‹مَسُوقُونَ بِرُوحٍ قُدُسٍ›
«لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسٌ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ». — ٢ بط ١:٢١.
١ لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا؟
كَيْفَ أَتَيْنَا إِلَى ٱلْوُجُودِ؟ مَا ٱلْقَصْدُ مِنْ حَيَاتِنَا؟ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يَنْتَظِرُنَا؟ مَاذَا وَرَاءَ أَحْوَالِ ٱلْعَالَمِ؟ مَاذَا يَحْدُثُ لَنَا عِنْدَمَا نَمُوتُ؟ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةُ تَدُورُ فِي خَلَدِ ٱلنَّاسِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نَعْرِفَ ٱلْإِجَابَةَ عَنْهَا وَعَنْ غَيْرِهَا مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْهَامَّةِ دُونَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا؟ فَلَوْلَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ لَتَعَلَّمْنَا بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مِنْ تَجْرِبَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَفِي هذِهِ ٱلْحَالِ، مَنْ مِنَّا كَانَ سَيُشَاطِرُ ٱلْمُرَنِّمَ ٱلْمُلْهَمَ مَشَاعِرَهُ حِيَالَ «شَرِيعَةِ يَهْوَهَ»؟! — اِقْرَأْ مزمور ١٩:٧.
٢ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى تَقْدِيرِنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَعَطِيَّةٍ ثَمِينَةٍ مِنَ ٱللّٰهِ؟
٢ مِنَ ٱلْمُحْزِنِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ سَمَحُوا بِأَنْ تَبْرُدَ مَحَبَّتُهُمُ ٱلْأُولَى لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (قَارِنْ رؤيا ٢:٤.) فَمَا عَادُوا يَسْلُكُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُرْضِي يَهْوَهَ. (اش ٣٠:٢١) وَلكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ يَحْدُثَ ذلِكَ لَنَا. فَبِٱسْتِطَاعَتِنَا بَلْ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى تَقْدِيرِنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَعَالِيمِهِ إِذْ هُوَ عَطِيَّةٌ ثَمِينَةٌ مِنْ خَالِقِنَا ٱلْمُحِبِّ. (يع ١:١٧) وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا ‹لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ›؟ إِحْدَى ٱلْوَسَائِلِ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ كَيْفَ وُجِّهَ كَتَبَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْ يُدَوِّنُوهُ. فَلْنَتَفَحَّصْ مَعًا بَعْضًا مِنَ ٱلْأَدِلَّةِ ٱلْوَافِرَةِ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّهُ كُتِبَ بِرُوحِ ٱلْوَحْيِ. وَهذَا مَا يَحُثُّنَا عَلَى قِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ يَوْمِيًّا وَوَضْعِ مَشُورَتِهِ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ فِي حَيَاتِنَا. — عب ٤:١٢.
كَيْفَ كَانُوا «مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ»؟
٣ كَيْفَ كَانَ ٱلْأَنْبِيَاءُ وَكَتَبَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ»؟
٣ عَلَى مَرِّ ٦١٠,١ سَنَوَاتٍ ٱمْتَدَّتْ مِنْ عَامِ ١٥١٣ قم إِلَى ٩٨ بم، خُطَّ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِيَدِ نَحْوِ ٤٠ رَجُلًا كَانَ ٱلْبَعْضُ مِنْهُمْ أَنْبِياءَ «مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ». (اِقْرَأْ ٢ بطرس ١:٢٠، ٢١.) وَٱلْفِعْلُ ٱلْيُونَانِيُّ ٱلَّذِي يُتَرْجَمُ إِلَى «سَاقَ» يَعْنِي «نَقَلَ أَوْ حَمَلَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى آخَرَ» وَهُوَ «يُتَرْجَمُ بِهذِهِ ٱلطَّرَائِقِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ: اِقْتِيدَ، سُيِّرَ، ٱنْقَادَ».a وَيَرِدُ هذَا ٱلْفِعْلُ فِي أَعْمَال ٢٧:١٥ حَيْثُ يُوصَفُ مَرْكَبٌ ٱخْتَطَفَتْهُ ٱلرِّيحُ وَٱقْتَادَتْهُ، أَيْ سَيَّرَتْهُ بِٱتِّجَاهٍ مُعَيَّنٍ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، عِنْدَمَا نَقْرَأُ أَنَّ أَنْبِيَاءَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَكَتَبَتَهُ كَانُوا «مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ»، يَعْنِي ذلِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ تَوَاصَلَ مَعَهُمْ وَدَفَعَهُمْ وَوَجَّهَهُمْ بِوَاسِطَةِ قُوَّتِهِ ٱلْفَعَّالَةِ. وَهكَذَا دَوَّنُوا أَفْكَارَهُ لَا أَفْكَارَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ، حَتَّى إِنَّهُمْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ لَمْ يَفْهَمُوا مَا كَتَبُوهُ أَوْ تَنَبَّأُوا بِهِ. (دا ١٢:٨، ٩) نَعَمْ، «كُلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ» وَلَا تَشُوبُهَا أَيَّةُ آرَاءٍ بَشَرِيَّةٍ. — ٢ تي ٣:١٦.
٤-٦ كَيْفَ نَقَلَ يَهْوَهُ رِسَالَتَهُ إِلَى كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ أَوْضِحُوا.
٤ وَلكِنْ كَيْفَ نَقَلَ يَهْوَه رِسَالَتَهُ إِلَى كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ هَلْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ بِكَلِمَاتٍ مُحَدَّدَةٍ أَمْ بِمُجَرَّدِ أَفْكَارٍ يُعَبِّرُونَ عَنْهَا بِكَلِمَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ؟ فَكِّرْ مَثَلًا كَيْفَ يُعِدُّ رَجُلُ أَعْمَالٍ رِسَالَةً مَا. فَحِينَ تَهُمُّهُ ٱلْكَلِمَاتُ بِحَدِّ ذَاتِهَا، يُدَوِّنُ هُوَ ٱلرِّسَالَةَ أَوْ يُمْلِيهَا عَلَى سِكْرِتِيرَتِهِ كَلِمَةً كَلِمَةً فَتَطْبَعُهَا ثُمَّ يُوَقِّعُهَا هُوَ. أَمَّا فِي حَالَاتٍ أُخْرَى، فَيُطْلِعُهَا عَلَى ٱلْأَفْكَارِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَيَدَعُهَا تَصُوغُ ٱلرِّسَالَةَ بِأُسْلُوبِهَا وَمُفْرَدَاتِهَا ٱلْخَاصَّةِ. ثُمَّ يُرَاجِعُ مَا كَتَبَتْهُ وَيَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تُجْرِيَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ ٱللَّازِمَةَ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، تَحْمِلُ ٱلرِّسَالَةُ تَوْقِيعَهُ ٱلْخَاصَّ وَتُعْتَبَرُ مُرْسَلَةً مِنْهُ شَخْصِيًّا.
٥ بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ، كُتِبَتْ بَعْضُ أَجْزَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «بِإِصْبَعِ ٱللّٰهِ». (خر ٣١:١٨) كَمَا أَمْلَى يَهْوَهُ عَلَى ٱلْكَتَبَةِ كَلِمَاتٍ مُعَيَّنَةً حِينَ رَأَى ذلِكَ مُهِمًّا. مَثَلًا، نَقْرَأُ فِي خُرُوج ٣٤:٢٧: «قَالَ يَهْوَهُ لِمُوسَى: ‹اُكْتُبْ لِنَفْسِكَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، لِأَنِّي بِحَسَبِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَقْطَعُ عَهْدًا مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ›». كَمَا قَالَ لِلنَّبِيِّ إِرْمِيَا: «اُكْتُبْ لَكَ فِي كِتَابٍ كُلَّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أُكَلِّمَكَ بِهِ». — ار ٣٠:٢.
