مقالة الدرس ٣٩
هلِ اسْمُكَ مَكتوبٌ في «كِتابِ الحَياة»؟
«الَّذينَ يَخافونَ يَهْوَه . . . كُتِبَت أسماؤُهُم أمامَهُ في كِتابٍ كَي يَتَذَكَّرَهُم». — مل ٣:١٦.
التَّرنيمَة ٦١ إلى الأمامِ يا خُدَّامَ البِشارَة!
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ أيُّ كِتابٍ مُمَيَّزٍ يكتُبُهُ يَهْوَه، وماذا يكتُبُ فيه؟ (ملاخي ٣:١٦)
مُنذُ آلافِ السِّنين، يكتُبُ يَهْوَه كِتابًا مُمَيَّزًا. وماذا يكتُبُ فيه؟ أسماءَ شُهودِهِ الأُمَناءِ ابتِداءً مِن هَابِيل، أوَّلِ شاهِدٍ أمين.b (لو ١١:٥٠، ٥١) وعلى مَرِّ السِّنين، ظلَّ يَهْوَه يُضيفُ أسماءً إلى هذا الكِتاب، وبِالتَّالي صارَ يحتَوي على مَلايينِ الأسماء. (إقرأ ملاخي ٣:١٦.) وفي الكِتابِ المُقَدَّس، يُسَمَّى هذا الكِتابُ «كِتابَ الحَياة». — رؤ ٣:٥؛ ١٧:٨.
٢ أيُّ أشخاصٍ اسْمُهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة، وماذا نفعَلُ لِيَكتُبَ اللّٰهُ اسْمَنا فيه؟
٢ وماذا نفعَلُ لِيَكتُبَ يَهْوَه اسْمَنا في كِتابِ الحَياة؟ يكتُبُ يَهْوَه أسماءَ الَّذينَ يُحِبُّونَ اسْمَهُ ويَعبُدونَهُ بِاحتِرامٍ شَديد. وهكَذا، يكونُ لدَيهِمِ الفُرصَةُ لِيَنالوا الحَياةَ الأبَدِيَّة. إذًا، كَي يكتُبَ يَهْوَه اسْمَنا في هذا الكِتابِ المُمَيَّز، يجِبُ أن نُنَمِّيَ عَلاقَةً قَوِيَّة بهِ على أساسِ فِديَةِ ابْنِه، يَسُوع المَسِيح. (يو ٣:١٦، ٣٦) وطَبعًا، سَواءٌ كانَ رَجاؤُنا سَماوِيًّا أو أرضِيًّا، نُريدُ كُلُّنا أن يكتُبَ اللّٰهُ اسْمَنا في هذا الكِتاب.
٣-٤ (أ) هل نضمَنُ الحَياةَ الأبَدِيَّة إذا كانَ اسْمُنا مَكتوبًا الآنَ في كِتابِ الحَياة؟ (ب) ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالَةِ التَّالِيَة؟
٣ هل نضمَنُ الحَياةَ الأبَدِيَّة إذا كانَ اسْمُنا مَكتوبًا الآنَ في كِتابِ الحَياة؟ نجِدُ الجَوابَ في كَلِماتِ يَهْوَه في الخُرُوج ٣٢:٣٣. قالَ لِمُوسَى: «الَّذي يُخطِئُ إلَيَّ سأمْحو اسْمَهُ مِن كِتابي». إذًا، يُمكِنُ أن يمحُوَ اللّٰهُ بَعضَ الأسماءِ المَكتوبَة الآنَ في كِتابِ الحَياة. فهو يكتُبُها في البِدايَةِ «بِقَلَمِ رَصاص»، إن جازَ التَّعبير. (رؤ ٣:٥) لِذا يجِبُ أن نسعى لِيَبقى اسْمُنا في هذا الكِتاب، إلى أن يكتُبَهُ يَهْوَه «بِالحِبر».
٤ قد تخطُرُ على بالِنا بَعضُ الأسئِلَة: مَن يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ اسْمَهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة، ومَنِ اسْمُهُم لَيسَ مَكتوبًا فيه؟ متى سيَنالُ الَّذينَ اسْمُهُم مَكتوبٌ فيهِ الحَياةَ الأبَدِيَّة؟ وماذا عنِ الَّذينَ ماتوا قَبلَ أن ينالوا فُرصَةً لِيَتَعَرَّفوا على يَهْوَه؟ هل يُمكِنُ أن يُكتَبَ اسْمُهُم في كِتابِ الحَياة؟ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالَةِ التَّالِيَة.
