الفصل ١
مَنْ هُوَ ٱللّٰهُ؟
١، ٢ عَنْ مَاذَا يَسْأَلُ ٱلنَّاسُ عَادَةً؟
يَسْأَلُ ٱلْأَوْلَادُ أَسْئِلَةً كَثِيرَةً. وَبَعْدَمَا تُجِيبُهُمْ، يَسْأَلُونَكَ عَادَةً: ‹لِمَاذَا؟›. فَتُحَاوِلُ أَنْ تَشْرَحَ لَهُمُ ٱلسَّبَبَ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَعُودُونَ وَيَسْأَلُونَكَ: ‹وَلٰكِنْ لِمَاذَا؟›.
٢ تَخْطُرُ عَلَى بَالِ ٱلْكِبَارِ أَيْضًا أَسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ. أَحْيَانًا نَسْأَلُ عَنْ أُمُورٍ بَسِيطَةٍ مِثْلِ ٱلْوَقْتِ أَوِ ٱلطَّقْسِ. وَأَحْيَانًا نُفَكِّرُ فِي أَسْئِلَةٍ مُهِمَّةٍ عَنِ ٱلْحَيَاةِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا لَا نَجِدُ أَجْوِبَةً جَيِّدَةً، رُبَّمَا نَسْتَسْلِمُ وَلَا نَسْأَلُ مُجَدَّدًا.
٣ لِمَاذَا يَظُنُّ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجِدُوا ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ أَسْئِلَتِهِمِ ٱلْمُهِمَّةِ؟
٣ يَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعْطِي أَجْوِبَةً عَنْ أَسْئِلَتِنَا ٱلْمُهِمَّةِ، لٰكِنَّهُمْ يَسْتَصْعِبُونَ أَنْ يَفْهَمُوهُ. وَرُبَّمَا يُفَكِّرُونَ أَنَّ رِجَالَ ٱلدِّينِ وَٱلْمُتَعَلِّمِينَ وَحْدَهُمْ لَدَيْهِمِ ٱلْأَجْوِبَةُ. أَمَّا آخَرُونَ فَيَخْجَلُونَ أَنْ يَقُولُوا إِنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلْأَجْوِبَةَ. فَمَا رَأْيُكَ أَنْتَ؟
٤، ٥ أَيُّ أَسْئِلَةٍ مُهِمَّةٍ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ؟ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْ أَجْوِبَةٍ؟
٤ رُبَّمَا تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ أَسْئِلَةٌ مِثْلُ: مَا سَبَبُ وُجُودِنَا؟ مَاذَا يَحْدُثُ لِلْإِنْسَانِ بَعْدَ ٱلْمَوْتِ؟ مَا هِيَ صِفَاتُ ٱللّٰهِ؟ قَالَ ٱلْمُعَلِّمُ ٱلشَّهِيرُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا، دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ». (متى ٧:٧) فَلَا تَتَوَقَّفْ عَنِ ٱلْبَحْثِ إِلَى أَنْ تَجِدَ أَجْوِبَةً تُقْنِعُكَ.
٥ وَإِذَا ‹دَاوَمْتَ عَلَى طَلَبِ› ٱلْأَجْوِبَةِ، فَسَتَجِدُهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (امثال ٢:١-٥) وَهٰذِهِ ٱلْأَجْوِبَةُ لَيْسَتْ صَعْبَةً أَوْ مُعَقَّدَةً. كَمَا أَنَّ مَا تَتَعَلَّمُهُ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَعِيشَ حَيَاةً سَعِيدَةً ٱلْآنَ، وَيُعْطِيكَ أَمَلًا بِمُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ. لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ سُؤَالًا يُحَيِّرُ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ.
