يَهْوَه، بل يُخبِرُنا أيضًا عنِ البَرَكاتِ الَّتي سيَتَمَتَّعُ بها الَّذينَ يدعَمونَ حُكمَهُ بِوَلاء. لِذلِك، سنستَفيدُ كَثيرًا حينَ نتَأمَّلُ في هذِهِ المَعلوماتِ المُهِمَّة. فهي ستُقَوِّي تَصميمَنا أن نستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه. كما أنَّنا نقدِرُ أن نستَعمِلَها لِنُساعِدَ الآخَرينَ أن يأخُذوا القَرارَ الصَّحيحَ ويَلتَزِموا به.
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ سُؤَالَين: ماذا ينتَظِرُ الَّذينَ يدعَمونَ حُكمَ اللّٰه؟ ومِن جِهَةٍ ثانِيَة، ماذا سيَحدُثُ لِلَّذينَ يختارونَ أن يدعَموا الوَحشَ الأحمَرَ المَوصوفَ في الرُّؤْيَا؟
ماذا ينتَظِرُ الأشخاصَ الأُمَناء؟
٤ أيُّ فَريقٍ رآهُ يُوحَنَّا مع يَسُوع في السَّماء؟
٤ في إحدى الرُّؤَى، رأى الرَّسولُ يُوحَنَّا فَريقَينِ يدعَمانِ حُكمَ يَهْوَه ويَنالانِ بَرَكاتِ الحَياةِ الأبَدِيَّة. يتَألَّفُ الفَريقُ الأوَّلُ مِن ٠٠٠,١٤٤ شَخص. (رؤ ٧:٤) وهؤُلاءِ الأشخاصُ اشتُروا مِن بَينِ النَّاسِ لِيُؤَلِّفوا حُكومَة، أو مَملَكَة، مع يَسُوع في السَّماء. وهُم سيَحكُمونَ معهُ على كُلِّ الأرض. (رؤ ٥:٩، ١٠؛ ١٤:٣، ٤) وقد رآهُم يُوحَنَّا في الرُّؤْيَا واقِفينَ مع يَسُوع على جَبَلِ صِهْيَوْن في السَّماء. — رؤ ١٤:١.
٥ ماذا سيَحصُلُ قَريبًا لِلمُختارينَ الباقينَ على الأرض؟
٥ مُنذُ أيَّامِ الرُّسُلِ حتَّى يَومِنا هذا، اختارَ اللّٰهُ أُلوفَ الأشخاصِ لِيُؤَلِّفوا الـ ٠٠٠,١٤٤. (لو ١٢:٣٢؛ رو ٨:١٧) وأُوضِحَ لِيُوحَنَّا أنَّ عَدَدًا صَغيرًا مِنَ المُختارينَ سيَكونُ ‹باقِيًا› على الأرضِ خِلالَ الأيَّامِ الأخيرَة. ولكنْ قَبلَ أن يبدَأَ الضِّيقُ العَظيم، سيَنالُ هؤُلاءِ المُختارونَ ‹الباقونَ› على الأرضِ ‹خَتمَهُمُ› النِّهائِيَّ الَّذي يُؤَكِّدُ لهُم أنَّ يَهْوَه راضٍ عنهُم. (رؤ ٧:٢، ٣؛ ١٢:١٧) ثُمَّ في وَقتٍ ما خِلالَ الضِّيقِ العَظيم، سيُؤْخَذُ هؤُلاءِ المُختارونَ إلى السَّماء. وهُناك، سيَجتَمِعونَ معَ المُختارينَ الآخَرينَ الَّذينَ سبَقوا وماتوا أُمَناء. عِندَئِذٍ، سيَحكُمونَ كُلُّهُم مع يَسُوع في مَملَكَةِ اللّٰه. — مت ٢٤:٣١؛ رؤ ٥:٩، ١٠.
