الفصل ٨
مَا هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
١ أَيَّةُ صَلَاةٍ سَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا؟
مَلَايِينُ ٱلنَّاسِ يَعْرِفُونَ ٱلصَّلَاةَ ٱلرَّبَّانِيَّةَ أَوِ «ٱلْأَبَانَا». وَمِنْ خِلَالِهَا عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ كَيْفَ يُصَلُّونَ. فَمَاذَا طَلَبَ فِي هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ؟ وَلِمَاذَا هِيَ مُهِمَّةٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ؟
٢ مَا هِيَ ٱلْأُمُورُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلْمُهِمَّةُ ٱلَّتِي عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نَطْلُبَهَا فِي ٱلصَّلَاةِ؟
٢ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ: «صَلُّوا أَنْتُمْ هٰكَذَا: ‹أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ›». (اقرأ متى ٦:٩-١٣.) فَلِمَاذَا عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نَطْلُبَ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ ٱلثَّلَاثَةَ فِي ٱلصَّلَاةِ؟ — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢٠.
٣ مَاذَا سَنَتَعَلَّمُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
٣ تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ هُوَ يَهْوَهُ. وَنَاقَشْنَا أَيْضًا مَا هِيَ مَشِيئَتُهُ، فَعَرَفْنَا مَاذَا يَنْوِي أَنْ يَفْعَلَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ عِنْدَمَا قَالَ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»؟ سَيُخْبِرُنَا هٰذَا ٱلْفَصْلُ مَا هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ، مَاذَا سَيُحَقِّقُ، وَكَيْفَ سَيُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ.
مَا هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
٤ مَا هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ، وَمَنْ هُوَ مَلِكُهُ؟
٤ أَسَّسَ يَهْوَهُ حُكُومَةً فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱخْتَارَ يَسُوعَ لِيَكُونَ حَاكِمًا عَلَيْهَا. يُسَمِّي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هٰذِهِ ٱلْحُكُومَةَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ، أَيْ مَمْلَكَتَهُ. وَيَقُولُ إِنَّ يَسُوعَ هُوَ «رَبُّ ٱلْأَرْبَابِ وَمَلِكُ ٱلْمُلُوكِ». (رؤيا ١٧:١٤) فَهُوَ أَقْوَى مِنْ كُلِّ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ، وَمَا سَيَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا لَا يَقْدِرُ أَيُّ حَاكِمٍ بَشَرِيٍّ أَنْ يَفْعَلَهُ.
٥ مِنْ أَيْنَ يَحْكُمُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟ وَعَلَى مَاذَا سَيَحْكُمُ؟
٥ عَادَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بَعْدَ ٤٠ يَوْمًا مِنْ قِيَامَتِهِ. (اعمال ٢:٣٣) وَبَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، بَدَأَ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ عَلَى ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، سَيَحْكُمُ ٱلْمَلَكُوتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رؤيا ١١:١٥) لِذٰلِكَ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ ‹مَمْلَكَةٌ سَمَاوِيَّةٌ›. — ٢ تيموثاوس ٤:١٨.
٦، ٧ لِمَاذَا يَسُوعُ أَعْظَمُ مِنْ أَيِّ مَلِكٍ بَشَرِيٍّ؟
٦ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَسُوعَ أَعْظَمُ مِنْ أَيِّ مَلِكٍ أَوْ حَاكِمٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِأَنَّهُ «وَحْدَهُ لَهُ ٱلْخُلُودُ». (١ تيموثاوس ٦:١٦) فَيَسُوعُ لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا، بِعَكْسِ ٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ. وَكُلُّ مَا سَيُحَقِّقُهُ مِنْ أَجْلِنَا سَيَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
٧ يُنْبِئُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَسُوعَ سَيَحْكُمُ عَلَى ٱلنَّاسِ بِعَدْلٍ وَيَتَعَاطَفُ مَعَهُمْ. يَقُولُ: «يَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ يَهْوَهَ، رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ، رُوحُ ٱلْمَشُورَةِ وَٱلْقُدْرَةِ، رُوحُ ٱلْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ، وَتَكُونُ مُتْعَتُهُ فِي مَخَافَةِ يَهْوَهَ. فَلَا يَقْضِي بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ بِعَيْنَيْهِ، وَلَا يُوَبِّخُ بِحَسَبِ مَا يَسْمَعُهُ بِأُذُنَيْهِ. إِنَّمَا يَقْضِي بِٱلْبِرِّ [أَوْ بِٱلْعَدْلِ] لِلْمَسَاكِينِ». (اشعيا ١١:٢-٤) أَلَا تُحِبُّ أَنْ تَعِيشَ تَحْتَ حُكْمِ مَلِكٍ كَهٰذَا؟
٨ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ لَنْ يَحْكُمَ وَحْدَهُ؟
٨ اِخْتَارَ ٱللّٰهُ أَيْضًا بَشَرًا لِيَكُونُوا مُلُوكًا مَعَ يَسُوعَ فِي مَمْلَكَتِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. مَثَلًا، قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِتِيمُوثَاوُسَ: «إِنْ بَقِينَا نَحْتَمِلُ، فَسَنَمْلِكُ أَيْضًا مَعَهُ». (٢ تيموثاوس ٢:١٢) وَكَمْ عَدَدُ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ يَسُوعَ؟
٩ كَمْ عَدَدُ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ يَسُوعَ؟ وَمَتَى بَدَأَ ٱللّٰهُ يَخْتَارُهُمْ؟
٩ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٧، شَاهَدَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا يَسُوعَ فِي رُؤْيَا يَحْكُمُ كَمَلِكٍ فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ ٠٠٠,١٤٤ مَلِكٍ آخَرَ. فَمَنْ هُمْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكُ؟ يَقُولُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا إِنَّ «لَهُمُ ٱسْمَ [يَسُوعَ] وَٱسْمَ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ». (اقرإ الرؤيا ١٤:١.) وَيَقُولُ أَيْضًا إِنَّهُمْ «يَتْبَعُونَ ٱلْحَمَلَ [أَيْ يَسُوعَ] حَيْثُمَا يَذْهَبُ. هٰؤُلَاءِ ٱشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ ٱلنَّاسِ». (رؤيا ١٤:٤) إِذًا، ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ هُمْ مَسِيحِيُّونَ أَوْلِيَاءُ يَخْتَارُهُمُ ٱللّٰهُ لِيَصِيرُوا مُلُوكًا مَعَ يَسُوعَ. فَعِنْدَمَا يَمُوتُونَ، يُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ ‹لِيَمْلِكُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ›. (رؤيا ٥:١٠) وَيَهْوَهُ يَخْتَارُ مُنْذُ سَنَةِ ٣٣ بم مَسِيحِيِّينَ أَوْلِيَاءَ لِيَكُونُوا مِنَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّنَا عِنْدَمَا ٱخْتَارَ يَسُوعَ وَٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ لِيَحْكُمُوا عَلَى ٱلْبَشَرِ؟
١٠ يَهْوَهُ يُحِبُّنَا كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ٱخْتَارَ بَشَرًا لِيَحْكُمُوا مَعَ يَسُوعَ. سَيَكُونُ يَسُوعُ حَاكِمًا جَيِّدًا لِأَنَّهُ يَفْهَمُنَا. فَقَدْ عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ وَتَعَذَّبَ. قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ يَسُوعَ يُحِسُّ بِمَشَاعِرِنَا وَ «يَتَعَاطَفُ مَعَنَا فِي ضَعَفَاتِنَا»، وَقَدِ «ٱمْتُحِنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَنَا». (عبرانيين ٤:١٥؛ ٥:٨) وَٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ أَيْضًا بَشَرٌ مِثْلُنَا. وَهُمْ أَيْضًا عَانَوْا بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ وَٱلْمَرَضِ. لِذٰلِكَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَسُوعَ وَٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ سَيَتَفَهَّمُونَ مَشَاعِرَنَا وَمَشَاكِلَنَا.
مَاذَا سَيُحَقِّقُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ؟
١١ لِمَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا كَيْ تَتَحَقَّقَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟
١١ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا كَيْ تَتَحَقَّقَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ. لِمَاذَا؟ مِثْلَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٣، تَمَرَّدَ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ عَلَى يَهْوَهَ. وَبَعْدَ تَمَرُّدِهِ، سَمَحَ يَهْوَهُ لَهُ وَلِلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَشْرَارِ ٱلَّذِينَ تَمَرَّدُوا مِثْلَهُ، أَيِ ٱلْأَبَالِسَةِ، أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلسَّمَاءِ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ. إِذًا، لَمْ يَكُنْ كُلُّ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ. وَسَنَعْرِفُ أَكْثَرَ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْأَبَالِسَةِ فِي ٱلْفَصْلِ ١٠.
١٢ أَيُّ حَدَثَيْنِ مُهِمَّيْنِ تُخْبِرُنَا عَنْهُمَا ٱلرُّؤْيَا ١٢:١٠؟
١٢ تَنَبَّأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَسُوعَ، بَعْدَمَا يُصْبِحُ مَلِكًا عَلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، سَيُحَارِبُ ٱلشَّيْطَانَ. (اقرإ الرؤيا ١٢:٧-١٠.) فَٱلْعَدَدُ ١٠ يُخْبِرُنَا عَنْ حَدَثَيْنِ مُهِمَّيْنِ: تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ تَحْتَ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَطَرْدِ ٱلشَّيْطَانِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَكَمَا سَنَرَى، هٰذَا مَا حَصَلَ بِٱلْفِعْلِ.
١٣ مَاذَا حَصَلَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَعْدَمَا طُرِدَ ٱلشَّيْطَانُ مِنْهَا؟
١٣ يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ فَرَحَ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلطَّائِعِينَ بَعْدَمَا طُرِدَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. يَقُولُ: «تَهَلَّلِي، أَيَّتُهَا ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلسَّاكِنُونَ فِيهَا!». (رؤيا ١٢:١٢) وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، صَارَ فِي ٱلسَّمَاءِ سَلَامٌ وَوَحْدَةٌ كَامِلَانِ لِأَنَّ ٱلْكُلَّ يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ.
١٤ مَاذَا حَصَلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ طُرِدَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ؟
١٤ أَمَّا ٱلْأَحْوَالُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فَمُخْتَلِفَةٌ كُلِّيًّا. فَٱلنَّاسُ يُوَاجِهُونَ ٱلْمَصَائِبَ «لِأَنَّ إِبْلِيسَ قَدْ نَزَلَ إِلَى [ٱلْأَرْضِ] وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ، عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا». (رؤيا ١٢:١٢) فَٱلشَّيْطَانُ غَاضِبٌ جِدًّا لِأَنَّهُ طُرِدَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَيَعْرِفُ أَنَّ نِهَايَتَهُ قَرِيبَةٌ جِدًّا. لِذٰلِكَ يَفْعَلُ كُلَّ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لِيُسَبِّبَ ٱلْمَشَاكِلَ وَٱلْمُعَانَاةَ فِي ٱلْأَرْضِ.
١٥ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ؟
١٥ أَرَادَ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنْ تَكُونَ ٱلْأَرْضُ جَنَّةً جَمِيلَةً يَعِيشُ عَلَيْهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ بَشَرٌ كَامِلُونَ. وَمَشِيئَتُهُ هٰذِهِ لَمْ تَتَغَيَّرْ. (مزمور ٣٧:٢٩) فَكَيْفَ سَيُحَقِّقُ ٱلْمَلَكُوتُ ذٰلِكَ؟
١٦، ١٧ مَاذَا تَكْشِفُ ٱلنُّبُوَّةُ فِي دَانِيَال ٢:٤٤ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
١٦ تَقُولُ ٱلنُّبُوَّةُ فِي دَانِيَال ٢:٤٤: «فِي أَيَّامِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلٰهُ ٱلسَّمَاءِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا. وَمُلْكُهَا لَا يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ. فَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ». فَمَاذَا تَكْشِفُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
١٧ أَوَّلًا، تُخْبِرُنَا أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَبْدَأُ بِٱلْحُكْمِ «فِي أَيَّامِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ». إِذًا عِنْدَمَا يَبْدَأُ حُكْمُ ٱلْمَلَكُوتِ، سَتَكُونُ هُنَاكَ حُكُومَاتٌ أُخْرَى عَلَى ٱلْأَرْضِ. ثَانِيًا، سَيَبْقَى ٱلْمَلَكُوتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَلَنْ تَحِلَّ مَحَلَّهُ أَيُّ حُكُومَةٍ أُخْرَى. وَثَالِثًا، تَكْشِفُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ عَنْ حَرْبٍ بَيْنَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَحُكُومَاتِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ. وَمَلَكُوتُ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلَّذِي سَيَنْتَصِرُ وَيَحْكُمُ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا. وَعِنْدَئِذٍ سَيَعِيشُ ٱلْبَشَرُ تَحْتَ حُكْمِ أَفْضَلِ حُكُومَةٍ.
١٨ مَا ٱسْمُ ٱلْحَرْبِ بَيْنَ حُكُومَاتِ ٱلْعَالَمِ وَمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
١٨ مَاذَا سَيَحْصُلُ مُبَاشَرَةً قَبْلَ ٱلْحَرْبِ بَيْنَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَحُكُومَاتِ ٱلْعَالَمِ؟ قَبْلَ هٰذِهِ ٱلْحَرْبِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي يُسَمِّيهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَرْمَجِدُّونَ، سَتَخْدَعُ ٱلْأَبَالِسَةُ «مُلُوكَ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا، لِتَجْمَعَهُمْ إِلَى حَرْبِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ، يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». فَٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ سَتُحَارِبُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. — رؤيا ١٦:١٤، ١٦؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ١٠.
١٩، ٢٠ لِمَاذَا نَحْتَاجُ أَنْ يَحْكُمَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٩ لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ لِثَلَاثَةِ أَسْبَابٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. أَوَّلًا، نَحْنُ نَمْرَضُ وَنَمُوتُ لِأَنَّنَا خُطَاةٌ. لٰكِنَّنَا تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، سَنَعِيشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ كَمَا يَعِدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. تَقُولُ ٱلْآيَةُ فِي يُوحَنَّا ٣:١٦: «اَللّٰهُ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».
٢٠ ثَانِيًا، نَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ لِأَنَّنَا نَعِيشُ فِي عَالَمٍ مَلِيءٍ بِٱلشَّرِّ. فَكَثِيرُونَ يَكْذِبُونَ وَيَغُشُّونَ وَيَعِيشُونَ حَيَاةً فَاسِدَةً. وَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَقْضِيَ عَلَى ٱلشَّرِّ، أَمَّا ٱللّٰهُ فَسَيَفْعَلُ ذٰلِكَ. وَكُلُّ ٱلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ سَيَمُوتُونَ فِي هَرْمَجِدُّونَ. (اقرإ المزمور ٣٧:١٠.) ثَالِثًا، نَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ لِأَنَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةَ ظَالِمَةٌ أَوْ فَاسِدَةٌ أَوْ ضَعِيفَةٌ. وَلَا يَهُمُّهَا أَنْ تُشَجِّعَ ٱلنَّاسَ لِيُطِيعُوا ٱللّٰهَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «يَتَسَلَّطُ إِنْسَانٌ عَلَى إِنْسَانٍ لِأَذِيَّتِهِ». — جامعة ٨:٩.
٢١ كَيْفَ سَيُحَقِّقُ ٱلْمَلَكُوتُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ كَامِلًا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٢١ بَعْدَ هَرْمَجِدُّونَ، سَيُحَقِّقُ ٱلْمَلَكُوتُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ كَامِلًا عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهُوَ سَيُرِيحُنَا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. (رؤيا ٢٠:١-٣) وَلَنْ نَمْرَضَ أَوْ نَمُوتَ. فَبِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ، سَيَعِيشُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ. (رؤيا ٢٢:١-٣) وَسَيُقَدِّسُ ٱلْمَلَكُوتُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ. وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ عِنْدَمَا يَحْكُمُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَيُكْرِمُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱسْمَ يَهْوَهَ. فَلَنْ يَقُولَ أَحَدٌ أَوْ يَفْعَلَ شَيْئًا يُسِيءُ إِلَى ٱسْمِهِ. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢١.
مَتَى بَدَأَ يَسُوعُ يَحْكُمُ؟
٢٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَسْتَلِمِ ٱلْمُلْكَ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَوْ فَوْرًا بَعْدَ قِيَامَتِهِ؟
٢٢ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ». وَهٰذَا عَنَى أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ كَانَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَكَانَ يَهْوَهُ سَيُؤَسِّسُ أَوَّلًا ٱلْمَلَكُوتَ، ثُمَّ يَجْعَلُ يَسُوعَ مَلِكًا عَلَيْهِ. وَهَلْ بَدَأَ يَسُوعُ يَحْكُمُ فَوْرًا بَعْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟ لَا. كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْتَظِرَ مُدَّةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. فَبَعْدَ فَتْرَةٍ مِنْ قِيَامَةِ يَسُوعَ، طَبَّقَ ٱلرَّسُولَانِ بُطْرُسُ وَبُولُسُ عَلَيْهِ ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٠:١. فَفِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، قَالَ يَهْوَهُ لِيَسُوعَ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي إِلَى أَنْ أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ». — اعمال ٢:٣٢-٣٥؛ عبرانيين ١٠:١٢، ١٣.
سَيُحَقِّقُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ
٢٣ (أ) مَتَى بَدَأَ يَسُوعُ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ (ب) مَاذَا سَنَرَى فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي؟
٢٣ مَتَى بَدَأَ يَسُوعُ يَحْكُمُ إِذًا؟ سَنَةَ ١٩١٤. قَبْلَ هٰذِهِ ٱلسَّنَةِ بِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَهِمَ فَرِيقٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُخْلِصِينَ أَنَّهَا سَنَةٌ مُهِمَّةٌ حَسَبَ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمَا يَحْصُلُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱبْتِدَاءً مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ يُبَرْهِنُ أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ. فَيَسُوعُ بَدَأَ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ. (مزمور ١١٠:٢) وَبَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، طَرَدَ يَسُوعُ ٱلشَّيْطَانَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَلَمْ يَبْقَ لِلشَّيْطَانِ إِلَّا ‹زَمَانٌ قَصِيرٌ›. (رؤيا ١٢:١٢) وَفِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي، سَنَرَى أَدِلَّةً أَكْثَرَ تُظْهِرُ أَنَّنَا نَعِيشُ ٱلْآنَ فِي هٰذَا ‹ٱلزَّمَانِ ٱلْقَصِيرِ›. وَسَنَتَأَكَّدُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ سَيُحَقِّقُ قَرِيبًا جِدًّا مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢٢.