الفصل ٢١
ضربات يهوه على العالم المسيحي
الرؤيا ٥ — رؤيا ٨:١–٩:٢١
الموضوع: التبويق في ستة من الابواق السبعة
وقت الاتمام: من تتويج المسيح يسوع في السنة ١٩١٤ الى الضيق العظيم
١ ماذا يحدث عندما يفتح الحمَل الختم السابع؟
«اربع رياح» يجري امساكها حتى يُختم الـ ٠٠٠,١٤٤ من اسرائيل الروحي، ويُقبَل الجمع الكثير للنجاة. (رؤيا ٧:١-٤، ٩) ولكن، قبل ان تهب هذه العاصفة الهوجاء على الارض، فإن احكام يهوه المضادة على عالم الشيطان يجب ان تُعلَن ايضا! وفيما يشرع الحمَل في فتح الختم السابع والاخير، لا بد ان يوحنا يراقب بتوق ليرى ماذا سينكشف. والآن ها هو يشاركنا في اختباره: «ولما فتح [الحمَل] الختم السابع، حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة. ورأيت الملائكة السبعة الواقفين امام اللّٰه، وأُعطوا سبعة ابواق». — رؤيا ٨:١، ٢.
وقت لصلاة حارَّة
٢ ماذا يحدث خلال نصف الساعة الرمزي من السكوت في السماء؟
٢ إنه سكوت ذو مغزى! ونصف ساعة قد تبدو وقتا طويلا عندما تنتظرون شيئا سيحدث. والآن، حتى جوقة التسبيح السماوية الدائمة لم تعد تُسمع. (رؤيا ٤:٨) ولماذا؟ يرى يوحنا السبب في رؤيا: «وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعه اناء بخور ذهبي. وأُعطي بخورا كثيرا ليقرِّبه على المذبح الذهبي الذي امام العرش عندما ترتفع صلوات جميع القدوسين. فصعد دخان البخور من يد الملاك مع صلوات القدوسين امام اللّٰه». — رؤيا ٨:٣، ٤.
٣ (أ) بماذا يذكِّرنا إحراق البخور؟ (ب) ما هو القصد من نصف الساعة من السكوت في السماء؟
٣ يذكِّرنا ذلك بأنه تحت نظام الاشياء اليهودي كان البخور يحرَق يوميا في المسكن، وفي السنوات اللاحقة، في الهيكل في اورشليم. (خروج ٣٠:١-٨) وخلال احراق البخور هذا كان الاسرائيليون غير الكهنوتيين ينتظرون خارج المنطقة المقدسة مصلّين — دون شك بسكوت في قلوبهم — الى ذاك الذي يصعد اليه دخان البخور. (لوقا ١:١٠) ويوحنا يرى الآن شيئا مماثلا يحدث في السماء. فالبخور الذي يقرِّبه الملاك يقترن بـ «صلوات القدوسين». وفي الواقع، في رؤيا ابكر، يقال ان البخور يمثِّل صلوات كهذه. (رؤيا ٥:٨؛ مزمور ١٤١:١، ٢) اذًا، من الواضح ان السكوت الرمزي في السماء هو ليُسمح بسماع صلوات القدوسين على الارض.
٤، ٥ اية تطورات تاريخية تساعدنا على تحديد فترة الوقت المتطابقة مع نصف الساعة من السكوت الرمزي؟
٤ وهل يمكننا تحديد وقت حدوث ذلك؟ نعم، يمكننا، بفحص القرينة، بالاضافة الى التطورات التاريخية في وقت مبكر من يوم الرب. (رؤيا ١:١٠) ففي خلال ١٩١٨ و ١٩١٩، انسجمت الحوادث على الارض على نحو لافت مع السيناريو الموصوف في الرؤيا ٨:١-٤. فطوال ٤٠ سنة قبل ١٩١٤، كان تلاميذ الكتاب المقدس — كما دُعي شهود يهوه آنذاك — يعلنون بجرأة ان ازمنة الامم ستنتهي في تلك السنة. والحوادث المؤلمة للسنة ١٩١٤ اثبتت انهم على صواب. (لوقا ٢١:٢٤؛ متى ٢٤:٣، ٧، ٨) ولكنَّ كثيرين منهم اعتقدوا ايضا انه في السنة ١٩١٤ سيؤخذون من هذه الارض الى ميراثهم السماوي. وهذا لم يحدث. ولكنهم عوضا عن ذلك، خلال الحرب العالمية الاولى، احتملوا وقتا من الاضطهاد القاسي. وفي ٣١ تشرين الاول ١٩١٦، مات الرئيس الاول لجمعية برج المراقبة، تشارلز ت. رصل. ثم، في ٤ تموز ١٩١٨، نُقل الرئيس الجديد، جوزيف ف. رذرفورد، وسبعة ممثلين آخرين للجمعية الى السجن الاصلاحي في أتلانتا، جورجيا، اذ حُكم عليهم على نحو خاطئ بسنين طويلة في السجن.
٥ كان المسيحيون المخلصون من صف يوحنا مرتبكين. فماذا اراد منهم اللّٰه ان يفعلوا بعد ذلك؟ ومتى كانوا سيؤخذون الى السماء؟ ظهرت مقالة بعنوان «الحصاد انتهى — ماذا سيتبع؟» في عدد ١ ايار ١٩١٩ من برج المراقبة. وقد عكست حالة عدم اليقينية هذه وشجعت الامناء على الاحتمال المستمر، مضيفة: «نحن نؤمن بأنه الآن قول صحيح ان حصاد صف الملكوت هو واقع منجَز، ان جميع هؤلاء هم مختومون كما يجب وان الباب قد أُغلق». وخلال هذه الفترة الصعبة، كانت الصلوات الحارَّة لصف يوحنا تصعد، كما في دخان كمية كبيرة من البخور. وصلواتهم كانت تُسمع!