٦ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، غَالِبًا مَا كَانَ ٱللّٰهُ يَنْقُلُ عَجَائِبِيًّا أَفْكَارًا، لَا عِبَارَاتٍ مُحَدَّدَةً، إِلَى عُقُولِ وَقُلُوبِ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، مَا أَتَاحَ لَهُمْ أَنْ يَخْتَارُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تُعَبِّرُ عَنْهَا. تَذْكُرُ ٱلْجَامِعَة ١٢:١٠: «طَلَبَ ٱلْجَامِعَةُ أَنْ يَجِدَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُسِرَّةَ وَكِتَابَةَ كَلِمَاتِ ٱلْحَقِّ ٱلسَّدِيدَةِ». وَكَاتِبُ ٱلْإِنْجِيلِ لُوقَا ‹تَتَبَّعَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ مِنَ ٱلْأَوَّلِ بِدِقَّةٍ لِيَكْتُبَهَا بِٱلتَّرْتِيبِ›. (لو ١:٣) وَحَرَصَ رُوحُ ٱللّٰهِ أَلَّا يُفْسِدَ ٱلنَّقْصُ ٱلْبَشَرِيُّ رِسَالَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٧ كَيْفَ تَجَلَّتْ حِكْمَةُ يَهْوَهَ فِي ٱسْتِخْدَامِهِ بَشَرًا لِتَدْوِينِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٧ وَقَدْ تَجَلَّتْ حِكْمَةُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةُ فِي ٱسْتِخْدَامِهِ بَشَرًا لِتَدْوِينِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱلْكَلِمَاتُ لَا تَنْطَوِي عَلَى مَعْلُومَاتٍ فَحَسْبُ، بَلْ تُجَسِّدُ ٱلْعَوَاطِفَ وَٱلْمَشَاعِرَ أَيْضًا. وَمَاذَا لَوِ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ مَلَائِكَةً لِيَكْتُبُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ؟ هَلْ كَانَ بِٱسْتِطَاعَتِهِمْ أَنْ يُحْسِنُوا ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْخَوْفِ وَٱلْحُزْنِ وَخَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ ٱلَّتِي كَثِيرًا مَا تَنْتَابُ ٱلْبَشَرَ؟ فَبِسَمَاحِ ٱللّٰهِ لِأُنَاسٍ نَاقِصِينَ أَنْ يَنْتَقُوا كَلِمَاتٍ تُجَسِّدُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْمُوحَى بِهَا بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، أَضْفَى عَلَى رِسَالَتِهِ دِفْءَ وَتَنَوُّعَ وَجَمَالِيَّةَ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلْإِنْسَانِيَّةِ.
لَا تَغِبِ ٱلْأَدِلَّةُ عَنْ بَالِكَ!
٨ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا نَظِيرَ لَهُ بَيْنَ ٱلْكُتُبِ ٱلدِّينِيَّةِ؟
٨ وَافِرَةٌ هِيَ ٱلْأَدِلَّةُ ٱلَّتِي تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا. فَلَا نَظِيرَ لَهُ بَيْنَ ٱلْكُتُبِ ٱلدِّينِيَّةِ فِي تَزْوِيدِنَا بِٱلْمَعْلُومَاتِ عَنِ ٱللّٰهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَشْمُلُ ٱلْكِتَابَاتُ ٱلْهِنْدُوسِيَّةُ تَرَاتِيلَ ٱلْڤِيدَا، مَجْمُوعَةَ تَفَاسِيرَ شَعَائِرِيَّةٍ حَوْلَ هذِهِ ٱلتَّرَاتِيلِ، أَبْحَاثًا فَلْسَفِيَّةً تُدْعَى أُوپَانِيشَاد، وَٱلْمَلْحَمَتَيْنِ ٱلْمَعْرُوفَتَيْنِ بِٱسْمِ رَامَايَانَا وَ مَهَابْهَارَاتَا. وَتَحْوِي ٱلْمَهَابْهَارَاتَا كِتَابَ ٱلْبَاڠَڤَادْ ڠِيتَا ٱلَّذِي يَشْتَمِلُ عَلَى إِرْشَادَاتٍ أَدَبِيَّةٍ. أَمَّا ٱلتِّيپِيتَاكَا (أَيِ ٱلْمَجْمُوعَاتُ ٱلثَّلَاثُ) لَدَى ٱلْبُوذِيِّينَ فَهِيَ تَضُمُّ مُجَلَّدًا يَتَنَاوَلُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ قَوَاعِدَ وَنُظُمًا لِلرُّهْبَانِ وَٱلرَّاهِبَاتِ، فِيمَا يَتَحَدَّثُ آخَرُ فِي مُعْظَمِهِ عَنِ ٱلْعَقَائِدِ ٱلْبُوذِيَّةِ. وَثَمَّةَ مُجَلَّدٌ ثَالِثٌ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ سِجِلٍّ يُورِدُ تَعَالِيمَ بُوذَا ٱلشَّفَهِيَّةَ. وَتَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّ بُوذَا لَمْ يَدَّعِ قَطُّ أَنَّهُ إِلهٌ وَلَا يَذْكُرُ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ عَنِ ٱللّٰهِ. وَتُعْتَبَرُ ٱلنُّصُوصُ ٱلْكُونْفُوشْيُوسِيَّةُ مَزِيجًا مِنْ سِجِلَّاتٍ بِٱلْأَحْدَاثِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ، قَوَاعِدَ أَدَبِيَّةٍ، أَغَانٍ، وَتَعَاوِيذَ وَمُمَارَسَاتٍ سِحْرِيَّةٍ. مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، صَحِيحٌ أَنَّ كِتَابَ ٱلْمُسْلِمِينَ ٱلْمُقَدَّسَ يَدْعُو إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِوَحْدَانِيَّةِ ٱللّٰهِ وَيَذْكُرُ أَنَّهُ عَلِيمٌ بِمَا فِي ٱلْغَيْبِ، لكِنَّهُ لَا يَكشِفُ لَنَا ٱسمَ ٱللّٰهِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَظْهَرُ آلَافَ ٱلْمَرَّاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٩، ١٠ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱللّٰهِ؟
٩ فِي حِينِ لَا تُعَلِّمُ غَالِبِيَّةُ ٱلْكُتُبِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ سِوَى ٱلشَّيْءِ ٱلْيَسِيرِ عَنِ ٱللّٰهِ، يُعَرِّفُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَبِأَعْمَالِهِ. فَهُوَ يُطْلِعُنَا عَلَى مُخْتَلِفِ أَوْجُهِ شَخْصِيَّتِهِ، مُخْبِرًا إِيَّانَا أَنَّ ٱللّٰهَ لَيْسَ حَكِيمًا وَعَادِلًا وَكُلِّيَّ ٱلْقُدْرَةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا إِلهٌ يُكِنُّ لَنَا ٱلْمَحَبَّةَ. (اِقْرَأْ يوحنا ٣:١٦؛ ١ يوحنا ٤:١٩.) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». (اع ١٠:٣٤، ٣٥) وَأَحَدُ ٱلْأَدِلَّةِ عَلَى صِحَّةِ هذِهِ ٱلْآيَةِ هُوَ تَوَفُّرُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَيْنَ أَيْدِي ٱلنَّاسِ. فَعُلَمَاءُ ٱللُّغَةِ يَقُولُونَ إِنَّ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ حَوَالَيْ ٧٠٠,٦ لُغَةٍ يَنْطِقُ بِمَا يُقَارِبُ ٱلْـ ١٠٠ مِنْهَا نَحْوُ ٩٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْ سُكَّانِ ٱلْعَالَمِ. مَعَ ذلِكَ، تُرْجِمَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٤٠٠,٢ لُغَةٍ. لِذَا بِإِمْكَانِ كُلِّ فَرْدٍ تَقْرِيبًا أَنْ يَحْصُلَ أَقَلَّهُ عَلَى أَجْزَاءٍ مِنْهُ.
