مقالة الدرس ٤٣
اُعْبُدْ يَهْوَهَ وَحْدَهُ
«يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَعْبُدُ، وَلَهُ وَحْدَهُ تُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً». — مت ٤:١٠.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥١ لَكَ ٱنْتَذَرْتُ يَا يَهْوَهُ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ لِمَاذَا يَسْتَحِقُّ يَهْوَهُ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ؟
وَحْدَهُ يَهْوَهُ يَسْتَحِقُّ عِبَادَتَنَا لِأَنَّهُ خَلَقَنَا وَأَعْطَانَا ٱلْحَيَاةَ. (رؤ ٤:١١) لٰكِنْ حَتَّى لَوْ كُنَّا نُحِبُّهُ وَنَحْتَرِمُهُ، قَدْ تَشْغَلُنَا بَعْضُ ٱلْأُمُورِ عَنْ عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ. كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ ذٰلِكَ؟ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا مَاذَا تَتَطَلَّبُ عِبَادَةُ يَهْوَهَ وَحْدَهُ.
٢ اِنْسِجَامًا مَعْ مَتَّى ٤:١٠، مَاذَا تَتَطَلَّبُ عِبَادَةُ يَهْوَهَ وَحْدَهُ؟
٢ حَسَبَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تَتَطَلَّبُ عِبَادَةُ يَهْوَهَ وَحْدَهُ أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. فَلَا يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ أَيَّ شَخْصٍ أَوْ شَيْءٍ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ. — اقرأ متى ٤:١٠.
٣ لِمَ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ لَيْسَتْ عَمْيَاءَ؟
٣ وَنَحْنُ لَا نَعْبُدُ يَهْوَهَ لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ مَحَبَّةً عَمْيَاءَ. فَقَدْ تَعَلَّمْنَا حَقَائِقَ كَثِيرَةً عَنْهُ. مَثَلًا، تَعَرَّفْنَا إِلَى صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ وَأَحْبَبْنَاهَا. عَرَفْنَا مَاذَا يُحِبُّ وَمَاذَا يَكْرَهُ وَتَبَنَّيْنَا رَأْيَهُ. كَمَا أَنَّنَا فَهِمْنَا مَا هِيَ مَشِيئَتُهُ لِلْبَشَرِ، وَقَرَّرْنَا أَنْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعْهَا. وَنَحْنُ فَخُورُونَ لِأَنَّهُ يَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَهُ. (مز ٢٥:١٤) وَكُلُّ تَفْصِيلٍ نَتَعَلَّمُهُ عَنْهُ يُقَرِّبُنَا مِنْهُ أَكْثَرَ. — يع ٤:٨.
٤ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْنَا كَيْ لَا نَعْبُدَ يَهْوَهَ وَحْدَهُ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ يُسَيْطِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلْعَالَمِ. وَهُوَ يَسْتَعْمِلُهُ كَيْ يُغْرِيَنَا بِأَنْ نُشْبِعَ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةَ وَنَسْتَسْلِمَ لِضَعَفَاتِنَا. (اف ٢:١-٣؛ ١ يو ٥:١٩) وَٱلْهَدَفُ هُوَ أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ مُنْقَسِمٍ، فَلَا نَعُودُ نَعْبُدُهُ وَحْدَهُ. لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ طَرِيقَتَيْنِ يَسْتَعْمِلُهُمَا ٱلشَّيْطَانُ: أَوَّلًا، يُغْرِينَا كَيْ نَسْعَى وَرَاءَ تَجْمِيعِ ٱلْمَالِ؛ وَثَانِيًا، يُؤَثِّرُ عَلَيْنَا كَيْ نَخْتَارَ تَسْلِيَةً سَيِّئَةً.