طرْح نار الى الارض
٦ ماذا يحدث بعد السكوت في السماء، وذلك استجابة لأي شيء؟
٦ يخبرنا يوحنا: «إلا ان الملاك اخذ في الحال اناء البخور، وملأه من نار المذبح وطرحها الى الارض. فحدثت رعود وأصوات وبروق وزلزال». (رؤيا ٨:٥ ) بعد السكوت هنالك نشاط مؤثر مفاجئ! ومن الواضح ان ذلك هو استجابة لصلوات القدوسين، اذ ان النار التي أُخذت من مذبح البخور هي التي اثارته. وقديما في سنة ١٥١٣ قم، عند جبل سيناء، اشارت الرعود والبروق، الجلبة العالية جدا، النار، وزلزلة الجبل الى لفت يهوه انتباهه الى شعبه. (خروج ١٩:١٦-٢٠) والاظهارات المماثلة التي يخبر بها يوحنا تشير كذلك الى منح يهوه انتباهه لخدامه على الارض. لكنَّ ما يراقبه يوحنا يُبيَّن برموز. (رؤيا ١:١) اذًا، كيف يجب ان تفسَّر النار، الرعود، الاصوات، البروق، والزلزال الرمزية اليوم؟
٧ (أ) اية نار رمزية اشعلها يسوع على الارض في اثناء خدمته؟ (ب) كيف قام اخوة يسوع الروحيون باضرام نار في العالم المسيحي؟
٧ في احدى المناسبات، قال يسوع لتلاميذه: «جئت لأوقد نارا على الارض». (لوقا ١٢:٤٩) حقا، لقد اشعل نارا. فبكرازته الغيورة، جعل يسوع ملكوت اللّٰه القضية الاسمى امام الشعب اليهودي، وهذا اثار جدالا حادّا في كل هذه الامة. (متى ٤:١٧، ٢٥؛ ١٠:٥-٧، ١٧، ١٨) وفي سنة ١٩١٩ قام اخوة يسوع الروحيون على الارض، الفرقة الصغيرة من المسيحيين الممسوحين الذين نجوا من ايام الحرب العالمية الاولى المتسمة بالمحنة، باضرام نار مماثلة في العالم المسيحي. ففي ايلول من تلك السنة، كان روح يهوه جليا على نحو لافت فيما اجتمع شهوده الاولياء من كل مكان في سيدر پوينت، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية. وجوزيف ف. رذرفورد، المُطلَق سراحه حديثا من السجن والذي كانت ستُسقط كل الاتهامات الموجّهة ضده، خاطب بجرأة ذلك المحفل، قائلا: «اطاعة لوصية سيدنا، وادراكا لامتيازنا وواجبنا ان نشنَّ حربا على معاقل الاثم التي طالما استعبدت الناس، كانت دعوتنا ولا تزال اعلان ملكوت المسيّا المجيد القادم». هذه هي القضية الرئيسية — ملكوت اللّٰه!
٨، ٩ (أ) كيف وصف ج. ف. رذرفورد موقف ورغبة شعب اللّٰه خلال سنوات الحرب الصعبة؟ (ب) كيف حدث ان نارا طُرحت الى الارض؟ (ج) كيف حدثت رعود، اصوات، بروق، وزلزال؟
٨ واذ اشار الى الاختبارات الشاقة الحديثة لشعب اللّٰه، قال الخطيب: «عديم الرحمة كان انقضاض العدو حتى ان كثيرين من رعية الرب العزيزة ذهلوا ووقفوا مشدوهين، مصلّين ومنتظرين الرب ليبيِّن مشيئته. . . . ولكن على الرغم من تثبطهم الوقتي، كانت هنالك رغبة متَّقدة في المناداة برسالة الملكوت». — انظروا عدد ١٥ ايلول ١٩١٩ من برج المراقبة، الصفحة ٢٨٠.
٩ وفي سنة ١٩١٩ أُشبعت هذه الرغبة. فهذا الفريق الصغير ولكن النشيط من المسيحيين ابتدأ يشتعل، بمعنى روحي، ليباشر حملة كرازة عالمية. (قارنوا ١ تسالونيكي ٥:١٩.) والنار طُرحت الى الارض لأن ملكوت اللّٰه جُعل القضية المتَّقدة، وهو يستمر هكذا! فحلَّت الأصوات القوية محل السكوت، مذيعة بوضوح رسالة الملكوت. ودوَّت تحذيرات العاصفة الرعدية من الكتاب المقدس. وكومضات البرق، اضاءت اشعة الحق المتألقة من كلمة يهوه النبوية، وكما لو انه بزلزال قوي، اهتز الحيِّز الديني حتى اساساته. لقد رأى صف يوحنا ان هنالك عملا يجب انجازه. والى هذا اليوم يستمر هذا العمل في الاتساع بشكل مجيد في كل المسكونة! — روما ١٠:١٨.
التهيؤ للنفخ في الابواق
١٠ ماذا يتهيأ الملائكة السبعة لفعله، ولماذا؟
١٠ يمضي يوحنا قائلا: «وتهيأ الملائكة السبعة الذين معهم الابواق السبعة لينفخوا فيها». (رؤيا ٨:٦ ) فماذا يعني النفخ في هذه الابواق؟ في ايام اسرائيل، كان النفخ في الابواق يُستعمل للاشارة الى الايام المهمة او الحوادث الجديرة بالملاحظة. (لاويين ٢٣:٢٤؛ ٢ ملوك ١١:١٤) وعلى نحو مماثل، فان النفخ في الابواق الذي سيسمعه يوحنا يلفت الانتباه الى مسائل ذات اهمية تتعلق بالحياة والموت.
١١ في اي عمل تحضيري على الارض انهمك صف يوحنا منشغلا من السنة ١٩١٩ الى ١٩٢٢؟
١١ واذ تأهب الملائكة للنفخ في هذه الابواق، كانوا دون شك يمنحون التوجيه ايضا لعمل تحضيري على الارض. فمن السنة ١٩١٩ الى ١٩٢٢، انشغل صف يوحنا المعاد احياؤه بإعادة تنظيم الخدمة العامة وببناء تسهيلات النشر. وفي سنة ١٩١٩ أُنتجت مجلة العصر الذهبي، المعروفة الآن بـ استيقظ!، بوصفها «مجلة واقع، رجاء، واقتناع» — اداة كالبوق كانت ستلعب دورا رئيسيا في تشهير التورطات السياسية للدين الباطل.
١٢ ماذا تعلنه كل نفخة في الابواق، مما يذكِّرنا بأي شيء في ايام موسى؟
١٢ كما سنرى الآن، فإن كل نفخة في الابواق تعلن مشهدا مثيرا حيث تؤثر ضربات مريعة في اجزاء من الارض. ويذكِّرنا بعضها بالضربات التي ارسلها يهوه لمعاقبة المصريين في ايام موسى. (خروج ٧:١٩–١٢:٣٢) وهذه كانت تعابير عن دينونة يهوه على تلك الامة، وقد فتحت الطريق لشعب اللّٰه للهرب من العبودية. والضربات التي يراها يوحنا تنجز شيئا مماثلا. لكنها ليست ضربات حرفية. انها رموز تصوِّر احكام يهوه البارة. — رؤيا ١:١.