٦-٧ (أ) أيُّ فَريقٍ ثانٍ يراهُ يُوحَنَّا، وماذا نعرِفُ عنه؟ (ب) لِماذا يهُمُّ الرُّؤْيَا ٧ المُختارينَ الباقينَ والجَمعَ الكَثير؟
٦ بَعدَما رأى يُوحَنَّا الفَريقَ السَّماوِيّ، رأى فَريقًا آخَر: «جَمعًا كَثيرًا». وبِعَكسِ الـ ٠٠٠,١٤٤، لم يستَطِعْ أحَدٌ أن يعُدَّ هذا الفَريق. (رؤ ٧:٩، ١٠) وماذا نعرِفُ أيضًا عنهُم؟ قيلَ لِيُوحَنَّا: «هؤُلاء هُمُ الَّذينَ يَأتونَ مِنَ الضِّيقِ العَظيم، وقد غَسَلوا أثوابَهُم وبَيَّضوها بِدَمِ الخَروف». (رؤ ٧:١٤) وبَعدَما ينجو الجَمعُ الكَثيرُ مِنَ الضِّيقِ العَظيم، سيَعيشونَ هُنا على الأرضِ ويَتَمَتَّعونَ بِبَرَكاتٍ مُذهِلَة. — مز ٣٧:٩-١١، ٢٧-٢٩؛ أم ٢:٢١، ٢٢؛ رؤ ٧:١٦، ١٧.
٧ سَواءٌ كانَ رَجاؤكَ سَماوِيًّا أو أرضِيًّا، هل ترى أنَّكَ «مَوجودٌ في الصُّورَةِ» الَّتي يرسُمُها الرُّؤْيَا ٧؟ تخَيَّلْ كم سيَكونُ ذلِكَ الوَقتُ رائِعًا بِالنِّسبَةِ إلى المُختارينَ والجَمعِ الكَثير. ولا شَكَّ أنَّنا سنشعُرُ آنَذاك بِفَرَحٍ كَبيرٍ لِأنَّنا اختَرنا أن ندعَمَ حُكمَ يَهْوَه. ولكنْ ماذا نعرِفُ أيضًا عنِ الضِّيقِ العَظيم؟ لِنرَ ماذا يُخبِرُنا سِفرُ الرُّؤْيَا. — مت ٢٤:٢١.
ماذا ينتَظِرُ الَّذينَ يُقاوِمونَ اللّٰه؟
٨ كَيفَ سيَبدَأُ الضِّيقُ العَظيم، وماذا ستكونُ رَدَّةُ فِعلِ أكثَرِيَّةِ النَّاس؟
٨ كما ذكَرنا في المَقالَةِ السَّابِقَة، سيَنقَلِبُ قَريبًا النِّظامُ السِّياسِيُّ على بَابِل العَظيمَة، أي كُلِّ الأديانِ الَّتي لا تُرضي اللّٰه. (رؤ ١٧:١٦، ١٧) وهذا الحَدَثُ سيَكونُ بِدايَةَ الضِّيقِ العَظيم. فهل ستندَفِعُ عِندَئِذٍ أعدادٌ كَبيرَة مِنَ النَّاسِ إلى عِبادَةِ يَهْوَه؟ كلَّا. فالرُّؤْيَا ٦ يُظهِرُ أنَّ العَكسَ صَحيح. ففي ذلِكَ الوَقتِ الحَرِج، سيَلجَأُ الَّذينَ لا يخدُمونَ يَهْوَه إلى الأنظِمَةِ السِّياسِيَّة والتِّجارِيَّة في هذا العالَمِ الَّتي تُشَبَّهُ بِجِبال. لكنَّ اللّٰهَ سيَعتَبِرُهُم مُقاوِمينَ لهُ لِأنَّهُم لن يُؤَيِّدوا مَملَكَتَه. — لو ١١:٢٣؛ رؤ ٦:١٥-١٧.
٩ كَيفَ سيَختَلِفُ شَعبُ يَهْوَه عن باقي النَّاسِ خِلالَ الضِّيقِ العَظيم، وماذا ستكونُ النَّتيجَة؟
٩ في ذلِكَ الوَقتِ الحَرِجِ مِنَ الضِّيقِ العَظيم، سيَكونُ خُدَّامُ يَهْوَه مُختَلِفينَ جِدًّا عن باقي النَّاس. فهُم سيَكونونَ الفَريقَ الوَحيدَ على الأرضِ الَّذينَ لا يزالونَ يخدُمونَ يَهْوَه ويَرفُضونَ أن يدعَموا «الوَحش». (رؤ ١٣:١٤-١٧) ومَوقِفُهُمُ الثَّابِتُ هذا سيُشعِلُ غَضَبَ الَّذينَ يُقاوِمونَ يَهْوَه. وبِالنَّتيجَة، سيَهجُمُ تَحالُفٌ لِكُلِّ حُكوماتِ الأرضِ على شَعبِ يَهْوَه حَولَ العالَم. والكِتابُ المُقَدَّسُ يُسَمِّي هذا الهُجومَ الشَّرِس هُجومَ جُوج المَاجُوجِيّ. — حز ٣٨:١٤-١٦.
١٠ حَسَبَ الرُّؤْيَا ١٩:١٩-٢١، ماذا ستكونُ رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه على الهُجومِ ضِدَّ شَعبِه؟
١٠ وماذا ستكونُ رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه على هذا الهُجومِ الشَّرِس؟ يقول: «سُخطي يصعَدُ إلى أنفي». (حز ٣٨:١٨، ٢١-٢٣) والرُّؤْيَا ١٩ يُخبِرُنا ماذا سيَفعَلُ يَهْوَه. فهو سيُرسِلُ ابْنَهُ لِيُدافِعَ عن شَعبِهِ ويَقضِيَ على أعدائِهِم. وفي هذِهِ الحَربِ ضِدَّ جُوج المَاجُوجِيّ، سَتُشارِكُ مع يَسُوع «الجُيوشُ في السَّماء»، أيِ المَلائِكَةُ الأُمَناءُ والـ ٠٠٠,١٤٤. (رؤ ١٧:١٤؛ ١٩:١١-١٥) وماذا ستكونُ النَّتيجَة؟ ستُمحى عنِ الوُجودِ كُلُّ المُنَظَّماتِ والنَّاسِ الَّذينَ يُقاوِمونَ يَهْوَه. — إقرإ الرؤيا ١٩:١٩-٢١.
عُرسٌ بَعدَ الحَرب
١١ ما هو أهَمُّ حَدَثٍ يتَكَلَّمُ عنهُ سِفرُ الرُّؤْيَا؟
١١ حاوِلْ أن تتَخَيَّلَ كَيفَ سيَشعُرُ الأشخاصُ الأُمَناءُ على الأرضِ بَعدَما ينجونَ مِنَ الدَّمارِ الكامِلِ لِأعداءِ اللّٰه. هل تتَخَيَّلُ الفَرَحَ الَّذي سيَشعُرونَ به؟ لا شَكَّ أنَّ أصواتَ الفَرَحِ ستعلو في السَّماءِ عِندَما تُدَمَّرُ بَابِل العَظيمَة، ولكنْ هُناك فَرحَةٌ أكبَرُ بَعد. (رؤ ١٩:١-٣) إنَّها «عُرسُ الخَروف»، أهَمُّ حَدَثٍ يتَكَلَّمُ عنهُ سِفرُ الرُّؤْيَا. — رؤ ١٩:٦-٩.
١٢ حَسَبَ الرُّؤْيَا ٢١:١، ٢، متى سيَحصُلُ عُرسُ الخَروف؟
١٢ ومتى سيَحصُلُ هذا العُرس؟ صَحيحٌ أنَّ الـ ٠٠٠,١٤٤ سيَكونونَ كُلُّهُم في السَّماءِ قَبلَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن بِدايَةِ هَرْمَجَدُّون، ولكنْ هذا لَيسَ وَقتَ العُرس. (إقرإ الرؤيا ٢١:١، ٢.) فالعُرسُ سيَحصُلُ بَعدَ أن تنتَهِيَ حَربُ هَرْمَجَدُّون ويَزولَ كُلُّ أعداءِ اللّٰه. — مز ٤٥:٣، ٤، ١٣-١٧.
