مقالة الدرس ١٩
كَيفَ يُؤَثِّرُ علَيكَ سِفرُ الرُّؤْيَا؟
«سَعيدٌ مَن يَقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كَلِماتِ هذِهِ النُّبُوَّة». — رؤ ١:٣.
التَّرنيمَة ١٥ مجِّدوا ابْنَ يَهْوَه البِكر!
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١-٢ أعطِ سَبَبًا يوضِحُ لِماذا يهُمُّنا سِفرُ الرُّؤْيَا.
هل طلَبَ مِنكَ أحَدٌ أن تتَفَرَّجَ على ألبومِ صُوَرِه؟ رُبَّما بدَأتَ في البِدايَةِ تُقَلِّبُ الصُّوَرَ بِسُرعَةٍ لِأنَّكَ لا تعرِفُ أغلَبِيَّةَ المَوجودينَ فيها. ولكنْ فَجأَة، تلفِتُ نَظَرَكَ صورَةٌ مُعَيَّنَة. لِماذا؟ لِأنَّكَ مَوجودٌ فيها. فتنظُرُ إلَيها جَيِّدًا وتُحاوِلُ أن تتَذَكَّرَ أينَ أُخِذَت ومتى. وتُحاوِلُ أيضًا أن تتَعَرَّفَ إلى كُلِّ المَوجودينَ معك. فهذِهِ الصُّورَةُ بِالتَّحديدِ تعني لكَ الكَثير.
٢ يُشبِهُ سِفرُ الرُّؤْيَا هذِهِ الصُّورَة. لِماذا؟ لِسَبَبَينِ على الأقَلّ. أوَّلًا، كُتِبَ هذا السِّفرُ لنا نَحن. تقولُ أوَّلُ آيَةٍ فيه: «رُؤيا مِن يَسُوع المَسِيح أعْطاهُ إيَّاها اللّٰه، لِيُظهِرَ لِعَبيدِهِ ما هو أكيدٌ أن يَحدُثَ قَريبًا». (رؤ ١:١) إذًا لم يُكتَبْ هذا السِّفرُ لِلنَّاسِ عُمومًا، بل لنا نَحنُ خُدَّامَ يَهْوَه المُنتَذِرين. وكشَعبٍ لِيَهْوَه، لا نتَفاجَأُ حينَ نعرِفُ أنَّنا نُشارِكُ في إتمامِ النُّبُوَّاتِ المَكتوبَة في هذا السِّفرِ الرَّائِع. بِكَلِماتٍ أُخرى، لا نتَفاجَأُ حينَ نرى أنَّنا «مَوجودونَ في الصُّورَة».
٣-٤ حَسَبَ سِفرِ الرُّؤْيَا، متى ستتِمُّ نُبُوَّاتُه، وكَيفَ يُؤَثِّرُ ذلِك على كُلِّ واحِدٍ مِنَّا؟
٣ السَّبَبُ الثَّاني هوَ الوَقتُ الَّذي تتِمُّ فيهِ هذِهِ النُّبُوَّات. وقدْ تحَدَّثَ الرَّسولُ المُسِنُّ يُوحَنَّا عن هذا الوَقتِ قائِلًا: «مِن خِلالِ وَحْيٍ إلهِيّ، وَجَدتُ نَفْسي في يَومِ الرَّبّ». (رؤ ١:١٠) عِندَما كتَبَ يُوحَنَّا هذِهِ الكَلِماتِ نَحوَ سَنَةِ ٩٦ بم، كانَ «يَومُ الرَّبِّ» لا يزالُ بَعيدًا جِدًّا. (مت ٢٥:١٤، ١٩؛ لو ١٩:١٢) فحَسَبَ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس، بدَأ هذا اليَومُ سَنَةَ ١٩١٤، عِندَما صارَ يَسُوع مَلِكًا في السَّماء. ومِن تِلكَ السَّنَة، بدَأت تتِمُّ نُبُوَّاتُ سِفرِ الرُّؤْيَا المُتَعَلِّقَة بِشَعبِ اللّٰه. ونَحنُ اليَومَ نعيشُ في هذِهِ الفَترَةِ المُمَيَّزَة: «يَومِ الرَّبّ».