تحديد هوية ‹الثلث›
١٣ ماذا يحدث عندما يُنفخ في الابواق الاربعة الاولى، وأي سؤال يثيره ذلك؟
١٣ كما سنرى، عندما يُنفخ في الابواق الاربعة الاولى، تصيب الضربات «ثلث» الارض، البحر، الانهار وينابيع المياه، ومصادر النور للارض. (رؤيا ٨:٧-١٢) والثلث هو جزء كبير من الشيء ولكنه ليس الكل. (قارنوا اشعيا ١٩:٢٤؛ حزقيال ٥:٢؛ زكريا ١٣:٨، ٩.) فأيّ «ثلث» يكون اكثر استحقاقا لهذه الضربات؟ ان الغالبية العظمى من الجنس البشري يعميها ويفسدها الشيطان ونسله. (تكوين ٣:١٥؛ ٢ كورنثوس ٤:٤) والحالة هي كما يصفها داود: «جميعهم قد حادوا، معا فسدوا. ليس من يفعل صلاحا، ولا واحد». (مزمور ١٤:٣) نعم، ان كل الجنس البشري هو في خطر تلقّي دينونة مضادة. لكنَّ قسما منه هو مذنب على نحو خصوصي. فجزء واحد — «ثلث» — كان يجب ان يعرف اكثر! فما هو هذا ‹الثلث›؟
١٤ ما هو الثلث الرمزي الذي يتلقَّى رسائل ضاربة من يهوه؟
١٤ انه العالم المسيحي! ففي عشرينات الـ ١٩٠٠ ضمَّ حيِّزه نحو ثلث الجنس البشري. ودينه هو ثمر الارتداد العظيم عن المسيحية الحقة — الارتداد الذي انبأ به يسوع وتلاميذه. (متى ١٣:٢٤-٣٠؛ اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ تسالونيكي ٢:٣؛ ٢ بطرس ٢:١-٣) ورجال دين العالم المسيحي يدَّعون انهم في هيكل اللّٰه وقد قدَّموا انفسهم بصفتهم معلِّمين للمسيحية. لكنَّ عقائدهم بعيدة جدا عن حق الكتاب المقدس، وهم باستمرار يحقِّرون اسم اللّٰه. واذ يمثَّل على نحو ملائم بالثلث الرمزي، يتلقَّى العالم المسيحي رسائل ضاربة قوية من يهوه. فثلث الجنس البشري هذا لا يستحق ايّ رضى الهي البتة!
١٥ (أ) هل اقتصرت كلٌّ من النفخات في الابواق على سنة محدَّدة؟ أوضحوا. (ب) صوت مَن انضم الى ذاك الذي لصف يوحنا في المناداة بأحكام يهوه؟
١٥ وانسجاما مع وجود تعاقب للنفخ في الابواق، أُبرزت قرارات خصوصية في سبعة محافل من ١٩٢٢ الى ١٩٢٨. لكنَّ التبويق لم يكن مقتصرا على تلك السنوات. فالتشهير القوي للطرق الشريرة للعالم المسيحي يستمر ويتواصل فيما يتقدَّم يوم الرب. وأحكام يهوه يجب ان ينادَى بها عالميا، لكل الامم، على الرغم من البغض والاضطهاد العالميين. وبعدئذ فقط تأتي نهاية نظام الشيطان. (مرقس ١٣:١٠، ١٣) ومن المفرح ان الجمع الكثير الآن يضم صوته الى ذاك الذي لصف يوحنا في صنع الاعلانات الرعدية ذات الاهمية العالمية.
ثلث الارض احترق
١٦ ماذا يتبع عندما ينفخ الملاك الاول في بوقه؟
١٦ واذ يخبر عن الملائكة، يكتب يوحنا: «فنفخ الاول في بوقه. فحدث برَد ونار مختلطان بدم، وطُرحا إلى الارض. فاحترق ثلث الارض، واحترق ثلث الاشجار، واحترق كل النبت الاخضر». (رؤيا ٨:٧ ) هذا مماثل للضربة السابعة على مصر، ولكن ماذا يعني لزمننا؟ — خروج ٩:٢٤.
١٧ (أ) ماذا يمثَّل بالكلمة «ارض» في الرؤيا ٨:٧؟ (ب) كيف يحترق ثلث الارض، العالم المسيحي؟
١٧ في الكتاب المقدس غالبا ما تشير الكلمة «ارض» الى الجنس البشري. (تكوين ١١:١؛ مزمور ٩٦:١) وبما ان الضربة الثانية هي على البحر، الذي له صلة ايضا بالجنس البشري، لا بد ان «الارض» تشير الى المجتمع البشري المستقر ظاهريا الذي بناه الشيطان والذي يجب تدميره. (٢ بطرس ٣:٧؛ رؤيا ٢١:١) ان سيناريو الضربات يُظهِر ان ثلث الارض، العالم المسيحي، تلذعه الحرارة اللافحة لسخط يهوه. وأفراده البارزون — الواقفون مثل اشجار في وسطه — تحرقهم المناداة بدينونة يهوه المضادة. ومئات ملايين اعضاء كنائسه جميعهم، اذا استمروا في دعم دين العالم المسيحي، يصيرون مثل نصال العشب الملذوعة، اذ يذبلون روحيا في عيني اللّٰه. — قارنوا مزمور ٣٧:١، ٢.a
١٨ كيف نودي برسالة دينونة يهوه في محفل سيدر پوينت للسنة ١٩٢٢؟
١٨ وكيف تُسلَّم رسالة الدينونة هذه؟ عموما ليس بوسائل الاعلام العالمية، التي هي جزء من العالم وغالبا ما تعيِّر «عبد» اللّٰه. (متى ٢٤:٤٥) لقد نودي بها بطريقة لافتة في التجمع التاريخي الثاني لشعب اللّٰه في سيدر پوينت، اوهايو، في ١٠ ايلول ١٩٢٢. وهؤلاء تبنَّوا بإجماع وحماسة قرارا بعنوان «تحدٍّ لقادة العالم». وبعبارات صريحة، قدَّم للارض الرمزية العصرية انذارا، كما يلي: «لذلك ندعو امم الارض، حكامهم وقادتهم، وجميع رجال دين كل الكنائس في كل طوائف الارض، أتباعهم وحلفاءهم، التجارة الكبيرة وكبار السياسيين، ان يقدِّموا برهانهم تبريرا للموقف الذي اتخذوه بأنهم يقدرون ان يؤسسوا السلام والازدهار على الارض ويجلبوا السعادة للناس؛ وإذ يفشلون في ذلك، ندعوهم ان يصغوا الى الشهادة التي نقدِّمها كشهود للرب، ثم ليقولوا ما اذا كانت شهادتنا صحيحة ام لا».
