الفصل ٢
مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يُولَدُ فِي ٱلسَّمَاءِ
١، ٢ مَا أَعْظَمُ حَدَثٍ تَارِيخِيٍّ شَهِدَهُ ٱلْعَالَمُ، وَلِمَ وَقَعَ بَعِيدًا عَنْ أَعْيُنِ ٱلْبَشَرِ؟
عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ، شَهِدَ ٱلْمَسْرَحُ ٱلْعَالَمِيُّ أَحْدَاثًا حَاسِمَةً بَدَّلَتْ وَجْهَ ٱلتَّارِيخِ. فَهَلْ تَسَاءَلْتَ يَوْمًا، مَثَلُكَ مَثَلُ كَثِيرِينَ، مَاذَا كُنْتَ سَتَشْعُرُ لَوْ عَايَشْتَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ هَزَّتِ ٱلْعَالَمَ بِأَسْرِهِ؟ لَعَلَّكَ تَتَفَاجَأُ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ ٱلْجَالِسِينَ عَلَى مَقَاعِدِ ٱلْمُتَفَرِّجِينَ نَادِرًا مَا يَرَوْنَ بِأُمِّ عَيْنِهِمِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي تُطِيحُ بِأَنْظِمَةٍ قَدِيمَةٍ وَتَخُطُّ سُطُورًا جَدِيدَةً فِي صَفَحَاتِ ٱلزَّمَنِ. فَٱلتَّارِيخُ يُصْنَعُ فِي ٱلْغَالِبِ وَرَاءَ ٱلْكَوَالِيسِ، فِي مَجَالِسِ ٱلْمُلُوكِ وَٱلْقَاعَاتِ ٱلْخَاصَّةِ وَٱلْمَقَارِّ ٱلْحُكُومِيَّةِ. مَعَ ذٰلِكَ، تَتْرُكُ تَغْيِيرَاتٌ كَهٰذِهِ أَثَرَهَا فِي حَيَاةِ ٱلْمَلَايِينِ.
٢ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِي أَعْظَمِ حَدَثٍ تَارِيخِيٍّ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ؟ وَبِسُؤَالِنَا هٰذَا نَقْصِدُ بِٱلطَّبْعِ وِلَادَةَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، ٱلْحُكُومَةِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ ٱلْمَوْعُودِ بِهَا مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ ٱلَّتِي سَتَضَعُ حَدًّا لِكَامِلِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ. صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلْحَدَثَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْهَامَّ تَرَكَ بَصَمَاتِهِ عَلَى أَعْدَادٍ لَا تُحْصَى، إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ بَعِيدًا عَنْ أَعْيُنِ ٱلْبَشَرِ. (اقرأ دانيال ٢:٣٤، ٣٥، ٤٤، ٤٥.) فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ يَهْوَهَ حَجَبَهُ عَنْهُمْ؟ أَمْ إِنَّهُ أَعَدَّ شَعْبَهُ ٱلْوَلِيَّ مُسْبَقًا لِتَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ لِنَرَ سَوِيًّا.
«رَسُولِي . . . يُعِدُّ ٱلطَّرِيقَ أَمَامِي»
٣-٥ (أ) مَنْ هُوَ «رَسُولُ ٱلْعَهْدِ» ٱلْمَذْكُورُ فِي مَلَاخِي ٣:١؟ (ب) مَاذَا كَانَ سَيَحْدُثُ قَبْلَ إِتْيَانِ «رَسُولِ ٱلْعَهْدِ» إِلَى ٱلْهَيْكَلِ؟
٣ لَطَالَمَا قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ يُهَيِّئَ شَعْبَهُ لِوِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي كَلِمَاتِ مَلَاخِي ٣:١ ٱلنَّبَوِيَّةِ: «هَا أَنَا مُرْسِلٌ رَسُولِي، فَيُعِدُّ ٱلطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَرَسُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ».
٤ فَمَتَى تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَصْرِيًّا وَأَتَى «ٱلرَّبُّ»، أَيْ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ، لِتَفَقُّدِ خُدَّامِهِ فِي ٱلدَّارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ؟ تُبَيِّنُ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَأْتِي مَعَ «رَسُولِ ٱلْعَهْدِ». وَرَسُولُ ٱلْعَهْدِ هٰذَا لَيْسَ سِوَى ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (لو ١:٦٨-٧٣) فَبِصِفَتِهِ مَلِكًا مُنَصَّبًا حَدِيثًا، سَيَتَفَقَّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَيُمَحِّصُهُ. — ١ بط ٤:١٧.
٥ وَلٰكِنْ مَنْ هُوَ ‹ٱلرَّسُولُ› ٱلْمَذْكُورُ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ مَلَاخِي ٣:١؟ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلنَّبَوِيَّةُ سَتَظْهَرُ قَبْلَ حُضُورِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ. فَهَلْ ‹أَعَدَّ› أَحَدٌ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي سَبَقَتِ عَامَ ١٩١٤؟
٦ مَنْ لَعِبَ دَوْرَ ‹ٱلرَّسُولِ› ٱلْمُنْبَإِ بِهِ ٱلَّذِي يَأْتِي أَوَّلًا لِيُهَيِّئَ أَشْخَاصًا أُمَنَاءَ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْآتِيَةِ؟
٦ تَطْرَحُ ٱلْمَطْبُوعَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُشَابِهَةِ. أَمَّا ٱلْأَجْوِبَةُ فَنَجِدُهَا فِي تَارِيخِ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيِّ. فَفِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، ظَهَرَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ. وَيُبَيِّنُ تَارِيخُ شَعْبِ ٱللّٰهِ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّهُمْ شَكَّلُوا ٱلْهَيْئَةَ ٱلْوَحِيدَةَ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ نَمَوْا وَسْطَ حَقْلٍ شَاسِعٍ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. وَبَاتَ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ يُعْرَفُ بِٱلِٱسْمِ «تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». وَقَدْ لَعِبَ ٱلْقِيَادِيُّونَ بَيْنَهُمْ، أَمْثَالُ تْشَارْلْز ت. رَصِل وَرِفَاقِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ، دَوْرَ ‹ٱلرَّسُولِ› ٱلْمُنْبَإِ بِهِ. فَقَدَّمُوا ٱلْإِرْشَادَ ٱلرُّوحِيَّ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ وَأَعَدُّوهُمْ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْآتِيَةِ. لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي أَرْبَعَةِ مَجَالَاتٍ تَمَّمُوا فِيهَا دَوْرَ ‹ٱلرَّسُولِ›.