٤ لِهذا السَّبَب، علَينا أن ننتَبِهَ جَيِّدًا لِلنَّصيحَةِ الَّتي يُعطينا إيَّاها بِمَحَبَّةٍ سِفرُ الرُّؤْيَا: «سَعيدٌ مَن يَقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كَلِماتِ هذِهِ النُّبُوَّة، وسَعيدٌ مَن يَسمَعُها ويُطيعُ المَكتوبَ فيها، لِأنَّ الوَقتَ المُعَيَّنَ قَريب». (رؤ ١:٣) فِعلًا، مُهِمٌّ جِدًّا أن ‹نَقرَأَ بِصَوتٍ عالٍ كَلِماتِ هذِهِ النُّبُوَّة›، ‹نَسمَعَها›، و ‹نُطيعَها›. فلْنرَ معًا بَعضَ كَلِماتِ هذِهِ النُّبُوَّة.
تأكَّدْ أنَّ عِبادَتَكَ مَقبولَةٌ في نَظَرِ يَهْوَه
٥ ماذا تكشِفُ لنا رَسائِلُ يَسُوع إلى الجَماعاتِ السَّبع؟
٥ مِن أوَّلِ فَصلٍ في سِفرِ الرُّؤْيَا، نُلاحِظُ أنَّ يَسُوع يعرِفُ جَيِّدًا كُلَّ ما يحصُلُ في الجَماعات. (رؤ ١:١٢-١٦، ٢٠؛ ٢:١) وهذا واضِحٌ مِن رَسائِلِهِ إلى الجَماعاتِ السَّبعِ في آسْيَا الصُّغرى. فهو أعطى المَسيحِيِّينَ هُناك تَوجيهاتٍ مُحَدَّدَة كَي تكونَ عِبادَتُهُم مَقبولَةً في نَظَرِ يَهْوَه. وتَوجيهاتُ يَسُوع في هذِهِ الرَّسائِلِ تنطَبِقُ أيضًا على كُلِّ شَعبِ اللّٰهِ اليَوم. إذًا ماذا تكشِفُ لنا هذِهِ الرَّسائِل؟ إنَّ قائِدَنا يَسُوع المَسِيح يعرِفُ جَيِّدًا وَضعَنا الرُّوحِيّ. فعَيناهُ دائِمًا علَينا، ولا شَيءَ يخفى عنه. وهو يعرِفُ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي تكونَ عِبادَتُنا مَقبولَةً في نَظَرِ يَهْوَه. فلْنرَ معًا أيُّ تَوجيهاتٍ أعطاها يَسُوع تنطَبِقُ علَينا اليَوم.
٦ (أ) حَسَبَ كَلِماتِ يَسُوع في الرُّؤْيَا ٢:٣، ٤، ماذا كانَت مُشكِلَةُ الجَماعَةِ في أفَسُس؟ (ب) ما الدَّرسُ لنا؟
٦ إقرإ الرؤيا ٢:٣، ٤. لا يجِبُ أن نخسَرَ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه الَّتي كانَت عِندَنا في البِدايَة. في رِسالَةِ يَسُوع إلى جَماعَةِ أفَسُس، نقرَأُ أنَّ الإخوَةَ هُناكَ احتَمَلوا صُعوباتٍ كَثيرَة واستَمَرُّوا في خِدمَةِ يَهْوَه دونَ أن يتعَبوا. لكنَّ المُشكِلَةَ هي أنَّهُم خسِروا المَحَبَّةَ الَّتي كانَت عِندَهُم في البِدايَة. لِذلِك، كانَ علَيهِم أن يُشعِلوا مِن جَديدٍ هذِهِ المَحَبَّة. وإلَّا فلن تكونَ عِبادَتُهُم مَقبولَة. واليَومَ أيضًا، لا يكفي أن نحتَمِلَ الصُّعوبات. بل علَينا أن نحتَمِلَها لِلأسبابِ الصَّحيحَة. فبِالنِّسبَةِ إلى إلهِنا، دَوافِعُنا مُهِمَّةٌ جِدًّا. فهو لا يهُمُّهُ فَقَط ماذا نفعَل، بل أيضًا لِماذا نفعَلُه. وهو يُريدُ أن نعبُدَهُ لِأنَّنا نُحِبُّهُ ونُقَدِّرُهُ كَثيرًا. — أم ١٦:٢؛ مر ١٢:٢٩، ٣٠.
