قدِّرِ امتِيازَ عِبادَةِ يَهْوَه في هَيكَلِهِ الرُّوحِيّ

١ أيُّ رِسالَةٍ يُعلِنُها أحَدُ المَلائِكَة،‏ وكَيفَ نشعُرُ بِخُصوصِها؟‏

تخَيَّلْ أنَّ مَلاكًا أتى لِيُعلِنَ لكَ رِسالَة.‏ فهل ستسمَعُها؟‏ يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ مَلاكًا يُعلِنُ رِسالَةً لِكُلِّ «أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ ولُغَةٍ وشَعب».‏ وما هي هذِهِ الرِّسالَة؟‏ «خافوا اللّٰهَ ومَجِّدوه .‏ .‏ .‏ أُعبُدوا صانِعَ السَّماءِ والأرض».‏ (‏رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فيَهْوَه هوَ الإلهُ الحَقيقِيُّ الوَحيدُ الَّذي يستَحِقُّ العِبادَة.‏ واليَوم،‏ لدَينا امتِيازٌ كَبيرٌ أن نعبُدَهُ في هَيكَلِهِ الرُّوحِيِّ العَظيم.‏ أفَلا نُقَدِّرُ كَثيرًا هذا الامتِياز؟‏

٢ ما هو هَيكَلُ يَهْوَه الرُّوحِيّ؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الإطار «‏الهَيكَلُ الرُّوحِيُّ لَيسَ .‏ .‏ .‏‏».‏)‏

^٢ ولكنْ ما هوَ الهَيكَلُ الرُّوحِيّ؟‏ إنَّهُ لَيسَ بِناءً حَرفِيًّا،‏ بلِ التَّرتيبُ لِنعبُدَ يَهْوَه بِطَريقَةٍ صَحيحَة على أساسِ الفِديَة.‏ وأينَ نجِدُ تَفاصيلَ عن هذا الهَيكَل؟‏ في الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها الرَّسولُ بُولُس لِلمَسيحِيِّينَ العِبْرَانِيِّينَ في اليَهُودِيَّة.‏b

٣-‏٤ لِمَ قلِقَ بُولُس على المَسيحِيِّينَ العِبْرَانِيِّين،‏ وكَيفَ ساعَدَهُم؟‏

^٣ لِمَ كتَبَ بُولُس رِسالَتَهُ لِلمَسيحِيِّينَ العِبْرَانِيِّين؟‏ على الأرجَحِ لِسَبَبَينِ رَئيسِيَّين.‏ أوَّلًا،‏ لِيُشَجِّعَهُم.‏ فمُعظَمُهُم ترَبَّوا على الدِّيانَةِ اليَهُودِيَّة.‏ ويَبدو أنَّ القادَةَ الدِّينِيِّينَ اليَهُود استَهزَأوا بهِم.‏ فهؤُلاءِ المَسيحِيُّونَ لم يكُنْ لدَيهِم هَيكَلٌ فَخمٌ لِلعِبادَة،‏ مَذبَحٌ لِيُقَدِّموا علَيهِ الذَّبائِح،‏ وكَهَنَةٌ لِيَخدُموهُم.‏ لِذا،‏ رُبَّما ضعُفَت مَعنَوِيَّاتُهُم وإيمانُهُم،‏ وحتَّى حنُّوا لِلدِّيانَةِ اليَهُودِيَّة.‏ —‏ عب ٢:‏١؛‏ ٣:‏١٢،‏ ١٤‏.‏