١٩ اية شهادة تتعلق بملكوت اللّٰه سلَّمها شعب اللّٰه الى العالم المسيحي؟
١٩ فأية شهادة قدَّمها هؤلاء المسيحيون؟ هذه: «نحن نعتقد ونعلن أنّ ملكوت المسيّا هو العلاج التام لكل أسقام الجنس البشري وسيجلب السلام للارض والمشيئة الصالحة للناس، مشتهى كل الامم؛ أنّ اولئك الذين يذعنون طوعا لحكمه البار الذي ابتدأ الآن سيبارَكون بسلام، حياة، حرية دائمة وسعادة لامتناهية». وفي هذه الاوقات الفاسدة، اذ تفشل تماما الحكومات البشرية الصنع، وخصوصا تلك التي في العالم المسيحي، في حل مشاكل العالم، يدوّي تبويق التحدّي هذا بقوة اعظم ايضا مما في سنة ١٩٢٢. فما أصحَّ ان ملكوت اللّٰه في يدي مسيحه الغالب هو الرجاء الوحيد والاوحد للجنس البشري!
٢٠ (أ) بأية وسيلة بَوَّقت جماعة المسيحيين الممسوحين برسائل الدينونة في ١٩٢٢ وبعدها؟ (ب) ماذا نتج في العالم المسيحي من نفخة البوق الاولى؟
٢٠ من خلال القرارات، النشرات، الكراريس، الكتب، المجلات، والمحاضرات، فان هذه المناداة وتلك اللاحقة بَوَّقت بها جماعة المسيحيين الممسوحين. ان نفخة البوق الاولى انتجت ضرب العالم المسيحي كما لو كان بالماء المتصلِّب لبرَد ساحق. لقد كُشف عن ذنب سفكه الدم، بسبب مشاركته في حروب القرن العشرين، وأُظهر انه يستحق التعبير الناري لغضب يهوه. ان صف يوحنا، مع الدعم اللاحق من الجمع الكثير، يستمر في ترديد صدى نفخة البوق الاولى، جاذبا الانتباه الى نظرة يهوه الى العالم المسيحي بصفته مستحقا الدمار. — رؤيا ٧:٩، ١٥.
ما يشبه جبلا متَّقدا
٢١ ماذا يحدث عندما ينفخ الملاك الثاني في بوقه؟
٢١ «ونفخ الملاك الثاني في بوقه. فطُرح في البحر ما يشبه جبلا عظيما متَّقدا بنار. فصار ثلث البحر دما، ومات ثلث المخلوقات التي في البحر التي لها نفوس، وتحطم ثلث المراكب». (رؤيا ٨:٨، ٩ ) فماذا يمثِّل هذا المشهد المرعب؟
٢٢، ٢٣ (أ) اي قرار اتى دون شك نتيجة للتبويق في البوق الثاني؟ (ب) ماذا يمثِّله «ثلث البحر»؟
٢٢ يمكننا ان نفهم ذلك على نحو افضل بمقابلته بخلفية محفل شعب يهوه، المنعقد في لوس انجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الاميركية، في ١٨-٢٦ آب ١٩٢٣. فالخطاب البارز بعد ظهر يوم السبت الذي قدَّمه ج. ف. رذرفورد كان عن الموضوع «الخراف والجداء». وحُدِّدت هوية «الخراف» بوضوح بصفتهم الاشخاص الميالين الى البر الذين سيرثون الحيِّز الارضي لملكوت اللّٰه. والقرار الذي تبع لفت الانتباه الى رياء «رجال الدين المرتدّين و ‹وجوه رعاياهم›، الذين هم رجال عالميون ذوو نفوذ مالي وسياسي قوي». ودعا «حشود محبي السلام والنظام في الكنائس في كل الطوائف . . . ان ينسحبوا من الانظمة الاكليريكية الاثيمة التي يلقِّبها الرب بـ ‹بابل›» وأن يستعدوا «لنيل بركات ملكوت اللّٰه».
٢٣ اتى هذا القرار دون شك نتيجة للتبويق في البوق الثاني. واولئك الذين يتجاوبون في الوقت المناسب مع هذه الرسالة ينفصلون عن الذين وصفهم اشعيا بهذه الكلمات: «أما الاشرار فكالبحر الهائج الذي لا يمكن ان يسكن، ومياهه تقذف عشبا وحمأة». (اشعيا ٥٧:٢٠؛ ١٧:١٢، ١٣) وهكذا يمثِّل «البحر» جيدا البشرية المضطربة، غير المستقرة، والمتمردة التي ترتجّ هيجانا وثورانا. (قارنوا رؤيا ١٣:١.) وسيأتي الوقت حين لا يكون هذا «البحر» من بعد. (رؤيا ٢١:١) وفي هذه الاثناء، مع النفخ في البوق الثاني، يتلفظ يهوه بالدينونة ضد ثلثه — الجزء العنيد الذي هو في حيِّز العالم المسيحي نفسه.
٢٤ ماذا تمثِّله الكتلة الجبلية المتَّقدة التي طُرحت في البحر؟
٢٤ ان كتلة شبيهة بالجبل عظيمة متَّقدة بالنار تُطرح في هذا «البحر». وفي الكتاب المقدس، غالبا ما ترمز الجبال الى الحكومات. مثلا، يصوَّر ملكوت اللّٰه كجبل. (دانيال ٢:٣٥، ٤٤) وبابل الخربة صارت «جبلا محرَقا». (ارميا ٥١:٢٥) لكنَّ الكتلة الجبلية التي يشاهدها يوحنا لا تزال متَّقدة. وطرْحها في البحر يمثِّل جيدا كيف انه، خلال الحرب العالمية الاولى وبعدها، صارت مسألة الحكم قضية متَّقدة بين الجنس البشري، وخصوصا في بلدان العالم المسيحي. ففي ايطاليا ادخل موسوليني الفاشية. واعتنقت المانيا نازية هتلر، فيما جرَّبت بلدان اخرى اشكالا مختلفة من الاشتراكية. وفي روسيا حدث تغيير جذري، حيث انتجت الثورة البُلشڤية الدولة الشيوعية الاولى، مع النتيجة ان القادة الدينيين للعالم المسيحي فقدوا السلطة والنفوذ في ما كان سابقا احد معاقلهم.
٢٥ كيف استمر الحكم في ان يكون قضية متَّقدة بعد الحرب العالمية الثانية؟
٢٥ وضعت الحرب العالمية الثانية حدّا للتجربتين الفاشية والنازية، لكنَّ الحكم استمر في ان يكون قضية ملتهبة، والبحر البشري استمر يرتجّ وينتج حكومات ثورية جديدة. وفي العقود التي تلت السنة ١٩٤٥ أُقيمت هذه في اماكن عديدة، كالصين، ڤيتنام، كوبا، ونيكاراڠوا. وفي اليونان فشلت تجربة ديكتاتورية عسكرية. وفي كمپوتشيا (كمبوديا) اسفر انحراف الى الشيوعية الاصولية عن مليوني وفاة واكثر مبلَّغ بها.
٢٦ كيف يستمر ‹الجبل المتَّقد بنار› في صنع امواج في بحر الجنس البشري؟
٢٦ وهذا ‹الجبل المتَّقد بنار› استمرّ في صنع امواج في بحر الجنس البشري. فالصراعات على الحكم بُلِّغ بها في افريقيا، الاميركتين، آسيا، وجزر الپاسيفيك. والكثير من هذه الصراعات جرى في بلدان العالم المسيحي او حيث صار مرسلو العالم المسيحي فعّالين. حتى ان الكهنة الكاثوليك الرومانيين انضموا وقاتلوا كأعضاء في فرق حرب العصابات الشيوعية. وفي الوقت نفسه، عملت مجموعات انجيلية پروتستانتية في اميركا الوسطى على مواجهة ما يدعونه «العطش [الشيوعي] الرديء والقاسي للسلطة». ولكن لم يقدر ايّ من هذه الاضطرابات في بحر الجنس البشري ان يجلب السلام والامن. — قارنوا اشعيا ٢٥:١٠-١٢؛ ١ تسالونيكي ٥:٣.
٢٧ (أ) كيف صار «ثلث البحر» كالدم؟ (ب) كيف مات «ثلث المخلوقات التي في البحر» وكيف ستصير حال «ثلث المراكب»؟
٢٧ تُظهِر نفخة البوق الثانية ان اولئك الافراد من الجنس البشري الذين تورطوا في نزاعات ثورية على الحكم عوض الاذعان لملكوت اللّٰه هم مذنبون بسفك الدم. والعالم المسيحي خصوصا، «ثلث البحر»، صار كالدم. فكل الاشياء الحية فيه هي ميتة في عيني اللّٰه. ولا يقدر ايّ من المنظمات الراديكالية العائمة كمراكب في هذا الثلث من البحر ان يتجنب تحطُّم السفينة الاخير. فكم نكون سعداء بأن ملايين الناس المشبَّهين بالخراف يصغون الآن الى الدعوة المشبَّهة بالبوق الى الانفصال عن اولئك الذين لا يزالون يتمرغون في القومية الضيقة وذنب سفك الدم لهذا البحر!
نجم يسقط من السماء
٢٨ ماذا يحدث عندما ينفخ الملاك الثالث في بوقه؟
٢٨ «ونفخ الملاك الثالث في بوقه. فسقط من السماء نجم عظيم متَّقد كسراج، وسقط على ثلث الانهار وعلى ينابيع المياه. واسم النجم يُدعى افسنتين. فتحوّل ثلث المياه الى افسنتين، ومات كثيرون من الناس من المياه، لأنها صارت مرّة». (رؤيا ٨:١٠، ١١ ) مرة اخرى، تساعدنا اجزاء اخرى من الكتاب المقدس ان نرى كيف ينطبق هذا السفر في يوم الرب.
٢٩ ماذا يمثِّل ‹النجم العظيم المتَّقد كسراج›، ولماذا؟
٢٩ سبق ان عرفنا رمز النجم في رسائل يسوع الى الجماعات السبع، حيث ترمز النجوم السبعة الى الشيوخ في الجماعات.b (رؤيا ١:٢٠) و «النجوم» الممسوحة، مع كل الآخرين من الممسوحين، يسكنون الاماكن السماوية بمعنى روحي منذ خُتموا بالروح القدس كعربون لميراثهم السماوي. (افسس ٢:٦، ٧) إلا ان الرسول بولس حذَّر انه من بين مثل هؤلاء الافراد المشبَّهين بالنجوم سيخرج اشخاص مرتدّون، يدسون البدع، يضلّون الرعية. (اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠) وعدم امانة كهذا كان سيؤدي الى ارتداد عظيم، وهؤلاء الشيوخ الساقطون يؤلِّفون انسان التعدي على الشريعة المركَّب الذي يرفِّع نفسه الى مركز شبيه بإله بين الجنس البشري. (٢ تسالونيكي ٢:٣، ٤) وقد تمَّت تحذيرات بولس عندما ظهر رجال دين العالم المسيحي في المشهد العالمي. ان هذا الفريق يمثَّل جيدا برمز «نجم عظيم متَّقد كسراج».
٣٠ (أ) عندما جرى التكلم الى ملك بابل بصفته شخصا ساقطا من السماء، ماذا عنى ذلك؟ (ب) الى ماذا يمكن ان يشير السقوط من السماء؟
٣٠ يرى يوحنا هذا النجم الخصوصي يسقط من السماء. كيف؟ ان اختبارات ملك قديم تساعدنا على الفهم. فإذ تكلَّم الى ملك بابل، قال اشعيا: «كيف سقطتَ من السماء ايها النيِّر، ابن الفجر! كيف قُطعْتَ الى الارض يا من اوهنتَ الامم!». (اشعيا ١٤:١٢) تمَّت هذه النبوة عندما قلبت جيوش كورش بابل، وانحدر ملكها بشدة من السيادة العالمية الى الهزيمة المخزية. وهكذا فإن السقوط من السماء يمكن ان يشير الى خسارة مركز رفيع والسقوط في العار.
٣١ (أ) متى سقط رجال دين العالم المسيحي من المركز «السماوي»؟ (ب) كيف تحوَّلت المياه التي يقدِّمها رجال الدين الى «افسنتين»، وبأية نتيجة لكثيرين؟
٣١ عندما ارتدّ رجال دين العالم المسيحي عن المسيحية الحقة، سقطوا من المركز «السماوي» الرفيع الذي يصفه بولس في افسس ٢:٦، ٧. وعوض تقديم مياه الحق العذبة، قدَّموا ‹افسنتينا›، اكاذيب مُرَّة كنار الهاوية، المطهر، الثالوث، والقضاء والقدر؛ وأيضا، قادوا الامم الى الحرب، اذ فشلوا في بنائهم كخدام ذوي آداب للّٰه. والنتيجة؟ تسميم روحي لاولئك الذين صدَّقوا الاكاذيب. وحالتهم شابهت تلك التي للاسرائيليين غير الامناء في ايام ارميا، الذين قال لهم يهوه: «ها انا اطعمهم افسنتينا، وأسقيهم ماء مسموما؛ لأنه من انبياء اورشليم خرج الارتداد الى كل الارض». — ارميا ٩:١٥؛ ٢٣:١٥.