٧ (أ) حَسَبَ الرُّؤْيَا ٣:١-٣، أيُّ مُشكِلَةٍ رآها يَسُوع في جَماعَةِ سَارْدِس؟ (ب) ماذا نتَعَلَّمُ مِن تَحذيرِ يَسُوع؟
٧ إقرإ الرؤيا ٣:١-٣. يجِبُ أن نبقى مُستَيقِظينَ ومُنتَبِهين. كانَت مُشكِلَةُ جَماعَةِ سَارْدِس مُختَلِفَة. فهُم كانوا نَشيطينَ روحِيًّا في السَّابِق، لكنَّهُم بدَأوا يتَراخَونَ في خِدمَةِ يَهْوَه. لِذلِك حذَّرَهُم يَسُوع وطلَبَ مِنهُم أن ‹يَستَيقِظوا›. فماذا نتَعَلَّمُ مِن هذا التَّحذير؟ طَبعًا، لن ينسى يَهْوَه عَمَلَنا. (عب ٦:١٠) ولكنْ لا يجِبُ أن نتَّكِلَ فَقَط على ما أنجَزناهُ في خِدمَتِهِ مِن قَبل. صَحيحٌ أنَّ ظُروفَنا الآنَ قد تمنَعُنا أن نخدُمَ يَهْوَه كالسَّابِق، ولكنْ علَينا أن نظَلَّ «مَشغولينَ جِدًّا بِعَمَلِ الرَّبّ». (١ كو ١٥:٥٨) فهذا يُساعِدُنا أن نبقى مُستَيقِظينَ ومُنتَبِهينَ حتَّى تأتيَ النِّهايَة. — مت ٢٤:١٣؛ مر ١٣:٣٣.
٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا قالَهُ يَسُوع لِلإخوَةِ في لَاوُدْكِيَّة؟ (رؤيا ٣:١٥-١٧)
٨ إقرإ الرؤيا ٣:١٥-١٧. يجِبُ أن نكونَ غَيورينَ ونعبُدَ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِنا. لاحَظَ يَسُوع في جَماعَةِ لَاوُدْكِيَّة مُشكِلَةً مُختَلِفَة. فهُم كانوا ‹فاتِرينَ› في عِبادَتِهِم. وبِسَبَبِ ذلِك، قالَ لهُم يَسُوع إنَّهُم ‹تَعيسونَ ومُثيرونَ لِلشَّفَقَة›. فكانَ علَيهِم أن يُشعِلوا مِن جَديدٍ غيرَتَهُم لِيَهْوَه وعِبادَتِه. (رؤ ٣:١٩) فما الدَّرسُ لنا؟ إذا خفَّت غيرَتُنا، فعلَينا أن نزيدَ تَقديرَنا لِلغِنى الرُّوحِيِّ الَّذي نتَمَتَّعُ به. (رؤ ٣:١٨) ويَجِبُ أن ننتَبِهَ كَي لا نسعى وَراءَ حَياةٍ مُريحَة، فنلتَهِيَ عن عِبادَةِ يَهْوَه ونضَعَها في المَرتَبَةِ الثَّانِيَة.