^٤ ثانِيًا،‏ أوضَحَ بُولُس لِهؤُلاءِ المَسيحِيِّينَ أنَّ علَيهِم أن يجتَهِدوا لِيَتَناوَلوا «الطَّعامَ القَوِيّ»،‏ أي لِيَفهَموا المَواضيعَ الجَديدَة والعَميقَة في كَلِمَةِ اللّٰه.‏ (‏عب ٥:‏١١-‏١٤‏)‏ فكما يتَّضِح،‏ كانَ لا يَزالُ بَعضُهُم مُتَمَسِّكينَ بِالشَّريعَةِ المُوسَوِيَّة.‏ لِذا،‏ أوضَحَ لهُم بُولُس حَقيقَةً عَميقَة:‏ إنَّ الذَّبائِحَ الَّتي فرَضَتها الشَّريعَةُ لا تقدِرُ أن تُزيلَ الخَطِيَّةَ كامِلًا،‏ وإنَّها ‹أُبطِلَت› لِهذا السَّبَب.‏ وذكَّرَهُم أنَّ ذَبيحَةَ يَسُوع تُعطيهِم أمَلًا «أفضَلَ» بِأن ‹يقتَرِبوا مِنَ اللّٰه›.‏ —‏ عب ٧:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

٥ ماذا نحتاجُ أن نفهَمَ في سِفرِ العِبْرَانِيِّين،‏ ولِماذا؟‏

^٥ أوضَحَ بُولُس لِإخوَتِهِ العِبْرَانِيِّينَ أنَّ عِبادَتَهُم كمَسيحِيِّينَ أسمى بِكَثيرٍ مِن عِبادَتِهِم في الماضي.‏ فالعِبادَةُ اليَهُودِيَّة كانَت ‏«ظِلَّ الأُمورِ الآتِيَة،‏ أمَّا الحَقيقَةُ فلِلمَسِيح».‏ (‏كو ٢:‏١٧‏)‏ فمِثلَما يكونُ ‹الظِّلُّ› مُجَرَّدَ لَمحَةٍ عنِ الحَقيقَة،‏ كانَت طَريقَةُ العِبادَةِ اليَهُودِيَّة مُجَرَّدَ لَمحَةٍ عن طَريقَةِ عِبادَةٍ أسمى:‏ الهَيكَلِ الرُّوحِيِّ العَظيم.‏ فالهَيكَلُ الرُّوحِيُّ هوَ التَّرتيبُ الَّذي وضَعَهُ يَهْوَه لِننالَ الغُفران،‏ ونعبُدَهُ بِالتَّالي بِطَريقَةٍ مَقبولَة.‏ لِذا،‏ مُهِمٌّ أن نفهَمَ هذا التَّرتيبَ ومَكانَنا فيه.‏ فلْنُقارِنْ إذًا بَينَ ‹الظِّلّ› (‏طَريقَةِ العِبادَةِ اليَهُودِيَّة)‏ و «الحَقيقَة» (‏طَريقَةِ العِبادَةِ المَسيحِيَّة)‏.‏

٦ ماذا كانَ الهَدَفُ مِنَ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة؟‏

^٦ النَّموذَجُ القَديم.‏ ركَّزَ بُولُس مُناقَشَتَهُ على الخَيمَةِ المُقَدَّسَة الَّتي نصَبَها مُوسَى سَنَةَ ١٥١٢ ق‌م.‏ (‏أُنظُرِ الجَدوَل «النَّموذَجُ القَديمُ وطَريقَةُ العِبادَةِ المَسيحِيَّة».‏)‏ وماذا كانَ الهَدَفُ مِن هذِهِ الخَيمَة؟‏ كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ يجتَمِعونَ عِندَها لِيَعبُدوا يَهْوَه،‏ ويُقَدِّموا لهُ الذَّبائِح.‏ لِذا،‏ سُمِّيَت «خَيمَةَ الاجتِماع».‏ (‏خر ٢٩:‏٤٣-‏٤٦‏)‏ وكانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ يحمِلونَها معهُم حينَ ينتَقِلونَ مِن مَكانٍ إلى آخَر.‏ وظلُّوا يستَعمِلونَها حَوالَي ٥٠٠ سَنَة،‏ حتَّى بنَوا هَيكَلًا في أُورُشَلِيم.‏ (‏خر ٢٥:‏٨،‏ ٩؛‏ عد ٩:‏٢٢‏)‏ لكنَّ هذِهِ الخَيمَةَ رمَزَت إلى شَيءٍ أسمى:‏ هَيكَلِ يَهْوَه الرُّوحِيّ.‏

٧ متى تأسَّسَ الهَيكَلُ الرُّوحِيّ؟‏

^٧ طَريقَةُ العِبادَةِ المَسيحِيَّة.‏ كانَتِ الخَيمَةُ المُقَدَّسَة «ظِلًّا لِلأشياءِ السَّماوِيَّة».‏ فهي رمَزَت إلى هَيكَلِ يَهْوَه الرُّوحِيِّ العَظيم.‏ لِذا،‏ قالَ بُولُس لِلمَسيحِيِّينَ العِبْرَانِيِّينَ إنَّها «مِثالٌ لِلوَقتِ المُعَيَّنِ الَّذي هوَ الآن».‏ (‏عب ٨:‏٥؛‏ ٩:‏٩‏)‏ وبِالتَّالي،‏ حينَ كتَبَ بُولُس هذِهِ الكَلِمات،‏ كانَ الهَيكَلُ الرُّوحِيُّ مَوجودًا.‏ فهو تأسَّسَ سَنَةَ ٢٩ ب‌م،‏ حينَ اعتَمَدَ يَسُوع ونزَلَ علَيهِ الرُّوحُ القُدُس.‏ فعِندَئِذٍ،‏ بدَأَ يخدُمُ بِصِفَتِهِ ‹رَئيسَ الكَهَنَةِ العَظيمَ› في هَيكَلِ يَهْوَه الرُّوحِيّ.‏c —‏ عب ٤:‏١٤؛‏ أع ١٠:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

٨-‏٩ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ٧:‏٢٣-‏٢٧‏،‏ ما الفَرقُ الكَبيرُ بَينَ رُؤَساءِ الكَهَنَةِ في إسْرَائِيل ويَسُوع المَسِيح؟‏

^٨ النَّموذَجُ القَديم.‏ كانَ رَئيسُ الكَهَنَةِ يُمَثِّلُ الشَّعبَ أمامَ اللّٰه.‏ وهَارُون كانَ أوَّلَ رَئيسِ كَهَنَةٍ في إسْرَائِيل.‏ وقدْ عيَّنَهُ يَهْوَه عِندَ تَدشينِ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة.‏ ثُمَّ «توالى كَهَنَةٌ كَثيرون،‏ لِأنَّ المَوتَ منَعَهُم مِنَ البَقاء»،‏ مِثلَما أوضَحَ بُولُس.‏d ‏(‏إقرإ العبرانيين ٧:‏٢٣-‏٢٧‏.‏)‏ كما أنَّ رُؤَساءَ الكَهَنَةِ هؤُلاءِ كانوا أشخاصًا ناقِصين،‏ ولزِمَ أن يُقَدِّموا ذَبائِحَ عن خَطاياهُم.‏ لِذا،‏ هُناك فَرقٌ كَبيرٌ بَينَهُم وبَينَ رَئيسِ الكَهَنَةِ العَظيم،‏ يَسُوع المَسِيح.‏

^٩ طَريقَةُ العِبادَةِ المَسيحِيَّة.‏ يخدُمُ رَئيسُ كَهَنَتِنا،‏ يَسُوع المَسِيح،‏ في «الخَيمَةِ الحَقيقِيَّة الَّتي نصَبَها يَهْوَه لا الإنسان».‏ (‏عب ٨:‏١،‏ ٢‏)‏ و «مِن أجْلِ أنَّهُ يبقى حَيًّا إلى الأبَد،‏ فلهُ كَهَنوتٌ بِلا خُلَفاء»،‏ مِثلَما ذكَرَ بُولُس.‏ كما أنَّ يَسُوع «غَيرُ مُدَنَّس،‏ مُنفَصِلٌ عنِ الخُطاة».‏ لِذا،‏ على عَكسِ رُؤَساءِ الكَهَنَةِ في إسْرَائِيل،‏ «لا يحتاجُ كُلَّ يَومٍ .‏ .‏ .‏ أن يُقَرِّبَ ذَبائِحَ عن خَطاياه».‏ والآن،‏ لِنرَ إلامَ رمَزَ المَذبَحُ والذَّبائِحُ في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة.‏