٣٢ متى صار سقوط العالم المسيحي من السموات الروحية ظاهرا، وكيف صار اوضح؟
٣٢ وهذا السقوط من السموات الروحية صار ظاهرا في السنة ١٩١٩ عندما أُقيمت البقية الصغيرة من المسيحيين الممسوحين على مصالح الملكوت عوضا عن رجال دين العالم المسيحي. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) ومن السنة ١٩٢٢ صار هذا السقوط اوضح عندما جدَّد فريق المسيحيين هذا حملته ليشهِّر بصراحة فشل رجال دين العالم المسيحي.
٣٣ اي تشهير لرجال دين العالم المسيحي صُنع في محفل ١٩٢٤ في كولومبوس، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية؟
٣٣ والبارز في هذا الخصوص كان المناداة التي جرت في ما وصفته مجلة العصر الذهبي بأنه «اكبر محفل لتلاميذ الكتاب المقدس عُقد على مرّ العصور». وقد عُقد هذا المحفل في كولومبوس، اوهايو، في ٢٠-٢٧ تموز ١٩٢٤. ولا شك انه بتوجيه الملاك الذي بوَّق في البوق الثالث جرى تبني قرار قوي هناك ولاحقا وُزِّعت ٥٠ مليون نسخة بشكل نشرات. وقد نُشرت تحت العنوان الاكليريكيون متَّهَمون. وقدَّم عنوان فرعي القضية: «نسل الموعد ضد نسل الحية». والاتِّهام نفسه شهَّر بقسوة رجال دين العالم المسيحي في قضايا كاتخاذهم ألقابا دينية طنانة، جعلهم العمالقة التجاريين والسياسيين المحترفين وجوهَ رعيتهم، رغبتهم في التألق امام الناس، ورفضهم الكرازة للناس برسالة ملكوت المسيّا. وشدَّد على ان كل مسيحي منتذر معطى من اللّٰه مهمة المناداة بـ ‹يوم انتقام لالهنا، وتعزية كل النائحين›. — اشعيا ٦١:٢.
٣٤، ٣٥ (أ) ماذا يحدث لسلطة ونفوذ رجال الدين منذ بدأ الملاك الثالث ينفخ في بوقه؟ (ب) ماذا يخبئه المستقبل لرجال دين العالم المسيحي؟
٣٤ منذ بدأ الملاك الثالث ينفخ في بوقه، كان مركز هيمنة رجال الدين بين الجنس البشري يفلت منهم الى حد ان قليلين جدا منهم، في الفترة الحاضرة، يحتفظون بالسلطات الشبيهة بإله التي تمتعوا بها في القرون السابقة. وبسبب كرازة شهود يهوه، تدرك اعداد كبيرة من الناس ان عقائد كثيرة يعلِّمها رجال الدين هي سمّ روحي — «افسنتين». وعلاوة على ذلك، فإن سلطة رجال الدين في اوروپا الشمالية تبدَّدت تقريبا، فيما تقلِّص الحكومة في بلدان اخرى نفوذهم على نحو صارم. وفي الأجزاء الكاثوليكية من اوروپا وفي الاميركتين لطَّخ تصرف رجال الدين الشائن في الشؤون المالية، السياسية، والادبية سمعتهم. ومن الآن فصاعدا، لا يمكن لموقفهم إلا ان يصير اسوأ، لانهم سيختبرون قريبا المصير نفسه ككل الدينيين الزائفين. — رؤيا ١٨:٢١؛ ١٩:٢.
٣٥ ان ضرب يهوه للعالم المسيحي لم ينتهِ بعد. تأملوا في ما يحدث بعد النفخ في البوق الرابع.
ظلام!
٣٦ ماذا يحدث بعد ان ينفخ الملاك الرابع في بوقه؟
٣٦ «ونفخ الملاك الرابع في بوقه. فضرب بقوة ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم، حتى يظلم ثلثها والنهار لا يضيء ثلثه، والليل كذلك». (رؤيا ٨:١٢ ) ان الضربة التاسعة على مصر كانت ضربة ظلام حرفي. (خروج ١٠:٢١-٢٩) ولكن ما هو هذا الظلام الرمزي الذي يأتي ليضرب الناس؟
٣٧ كيف وصف الرسولان بطرس وبولس الحالة الروحية للذين هم خارج الجماعة المسيحية؟
٣٧ قال الرسول بطرس للرفقاء المؤمنين انهم كانوا في الظلمة، بطريقة روحية، قبل ان يصيروا مسيحيين. (١ بطرس ٢:٩) وبولس ايضا استعمل الكلمة «ظلمة» ليصف الحالة الروحية لأولئك الذين هم خارج الجماعة المسيحية. (افسس ٥:٨؛ ٦:١٢؛ كولوسي ١:١٣؛ ١ تسالونيكي ٥:٤، ٥) ولكن ماذا عن اولئك الذين هم في العالم المسيحي الذين يدَّعون الايمان باللّٰه والذين يقولون انهم يقبلون يسوع مخلِّصا لهم؟
٣٨ اي واقع عن «نور» العالم المسيحي بوَّق به الملاك الرابع؟
٣٨ قال يسوع ان المسيحيين الحقيقيين يُعرفون من ثمارهم وان كثيرين ممن يدَّعون انهم أتباعه يكونون ‹متعدين على الشريعة›. (متى ٧:١٥-٢٣) ولا احد ممن ينظرون الى ثمار ثلث العالم الذي يشغله العالم المسيحي يمكن ان ينكر انه يتلمَّس طريقه في ظلام روحي دامس. (٢ كورنثوس ٤:٤) انه الاكثر استحقاقا للَّوم لادعائه انه مسيحي. لذلك من الملائم ان يبوِّق الملاك الرابع بالواقع ان «نور» العالم المسيحي هو في الواقع ظلام، ومصادره ‹للنور› هي بابلية — غير مسيحية. — مرقس ١٣:٢٢، ٢٣؛ ٢ تيموثاوس ٤:٣، ٤.
٣٩ (أ) كيف وصف القرار الذي جرى تبنيه في المحفل سنة ١٩٢٥ نور العالم المسيحي الزائف؟ (ب) اي تشهير اضافي جرى القيام به في سنة ١٩٥٥؟
٣٩ وانسجاما مع هذه المناداة السماوية، اجتمع جمع هائل من شعب اللّٰه في محفل في ولاية إندياناپولِس، إنديانا، الولايات المتحدة الاميركية، في ٢٩ آب ١٩٢٥، وتبنى للنشر قرارا صريحا بعنوان «رسالة رجاء». ومرة اخرى، وُزِّع نحو ٥٠ مليون نسخة بعدد من اللغات. وقد وصف النور الزائف الذي يمنحه اتحاد الاستغلاليين التجاريين، القادة السياسيين، ورجال الدين، بأنه نتيجة له «سقط الناس في الظلام». وأشار الى ملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الحقيقي لنيل «بركات السلام، الازدهار، الصحة، الحياة، الحرية، والسعادة الابدية». لقد استلزم شجاعة من الفرقة الصغيرة من المسيحيين الممسوحين ان ينادوا برسائل كهذه ضد المنظمة العملاقة للعالم المسيحي. لكنهم بثبات، من وقت باكر من عشرينات الـ ١٩٠٠ الى الآن، يفعلون ذلك. وفي وقت متأخر اكثر، في السنة ١٩٥٥، جرى القيام بتشهير اضافي لصف رجال الدين بواسطة التوزيع العالمي النطاق بلغات كثيرة لكراس بعنوان العالم المسيحي أم المسيحية — ايهما هو «نور العالم»؟ واليوم، اصبح رياء العالم المسيحي واضحا بحيث يمكن لكثيرين في العالم ان يروه هم بأنفسهم. لكنَّ شعب يهوه لم يتوقفوا عن تشهيره لما هو عليه: مملكة ظلام.
عُقاب طائر
٤٠ ماذا اظهرت نفخات الابواق الاربع ان العالم المسيحي هو؟
٤٠ ان نفخات الابواق الاربع الاولى هذه ادَّت حقا الى كشف الحالة الخربة والمميتة للعالم المسيحي. فجزؤه من «الارض» شُهِّر بأنه يستحق دينونة يهوه. والحكومات الثورية التي تبرز في بلدانه وفي اماكن اخرى تبيَّن انها غير ملائمة للحياة الروحية. وقد كُشفت الحالة الساقطة لرجال دينه، وشُهِّر الظلام العام لحالته الروحية لكي يراه الجميع. حقا، ان العالم المسيحي هو الجزء الاكثر ملامة من نظام اشياء الشيطان.
٤١ في اثناء توقف في سلسلة النفخ في الابواق، ماذا يرى يوحنا ويسمع؟
٤١ ماذا يوجد بعدُ لإظهاره؟ قبل ان نجد الجواب عن هذا السؤال، هنالك توقف وجيز في سلسلة النفخ في الابواق. ويوحنا يصف ما يراه بعد ذلك: «ونظرت، فسمعت عقابا طائرا في وسط السماء يقول بصوت عال: ‹ويل، ويل، ويل للساكنين على الارض مما بقي من نفخات ابواق الملائكة الثلاثة الموشكين ان ينفخوا في ابواقهم!›». — رؤيا ٨:١٣.
٤٢ ماذا يمكن ان يمثِّله العُقاب الطائر، وما هي رسالته؟
٤٢ عُقاب طائر عاليا في وسط السماء، بحيث يمكن للناس في منطقة واسعة ان يروه. وله على نحو استثنائي نظر حادّ ويمكنه ان يرى امامه مسافة كبيرة. (ايوب ٣٩:٢٩) ان واحدا من المخلوقات الحية الكروبية حول عرش اللّٰه صُوِّر كعُقاب طائر. (رؤيا ٤:٦، ٧) وسواء كان هذا الكروبَ او خادما آخر للّٰه بعيد النظر، فإنه بصوت عظيم يعلن رسالة دينامية: «ويل، ويل، ويل». فلينتبه سكان الارض فيما تُسمع نفخات الابواق الثلاث الباقية، وكلٌّ منها مرتبط بأحد هذه الويلات.
[الحاشيتان]
a بالتباين، تظهر الرؤيا ٧:١٦ ان الجمع الكثير لا يختبرون الحر اللافح لسخط يهوه.
b في حين ان النجوم السبعة في يد يسوع اليمنى يمثِّلون النظار الممسوحين في الجماعة المسيحية، فإن الشيوخ في معظم الجماعات الـ ٠٠٠,١٠٠ تقريبا في العالم اليوم هم من الجمع الكثير. (رؤيا ١:١٦؛ ٧:٩) فما هو وضعهم؟ بما انهم ينالون تعيينهم بواسطة الروح القدس عن طريق صف العبد الامين الفطين الممسوح، يمكن القول ان هؤلاء هم تحت يد السيطرة اليمنى ليسوع لأنهم ايضا رعاته المعاونون. (اشعيا ٦١:٥، ٦؛ اعمال ٢٠:٢٨) وهم يدعمون «النجوم السبعة» لأنهم يخدمون حيث يكون الاخوة الممسوحون المؤهَّلون غير متوافرين.
[الجدول في الصفحة ١٣٩]
مياه العالم المسيحي التي أُظهر انها افسنتين
معتقدات ومواقف العالم المسيحي ما يقوله الكتاب المقدس حقا
اسم اللّٰه الشخصي غير مهم: صلّى يسوع من اجل تقديس اسم اللّٰه.