مَنِ اسْمُهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة؟
٥-٦ (أ) حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:٣، مَنِ اسْمُهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة؟ (ب) متى سيُكتَبُ اسْمُهُم فيهِ «بِالحِبر»؟
٥ سنرى خَمسَ فِرَقٍ مُختَلِفَة مِنَ النَّاس، بَعضُهُمُ اسْمُهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة، والبَعضُ الآخَرُ لا.
٦ الفَريقُ الأوَّلُ هُمُ الَّذينَ اختارَهُمُ اللّٰهُ لِيَحكُموا مع يَسُوع في السَّماء. هل أسماءُ هذا الفَريقِ مَكتوبَةٌ الآنَ في كِتابِ الحَياة؟ نَعَم، حَسبَما قالَ بُولُس ‹لِلعامِلينَ معهُ› في فِيلِبِّي. (إقرأ فيلبي ٤:٣.) ولكنْ كَي تبقى أسماءُ المُختارينَ مَكتوبَةً في كِتابِ الحَياة، يجِبُ أن يظَلُّوا أُمَناء. ومتى سيُكتَبُ اسْمُهُم فيهِ «بِالحِبر»؟ حينَ ينالونَ خَتمَهُمُ النِّهائِيّ، إمَّا قَبلَ مَوتِهِم أو قَبلَ بِدايَةِ الضِّيقِ العَظيم. — رؤ ٧:٣.
٧ حَسَبَ الرُّؤْيَا ٧:١٦، ١٧، متى ستُكتَبُ أسماءُ الجَمعِ الكَثيرِ «بِالحِبرِ» في كِتابِ الحَياة؟
٧ الفَريقُ الثَّاني هُمُ الجَمعُ الكَثيرُ مِنَ الخِرافِ الآخَرين. هل أسماءُ هذا الفَريقِ مَكتوبَةٌ الآنَ في كِتابِ الحَياة؟ نَعَم. وهل ستظَلُّ مَكتوبَةً فيهِ بَعدَما ينجونَ مِن هَرْمَجَدُّون؟ نَعَم. (رؤ ٧:١٤) فيَسُوع قالَ إنَّ الَّذينَ يُشبِهونَ الخِرافَ سيَذهَبونَ «إلى حَياةٍ أبَدِيَّة». (مت ٢٥:٤٦) لكنَّهُم لن ينالوا الحَياةَ الأبَدِيَّة مُباشَرَةً بَعدَ نَجاتِهِم مِن هَرْمَجَدُّون. فاسْمُهُم سيَظَلُّ مَكتوبًا «بِالرَّصاصِ» في كِتابِ الحَياة. ولكنْ خِلالَ حُكمِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة، سيَكونُ يَسُوع «راعِيًا لهُم، وسَيُرشِدُهُم إلى يَنابيعِ مِياهِ الحَياة». وإذا تبِعوا إرشادَهُ وبقوا أُمَناءَ لِيَهْوَه خِلالَ الامتِحانِ الأخير، فسَيُكتَبُ اسْمُهُم «بِالحِبرِ» في كِتابِ الحَياة. — إقرإ الرؤيا ٧:١٦، ١٧.
٨ مَنِ اسْمُهُم لَيسَ مَكتوبًا في كِتابِ الحَياة، وما مَصيرُهُم؟
٨ الفَريقُ الثَّالِثُ هُمُ الجِداءُ الَّذينَ سيَهلَكونَ في هَرْمَجَدُّون. أسماءُ هذا الفَريقِ لَيسَت مَكتوبَةً في كِتابِ الحَياة. قالَ يَسُوع: «يَذهَبُ هؤُلاءِ إلى مَوتٍ أبَدِيّ». (مت ٢٥:٤٦) وقالَ بُولُس بِالوَحْي: «هؤُلاءِ سيُكابِدونَ دَينونَةَ الهَلاكِ الأبَدِيّ». (٢ تس ١:٩؛ ٢ بط ٢:٩) والأمرُ نَفْسُهُ ينطَبِقُ على الَّذينَ أخطَأوا ضِدَّ الرُّوحِ القُدُسِ عَبرَ السِّنين، أيِ الَّذينَ تصَرَّفوا عَمدًا عَكسَ مَشيئَةِ يَهْوَه. فهؤُلاءِ أيضًا سيَكونُ مَصيرُهُمُ الهَلاكَ الأبَدِيّ، لا الحَياةَ الأبَدِيَّة. وبِالتَّالي، لن يقوموا أبَدًا. (مت ١٢:٣٢؛ مر ٣:٢٨، ٢٩؛ عب ٦:٤-٦) لكنَّ نَوعَينِ مِنَ النَّاسِ سيَقومونَ على الأرض. فلْنرَ مَن هُم.
الَّذينَ سيَقومون
٩ حَسَبَ الأعْمَال ٢٤:١٥، أيُّ نَوعَينِ مِنَ النَّاسِ سيَقومون، وما الفَرقُ بَينَهُما؟
٩ يُخبِرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ نَوعَينِ مِنَ النَّاسِ سيَقومونَ على الأرض، وسَيَكونُ لَدَيهِمِ الفُرصَةُ لِيَعيشوا إلى الأبَد: ‹الأبرارَ› أيِ الطَّائِعين، و «الأثَمَةَ» أيِ الأشرار. (إقرإ الأعمال ٢٤:١٥.) الطَّائِعونَ هُمُ الَّذينَ خدَموا يَهْوَه بِأمانَةٍ أثناءَ حَياتِهِم. أمَّا الأشرار، فهُمُ الَّذينَ لم يخدُموا يَهْوَه. وفي مُعظَمِ الأحوال، كانَ سُلوكُهُم لا يُرضيهِ أبَدًا. ولكنْ بِما أنَّ هذَينِ النَّوعَينِ مِنَ النَّاسِ سيَقومون، فهل يعني ذلِك أنَّ اسْمَهُم مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة؟ لِنرَ معًا الجَواب.
١٠ لِماذا سيَقومُ الطَّائِعون، وأيُّ مَسؤولِيَّةٍ سيَنالُها بَعضُهُم؟ (أُنظُرْ أيضًا في هذا العَدَدِ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» عنِ القِيامَةِ على الأرض.)
١٠ الطَّائِعونَ هُمُ الفَريقُ الرَّابِع. كانَت أسماءُ هذا الفَريقِ مَكتوبَةً في كِتابِ الحَياةِ قَبلَ أن يموتوا. فهل محاها يَهْوَه عِندَما ماتوا؟ طَبعًا لا. فهُم لا يزالونَ «أحياءً» في ذاكِرَتِه. ويَهْوَه «لَيسَ إلهَ أموات، بل إلهُ أحياء، لِأنَّهُم جَميعًا أحياءٌ في نَظَرِه». (لو ٢٠:٣٨) إذًا، حينَ يقومُ الطَّائِعونَ إلى الحَياةِ على الأرض، سيَكونُ اسْمُهُم مَكتوبًا في كِتابِ الحَياة، ولكِنْ «بِالرَّصاص». (لو ١٤:١٤) ودونَ شَكّ، سيَنالُ بَعضُهُم مَسؤولِيَّةَ أن يكونوا «رُؤَساءَ في كُلِّ الأرض». — مز ٤٥:١٦.
١١ ماذا يلزَمُ أن يتَعَلَّمَ الأشرارُ كَي يُكتَبَ اسْمُهُم في كِتابِ الحَياة؟
١١ سنتَحَدَّثُ أخيرًا عنِ الفَريقِ الخامِس: الأشرار. لم يعِشْ هذا الفَريقُ حَسَبَ شَرائِعِ يَهْوَه أثناءَ حَياتِهِم، رُبَّما لِأنَّهُم لم يعرِفوها. لِذلِك لم يُكتَبِ اسْمُهُم في كِتابِ الحَياة. ولكنْ عِندَ قِيامَتِهِم، سيُعطيهِمِ اللّٰهُ الفُرصَةَ لِيُكتَبَ اسْمُهُم في هذا الكِتاب. إلَّا أنَّ هؤُلاءِ المُقامينَ سيَحتاجونَ إلى الكَثيرِ مِنَ المُساعَدَة. فبَعضُهُم ارتَكَبَ أشياءَ فَظيعَة جِدًّا. لِذلِك يحتاجونَ أن يتَعَلَّموا كَيفَ يعيشونَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه. ولِهذا الهَدَف، ستُشرِفُ مَملَكَةُ اللّٰهِ على أعظَمِ بَرنامَجٍ تَعليمِيٍّ في التَّاريخ.
١٢ (أ) مَن سيُعَلِّمُ الأشرار؟ (ب) ماذا سيَحدُثُ لِلَّذينَ يرفُضونَ أن يُطَبِّقوا ما يتَعَلَّمونَه؟
١٢ مَن سيُعَلِّمُ الأشرار؟ الجَمعُ الكَثيرُ الَّذينَ سيَنجونَ مِن هَرْمَجَدُّون، والطَّائِعونَ الَّذينَ سيَقومونَ في العالَمِ الجَديد. وكَي تُكتَبَ أسماءُ الأشرارِ في كِتابِ الحَياة، يلزَمُ أن يُنَمُّوا عَلاقَةً قَوِيَّة بِيَهْوَه ويَنذُروا حَياتَهُم له. ويَسُوع والمُختارونَ سيُتابِعونَ بِاهتِمامٍ شَديدٍ تَقَدُّمَ كُلِّ واحِدٍ مِن هؤُلاءِ الأشرار. (رؤ ٢٠:٤) وماذا سيَحدُثُ لِلَّذينَ يرفُضونَ أن يُطَبِّقوا ما يتَعَلَّمونَه؟ لن يسمَحَ لهُم يَهْوَه ويَسُوع أن يستَمِرُّوا في الحَياة، حتَّى لَو كانَ عُمرُهُم ١٠٠ سَنَة. (إش ٦٥:٢٠) فهُما يعرِفانِ ما في قُلوبِ النَّاس، ولن يسمَحا لِأيِّ شَخصٍ أن يُسَبِّبَ أذًى في العالَمِ الجَديد. — إش ١١:٩؛ ٦٠:١٨؛ ٦٥:٢٥؛ يو ٢:٢٥.
‹قِيامَةٌ إلى الحَياةِ› و ‹قِيامَةٌ إلى الحِساب›
١٣-١٤ (أ) في السَّابِق، كَيفَ فهِمنا كَلِماتِ يَسُوع في يُوحَنَّا ٥:٢٩؟ (ب) ماذا يجِبُ أن نُلاحِظَ بِخُصوصِ كَلِماتِ يَسُوع؟
١٣ يَسُوع أيضًا تحَدَّثَ عنِ الَّذينَ سيَقومونَ على الأرض. قال: «سَيَأتي وَقتٌ يَسمَعُ فيهِ كُلُّ الَّذينَ في القُبورِ صَوتَ [ابْنِ اللّٰهِ] فيَخرُجون: الَّذينَ عَمِلوا ما هو صالِحٌ ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحَياة، والَّذينَ عَمِلوا ما هو سَيِّئٌ ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحِساب». (يو ٥:٢٨، ٢٩) فماذا قصَدَ يَسُوع؟
١٤ في السَّابِق، كُنَّا نفهَمُ أنَّ كَلِماتِ يَسُوع تُشيرُ إلى أعمالِ المُقامينَ بَعدَ قِيامَتِهِم؛ أي إنَّ بَعضَهُم سيَعمَلونَ أعمالًا صالِحَة، والبَعضَ الآخَرَ سيَعمَلونَ أعمالًا سَيِّئَة. ولكنْ لاحِظْ ما يلي. لم يقُلْ يَسُوع إنَّ الَّذينَ سيَخرُجونَ مِنَ القُبورِ سيَعمَلونَ أعمالًا صالِحَة أو سيَعمَلونَ أعمالًا سَيِّئَة. بلِ استَخدَمَ صيغَةَ الماضي. فقدْ قالَ إنَّهُم «عَمِلوا ما هو صالِحٌ» و «عَمِلوا ما هو سَيِّئٌ»، ما يدُلُّ أنَّهُم قاموا بِهذِهِ الأعمالِ قَبلَ أن يموتوا. وهذا مَنطِقِيّ، ألَيسَ كذلِك؟ فأساسًا، لن يُسمَحَ لِأيِّ شَخصٍ أن يعمَلَ أعمالًا سَيِّئَة في العالَمِ الجَديد. فلا بُدَّ إذًا أنَّ الأشرارَ عمِلوا تِلكَ الأعمالَ السَّيِّئَة قَبلَ مَوتِهِم. ولكنْ ماذا تعني ‹القِيامَةُ إلى الحَياةِ› و ‹القِيامَةُ إلى الحِساب›؟
١٥ مَن «ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحَياة»، ولِماذا؟