اِنْتَبِهْ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ
٥ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ؟
٥ جَمِيعُنَا نَرْغَبُ أَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ لِلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلسَّكَنِ. لٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ لِئَلَّا نُنَمِّيَ مَحَبَّةً لِلْمَالِ. فَكَثِيرُونَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ هُمْ ‹مُحِبُّونَ لِلْمَالِ› وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ. (٢ تي ٣:٢) وَيَسُوعُ عَرَفَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ قَدْ يَقَعُونَ فِي هٰذَا ٱلْفَخِّ. لِذَا حَذَّرَنَا: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَٱلْمَالِ». (مت ٦:٢٤) فَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَعْبُدُ يَهْوَهَ وَيَصْرِفَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ فِي جَمْعِ ٱلْمَالِ هُوَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ يَعْبُدُ رَبَّيْنِ. وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ لَا يَعْبُدُ يَهْوَهَ وَحْدَهُ.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ يَسُوعُ لِجَمَاعَةِ لَاوُدِكِيَّةَ؟
٦ نَحْوَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱفْتَخَرَ إِخْوَةٌ فِي جَمَاعَةِ لَاوُدِكِيَّةَ قَائِلِينَ: ‹نَحْنُ أَغْنِيَاءُ وَقَدْ جَمَعْنَا ثَرْوَةً وَلَا نَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا›. لٰكِنْ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ، كَانُوا ‹تُعَسَاءَ وَمُثِيرِينَ لِلشَّفَقَةِ وَفُقَرَاءَ وَعُمْيَانًا وَعُرْيَانِينَ›. وَيَسُوعُ لَمْ يُوَبِّخْهُمْ لِأَنَّهُمْ أَغْنِيَاءُ، بَلْ لِأَنَّ مَحَبَّتَهُمْ لِلْمَالِ كَانَتْ تُؤْذِي عَلَاقَتَهُمْ بِيَهْوَهَ. (رؤ ٣:١٤-١٧، عج) وَٱلْيَوْمَ، إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ تَنْمُو فِي قَلْبِنَا، فَلْنُصَحِّحْ مَوْقِفَنَا بِسُرْعَةٍ. (١ تي ٦:٧، ٨) وَإِلَّا فَسَيَصِيرُ قَلْبُنَا مُنْقَسِمًا وَلَا يَعُودُ يَهْوَهُ رَاضِيًا عَنْ عِبَادَتِنَا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَعْبُدَهُ ‹بِكُلِّ قَلْبِنَا›. (مر ١٢:٣٠) لٰكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَنْمُوَ مَحَبَّةُ ٱلْمَالِ فِي دَاخِلِنَا؟
٧-٩ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ دَايْفِد؟
٧ إِلَيْكَ مِثَالَ شَيْخٍ نَشِيطٍ ٱسْمُهُ دَايْفِد يَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. فَهُوَ كَانَ مُوَظَّفًا مُتَفَانِيًا فِي عَمَلِهِ. حَتَّى إِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَرْقِيَةٍ وَٱعْتُبِرَ مِنْ أَفْضَلِ ٱلْعَامِلِينَ فِي ٱلْبَلَدِ فِي مَجَالِ عَمَلِهِ. يُخْبِرُ: «ظَنَنْتُ آنَذَاكَ أَنَّ نَجَاحِي بَرَكَةٌ مِنْ يَهْوَهَ». لٰكِنْ هَلْ كَانَ تَفْكِيرُهُ صَحِيحًا؟
٨ بَدَأَ دَايْفِد يُلَاحِظُ أَنَّ عَمَلَهُ يُؤَثِّرُ سَلْبِيًّا عَلَى عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ. يَقُولُ: «حَتَّى فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْخِدْمَةِ، كُنْتُ أَجِدُ نَفْسِي شَارِدًا فِي مَشَاكِلِ ٱلْعَمَلِ. وَمَعْ أَنِّي كَسَبْتُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَالِ، شَعَرْتُ بِضَغْطٍ شَدِيدٍ. وَبَدَأْتُ أَيْضًا أُوَاجِهُ مَشَاكِلَ فِي زَوَاجِي».
٩ أَدْرَكَ دَايْفِد أَنَّ عَلَيْهِ إِعَادَةَ تَرْتِيبِ أَوْلَوِيَّاتِهِ. يَذْكُرُ: «صَمَّمْتُ أَنْ أُصَحِّحَ ٱلْوَضْعَ». لِذَا طَلَبَ مِنْ مُدِيرِهِ أَنْ يُعَدِّلَ بَرْنَامَجَ عَمَلِهِ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ خَسِرَ وَظِيفَتَهُ. فَمَاذَا فَعَلَ؟ يُخْبِرُ: «فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، قَدَّمْتُ طَلَبًا لِأَخْدُمَ فَاتِحًا إِضَافِيًّا مُسْتَمِرًّا». ثُمَّ بَدَأَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ يَعْمَلَانِ فِي ٱلتَّنْظِيفَاتِ كَيْ يُؤَمِّنَا حَاجَاتِهِمَا. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، صَارَ فَاتِحًا عَادِيًّا. وَلَاحِقًا، أَصْبَحَتْ زَوْجَتُهُ أَيْضًا فَاتِحَةً. فَقَدِ ٱخْتَارَ هٰذَانِ ٱلزَّوْجَانِ أَنْ يَقُومَا بِعَمَلٍ مُتَوَاضِعٍ. فَنَوْعُ ٱلْعَمَلِ لَيْسَ ٱلْأَهَمَّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمَا. وَمَعْ أَنَّ مَدْخُولَهُمَا ٱلْآنَ هُوَ ١٠٪ فَقَطْ مِمَّا كَانَ سَابِقًا، لَدَيْهِمَا كُلَّ شَهْرٍ مَا يَكْفِي لِتَغْطِيَةِ مَصَارِيفِهِمَا. فَهُمَا يُرِيدَانِ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمَا. وَقَدْ لَمَسَا كَمْ يَهْتَمُّ بِٱلَّذِينَ يَضَعُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. — مت ٦:٣١-٣٣.
١٠ كَيْفَ نَحْمِي قَلْبَنَا؟
١٠ إِنْ كُنْتَ غَنِيًّا أَوْ لَا، يَلْزَمُ أَنْ تَحْمِيَ قَلْبَكَ. كَيْفَ؟ لَا تَسْمَحْ لِمَحَبَّةِ ٱلْمَالِ أَنْ تَنْمُوَ فِيهِ، وَلَا لِعَمَلِكَ أَنْ يَصِيرَ أَهَمَّ مِنْ خِدْمَتِكَ لِيَهْوَهَ. لٰكِنْ كَيْفَ تَعْرِفُ إِنْ كَانَتْ مَحَبَّةُ ٱلْمَالِ تَنْمُو فِي قَلْبِكَ؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُفَكِّرُ فِي عَمَلِي وَأَنَا فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ أَوِ ٱلْخِدْمَةِ؟ هَلْ أَقْلَقُ دَائِمًا كَيْفَ سَأُؤَمِّنُ حَاجَاتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ هَلْ أُوَاجِهُ مَشَاكِلَ فِي زَوَاجِي بِسَبَبِ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ؟ هَلْ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَقُومَ بِعَمَلٍ مُتَوَاضِعٍ كَيْ أَخْدُمَ يَهْوَهَ أَكْثَرَ؟›. (١ تي ٦:٩-١٢) حِينَ تُفَكِّرُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا وَيَعِدُ كُلَّ مَنْ يَعْبُدُهُ: «لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ». وَهٰذَا مَا دَفَعَ بُولُسَ أَنْ يَكْتُبَ: «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ». — عب ١٣:٥، ٦.
اِنْتَبِهْ لِتَسْلِيَتِكَ
١١ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤْذِيَنَا ٱلتَّسْلِيَةُ؟
١١ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَفْرَحَ فِي حَيَاتِنَا، وَٱلتَّسْلِيَةُ تُفْرِحُنَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيُرِيَ نَفْسَهُ ٱلْخَيْرَ مِنْ كَدِّهِ». (جا ٢:٢٤) لٰكِنَّ أَنْوَاعًا كَثِيرَةً مِنَ ٱلتَّسْلِيَةِ تُؤَثِّرُ عَلَيْنَا سَلْبِيًّا. فَهِيَ تُفْسِدُ أَخْلَاقَ ٱلنَّاسِ لِأَنَّهَا تُشَجِّعُهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا، أَوْ حَتَّى يُحِبُّوا، أُمُورًا يَكْرَهُهَا ٱللّٰهُ.
١٢ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٠:٢١، ٢٢، لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ لِتَسْلِيَتِنَا؟
١٢ نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ وَحْدَهُ. لِذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْ «مَائِدَةِ يَهْوَهَ» وَ «مَائِدَةِ شَيَاطِينَ». (اقرأ ١ كورنثوس ١٠:٢١، ٢٢.) فَتَنَاوُلُ ٱلطَّعَامِ مَعْ أَحَدٍ هُوَ فِي ٱلْغَالِبِ دَلِيلٌ عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ. وَإِذَا ٱخْتَرْنَا تَسْلِيَةً تُبْرِزُ ٱلْعُنْفَ، ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ، ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ، أَوْ غَيْرَهَا مِنَ ٱلرَّغَبَاتِ وَٱلْمَوَاقِفِ ٱلْخَاطِئَةِ، فَنَحْنُ فِي ٱلْوَاقِعِ نَأْكُلُ وَجْبَةً حَضَّرَهَا أَعْدَاءُ ٱللّٰهِ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ لَا نُؤْذِي أَنْفُسَنَا فَقَطْ، بَلْ نُدَمِّرُ أَيْضًا صَدَاقَتَنَا مَعْ يَهْوَهَ.
١٣-١٤ (أ) لِمَ نُشَبِّهُ ٱلتَّسْلِيَةَ بِٱلطَّعَامِ؟ (ب) حَسَبَ يَعْقُوب ١:١٤، ١٥، كَيْفَ تُؤْذِينَا ٱلتَّسْلِيَةُ ٱلسَّيِّئَةُ؟
١٣ فَكِّرْ فِي بَعْضِ أَوْجُهِ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلتَّسْلِيَةِ وَٱلطَّعَامِ. فَنَحْنُ نَقْدِرُ أَنْ نَخْتَارَ مَا سَنَأْكُلُ. لٰكِنْ بَعْدَ أَنْ نَأْكُلَهُ، لَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَحَكَّمَ بِتَأْثِيرِهِ عَلَى جِسْمِنَا. فَجِسْمُنَا يَهْضِمُ ٱلطَّعَامَ تِلْقَائِيًّا وَتَصِيرُ ٱلْمَوَادُّ ٱلْمَوْجُودَةُ فِيهِ جُزْءًا مِنَّا. وَإِذَا كَانَ طَعَامُنَا مُغَذِّيًا فَهُوَ يُحَسِّنُ صِحَّتَنَا، أَمَّا إِذَا كَانَ غَيْرَ مُغَذٍّ فَيُؤْذِيهَا. وَمَعْ أَنَّ ٱلنَّتَائِجَ قَدْ لَا تَظْهَرُ فَوْرًا، فَهِيَ تَظْهَرُ مَعِ ٱلْوَقْتِ.