اَلْعِبَادَةُ بِٱلْحَقِّ
٧، ٨ (أ) مَنْ بَدَأَ يَفْضَحُ عَقِيدَةَ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ؟ (ب) أَيُّ تَعَالِيمَ أُخْرَى فَضَحَهَا تْشَارْلْز ت. رَصِل وَرِفَاقُهَ ٱلْمُقَرَّبُونَ؟
٧ اِنْكَبَّ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى ٱلدَّرْسِ وَٱلصَّلَاةِ؛ فَأَجْمَعُوا عَلَى حَقَائِقَ عَقَائِدِيَّةٍ وَاضِحَةٍ، وَضَعُوهَا مَعًا، ثُمَّ نَشَرُوهَا. طَوَالَ قُرُونٍ، ٱكْتَنَفَتِ ٱلظُّلْمَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ، وَٱرْتَكَزَ ٱلْكَثِيرُ مِنْ تَعَالِيمِهِ عَلَى أُسُسٍ وَثَنِيَّةٍ. نَذْكُرُ مِنْهَا مَثَلًا عَقِيدَةَ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ ٱلشَّهِيرَةَ. وَلٰكِنْ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، دَقَّقَ بَعْضُ دَارِسِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِمَوْضُوعِيَّةٍ فِي هٰذَا ٱلتَّعْلِيمِ وَرَأَوْا أَنَّهُ لَا يَمُتُّ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِصِلَةٍ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رَاحَ جُورْج سْتَتْسُون وَجُورْج سْتُورْز وَهَنْرِي غْرُو يَكْتُبُونَ وَيُحَاضِرُونَ بِشَجَاعَةٍ لِفَضْحِ هٰذِهِ ٱلْكِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِيَّةِ.a وَعَمَلُهُمْ هٰذَا تَرَكَ أَثَرًا بَالِغًا فِي تْشَارْلْز ت. رَصِل وَرِفَاقِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ.
٨ فَقَدْ أَدْرَكَ ٱلْفَرِيقُ ٱلصَّغِيرُ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ ثَمَّةَ عَقَائِدُ أُخْرَى مُرْتَبِطَةٌ بِخُلُودِ ٱلنَّفْسِ هِيَ أَيْضًا مُضِلَّةٌ وَبَاطِلَةٌ. وَمِنْهَا، عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ لَا ٱلْحَصْرِ، ٱلتَّعْلِيمُ بِأَنَّ جَمِيعَ ٱلصَّالِحِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَأَنَّ ٱللّٰهَ يُعَذِّبُ نُفُوسَ ٱلْأَشْرَارِ ٱلْخَالِدَةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي جَهَنَّمَ. فَمَا كَانَ مِنْ رَصِل وَرِفَاقِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ إِلَّا أَنْ فَضَحُوا هٰذِهِ ٱلْأَكَاذِيبَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ فِي ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْمَقَالَاتِ وَٱلْكُتُبِ وَٱلْكُرَّاسَاتِ وَٱلنَّشَرَاتِ وَٱلْعِظَاتِ ٱلْمَطْبُوعَةِ.
٩ كَيْفَ فَضَحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَقِيدَةَ ٱلثَّالُوثِ؟
٩ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، فَضَحَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَقِيدَةَ ٱلثَّالُوثِ ٱلَّتِي يُجِلُّهَا كَثِيرُونَ. فَفِي عَامِ ١٨٨٧، ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «تُبَيِّنُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِمَا لَا يَقْبَلُ ٱلشَّكَّ أَنَّ كُلًّا مِنْ يَهْوَهَ وَٱلرَّبِ يَسُوعَ يَمْتَلِكُ هُوِيَّةً مُتَمَيِّزَةً، وَتَكْشِفُ لَنَا ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْمُحَدَّدَةَ ٱلَّتِي تَرْبُطُ بَيْنَهُمَا». ثُمَّ لَفَتَتِ ٱلنَّظَرَ كَمْ غَرِيبٌ أَنْ «يُلَاقِيَ مَفْهُومُ إِلٰهٍ ثَالُوثِيٍّ، أَيْ ثَلَاثَةِ آلِهَةٍ فِي إِلٰهٍ وَاحِدٍ وَوَاحِدٍ فِي ثَلَاثَةٍ، أَهَمِّيَّةً وَقُبُولًا وَاسِعَيْنِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْوَاقِعَ ٱلْمُؤْسِفَ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ ٱسْتَغْرَقَتْ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ فِيمَا كَبَّلَهَا ٱلْعَدُوُّ بِأَغْلَالِ ٱلْبُطْلِ».
١٠ كَيْفَ أَشَارَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ سَنَةَ ١٩١٤ سَنَةٌ مَفْصِلِيَّةٌ؟
١٠ وَحَسْبَمَا يُشِيرُ عُنْوَانُ ٱلْمَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَبَشِيرُ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ، ٱهْتَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ ٱهْتِمَامًا بَالِغًا بِٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِحُضُورِ ٱلْمَسِيحِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، أَدْرَكَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلَّذِينَ سَاهَمُوا فِي كِتَابَتِهَا أَنْ ثَمَّةَ عَلَاقَةٌ بَيْنَ نُبُوَّةِ دَانِيَالَ عَنِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلسَّبْعَةِ› وَٱلْوَقْتِ حِينَ يُتَمِّمُ ٱللّٰهُ مَقَاصِدَهُ ٱلْمُرْتَبِطَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. حَتَّى إِنَّهُمْ أَشَارُوا مُنْذُ سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ عَبْرَ صَفَحَاتِ ٱلْمَجَلَّةِ إِلَى أَنَّ ٱلْأَزْمِنَةَ ٱلسَّبْعَةَ تَنْتَهِي عَامَ ١٩١٤. (دا ٤:٢٥؛ لو ٢١:٢٤) صَحِيحٌ أَنَّ إِخْوَتَنَا آنَذَاكَ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَغْزَى هٰذِهِ ٱلسَّنَةِ ٱلْمَفْصِلِيَّةِ، إِلَّا أَنَّهُمْ نَادَوْا بِمَا يَعْرِفُونَهُ عَلَى ٱلْمَلَإِ. فَكَانَ لِكَلِمَاتِهِمْ صَدًى وَاسِعٌ.
١١، ١٢ (أ) إِلَى مَنْ نَسَبَ ٱلْأَخُ رَصِلُ ٱلْفَضْلَ فِي مَا عَلَّمَهُ؟ (ب) مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي تَمَّمَهُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ عَامَ ١٩١٤؟
١١ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ، لَمْ يَدَّعِ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْفَضْلِ فِي نَبْشِ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَفَهْمِهَا. فَقَدِ ٱعْتَرَفَ رَصِل بِجُهُودِ مَنْ سَبَقُوهُ، وَنَسَبَ ٱلْفَضْلَ أَوَّلًا وَأَخِيرًا إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَسُدُّ حَاجَةَ شَعْبِهِ إِلَى ٱلتَّعْلِيمِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودَهُمْ لِتَنْقِيَةِ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلْبَاطِلِ. فَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، نَأَوْا بِأَنْفُسِهِمْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.