١٣ ماذا سيَعني عُرسُ الخَروفِ لِلمَشمولينَ فيه؟
١٣ وماذا سيَعني عُرسُ الخَروفِ لِلمَشمولينَ فيه؟ مِثلَما يجمَعُ الزَّواجُ رَجُلًا وامرَأة، يجمَعُ هذا الزَّواجُ المَجازِيُّ المَلِكَ يَسُوع المَسِيح و ‹عَروسَهُ› الـ ٠٠٠,١٤٤. وبِهذا الحَدَثِ المُهِمِّ جِدًّا، سيَبدَأُ الـ ٠٠٠,١٤٤ بِالحُكمِ مع يَسُوع على الأرضِ لِمُدَّةِ ٠٠٠,١ سَنَة. — رؤ ٢٠:٦.
مَدينَةٌ رائِعَةُ الجَمالِ تُؤَثِّرُ على مُستَقبَلِك
١٤-١٥ بِمَ يُشَبِّهُ الرُّؤْيَا ٢١ الـ ٠٠٠,١٤٤؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
١٤ بَعدَ ذلِك، يُشَبِّهُ الرُّؤْيَا ٢١ الـ ٠٠٠,١٤٤ بِمَدينَةٍ رائِعَةِ الجَمالِ اسْمُها «أُورُشَلِيم الجَديدَة». (رؤ ٢١:٢، ٩) هذِهِ المَدينَةُ مَبنِيَّةٌ على ١٢ حَجَرَ أساسٍ مَكتوبٍ علَيها «أسماءُ رُسُلِ الخَروفِ الـ ١٢». ولِماذا لفَتَ ذلِكَ انتِباهَ يُوحَنَّا؟ لِأنَّهُ رأى اسْمَهُ مَكتوبًا على واحِدٍ مِن تِلكَ الأحجار. فما أعظَمَ هذا الامتِياز! — رؤ ٢١:١٠-١٤؛ أف ٢:٢٠.
١٥ هذِهِ المَدينَةُ المَجازِيَّة لا تُشبِهُ أيَّ مَدينَةٍ أُخرى. فشارِعُها الرَّئيسِيُّ مِن ذَهَبٍ نَقِيّ، لها ١٢ بَوَّابَةً مِن لَآلِیٔ، وسورُها وأساساتُها مُزَيَّنَةٌ بِالأحجارِ الكَريمَة. وهذِهِ المَدينَةُ مُتَساوِيَةٌ في الطُّولِ والعَرضِ والارتِفاع. (رؤ ٢١:١٥-٢١) لكنَّ يُوحَنَّا يُلاحِظُ أنَّ هُناك شَيئًا ناقِصًا. يقول: «لم أرَ هَيكَلًا فيها. فيَهْوَه اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ هو هَيكَلُها، والخَروفُ أيضًا هو هَيكَلُها. والمَدينَةُ لا تَحتاجُ إلى الشَّمسِ ولا إلى القَمَرِ لِيُضيئا علَيها، لِأنَّ مَجدَ اللّٰهِ يُنيرُها، والخَروفُ هو سِراجُها». (رؤ ٢١:٢٢، ٢٣) فالَّذينَ يُؤَلِّفونَ أُورُشَلِيم الجَديدَة سيَتَواصَلونَ مُباشَرَةً مع يَهْوَه، وبِالتَّالي لن يحتاجوا إلى هَيكَل. (رؤ ٢٢:٣، ٤) كما أنَّ يَسُوع، الَّذي سبَقَ أن أصبَحَ رَئيسَ كَهَنَةٍ في السَّماء، سيقودُهُم في عِبادَتِهِم ليَهْوَه. (عب ٧:٢٧) إذًا، مُناسِبٌ جِدًّا أن يُوصَفَ يَهْوَه ويَسُوع بِأنَّهُما الهَيكَلُ في تِلكَ المَدينَة.
١٦ أيُّ بَرَكاتٍ سيَنالُها البَشَرُ على الأرضِ خِلالَ الـ ٠٠٠,١ سَنَة؟
١٦ لا شَكَّ أنَّ أُورُشَلِيم الجَديدَة تعني الكَثيرَ لِلمُختارين، وهُم يفرَحونَ حينَ يُفَكِّرونَ فيها. لكنَّها تعني الكَثيرَ أيضًا لِلَّذينَ لَدَيهِم رَجاءٌ أرضِيّ. فخِلالَ حُكمِ مَملَكَةِ اللّٰهِ لِـ ٠٠٠,١ سَنَة، ستجلُبُ أُورُشَلِيم الجَديدَة بَرَكاتٍ لا تُعَدُّ على الأرض. ويُوحَنَّا رأى هذِهِ البَرَكاتِ تتَدَفَّقُ مِثلَ «نَهرِ ماءِ الحَياة»، وعلى جانِبَيِ ذلِكَ النَّهرِ هُناك «أشجارُ حَياةٍ» تُعطي أوْراقًا «لِشِفاءِ الأُمَم». (رؤ ٢٢:١، ٢) فعِندَئِذ، سيَقدِرُ كُلُّ البَشَرِ أن يستَفيدوا مِن هذِهِ البَرَكات. وتَدريجِيًّا، سيَصِلُ كُلُّ البَشَرِ الطَّائِعينَ إلى الكَمال. ولن يعودَ هُناك مَرَض، ولا وَجَع، ولا دُموعُ حُزن. — رؤ ٢١:٣-٥.
١٧ حَسَبَ الرُّؤْيَا ٢٠:١١-١٣، مَن سيَكونونَ بَينَ الَّذينَ سيَستَفيدونَ مِنَ البَرَكاتِ خِلالَ الـ ٠٠٠,١ سَنَة؟
١٧ ومَن سيَكونونَ بَينَ الَّذينَ سيَستَفيدونَ مِن هذِهِ البَرَكاتِ الرَّائِعَة؟ أوَّلًا، الجَمعُ الكَثيرُ الَّذينَ سيَنجونَ مِن هَرْمَجَدُّون، والأولادُ الَّذينَ قد يولَدونَ في العالَمِ الجَديد. لكنَّ الرُّؤْيَا ٢٠ تعِدُنا أيضًا أنَّ الأمواتَ سيَقومون. (إقرإ الرؤيا ٢٠:١١-١٣.) فالأشخاصُ الطَّائِعونَ وأيضًا الأشرارُ الَّذينَ لم ينالوا فُرصَةً كافِيَة لِيَتَعَلَّموا عن يَهْوَه سيَعودونَ إلى الحَياةِ هُنا على الأرض. (أع ٢٤:١٥؛ يو ٥:٢٨، ٢٩) ولكنْ هل يعني ذلِك أنَّ كُلَّ الأمواتِ سيَقومونَ إلى الحَياةِ خِلالَ الـ ٠٠٠,١ سَنَة؟ كلَّا. فالَّذينَ رفَضوا بِعِنادٍ أن يخدُموا يَهْوَه قَبلَ أن يموتوا لن يقوموا إلى الحَياة. فهُم أخَذوا فُرصَتَهُم لكنَّهم برهَنوا أنَّهُم لا يستَحِقُّونَ أن يعيشوا في الفِردَوسِ على الأرض. — مت ٢٥:٤٦؛ ٢ تس ١:٩؛ رؤ ١٧:٨؛ ٢٠:١٥.
