الفصل ٤
يَهْوَهُ يُرَفِّعُ ٱسْمَهُ
١، ٢ كَيْفَ تُرَفِّعُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱسْمَ ٱللّٰهِ؟
في يَوْمٍ مُشْمِسٍ وَبَارِدٍ، تَحْدِيدًا يَوْمَ ٱلثُّلَاثَاءِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٤٧، بَاشَرَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْعَامِلِينَ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك مُهِمَّةً ضَخْمَةً. اَلْعَمَلُ كَانَ هَائِلًا وَٱسْتَلْزَمَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْجِدِّ وَٱلْمُثَابَرَةِ حَتَّى يَكْتَمِلَ. وَبَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ، تَحَقَّقَ ٱلْهَدَفُ ٱلْمَنْشُودُ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ فِي ١٣ آذَارَ (مَارِس) عَامَ ١٩٦٠، أَيْ بَعْدَ ١٢ سَنَةً، حِينَ وَضَعَ ٱلْفَرِيقُ لَمَسَاتِهِ ٱلْأَخِيرَةَ عَلَى تَرْجَمَةٍ جَدِيدَةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، أَعْلَنَ ٱلْأَخُ نَاثَان نُور فِي ١٨ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَنْ إِصْدَارِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنْ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ أَمَامَ حُضُورٍ مُتَحَمِّسٍ فِي مَحْفِلٍ عُقِدَ فِي مَانْتْشِيسْتِر بِإِنْكِلْتَرَا. ثُمَّ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْجَمِيعِ قَائِلًا: «اَلْيَوْمَ يَوْمُ فَرَحٍ عَظِيمٍ لِجَمِيعِ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي كُلِّ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ!». وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا فَرَّحَهُمْ فِي هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلْجَدِيدَةِ أَنَّهَا تُورِدُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ ٱلشَّخْصِيَّ مِرَارًا وَتَكْرَارًا.
٢ فَفِي حِينِ حَذَفَتْ تَرْجَمَاتٌ عَدِيدَةٌ ٱسْمَ ٱللّٰهِ، جَابَهَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَكِيدَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةَ إِلَى مَحْوِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ مِنْ ذَاكِرَةِ ٱلْبَشَرِ. ذَكَرَتْ مُقَدَّمَةُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلصَّادِرَةِ آنَذَاكَ: «إِنَّ أَبْرَزَ مَا تَتَمَيَّزُ بِهِ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ هُوَ رَدُّ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ إِلَى مَكَانِهِ». وَبِٱلْفِعْلِ يَرِدُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللّٰهِ ٱلشَّخْصِيُّ يَهْوَهُ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٧ مَرَّةٍ. فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ تُرَفِّعُ ٱسْمَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَتُمَجِّدُهُ؟!
٣ (أ) مَاذَا أَدْرَكَ إِخْوَتُنَا عَنِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟ (ب) مَا ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْخُرُوج ٣:١٣، ١٤؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «مَا مَعْنَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟».)