١٠ إلامَ رمَزَتِ الذَّبائِحُ الَّتي كانَت تُقَدَّمُ على المَذبَحِ النُّحاسِيّ؟‏

^١٠ النَّموذَجُ القَديم.‏ عِندَ مَدخَلِ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة،‏ كانَ هُناك مَذبَحٌ نُحاسِيٌّ تُقَدَّمُ علَيهِ الذَّبائِحُ لِيَهْوَه.‏ (‏خر ٢٧:‏١،‏ ٢؛‏ ٤٠:‏٢٩‏)‏ لكنَّ تِلكَ الذَّبائِحَ لم تقدِرْ أن تُزيلَ خَطايا الشَّعبِ كامِلًا،‏ ولزِمَ أن تُقَدَّمَ تَكرارًا.‏ (‏عب ١٠:‏١-‏٤‏)‏ وهي رمَزَت إلى ذَبيحَةٍ أعظَم،‏ ذَبيحَةٍ واحِدَة تُزيلُ كامِلًا خَطايا البَشَر.‏

١١ على أيِّ مَذبَحٍ قدَّمَ يَسُوع نَفْسَهُ ذَبيحَة؟‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٥-‏٧،‏ ١٠‏)‏

^١١ طَريقَةُ العِبادَةِ المَسيحِيَّة.‏ عرَفَ يَسُوع لِمَ أرسَلَهُ يَهْوَه إلى الأرض:‏ كَي يُقَدِّمَ حَياتَهُ البَشَرِيَّة الكامِلَة فِديَةً عنِ البَشَر.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٨‏)‏ لِذا،‏ عِندَما اعتَمَدَ يَسُوع،‏ قدَّمَ نَفْسَهُ لِيَفعَلَ ما يُريدُهُ يَهْوَه مِنه.‏ (‏يو ٦:‏٣٨؛‏ غل ١:‏٤‏)‏ وهكَذا،‏ قدَّمَ نَفْسَهُ على مَذبَحٍ مَجازِيٍّ يرمُزُ إلى «مَشيئَةِ» اللّٰهِ له.‏ ويَسُوع قدَّمَ حَياتَهُ ذَبيحَةً «مَرَّةً لا غَير»،‏ ذَبيحَةً تُزيلُ كامِلًا خَطايا كُلِّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ به.‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ١٠:‏٥-‏٧،‏ ١٠‏.‏)‏ والآن،‏ لِنرَ إلامَ رمَزَ القِسمانِ الدَّاخِلِيَّانِ في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة.‏

١٢ مَن كانَ يدخُلُ إلى القُدسِ وإلى قُدسِ الأقداس؟‏

^١٢ النَّموذَجُ القَديم.‏ الخَيمَةُ المُقَدَّسَة،‏ والهَياكِلُ الَّتي بُنِيَت لاحِقًا في أُورُشَلِيم،‏ كانَ لها عُمومًا التَّصميمُ نَفْسُه.‏ فكانَ فيها قِسمانِ داخِلِيَّان:‏ «القُدسُ» و «قُدسُ الأقداس».‏ وقدْ فصَلَت بَينَهُما سِتارَةٌ مُطَرَّزَة.‏ (‏عب ٩:‏٢-‏٥؛‏ خر ٢٦:‏٣١-‏٣٣‏)‏ داخِلَ القُدس،‏ كانَت توجَدُ مَنارَةٌ ذَهَبِيَّة،‏ مَذبَحٌ لِحَرقِ البَخور،‏ وطاوِلَةٌ لِخُبزِ التَّقدِمَة.‏ ولم يدخُلْ إلى هذا القِسمِ إلَّا ‹المُختارونَ الَّذينَ عُيِّنوا لِيَخدُموا ككَهَنَة› كَي يُتَمِّموا واجِباتِهِم.‏ (‏عد ٣:‏٣،‏ ٧،‏ ١٠‏)‏ أمَّا داخِلَ قُدسِ الأقداس،‏ فكانَ يوجَدُ صُندوقُ العَهدِ الذَّهَبِيُّ الَّذي مثَّلَ حَضرَةَ يَهْوَه.‏ (‏خر ٢٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ ولم يدخُلْ إلى هذا القِسمِ إلَّا رَئيسُ الكَهَنَةِ في يَومِ الكَفَّارَةِ السَّنَوِيّ.‏ (‏لا ١٦:‏٢،‏ ١٧‏)‏ ففي ذلِكَ اليَومِ كُلَّ سَنَة،‏ كانَ يعبُرُ السِّتارَة،‏ ويَدخُلُ لِيُقَدِّمَ دَمَ ذَبائِحَ حَيَوانِيَّة لِيَنالَ الغُفرانَ هو وكُلُّ الشَّعب.‏ وفي الوَقتِ المُناسِب،‏ أوضَحَ يَهْوَه بِواسِطَةِ روحِهِ القُدُسِ إلامَ رمَزَ قِسما الخَيمَةِ المُقَدَّسَة.‏ —‏ عب ٩:‏٦-‏٨‏.‏e

١٣ إلامَ رمَزَ القُدسُ وقُدسُ الأقداس؟‏

^١٣ طَريقَةُ العِبادَةِ المَسيحِيَّة.‏ ينالُ عَدَدٌ صَغيرٌ مِن تَلاميذِ المَسِيح،‏ ٠٠٠‏,١٤٤ شَخص،‏ الرُّوحَ القُدُسَ لِيَصيروا كَهَنَةً مع يَسُوع في السَّماء.‏ (‏رؤ ١:‏٦؛‏ ١٤:‏١‏)‏ وفيما هُم على الأرض،‏ يتَمَتَّعونَ بِعَلاقَةٍ خُصوصِيَّة مع يَهْوَه؛‏ فهو يتَبَنَّاهُم كأولادٍ له.‏ و القُدسُ في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة يرمُزُ إلى عَلاقَتِهِمِ الخُصوصِيَّة هذِه.‏ (‏رو ٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ أمَّا قُدسُ الأقداس،‏ فيَرمُزُ إلى السَّماء،‏ مَكانِ سَكَنِ يَهْوَه.‏ والسِّتارَةُ الَّتي فصَلَت بَينَ القُدسِ وقُدسِ الأقداسِ ترمُزُ إلى جِسمِ يَسُوع البَشَرِيّ،‏ الَّذي كانَ يمنَعُهُ مِن أن يدخُلَ إلى السَّماء.‏ لكنَّ يَسُوع تخَلَّى عن جِسمِهِ البَشَرِيّ،‏ وقدَّمَهُ ذَبيحَةً عنِ البَشَر.‏ وهكَذا،‏ فتَحَ المَجالَ لِكُلِّ المُختارينَ كَي يذهَبوا إلى السَّماء.‏ ولكنْ كَي ينالوا مُكافَأتَهُمُ السَّماوِيَّة،‏ علَيهِم هُم أيضًا أن يتَخَلَّوا عن أجسامِهِمِ البَشَرِيَّة.‏ (‏عب ١٠:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ كو ١٥:‏٥٠‏)‏ وحينَ صعِدَ يَسُوع إلى السَّماء،‏ دخَلَ إلى قُدسِ الأقداسِ في الهَيكَلِ الرُّوحِيّ،‏ بِصِفَتِهِ رَئيسَ الكَهَنَةِ العَظيم.‏ وفي النِّهايَة،‏ سيَنضَمُّ إلَيهِ كُلُّ المُختارين.‏

١٤ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ٩:‏١٢،‏ ٢٤-‏٢٦‏،‏ لِمَ عِبادَتُنا اليَومَ أسمى مِن عِبادَةِ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا؟‏

^١٤ نُلاحِظُ هُنا تَفَوُّقَ تَرتيبِ يَهْوَه لِلعِبادَةِ النَّقِيَّة في هَيكَلِهِ الرُّوحِيّ؛‏ التَّرتيبِ المُؤَسَّسِ على الفِديَة،‏ والَّذي يخدُمُ فيهِ يَسُوع كرَئيسِ كَهَنَة.‏ ففي إسْرَائِيل قَديمًا،‏ كانَ رَئيسُ الكَهَنَةِ يدخُلُ إلى قُدسِ أقداسٍ مِن صُنعِ البَشَر،‏ ويُقَدِّمُ دَمَ ذَبائِحَ حَيَوانِيَّة.‏ أمَّا يَسُوع،‏ فدخَلَ «إلى السَّماءِ عَينِها»،‏ أقدَسِ مَكانٍ على الإطلاق،‏ وظهَرَ هُناك أمامَ حَضرَةِ يَهْوَه.‏ وهو قدَّمَ قيمَةَ حَياتِهِ البَشَرِيَّة الكامِلَة مِن أجْلِنا،‏ «لِيُزيلَ الخَطِيَّةَ بِذَبيحَةِ نَفْسِه».‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ٩:‏١٢،‏ ٢٤-‏٢٦‏.‏)‏ فذَبيحَةُ يَسُوع هيَ الَّتي تقدِرُ أن تُزيلَ الخَطِيَّةَ تَمامًا.‏ وكما سنرى،‏ سَواءٌ كانَ أمَلُنا أن نعيشَ في السَّماءِ أو على الأرض،‏ لدَينا كُلُّنا امتِيازٌ كَبيرٌ أن نعبُدَ يَهْوَه في هَيكَلِهِ الرُّوحِيّ.‏

١٥ مَن خدَمَ في ساحَةِ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة؟‏

^١٥ النَّموذَجُ القَديم.‏ حَولَ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة،‏ كانَت توجَدُ ساحَةٌ واحِدَة.‏ وهي مِنطَقَةٌ واسِعَة لها سِياجٌ تمَّمَ فيها الكَهَنَةُ واجِباتِهِم.‏ فكانَ يوجَدُ فيها المَذبَحُ النُّحاسِيُّ الكَبيرُ الَّذي قدَّموا علَيهِ المُحرَقات،‏ والحَوضُ النُّحاسِيُّ الَّذي اغتَسَلوا بِمائِهِ قَبلَ القِيامِ بِخِدمَتِهِمِ المُقَدَّسَة.‏ (‏خر ٣٠:‏١٧-‏٢٠؛‏ ٤٠:‏٦-‏٨‏)‏ ولكنْ في الهَياكِلِ الَّتي بُنِيَت لاحِقًا،‏ كانَت توجَدُ أيضًا ساحَةٌ خارِجِيَّة حَيثُ وَقَفَ الشَّعبُ وقَدَّموا العِبادَة لِلّٰه.‏

١٦ مَن يخدُمُ في ساحَتَيِ الهَيكَلِ الرُّوحِيّ؟‏

^١٦ طَريقَةُ العِبادَةِ المَسيحِيَّة.‏ قَبلَ أن يخدُمَ إخوَةُ يَسُوع المُختارونَ معهُ ككَهَنَةٍ في السَّماء،‏ يخدُمونَ بِأمانَةٍ هُنا على الأرضِ في السَّاحَةِ الدَّاخِلِيَّة لِلهَيكَلِ الرُّوحِيّ.‏ وحَوضُ الماءِ الكَبيرُ يُذَكِّرُهُم،‏ ويُذَكِّرُ كُلَّ المَسيحِيِّين،‏ أن يبقَوا طاهِرينَ روحِيًّا وأخلاقِيًّا.‏ ولكنْ أينَ يُقَدِّمُ ‹الجَمعُ الكَثيرُ› العِبادَة،‏ فيما يدعَمونَ بِوَلاءٍ إخوَةَ المَسِيح المُختارين؟‏ رآهُمُ الرَّسولُ يُوحَنَّا «واقِفينَ أمامَ العَرش .‏ .‏ .‏ ويَخدُمونَ [اللّٰهَ] نَهارًا ولَيلًا في هَيكَلِه».‏ فهُم يعبُدونَهُ هُنا على الأرض،‏ في السَّاحَةِ الخارِجِيَّة لِهَيكَلِهِ الرُّوحِيّ.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٣-‏١٥‏)‏ وسَواءٌ كُنَّا مِنَ المُختارينَ أوِ الجَمعِ الكَثير،‏ كُلُّنا نُقَدِّرُ كَثيرًا مَكانَنا في تَرتيبِ يَهْوَه لِلعِبادَةِ النَّقِيَّة.‏

١٧ ماذا نُقَدِّمُ لِيَهْوَه؟‏

^١٧ اليَوم،‏ لَدَينا كُلِّنا امتِيازٌ كَبير:‏ أن نعبُدَ يَهْوَه في هَيكَلِهِ الرُّوحِيّ.‏ فنَحنُ نُقَدِّمُ وَقتَنا،‏ طاقَتَنا،‏ ومَوارِدَنا لِندعَمَ عَمَلَ مَملَكَتِه.‏ ومِثلَما ذكَرَ بُولُس،‏ نُقَدِّمُ «في كُلِّ حينٍ ذَبيحَةَ تَسبيحٍ لِلّٰه،‏ أي ثَمَرَ شِفاهٍ تُعلِنُ اسْمَهُ جَهرًا».‏ (‏عب ١٣:‏١٥‏)‏ فلْنسعَ إذًا لِنُقَدِّمَ لِيَهْوَه أفضَلَ ما عِندَنا.‏ وهكَذا،‏ نُظهِرُ لهُ أنَّنا نُقَدِّرُ امتِيازَ عِبادَتِه.‏

١٨ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ١٠:‏٢٢-‏٢٥‏،‏ ماذا لا يجِبُ أن نُهمِل،‏ وماذا يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا؟‏

^١٨ إقرإ العبرانيين ١٠:‏٢٢-‏٢٥‏.‏ في أواخِرِ الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها بُولُس لِلمَسيحِيِّينَ العِبْرَانِيِّين،‏ ذكَرَ مَجالاتٍ عَديدَة لِعِبادَتِنا لا يجِبُ أن نُهمِلَها.‏ ومِنها الصَّلاة،‏ التَّبشير،‏ حُضورُ الاجتِماعات،‏ وتَشجيعُ بَعضِنا البَعضَ ‹وبِالأكثَرِ على قَدرِ ما نرى اليَومَ يقتَرِب›.‏ فلْنُصَمِّمْ أن ‹نعبُدَ اللّٰه›،‏ مِثلَما شدَّدَ المَلاكُ على يُوحَنَّا مَرَّتَينِ في أواخِرِ سِفرِ الرُّؤْيَا.‏ (‏رؤ ١٩:‏١٠؛‏ ٢٢:‏٩‏)‏ إذًا،‏ لِنُبقِ في بالِنا الحَقائِقَ الرُّوحِيَّة العَميقَة عن هَيكَلِ يَهْوَه الرُّوحِيّ.‏ ولْنُقَدِّرْ دائِمًا امتِيازَ عِبادَةِ إلهِنا العَظيم.‏