الاحداث يسألون . . .
هل ستساعدني صداقتي مع اللّٰه؟
يكبر احداث كثيرون اليوم تحت ضغوط كانت ستبدو قبل جيل لا تُصدَّق. اوضحت مصادر استفتاء قومي لـ ٠٠٠,١٦٠ حدث: «يخبرنا المراهقون ان الكثير من اضطرابهم هو بسبب الضغوط التي يشعرون بأنهم ليسوا اكفاء لمواجهتها؛ بسبب التثبط والحزن الذي يتغلب على ثقتهم بالنفس؛ وبسبب الوالدين الذين لا يتفهَّمون مشاكلهم.» وقد تشعرون انتم ايضا بأن الآخرين لا يدركون كم يمكن ان تكون الحياة مؤلمة احيانا بالنسبة الى الحدث.
طبعا، قد يكون لديكم صديق حميم يمكنكم ان تلجأوا اليه من اجل الدعم العاطفي، وقد يجلب هذا بعض الارتياح. ولكن أليس صحيحا ان هنالك صعوبات مؤلمة يجب ان تواجهوها وحدكم؟ وكم هو صحيح انه في بعض الاحيان ‹قلبكم [فقط] يعرف مرارة نفسكم.› (امثال ١٤:١٠) ولكن هنالك مَن يفهمكم كاملا، وهو يعرض صداقته. وقد وجد احداث كثيرون ان صداقته امر مساعد جدا حتى خلال اكثر الاوقات إيلاما.
الصداقة مع اللّٰه
سُئلت احدى الحدثات عما تشكر يهوه اللّٰه عليه اكثر. فكان جوابها: «اننا نستطيع ان نعرفه ونكون اصداقاءه الاحمّاء.» نعم، من الممكن ان نتمتع بأروع صداقة في الكون! كتب المرنم الملهم: «العلاقة الحميمة مع يهوه انما هي لخائفيه.» — مزمور ٢٥:١٤، عج.
«العلاقة الحميمة مع يهوه» — يا لها من فرصة ثمينة! والكلمة العبرانية الاصلية تنقل فكرة الكلام الصريح والخصوصي مع شخص هو صديق مميَّز. ولذلك فإنها علاقة لصيقة مؤسسة على المحبة، علاقة حميمة مميَّزة تنتج من الثقة المتبادلة. وكصديق للّٰه، تشعرون بأن قيمتكم الحقيقية كشخص سيقدِّرها ذاك الذي يفهمكم بصدق. ولكن ما هي فوائد هذه الصداقة؟
«موضع ثقتي منذ صباي»
ان احداثا كثيرين، رغم التبجُّح الخارجي، يفتقرون داخليا الى الثقة بالنفس. «أعلن آرائي فيأتي شخص ما ويقترح ما لديه فيغيِّر آرائي كاملا،» قالت بأسف جودي البالغة من العمر ١٣ سنة. «لست واثقة جدا بنفسي.» لكنَّ صديقنا السماوي يزوِّد في كلمته المكتوبة، الكتاب المقدس، ارشادا محدَّدا للعيش الناجح. وفي الواقع، ان المشورة المقدَّمة في سفر الامثال في الكتاب المقدس مصمَّمة لتعطي «الشاب معرفة وتدبُّرا،» ممكِّنة اياه من تقويم سبله. (امثال ١:١-٤؛ ٣:١-٦) وهذا يمكن ان يمنحكم الثقة بالنفس! فيمكنكم ان تعرفوا الطريقة الافضل للعيش.
يزوِّد الكتاب المقدس، بالاضافة الى المساعِدات على فهم الكتاب المقدس كهذه المجلة، المشورة في كل وجه تقريبا من اوجه الحياة — من كيفية اختيار الاصدقاء الى الموقف اللائق من والديكم. (امثال ١:٨، ٩؛ ١٣:٢٠) والذين ينتبهون الى توجيه كهذا يمكنهم بالتالي ان ‹يحيدوا عن اشراك الموت.› (امثال ١٤:٢٧) على سبيل المثال، رأت فتاة تدعى ماي اختها في الجسد تستهزئ بمبادئ الكتاب المقدس. وهذه الاخت ماتت قبل الأوان بشكل مأساوي بسبب انغماسها في حياة الاختلاط الجنسي. اوضحت ماي كيف كان بإمكانها ان تقاوم فسادا ادبيا كهذا: «يمكنني ان اتأمل بوضوح في مبادئ يهوه عن الآداب، وهذا يقوِّيني. وتساعدني هذه المبادئ لأرى كم حقيقي هو يهوه وأن طريقه هو الافضل.»
أما أن يكون يهوه صديقا لنا فيشمل اكثر من مجرد التعلُّم عن مقاييسه. فيمكنكم ان تختبروا اهتمامه الشخصي في حياتكم. ويخبر الكتاب المقدس عن الملك داود، الذي علَّمه اللّٰه منذ صباه. لقد صار داود صديقا للّٰه، ورغم انه اختبر «ضيقات كثيرة،» رأى يهوه حقا وهو يعمل في حياته. وتكلم داود عن «عجائب» اللّٰه التي فعلها من اجله وعن «ذراع» يهوه، او قوته، التي استخدمها في حياته. وعلى اساس اختبارات شخصية كهذه، كتب داود: «انت رجائي ايها السيد، وموضع ثقتي منذ صباي.» (مزمور ٧١:٥، ترجمة تفسيرية، ١٧، ١٨، ٢٠) يمكن ان تكون لكم هذه الثقة نفسها وأنتم تشعرون ببركة يهوه في حياتكم. وإذ تجاهدون لاتِّباع ارشاده — رغم التحدِّيات — ستسيرون بالتأكيد مع اللّٰه في علاقة عزيزة. — قارنوا تكوين ٦:٩.
يساعدنا اللّٰه على اتِّباع المسلك الصائب
وبكل الاغراءات والضغوط الموجودة في الحياة، ليس اتِّباع ارشاد اللّٰه سهلا. وصحَّ ذلك بشكل خصوصي مع پيڠي، التي كانت وهي حدثة مدمنةً على المخدِّرات وعاهرة. لقد استطاعت ان تتغلب على إدمانها وتصنع تغييرات ادبية بواسطة درس الكتاب المقدس، ولذلك طوَّرت صداقة مع اللّٰه. لكنَّ پيڠي استمرت تواجه الضغوط نفسها التي جعلتها تلجأ الى المخدِّرات. وعندما سُئلت كيف استمرت في المقاومة، اجابت: «لا يمكنني ان انسب ذلك إلّا الى روح يهوه.»
عرفت پيڠي ان اللّٰه يمنح روحه القدوس، او قوته الفعَّالة، لأصدقائه وأن هذا يمكن ان يساعدهم على العيش وفق مقاييسه. (اعمال ٥:٣٢؛ ١ كورنثوس ٦:٩-١١) «تمرُّ اوقات الآن استعيد فيها تلك المشاعر القديمة، وخصوصا عندما اكون وحدي،» تعترف پيڠي، «ولكنني أبتدئ فورا بالصلاة. فالقدرة على التغلب على هذه المشاكل مثيرة بالنسبة اليَّ اكثر من ايّ شيء انجزته في حياتي على الاطلاق.» وكم هو مشجِّع ان نعرف ان اللّٰه، كصديق، يمكن ان يساعدنا «بقوته العاملة فينا ان نفعل اكثر جدا مما نطلبه او نتصوره.» — افسس ٣:٢٠، الترجمة العربية الجديدة.
يساعدنا روح اللّٰه على تطوير صفات كطول الأناة، الوداعة، وضبط النفس. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣، عج) وإضافة الى ذلك، يزوِّد اللّٰه في جماعات شهود يهوه شيوخا، او رعاة معيَّنين بواسطة الروح القدس، ليقدِّموا المساعدة العملية. تضيف پيڠي: «نلت الكثير من الدعم من الجماعة، وخصوصا الشيوخ. لقد كانت مساعدة عظيمة.»
«صخرة قلبي»
«الصديق يحب كل الوقت ويصبح اخا في اوقات الشدة.» هكذا تذكر امثال ١٧:١٧ في الكتاب المقدس بالانكليزية الاساسية. فالصديق ضروري وخصوصا خلال «اوقات الشدة.» لقد اختبر المرنم الملهم آساف اضطرابا عاطفيا شديدا، ولكنه اقترب الى اللّٰه كصديق. ولذلك، رغم ‹تمرمُر قلبه› بسبب الألم الداخلي، قال: «صخرة قلبي . . . اللّٰه.» (مزمور ٧٣:٢١، ٢٦، ٢٨) فيهوه، الذي فهم حقا ما شعر به آساف، منحه الدعم العاطفي. وقد منح يهوه الثبات لآساف لكي لا يخسر الرجاء والشجاعة.
وصديقنا السماوي يمكن ان يكون ايضا دعامة كالصخر لكم خلال المحن. واكتشفت ذلك احدى المراهقات من خلال الاختبار الشخصي. فعندما كانت بوني بعمر ١٣ سنة، ابتدأت بعض الفتيات في مدرستها في البلدة الصغيرة بإطلاق اشاعة رديئة ومشوِّهة للسمعة عنها. بدا الامر بالنسبة الى بوني وكأنَّ الجميع صدَّقوا هذه الكذبة. والكثير من رفقائها في الصف كانوا يعاملونها ببرودة، حتى انهم كانوا يطلقون عليها اسماء مهينة. «كنت في ليالٍ كثيرة اعود الى المنزل وأبكي،» اوضحت بوني. «حتى انني شعرت بالرغبة في قتل نفسي لأنني كنت اتألم كثيرا في الداخل.» فلجأتْ الى بعض اصدقائها من اجل الدعم. «حاولت ان اتكلم الى الناس، ولكن يبدو انهم لم يفهموا. فهم يجعلون مشكلتي تبدو وكأنها لا تستحق القلق. وأحيانا كنت اشعر بأنني وحيدة جدا.» فماذا منعها من خسارة الرجاء وسط هذا الاضطراب؟ تتابع: «لولا يهوه لقتلت نفسي. فأنا احبه كثيرا. انه افضل صديق لي.» وهي الآن تعرف ان علاقتها باللّٰه هي التي ساعدتها على احتمال هذا الاختبار الساحق عاطفيا.
والمعرفة ان يهوه يفهم ظروفنا ويعرف تماما ما يحدث هي تعزية كبيرة عندما لا يكون الآخرون حسّاسين معنا كما يمكن ان نتوقع. والمعرفة ان صديقنا هو «ابو الرأفة» هي ايضا امر مساعد جدا عندما نُعامل بقسوة او حتى عندما تُساء معاملتنا. احيانا قد تديننا قلوبنا، لكنَّ «اللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء.» (٢ كورنثوس ١:٣، ٤؛ ١ يوحنا ٣:٢٠) ومعرفة وجهة نظر يهوه من المسألة يمكن ان تكون معزِّية حقا. على سبيل المثال، تحرَّش ثلاثة رجال بوحشية بولد عمره ١٣ سنة. «بعد ذلك، خجلت جدا ولمتُ نفسي على ما حصل لي،» اعترف. «لقد كنت مكتئبا جدا.» ثم ابتدأ يقوم ببحث في مطبوعات جمعية برج المراقبة المؤسسة على الكتاب المقدس حول موضوع الاغتصاب. «عندما قرأت هذه المعلومات، لم استطع ان اتمالك نفسي فبكيت. شعرت وكأنَّ حملا ثقيلا أُزيل عن كاهلي. لقد كنت ضحية. وبالاتكال على يهوه، العائلة، والاصدقاء، كان باستطاعتي ان اجتاز هذا الوقت العصيب.» فيا للدعم الذي زوَّدته هذه الكلمات المؤسسة على الكتاب المقدس!
ان الصداقة مع اللّٰه يمكن ان تساعد بطرائق عديدة! فيمكن ان تصير لنا ثقة حقيقية في الحياة، ان نطوِّر قوة داخلية لاتِّباع طريق اللّٰه، وأن نملك دعما كالصخر خلال المِحَن. ولكن كيف يمكننا ان نبني صداقة كهذه؟ المقالة المقبلة في هذه السلسلة ستوضح ذلك.
[الصورة في الصفحة ١٣]
يمكن ان يصير اللّٰه ‹صخرة قلبكم›