٩ حَسَبَ رِسالَتَي يَسُوع إلى المَسيحِيِّينَ في بَرْغَامُس وثِيَاتِيرَا، ماذا يجِبُ أن نتَجَنَّب؟
٩ يجِبُ أن نرفُضَ تَعاليمَ المُرتَدِّين. وبَّخَ يَسُوع بَعضَ الإخوَةِ في بَرْغَامُس لِأنَّهُم كانوا يتبَعونَ بِدَعَ البَشَرِ ويُقَسِّمونَ الجَماعَة. (رؤ ٢:١٤-١٦) مِن جِهَةٍ ثانِيَة، مدَحَ يَسُوع الإخوَةَ في ثِيَاتِيرَا لِأنَّهُم تجَنَّبوا كُلِّيًّا «أعماقَ الشَّيْطَان»، وطلَبَ مِنهُم أن يبقَوا ‹مُتَمَسِّكينَ› بِالحَقّ. (رؤ ٢:٢٤-٢٦) أمَّا المَسيحِيُّونَ الضُّعَفاءُ في هاتَينِ الجَماعَتَينِ الَّذينَ تأثَّروا بِالتَّعاليمِ الخاطِئَة، فكانَ علَيهِم أن يتوبوا. وماذا عنَّا اليَوم؟ يجِبُ أن نرفُضَ أيَّ تَعليمٍ يتَعارَضُ مع تَفكيرِ يَهْوَه. وعلَينا أن ننتَبِهَ لِأنَّ المُرتَدِّينَ «لهُم شَكلُ التَّعَبُّدِ لِلّٰهِ ولكنَّهُم مُنكِرونَ قُوَّتَه». (٢ تي ٣:٥) وسيكونُ أسهَلَ علَينا أن نُمَيِّزَ التَّعاليمَ الخاطِئَة ونرفُضَها إذا درَسنا بِاجتِهادٍ كَلِمَةَ اللّٰه. — ٢ تي ٣:١٤-١٧؛ يه ٣، ٤.
١٠ أيُّ دَرسٍ آخَرَ نتَعَلَّمُهُ مِمَّا قالَهُ يَسُوع لِجَماعَتَي بَرْغَامُس وثِيَاتِيرَا؟
١٠ لا يجِبُ أن نرتَكِبَ العَهارَةَ أو نتَقَبَّلَها أو نغُضَّ النَّظَرَ عنها. كانَ هُناك أيضًا مُشكِلَةٌ أُخرى في بَرْغَامُس وثِيَاتِيرَا. فيَسُوع وبَّخَ بَعضَ الإخوَةِ هُناك لِأنَّهُم لم يرفُضوا العَهارَة. (رؤ ٢:١٤، ٢٠) فما الدَّرسُ لنا؟ حتَّى لَو كُنَّا نخدُمُ يَهْوَه مِن سِنينَ ولَدَينا مَسؤُولِيَّاتٌ كَثيرَة في الجَماعَة، فلا يجِبُ أن نتَوَقَّعَ أنَّ يَهْوَه سيَغُضُّ النَّظَرَ عن أيِّ نَوعٍ مِنَ العَهارَةِ نقومُ به. (١ صم ١٥:٢٢؛ ١ بط ٢:١٦) فهو يطلُبُ مِنَّا أن نُحافِظَ على مَقاييسِهِ العالِيَة، مَهما انحَطَّت مَقاييسُ العالَم. — أف ٦:١١-١٣.
١١ ماذا تعَلَّمنا حتَّى الآن؟ (أُنظُر أيضًا الإطار «دُروسٌ لنا اليَوم».)
١١ ماذا تعَلَّمنا حتَّى الآن؟ مُهِمٌّ جِدًّا أن نتَأكَّدَ أنَّ عِبادَتَنا مَقبولَةٌ في نَظَرِ يَهْوَه. وإذا كُنَّا نفعَلُ شَيئًا يجعَلُ عِبادَتَنا غَيرَ مَقبولَة، فعلَينا أن نقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة فَورًا. (رؤ ٢:٥، ١٦؛ ٣:٣، ١٦) ولكنْ هُناك شَيءٌ آخَرُ شدَّدَ علَيهِ يَسُوع في رَسائِلِهِ إلى الجَماعات. فما هو؟
كُنْ مُستَعِدًّا لِلاضطِهاد
١٢ ماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا قالَهُ يَسُوع لِجَماعَتَي سِمِيرْنَا وفِيلَادِلْفِيَا؟ (رؤيا ٢:١٠)
١٢ لِنتَكَلَّمِ الآنَ عن رِسالَتَي يَسُوع إلى جَماعَتَي سِمِيرْنَا وفِيلَادِلْفِيَا. فهو ذكَّرَ المَسيحِيِّينَ هُناك أن لا يخافوا مِنَ الاضطِهادِ لِأنَّ يَهْوَه سيُبارِكُهُم إذا بقوا أُمَناء. (إقرإ الرؤيا ٢:١٠؛ ٣:١٠) وما الدَّرسُ لنا اليَوم؟ يجِبُ أن نتَوَقَّعَ الاضطِهادَ ونكونَ مُستَعِدِّينَ له. (مت ٢٤:٩، ١٣؛ ٢ كو ١٢:١٠) وفي الفَقَراتِ التَّالِيَة، سنرى لِماذا هذا التَّذكيرُ مُهِمّ.