الامتِحانُ الأخير
١٨ كَيفَ سيَكونُ الوَضعُ على الأرضِ عِندَ نِهايَةِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة؟
١٨ عِندَ نِهايَةِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة، كُلُّ الَّذينَ يعيشونَ على الأرضِ سيَكونونَ قد صاروا كامِلين. فالخَطِيَّةُ الَّتي ورِثناها مِن آدَم لن تُؤَثِّرَ بَعدَ ذلِك على أيِّ واحِدٍ مِنَّا. (رو ٥:١٢) ولَعنَةُ هذِهِ الخَطِيَّةِ ستكونُ قد زالَت كُلِّيًّا. وهكَذا عِندَ نِهايَةِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة، ‹سيَعودُ إلى الحَياةِ› الَّذينَ يعيشونَ على الأرضِ بِمَعنى أنَّهُم سيَصيرونَ بَشَرًا كامِلين. — رؤ ٢٠:٥.
١٩ أيُّ فُرصَةٍ سيُعطيها الامتِحانُ الأخيرُ لِكُلِّ شَخص؟
١٩ نَحنُ نعرِفُ أنَّ يَسُوع بقِيَ وَلِيًّا لِلّٰهِ حينَ امتَحَنَهُ الشَّيْطَان. ولكنْ ماذا عن كُلِّ البَشَرِ الكامِلين؟ هل سيَبقَونَ أولِيَاءَ هُم أيضًا عِندَما يمتَحِنُهُمُ الشَّيْطَان؟ حينَ يتَحَرَّرُ الشَّيْطَان مِن سِجنِهِ عِندَ نِهايَةِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة، سيَكونُ لَدى كُلِّ شَخصٍ الفُرصَةُ لِيُجيبَ عن هذا السُّؤال. (رؤ ٢٠:٧) والَّذينَ يُبَرهِنونَ أنَّهُم أولِياءُ خِلالَ هذا الامتِحانِ الأخيرِ سيَنالونَ الحَياةَ الأبَدِيَّة ويَتَمَتَّعونَ أخيرًا بِالحُرِّيَّةِ الحَقيقِيَّة. (رو ٨:٢١) أمَّا الَّذينَ يتَمَرَّدونَ على يَهْوَه، فسَيَكونُ مَصيرُهُم مِثلَ مَصيرِ الشَّيطان وأبالِسَتِه: الهَلاكَ الأبَدِيّ. — رؤ ٢٠:٨-١٠.
٢٠ كَيفَ تشعُرُ بَعدَ مُراجَعَةِ النُّبُوَّاتِ المُشَوِّقَة في سِفرِ الرُّؤْيَا؟
٢٠ كَيفَ تشعُرُ بَعدَ هذِهِ اللَّمحَةِ عن سِفرِ الرُّؤْيَا؟ هل تحَمَّستَ حينَ رأيتَ نَفْسَكَ في هذِهِ النُّبُوَّاتِ المُذهِلَة؟ هلِ اندَفَعتَ أكثَرَ لِتدعُوَ النَّاسَ أن ينضَمُّوا إلَينا في عِبادَةِ يَهْوَه النَّقِيَّة؟ (رؤ ٢٢:١٧) لا شَكَّ أنَّ الأحداثَ المُشَوِّقَة الَّتي ننتَظِرُها تُحَمِّسُنا جَميعًا وتدفَعُنا أن نقولَ مِثلَ يُوحَنَّا: «آمين! تَعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسُوع». — رؤ ٢٢:٢٠.
التَّرنيمَة ٢٧ الكَشفُ عن أبناءِ اللّٰه
a هذِه هيَ المَقالَةُ الأخيرَة مِن سِلسِلَةِ المَقالاتِ عن سِفرِ الرُّؤْيَا. وسَنرى فيها أنَّ الَّذينَ يبقَونَ أُمَناءَ لِيَهْوَه ينتَظِرُهُم مُستَقبَلٌ رائِع. أمَّا الَّذينَ يُقاوِمونَ حُكمَه، فسَتكونُ نِهايَتُهُم مُذِلَّة.