١٢ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، نَاصَرَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْعَقَائِدِيَّةَ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ عَامَ ١٩١٤. وَٱلْمَجْهُودُ ٱلْجَبَّارُ ٱلَّذِي بَذَلُوهُ مُذْهِلٌ بِكُلِّ ٱلْمَقَايِيسِ! تَعْلِيقًا عَلَى تِلْكَ ٱلْحِقْبَةِ، ذَكَرَ عَدَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩١٧ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَبَشِيرُ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ: «تَحَرَّرَ ٱلْمَلَايِينُ ٱلْيَوْمَ مِنْ قُيُودِ ٱلْخَوْفِ ٱلَّتِي فَرَضَتْهَا عَلَيْهِمْ تَعَالِيمُ جَهَنَّمَ وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلْعَقَائِدِ ٱلْبَاطِلَةِ . . . وَمَوْجَةُ ٱلْحَقِّ ٱلَّتِي تَشَكَّلَتْ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا تَزَالُ تَعْلُو وَتَعْلُو وَلَنْ تَتَرَاجَعَ حَتَّى تَغْمُرَ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا. أَمَّا ٱلْمُقَاوِمُونَ فَأَسْهَلُ لَهُمْ أَنْ يَرُدُّوا أَمْوَاجَ ٱلْمُحِيطِ ٱلْعَاتِيَةَ بِيَدَيْنِ هَزِيلَتَيْنِ مِنْ أَنْ يَرْدَعُوا ٱنْتِشَارَ ٱلْحَقِّ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ!».
١٣، ١٤ (أ) كَيْفَ أَعَدَّ ‹ٱلرَّسُولُ› ٱلطَّرِيقَ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ سَنَةٍ؟
١٣ وَٱلْآنَ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: هَلْ يُعْتَبَرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُسْتَعِدِّينَ لِبِدَايَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ إِنْ عَجِزُوا عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ يَسُوعَ وَأَبِيهِ يَهْوَهَ؟! هَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَكُونُوا مُهَيَّئِينَ إِنْ حَسِبُوا أَنَّ ٱلْخُلُودَ مِنْ نَصِيبِ ٱلْجَمِيعِ لَا هِبَةٌ ثَمِينَةٌ يُنْعِمُ بِهَا ٱللّٰهُ عَلَى عَدَدٍ قَلِيلٍ نِسْبِيًّا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟! أَوْ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَظُنُّوا أَنَّ ٱللّٰهَ يُعَذِّبُ ٱلنَّاسَ فِي جَهَنَّمَ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ دُونَ أَيِّ أَمَلٍ بِٱلرَّاحَةِ؟! لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ‹ٱلرَّسُولَ› أَعَدَّ بِٱلْفِعْلِ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
١٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا ٱلْيَوْمَ؟ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ ١٠٠ عَامٍ؟ عَلَى غِرَارِهِمْ، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ قُرَّاءً نَهِمِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَنَنْكَبَّ عَلَى دَرْسِهَا. (يو ١٧:٣) فَلْنَفْتَحْ شَهِيَّتَنَا إِذًا لِلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِيمَا يَشْتَدُّ جُوعُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَهْوُوسِ بِٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ. — اقرأ ١ تيموثاوس ٤:١٥.
«اُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي»
١٥ مَاذَا أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدْرِيجِيًّا؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ أَيْضًا.)
١٥ نَادَى تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِضَرُورَةِ ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ. عَامَ ١٨٧٩، أَتَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَلَى ذِكْرِ «ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ». فَهَلْ عَنَتْ بِذٰلِكَ ٱلْكُرْسِيَّ ٱلْبَابَوِيَّ أَوِ ٱلْكَنِيسَةَ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةَ ٱلرُّومَانِيَّةَ؟ طَوَالَ قُرُونٍ، زَعَمَتِ ٱلطَّوَائِفُ ٱلْبُرُوتِسْتَانْتِيَّةُ أَنَّ بَابِلَ ٱلْمُنْبَأَ عَنْهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُمَثِّلُ ٱلْكَنِيسَةَ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةَ. إِلَّا أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَدْرَكُوا تَدْرِيجِيًّا أَنَّ جَمِيعَ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ تَنْدَرِجُ ضِمْنَ «بَابِلَ» ٱلْعَصْرِيَّةِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ جَمِيعَهَا عَلَّمَ أَبَاطِيلَ عَقَائِدِيَّةً كَٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا آنِفًا.b وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، تَحَدَّثَتْ مَطْبُوعَاتُنَا بِصَرَاحَةٍ أَكْبَرَ عَمَّا يَنْبَغِي لِذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ فِي ٱلْكَنَائِسِ ٱلْبَابِلِيَّةِ فِعْلُهُ.
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ شَجَّعَ ٱلْمُجَلَّدُ ٱلثَّالِثُ مِنْ مُجَلَّدَاتِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ وَمَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلنَّاسَ أَنْ يَنْفَصِلُوا عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟ (ب) أَيُّ عَامِلٍ خَفَّفَ وَطْأَةَ تَحْذِيرَاتِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْبَاكِرَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٦ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نَاقَشَ ٱلْمُجَلَّدُ ٱلثَّالِثُ مِنْ مُجَلَّدَاتِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ عَامَ ١٨٩١ رَفْضَ ٱللّٰهِ لِبَابِلَ ٱلْعَصْرِيَّةِ وَذَكَرَ: «إِنَّ ٱلنِّظَامَ ٱلْكَنَسِيَّ بِرُمَّتِهِ وَبِكُلِّ تَشَعُّبَاتِهِ مَرْفُوضٌ تَمَامًا». وَأَضَافَ أَنَّ كُلَّ مَنْ «لَا يُوَافِقُونَ [بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ] فِي عَقَائِدِهَا وَمُمَارَسَتِهَا ٱلْبَاطِلَةِ مَدْعُوُّونَ ٱلْآنَ إِلَى ٱلِٱنْفِصَالِ عَنْهَا».
١٧ وَفِي كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) مِنْ عَامِ ١٩٠٠، قَدَّمَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَشُورَةً لِلَّذِينَ أَبْقَوْا أَسْمَاءَهُمْ مُدْرَجَةً فِي سِجِلَّاتِ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ، مُبَرِّرِينَ مَوْقِفَهُمْ بِٱلْقَوْلِ: «إِنِّي أُؤَيِّدُ ٱلْحَقَّ قَلْبًا وَقَالَبًا وَنَادِرًا مَا أَحْضُرُ تَجَمُّعَاتٍ دِينِيَّةً أُخْرَى». فَطَرَحَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسُّؤَالَ ٱلتَّالِيَ: «هَلْ هٰذَا تَصَرُّفٌ مَقْبُولٌ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِلْمَسِيحِيِّ رِجْلٌ فِي بَابِلَ وَرِجْلٌ خَارِجَهَا؟ هَلْ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّاعَةُ ٱلْمَطْلُوبَةُ . . . وَٱلْمَقْبُولَةُ وَٱلْمَرْضِيَّةُ لَدَى ٱللّٰهِ؟ قَطْعًا لَا! فَقَدْ قَطَعَ [عُضْوُ ٱلْكَنِيسَةِ] عَلَانِيَةً عَهْدًا عِنْدَمَا ٱنْضَمَّ إِلَى طَائِفَتِهِ، وَهُوَ مُلْزَمٌ أَنْ يُتِمَّ كَامِلَ بُنُودِهِ بِأَمَانَةٍ إِلَى أَنْ . . . يُنْكِرَ عُضْوِيَّتَهُ عَلَانِيَةً أَوْ يُلْغِيَهَا». وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، ٱزْدَادَتْ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ وُضُوحًا وَصَرَامَةً.c وَبَاتَ جَلِيًّا أَنَّ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَهَ قَطْعَ أَيِّ صِلَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.