١٣-١٤ كَيفَ تُؤَثِّرُ الأحداثُ المَذكورَة في الرُّؤْيَا ١٢ على شَعبِ اللّٰه؟
١٣ يُخبِرُنا سِفرُ الرُّؤْيَا أنَّ شَعبَ اللّٰهِ سيُضطَهَدونَ في «يَومِ الرَّبّ»، أي في الوَقتِ الَّذي نعيشُ فيهِ الآن. ففي الفَصل ١٢، يتَكَلَّمُ عن حَربٍ حصَلَت في السَّماءِ فَورًا بَعدَ وِلادَةِ مَملَكَةِ اللّٰه. فمِيخَائِيل، أي يَسُوع المَسِيح المُمَجَّد، وجُيوشُهُ حارَبوا الشَّيْطَان وأبالِسَتَه. (رؤ ١٢:٧، ٨) وأعداءُ اللّٰهِ هؤُلاء خسِروا الحَربَ وأُلقوا إلى الأرض. ومُنذُ ذلِكَ الوَقت، يُسَبِّبونَ عَذابًا لا يوصَفُ لِلأرضِ والسَّاكِنينَ فيها. (رؤ ١٢:٩، ١٢) ولكنْ كَيفَ تُؤَثِّرُ هذِهِ الأحداثُ على شَعبِ اللّٰه؟
١٤ يُكمِلُ سِفرُ الرُّؤْيَا ويُخبِرُنا عن رَدَّةِ فِعلِ الشَّيْطَان. فبَعدَما مُنِعَ مِن دُخولِ السَّماء، سكَبَ غَضَبَهُ على باقي المُختارينَ الَّذينَ يُمَثِّلونَ مَملَكَةَ اللّٰهِ على الأرضِ و «لَدَيهِم عَمَلُ الشَّهادَةِ عن يَسُوع». (رؤ ١٢:١٧؛ ٢ كو ٥:٢٠؛ أف ٦:١٩، ٢٠) فكَيفَ تمَّت هذِهِ النُّبُوَّة؟
١٥ مَن يُمَثِّلُونَ ‹الشَّاهِدَينِ› المَذكورَينِ في الرُّؤْيَا ١١، وماذا حصَلَ لهُم؟
١٥ حرَّضَ الشَّيْطان أعداءَ اللّٰهِ لِيُهاجِموا المُختارينَ الَّذينَ كانوا يأخُذونَ القِيادَةَ في عَمَلِ التَّبشير. وهؤُلاءِ الإخوَةُ يُمَثِّلونَ ‹الشَّاهِدَينِ› اللَّذَينِ يُقتَلانِ المَذكورَينِ في سِفرِ الرُّؤْيَا.b (رؤ ١١:٣، ٧-١١) فسَنَةَ ١٩١٨، أُدينَ ثَمانِيَةٌ مِنَ الإخوَةِ المَسؤولينَ بِتُهَمٍ باطِلَة، وحُكِمَ على كُلِّ واحِدٍ مِنهُم بِالسَّجنِ سَنَواتٍ كَثيرَة. فبدا مِن وُجهَةِ نَظَرِ البَشَرِ أنَّ هؤُلاءِ المُختارينَ ‹قُتِلوا›، أي أنَّ عَمَلَ التَّبشيرِ والتَّعليمِ توَقَّفَ كُلِّيًّا.