«ان استعمال ايّ اسم علم قال بطرس: «كل مَن يدعو باسم
للّٰه الواحد الاوحد . . . غير يهوه يخلص». (اعمال ٢:٢١؛
لائق كاملا بالايمان العام للكنيسة يوئيل ٢:٣٢؛ متى ٦:٩؛ خروج ٦:٣؛
المسيحية». (مقدمة الترجمة رؤيا ٤:١١؛ ١٥:٣؛ ١٩:٦)
القانونية المنقحة)
اللّٰه ثالوث: «الآب هو اللّٰه، الكتاب المقدس يقول ان يهوه
الابن هو اللّٰه، والروح هو اعظم من يسوع وهو اله
القدس هو اللّٰه، ومع ذلك ورأس المسيح. (يوحنا ١٤:٢٨؛ ٢٠:١٧؛
ليس هنالك ثلاثة آلهة بل ١ كورنثوس ١١:٣) الروح القدس هو
اله واحد». (دائرة المعارف قوة اللّٰه الفعّالة. (متى ٣:١١؛
الكاثوليكية، طبعة ١٩١٢) لوقا ١:٤١؛ اعمال ٢:٤)
النفس البشرية خالدة: الانسان هو نفس. عند الموت
«عندما يموت الانسان فإن تتوقف النفس عن التفكير
نفسه وجسده ينفصلان. او الشعور وتعود الى التراب
جسده . . . ينحلّ . . . الذي منه صُنعت. (تكوين ٢:٧؛ ٣:١٩؛
لكنَّ النفس البشرية لا مزمور ١٤٦:٣، ٤؛ جامعة ٣:١٩، ٢٠؛ ٩:٥، ١٠؛
تموت». (ماذا يحدث بعد حزقيال ١٨:٤، ٢٠)
الموت، مطبوعة كاثوليكية
رومانية)
الاشرار يُعاقَبون بعد اجرة الخطية هي موت، لا
الموت في الهاوية: حياة في العذاب. (روما ٦:٢٣)
«وفقا للمعتقد المسيحي يرقد الاموات في حالة اللاوعي
التقليدي، الهاوية هي مكان في الهاوية (هادِس، شيول)،
كرب وألم لا ينتهيان». منتظرين القيامة. (مزمور ٨٩:٤٨؛
(دائرة معارف الكتاب يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ ١١:٢٤، ٢٥؛
العالمي، طبعة ١٩٨٧) رؤيا ٢٠:١٣، ١٤)
«اللقب وسيطة [مؤنث الوسيط الوحيد بين اللّٰه
وسيط] يُطبَّق على سيدتنا والناس هو يسوع.
العذراء». (دائرة المعارف (يوحنا ١٤:٦؛ ١ تيموثاوس ٢:٥؛
الكاثوليكية الجديدة، عبرانيين ٩:١٥؛ ١٢:٢٤)
طبعة ١٩٦٧)
الاطفال يجب ان يُعمَّدوا: المعمودية هي لاولئك الذين
«من البداية منحت الكنيسة تتلمذوا وتعلَّموا ان يطيعوا
الاطفالَ سرّ المعمودية وصايا يسوع. وللتأهل للمعمودية،
المقدس. ليس فقط ان هذه يجب ان يفهم الشخص كلمة
الممارسة اعتُبرت مقبولة، اللّٰه ويمارس الايمان. (متى ٢٨:١٩، ٢٠؛
بل عُلِّم ايضا انها ضرورية لوقا ٣:٢١-٢٣؛ اعمال ٨:٣٥، ٣٦)
على نحو مطلق للخلاص».
(دائرة المعارف الكاثوليكية
الجديدة، طبعة ١٩٦٧)
معظم الكنائس مُقسَّمة الى كل مسيحيي القرن الاول كانوا
صف عامة الشعب وصف خداما وشاركوا في الكرازة بالبشارة.
رجال الدين، الذين يخدمون (اعمال ٢:١٧، ١٨؛ روما ١٠:١٠-١٣؛
العامة. ويُعطى رجال الدين (روما ١٦:١) والمسيحي يجب ان
عادة راتبا مقابل خدمتهم ‹يُعطي مجانا›، لا مقابل راتب.
ويرفَّعون فوق العامة (متى ١٠:٧، ٨) لقد منع يسوع
بواسطة ألقاب مثل بصرامة استعمال ألقاب دينية.
«محترَم»، «أب»، او (متى ٦:٢؛ ٢٣:٢-١٢؛
«نيافته». ١ بطرس ٥:١-٣)
التماثيل، الايقونات، والصلبان المسيحيون يجب ان يهربوا من
مستعملة في العبادة: كل نوع من الصنمية، بما في
«تماثيل . . . المسيح، امّ ذلك ما يُسمى عبادة نسبية.
اللّٰه العذراء، والقديسين الآخرين، (خروج ٢٠:٤، ٥؛ ١ كورنثوس ١٠:١٤؛
يجب ان . . . تُحفظ في ١ يوحنا ٥:٢١) وهم يعبدون اللّٰه
الكنائس وأن يجري تقديم لا بالعيان وانما بالروح والحق.
الاحترام والاكرام المناسبين (يوحنا ٤:٢٣، ٢٤؛ ٢ كورنثوس ٥:٧)
لها». (بيان مجمع تْرَنْت
[١٥٤٥-١٥٦٣])
اعضاء الكنائس يتعلَّمون ان يسوع كرز بملكوت اللّٰه، لا
مقاصد اللّٰه سوف تنجَز عن بنظام سياسي، بصفته الرجاء للجنس
طريق السياسة. والكردينال البشري. (متى ٤:٢٣؛ ٦:٩، ١٠) لقد
الراحل سپِلْمان صرَّح: «هنالك رفض التورط في السياسات. (يوحنا ٦:١٤، ١٥)
طريق واحد الى السلام . . . ولم تكن مملكته جزءا من هذا العالم؛
الطريق العام للديموقراطية». لهذا السبب، لم يكن أتباعه جزءا
ومواضيع الاخبار تتحدث عن من العالم. (يوحنا ١٨:٣٦؛ ١٧:١٦)
تورط الدين في السياسات ويعقوب حذَّر من صداقة العالم.
العالمية (وحتى في العصيان (يعقوب ٤:٤)
المسلَّح) وعن دعمه للامم المتحدة
بوصفها «الرجاء الاخير للوفاق
والسلام».
[الصورة في الصفحة ١٣٢]
فتح الختوم السبعة يقود الى التبويق في الابواق السبعة
[الصورة في الصفحة ١٤٠]
«تحدٍّ لقادة العالم» (١٩٢٢)
ساعد هذا القرار على اعلان ضربة يهوه على «الارض»
[الصورة في الصفحة ١٤٠]
«تحذير لكل المسيحيين» (١٩٢٣)
دينونة يهوه المضادة على «ثلث البحر» نودي بها باتّساع بواسطة هذا القرار
[الصورة في الصفحة ١٤١]
«الاكليريكيون متَّهَمون» (١٩٢٤)
ساعد التوزيع الواسع لهذه النشرة على تقديم انذار للناس بأن «نجم» رجال دين العالم المسيحي قد سقط
[الصورة في الصفحة ١٤١]
«رسالة رجاء» (١٩٢٥)
هذا القرار الصريح استُخدم لتشهير مصادر نور العالم المسيحي المزعومة بأنها في الحقيقة مصادر ظلمة