١٠ قَالَ يَسُوعُ: «أَبِي مَا زَالَ يَعْمَلُ حَتَّى ٱلْآنَ وَأَنَا لَا أَزَالُ أَعْمَلُ». (يو ٥:١٧) وَرَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: ‹مِنَ ٱلدَّهْرِ إِلَى ٱلدَّهْرِ يَهْوَهُ هُوَ ٱللّٰهُ›. فَمَا أَرْوَعَ أَعْمَالَ إِلهِنَا! (مز ٩٠:٢) وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُخْبِرُنَا عَمَّا فَعَلَهُ ٱللّٰهُ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ وَيَكْشِفُ لَنَا مَا يَنْوِي فِعْلَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. كَمَا يُعَلِّمُنَا مَا يُرْضِيهِ وَمَا يُغْضِبُهُ وَيُظْهِرُ لَنَا كَيْفَ نَقْتَرِبُ إِلَيْهِ. (يع ٤:٨) فَلَا نَدَعْ هُمُومَنَا وَمَسَاعِيَنَا ٱلشَّخْصِيَّةَ تُبْعِدُنَا عَنِ ٱللّٰهِ.
١١ أَيَّةُ حِكْمَةٍ فَائِقَةٍ وَمَوْثُوقٍ بِهَا تَمْلَأُ صَفَحَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١١ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ، تُبَيِّنُ ٱلْحِكْمَةُ ٱلْفَائِقَةُ وَٱلْمَوْثُوقُ بِهَا ٱلَّتِي تَمْلَأُ صَفَحَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهُ مِنْ مَصْدَرٍ أَسْمَى مِنَ ٱلْبَشَرِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «مَنْ عَرَفَ فِكْرَ يَهْوَهَ حَتَّى يُعَلِّمَهُ؟». (١ كو ٢:١٦) وَكَلِمَاتُهُ هذِهِ أَشْبَهُ بِسُؤَالِ إِشَعْيَا لِمُعَاصِرِيهِ: «مَنْ قَاسَ رُوحَ يَهْوَهَ، وَمَنْ كَانَ لَهُ رَجُلًا مُشِيرًا لِيُعَلِّمَهُ؟». (اش ٤٠:١٣) بِٱلطَّبْعِ لَا أَحَدَ. فَلَا عَجَبَ أَنَّ تَطْبِيقَ مَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِشَأْنِ ٱلزَّوَاجِ، تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ، ٱلتَّسْلِيَةِ، ٱلْمُعَاشَرَةِ، ٱلْعَمَلِ، ٱلِٱسْتِقَامَةِ، وَٱلْآدَابِ يَأْتِي بِأَفْضَلِ ٱلنَّتَائِجِ! فَٱسْتِحَالَةٌ أَنْ يُسْدِيَ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ نَصَائِحَ رَدِيئَةً، بِعَكْسِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ مَا يُخَوِّلُهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَى ٱلدَّوَامِ نَصَائِحَ سَدِيدَةً. (ار ١٠:٢٣) فَغَالِبًا مَا يُعِيدُونَ ٱلنَّظَرَ فِي نَصَائِحِهِمْ وَيُعَدِّلُونَهَا إِذْ يُدْرِكُونَ أَنَّهَا مَعِيبَةٌ. حَقًّا، إِنَّ «أَفْكَارَ ٱلْبَشَرِ . . . نَفْخَةٌ»، حَسْبَمَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. — مز ٩٤:١١.
١٢ أَيَّةُ جُهُودٍ رَمَتْ إِلَى مَحْوِ رِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى مَرِّ ٱلزَّمَنِ؟
١٢ وَٱلدَّلِيلُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي يُثْبِتُ أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقَّ هُوَ مُؤَلِّفُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَأْتِينَا عَبْرَ صَفَحَاتِ ٱلتَّارِيخِ ٱلَّذِي يَكْشِفُ عَنِ ٱلْجُهُودِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى مَحْوِ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ. فَفِي عَامِ ١٦٨ قم، بَحَثَ ٱلْمَلِكُ ٱلسُّورِيُّ أَنْطْيُوخُوسُ ٱلرَّابِعُ عَنْ أَسْفَارِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا بُغْيَةَ إِحْرَاقِهَا. كَمَا أَصْدَرَ ٱلْإِمْبَرَاطُورُ ٱلرُّومَانِيُّ دِيُوقْلِيتْيَانُس عَامَ ٣٠٣ بم مَرْسُومًا قَضَى بِتَدْمِيرِ أَمَاكِنِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَإِحْرَاقِ أَسْفَارِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَقَدْ دَامَتْ هذِهِ ٱلْحَمْلَةُ ٱلتَّخْرِيبِيَّةُ طَوَالَ عَقْدٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ. وَبَعْدَ ٱلْقَرْنِ ٱلْحَادِي عَشَرَ، تَوَلَّى ٱلْبَابَوَاتُ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْحَدِّ مِنِ ٱنْتِشَارِ مَعْرِفَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُعَارِضِينَ تَرْجَمَتَهُ إِلَى لُغَاتِ عَامَّةِ ٱلنَّاسِ. وَلكِنْ رَغْمَ كُلِّ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَعْوَانِهِ، صَمَدَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَتَّى يَوْمِنَا هذَا. فَيَهْوَهُ لَمْ يَسْمَحْ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْرِمَ ٱلْبَشَرَ مِنْ عَطِيَّتِهِ هذِهِ.
أَدِلَّةٌ أَقْنَعَتِ ٱلْمَلَايِينَ
١٣ أَيَّةُ أَدِلَّةٍ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُتِبَ بِوَحْيٍ إِلهِيٍّ؟
١٣ ثَمَّةَ أَدِلَّةٌ أُخْرَى تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُتِبَ بِوَحْيٍ مِنَ ٱللّٰهِ. فَهُوَ يَتَمَيَّزُ بِنُبُوَّاتِهِ ٱلْمُتَمَّمَةِ، ٱنْسِجَامِهِ ٱلدَّاخِلِيِّ، دِقَّتِهِ ٱلْعِلْمِيَّةِ، صَرَاحَتِهِ ٱلْفَرِيدَةِ، قُدْرَتِهِ عَلَى تَغْيِيرِ حَيَاةِ ٱلنَّاسِ، مِصْدَاقِيَّتِهِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ، وَأَجْوِبَتِهِ ٱلشَّافِيَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْفِقْرَةِ ٱلْأُولَى. لَاحِظْ مَا ٱلَّذِي أَقْنَعَ ثَلَاثَةَ أَفْرَادٍ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مِنْ مَصْدَرٍ إِلهِيٍّ.
١٤-١٦ (أ) مَاذَا أَقْنَعَ ثَلَاثَةَ أَفْرَادٍ مِنْ أَدْيَانٍ مُخْتَلِفَةٍ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مِنْ مَصْدَرٍ إِلهِيٍّ؟ (ب) أَيُّ أَدِلَّةٍ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُوحًى بِهِ تَرْغَبُونَ شَخْصِيًّا فِي ٱسْتِخْدَامِهَا أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ؟
١٤ نَشَأَ أَنْوَرُ عَلَى ٱلدِّيَانَةِ ٱلْإِسْلَامِيَّةِ فِي أَحَدِ بُلْدَانِ ٱلشَّرْقِ ٱلْأَوْسَطِ.b وَفِيمَا كَانَ يَعِيشُ مُؤَقَّتًا فِي أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ، طَرَقَ شُهُودُ يَهْوَهَ بَابَهُ. يُخْبِرُ: «كَانَتْ لَدَيَّ آنَذَاكَ ٱنْطِبَاعَاتٌ سَلْبِيَّةٌ عَنِ ٱلطَّوَائِفِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِسَبَبِ ٱلْحُرُوبِ ٱلصَّلِيبِيَّةِ وَمَحَاكِمِ ٱلتَّفْتِيشِ. وَلكِنْ بِمَا أَنِّي فُضُولِيٌّ بِطَبْعِي، قَبِلْتُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». وَلَمْ تَمْضِ فَتْرَةٌ طَوِيلَةٌ حَتَّى عَادَ أَنْوَرُ إِلَى دِيَارِهِ وَفَقَدَ ٱتِّصَالَهُ بِٱلشُّهُودِ. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، ٱنْتَقَلَ إِلَى أُورُوبَّا حَيْثُ ٱسْتَأْنَفَ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَقَدْ خَلَصَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ ٱلتَّالِي: «اِقْتَنَعْتُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ نُبُوَّاتِهِ ٱلْمُتَمَّمَةِ، ٱنْسِجَامِهِ ٱلدَّاخِلِيِّ، غِيَابِ ٱلتَّنَاقُضَاتِ عَنْهُ، إِضَافَةً إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلسَّائِدَةِ بَيْنَ عُبَّادِ يَهْوَهَ». وَفِي عَامِ ١٩٩٨، ٱعْتَمَدَ أَنْوَرُ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.
١٥ تَرَعْرَعَتْ مَالَا ٱلْبَالِغَةُ مِنَ ٱلْعُمْرِ سِتَّةَ عَشَرَ عَامًا فِي كَنَفِ عَائِلَةٍ هِنْدُوسِيَّةٍ مُتَدَيِّنَةٍ. تَعْتَرِفُ: «لَمْ أَكُنْ أُصَلِّي إِلَّا عِنْدَمَا أَذْهَبُ إِلَى ٱلْمَعْبَدِ أَوْ أَمُرُّ بِأَوْقَاتٍ عَصِيبَةٍ. فَلَمْ أُفَكِّرْ فِي ٱللّٰهِ بَتَاتًا حِينَ كَانَتْ أَيَّامِي طَيِّبَةً. إِلَّا أَنَّ حَيَاتِي ٱنْقَلَبَتْ ١٨٠ دَرَجَةً حِينَ قَرَعَ شُهُودُ يَهْوَهَ بَابِي». فَقَدْ دَرَسَتْ مَالَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَتَعَرَّفَتْ بِٱللّٰهِ وَٱتَّخَذَتْهُ صَدِيقًا لَهَا. وَمَا ٱلَّذِي أَقْنَعَهَا أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ؟ تُوضِحُ: «أَجَابَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ كُلِّ سُؤَالٍ شَغَلَ بَالِي. وَسَاعَدَنِي عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللّٰهِ حَتَّى دُونَ رُؤْيَتِهِ، أَيْ دُونَ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْمَعْبَدِ لِلسُّجُودِ أَمَامَ تِمْثَالٍ».
١٦ تَرَبَّتْ پُولَا عَلَى ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةِ، لكِنَّهَا أَصْبَحَتْ فِي سِنِّ ٱلرُّشْدِ شَخْصًا لَاأَدْرِيًّا. ثُمَّ حَدَثَ أَمْرٌ أَثَارَ ٱسْتِغْرَابَهَا. تَرْوِي: «اِلْتَقَيْتُ صَدِيقًا لَمْ أَرَهُ مُنْذُ أَشْهُرٍ. وَكَانَتْ آنَذَاكَ حَرَكَةُ ٱلْهِپِّيِّينَ رَائِجَةً جِدًّا. فَلَاحَظْتُ تَغَيُّرًا كَبِيرًا فِي مَظْهَرِهِ إِذْ قَصَّ شَعْرَهُ وَحَلَقَ ذَقْنَهُ وَبَدَا سَعِيدًا أَيْضًا. لِذَا سَأَلْتُهُ: ‹مَا ٱلَّذِي حَدَثَ مَعَكَ؟ أَيْنَ كُنْتَ فِي هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ؟›. فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ وَرَاحَ يُقَدِّمُ لِي ٱلشَّهَادَةَ». فَحِينَ لَاحَظَتْ هذِهِ ٱلْفَتَاةُ ٱللَّاأَدْرِيَّةُ مَدَى قُدْرَةِ حَقِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عَلَى تَغْيِيرِ حَيَاةِ ٱلنَّاسِ، ٱنْجَذَبَتْ إِلَى رِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَقَبِلَتْهَا عَلَى أَنَّهَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ.
«سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلَامُكَ»
١٧ أَيُّ أَثَرٍ تَتْرُكُهُ فِيكُمْ قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا وَٱلتَّأَمُّلُ فِيهِ؟
١٧ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هِبَةٌ رَائِعَةٌ أَهْدَانَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. فَجِدِ ٱلْمَسَرَّةَ فِي قِرَاءَتِهِ يَوْمِيًّا تَعْمُقْ مَحَبَّتُكَ لَهُ وَلِمُؤَلِّفِهِ. (مز ١:١، ٢) اِفْتَتِحْ كُلَّ فَتْرَةِ دَرْسٍ بِٱلصَّلَاةِ طَالِبًا أَنْ يُوَجِّهَ رُوحُ ٱللّٰهِ أَفْكَارَكَ. (لو ١١:١٣) وَبِمَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَتَضَمَّنُ أَفْكَارَ ٱللّٰهِ، فَحِينَ تَتَأَمَّلُ فِي كَلِمَاتِهِ يَغْدُو تَفْكِيرُكَ مُنْسَجِمًا مَعَ تَفْكِيرِ ٱللّٰهِ.
١٨ لِمَ تَرْغَبُونَ فِي مُوَاصَلَةِ ٱلتَّعَلُّمِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٨ وَفِيمَا تُوَاصِلُ ٱلنُّمُوَّ فِي مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ ٱلدَّقِيقَةِ، ٱسْعَ إِلَى ٱلْعَيْشِ وَفْقَ مَا تَتَعَلَّمُهُ. (اِقْرَأْ مزمور ١١٩:١٠٥.) أَمْعِنِ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كَمَا لَوْ أَنَّكَ تَنْظُرُ فِي مِرْآةٍ. وَلَا تَتَوَانَ عَنْ صُنْعِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ إِذَا دَعَتِ ٱلْحَاجَةُ. (يع ١:٢٣-٢٥) اِسْتَخْدِمْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كَسَيْفٍ تُدَافِعُ بِهِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِكَ وَتَقْضِي عَلَى ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْمُتَأَصِّلَةِ فِي قُلُوبِ ٱلْوُدَعَاءِ. (اف ٦:١٧) وَكُنْ مُمْتَنًّا لِلّٰهِ لِأَنَّ ٱلْأَنْبِيَاءَ وَسَائِرَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ دَوَّنُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كَانُوا حَقًّا «مَسُوقِينَ بِرُوحٍ قُدُسٍ».
[الحاشيتان]
a مُعْجَمٌ يُونَانِيٌّ–إِنْكِلِيزِيٌّ لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ ٱلْأُخْرَى (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
b جَرَى تَغْيِيرُ بَعْضِ ٱلْأَسْمَاءِ.
[النبذة في الصفحة ٢٩]
اِقْرَإِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا تَعْمُقْ مَحَبَّتُكَ لِمُؤَلِّفِهِ
[الصورة في الصفحة ٢٦]
تُعْتَبَرُ ٱلرِّسَالَةُ مَبْعُوثَةً مِنَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي تَحْمِلُ تَوْقِيعَهُ