١٦ أيُّ حَدَثٍ غَيرِ مُتَوَقَّعٍ حصَلَ سَنَةَ ١٩١٩، ولكنْ ماذا يستَمِرُّ الشَّيْطَان في فِعلِه؟
١٦ ولكنْ تذكُرُ النُّبُوَّةُ في الرُّؤْيَا ١١ أنَّ هذَينِ ‹الشَّاهِدَينِ› سيَعودانِ إلى الحَياةِ بَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة. فكَيفَ تمَّت هذِهِ النُّبُوَّة؟ حصَلَ شَيءٌ غَيرُ مُتَوَقَّعٍ في السَّنَةِ التَّالِيَة مِن سَجنِ الإخوَةِ المَسؤولين. ففي آذَار (مَارِس) ١٩١٩، أُطلِقَ سَراحُ هؤُلاءِ الإخوَةِ مِنَ السِّجن، وأُسقِطَت عنهُم كُلُّ التُّهَم. فعادوا فَورًا إلى عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم. لكنَّ ذلِك لم يوقِفْ هَجَماتِ الشَّيْطَان على شَعبِ اللّٰه. فمِن ذلِكَ الوَقت، يستَمِرُّ الشَّيْطَان في إخراجِ «نَهرٍ» مِنَ المُقاوَمَةِ ضِدَّ كُلِّ شَعبِ اللّٰه. (رؤ ١٢:١٥) لِذلِك، كُلُّ واحِدٍ مِنَّا ‹يَحتاجُ إلى الاحتِمالِ والإيمانِ› كَي يبقى ثابِتًا. — رؤ ١٣:١٠.
إشتَرِكْ كامِلًا في العَمَلِ الَّذي أعطاهُ لنا يَهْوَه
١٧ أيُّ مُساعَدَةٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَة ينالُها شَعبُ اللّٰه، مع أنَّهُم هَدَفٌ لِلشَّيْطَان؟
١٧ يُخبِرُنا الرُّؤْيَا ١٢ أنَّ شَعبَ اللّٰهِ سيَنالونَ مُساعَدَةً مِن مَصدَرٍ غَيرِ مُتَوَقَّع. فهو يقولُ إنَّ ‹الأرضَ ستبلَعُ نَهرَ› الاضطِهاد. (رؤ ١٢:١٦) وهذا ما يحصُلُ بِالضَّبط. فأحيانًا، ينالُ شَعبُ اللّٰهِ المُساعَدَةَ مِنَ الأنظِمَةِ الأكثَرِ اتِّزانًا وتَعَقُّلًا في عالَمِ الشَّيْطَان، مِثلَ بَعضِ الأنظِمَةِ القَضائِيَّة. فمَرَّةً بَعدَ مَرَّة، يُحَقِّقُ خُدَّامُ يَهْوَه انتِصاراتٍ في المَحاكِم. وهذا يُعطيهِم بَعضَ الحُرِّيَّة. فكَيفَ يستَعمِلونَها؟ إنَّهُم يستَغِلُّونَ كُلَّ فُرصَةٍ لِيُنجِزوا العَمَلَ الَّذي أعطاهُ لهُمُ اللّٰه. (١ كو ١٦:٩) وماذا يشمُلُ هذا العَمَل؟
١٨ ما هو عَمَلُنا الرَّئيسِيُّ في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة؟
١٨ أنبَأ يَسُوع أنَّ شَعبَهُ سيُبَشِّرونَ «بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ» في كُلِّ الأرضِ قَبلَ أن تَأتِيَ النِّهايَة. (مت ٢٤:١٤) وفيما يقومونَ بِهذا العَمَل، يُساعِدُهُم مَلاكٌ أو فَريقٌ مِنَ المَلائِكَة. فسِفرُ الرُّؤْيَا يتَحَدَّثُ عن مَلاكٍ «معهُ أخبارٌ حُلْوَة أبَدِيَّة لِيُبَشِّرَ السَّاكِنينَ على الأرض، كُلَّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ ولُغَةٍ وشَعب». — رؤ ١٤:٦.
١٩ أيُّ رِسالَةٍ أُخرى يجِبُ أن يُعلِنَها الَّذينَ يُحِبُّونَ اللّٰه؟
١٩ إنَّ الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ لَيسَتِ الرِّسالَةَ الوَحيدَة الَّتي يجِبُ أن يُعلِنَها شَعبُ اللّٰه. ففي الرُّؤْيَا ٨ إلى ١٠، نقرَأُ عن مَلائِكَةٍ يُعلِنونَ سِلسِلَةً مِنَ الوَيلاتِ على الَّذينَ يرفُضونَ مَملَكَةَ اللّٰه. وشَعبُ يَهْوَه يجِبُ أن يُشارِكوا مع هؤُلاءِ المَلائِكَةِ في العَمَلِ الَّذي يقومونَ به. وبِالفِعل، يُعلِنُ شُهودُ يَهْوَه رِسالَةً قَوِيَّة تُشبِهُ ‹البَرَدَ والنَّارَ› تتَحَدَّثُ عن أحكامِ اللّٰهِ على مُختَلِفِ الأنظِمَةِ في عالَمِ الشَّيْطَان الشِّرِّير. (رؤ ٨:٧، ١٣) ومُهِمٌّ جِدًّا أن يعرِفَ النَّاسُ أنَّ النِّهايَةَ قَريبَةٌ لِيَقوموا بِتَغييراتٍ جَذرِيَّة في حَياتِهِم ويَنجوا مِن يَومِ غَضَبِ يَهْوَه. (صف ٢:٢، ٣) لكنَّ أكثَرِيَّةَ النَّاسِ لا يُحِبُّونَ هذِهِ الرِّسالَة. لِذلِك، نَحنُ بِحاجَةٍ إلى الشَّجاعَةِ كَي نُعلِنَها. وخِلالَ الضِّيقِ العَظيم، ستكونُ الرِّسالَةُ النِّهائِيَّة عن أحكامِ اللّٰهِ أقوى وستُغضِبُ النَّاسَ أكثَر. — رؤ ١٦:٢١.
أطِعْ كَلِماتِ النُّبُوَّة
٢٠ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَتَينِ التَّالِيَتَين؟
٢٠ كما رأينا، نَحنُ مَشمولونَ في إتمامِ نُبُوَّاتِ الرُّؤْيَا. لِذلِك مُهِمٌّ جِدًّا أن نُطيعَ «كَلِماتِ هذِهِ النُّبُوَّة». (رؤ ١:٣) ولكنْ ماذا يُساعِدُنا أن نبقى أُمَناءَ خِلالَ الاضطِهاد، وأن نستَمِرَّ بِشَجاعَةٍ في إعلانِ الأخبارِ الحُلْوَة والرِّسالَةِ عن أحكامِ اللّٰه؟ هُناك أمرانِ يُقَوِّيانِنا. أوَّلًا، ما يقولُهُ سِفرُ الرُّؤْيَا عن أعداءِ اللّٰه. وثانِيًا، البَرَكاتُ الَّتي سننالُها في المُستَقبَلِ إذا بقينا أُمَناء. وهذا ما سنُناقِشُهُ في المَقالَتَينِ التَّالِيَتَين.
التَّرنيمَة ٣٢ إصطَفُّوا مع يَهْوَه!
a نَحنُ نعيشُ في وَقتٍ مُمَيَّزٍ مِنَ التَّاريخ. فالنُّبُوَّاتُ المَوجودَة في سِفرِ الرُّؤْيَا تتِمُّ في أيَّامِنا. ولكنْ كَيفَ تُؤَثِّرُ هذِهِ النُّبُوَّاتُ علَينا؟ سنأخُذُ فِكرَةً عن سِفرِ الرُّؤْيَا في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالَتَينِ التَّالِيَتَين. وسَتُساعِدُنا هذِهِ المَقالاتُ الثَّلاث أن نُطَبِّقَ ما هو مَكتوبٌ في هذا السِّفر. وهكَذا، نستَمِرُّ في عِبادَةِ يَهْوَه بِطَريقَةٍ تُرضيه.
b أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ تِشْرِينَ الثَّاني (نُوفَمْبِر) ٢٠١٤، الصَّفحَة ٣٠.