١٥ الطَّائِعون، الَّذينَ عمِلوا أعمالًا صالِحَة قَبلَ مَوتِهِم، «ستَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحَياة». فاسْمُهُم مَكتوبٌ أساسًا في كِتابِ الحَياة. إذًا، «الَّذينَ عَمِلوا ما هو صالِحٌ» المَذكورونَ في يُوحَنَّا ٥:٢٩ هُم نَفْسُهُمُ الطَّائِعونَ المَذكورونَ في الأعْمَال ٢٤:١٥. وهذا الفَهمُ ينسَجِمُ مع رُومَا ٦:٧ الَّتي تقول: «مَن ماتَ أُعفِيَ مِنَ الخَطِيَّة». فعِندَما ماتَ هؤُلاءِ الطَّائِعون، شُطِبَتِ الخَطايا الَّتي ارتَكَبوها بِسَبَبِ نَقصِهِمِ المَوروث. أمَّا سِجِلُّ أمانَتِهِم، فلم يُشطَب. (عب ٦:١٠) ولكنْ كَي يبقى اسْمُهُم في كِتابِ الحَياة، يلزَمُ أن يظَلُّوا أُمَناءَ بَعدَ قِيامَتِهِم.
١٦ ماذا تعني ‹القِيامَةُ إلى الحِساب›؟
١٦ وماذا عنِ الَّذينَ عمِلوا أعمالًا سَيِّئَة قَبلَ أن يموتوا؟ صَحيحٌ أنَّ خَطاياهُم شُطِبَت عِندَ مَوتِهِم، ولكنْ لَيسَ لَدَيهِم سِجِلُّ أمانَة. وبِالتَّالي، اسْمُهُم لَيسَ مَكتوبًا في كِتابِ الحَياة. إذًا، «الَّذينَ عَمِلوا ما هو سَيِّئٌ» المَذكورونَ في يُوحَنَّا ٥:٢٩ هُم نَفْسُهُمُ الأشرارُ المَذكورونَ في الأعْمَال ٢٤:١٥. و «سَتَكونُ قِيامَتُهُم إلى الحِساب».c وماذا يعني ذلِك؟ سيُتابِعُ يَسُوع تَقَدُّمَهُم، وسَيُقَيِّمُهُم بِحَسَبِه. (لو ٢٢:٣٠) طَبعًا، هذا سيَأخُذُ وَقتًا. وإذا غيَّرَ هؤُلاءِ الأشرارُ سُلوكَهُمُ السَّابِقَ ونذَروا حَياتَهُم لِيَهْوَه، فسَيُكتَبُ اسْمُهُم في كِتابِ الحَياة.
١٧-١٨ إلامَ سيَحتاجُ كُلُّ المُقامينَ على الأرض، وبِحَسَبِ أيِّ «أعمالٍ» سيُحاسَبون؟
١٧ ستُفتَحُ كُتُبٌ جَديدَة خِلالَ الـ ٠٠٠,١ سَنَة، وسَيَحتاجُ المُقامونَ الطَّائِعونَ والأشرارُ على السَّواءِ أن يلتَزِموا بِالشَّرائِعِ المَوجودَة فيها. قالَ الرَّسولُ يُوحَنَّا: «رَأيتُ الأمواتَ، عُظَماءَ وقَليلي الأهَمِّيَّة، واقِفينَ أمامَ العَرش، وفُتِحَت كُتُب. وفُتِحَ كِتابٌ آخَرُ هو كِتابُ الحَياة. وبِناءً على ما هو مَكتوبٌ في الكُتُب، تَمَّت مُحاسَبَةُ الأمواتِ بِحَسَبِ أعمالِهِم». — رؤ ٢٠:١٢، ١٣.
١٨ ولكنْ بِحَسَبِ أيِّ «أعمالٍ» سيُحاسَبُ المُقامون؟ هل بِحَسَبِ الأعمالِ الَّتي عمِلوها قَبلَ مَوتِهِم؟ لا. فكما رأيْنا، عِندَما ماتَ هؤُلاءِ الأشخاص، أُعفوا مِن خَطاياهُمُ السَّابِقَة. إذًا، لا تُشيرُ «أعمالُهُم» إلى ما فعَلوهُ قَبلَ مَوتِهِم. بل تُشيرُ إلى ما سيَفعَلونَهُ بَعدَما ينالونَ التَّدريبَ في العالَمِ الجَديد. حتَّى المُقامونَ الطَّائِعونَ مِثلُ نُوح وصَمُوئِيل ودَاوُد ودَانْيَال، سيَحتاجونَ أن يتَعَلَّموا عن يَسُوع المَسِيح ويُظهِروا الإيمانَ بِفِديَتِه. فكم بِالأكثَرِ المُقامونَ الأشرار!