١٨ لِمَ كَانَ ضَرُورِيًّا أَنْ يَخْرُجَ ٱلنَّاسُ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟
١٨ وَهُنَا نَسْأَلُ ثَانِيَةً: هَلْ كَانَ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمُنَصَّبُ مَلِكًا سَيَجِدُ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَيْئَةً مِنْ خُدَّامٍ مَمْسُوحِينَ مُجَهَّزِينَ لَوْلَا هٰذِهِ ٱلدَّعَوَاتُ ٱلْمُتَكَرِّرَةُ إِلَى ٱلْخُرُوجِ مِنْ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»؟ اَلْجَوَابُ وَاضِحٌ، فَوَحْدَهُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُحَرَّرُونَ مِنْ قَبْضَةِ بَابِلَ قَادِرُونَ أَنْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ «بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ». (يو ٤:٢٤) فَلْنُصَمِّمْ نَحْنُ أَيْضًا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَلْنَسْتَمِرَّ فِي إِطَاعَةِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْقَائِلَةِ: «اُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي». — اقرإ الرؤيا ١٨:٤.
اَلِٱجْتِمَاعُ مَعًا لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ
١٩، ٢٠ كَيْفَ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ؟
١٩ بَيَّنَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَهَمِّيَّةَ أَنْ يَجْتَمِعَ ٱلْمُؤْمِنُونَ مَعًا إِنْ أَمْكَنَ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ. لَا يَكْفِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْخُرُوجُ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. لِذٰلِكَ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مِنْ بِدَايَاتِهَا ٱلْقُرَّاءَ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا لِيَعْبُدُوا ٱللّٰهَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَتَبَ ٱلْأَخُ رَصِل فِي تَمُّوزَ (يُولْيُو) عَامَ ١٨٨٠ تَقْرِيرًا عَنْ جَوْلَةٍ أَلْقَى خِلَالَهَا خِطَابَاتٍ فِي عِدَّةِ مَنَاطِقَ. وَفِي تَقْرِيرِهِ أَخْبَرَ كَمْ كَانَتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْكَثِيرَةُ مُشَجِّعَةً. ثُمَّ حَثَّ ٱلْقُرَّاءَ أَنْ يُرْسِلُوا بِدَوْرِهِمْ تَقَارِيرَ عَنْ تَقَدُّمِهِمْ، وَكَانَ فِي نِيَّتِهِ أَنْ يَنْشُرَ بَعْضًا مِنْهَا فِي صَفَحَاتِ ٱلْمَجَلَّةِ لِيَطَّلِعَ ٱلْجَمِيعُ عَلَيْهَا. ذَكَرَ: «أَخْبِرُونَا . . . كَيْفَ يُبَارِكُكُمُ ٱلرَّبُّ، وَهَلْ تُوَاصِلُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَ مَعَ ٱلَّذِينَ يُشَاطِرُونَكُمْ إِيمَانَكُمُ ٱلنَّفِيسَ».
٢٠ وَعَامَ ١٨٨٢، نُشِرَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَقَالَةٌ بِعُنْوَانِ «اَلِٱجْتِمَاعُ مَعًا». وَقَدْ حَضَّتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَعْقِدُوا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ «لِيَبْنُوا وَيُشَجِّعُوا وَيُقَوُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ». وَأَضَافَتْ: «لَا ضَرُورَةَ أَنْ يُوجَدَ بَيْنَكُمْ شَخْصٌ مُتَعَلِّمٌ أَوْ مَوْهُوبٌ. بَلْ يَكْفِي أَنْ يَجْلُبَ كُلٌّ مِنْكُمْ كِتَابَهُ ٱلْمُقَدَّسَ وَوَرَقَةً وَقَلَمَ رَصَاصٍ، وَٱسْتَفِيدُوا قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مِنَ ٱلْمُسَاعِدَاتِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ كَفَهَارِسِ كَلِمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ . . . فِي ٱلْبِدَايَةِ، ٱخْتَارُوا مَوْضُوعًا مُعَيَّنًا وَٱطْلُبُوا إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ لِفَهْمِهِ. ثُمَّ ٱقْرَأُوا، حَلِّلُوا، وَقَارِنُوا ٱلْآيَاتِ بِآيَاتٍ أُخْرَى. وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ سَيُرْشِدُكُمْ حَتْمًا إِلَى ٱلْحَقِّ».
٢١ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَتْهُ ٱلْجَمَاعَةُ فِي أَللِّيغِينِي بِبِنْسِلْفَانْيَا فِي مَا يَخْتَصُّ بِٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَعَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ؟
٢١ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ٱتَّخَذَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ أَللِّيغِينِي فِي وِلَايَةِ بِنْسِلْفَانْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ مَقَرًّا لَهُمْ. وَهُنَاكَ رَسَمُوا مِثَالًا حَسَنًا بِٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا إِطَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ ٱلْمُوحَى بِهَا. (اقرإ العبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.) اِسْتَرْجَعَ أَخٌ مُسِنٌّ ٱسْمُهُ تْشَارْلْز كَابِن ذِكْرَيَاتِهِ عَنْ هٰذِهِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلَّتِي حَضَرَهَا فِي صِغَرِهِ. كَتَبَ: «لَا أَزَالُ أَذْكُرُ آيَةً خُطَّتْ عَلَى حَائِطٍ فِي قَاعَةِ ٱلْمَحَافِلِ ٱلتَّابِعَةِ لِلْجَمْعِيَّةِ. تَقُولُ: ‹مُعَلِّمُكُمْ وَاحِدٌ ٱلْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ›. وَلَا تَزَالُ لِهٰذِهِ ٱلْآيَةِ مَكَانَةٌ مُمَيَّزَةٌ عِنْدِي. فَلَا وُجُودَ لِصَفِّ رِجَالِ دِينٍ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ». (مت ٢٣:٨) وَٱنْطَبَعَتْ كَذٰلِكَ فِي ذَاكِرَةِ ٱلْأَخِ كَابِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ ٱلدَّسِمَةُ وَٱلتَّشْجِيعُ ٱلْحَارُّ وَجُهُودُ ٱلْأَخِ رَصِلَ ٱلدَّؤُوبَةُ لِرِعَايَةِ كُلِّ عُضْوٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِفْرَادِيًّا.
