إشعيا
سأسكُبُ روحي على نَسلِك، +
وبَرَكَتي على سُلالَتِك.
٤ وسَيَنبُتونَ وكَأنَّهُم بَينَ العُشبِ الأخضَر، +
سيَنبُتونَ كشَجَرِ الحَوْرِ بِجانِبِ مَجاري المِياه.
٥ واحِدٌ سيَقول: «أنا لِيَهْوَه»، +
وآخَرُ يُسَمِّي نَفْسَهُ بِاسْمِ يَعْقُوب.
وآخَرُ سيَكتُبُ على يَدِه: «مِلْكٌ لِيَهْوَه»،
ويَتَبَنَّى الاسْمَ إسْرَائِيل›.
‹أنا الأوَّلُ وأنا الأخير. +
لَيسَ هُناك إلهٌ غَيري. +
فلْيَتَكَلَّمْ ويُعلِنْ ذلِك ويُثبِتْهُ لي! +
مُنذُ أوْجَدتُ الشَّعبَ القَديم،
هل هُناك مَن يَقدِرُ أن يُخبِرَ عن ما سيَأتي
وأيضًا عن ما سيَحصُل؟!
ألَمْ أُخبِرْ كُلَّ واحِدٍ مِنكُم مُسبَقًا؟ ألَمْ أُعلِنْ ذلِك؟
أنتُم شُهودي. +
هل هُناك إلهٌ غَيري؟
كَلَّا، ما مِن صَخرٍ غَيري؛ + لا أعرِفُ بِوُجودِ آخَر›».
١١ أُنظُروا! كُلُّ مَن لهُ عَلاقَةٌ بهِ سيُذَلّ. +
الحِرَفِيُّونَ هُم مُجَرَّدُ بَشَر.
لِيَجتَمِعوا كُلُّهُم ويَأخُذوا مَكانَهُم.
سيَرتَعِبونَ ويُذَلُّونَ معًا.
١٢ الحَدَّادُ يُجَهِّزُ الحَديدَ بِأداتِهِ * فَوقَ الجَمر.
يَصوغُهُ بِالمَطارِق،
وبِذِراعِهِ القَوِيَّة يَصنَعُه. +
ثُمَّ يَجوعُ فتَضعُفُ قُوَّتُه؛
لا يَشرَبُ ماءً فيَتعَب.
١٣ يَمُدُّ نَحَّاتُ الخَشَبِ خَيطَ القِياس، يَرسُمُ التِّمثالَ بِطَبشورَةٍ حَمراء.
يَنحَتُهُ بِالإزميلِ ويَرسُمُهُ بِالبيكار. *
١٤ هُناك مَن يَعمَلُ في قَطْعِ الأَرْز.
يَختارُ نَوعًا مُعَيَّنًا مِنَ الشَّجَر، سِنْدِيَانَة،
ويَترُكُها تَنْمو وتَقْوى بَينَ أشجارِ الغابَة. +
يَغرِسُ شَجَرَةَ غار، والمَطَرُ يُنَمِّيها.
١٥ ثُمَّ يَستَعمِلُها أحَدٌ كحَطَبٍ لِيُشعِلَ النَّار.
يَأخُذُ بَعضًا مِنها لِيَتَدَفَّأ.
يُشعِلُ نارًا ويَخبِزُ علَيها خُبزًا.
لكنَّهُ أيضًا يَصنَعُ مِنَ الشَّجَرَةِ إلهًا ويَعبُدُه.
يَصنَعُ مِنها تِمثالًا مَنحوتًا ويَسجُدُ أمامَه. +
١٦ نِصفُ الخَشَبِ يُحرِقُهُ بِالنَّار؛
وعلى هذا النِّصفِ يَشْوي لَحمًا ويَأكُلُ ويَشبَع.
يَتَدَفَّأُ أيضًا ويَقول:
«كم جَميلٌ أن أتَدَفَّأَ وأنا أتَفَرَّجُ على النَّار!».
١٧ أمَّا الباقي فيَصنَعُ مِنهُ إلهًا، تِمثالًا مَنحوتًا.
يَسجُدُ لهُ ويَعبُدُه.
يُصَلِّي إلَيهِ ويَقول:
«خَلِّصْني، لِأنَّكَ أنتَ إلهي». +
١٨ هُم لا يَعرِفونَ شَيئًا ولا يَفهَمونَ شَيئًا، +
لِأنَّ عُيونَهُم مُغلَقَةٌ تَمامًا ولا يَقدِرونَ أن يَرَوْا،
وقُلوبَهُم بِلا فَهم.
١٩ لا أحَدَ يُفَكِّرُ في قَلبِه،
لا أحَدَ عِندَهُ مَعرِفَةٌ أو فَهمٌ لِيَقول:
«نِصفُهُ أحرَقتُهُ بِالنَّار،
وعلى جَمرِهِ خَبَزتُ خُبزًا وشَوَيتُ لَحمًا لِآكُل.
فهل أصنَعُ مِنَ الباقي شَيئًا كَريهًا؟ +
وهل أعبُدُ قِطعَةَ خَشَب؟». *
٢٠ هو يَأكُلُ رَمادًا.
قَلبُهُ المَخدوعُ ضَلَّلَه.
لا يَقدِرُ أن يُخَلِّصَ نَفْسَهُ أو أن يَقول:
«ألَا أحمِلُ كِذبَةً في يَدي اليُمْنى؟».
٢١ «تَذَكَّرْ هذِهِ الأُمورَ يا يَعْقُوب، تَذَكَّرْ يا إسْرَائِيل،
فأنتَ خادِمي.
أنا كَوَّنتُكَ وأنتَ خادِمي. +
يا إسْرَائِيل، لن أنْساك. +
إرجِعْ إلَيَّ، لِأنِّي سأستَرجِعُكَ مِنَ الأسْر. +
٢٣ «إهتِفي مِنَ الفَرَحِ أيَّتُها السَّموات،
لِأنَّ يَهْوَه قد أخَذَ إجراءً!
إهتِفي هُتافَ الانتِصارِ يا أعماقَ الأرض!
أُصرُخي مِنَ الفَرَحِ أيَّتُها الجِبال، +
وأيَّتُها الغاباتُ مع كُلِّ أشجارِكِ!
فيَهْوَه استَرجَعَ يَعْقُوب مِنَ الأسْر،
وهو يُظهِرُ مَجدَهُ مِن خِلالِ إسْرَائِيل». +
«أنا يَهْوَه الَّذي صَنَعَ كُلَّ شَيء.
مَن كانَ معي؟
٢٥ أنا أُفَشِّلُ عَلاماتِ الأنبِياءِ الكَذَّابين، *
وأنا الَّذي يَجعَلُ مَن يَرَوْنَ الغَيبَ يَتَصَرَّفونَ كالحَمْقى، +
الَّذي يُربِكُ الحُكَماءَ
ويُحَوِّلُ مَعرِفَتَهُم إلى حَماقَة؛ +
٢٦ أنا الَّذي يُحَقِّقُ كَلِمَةَ خادِمِه،
ويُتَمِّمُ كامِلًا تَنَبُّؤاتِ رُسُلِه؛ +
أنا الَّذي يَقولُ عن أُورُشَلِيم: ‹ستُسكَن›، +
وعن مُدُنِ يَهُوذَا: ‹سيُعادُ بِناؤُها، +
وسَأُرَمِّمُ الأماكِنَ الخَرِبَة فيها›؛ +
٢٧ أنا الَّذي يَقولُ لِلمِياهِ العَميقَة: ‹تَبَخَّري،
وسَأُجَفِّفُ كُلَّ أنهارِكِ›؛ +
٢٨ أنا الَّذي يَقولُ عن كُورُش: + ‹هو راعِيَّ
وسَيَفعَلُ كامِلًا كُلَّ ما أُريدُه›، +
الَّذي يَقولُ عن أُورُشَلِيم: ‹سيُعادُ بِناؤُها›،
وعنِ الهَيكَل: ‹سيوضَعُ أساسُك›». +