هَلْ يَهْتَمُّ ٱللّٰهُ بِنَا؟
٦ مَاذَا يَقُولُ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱللّٰهِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ ٱلْمُعَانَاةَ مِنْ حَوْلِهِمْ؟
٦ نَرَى فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ حُرُوبًا وَكُرْهًا وَأَوْضَاعًا صَعْبَةً جِدًّا. فَٱلنَّاسُ يَمْرَضُونَ وَيُعَانُونَ وَيَمُوتُونَ. يَقُولُ ٱلْبَعْضُ إِنَّ ٱللّٰهَ يَمْتَحِنُنَا. وَيَعْتَقِدُ آخَرُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَهْتَمُّ بِنَا. فَبِرَأْيِهِمْ، لَوْ كَانَ ٱللّٰهُ يَهْتَمُّ بِنَا لَكَانَ ٱلْعَالَمُ مُخْتَلِفًا جِدًّا. وَيَتَسَاءَلُ غَيْرُهُمْ: ‹لِمَاذَا لَا يُوقِفُ ٱللّٰهُ ٱلْمُعَانَاةَ؟›.
٧ (أ) كَيْفَ يَجْعَلُ رِجَالُ ٱلدِّينِ ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَاسٍ؟ (ب) مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يُسَبِّبُ ٱلْمَصَائِبَ؟
٧ أَحْيَانًا، يَجْعَلُ رِجَالُ ٱلدِّينِ ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَاسٍ. فَعِنْدَمَا تَحْصُلُ مُصِيبَةٌ، يَقُولُونَ لَهُمْ إِنَّ ٱللّٰهَ يُجَرِّبُهُمْ أَوْ إِنَّهَا مَشِيئَتُهُ. وَلٰكِنْ هٰذَا يَعْنِي أَنَّهُمْ يَلُومُونَ ٱللّٰهَ وَكَأَنَّ ٱلْحَقَّ عَلَيْهِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يُسَبِّبُ ٱلشَّرَّ أَبَدًا. تَقُولُ ٱلْآيَةُ فِي يَعْقُوب ١:١٣ إِنَّهُ لَا يُجَرِّبُ أَحَدًا بِأُمُورٍ سَيِّئَةٍ. تَذْكُرُ: «لَا يَقُلْ أَحَدٌ وَهُوَ فِي مِحْنَةٍ: ‹إِنَّ ٱللّٰهَ يَمْتَحِنُنِي›. فَإِنَّ ٱللّٰهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُمْتَحَنَ بِٱلسَّيِّئَاتِ، وَلَا هُوَ يَمْتَحِنُ أَحَدًا». إِذًا ٱللّٰهُ لَيْسَ ٱلسَّبَبَ وَرَاءَ ٱلْمَصَائِبِ. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا يَمْنَعُ حُدُوثَهَا. (اقرأ ايوب ٣٤:١٠-١٢.) مَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟ إِلَيْكَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ.
٨، ٩ لِمَاذَا لَا يَجُوزُ أَنْ نَلُومَ ٱللّٰهَ عَلَى مَشَاكِلِنَا؟ أَعْطِ مَثَلًا.
٨ تَخَيَّلْ شَابًّا رَاشِدًا يَعِيشُ مَعَ وَالِدَيْهِ. أَبُوهُ يُحِبُّهُ كَثِيرًا وَعَلَّمَهُ كَيْفَ يَأْخُذُ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً. وَلٰكِنْ فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، يَتَمَرَّدُ هٰذَا ٱلشَّابُّ عَلَى أَبِيهِ وَيَتْرُكُ ٱلْبَيْتَ. ثُمَّ يَعْمَلُ أُمُورًا سَيِّئَةً وَيَقَعُ فِي ٱلْمَشَاكِلِ. فَهَلْ تَلُومُ ٱلْأَبَ لِأَنَّهُ لَمْ يَمْنَعِ ٱبْنَهُ مِنْ تَرْكِ ٱلْبَيْتِ؟ طَبْعًا لَا. (لوقا ١٥:١١-١٣) بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، يُقَرِّرُ ٱلْبَشَرُ أَحْيَانًا أَنْ يَتَمَرَّدُوا عَلَى ٱللّٰهِ وَيَعْمَلُوا ٱلشَّرَّ. وَٱللّٰهُ، مِثْلَ هٰذَا ٱلْأَبِ، لَا يَمْنَعُهُمْ عِنْدَمَا يَأْخُذُونَ هٰذَا ٱلْقَرَارَ. لِذٰلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ نَلُومَهُ. وَعِنْدَمَا تَحْصُلُ أُمُورٌ سَيِّئَةٌ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَيْسَ ٱلسَّبَبَ.
٩ وَلٰكِنْ هُنَاكَ سَبَبٌ مُهِمٌّ يُفَسِّرُ لِمَاذَا لَمْ يَضَعِ ٱللّٰهُ حَتَّى ٱلْآنَ حَدًّا لِلْمَصَائِبِ. وَفِي ٱلْفَصْلِ ١١، سَتَعْرِفُ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ ذٰلِكَ. وَلٰكِنْ كُنْ أَكِيدًا أَنَّ ٱللّٰهَ يُحِبُّنَا وَلَا يُسَبِّبُ مَشَاكِلَنَا أَبَدًا. عَلَى ٱلْعَكْسِ، هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلْقَادِرُ أَنْ يَحُلَّهَا. — اشعيا ٣٣:٢.
١٠ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُصْلِحُ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ ٱلْأَشْرَارُ؟
١٠ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ بِٱللّٰهِ لِأَنَّهُ قُدُّوسٌ، أَيْ إِنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ طَاهِرٌ وَصَالِحٌ. (اشعيا ٦:٣) أَمَّا ٱلْبَشَرُ فَلَيْسُوا كَذٰلِكَ. فَهُمْ يَفْعَلُونَ أُمُورًا خَاطِئَةً أَحْيَانًا. حَتَّى لَوْ كَانَ هُنَاكَ حَاكِمٌ صَادِقٌ، فَلَيْسَ عِنْدَهُ ٱلْقُدْرَةُ لِيُصْلِحَ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ ٱلْأَشْرَارُ. غَيْرَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقْوَى مِنْ أَيِّ حَاكِمٍ. وَهُوَ يَقْدِرُ وَيَرْغَبُ أَنْ يُصْلِحَ هٰذَا ٱلضَّرَرَ. وَسَوْفَ يَقْضِي عَلَى ٱلشَّرِّ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — اقرإ المزمور ٣٧:٩-١١.
كَيْفَ يَشْعُرُ ٱللّٰهُ حِينَ يَرَى ٱلنَّاسَ يَتَعَذَّبُونَ؟
١١ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱللّٰهُ عِنْدَمَا تَمُرُّ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ؟
١١ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱللّٰهُ عِنْدَمَا يَرَى مَا يَحْصُلُ فِي ٱلْعَالَمِ وَمَا تَمُرُّ بِهِ أَنْتَ شَخْصِيًّا؟ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱللّٰهَ «يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ». (مزمور ٣٧:٢٨) وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يُحِبُّ أَنْ يَرَى ٱلْخَيْرَ وَٱلْعَدْلَ فِي ٱلْأَرْضِ، لَا ٱلشَّرَّ وَٱلظُّلْمَ. وَيَكْرَهُ أَنْ يَرَى ٱلنَّاسَ يَتَعَذَّبُونَ. يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّهُ «حَزِنَ فِي قَلْبِهِ» فِي ٱلْمَاضِي لَمَّا رَأَى أَنَّ ٱلشَّرَّ مَلَأَ ٱلْأَرْضَ. (تكوين ٦:٥، ٦) وَٱللّٰهُ لَا يَتَغَيَّرُ. (ملاخي ٣:٦) يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا حَقًّا. — اقرأ ١ بطرس ٥:٧.
١٢، ١٣ (أ) لِمَاذَا نُحِبُّ ٱلنَّاسَ وَنَهْتَمُّ بِهِمْ، وَكَيْفَ نَشْعُرُ عِنْدَمَا نَرَى ٱلْمُعَانَاةَ فِي ٱلْعَالَمِ؟ (ب) مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱللّٰهَ سَوْفَ يَقْضِي عَلَى ٱلْمُعَانَاةِ وَٱلظُّلْمِ؟
١٢ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا أَنَّ ٱللّٰهَ خَلَقَنَا عَلَى صُورَتِهِ. (تكوين ١:٢٦) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ وَضَعَ فِينَا ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي عِنْدَهُ هُوَ. مَثَلًا، نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:٨) وَٱلْمَحَبَّةُ هِيَ وَرَاءَ كُلِّ شَيْءٍ يَفْعَلُهُ. لِذَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي فِينَا تَأْتِي مِنَ ٱللّٰهِ. فَإِذَا كُنْتَ أَنْتَ تَحْزَنُ عِنْدَمَا تَرَى ٱلْأَبْرِيَاءَ يَتَعَذَّبُونَ، فَٱللّٰهُ يَحْزَنُ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ.