٣ قَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ٱعْتَقَدَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ يَعْنِي «أَنَا هُوَ ٱلَّذِي هُوَ». (خر ٣:١٤، ترجمة الملك جيمس) لِذَا ذَكَرَ عَدَدُ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٢٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَا يَلِي: «يُشِيرُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ إِلَى ذَاكَ ٱلْقَائِمِ بِذَاتِهِ . . . ٱلَّذِي لَا بِدَايَةَ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ». وَلٰكِنْ حِينَ بَدَأَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْعَمَلَ عَلَى تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، كَانَ يَهْوَهُ قَدْ سَاعَدَ شَعْبَهُ لِيُمَيِّزُوا أَنَّ ٱسْمَهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى هٰذَا ٱلْمَعْنَى فَحَسْبُ، بَلْ يَعْنِي بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى أَنَّهُ إِلٰهُ قَصْدٍ وَعَمَلٍ. فَقَدْ فَهِمُوا أَنَّ ٱسْمَهُ يَعْنِي حَرْفِيًّا «يُصَيِّرُ». فَهُوَ مَنْ صَيَّرَ ٱلْكَوْنَ وَٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلذَّكِيَّةَ مَوْجُودَةً، وَلَا يَزَالُ يُصَيِّرُ مَشِيئَتَهُ وَقَصْدَهُ وَاقِعًا مَلْمُوسًا. وَلٰكِنْ مَا أَهَمِّيَّةُ أَنْ يُرَفَّعَ ٱسْمُ ٱللّٰهِ، وَكَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْفِيعِهِ؟
كَيْفَ يَتَقَدَّسُ ٱسْمُ ٱللّٰهِ؟
٤، ٥ (أ) مَاذَا نَطْلُبُ حِينَ نُصَلِّي قَائِلِينَ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»؟ (ب) كَيْفَ سَيُقَدِّسُ ٱللّٰهُ ٱسْمَهُ، وَمَتَى؟
٤ يَشَاءُ يَهْوَهُ أَنْ يُرَفَّعَ ٱسْمُهُ. حَتَّى إِنَّ تَقْدِيسَ هٰذَا ٱلِٱسْمِ هُوَ قَصْدُهُ ٱلرَّئِيسِيُّ حَسْبَمَا تَدُلُّ أُولَى ٱلطَّلِبَاتِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ. فَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ قَائِلًا: «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ». (مت ٦:٩) وَلٰكِنْ مَا مَعْنَى هٰذِهِ ٱلطِّلْبَةِ؟
٥ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْأَوَّلِ، إِنَّ ٱلطِّلْبَةَ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ» وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثِ طَلِبَاتٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِقَصْدِ يَهْوَهَ. فَقَدْ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَيْضًا أَنْ نُصَلِّيَ قَائِلِينَ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». (مت ٦:١٠) إِذًا مِثْلَمَا نَطْلُبُ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِيَأْتِيَ مَلَكُوتُهُ وَتَتِمَّ مَشِيئَتُهُ، كَذٰلِكَ نَسْأَلُهُ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، نَحْنُ نَلْتَمِسُ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُبَادِرَ وَيُزِيلَ عَنِ ٱسْمِهِ كُلَّ تَعْيِيرٍ لَحِقَ بِهِ مُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ. فَكَيْفَ سَيَتَجَاوَبُ مَعَ صَلَاةٍ كَهٰذِهِ؟ ذَكَرَ: «أُقَدِّسُ ٱسْمِي ٱلْعَظِيمَ ٱلَّذِي دُنِّسَ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ». (حز ٣٦:٢٣؛ ٣٨:٢٣) فَحِينَ يَقْضِي عَلَى ٱلشَّرِّ فِي هَرْمَجِدُّونَ، سَيُقَدِّسُ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ عَلَى مَرْأًى مِنَ ٱلْخَلِيقَةِ بِأَسْرِهَا.
٦ كَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ؟
٦ وَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، أَتَاحَ يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ أَنْ يُسَاهِمُوا فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ. وَلٰكِنْ هَلْ لَنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ أَنْ نَجْعَلَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ قُدْسِيَّةً؟ حَاشَا! فَهُوَ مُقَدَّسٌ تَقْدِيسًا كَامِلًا. فَكَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ إِذًا؟ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنْ شَعْبِهِ: «يُقَدِّسُونَ ٱسْمِي . . . وَيَهَابُونَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ». (اش ٢٩:٢٣) إِذًا نَحْنُ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ حِينَ نَضَعُهُ فِي مَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ، نَعْتَبِرُهُ أَرْفَعَ مِنْ سَائِرِ ٱلْأَسْمَاءِ، نَحْتَرِمُ مَا يُمَثِّلُهُ، وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَعْتَبِرُوهُ هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسًا. كَمَا أَنَّنَا نَحْتَرِمُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ وَنَهَابُهُ خُصُوصًا حِينَ نَعْتَرِفُ بِيَهْوَهَ حَاكِمًا عَلَيْنَا وَنُطِيعُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. — ام ٣:١؛ رؤ ٤:١١.
اَلِٱسْتِعْدَادُ لِحَمْلِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَرْفِيعِهِ
٧، ٨ (أ) لِمَ سَمَحَ ٱللّٰهُ بِمُرُورِ وَقْتٍ قَبْلَ أَنْ يَحْمِلَ شَعْبُهُ ٱسْمَهُ؟ (ب) فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ؟
٧ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، ٱسْتَعْمَلَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ فِي مَطْبُوعَاتِهِمْ مُنْذُ سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ. مَثَلًا يَرِدُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ آبَ (أُغُسْطُس) مِنْ عَامِ ١٨٧٩ وَفِي كِتَابِ تَرَانِيمَ بِعُنْوَانِ تَرَانِيمُ ٱلْعَرُوسِ صَدَرَ فِي ٱلسَّنَةِ عَيْنِهَا. وَلٰكِنْ عَلَى مَا يَبْدُو، لَمْ يَسْمَحْ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ أَنْ يُطْلِقُوا ٱسْمَهُ ٱلْمُقَدَّسَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ عَلَانِيَةً إِلَّا بَعْدَمَا تَأَكَّدَ أَنَّهُمُ ٱسْتَوْفَوُا ٱلْمُتَطَلَّبَاتِ لِنَيْلِ هٰذَا ٱلشَّرَفِ ٱلْعَظِيمِ. فَكَيْفَ هَيَّأَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلَ هٰؤُلَاءِ لِحَمْلِ ٱسْمِهِ؟
٨ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ وَأَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ نَرَى كَيْفَ وَضَّحَ يَهْوَهُ فَهْمَ شَعْبِهِ لِحَقَائِقَ مُهِمَّةٍ تَرْتَبِطُ بِٱسْمِهِ. فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا.
٩، ١٠ (أ) لِمَ رَكَّزَتْ مَقَالَاتُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْبَاكِرَةُ عَلَى يَسُوعَ؟ (ب) أَيُّ تَغَيُّرٍ طَرَأَ بَعْدَ عَامِ ١٩١٩، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُرَفِّعُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ».)
٩ أَوَّلًا، تَبَنَّى خُدَّامُ يَهْوَهَ مَعَ ٱلْوَقْتِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. فَفِي بِدَايَاتِهِمِ، ٱعْتَبَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّ تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ هُوَ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْأَسَاسِيُّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذٰلِكَ غَالِبًا مَا رَكَّزَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ قَدِيمًا عَلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَامِهَا ٱلْأَوَّلِ ٱسْمَ يَسُوعَ أَكْثَرَ بِعَشَرَةِ أَضْعَافٍ مِنِ ٱسْمِ يَهْوَهَ. يُعَلِّقُ عَدَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٧٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ ١٥ آذَارَ [مَارِس]) قَائِلًا إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْأَوَائِلَ أَوْلَوْا يَسُوعَ «أَهَمِّيَّةً مُفْرِطَةً». وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، سَاعَدَهُمْ يَهْوَهُ كَيْ يُمَيِّزُوا مَكَانَةَ ٱسْمِهِ ٱلشَّخْصِيِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَكَيْفَ ٱنْعَكَسَ ذٰلِكَ عَلَيْهِمْ؟ تُجِيبُ مَقَالَةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْآنِفَةُ ٱلذِّكْرِ: «بَدَأُوا يُظْهِرُونَ مَزِيدًا مِنَ ٱلتَّقْدِيرِ لِأَبِي ٱلْمَسِيَّا ٱلسَّمَاوِيِّ، يَهْوَهَ»، لَا سِيَّمَا بَعْدَ عَامِ ١٩١٩. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، وَرَدَ ٱسْمُ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠,٦ مَرَّةٍ فِي ٱلْمَجَلَّةِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٢٠ وَ ١٩٢٩!