٢٢ هَلْ تَجَاوَبَ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْأُمَنَاءُ مَعَ ٱلْإِرْشَادِ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْهُمْ؟
٢٢ وَقَدْ تَجَاوَبَ أَشْخَاصٌ أُمَنَاءُ مَعَ هٰذَا ٱلْمِثَالِ وَأَذْعَنُوا لِلْإِرْشَادِ ٱلْمُقَدَّمِ لَهُمْ. فَتَشَكَّلَتْ جَمَاعَاتٌ فِي وِلَايَاتٍ أُخْرَى كَأُوهَايُو وَمِيشِيغَان، ثُمَّ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ وَفِي بُلْدَانٍ أُخْرَى أَيْضًا. وَهُنَا نَسْأَلُ ثَالِثَةً: هَلْ يُعَدُّ ٱلْأُمَنَاءُ مُهَيَّئِينَ بِٱلْفِعْلِ لِحُضُورِ ٱلْمَسِيحِ إِنْ لَمْ يُدَرَّبُوا عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ إِطَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ ٱلْمُلْهَمَةِ؟! تَشَبُّهًا بِهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، لِنُصَمِّمْ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَلَى حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ وَلْنَسْتَغِلَّ كُلَّ فُرْصَةٍ سَانِحَةٍ لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ مَعًا وَبِنَاءِ وَاحِدِنَا ٱلْآخَرَ.
اَلْكِرَازَةُ بِغَيْرَةٍ
٢٣ كَيْفَ أَوْضَحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ؟
٢٣ عَلَّمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ. عَلَّقَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٨٨٥: «لَا نَنْسَ أَبَدًا أَنَّ كُلَّ مَمْسُوحٍ مَمْسُوحٌ لِيُبَشِّرَ (اش ٦١:١)، أَيْ مَدْعُوٌّ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ». كَمَا أَوْرَدَ عَدَدٌ صَادِرٌ عَامَ ١٨٨٨ ٱلْحَضَّ ٱلتَّالِيَ: «تَفْوِيضُنَا وَاضِحٌ لَا لُبْسَ فِيهِ . . . وَإِذَا تَجَاهَلْنَاهُ وَٱسْتَعْفَيْنَا، نَكُونُ خُدَّامًا كَسَالَى بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ غَيْرَ جَدِيرِينَ بِٱلِٱمْتِيَازِ ٱلرَّفِيعِ ٱلَّذِي أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْنَا».
٢٤، ٢٥ (أ) هَلِ ٱكْتَفَى رَصِل وَأَصْدِقَاؤُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ بِتَشْجِيعِ ٱلنَّاسِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ؟ (ب) كَيْفَ وَصَفَ أَحَدُ مُوَزِّعِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْجَائِلِينَ نَشَاطَهُ قَبْلَ «عَصْرِ ٱلسَّيَّارَاتِ»؟
٢٤ وَلَمْ يَكْتَفِ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ بِتَشْجِيعِ ٱلنَّاسِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ. فَقَدْ أَصْدَرُوا نَشَرَاتٍ بِعُنْوَانِ نَشَرَاتُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (دُعِيَتْ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ نَشَرَاتُ ٱللَّاهُوتِ ٱلْقَدِيمِ ٱلْفَصْلِيَّةُ.) وَقَدْ حَصَلَ قُرَّاءُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَلَيْهَا لِيُوَزِّعُوهَا مَجَّانًا عَلَى ٱلنَّاسِ.
يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ تَحْتَلُّ ٱلْكِرَازَةُ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي حَيَاتِي؟›
٢٥ آنَذَاكَ، عُرِفَ مَنْ كَرَّسُوا حَيَاتَهُمْ كَامِلًا لِلْخِدْمَةِ بِٱلِٱسْمِ «مُوَزِّعُو ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْجَائِلُونَ». وَقَدْ شَارَكَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ تْشَارْلْز كَابِنُ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا. اِسْتَذْكَرَ لَاحِقًا: «اِسْتَنَدْتُ إِلَى خَرَائِطَ صَادِرَةٍ عَنْ دَائِرَةِ ٱلْمَسْحِ ٱلْجِيُولُوجِيِّ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ لِأُغَطِّيَ ٱلْمُقَاطَعَةَ فِي بِنْسِلْفَانْيَا. وَقَدْ بَيَّنَتْ هٰذِهِ ٱلْخَرَائِطُ جَمِيعَ ٱلطُّرُقَاتِ مِمَّا مَكَّنَنِي مِنْ بُلُوغِ مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْوِلَايَةِ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ. أَحْيَانًا كُنْتُ أَتَنَقَّلُ فِي ٱلرِّيفِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لِأُسَجِّلَ ٱلطَّلِبَاتِ لِلْحُصُولِ عَلَى سِلْسِلَةِ ٱلْكُتُبِ دُرُوسٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. بَعْدَئِذٍ كُنْتُ أَسْتَأْجِرُ عَرَبَةً يَجُرُّهَا حِصَانٌ لِأُوصِلَ ٱلْكُتُبَ. وَغَالِبًا مَا تَوَقَّفْتُ وَنِمْتُ عِنْدَ ٱلْمُزَارِعِينَ. هٰكَذَا كُنَّا نَكْرِزُ قَبْلَ عَصْرِ ٱلسَّيَّارَاتِ».
٢٦ (أ) لِمَ لَزِمَ أَنْ يَنْهَمِكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْكِرَازَةِ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِحُكْمِ ٱلْمَسِيحِ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَطْرَحَهُمَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟
٢٦ لَا شَكَّ أَنَّ جُهُودَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَوَائِلِ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ ٱسْتَلْزَمَتِ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلْغَيْرَةَ. وَلٰكِنْ لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ: ‹هَلْ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ سَيُعْتَبَرُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِحُكْمِ ٱلْمَسِيحِ مَا لَمْ يُدْرِكُوا أَهَمِّيَّةَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟›. اَلْجَوَابُ: قَطْعًا لَا! فَهٰذَا ٱلْعَمَلُ كَانَ سَيُصْبِحُ وَجْهًا أَسَاسِيًّا يُمَيِّزُ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ. (مت ٢٤:١٤) لِذَا وَجَبَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ آنَذَاكَ أَنْ يَكُونَ مُهَيَّأً لِوَضْعِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْحَيَوِيِّ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ. وَيَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَيْضًا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ تَحْتَلُّ ٱلْكِرَازَةُ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي حَيَاتِي؟ هَلْ أُضَحِّي لِأُشَارِكَ فِيهَا كَامِلًا؟›.
وُلِدَ ٱلْمَلَكُوتُ أَخِيرًا!
٢٧، ٢٨ مَاذَا رَأَى ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا، وَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ تِجَاهَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٢٧ وَأَخِيرًا حَلَّتْ سَنَةُ ١٩١٤ ٱلْمَفْصِلِيَّةُ! وَكَمَا نَاقَشْنَا أَوَّلَ ٱلْفَصْلِ، لَمْ يَشْهَدْ أَيُّ إِنْسَانٍ بِأُمِّ ٱلْعَيْنِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ. إِلَّا أَنَّ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا رَأَى رُؤْيَا صَوَّرَتْ مَا حَدَثَ بِرُمُوزٍ. فَقَدْ شَاهَدَ «آيَةً عَظِيمَةً» فِي ٱلسَّمَاءِ عَنِ «ٱمْرَأَةٍ» تُمَثِّلُ هَيْئَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ مَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ سَمَاوِيَّةٍ. كَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ حُبْلَى وَوَلَدَتِ ٱبْنًا ذَكَرًا. وَٱلْوَلَدُ حَسْبَمَا يُخْبِرُنَا يُوحَنَّا «سَيَرْعَى جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ». وَلٰكِنْ مَا إِنْ وَلَدَتِ ٱلْمَرْأَةُ حَتَّى «ٱخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى ٱللّٰهِ وَإِلَى عَرْشِهِ». ثُمَّ سُمِعَ صَوْتٌ عَالٍ فِي ٱلسَّمَاءِ يَقُولُ: «اَلْآنَ صَارَ خَلَاصُ إِلٰهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمَلَكُوتُهُ وَسُلْطَةُ مَسِيحِهِ». — رؤ ١٢:١، ٥، ١٠.