١٩ ماذا سيَحدُثُ لِلَّذينَ يُضَيِّعونَ هذِهِ الفُرصَةَ الرَّائِعَة؟
١٩ إذًا، سيَكونُ لَدَينا فُرصَةٌ رائِعَة: أن يُكتَبَ اسْمُنا «بِالحِبرِ» في كِتابِ الحَياة. وماذا سيَحدُثُ لِلَّذينَ يُضَيِّعونَ هذِهِ الفُرصَة؟ تُخبِرُ الرُّؤْيَا ٢٠:١٥: «مَن لم يَكُنِ اسْمُهُ مَكتوبًا في كِتابِ الحَياةِ رُمِيَ في بُحَيرَةِ النَّار». فهؤُلاءِ الأشخاصُ سيَهلَكونَ إلى الأبَد. إذًا، مُهِمٌّ جِدًّا أن نتَأكَّدَ أنَّ اسْمَنا مَكتوبٌ في كِتابِ الحَياة، وسَيَظَلُّ مَكتوبًا فيه.
٢٠ أيُّ أحداثٍ مُشَوِّقَة تنتَظِرُنا خِلالَ حُكمِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٢٠ تنتَظِرُنا أحداثٌ مُشَوِّقَة خِلالَ حُكمِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة. فسَيَحصُلُ أعظَمُ بَرنامَجٍ تَعليمِيٍّ في التَّاريخ. أيضًا، سيُقَيَّمُ سُلوكُ الطَّائِعينَ والأشرارِ على السَّواء. (إش ٢٦:٩؛ أع ١٧:٣١) ولكنْ كَيفَ سيَتِمُّ هذا البَرنامَجُ التَّعليمِيّ؟ ستُعطينا المَقالَةُ التَّالِيَة الجَواب، وسَتزيدُ تَقديرَنا لِهذا البَرنامَجِ الرَّائِع.
التَّرنيمَة ١٤٧ وَعدُ الحَياةِ الأبَدِيَّة
a في هذِهِ المَقالَة، سنرى تَعديلًا في فَهمِنا لِكَلِماتِ يَسُوع في يُوحَنَّا ٥:٢٨، ٢٩ عنِ ‹القِيامَةِ إلى الحَياةِ› و ‹القِيامَةِ إلى الحِساب›. فسَنتَعَلَّمُ ماذا تعني هاتانِ القِيامَتان، ومَن ‹سيَقومُ إلى الحَياةِ› ومَن ‹سيَقومُ إلى الحِساب›.
b بدَأَ يَهْوَه يكتُبُ هذا الكِتابَ «مُنذُ تَأسيسِ العالَم». ويُشيرُ «العالَمُ» هُنا إلى الَّذينَ يستَحِقُّونَ في نَظَرِ اللّٰهِ أن يستَفيدوا مِن فِديَةِ يَسُوع. (مت ٢٥:٣٤؛ رؤ ١٧:٨) لِذا كما يبدو، اسْمُ هَابِيل هو أوَّلُ اسْمٍ مَكتوبٍ في كِتابِ الحَياة.
c في السَّابِق، كُنَّا نفهَمُ أنَّ «الحِسابَ» هُنا هو بِمَعنًى سَلبِيّ، أي يعني إصدارَ حُكمٍ ضِدَّ هؤُلاءِ الأشخاص. صَحيحٌ أنَّ كَلِمَةَ «الحِسابِ» تعني ذلِك أحيانًا، ولكنْ يبدو أنَّ يَسُوع استَعمَلَها هُنا بِمَعنًى عامّ، أي بِمَعنى مُتابَعَةِ تَقَدُّمِ هؤُلاءِ الأشخاصِ وتَقييمِهِم بِحَسَبِه. فكما يذكُرُ قاموسٌ يُونَانِيّ، تُشيرُ هذِهِ الكَلِمَةُ إلى «تَقييمِ السُّلوك».