١٠ خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ: أَظْهَرَ ٱلْإِخْوَةُ مَحَبَّتَهُمْ لِلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ إِذْ أَوْفَوْهُ حَقَّهُ مِنَ ٱلتَّقْدِيرِ. وَعَلَى غِرَارِ مُوسَى قَدِيمًا، رَاحُوا ‹يُعْلِنُونَ ٱسْمَ يَهْوَهَ›. (تث ٣٢:٣؛ مز ٣٤:٣) أَمَّا هُوَ فَأَخَذَ مَحَبَّتَهُمْ لِٱسْمِهِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ وَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمِ ٱنْسِجَامًا مَعَ وَعْدِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — مز ١١٩:١٣٢؛ عب ٦:١٠.
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ تَغَيَّرَتْ مَطْبُوعَاتُنَا بُعَيْدَ عَامِ ١٩١٩؟ (ب) إِلَامَ كَانَ يَهْوَهُ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ خُدَّامِهِ وَلِمَاذَا؟
١١ ثَانِيًا، ٱكْتَسَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْفَهْمَ ٱلصَّحِيحَ لِلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ. فَبُعَيْدَ عَامِ ١٩١٩، رَاحَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ يَتَفَحَّصُونَ نُبُوَّةَ إِشَعْيَا. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، طَرَأَ تَغْيِيرٌ فِي مَضْمُونِ مَطْبُوعَاتِنَا. وَتَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلَ ‹طَعَامٌ فِي حِينِهِ›. لِمَاذَا؟ — مت ٢٤:٤٥.
١٢ قَبْلَ عَامِ ١٩١٩، لَمْ تُنَاقِشْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ لَا مِنْ قَرِيبٍ وَلَا مِنْ بَعِيدٍ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا: «‹أَنْتُمْ شُهُودِي›، يَقُولُ يَهْوَهُ، ‹وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ›». (اقرأ اشعيا ٤٣:١٠-١٢.) وَلٰكِنْ بُعَيْدَ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، رَاحَتْ مَطْبُوعَاتُنَا تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَيْهَا مُحَرِّضَةً كُلَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ يَهْوَهُ لَهُمْ، أَلَا وَهُوَ ٱلشَّهَادَةُ عَنْهُ. فَفِي ٱلْفَتْرَةِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٢٥ وَ ١٩٣١ فَقَطْ، تَنَاوَلَ ٥٧ عَدَدًا مِنْ أَعْدَادِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحَ ٤٣، وَكُلٌّ مِنْهَا طَبَّقَ كَلِمَاتِ ٱلنَّبِيِّ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ خُدَّامِهِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ إِلَى ٱلْعَمَلِ ٱلْمَفْرُوضِ عَلَيْهِمْ. لِمَاذَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ «لِيُمْتَحَنَ هٰؤُلَاءِ مِنْ حَيْثُ ٱلْجَدَارَةُ أَوَّلًا». (١ تي ٣:١٠) فَقَبْلَ أَنْ يَحْمِلُوا ٱسْمَ ٱللّٰهِ عَنْ جَدَارَةٍ، وَجَبَ عَلَى تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُبَرْهِنُوا أَمَامَ يَهْوَهَ بِأَعْمَالِهِمْ أَنَّهُمْ فِعْلًا شُهُودُهُ. — لوقا ٢٤:٤٧، ٤٨.
١٣ كَيْفَ تَكْشِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مَا أَهَمُّ قَضِيَّةٍ يَجِبُ بَتُّهَا؟
١٣ ثَالِثًا، مَيَّزَ شَعْبُ يَهْوَهَ أَخِيرًا أَهَمِّيَّةَ تَقْدِيسِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. فَخِلَالَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، أَدْرَكُوا أَنَّ تَقْدِيسَ ٱسْمِ ٱللّٰهِ هُوَ أَهَمُّ قَضِيَّةٍ يَجِبُ بَتُّهَا. فَكَيْفَ تَكْشِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ تَأَمَّلْ فِي ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ: مَا أَهَمُّ سَبَبٍ دَفَعَ ٱللّٰهَ إِلَى إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟ يُجِيبُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ: «لِكَيْ يُعْلَنَ ٱسْمِي فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ». (خر ٩:١٦) وَلِمَ رَحِمَ ٱللّٰهُ إِسْرَائِيلَ حِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ؟ يُجِيبُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «عَمِلْتُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي لِئَلَّا يَتَدَنَّسَ أَمَامَ عُيُونِ ٱلْأُمَمِ». (حز ٢٠:٨-١٠) فَمَاذَا تَعَلَّمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ ٱلْمُلْهَمَةِ وَغَيْرِهَا؟
١٤ (أ) مَاذَا مَيَّزَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَوَاخِرَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟ (ب) كَيْفَ ٱنْعَكَسَ فَهْمُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُوَضَّحُ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «دَافِعٌ قَوِيٌّ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ».)
١٤ بِحُلُولِ أَوَاخِرِ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، مَيَّزَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَغْزَى كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْمُدَوَّنَةِ قَبْلَ نَحْوِ ٧٠٠,٢ سَنَةٍ. قَالَ ٱلنَّبِيُّ مُخَاطِبًا يَهْوَهَ: «هٰكَذَا قُدْتَ شَعْبَكَ لِتَصْنَعَ لِنَفْسِكَ ٱسْمًا بَهِيًّا». (اش ٦٣:١٤) فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلْأَهَمَّ لَيْسَتْ خَلَاصَ ٱلْبَشَرِ، بَلْ تَقْدِيسُ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. (اش ٣٧:٢٠؛ حز ٣٨:٢٣) وَفِي عَامِ ١٩٢٩، لَخَّصَ كِتَابُ اَلنُّبُوَّةُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ كَمَا يَلِي: «اِسْمُ يَهْوَهَ أَهَمُّ قَضِيَّةٍ تُوَاجِهُ ٱلْخَلِيقَةَ بِأَسْرِهَا». وَهٰذَا ٱلْفَهْمُ ٱلْمُوَضَّحُ شَدَّدَ عَزْمَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلشَّهَادَةِ عَنْهُ وَتَبْرِئَةِ ٱسْمِهِ.
١٥ (أ) مَاذَا حَقَّقَ إِخْوَتُنَا بِحُلُولِ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟ (ب) لِأَيِّ أَمْرٍ أَصْبَحَ ٱلْإِخْوَةُ مُجَهَّزِينَ؟
١٥ وَهٰكَذَا كَانَ إِخْوَتُنَا بِحُلُولِ مَطْلَعِ ٱلثَّلَاثِينَاتِ قَدْ تَبَنَّوُا ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى أَهَمِّيَّةِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ، وَرَأَوْا صُورَةً أَوْضَحَ عَنِ ٱلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ، وَٱكْتَسَبُوا فَهْمًا أَعْمَقَ لِلْقَضِيَّةِ ٱلْعُظْمَى ٱلَّتِي يَجِبُ بَتُّهَا. عِنْدَئِذٍ ٱسْتَحْسَنَ يَهْوَهُ أَنْ يُشَرِّفَ خُدَّامَهُ بِحَمْلِ ٱسْمِهِ عَلَانِيَةً. كَيْفَ؟ لِنُرَاجِعْ مَعًا بَعْضَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ.