٢٨ لَا شَكَّ أَنَّ يُوحَنَّا شَاهَدَ فِي رُؤْيَاهُ هٰذِهِ وِلَادَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. كَانَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ مَجِيدًا بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ؛ وَلٰكِنْ لَيْسَ بِنَظَرِ ٱلْجَمِيعِ. فَٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ حَارَبُوا ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْأُمَنَاءَ تَحْتَ قِيَادَةِ مِيخَائِيلَ، أَيِ ٱلْمَسِيحِ. وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟ «طُرِحَ ٱلتِّنِّينُ ٱلْعَظِيمُ، ٱلْحَيَّةُ ٱلْأُولَى، ٱلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ، ٱلَّذِي يُضِلُّ ٱلْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا، طُرِحَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلَائِكَتُهُ». — رؤ ١٢:٧، ٩.
٢٩، ٣٠ بَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ كَيْفَ تَبَدَّلَتِ ٱلْأَحْوَالُ (أ) عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ (ب) فِي ٱلسَّمَاءِ؟
٢٩ قَبْلَ عَامِ ١٩١٤ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ، أَخْبَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ تِلْكَ ٱلسَّنَةَ سَتَشْهَدُ بِدَايَةَ حِقْبَةٍ مِنَ ٱلِٱضْطِرَابَاتِ. وَلٰكِنْ مَا خُيِّلَ لَهُمْ قَطُّ أَنْ تَصْدُقَ تَوَقُّعَاتُهُمْ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ! فَسَطْوَةُ ٱلشَّيْطَانِ عَلَى ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْبَشَرِيِّ تَضَاعَفَتْ حَسْبَمَا تَكْشِفُ رُؤْيَا يُوحَنَّا. أَنْبَأَ قَائِلًا: «وَيْلٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ، لِأَنَّ إِبْلِيسَ قَدْ نَزَلَ إِلَيْكُمَا، وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ، عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا!». (رؤ ١٢:١٢) وَبِٱلْفِعْلِ ٱنْدَلَعَتْ عَامَ ١٩١٤ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى وَشَهِدَتِ ٱلْأَرْضُ بِدَايَةَ إِتْمَامِ عَلَامَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ. وَهٰكَذَا ٱبْتَدَأَتِ «ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ» لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا. — ٢ تي ٣:١.
٣٠ بِٱلْمُقَابِلِ، عَمَّتِ ٱلْفَرْحَةُ ٱلسَّمَاءَ. فَٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ طُرِدُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ! نَقْرَأُ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا: «لِذٰلِكَ تَهَلَّلِي، أَيَّتُهَا ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلسَّاكِنُونَ فِيهَا!». (رؤ ١٢:١٢) وَبَعْدَ أَنْ تَطَهَّرَتِ ٱلسَّمَاءُ وَنُصِّبَ يَسُوعُ مَلِكًا، بَاتَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ عَلَى أُهْبَةِ ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِيَعْمَلَ مِنْ أَجْلِ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمَاذَا فَعَلَ؟ حَسْبَمَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ، كَانَ ٱلْمَسِيحُ بِصِفَتِهِ «رَسُولَ ٱلْعَهْدِ» سَيُمَحِّصُ أَوَّلًا خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْأَرْضِيِّينَ. فَعَلَامَ ٱشْتَمَلَ ذٰلِكَ؟
شَعْبُ ٱللّٰهِ يُمْتَحَنُ
٣١ بِمَ أَنْبَأَ مَلَاخِي عَنْ فَتْرَةِ ٱلتَّمْحِيصِ، وَكَيْفَ بَدَأَ إِتْمَامُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ أَيْضًا.)
٣١ أَنْبَأَ مَلَاخِي أَنَّ عَمَلِيَّةَ ٱلتَّمْحِيصِ لَنْ تَكُونَ سَهْلَةً. كَتَبَ: «مَنْ يَتَحَمَّلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ، وَمَنْ يَقِفُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لِأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ ٱلْمُمَحِّصِ وَمِثْلُ أُشْنَانِ ٱلْقَصَّارِينَ». (مل ٣:٢) وَكَمْ كَانَتْ كَلِمَاتُهُ صَحِيحَةً! فَٱبْتِدَاءً مِنْ عَامِ ١٩١٤، وَاجَهَ شَعْبُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ سِلْسِلَةَ ٱمْتِحَانَاتٍ وَمَصَاعِبَ. وَفِيمَا ٱسْتَعَرَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى، وَاجَهَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُقَاوَمَةً شَرِسَةً وَزُجُّوا فِي ٱلسِّجْنِ.d
٣٢ أَيُّ خَضَّةٍ تَعْرَّضَ لَهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ بَعْدَ عَامِ ١٩١٦؟
٣٢ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، تَعَرَّضَتِ ٱلْهَيْئَةُ لِخَضَّةٍ مِنَ ٱلدَّاخِلِ أَيْضًا. فَعَامَ ١٩١٦، مَاتَ ٱلْأَخُ رَصِل عَنْ عُمْرِ ٦٤ سَنَةً فَقَطْ. وَخَبَرُ وَفَاتِهِ أَحْدَثَ صَدْمَةً لِشَرِيحَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ. وَٱتَّضَحَ آنَذَاكَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ عَلَّقُوا أَهَمِّيَّةً مُفْرِطَةً عَلَى هٰذِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْبَارِزَةِ. وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْأَخَ رَصِل لَمْ يَرْغَبْ إِطْلَاقًا فِي نَيْلِ هٰذَا ٱلْإِكْرَامِ، فَقَدْ بَلَغَ إِجْلَالُ بَعْضِ ٱلْإِخْوَةِ لَهُ حَدَّ ٱلتَّأْلِيهِ. وَظَنَّ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْكَشْفَ ٱلتَّقَدُّمِيَّ عَنِ ٱلْحَقِّ ٱنْتَهَى بِمَوْتِهِ، حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ قَاوَمُوا بِشَرَاسَةٍ ٱلْجُهُودَ لِلْمُضِيِّ قُدُمًا! فَأَسْهَمَ مَوْقِفُهُمْ هٰذَا فِي نَشْأَةِ ٱرْتِدَادٍ أَحْدَثَ شَرْخًا فِي صُفُوفِ ٱلْهَيْئَةِ.
٣٣ كَيْفَ شَكَّلَتْ خَيْبَاتُ ٱلْأَمَلِ ٱمْتِحَانًا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ؟
٣٣ وَقَدْ شَكَّلَتْ خَيْبَاتُ ٱلْأَمَلِ ٱمْتِحَانًا آخَرَ إِذْ لَمْ تَتَحَقَّقْ بَعْضُ ٱلتَّوَقُّعَاتِ. صَحِيحٌ أَنَّ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَصَابَتْ فِي ٱلْإِشَارَةِ إِلَى سَنَةِ ١٩١٤ بِوَصْفِهَا مَوْعِدَ ٱنْتِهَاءِ أَزْمِنَةِ ٱلْأُمَمِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ لَمْ يَكُونُوا قَدْ فَهِمُوا مَا سَيَحْصُلُ آنَذَاكَ. (لو ٢١:٢٤) فَقَدْ ظَنُّوا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيَأْخُذُ صَفَّ ٱلْعَرُوسِ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ تِلْكَ ٱلسَّنَةَ لِيَحْكُمُوا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَبِٱلطَّبْعِ لَمْ تَتَحَقَّقْ تَوَقُّعَاتُهُمْ هٰذِهِ. ثُمَّ فِي أَوَاخِرِ عَامِ ١٩١٧، أَعْلَنَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ فَتْرَةَ حَصَادٍ طُولُهَا ٤٠ عَامًا سَتَنْتَهِي فِي رَبِيعِ عَامِ ١٩١٨. وَلٰكِنْ مَرَّةً جَدِيدَةً لَمْ يَنْتَهِ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ، بَلِ ٱزْدَهَرَ بَعْدَ هٰذَا ٱلتَّارِيخِ. فَٱقْتَرَحَتِ ٱلْمَجَلَّةُ أَنَّ ٱلْحَصَادَ ٱنْتَهَى بِٱلْفِعْلِ، إِنَّمَا بَقِيَتْ فَتْرَةٌ مِنَ ٱللُّقَاطِ بَعْدُ. مَعَ ذٰلِكَ، تَوَقَّفَ كَثِيرُونَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِسَبَبِ خَيْبَةِ ٱلْأَمَلِ.
٣٤ أَيُّ ٱمْتِحَانٍ رَهِيبٍ أَلَمَّ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ عَامَ ١٩١٨، وَلِمَ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ «أَمْوَاتًا»؟
٣٤ وَفِي عَامِ ١٩١٨، وَاجَهَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱمْتِحَانًا رَهِيبًا. فَقَدِ ٱعْتُقِلَ جُوزِيف ف. رَذَرْفُورْد، خَلِيفَةُ رَصِل فِي قِيَادَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ، مَعَ سَبْعَةِ إِخْوَةٍ مَسْؤُولِينَ. وَحُكِمَ عَلَيْهِمْ ظُلْمًا بِٱلسَّجْنِ مُدَّةً طَوِيلَةً فِي سِجْنٍ فِدِرَالِيٍّ فِي أَتْلَانْتَا بِوِلَايَةِ جُورْجِيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. وَبَدَا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ أَنَّ عَمَلَ شَعْبِ ٱللّٰهِ قَدْ شُلَّ. فَتَهَلَّلَ كَثِيرُونَ مِنْ رِجَالِ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ، إِذْ تَوَهَّمُوا أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «ٱلْمُزْعِجِينَ» أَصْبَحُوا «أَمْوَاتًا» وَمَا عَادُوا يُشَكِّلُونَ أَيَّ تَهْدِيدٍ. أَفَلَيْسَ «قَادَتُهُمْ» قَيْدَ ٱلِٱعْتِقَالِ وَمَرْكَزُهُمُ ٱلرَّئِيسِيُّ فِي بْرُوكْلِين مُقْفَلًا وَعَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ فِي أَمِيرْكَا وَأُورُوبَّا؟! (رؤ ١١:٣، ٧-١٠) وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا ٱكْتَشَفَ هٰؤُلَاءِ أَنَّ ٱلرِّيَاحَ تَجْرِي بِمَا لَا تَشْتَهِي ٱلسُّفُنُ . . .
إِحْيَاءُ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ
٣٥ لِمَ سَمَحَ يَسُوعُ بِأَنْ تُصِيبَ ٱلشَّدَائِدُ أَتْبَاعَهُ، وَكَيْفَ سَاعَدَهُمْ؟
٣٥ خَفِيَ عَلَى أَعْدَاءِ ٱلْحَقِّ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَسْمَحْ بِأَنْ تُصِيبَ هٰذِهِ ٱلشَّدَائِدُ شَعْبَهُ إِلَّا لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ جَالِسًا آنَذَاكَ «كَمَنْ يُمَحِّصُ ٱلْفِضَّةَ وَيُنَقِّيهَا». (مل ٣:٣) فَيَهْوَهُ وَيَسُوعُ كَانَا مُتَأَكِّدَيْنِ أَنَّ ٱلْأُمَنَاءَ سَيَنْبَعِثُونَ مِنَ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ ٱلنَّارِيَّةِ مُمَحَّصِينَ وَمُطَهَّرِينَ وَبِأَفْضَلِ حَالٍ لِيَخْدُمُوا ٱلْمَلِكَ. وَمِنْ بِدَايَةِ عَامِ ١٩١٩، أَصْبَحَ جَلِيًّا أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ حَقَّقَ ٱلْمُسْتَحِيلَ فِي نَظَرِ أَعْدَائِهِ حِينَ أَحْيَا أَتْبَاعَهُ ٱلْأُمَنَاءَ. (رؤ ١١:١١) فَكَمَا يَظْهَرُ، تَمَّمَ ٱلْمَسِيحُ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَحَدَ أَوْجُهِ عَلَامَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ بِتَعْيِينِهِ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ». وَهٰذَا ٱلْعَبْدُ يَتَأَلَّفُ مِنْ مَجْمُوعَةٍ صَغِيرَةٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ أَتْبَاعِهِ بِإِعْطَائِهِمِ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ. — مت ٢٤:٤٥-٤٧.
٣٦ مَاذَا أَظْهَرَ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ أُقِيمُوا رُوحِيًّا؟
٣٦ أُخْلِيَ سَبِيلُ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد وَرِفَاقِهِ فِي ٢٦ آذَارَ (مَارِس) ١٩١٩. وَسُرْعَانَ مَا رُتِّبَ لِعَقْدِ مَحْفِلٍ فِي أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ٱلتَّالِي. كَمَا بُوشِرَ ٱلْإِعْدَادُ لِنَشْرِ مَجَلَّةٍ ثَانِيَةٍ تُدْعَى اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ. وَهٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ ٱلْمُرَافِقَةُ لِمَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ صُمِّمَتْ لِلِٱسْتِعْمَالِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.e وَشَهِدَتْ تِلْكَ ٱلسَّنَةُ أَيْضًا إِصْدَارَ أَوَّلِ عَدَدٍ مِنْ اَلنَّشْرَةُ ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْيَوْمَ دَلِيلَ ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَمُنْذُ بِدَايَاتِهَا، شَجَّعَتْ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ عَلَى ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لِإِيصَالِ ٱلرِّسَالَةِ لِكُلِّ شَخْصٍ ٱكْتَسَبَتْ أَهَمِّيَّةً مُتَزَايِدَةً بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩١٩.
