الفصل ١١
هل الهاوية حارَّة؟
١-٥ (أ) ماذا يقول مصدران غير مسيحيين عن الهاوية؟ (ب) ماذا يقول مصدر كاثوليكي روماني عن الناس في الهاوية؟
أليس الواقع ان ترجمات كثيرة للكتاب المقدس تشير الى مكان يدعى «الهاوية»؟ بلى، ان ترجمات كثيرة للأسفار المقدسة تستعمل هذا التعبير. ولكنَّ السؤال هو ما اذا كانت الأشياء التي علَّمها رجال الدين عن المكان الذي يدعى «الهاوية» آتية من الكتاب المقدس او من مصدر آخر.
٢ هل عرفتم انه، ليس فقط اعضاء كنائس العالم المسيحي، بل ايضا كثيرون من غير المسيحيين، جرى تعليمهم ان يؤمنوا بهاوية عذاب؟ انه لأمر يمنح بصيرة ان نقرأ من مصادر متنوِّعة ما يقال عن عذاب المحبوسين في الهاوية.
٣ يقول «كتاب مقدس» غير مسيحي للقرن السابع بعد الميلاد ما يلي:
«جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ. هٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ. . . . فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ.»
٤ والبوذية، التي ابتدأت نحو القرن السادس قبل الميلاد، تزوِّد هذا الوصف لإحدى «الهاويات» التي تعلِّم عنها:
«هنا لا توجد فترة انقطاع لا للَّهب ولا لألم الكائنات.»
٥ ويذكر كتاب التعليم الديني للعقيدة المسيحية الكاثوليكي الروماني (الصادر سنة ١٩٤٩):
«انهم محرومون من رؤية اللّٰه ويكابدون عذابا رهيبا، وخصوصا عذاب النار، طوال الأبدية كلها. . . . والحرمان من الرؤية المبهجة يدعى ألم الخسارة؛ والعذاب الذي تُنزله وسائل مبتكرة بالنفس، وبالجسد بعد قيامته، يدعى ألم الاحساس.»
٦ كيف يصف بعض رجال الدين ‹اهوال الهاوية›؟
٦ ويوجد ايضا بين رجال الدين الپروتستانت في بعض الأماكن اولئك الذين يرسمون صورا كلامية حيّة عن اهوال الهاوية. حتى ان اعضاء كنيستهم يدَّعون احيانا انهم رأوا رؤى عن عذابها. وصف احد الرجال ما تصوَّره كما يلي: ‹على مدى بصري لم يكن هنالك سوى النار الملتهبة والكائنات البشرية. ويا للألم والمعاناة! فكان بعض الناس يصرخون، آخرون يولولون ويلتمسون الماء، الماء! وكان البعض ينتفون شعرهم، آخرون يصرُّون بأسنانهم؛ وآخرون ايضا يعضُّون انفسهم في الأذرع والأيدي.›
٧ ماذا يُظهر ان عقاب الهاوية الذي يجري التهديد به ليس قوة عظيمة في دفع الناس الى فعل ما هو صواب؟
٧ غالبا ما يُدَّعى ان عقاب الهاوية الذي يجري التهديد به هو قوة عظيمة في دفع الناس الى فعل ما هو صواب. ولكن هل تثبت وقائع التاريخ صحة ذلك؟ ألم يسبب المؤمنون بعقيدة نار الهاوية بعض اعظم الأعمال الوحشية؟ أليست محاكم التفتيش المريعة والحملات الصليبية المريقة للدماء من جهة العالم المسيحي مثالَين لذلك؟
٨ لماذا يجب ان نفحص، لا معتقداتنا الشخصية فحسب، بل ايضا تعاليم اية هيئة دينية يمكن ان نعاشرها؟
٨ وهكذا لا يجب ان يكون مدهشا ان عددا متزايدا من الناس لا يؤمنون حقا بوجود هاوية للعذاب ولا ينظرون الى عقابها كرادع عن فعل الخطإ. وعلى الرغم من انهم لم يدحضوا فعلا هذا التعليم، فهم ببساطة لا يميلون الى الايمان بما لا يروقهم كشيء معقول وصحيح. ومع ذلك قد يكونون اعضاء في كنيسة تعلِّم هذه العقيدة، وبدعمها يشتركون في مسؤولية نشر تعليم نار الهاوية.
٩ ماذا يقول الكتاب المقدس عن العذاب بعد الموت؟
٩ ولكن ماذا يقول الكتاب المقدس عن العذاب بعد الموت؟ اذا كنتم قد قرأتم الفصول السابقة من هذا الكتاب، تعرفون ان الكثير من المعتقدات الشائعة عن الأموات باطلة. وتعرفون، بحسب الكتاب المقدس، انه ما من نفس او روح تنفصل عن الجسد عند الموت وتستمر في وجود واعٍ. لذلك لا يوجد اساس من الأسفار المقدسة لعقيدة العذاب الأبدي بعد الموت، لأنه ما من شيء يبقى على قيد الحياة يمكن اخضاعه لعذاب حرفي. اذًا ما هو المكان الذي تشير اليه ترجمات مختلفة للكتاب المقدس بصفته «الهاوية»؟
تحديد هوية «شيول»
١٠ اين هو الذكر الأول لِـ «الهاوية» في ترجمة دواي للكتاب المقدس، وماذا تعني هناك؟
١٠ في ترجمة دواي الكاثوليكية، يوجد الذكر الأول لِـ «الهاوية» في التكوين ٣٧:٣٥، التي تقتبس من الأب الجليل يعقوب قوله في ما يتعلق بيوسف، الذي اعتقد انه ميت: «اني انزل الى ابني نائحا الى الهاوية.» من الواضح ان يعقوب لم يكن يعبِّر عن فكرة الانضمام الى ابنه في مكان للعذاب. حتى ان حاشية هذا العدد في ترجمة دواي (اصدار دار دواي للكتاب المقدس، نيويورك، ١٩٤١) لا تضع مثل هذا التفسير للآية. فهي تقول:
«الى الهاوية. اي الى اليمبوس، المكان الذي استُقبلت فيه نفوس الابرار قبل موت فادينا. . . . عنى [ذلك] بالتأكيد مكان الراحة حيث اعتقد ان نفسه ستكون.»
١١ هل يشير الكتاب المقدس عينه الى مكان كهذا بصفته «اليمبوس»؟
١١ ولكن لا يشير الكتاب المقدس عينه في ايّ موضع الى مكان كهذا بصفته «اليمبوس.» ولا يدعم فكرة مكان راحة خصوصي للنفس كشيء منفصل بشكل متميِّز عن الجسد. وكما هو معترف به في جدول شرح الكلمات لترجمة كاثوليكية عصرية، الكتاب المقدس الأميركي الجديد (اصدار پ. ج. كَنَدِي وأبنائه، نيويورك، ١٩٧٠): «لا يوجد تعارض او اختلاف بين النفس والجسد؛ انهما مجرد طريقتين مختلفتين لوصف الحقيقة الملموسة الواحدة.»
١٢ (أ) ما هي «الهاوية» التي فكَّر يعقوب انه سينضم الى ابنه فيها؟ (ب) من اية كلمة عبرانية يترجَم التعبير «الهاوية»؟ (ج) اية امثلة هنالك تظهر ان الهاوية غالبا ما ترتبط بالموت وعدم النشاط؟
١٢ اذًا ما هي «الهاوية» التي فكَّر يعقوب انه سينضم الى ابنه فيها؟ الجواب الصحيح عن هذا السؤال يكمن في الحصول على المعنى الحقيقي للكلمة التي تقابل «الهاوية» في اللغة الأصلية، اي شِئول، المنقولة حرفيا الى «شيول.» وهذا التعبير، المترجم ايضا «مدفن،» «حفرة،» «مثوى الأموات» و «العالم الأسفل،» يظهر ستا وستين مرةa (في ترجمة العالم الجديد) في التسعة والثلاثين سفرا من الأسفار العبرانية (المدعوة عموما «العهد القديم»)، ولكنه لا يقترن ابدا بالحياة، النشاط او العذاب. وعلى الضد من ذلك، غالبا ما يرتبط بالموت وعدم النشاط. وهذه امثلة قليلة لذلك:
«لأنه ليس في الموت ذكرك [يهوه]. في (شيول) [المدفن، الترجمة المرخَّصة؛ الهاوية، ترجمة دواي] مَن يحمدك.» — مزمور ٦:٥ (٦:٦، ترجمة دواي).
«كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لأنه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في (شيول) [المدفن، الترجمة المرخَّصة؛ الهاوية، ترجمة دواي] التي انت ذاهب اليها.» — جامعة ٩:١٠.
«لأن (شيول) [المدفن، الترجمة المرخَّصة؛ الهاوية، ترجمة دواي] لا تحمدك [يهوه]. الموت لا يسبِّحك. لا يرجو الهابطون الى الجب امانتك. الحيّ الحيّ هو يحمدك كما انا اليوم.» — اشعياء ٣٨:١٨، ١٩.
١٣، ١٤ ما هي هاوية الكتاب المقدس؟
١٣ من الواضح اذًا ان شيول هي المكان الذي يذهب اليه الأموات. وهي ليست مدفنا فرديا بل المدفن العام للبشر الأموات عموما، حيث يتوقف كل نشاط واعٍ. وهذا ايضا ما تعترف دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة بأنه معنى شيول بحسب الكتاب المقدس، اذ تقول:
١٤ «تشير في الكتاب المقدس الى مكان الجمود التام الذي ينزل اليه المرء عندما يموت سواء أكان بارا أم شريرا، غنيا أم فقيرا.» — المجلد ١٣، ص ١٧٠.
١٥، ١٦ ماذا يُظهر ان العذاب لا يُعلن ابدا كعقوبة على العصيان؟
١٥ أما انه لم يوجد مكان للعذاب الناري خلال كامل فترة الأسفار العبرانية فيؤكِّده ايضا واقع ان العذاب لا يُعلن ابدا كعقوبة على العصيان. فكان الاختيار الذي وُضع امام امة اسرائيل، لا الحياة او العذاب، بل الحياة او الموت. قال موسى للأمة: «قد جعلت قدَّامك الحياة والموت. البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا انت ونسلك. اذ تحب الرب الهك وتسمع لصوته وتلتصق به.» — تثنية ٣٠:١٩، ٢٠.
١٦ وبشكل مماثل، فإن مناشدات اللّٰه اللاحقة للاسرائيليين غير الأمناء ان يتوبوا عملت على تشجيعهم ان يتجنبوا اختبار، لا العذاب، بل الموت قبل الأوان. اعلن يهوه بواسطة نبيه حزقيال: «اني لا أُسرُّ بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة. فلماذا تموتون يا بيت اسرائيل.» — حزقيال ٣٣:١١.
هَادِس هي شيول نفسها
١٧ لماذا لا يمكن القول ان مجيء يسوع المسيح الى هذه الأرض غيَّر الأمور في ما يتعلق بالعذاب الواعي بعد الموت؟
١٧ ومع ذلك قد يسأل المرء، ألم تتغيَّر الأمور بمجيء يسوع المسيح الى هذه الأرض؟ كلا، فاللّٰه لا يغيِّر شخصيته او مقاييسه البارَّة. قال بواسطة نبيه ملاخي: «انا الرب لا اتغيَّر.» (ملاخي ٣:٦) ولم يغيِّر يهوه العقوبة على العصيان. فهو يتأنَّى على الناس ليتمكَّنوا من ان ينجوا، لا من العذاب، بل من الهلاك. وكما كتب الرسول بطرس الى الرفقاء المؤمنين: «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنَّى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة.» — ٢ بطرس ٣:٩.
١٨ الكلمة «الهاوية» تترجَم احيانا عن اية كلمة يونانية؟
١٨ وانسجاما مع واقع ان العقوبة على العصيان استمرت في ان تكون الموت، فإن المكان الذي تصف الأسفار اليونانية المسيحية (المدعوة عموما «العهد الجديد») بأن الأموات يذهبون اليه لا يختلف عن شيول الأسفار العبرانية. (رومية ٦:٢٣) وهذا واضح من مقارنة الأسفار العبرانية بالأسفار اليونانية المسيحية. واذ تظهر عشر مرات، فإن الكلمة اليونانية هايدِس، المنقولة حرفيا الى «هَادِس،» تنقل من حيث الأساس المعنى نفسه الذي للكلمة العبرانية شِئول. (متى ١١:٢٣؛ ١٦:١٨؛ لوقا ١٠:١٥؛ ١٦:٢٣؛b اعمال ٢:٢٧، ٣١؛ رؤيا ١:١٨؛ ٦:٨؛ ٢٠:١٣، ١٤ [اذا كانت الترجمة التي تستعملونها لا تورِد «الهاوية» او «هَادِس» في جميع هذه الآيات، فستلاحظون مع ذلك ان التعابير المستعملة عوضا عنهما لا تعطي ايّ تلميح الى مكان للعذاب.]) تأملوا في المثال التالي:
١٩، ٢٠ (أ) اية آية تُظهِر ان يسوع كان في الهاوية؟ (ب) بأية طريقة يُرى ان شيول وهَادِس هما تعبيران متناظران؟
١٩ نقرأ في المزمور ١٦:١٠ (١٥:١٠، ترجمة دواي): «لأنك [يهوه] لن تترك نفسي في (شيول) [الهاوية]. لن تدع تقيك يرى فسادا.» وفي خطاب القاه الرسول بطرس، ظهر ان هذا المزمور له تطبيق نبوي. قال بطرس: «اذ كان [داود] نبيا وعلم ان اللّٰه حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه سبق فرأى وتكلَّم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في (هَادِس) [الهاوية] ولا رأى جسده فسادا.» (اعمال ٢:٣٠، ٣١) لاحظوا ان الكلمة اليونانية هايدِس استُعملت بدلا من الكلمة العبرانية شِئول. وهكذا يُرى ان شيول وهَادِس هما تعبيران متناظران.
٢٠ يلاحظ جدول شرح الكلمات في Version Nouvelle لجمعية الكتاب المقدس الفرنسية، تحت التعبير «مثوى الأموات»:
«هذا التعبير يترجَم عن الكلمة اليونانية هَادِس، التي تناظر شيول العبرانية. انه المكان حيث يستقر الأموات بين [وقت] رحيلهم وقيامتهم (لوقا ١٦:٢٣؛ اعمال ٢:٢٧، ٣١؛ رؤيا ٢٠:١٣، ١٤). وقد نقلت بعض الترجمات هذه الكلمة خطأً الى هاوية.»
مصدر تعليم نار الهاوية
٢١، ٢٢ بما ان الكتاب المقدس لا يُعلِّم عن هاوية نارية، فما هما المصدران المحتملان لهذه العقيدة؟
٢١ من الواضح ان الاشارات الى شيول وهَادِس في الأسفار المقدسة لا تدعم عقيدة هاوية نارية. وفي الاقرار بأنها غير مسيحية وتناقض ايضا روح المسيحية، تذكر المجلة الدورية الكاثوليكية كومونْوِيل (١٥ كانون الثاني ١٩٧١):
«بالنسبة الى اناس كثيرين، بمن فيهم بعض الفلاسفة، تستجيب الهاوية لحاجة الخيال البشري — نوع من سانتا كلوز بشكل عكسي. . . . فمَن بين الأبرار لا يحبّ ان يرى الظالمين يعاقَبون بشيء من الانصاف؟ وإنْ لم يكن في هذه الحياة، فلِمَ لا في التالية؟ لكنَّ مثل هذه النظرة لا تتوافق مع العهد الجديد، الذي يدعو الانسان الى الحياة والمحبة.»
٢٢ ثم تتابع هذه المجلة لتُظهر المصدرَين المحتملَين لهذه العقيدة، قائلة:
«والعنصر الآخر الذي ربما ساهم في المفهوم المسيحي التقليدي للهاوية يمكن ايجاده في العالم الروماني. وكما كان الخلود الذاتي افتراضا مسلَّما به في جزء كبير من الفلسفة اليونانية، كان العدل فضيلة اساسية بين الرومان، وخصوصا عندما ابتدأت المسيحية تزدهر. . . . وتزاوج هذين الفكرَين — اليوناني الفلسفي والروماني القضائي — ربما احدث التناظر اللاهوتي للسماء والهاوية: اذا كانت النفس الصالحة تكافأ، فالنفس الشريرة اذًا تعاقب. وبغية تأكيد اعتقادهم بالعدل للظالمين، ما كان على الرومان إلّا ان يأخذوا الإنيادة التي لڤرجيل ويقرأوا عن المبارَكين في الاليزيوم والملعونين في ترتاروس، المحاطة بالنار والتي تفيض بهلع العقاب.»
٢٣، ٢٤ (أ) التعليم عن هاوية نارية هو تعليم مَن؟ (ب) ماذا نتج من هذا التعليم؟
٢٣ وهكذا يجري الاعتراف بأن التعليم عن هاوية نارية معتقد يشترك فيه اشخاص بعيدون عن اللّٰه. ويمكن تصنيفه بالصواب بصفته ‹تعليم شياطين.› (١ تيموثاوس ٤:١) والأمر هو كذلك لأن مصدره هو في الأكذوبة القائلة ان الانسان لا يموت حقا، وهو يعكس الميل غير السليم، الشرير والوحشي للشياطين. (قارنوا مرقس ٥:٢-١٣.) ألم تملأ هذه العقيدة الناس رهبة وهولا دون لزوم؟ ألم تسِئ تمثيل اللّٰه بشكل جسيم؟ يكشف يهوه في كلمته انه اله محبة. (١ يوحنا ٤:٨) لكنَّ التعليم عن هاوية نارية هو افتراء عليه، اذ يتهمه باطلا بأسوإ الأعمال الوحشية التي يمكن تصوُّرها.
٢٤ ان الذين يعلِّمون عقيدة نار الهاوية يقولون اذًا امورا تجديفية على اللّٰه. وفي حين ان بعض رجال الدين ربما لا يكونون مطَّلعين جيدا على دليل الكتاب المقدس، يجب ان يكونوا كذلك. فهم يدَّعون انهم يتكلَّمون برسالة اللّٰه، ولذلك هم تحت التزام معرفة ما يقوله الكتاب المقدس. وهم بالتأكيد يعرفون جيدا ان ما يفعلونه ويقولونه يمكن ان يؤثِّر عميقا في حياة الذين يتطلعون اليهم من اجل الارشاد. وهذا يجب ان يجعلهم منتبهين للتأكُّد من تعليمهم. فأية اساءة لتمثيل اللّٰه يمكن ان تحوِّل الناس عن العبادة الحقيقية، لأذيتهم.
٢٥ كيف ينظر اللّٰه الى المعلِّمين الكذبة؟
٢٥ لا يمكن ان يكون هنالك شك في ان يهوه اللّٰه لا ينظر برضى الى المعلِّمين الكذبة. فعلى القادة الدينيين غير الأمناء لاسرائيل القديمة تلفظ بالدينونة التالية: «انا . . . صيَّرتكم محتقَرين ودنيئين عند كل الشعب كما انكم لم تحفظوا طرقي.» (ملاخي ٢:٩) ويمكن ان نتأكَّد ان دينونة مماثلة ستأتي على المعلِّمين الدينيين الكذبة في وقتنا. ويشير الكتاب المقدس الى ان عناصر العالم السياسية ستجرِّدهم قريبا من مركزهم وتأثيرهم. (رؤيا ١٧:١٥-١٨) أما الذين يستمرون في دعم الأنظمة الدينية التي تعلِّم الأكاذيب، فلن تكون حالتهم افضل. قال يسوع المسيح: «إنْ كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة.» — متى ١٥:١٤.
٢٦، ٢٧ (أ) لماذا لا يجب ان ترغبوا في الاستمرار في دعم ايّ نظام ديني يعلِّم عن هاوية نارية؟ (ب) ما هو الدافع اللائق الى خدمة اللّٰه؟
٢٦ بما ان الأمر هو كذلك، هل ترغبون في الاستمرار في دعم ايّ نظام ديني يعلِّم عن هاوية نارية؟ كيف تشعرون اذا جرى الافتراء على ابيكم بخبث؟ هل تستمرون في قبول المفترين كأصدقاء لكم؟ ألا تقطعون، بالأحرى، كل معاشرة لهم؟ أفلا يجب بشكل مماثل ان نرغب في التوقف عن كل معاشرة للذين افتروا على أبينا السماوي؟
٢٧ ان الخوف من العذاب ليس الدافع اللائق الى خدمة اللّٰه. فهو يرغب في ان تدفع المحبة عبادتنا. وهذا الامر يجب ان يروق قلوبنا. وادراكنا ان الأموات ليسوا في مكان ممتلئ ألما مبرِّحا في نيران ملتهبة، لكنهم بالأحرى غير واعين في المدفن العام الساكن والعديم الحياة للبشر الأموات، يمكن ان يزيل حاجزا في وجه تعبيرنا عن محبة كهذه للّٰه.
[الحاشيتان]
a تكوين ٣٧:٣٥؛ ٤٢:٣٨؛ ٤٤:٢٩، ٣١؛ عدد ١٦:٣٠، ٣٣؛ تثنية ٣٢:٢٢؛ ١ صموئيل ٢:٦؛ ٢ صموئيل ٢٢:٦؛ ١ ملوك ٢:٦، ٩؛ ايوب ٧:٩؛ ١١:٨؛ ١٤:١٣؛ ١٧:١٣، ١٦؛ ٢١:١٣؛ ٢٤:١٩؛ ٢٦:٦؛ مزمور ٦:٥؛ ٩:١٧؛ ١٦:١٠؛ ١٨:٥؛ ٣٠:٣؛ ٣١:١٧؛ ٤٩:١٤، ١٥؛ ٥٥:١٥؛ ٨٦:١٣؛ ٨٨:٣؛ ٨٩:٤٨؛ ١١٦:٣؛ ١٣٩:٨؛ ١٤١:٧؛ امثال ١:١٢؛ ٥:٥؛ ٧:٢٧؛ ٩:١٨؛ ١٥:١١، ٢٤؛ ٢٣:١٤؛ ٢٧:٢٠؛ ٣٠:١٦؛ جامعة ٩:١٠؛ نشيد الانشاد ٨:٦؛ اشعياء ٥:١٤؛ ٧:١١؛ ١٤:٩، ١١، ١٥؛ ٢٨:١٥، ١٨؛ ٣٨:١٠، ١٨؛ ٥٧:٩؛ حزقيال ٣١:١٥-١٧؛ ٣٢:٢١، ٢٧؛ هوشع ١٣:١٤؛ عاموس ٩:٢؛ يونان ٢:٢؛ حبقوق ٢:٥.
b تجري مناقشة لوقا ١٦:٢٣ بالتفصيل في الفصل التالي.
[الصورة في الصفحة ٩٠]
مشهدان من صور بوذية عن الهاوية
[الصورة في الصفحة ٩١]
مشهدان من «جحيم» دانتي الكاثوليكي