١٤ بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، نَحْنُ نَقْدِرُ أَنْ نَخْتَارَ تَسْلِيَتَنَا وَنَتَحَكَّمَ بِمَا يَدْخُلُ إِلَى عَقْلِنَا. لٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ، سَتُؤَثِّرُ هٰذِهِ ٱلتَّسْلِيَةُ تِلْقَائِيًّا عَلَى عَقْلِنَا وَقَلْبِنَا. فَٱلتَّسْلِيَةُ ٱلْجَيِّدَةُ تُجَدِّدُ طَاقَتَنَا، أَمَّا ٱلسَّيِّئَةُ فَتُؤْذِينَا. (اقرأ يعقوب ١:١٤، ١٥.) وَمَعْ أَنَّ تَأْثِيرَ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلسَّيِّئَةِ قَدْ لَا يَظْهَرُ فَوْرًا، فَهُوَ يَظْهَرُ مَعِ ٱلْوَقْتِ. يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَا تَضِلُّوا: اَللّٰهُ لَا يُسْخَرُ مِنْهُ. فَإِنَّ مَا يَزْرَعُهُ ٱلْإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. لِأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ يَحْصُدُ فَسَادًا مِنْ جَسَدِهِ». (غل ٦:٧، ٨) لِذَا مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ نَرْفُضَ كُلَّ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي تُبْرِزُ أُمُورًا يَكْرَهُهَا يَهْوَهُ. — مز ٩٧:١٠.
١٥ أَيَّةُ هَدِيَّةٍ رَائِعَةٍ قَدَّمَهَا لَنَا يَهْوَهُ؟
١٥ يَسْتَمْتِعُ شُهُودٌ كَثِيرُونَ بِمُشَاهَدَةِ مَحَطَّتِنَا JW عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا مَارِيلِين: «تُسَاعِدُنِي مَحَطَّةُ JW أَنْ أَكُونَ إِيجَابِيَّةً. وَلَا حَاجَةَ أَنْ أَخَافَ مِنْ مَضْمُونِ أَيِّ بَرْنَامَجٍ، فَهِيَ كُلُّهَا مُفِيدَةٌ. وَعِنْدَمَا أَشْعُرُ أَنِّي وَحِيدَةٌ أَوْ حَزِينَةٌ، أَحْضُرُ خِطَابًا مُشَجِّعًا أَوْ عِبَادَةً صَبَاحِيَّةً. فَأُحِسُّ أَنِّي أَقْرَبُ إِلَى يَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ. حَقًّا، مَحَطَّةُ JW غَيَّرَتْ حَيَاتِي». هَلْ تَسْتَفِيدُ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ؟ وَإِضَافَةً إِلَى ٱلْبَرْنَامَجِ ٱلشَّهْرِيِّ، تَعْرِضُ مَحَطَّةُ JW ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْفِيدْيُوَاتِ وَٱلْمَوَادِّ ٱلسَّمْعِيَّةِ وَٱلْأَغَانِي ٱلْمُشَجِّعَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَمْتِعَ بِهَا سَاعَةَ تُرِيدُ.
١٦ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى وَقْتِ تَسْلِيَتِنَا؟
١٦ وَلَا يَكْفِي أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى نَوْعِ تَسْلِيَتِنَا، بَلْ أَيْضًا إِلَى ٱلْوَقْتِ. وَإِلَّا فَقَدْ نَصْرِفُ وَقْتًا فِي ٱلتَّسْلِيَةِ أَكْثَرَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ. لٰكِنَّ كَثِيرِينَ يَسْتَصْعِبُونَ أَنْ يَضْبُطُوا وَقْتَ تَسْلِيَتِهِمْ. تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا أَبِيغَايْل عُمْرُهَا ١٨ سَنَةً: «بَعْدَ يَوْمٍ طَوِيلٍ، أَشْعُرُ بِٱلرَّاحَةِ عِنْدَمَا أُشَاهِدُ ٱلتِّلِفِزْيُونَ. لٰكِنْ إِذَا لَمْ أَنْتَبِهْ، أُمْضِي سَاعَاتٍ أَمَامَ ٱلشَّاشَةِ». وَيَذْكُرُ أَخٌ شَابٌّ ٱسْمُهُ سَامْوِيل: «اِنْتَبَهْتُ أَنِّي أَحْضُرُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْفِيدْيُوَاتِ ٱلْقَصِيرَةِ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. فَأَنَا أَبْدَأُ بِوَاحِدٍ، لٰكِنْ دُونَ أَنْ أَشْعُرَ تَمُرُّ ثَلَاثُ أَوْ أَرْبَعُ سَاعَاتٍ».
١٧ كَيْفَ نَضْبُطُ وَقْتَ تَسْلِيَتِنَا؟
١٧ وَكَيْفَ تَضْبُطُ وَقْتَ تَسْلِيَتِكَ؟ اَلْخُطْوَةُ ٱلْأُولَى هِيَ أَنْ تَعْرِفَ كَمْ تَصْرِفُ مِنَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ. فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تُسَجِّلَ وَقْتَ تَسْلِيَتِكَ عَلَى مَدَى أُسْبُوعٍ؟ اُكْتُبْ عَلَى رُوزْنَامَةٍ كَمْ سَاعَةً تُمْضِي فِي مُشَاهَدَةِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ، تَصَفُّحِ ٱلْإِنْتِرْنِت، وَٱللَّعِبِ عَلَى ٱلْهَاتِفِ. وَإِذَا وَجَدْتَ أَنَّ هٰذَا ٱلْوَقْتَ طَوِيلٌ، فَحَاوِلْ أَنْ تُنَظِّمَ بَرْنَامَجَكَ. خَصِّصْ أَوَّلًا وَقْتًا لِلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً ثُمَّ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ لِلتَّسْلِيَةِ. وَٱطْلُبْ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ كَيْ تَلْتَزِمَ بِبَرْنَامَجِكَ. وَهٰكَذَا يَكُونُ لَدَيْكَ وَقْتٌ وَطَاقَةٌ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. أَيْضًا، لَنْ يُعَذِّبَكَ ضَمِيرُكَ عَلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تُمْضِيهِ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ.
اِسْتَمِرَّ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَحْدَهُ
١٨-١٩ كَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَعْبُدُ يَهْوَهَ وَحْدَهُ؟
١٨ بَعْدَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ نِهَايَةِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَجِيءِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، قَالَ: «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، بِمَا أَنَّكُمْ تَنْتَظِرُونَ هٰذِهِ، ٱبْذُلُوا كُلَّ جُهْدِكُمْ لِكَيْ يَجِدَكُمُ ٱللّٰهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ بِلَا لَطْخَةٍ وَلَا عَيْبٍ وَفِي سَلَامٍ». (٢ بط ٣:١٤، عج) وَعِنْدَمَا نُطِيعُ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ وَنَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُرْضِيَ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِنَا وَعِبَادَتِنَا، نُظْهِرُ أَنَّنَا نَعْبُدُهُ وَحْدَهُ.
١٩ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ وَعَالَمَهُ سَيَسْتَمِرَّانِ فِي إِغْرَائِنَا كَيْ لَا يَكُونَ يَهْوَهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا. (لو ٤:١٣) لٰكِنْ رَغْمَ كُلِّ ٱلْإِغْرَاءَاتِ، لَنْ نُحِبَّ أَيَّ شَخْصٍ أَوْ شَيْءٍ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ. فَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ عِبَادَتَنَا.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٠ إِلٰهِي، صَدِيقِي، وَأَبِي
a نَحْنُ نَذَرْنَا أَنْفُسَنَا لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ. لٰكِنْ هَلْ نَعْبُدُهُ وَحْدَهُ؟ قَرَارَاتُنَا تَكْشِفُ ٱلْجَوَابَ. لِنَتَحَدَّثْ عَنْ مَجَالَيْنِ يُظْهِرَانِ إِنْ كُنَّا نَعْبُدُ يَهْوَهَ وَحْدَهُ.
b وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: نَحْنُ لَا نَأْكُلُ طَعَامًا مُلَوَّثًا حُضِّرَ فِي مَطْبَخٍ وَسِخٍ. فَلِمَ نَقْبَلُ أَنْ نَتَسَلَّى بِأُمُورٍ مُلَوَّثَةٍ بِٱلْعُنْفِ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ؟