١٣ فَكِّرْ مَثَلًا: هَلْ تُرِيحُ ٱلْعَالَمَ مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ وَٱلظُّلْمِ لَوْ كُنْتَ قَادِرًا؟ طَبْعًا، لِأَنَّكَ تُحِبُّ ٱلنَّاسَ. وَمَاذَا عَنِ ٱللّٰهِ؟ إِنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُغَيِّرَ ٱلْأَحْوَالَ، وَهُوَ يُحِبُّنَا. لِذٰلِكَ سَوْفَ يَقْضِي عَلَى ٱلْمُعَانَاةِ وَٱلظُّلْمِ. تَأَكَّدْ أَنَّ كُلَّ وَعْدٍ مِنْ وُعُودِ ٱللّٰهِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي بِدَايَةِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ سَيَتَحَقَّقُ. وَلٰكِنْ كَيْ تُصَدِّقَهَا، عَلَيْكَ أَنْ تَعْرِفَ أَكْثَرَ عَنِ ٱللّٰهِ.
اَللّٰهُ يُرِيدُ أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ
١٤ مَا هُوَ ٱسْمُ ٱللّٰهِ وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَعْمِلَهُ؟
١٤ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَى شَخْصٍ جَدِيدٍ، فَمَا أَوَّلُ شَيْءٍ تُخْبِرُهُ بِهِ؟ اِسْمُكَ. وَهَلْ لِلّٰهِ ٱسْمٌ؟ تُعَلِّمُ أَدْيَانٌ كَثِيرَةٌ أَنَّ ٱسْمَهُ هُوَ ٱللّٰهُ أَوِ ٱلرَّبُّ. لٰكِنَّهُمَا لَيْسَا ٱسْمَيْنِ بَلْ لَقَبَانِ، كَأَنَّنَا نَقُولُ «مَلِكًا» أَوْ «رَئِيسًا». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ إِنَّ عِنْدَهُ أَسْمَاءً كَثِيرَةً مِثْلَ «ٱلْكَرِيمِ» وَ «ٱلرَّحِيمِ»، لٰكِنَّ هٰذِهِ فِي ٱلْحَقِيقَةِ صِفَاتُ ٱللّٰهِ. أَخْبَرَنَا ٱللّٰهُ أَنَّ ٱسْمَهُ هُوَ يَهْوَهُ. يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٨٣:١٨: ‹لِيَعْلَمُوا أَنَّكَ ٱسْمُكَ يَهْوَهُ، وَحْدَكَ ٱلْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ›. وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ كَتَبَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱسْمَ ٱللّٰهِ آلَافَ ٱلْمَرَّاتِ. لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ ٱسْمَهُ وَتَسْتَعْمِلَهُ. وَهُوَ كَشَفَهُ لَكَ كَيْ يَفْتَحَ لَكَ ٱلْمَجَالَ أَنْ تُصْبِحَ صَدِيقَهُ.
١٥ مَاذَا يَعْنِي ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ؟
١٥ اَلِٱسْمُ يَهْوَهُ لَهُ مَعْنًى مُهِمٌّ وَعَمِيقٌ. فَهُوَ يَعْنِي أَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ أَنْ يُتَمِّمَ وُعُودَهُ وَيُحَقِّقَ مَا يَنْوِي أَنْ يَفْعَلَهُ. فَلَا شَيْءَ يَقِفُ فِي طَرِيقِهِ. وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَحْمِلَ هٰذَا ٱلِٱسْمَ.a
١٦، ١٧ مَا مَعْنَى (أ) «اَلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»؟ (ب) «مَلِكُ ٱلْأَبَدِيَّةِ»؟ (ج) «اَلْخَالِقُ»؟
١٦ حَسْبَمَا قَرَأْنَا، يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٨٣:١٨ عَنْ يَهْوَهَ: «وَحْدَكَ ٱلْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ». كَمَا تَذْكُرُ ٱلْآيَةُ فِي ٱلرُّؤْيَا ١٥:٣: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، يَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ، ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. بَارَّةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ، يَا مَلِكَ ٱلْأَبَدِيَّةِ». فَمَا مَعْنَى أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ «ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»؟ يَعْنِي أَنَّهُ أَقْوَى مِنْ أَيِّ شَخْصِيَّةٍ أُخْرَى فِي ٱلْكَوْنِ. وَٱللَّقَبُ «مَلِكُ ٱلْأَبَدِيَّةِ» يَدُلُّ أَنَّ ٱللّٰهَ دَائِمُ ٱلْوُجُودِ. يَشْرَحُ ٱلْمَزْمُور ٩٠:٢ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةَ، وَيُخْبِرُنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَوْجُودٌ مِنَ ٱلدَّهْرِ إِلَى ٱلدَّهْرِ، أَيْ لَا بِدَايَةَ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ. أَلَيْسَ يَهْوَهُ إِلٰهًا عَظِيمًا؟!
١٧ وَيَهْوَهُ وَحْدَهُ هُوَ ٱلْخَالِقُ. تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ٤:١١: «أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ، يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا، أَنْ تَنَالَ ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ، لِأَنَّكَ خَلَقْتَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِمَشِيئَتِكَ وُجِدَتْ وَخُلِقَتْ». فَيَهْوَهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْكَوْنِ، مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلنُّجُومِ فِي ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْفَوَاكِهِ عَلَى ٱلْأَشْجَارِ وَٱلسَّمَكِ فِي ٱلْبَحْرِ.
هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ مِنْ أَصْدِقَاءِ يَهْوَهَ؟
١٨ لِمَاذَا يَعْتَبِرُ ٱلْبَعْضُ ٱلصَّدَاقَةَ مَعَ ٱللّٰهِ مُسْتَحِيلَةً؟ مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ ذٰلِكَ؟
١٨ عِنْدَمَا يَقْرَأُ بَعْضُ ٱلنَّاسِ عَنْ صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةِ، يَخَافُونَ وَيُفَكِّرُونَ: ‹اَللّٰهُ عَظِيمٌ وَقُدُّوسٌ وَبَعِيدٌ جِدًّا، فَلِمَاذَا يَهْتَمُّ بِي أَنَا؟›. وَٱلْبَعْضُ يُحِسُّونَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُفَكِّرُوا أَنْ يَكُونَ ٱللّٰهُ صَدِيقَهُمْ. وَلٰكِنْ هَلْ يُرِيدُ ٱللّٰهُ أَنْ نَشْعُرَ هٰكَذَا؟ كَلَّا. فَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا إِلَيْنَا. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱللّٰهَ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا». (اعمال ١٧:٢٧) وَهُوَ يُرِيدُ أَيْضًا أَنْ تَقْتَرِبَ إِلَيْهِ وَيَعِدُكَ أَنْ «يَقْتَرِبَ إِلَيْكَ». — يعقوب ٤:٨.
١٩ (أ) كَيْفَ تُصْبِحُ مِنْ أَصْدِقَاءِ ٱللّٰهِ؟ (ب) مَا أَكْثَرُ صِفَةٍ تُحِبُّهَا فِي شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ؟
١٩ كَيْفَ تُصْبِحُ مِنْ أَصْدِقَاءِ ٱللّٰهِ؟ قَالَ يَسُوعُ: «هٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ: أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْكَ، أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ، وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». (يوحنا ١٧:٣) فَٱسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ لِتَتَعَرَّفَ إِلَيْهِمَا أَكْثَرَ وَتَنَالَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ تَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. مَثَلًا، تَعَلَّمْتَ أَنَّ «ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:١٦) لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَدَيْهِ صِفَاتٌ حُلْوَةٌ أُخْرَى. فَهُوَ ‹رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ وَبَطِيءُ ٱلْغَضَبِ›. (خروج ٣٤:٦) وَهُوَ «صَالِحٌ وَغَفُورٌ». (مزمور ٨٦:٥) وَيَهْوَهُ صَبُورٌ وَوَلِيٌّ. (٢ بطرس ٣:٩؛ رؤيا ١٥:٤) وَسَتَتَعَلَّمُ أَكْثَرَ عَنْ صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ فِيمَا تَقْرَأُ عَنْهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٢٠، ٢١ (أ) كَيْفَ نَشْعُرُ أَنَّنَا قَرِيبُونَ مِنَ ٱللّٰهِ إِذَا كُنَّا لَا نَرَاهُ؟ (ب) لِمَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱللّٰهَ أَبٌ لَنَا؟
٢٠ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ قَرِيبًا مِنَ ٱللّٰهِ إِذَا كُنْتَ لَا تَرَاهُ؟ (يوحنا ١:١٨؛ ٤:٢٤؛ ١ تيموثاوس ١:١٧) عِنْدَمَا تَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ يَهْوَهَ، يُصْبِحُ حَقِيقِيًّا فِي نَظَرِكَ وَتَتَعَرَّفُ إِلَى صِفَاتِهِ ٱلْجَيِّدَةِ. (مزمور ٢٧:٤؛ روما ١:٢٠) وَكُلَّمَا تَعَلَّمْتَ عَنْ يَهْوَهَ، زَادَتْ مَحَبَّتُكَ لَهُ وَصِرْتَ أَقْرَبَ مِنْهُ.
٢١ سَتَكْتَشِفُ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ أَبٌ لَنَا. (متى ٦:٩) فَهُوَ خَلَقَنَا وَيُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ أَفْضَلَ حَيَاةٍ مِثْلَمَا يَتَمَنَّى أَبٌ مُحِبٌّ لِأَوْلَادِهِ. (مزمور ٣٦:٩) تَخَيَّلْ أَنَّ يَهْوَهَ، خَالِقَ ٱلْكَوْنِ، يُرِيدُ أَنْ تَكُونَ صَدِيقَهُ! هٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. — يعقوب ٢:٢٣.
٢٢ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ إِذَا نَصَحَكَ ٱلْبَعْضُ أَنْ تَتَوَقَّفَ عَنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٢٢ رُبَّمَا يَنْصَحُكَ ٱلْبَعْضُ أَنْ تَتَوَقَّفَ عَنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ تُغَيِّرَ دِينَكَ. لٰكِنْ لَا تَسْمَحْ لِأَحَدٍ أَنْ يَمْنَعَكَ أَنْ تَكُونَ صَدِيقًا لِيَهْوَهَ. فَلَا صَدِيقَ أَفْضَلُ مِنْهُ.
٢٣، ٢٤ (أ) لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ تُفَتِّشَ عَنْ أَجْوِبَةٍ لِأَسْئِلَتِكَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي؟
٢٣ فِيمَا تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، سَتَقْرَأُ أُمُورًا لَا تَفْهَمُهَا. فَلَا تَخْجَلْ أَنْ تَسْأَلَ عَنْهَا أَوْ تَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِتَفْهَمَهَا. نَصَحَنَا يَسُوعُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ. (متى ١٨:٢-٤) وَٱلْأَوْلَادُ يَسْأَلُونَ أَسْئِلَةً كَثِيرَةً. وَٱللّٰهُ يُحِبُّ أَنْ تَجِدَ ٱلْأَجْوِبَةَ. لِذَا ٱدْرُسِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ جَيِّدًا لِتَتَأَكَّدَ أَنَّ مَا تَتَعَلَّمُهُ هُوَ ٱلْحَقُّ. — اقرإ الاعمال ١٧:١١.
٢٤ إِنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِتَتَعَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ هِيَ أَنْ تَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. وَفِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي، سَنُنَاقِشُ لِمَاذَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مُمَيَّزٌ عَنْ كُلِّ ٱلْكُتُبِ ٱلْأُخْرَى.
a لِتَعْرِفَ أَكْثَرَ عَنْ مَعْنَى ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَطَرِيقَةِ لَفْظِهِ، ٱنْظُرْ مِنْ فَضْلِكَ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ١.