٣٧ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْبَعْضُ بَعْدَ عَامِ ١٩١٩ أَنَّهُمْ بِلَا وَلَاءٍ؟
٣٧ وَعَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ سَاهَمَ هُوَ ٱلْآخَرُ فِي تَمْحِيصِ خُدَّامِ ٱلْمَسِيحِ، إِذْ إِنَّ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ وَٱلْمُتَعَجْرِفِينَ بَيْنَهُمْ مَا كَانُوا لِيَنْهَمِكُوا فِي عَمَلٍ مُتَوَاضِعٍ لَا يَلِيقُ «بِمَقَامِهِمْ». لِذَا فَإِنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا ٱلْمُشَارَكَةَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ فَرَزُوا أَنْفُسَهُمْ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ. وَبَعْدَ عَامِ ١٩١٩، ٱسْتَحْوَذَتِ ٱلْمَرَارَةُ عَلَى بَعْضِهِمْ فَلَجَأُوا إِلَى ٱلْقَدْحِ وَٱلذَّمِّ فِي خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ، حَتَّى إِنَّهُمْ وَقَفُوا إِلَى جَانِبِ مُضْطَهِدِيهِمْ.
٣٨ عَلَامَ تَدُلُّ ٱلِٱنْتِصَارَاتُ وَٱلنَّجَاحَاتُ ٱلَّتِي يُحَقِّقُهَا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٣٨ رَغْمَ هُجُومَاتٍ كَهٰذِهِ، تَوَاصَلَ نُمُوُّ وَٱزْدِهَارُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ رُوحِيًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَكُلُّ نَجَاحٍ أَحْرَزُوهُ مُذَّاكَ، كُلُّ ٱنْتِصَارٍ حَقَّقُوهُ، يُزَوِّدُنَا ٱلدَّلِيلَ تِلْوَ ٱلْآخَرِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ! فَكَيْفَ لِحَفْنَةٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ يَنْتَصِرُوا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ دُونَ دَعْمِ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالِ وَبَرَكَتِهِ مِنْ خِلَالِ ٱبْنِهِ وَمَلَكُوتِهِ؟! — اقرأ اشعيا ٥٤:١٧.
٣٩، ٤٠ (أ) مَا بَعْضُ مُمَيِّزَاتِ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ؟ (ب) كَيْفَ يُفِيدُكَ دَرْسُ هٰذَا ٱلْكِتَابِ؟
٣٩ عَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ، تَتَفَحَّصُ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ إِنْجَازَاتِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُنْذُ وِلَادَتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ. وَفِي كُلِّ قِسْمٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ، نَتَنَاوَلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَتُسَاعِدُنَا أُطُرُ ٱلْمُرَاجَعَةِ فِي كُلِّ فَصْلٍ كَيْ نَكْتَشِفَ هَلِ ٱلْمَلَكُوتُ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا. وَأَخِيرًا نُنَاقِشُ فِي ٱلْفُصُولِ ٱلْخِتَامِيَّةِ مَا يُمْكِنُنَا تَوَقُّعُهُ عِنْدَ مَجِيءِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ لِيَقْضِيَ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَيُؤْذِنَ بِتَحَوُّلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ. فَكَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ؟
٤٠ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُخْمِدَ تَدْرِيجِيًّا إِيمَانَكَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. أَمَّا يَهْوَهُ فَيَرْغَبُ أَنْ يُشَدِّدَ فِيكَ ٱلْإِيمَانَ ٱلَّذِي يَحْمِيكَ وَيُقَوِّيكَ. (اف ٦:١٦) وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، نَحُثُّكَ أَنْ تَجْتَهِدَ فِي دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ. وَلْتُدَاوِمْ عَلَى سُؤَالِ نَفْسِكَ: ‹هَلِ ٱلْمَلَكُوتُ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِي؟›. فَكُلَّمَا كَانَ وَاقِعِيًّا فِي عَيْنَيْكَ، تَضَاعَفَ ٱلِٱحْتِمَالُ أَنْ تَكُونَ بَيْنَ خُدَّامِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأُمَنَاءِ وَٱلنَّشِيطِينَ يَوْمَ يَرَى ٱلْجَمِيعُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حَقِيقِيٌّ وَيَحْكُمُ بِٱلْفِعْلِ.
a لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ سْتَتْسُون وَسْتُورْز وَغْرُو، رَاجِعْ كِتَابَ شُهُودُ يَهْوَهَ — مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٤٥-٤٦.
b أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ضَرُورَةَ ٱلِٱنْسِحَابِ مِنَ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُبْقِي عَلَى صَدَاقَتِهَا مَعَ ٱلْعَالَمِ. مَعَ ذٰلِكَ، ظَلُّوا طَوَالَ سَنَوَاتٍ يَعْتَبِرُونَ مَنْ يَدَّعُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْفِدْيَةِ وَٱلِٱنْتِذَارَ لِلّٰهِ إِخْوَةً مَسِيحِيِّينَ وَلَوْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
c أَحَدُ ٱلْعَوَامِلِ ٱلَّتِي خَفَّفَتْ مِنْ وَطْأَةِ هٰذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلْبَاكِرَةِ أَنَّهَا طُبِّقَتْ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ عَلَى قَطِيعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلصَّغِيرِ ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ ٠٠٠,١٤٤. فَكَمَا نَرَى فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْخَامِسِ، ٱعْتُقِدَ قَبْلَ ٱلْعَامِ ١٩٣٥ أَنَّ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› ٱلْمَذْكُورَ فِي ٱلرُّؤْيَا ٧:٩، ١٠ سَيَشْمُلُ أَعْدَادًا غَفِيرَةً مِنْ أَعْضَاءِ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَسَيُشَكِّلُ هٰؤُلَاءِ صَفًّا سَمَاوِيًّا ثَانَوِيًّا مُكَافَأَةً لَهُمْ لِأَنَّهُمْ أَيَّدُوا ٱلْمَسِيحَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ.
d فِي شَهْرِ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) مِنْ عَامِ ١٩٢٠، صَدَرَ عَدَدٌ خَاصٌّ مِنْ مَجَلَّةِ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ (اَلْآنَ اِسْتَيْقِظْ!) يَسْرِدُ بِٱلتَّفْصِيلِ عِدَّةَ حَوَادِثَ ٱضْطُهِدَ فِيهَا ٱلْإِخْوَةُ أَثْنَاءَ ٱلْحَرْبِ فِي أَلْمَانِيَا وَإِنْكِلْتَرَا وَكَنَدَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ، وَبْعَضُهَا كَانَ شَرِسًا إِلَى أَقْصَى ٱلْحُدُودِ. أَمَّا ٱلْعُقُودُ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى فَقَلَّمَا شَهِدَتِ ٱضْطِهَادًا شَرِسًا كَهٰذَا.
e لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، صُمِّمَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ خُصُوصًا لِبُنْيَانِ أَعْضَاءِ ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ.