لِنُحَيِّ ٱلْمَسِيحَ، ٱلْمَلِكَ ٱلْمَجِيدَ
«بِبَهَائِكَ ٱنْجَحْ». — مز ٤٥:٤.
١، ٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ يَهُمَّنَا ٱلْمَزْمُور ٤٥؟
مَلِكٌ مَجِيدٌ يَرْكَبُ فَرَسَهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ وَٱلْبِرِّ وَيَمْضِي لِيَقْهَرَ أَعْدَاءَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَيْهِمْ بِشَكْلٍ نِهَائِيٍّ، يَتَزَوَّجُ عَرُوسًا حَسْنَاءَ. وَيُذْكَرُ ٱسْمُهُ وَتَحْمَدُهُ ٱلشُّعُوبُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. هٰذَا هُوَ فَحْوَى ٱلْمَزْمُور ٤٥.
٢ عَلَى أَنَّ هٰذَا ٱلْمَزْمُورَ لَا يَرْوِي مُجَرَّدَ قِصَّةٍ جَمِيلَةٍ ذَاتِ نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ. فَٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِيهِ تَهُمُّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا. فَهِيَ تُؤَثِّرُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. لِذَا، لِنَتَفَحَّصْ بِٱنْتِبَاهٍ شَدِيدٍ هٰذَا ٱلْمَزْمُورَ.
«جَاشَ قَلْبِي بِكَلَامٍ طَيِّبٍ»
٣، ٤ (أ) أَيُّ «كَلَامٍ طَيِّبٍ» يَهُمُّنَا، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ فِي قُلُوبِنَا؟ (ب) كَيْفَ تَتَعَلَّقُ تَرْنِيمَتُنَا ‹بِمَلِكٍ›، وَكَيْفَ يُصْبِحُ لِسَانُنَا مِثْلَ قَلَمٍ؟
٣ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١. إِنَّ ‹ٱلْكَلَامَ ٱلطَّيِّبَ› ٱلَّذِي يَمَسُّ قَلْبَ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ وَيَدْفَعُهُ أَنْ يَجِيشَ بِهِ يَتَعَلَّقُ بِمَلِكٍ. وَٱلْفِعْلُ «جَاشَ» يَعْنِي غَلَى أَوْ بَقْبَقَ. فَهٰذَا ٱلْكَلَامُ جَعَلَ قَلْبَ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ يَغْلِي حَمَاسَةً وَجَعَلَ لِسَانَهُ يُصْبِحُ مِثْلَ «قَلَمِ نَاسِخٍ مَاهِرٍ».
٤ وَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ إِنَّ ٱلْبِشَارَةَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ هِيَ خَبَرٌ طَيِّبٌ يَمَسُّ قَلْبَنَا. وَقَدْ صَارَتْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ‹طَيِّبَةً› بِشَكْلٍ خَاصٍّ سَنَةَ ١٩١٤. فَمُنْذُ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، لَمْ تَعُدِ ٱلرِّسَالَةُ مَنُوطَةً بِمَلَكُوتٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ، بَلْ بِحُكُومَةٍ حَقِيقِيَّةٍ تُمَارِسُ سُلْطَتَهَا ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ. هٰذِهِ هِيَ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ» ٱلَّتِي نُنَادِي بِهَا «فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤) فَهَلْ ‹تَجِيشُ› قُلُوبُنَا بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ وَهَلْ نَكْرِزُ بِهَا بِغَيْرَةٍ؟ فَعَلَى غِرَارِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ، تَرْنِيمَتُنَا تَتَعَلَّقُ ‹بِمَلِكٍ›، مَلِكِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَنَحْنُ نُعْلِنُهُ ٱلْمَلِكَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُتَوَّجَ لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. كَمَا أَنَّنَا نَدْعُو ٱلْجَمِيعَ — اَلْحُكَّامَ وَٱلْمَحْكُومِينَ — أَنْ يَخْضَعُوا لِمُلْكِهِ. (مز ٢:١، ٢، ٤-١٢) وَيُصْبِحُ لِسَانُنَا مِثْلَ «قَلَمِ نَاسِخٍ مَاهِرٍ» حِينَ نُكْثِرُ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ فِي عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ.
نَحْنُ نُعْلِنُ بِفَرَحٍ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ مَلِكِنَا، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ
كَلَامٌ مُسِرٌّ ‹يَنْسَكِبُ عَلَى شَفَتَيِ ٱلْمَلِكِ›
٥ (أ) بِأَيِّ مَعْنًى كَانَ يَسُوعُ ‹جَمِيلًا›؟ (ب) كَيْفَ كَانَ ٱلْكَلَامُ ٱلْمُسِرُّ ‹يَنْسَكِبُ عَلَى شَفَتَيِ› ٱلْمَلِكِ، وَكَيْفَ نَسْعَى إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ؟
٥ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٢. لَا تُزَوِّدُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنْ مَظْهَرِ يَسُوعَ ٱلْخَارِجِيِّ. لٰكِنْ بِمَا أَنَّهُ كَانَ إِنْسَانًا كَامِلًا، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ كَانَ ‹جَمِيلًا›. وَمَا زَادَهُ جَمَالًا هُوَ ٱسْتِقَامَتُهُ وَأَمَانَتُهُ لِيَهْوَهَ. كَمَا أَنَّهُ كَرَزَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ نَاطِقًا بِكَلَامٍ مُسِرٍّ. (لو ٤:٢٢؛ يو ٧:٤٦) فَهَلْ نَسْعَى شَخْصِيًّا إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِهِ فِي عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ وَٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ تَمَسُّ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ؟ — كو ٤:٦.
٦ كَيْفَ بَارَكَ ٱللّٰهُ يَسُوعَ «إِلَى ٱلدَّهْرِ»؟
٦ لَقَدْ بَارَكَ يَهْوَهُ يَسُوعَ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ وَكَافَأَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ٱلْفِدَائِيِّ لِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ تَعَبُّدٍ مُطْلَقٍ لِأَبِيهِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «إِذْ وَجَدَ نَفْسَهُ فِي ٱلْهَيْئَةِ إِنْسَانًا، وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ، ٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ. مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَيْضًا رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ إِلَى مَرْكَزٍ أَعْلَى وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِٱلِٱسْمِ ٱلَّذِي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ آخَرَ، لِكَيْ تَنْحَنِيَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلْأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ جَهْرًا كُلُّ لِسَانٍ بِأَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلْآبِ». (في ٢:٨-١١) نَعَمْ، بَارَكَ يَهْوَهُ يَسُوعَ «إِلَى ٱلدَّهْرِ» بِإِقَامَتِهِ إِلَى حَيَاةٍ خَالِدَةٍ. — رو ٦:٩.
اَلْمَلِكُ يُرَفَّعُ ‹أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِهِ›
٧ بِأَيِّ مَعْنًى مَسَحَ ٱللّٰهُ يَسُوعَ ‹أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِهِ›؟
٧ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٦، ٧. نَتِيجَةَ مَحَبَّةِ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقَةِ لِلْبِرِّ وَبُغْضِهِ لِأَيِّ شَيْءٍ يَجْلُبُ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى أَبِيهِ، عَيَّنَهُ يَهْوَهُ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. وَقَدْ مُسِحَ يَسُوعُ «بِزَيْتِ ٱلِٱبْتِهَاجِ» أَكْثَرَ مِنْ ‹شُرَكَائِهِ›، أَيْ مُلُوكِ يَهُوذَا ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ دَاوُدَ. بِأَيِّ مَعْنًى؟ أَوَّلًا، نَالَ تَعْيِينَهُ مِنْ يَهْوَهَ مُبَاشَرَةً. ثَانِيًا، عُيِّنَ مَلِكًا وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ فِي ٱلْآنِ نَفْسِهِ. (مز ٢:٢؛ عب ٥:٥، ٦) ثَالِثًا، لَمْ يُمْسَحْ بِزَيْتٍ حَرْفِيٍّ، بَلْ بِرُوحٍ قُدُسٍ. وَرَابِعًا، مُلْكُهُ لَيْسَ أَرْضِيًّا بَلْ سَمَاوِيٌّ.
٨ بِأَيِّ مَعْنًى يَكُونُ ‹ٱللّٰهُ عَرْشَ يَسُوعَ›، وَلِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ مُلْكَهُ بَارٌّ؟
٨ نَصَّبَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤. وَبِمَا أَنَّ ‹صَوْلَجَانَ مُلْكِهِ صَوْلَجَانُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ›، فَٱلْبِرُّ وَٱلْعَدْلُ أَمْرَانِ مَضْمُونَانِ فِي حُكْمِهِ. كَمَا أَنَّ سُلْطَتَهُ شَرْعِيَّةٌ لِأَنَّ ‹ٱللّٰهَ عَرْشُهُ›، أَيْ أَسَاسُ مُلْكِهِ. هٰذَا بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّ عَرْشَ يَسُوعَ سَيَبْقَى «إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ». أَفَلَسْتَ فَخُورًا بِأَنَّكَ تَخْدُمُ يَهْوَهَ تَحْتَ رِعَايَةِ مَلِكٍ قَدِيرٍ كَهٰذَا؟
اَلْمَلِكُ ‹يَتَقَلَّدُ سَيْفَهُ›
٩، ١٠ (أ) مَتَى تَقَلَّدَ ٱلْمَسِيحُ سَيْفَهُ، وَكَيْفَ بَدَأَ ٱسْتِخْدَامَهُ؟ (ب) كَيْفَ سَيَسْتَخْدِمُ ٱلْمَسِيحُ سَيْفَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
٩ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٣. يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ مَلِكِهِ أَنْ ‹يَتَقَلَّدَ سَيْفَهُ›. وَبِذٰلِكَ يُفَوِّضُ إِلَيْهِ أَنْ يَشُنَّ حَرْبًا عَلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ وَيُنَفِّذَ فِيهِمِ ٱلدَّيْنُونَةَ. (مز ١١٠:٢) وَلِكَوْنِ ٱلْمَسِيحِ مَلِكًا مُحَارِبًا لَا يُقْهَرُ، يُشَارُ إِلَيْهِ بِـ «ٱلْجَبَّارِ». وَقَدْ تَقَلَّدَ سَيْفَهُ سَنَةَ ١٩١٤ وَٱنْتَصَرَ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ، طَارِحًا إِيَّاهُمْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى مُحِيطِ ٱلْأَرْضِ. — رؤ ١٢:٧-٩.
١٠ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَمْ يَكُنْ سِوَى بِدَايَةِ رُكُوبِ ٱلْمَلِكِ ٱلظَّافِرِ. فَمَا زَالَ عَلَيْهِ أَنْ «يُتِمَّ غَلَبَتَهُ». (رؤ ٦:٢) فَيَجِبُ أَنْ تُنَفَّذَ أَحْكَامُ يَهْوَهَ فِي كُلِّ عَنَاصِرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُبْطَلَ تَأْثِيرُ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. وَسَتَكُونُ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، أَوَّلَ مَنْ سَيَنَالُ نَصِيبَهُ مِنْ تَنْفِيذِ أَحْكَامِ يَهْوَهَ. فَسَيَسْتَخْدِمُ ٱللّٰهُ ٱلْحُكَّامَ ٱلسِّيَاسِيِّينَ كَيْ يُتَمِّمُوا قَصْدَهُ بِأَنْ يُدَمِّرُوا هٰذِهِ «ٱلْعَاهِرَةَ» ٱلشِّرِّيرَةَ. (رؤ ١٧:١٦، ١٧) بَعْدَ ذٰلِكَ، سَيَنْتَقِلُ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُحَارِبُ إِلَى مَحْوِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلسِّيَاسِيِّ عَنِ ٱلْوُجُودِ. ثُمَّ سَيُتِمُّ ٱلْمَسِيحُ، ٱلْمَدْعُوُّ أَيْضًا «مَلَاكَ ٱلْمَهْوَاةِ»، غَلَبَتَهُ بِطَرْحِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ. (رؤ ٩:١، ١١؛ ٢٠:١-٣) فَلْنَرَ كَيْفَ أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُور ٤٥ بِهٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْهَامَّةِ.
اَلْمَلِكُ يَرْكَبُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ»
١١ كَيْفَ يَرْكَبُ ٱلْمَسِيحُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ»؟
١١ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٤. لَا يَشُنُّ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُحَارِبُ حَرْبًا بِهَدَفِ ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى مَنَاطِقَ وَإِخْضَاعِ شُعُوبٍ. بَلْ يَشُنُّ حَرْبًا بَارَّةً ذَاتَ أَهْدَافٍ نَبِيلَةٍ. فَهُوَ يَرْكَبُ «مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْبِرِّ». وَأَعْظَمُ حَقِيقَةٍ يَجِبُ أَنْ يُدَافِعَ عَنْهَا هِيَ قَضِيَّةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيِّ. فَٱلشَّيْطَانُ شَكَّكَ فِي شَرْعِيَّةِ حُكْمِ يَهْوَهَ حِينَ تَمَرَّدَ عَلَيْهِ. مُذَّاكَ، يَرْفُضُ ٱلشَّيَاطِينُ وَٱلْبَشَرُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. لٰكِنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ ٱلْآنَ لِمَلِكِ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنِ أَنْ يَمْضِيَ قُدُمًا لِيُبَرْهِنَ مَرَّةً وَعَلَى ٱلدَّوَامِ أَنَّ لِيَهْوَهَ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْحُكْمِ.
١٢ كَيْفَ يَرْكَبُ ٱلْمَلِكُ ‹مِنْ أَجْلِ ٱلتَّوَاضُعِ›؟
١٢ وَيَرْكَبُ ٱلْمَلِكُ أَيْضًا ‹مِنْ أَجْلِ ٱلتَّوَاضُعِ›. فَبِصِفَتِهِ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدَ، رَسَمَ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْخُضُوعِ بِوَلَاءٍ لِسُلْطَانِ أَبِيهِ. (اش ٥٠:٤، ٥؛ يو ٥:١٩) وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ رَعَايَا ٱلْمَلِكِ ٱلْأَوْلِيَاءِ أَنْ يَتْبَعُوا مِثَالَهُ وَيَخْضَعُوا بِتَوَاضُعٍ لِسُلْطَانِ يَهْوَهَ فِي كُلِّ ٱلْمَجَالَاتِ. فَلَنْ يُسْمَحَ إِلَّا لِأَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ أَنْ يَعِيشُوا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ. — زك ١٤:١٦، ١٧.
١٣ كَيْفَ يَرْكَبُ ٱلْمَسِيحُ ‹مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›؟
١٣ هٰذَا وَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ يَرْكَبُ أَيْضًا ‹مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›. وَٱلْبِرُّ ٱلَّذِي يُحَامِي عَنْهُ ٱلْمَلِكُ هُوَ «بِرُّ ٱللّٰهِ»، أَيْ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ لِمَا هُوَ صَوَابٌ وَمَا هُوَ خَطَأٌ. (رو ٣:٢١؛ تث ٣٢:٤) تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنِ ٱلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، قَائِلًا: «بِٱلْبِرِّ يَمْلِكُ مَلِكٌ». (اش ٣٢:١) فَمُلْكُ يَسُوعَ سَيَجْلُبُ «سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً» حَيْثُ «يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». (٢ بط ٣:١٣) فَسَيَكُونُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ سَاكِنٍ فِي ذَاكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ. — اش ١١:١-٥.
اَلْمَلِكُ يُنْجِزُ «مَخَاوِفَ»
١٤ كَيْفَ سَتُنْجِزُ يَدُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيُمْنَى «مَخَاوِفَ»؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٤ تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ ٱلْمَلِكَ يَتَقَلَّدُ سَيْفًا عَلَى فَخِذِهِ فِيمَا يَمْضِي قُدُمًا. (مز ٤٥:٣) لٰكِنَّ ٱلْوَقْتَ يَحِينُ لِيَسْتَلَّ سَيْفَهُ بِيَدِهِ ٱلْيُمْنَى وَيُنْجِزَ «مَخَاوِفَ» بِحَقِّ أَعْدَائِهِ. (مز ٤٥:٤) وَهٰذَا سَيَحْصُلُ حِينَمَا يَرْكَبُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فَرَسَهُ وَيَشْرَعُ فِي تَنْفِيذِ أَحْكَامِ يَهْوَهَ فِي هَرْمَجِدُّونَ. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ أَيَّةَ وَسِيلَةٍ سَيَسْتَخْدِمُهَا لِتَدْمِيرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ، لٰكِنَّ مَا سَيَفْعَلُهُ سَيُوقِعُ ٱلرُّعْبَ فِي قُلُوبِ سَاكِنِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُصْغُوا إِلَى ٱلتَّحْذِيرِ ٱلْإِلٰهِيِّ أَنْ يَخْضَعُوا لِحُكْمِ ٱلْمَلِكِ. (اقرإ المزمور ٢:١١، ١٢.) قَالَ يَسُوعُ فِي نُبُوَّتِهِ عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ إِنَّ «ٱلنَّاسَ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ ٱلْخَوْفِ وَتَرَقُّبِ مَا يَأْتِي عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ، لِأَنَّ قُوَّاتِ ٱلسَّمٰوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. ثُمَّ يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ». — لو ٢١:٢٦، ٢٧.
١٥، ١٦ مَنْ سَيُؤَلِّفُونَ «ٱلْجُيُوشَ» ٱلَّتِي تَتْبَعُ ٱلْمَسِيحَ إِلَى ٱلْمَعْرَكَةِ؟
١٥ يَذْكُرُ سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا عَنْ إِتْيَانِ ٱلْمَلِكِ «بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ» لِتَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ: «رَأَيْتُ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ. وَٱلْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى ٱلْأَمِينَ وَٱلْحَقَّ، وَبِٱلْبِرِّ يَدِينُ وَيَخُوضُ حَرْبًا. وَكَانَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلَّتِي فِي ٱلسَّمَاءِ تَتْبَعُهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لَابِسِينَ كَتَّانًا جَيِّدًا أَبْيَضَ نَقِيًّا. وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ طَوِيلٌ مَاضٍ، لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ ٱلْأُمَمَ، وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَيَدُوسُ أَيْضًا مِعْصَرَةَ خَمْرِ غَضَبِ سُخْطِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». — رؤ ١٩:١١، ١٤، ١٥.
١٦ وَمَنْ سَيَكُونُ رُفَقَاءُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمُحَارِبُونَ ٱلَّذِينَ يُؤَلِّفُونَ «ٱلْجُيُوشَ» ٱلسَّمَاوِيَّةَ وَيَتْبَعُونَهُ إِلَى ٱلْمَعْرَكَةِ؟ عِنْدَمَا تَقَلَّدَ يَسُوعُ سَيْفَهُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ كَيْ يَطْرُدَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، كَانَ «مَلَائِكَتُهُ» بِصُحْبَتِهِ. (رؤ ١٢:٧-٩) لِذَا، مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّهُ فِي حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ، سَتَضُمُّ جُيُوشُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْقُدُّوسِينَ. وَهَلْ تَشْمُلُ جُيُوشُهُ أَفْرَادًا آخَرِينَ؟ وَعَدَ يَسُوعُ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «مَنْ يَغْلِبْ وَيَحْفَظْ أَعْمَالِي حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأُمَمِ كَمَا نِلْتُ أَنَا مِنْ أَبِي، فَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ فَيَتَكَسَّرُونَ كَآنِيَةٍ خَزَفِيَّةٍ». (رؤ ٢:٢٦، ٢٧) وَعَلَيْهِ، تَشْمُلُ جُيُوشُ ٱلْمَسِيحِ ٱلسَّمَاوِيَّةُ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ سَيَكُونُونَ آنَذَاكَ قَدْ نَالُوا مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. فَمُعَاوِنُوهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ سَيَقِفُونَ إِلَى جَانِبِهِ وَهُوَ يُنْجِزُ «مَخَاوِفَ» فِيمَا يَرْعَى ٱلْأُمَمَ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ.
اَلْمَلِكُ يُتِمُّ غَلَبَتَهُ
١٧ (أ) إِلَامَ يَرْمُزُ ٱلْفَرَسُ ٱلْأَبْيَضُ ٱلَّذِي يَمْتَطِيهِ ٱلْمَسِيحُ؟ (ب) إِلَامَ يَرْمُزُ ٱلسَّيْفُ وَٱلْقَوْسُ؟
١٧ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٥. يَمْتَطِي ٱلْمَلِكُ فَرَسًا أَبْيَضَ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْحَرْبِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْبَارَّةِ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ. (رؤ ٦:٢؛ ١٩:١١) وَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّهُ يَتَقَلَّدُ سَيْفًا، يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ أَنَّهُ يَحْمِلُ قَوْسًا. نَقْرَأُ: «نَظَرْتُ وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ، وَٱلْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ قَوْسٌ، وَأُعْطِيَ تَاجًا، وَخَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ». وَيَرْمُزُ ٱلسَّيْفُ وَٱلْقَوْسُ كِلَاهُمَا إِلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي سَيَسْتَخْدِمُهَا ٱلْمَسِيحُ لِتَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ فِي أَعْدَائِهِ.
١٨ بِأَيِّ مَعْنًى سَتَكُونُ «سِهَامُ» ٱلْمَسِيحِ «مَسْنُونَةً»؟
١٨ يُنْبِئُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ بِلُغَةٍ شَاعِرِيَّةٍ أَنَّ ‹سِهَامَ ٱلْمَلِكِ مَسْنُونَةٌ›. فَهِيَ تَخْرُقُ ‹قَلْبَ أَعْدَائِهِ› وَتَجْعَلُ ٱلشُّعُوبَ يَسْقُطُونَ تَحْتَهُ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، تَنْتَشِرُ أَشْلَاءُ ٱلْقَتْلَى فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. تُنْبِئُ نُبُوَّةُ إِرْمِيَا: «يَكُونُ قَتْلَى يَهْوَهَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (ار ٢٥:٣٣) وَتَذْكُرُ نُبُوَّةٌ مُشَابِهَةٌ: «رَأَيْتُ أَيْضًا مَلَاكًا وَاقِفًا فِي ٱلشَّمْسِ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ وَقَالَ لِجَمِيعِ ٱلطُّيُورِ ٱلطَّائِرَةِ فِي وَسَطِ ٱلسَّمَاءِ: ‹تَعَالَيِ ٱجْتَمِعِي إِلَى مَأْدَبَةِ عَشَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَةِ، لِتَأْكُلِي لُحُومَ مُلُوكٍ وَلُحُومَ قُوَّادِ جُنْدٍ وَلُحُومَ أَقْوِيَاءَ وَلُحُومَ خَيْلٍ وَٱلْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، وَلُحُومَ ٱلْكُلِّ، أَحْرَارٍ وَعَبِيدٍ وَصِغَارٍ وَكِبَارٍ›». — رؤ ١٩:١٧، ١٨.
١٩ كَيْفَ ‹سَيَنْجَحُ ٱلْمَسِيحُ بِبَهَائِهِ›؟
١٩ وَمَاذَا سَيَحْدُثُ بَعْدَئِذٍ؟ تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ قَائِلَةً: «بِبَهَائِكَ ٱنْجَحْ». (مز ٤٥:٤) فَبَعْدَ تَدْمِيرِ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَيُتِمُّ ٱلْمَسِيحُ غَلَبَتَهُ بِطَرْحِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ كَامِلَ فَتْرَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ. (رؤ ٢٠:٢، ٣) وَإِذْ يَكُونُ إِبْلِيسُ وَمَلَائِكَتُهُ فِي حَالَةِ خُمُولٍ شَبِيهَةٍ بِٱلْمَوْتِ، يُصْبِحُ سُكَّانُ ٱلْأَرْضِ أَحْرَارًا مِنَ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِيِّ، فَيَتَمَكَّنُونَ مِنَ ٱلْعَيْشِ بِخُضُوعٍ تَامٍّ لِمَلِكِهِمِ ٱلظَّافِرِ ٱلْمَجِيدِ. وَلٰكِنْ، قَبْلَ أَنْ يَرَوُا ٱلْأَرْضَ تَتَحَوَّلُ تَدْرِيجِيًّا إِلَى فِرْدَوْسٍ عَالَمِيٍّ، سَيَكُونُ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ آخَرُ لِيَفْرَحُوا مَعَ مَلِكِهِمْ وَمُعَاوِنِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّينَ. وَسَنَتَفَحَّصُ هٰذَا ٱلْحَدَثَ ٱلْمُفْرِحَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.