يَهْوَهُ يَأْخُذُ «شَعْبًا لِٱسْمِهِ»
١٦ (أ) كَيْفَ يُرَفِّعُ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ؟ (ب) مَنْ كَانُوا أَوَّلًا شَعْبًا عَلَى ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟
١٦ إِنَّ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي يُرَفِّعُ بِهَا يَهْوَهُ ٱسْمَهُ هِيَ بِٱخْتِيَارِ شَعْبٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَحْمِلُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ. فَلِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدَ عَامِ ١٥١٣ قم، مَثَّلَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ يَهْوَهَ بِصِفَتِهَا شَعْبَهُ ٱلْمُخْتَارَ. (اش ٤٣:١٢) إِلَّا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يُتَمِّمُوا دَوْرَهُمْ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ، فَخَسِرُوا عَلَاقَتَهُمُ ٱلْمُمَيَّزَةَ بِهِ عَامَ ٣٣ بم. وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا «ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ . . . لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ». (اع ١٥:١٤) وَهٰذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْمُخْتَارُ حَدِيثًا بَاتَ يُعْرَفُ بِٱلِٱسْمِ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»، وَهُوَ مُؤَلَّفٌ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ مَجْمُوعِينَ مِنْ شَتَّى ٱلْأُمَمِ. — غل ٦:١٦.
١٧ أَيُّ مَكِيدَةٍ نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي تَحْقِيقِهَا؟
١٧ وَنَحْوَ عَامِ ٤٤ بم، دُعِيَ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ «بِعِنَايَةٍ إِلٰهِيَّةٍ مَسِيحِيِّينَ». (اع ١١:٢٦) فِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَ هٰذَا ٱلِٱسْمُ مُمَيَّزًا لِأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ حَصْرًا. (١ بط ٤:١٦) وَلٰكِنْ حَسْبَمَا أَشَارَ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ، نَجَحَتْ مَكِيدَةُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةُ إِلَى إِطْلَاقِ هٰذَا ٱلِٱسْمِ ٱلْفَرِيدِ عَلَى مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ أَيْضًا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، لَمْ يَعُدْ مُمْكِنًا طَوَالَ قُرُونٍ تَمْيِيزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مِنَ ٱلزَّائِفِينَ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ تَغَيَّرَتْ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ عَامَ ١٩١٤. فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، ٱبْتَدَأَ ٱلْمَلَائِكَةُ يَفْصِلُونَ ٱلْحِنْطَةَ عَنِ ٱلزِّوَانِ. — مت ١٣:٣٠، ٣٩-٤١.
١٨ كَيْفَ أَدْرَكَ إِخْوَتُنَا ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱسْمٍ جَدِيدٍ؟
١٨ وَبَعْدَ تَعْيِينِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ عَامَ ١٩١٩، سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ كَيْ يَتَبَيَّنُوا أَيُّ عَمَلٍ أُوكِلَ إِلَيْهِمْ. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلْكِرَازَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ تُمَيِّزُهُمْ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ كُلِّهِمْ. وَعَلَيْهِ، فَهِمُوا أَنَّ ٱلِٱسْمَ «تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ» لَا يَكْفِي لِتَمْيِيزِهِمْ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. فَهَدَفُهُمُ ٱلْأَوَّلُ فِي ٱلْحَيَاةِ لَمْ يَكُنْ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، بَلِ ٱلشَّهَادَةَ عَنِ ٱللّٰهِ وَتَرْفِيعَ ٱسْمِهِ وَإِكْرَامَهُ. فَأَيُّ ٱسْمٍ يُنَاسِبُ عَمَلَهُمْ إِذًا؟ أُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ عَامَ ١٩٣١.
١٩، ٢٠ (أ) أَيُّ قَرَارٍ مُفْرِحٍ تَبَنَّاهُ ٱلْحُضُورُ فِي مَحْفِلٍ عَامَ ١٩٣١؟ (ب) كَيْفَ تَجَاوَبَ إِخْوَتُنَا مَعَ تَبَنِّي ٱلِٱسْمِ ٱلْجَدِيدِ؟
١٩ فِي تَمُّوزَ (يُولْيُو) مِنْ عَامِ ١٩٣١، وَصَلَ نَحْوُ ٠٠٠,١٥ تِلْمِيذٍ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى كُولُومْبُس بِوِلَايَةِ أُوهَايُو ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ لِحُضُورِ مَحْفِلٍ. وَمَا إِنْ رَأَوُا ٱلْبَرْنَامَجَ حَتَّى أُثِيرَ فُضُولُهُمْ. فَعَلَى ٱلْغِلَافِ ٱلْخَارِجِيِّ طُبِعَ حَرْفَانِ إِنْكِلِيزِيَّانِ (JW) بِحَجْمٍ كَبِيرٍ. فَرَاحُوا يَتَسَاءَلُونَ مَا عَسَاهُمَا يَعْنِيَانِ. وَخَطَرَتْ لَهُمُ ٱقْتِرَاحَاتٌ عَدِيدَةٌ، لٰكِنَّ سُؤَالَهُمْ بَقِيَ مُعَلَّقًا حَتَّى أَلْقَى جُوزِيف رَذَرْفُورْد خِطَابًا يَوْمَ ٱلْأَحَدِ ٢٦ تَمُّوزَ (يُولْيُو). فَقَدْ تَلَا قَرَارًا تَضَمَّنَ ٱلْعِبَارَةَ ٱلْمُدَوِّيَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «نرْغَبُ فِي أَنْ نُعْرَفَ وَنُدْعَى بِٱلِٱسْمِ . . . شُهُودِ يَهْوَهَ». وَأَخِيرًا فَهِمَ جَمِيعُ ٱلْحَاضِرِينَ مَعْنَى ٱلْحَرْفَيْنِ ٱلْمُحَيِّرَيْنِ وَعَرَفُوا أَنَّهُمَا يَرْمُزَانِ إِلَى ٱلِٱسْمِ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى إِشَعْيَا ٤٣:١٠.
٢٠ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ، عَلَتْ صَرْخَةٌ مُدَوِّيَةٌ تَلَاهَا تَصْفِيقٌ حَادٌّ. وَرَدَّةُ ٱلْفِعْلِ ٱلْحَمَاسِيَّةُ هٰذِهِ بَلَغَتِ ٱلْجَانِبَ ٱلْآخَرَ مِنَ ٱلْكُرَةِ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَبْرَ ٱلرَّادِيُو. أَخْبَرَ إِرْنِسْت وَنَايُومِي بَارْبِر مِنْ أُوسْتْرَالِيَا: «حِينَ دَوَّى ٱلتَّصْفِيقُ فِي أَمِيرْكَا، ٱنْتَصَبَ ٱلْإِخْوَةُ فِي مَلْبُورْن وَاقِفِينَ وَرَاحُوا يُصَفِّقُونَ هُمْ أَيْضًا. لَنْ نَنْسَى تِلْكَ ٱللَّحْظَةَ مَا حَيِينَا!».a
اِسْمُ ٱللّٰهِ يُرَفَّعُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ
٢١ كَيْفَ شَجَّعَ ٱلِٱسْمُ ٱلْجَدِيدُ ٱلْإِخْوَةَ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟
٢١ تَنَشَّطَ ٱلْإِخْوَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ بَعْدَمَا تَبَنَّوُا ٱلِٱسْمَ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُهُودَ يَهْوَهَ. يَتَذَكَّرُ إِدْوَارْد وَجِيسِّي غْرَايْمْز، زَوْجَانِ فَاتِحَانِ مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ حَضَرَا ٱلْمَحْفِلَ عَامَ ١٩٣١ فِي كُولُومْبُس: «غَادَرْنَا ٱلْمَنْزِلَ تَلَامِيذَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَعُدْنَا إِلَيْهِ شُهُودًا لِيَهْوَهَ. وَكَمْ سُرِرْنَا لِأَنَّنَا بِتْنَا نَحْمِلُ ٱسْمًا يُسَاعِدُنَا عَلَى إِكْرَامِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ!». وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، ٱتَّبَعَ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ أُسْلُوبًا جَدِيدًا بَعْدَ ٱلْمَحْفِلِ. فَكَانُوا يُعَرِّفُونَ بِأَنْفُسِهِمْ بِتَقْدِيمِ بِطَاقَةٍ لِأَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا: «أَنَا وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ وَأَكْرِزُ بِمَلَكُوتِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا». نَعَمْ، لَقَدِ ٱفْتَخَرَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِحَمْلِ ٱسْمِهِ وَكَانُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُنَادَاةِ بِأَهَمِّيَّةِ هٰذَا ٱلِٱسْمِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. — اش ١٢:٤.
«غَادَرْنَا ٱلْمَنْزِلَ تَلَامِيذَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَعُدْنَا إِلَيْهِ شُهُودًا لِيَهْوَهَ»
٢٢ مَاذَا يُبَرْهِنُ أَنَّ هُوِيَّةَ شَعْبِ يَهْوَهَ فَرِيدَةٌ؟
٢٢ وَٱلْيَوْمَ مَرَّتْ سَنَوَاتٌ عَدِيدَةٌ مُنْذُ دَفَعَ يَهْوَهُ إِخْوَتَنَا ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى تَبَنِّي ٱسْمِهِمِ ٱلْمُمَيَّزِ. فَهَلْ تَمَكَّنَ ٱلشَّيْطَانُ مُذَّاكَ أَنْ يَطْمِسَ هُوِيَّتَنَا كَشَعْبٍ لِلّٰهِ؟ وَهَلْ نَجَحَ أَنْ يُذَوِّبَنَا فِي ٱلْمَشْهَدِ ٱلدِّينِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَهُوِيَّتُنَا ٱلْفَرِيدَةُ كَشُهُودٍ لِلّٰهِ بَاتَتْ مُمَيَّزَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. (اقرأ ميخا ٤:٥؛ ملاخي ٣:١٨.) وَلَقَدْ صِرْنَا مُقْتَرِنِينَ بِٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ لِدَرَجَةِ أَنَّ أَيَّ شَخْصٍ يَذْكُرُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ مِرَارًا يُعْرَفُ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ! وَعِوَضَ أَنْ تَتَوَارَى عِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلْحَقَّةُ وَرَاءَ جِبَالٍ مِنَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ، نَجِدُ هٰذِهِ ٱلْعِبَادَةَ ثَابِتَةً «فَوْقَ رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ». (اش ٢:٢) أَوَلَيْسَتْ عِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ وَٱسْمُهُ ٱلْمُقَدَّسُ مُرَفَّعَيْنِ أَسْمَى تَرْفِيعِ؟!
٢٣ وَفْقًا لِلْمَزْمُور ١٢١:٥، أَيُّ حَقِيقَةٍ مُهِمَّةٍ عَنْ يَهْوَهَ تُشَجِّعُنَا كَثِيرًا؟
٢٣ عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ، نَحْنُ نَتَشَجَّعُ كَثِيرًا لِأَنَّ يَهْوَهَ يَحْمِينَا مِنْ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا. (مز ١٢١:٥) وَنَضُمُّ صَوْتَنَا دُونَ تَرَدُّدٍ إِلَى صَوْتِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ ٱلَّذِي قَالَ: «سَعِيدَةٌ هِيَ ٱلْأُمَّةُ ٱلَّتِي إِلٰهُهَا يَهْوَهُ، ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ مِيرَاثًا لَهُ»! — مز ٣٣:١٢.
a يُنَاقِشُ ٱلْفَصْلُ ٧ ٱلصَّفْحَاتُ ٨١-٨٤ كَيْفَ ٱسْتَعَانَ ٱلْإِخْوَةُ بِٱلرَّادِيُو فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.