الفصل ١٣
معروفون بسلوكنا
نعيش في عصر ينبذ فيه جزء كبير من الجنس البشري المقاييس الادبية التي طالما احتُرمت. ومعظم اديان العالم المسيحي يفعل الامر نفسه، إما باسم التسامح او بحجة ان الازمنة مختلفة وأن المحرَّمات للاجيال السابقة لم تعد تنطبق. أما بالنسبة الى النتيجة فقد قال سامويل ميلر، عميد كلية اللاهوت في جامعة هارْڤَرْد: «ليس للكنيسة دور قيادي. لقد تبنَّت حضارة زمننا وامتصتها.» والتأثير في حياة اولئك الذين تطلعوا الى مثل هذه الكنائس من اجل الارشاد كان مدمِّرا.
وعلى سبيل التباين، عند البحث في موضوع شهود يهوه، قالت ليڠليز دو مونريال، النشرة الاسبوعية لابرشية الكاثوليك في مونْتْرِيال، كندا: «لديهم قيم ادبية رائعة.» وأعداد كبيرة من المعلِّمين، المستخدِمين، والرسميين الحكوميين يوافقون على ذلك. فماذا يفسّر هذا الصيت؟
ان كون المرء واحدا من شهود يهوه يشمل اكثر بكثير من التمسك ببنية معيَّنة من التعاليم العقائدية والشهادة للآخرين عن هذه التعاليم. فالمسيحية الاولى كانت معروفة بـ «الطريق،» ويدرك شهود يهوه ان الدين الحقيقي اليوم يجب ان يكون طريقة حياة. (اعمال ٩:٢) ولكن، كما صح في امور اخرى، لم يصل شهود يهوه العصريون حالا الى تقدير متزن لما يشمله ذلك.
«الشخصية ام العهد — ايهما؟»
على الرغم من انهم بدأوا بالمشورة السليمة من الاسفار المقدسة حول الحاجة الى ان يتمثلوا بالمسيح، إلا ان التشديد الذي وضعه بعض تلاميذ الكتاب المقدس الاولين على «تطوير الشخصية،» كما كانوا يدعونه، مال الى التقليل من شأن اوجه معيَّنة للمسيحية الحقيقية. فبدا ان بعضهم يعتقدون ان كينونتهم مهذَّبين — يَظهرون دائما لطفاء وصالحين، يتكلمون بهدوء، يتجنَّبون ايّ اعراب عن الغضب، يقرأون الاسفار المقدسة يوميا — تضمن دخولهم الى السماء. ولكن غاب عن ذهن هؤلاء واقع ان المسيح قد اعطى أتباعه عملا ليقوموا به.
جرى تناول هذه المسألة بثبات في المقالة «الشخصية ام العهد — ايهما؟» في عدد ١ ايار ١٩٢٦ (بالانكليزية) من برج المراقبة.a فقد اظهرت ان الجهود لتطوير «شخصية كاملة» وهم في الجسد جعلت البعض يستسلمون متثبطين، ولكن في الوقت نفسه انتجت في الآخرين موقف «اقدس منك» ومالت الى جعلهم ينسون استحقاق ذبيحة المسيح. وبعد التشديد على الايمان بدم المسيح المسفوك، ابرزت المقالة اهمية ‹فعل الامور› في خدمة اللّٰه الفعَّالة لاعطاء الدليل على اتِّباع المرء مسلكا يرضي اللّٰه. (٢ بطرس ١:٥-١٠) وفي ذلك الوقت، اذ كان جزء كبير من العالم المسيحي لا يزال يدَّعي التمسك بمقاييس الكتاب المقدس الادبية، قوَّى هذا التشديد على النشاط التباين بين شهود يهوه والعالم المسيحي. وصار التباين واضحا اكثر ايضا عندما كان على جميع المدَّعين المسيحية ان يعالجوا قضايا ادبية كانت تصير شائعة.
‹امتنعوا عن الزنا›
ان المقياس المسيحي المتعلق بالآداب الجنسية رُسِم منذ عهد بعيد بلغة واضحة في الكتاب المقدس. «هذه هي ارادة اللّٰه قداستكم. ان تمتنعوا عن الزنا . . . لأن اللّٰه لم يدْعُنا للنجاسة بل في القداسة. اذًا من يُرذِل لا يُرذِل انسانا بل اللّٰه.» (١ تسالونيكي ٤:٣-٨) «ليكن الزواج مكرَّما عند كل واحد والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم اللّٰه.» (عبرانيين ١٣:٤) «ألستم تعلمون ان الاثمة لن يرثوا ملكوت اللّٰه؟ لا تضلّوا. لا عاهرون، . . . ولا زناة، ولا رجال محفوظون لمقاصد غير طبيعية، ولا مضاجعو ذكور . . . سيرثون ملكوت اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠، عج.
في برج المراقبة، لُفِت الانتباه الى هذا المقياس للمسيحيين الحقيقيين قديما في تشرين الثاني ١٨٧٩. ولكنه لم يناقَش تكرارا او مطوَّلا كما لو ان ذلك مشكلة رئيسية بين تلاميذ الكتاب المقدس الاولين. ولكن، اذ صار موقف العالم اكثر تساهلا، وُجِّه انتباه متزايد الى هذا المطلب، وخصوصا في السنوات المحيطة بالحرب العالمية الثانية. وهذا كان لازما لأن البعض بين شهود يهوه كانوا يتبنَّون الفكرة انه طالما هم مشغولون بالشهادة يكون القليل من التراخي في الآداب الجنسية مجرد مسألة شخصية. صحيح ان برج المراقبة عدد ١ آذار ١٩٣٥ (بالانكليزية) ذكرت بوضوح ان الاشتراك في خدمة الحقل لا يجيز السلوك الفاسد ادبيا. ولكن لم يطبِّق ذلك كل شخص جديا. ولذلك، في عددها الصادر في ١٥ ايار ١٩٤١ (بالانكليزية)، ناقشت برج المراقبة المسألة ثانية، وبشكل مطوَّل، في مقالة بعنوان «ايام نوح.» فبيَّنت ان الخلاعة الجنسية في زمن نوح كانت احد الاسباب لتدمير اللّٰه العالم في ذلك الوقت، وأظهرت ان ما فعله اللّٰه آنذاك رسم نموذجا لما سيفعله في ايامنا. وبلغة واضحة حذَّرت ان خادم اللّٰه المحافظ على الاستقامة لا يمكنه ان يخصِّص جزءا من يومه لفعل مشيئة الرب ثم، بعد ساعات، ينهمك في «اعمال الجسد.» (غلاطية ٥:١٧-٢١) وأُلحقت بذلك، في برج المراقبة عدد ١ تموز ١٩٤٢ (بالانكليزية)، مقالة اخرى دانت سلوك الاشخاص العزّاب والمتزوجين الذي لا ينسجم مع مقاييس الكتاب المقدس الادبية. فلا احد كان يجب ان يستنتج ان الاشتراك في الكرازة العلنية برسالة الملكوت كواحد من شهود يهوه يجيز العيش الخليع. (١ كورنثوس ٩:٢٧) وبعد مدة من الوقت كانت ستُتخذ اجراءات اكثر حزما ايضا لصيانة النظافة الادبية للهيئة.
وبعض الذين عبَّروا آنذاك عن الرغبة في ان يكونوا شهودا ليهوه كانوا قد تربَّوا في مناطق حيث كان الزواج التجريبي مقبولا، حيث كانت العلاقات الجنسية بين الاشخاص المخطوبين مسموحا بها، او حيث كانت العلاقات برضا الطرفين بين الاشخاص غير المتزوجين شرعيا تُعتبر طبيعية. وكان بعض رفقاء الزواج يحاولون ممارسة العزوبة. والافراد الآخرون، رغم عدم كونهم مطلَّقين، انفصلوا بشكل غير حكيم عن رفقاء زواجهم. فبغية تزويد التوجيه اللازم، عالجت برج المراقبة، خلال خمسينات الـ ١٩٠٠، جميع هذه الحالات، ناقشت المسؤوليات الزوجية، شدَّدت على نهي الكتاب المقدس عن العهارة، وأوضحت ما هي العهارة، كي لا يكون هنالك سوء فهم.b — اعمال ١٥:١٩، ٢٠؛ ١ كورنثوس ٦:١٨.
وفي الاماكن حيث كان الناس الذين ابتدأوا يعاشرون هيئة يهوه لا يتخذون جديا مقاييس الكتاب المقدس الادبية، مُنِح ذلك انتباها خصوصيا. وهكذا، في السنة ١٩٤٥، عندما كان ن. ه. نور، الرئيس الثالث لجمعية برج المراقبة، في كوستاريكا، قدَّم محاضرة عن الآداب المسيحية قال فيها: «جميعكم انتم الموجودين هنا الليلة، الذين تعيشون مع امرأة ولكن لم تصنعوا الترتيبات لجعل زواجكم شرعيا، اعطيكم نصيحة. اذهبوا الى الكنيسة الكاثوليكية وسجلوا اسمكم كعضو، لأنه هناك يمكنكم ان تمارسوا هذه الامور. ولكن هذه هي هيئة اللّٰه، ولا يمكنكم ان تمارسوا هذه الامور هنا.»
ابتداء من ستينات الـ ١٩٠٠، عندما صار مضاجعو النظير اكثر صراحة بشأن ممارساتهم، بحثت كنائس عديدة المسألة، ثم قبلتهم كأعضاء. حتى ان بعض الكنائس الآن ترسم مضاجعي النظير رجال دين. وبغية مساعدة الاشخاص المخلصين الذين كانت لديهم اسئلة عن هذه المسائل، ناقشت مطبوعات شهود يهوه ايضا هذه القضايا. ولكن بين الشهود لم يكن هنالك قط ايّ شك في كيفية النظر الى مضاجعة النظير. ولماذا؟ لأنهم لا يتعاملون مع مطالب الكتاب المقدس كما لو انها مجرد آراء بشر من عصر آخر. (١ تسالونيكي ٢:١٣) وهم يديرون بسرور دروسا في الكتاب المقدس مع مضاجعي النظير حتى يتمكن هؤلاء من تعلُّم مطالب يهوه، ويمكن لمثل هؤلاء الاشخاص ان يحضروا اجتماعات الشهود للاستماع، ولكن لا يمكن لمَن يستمر في ممارسة مضاجعة النظير ان يكون واحدا من شهود يهوه. — ١ كورنثوس ٦:٩-١١؛ يهوذا ٧.
وفي السنوات الاخيرة صار الانغماس الجنسي من قبل الاحداث غير المتزوجين شيئا مألوفا في العالم. والاحداث في عائلات شهود يهوه شعروا بالضغط، وابتدأ البعض يتبنَّون طرائق العالم حولهم. فكيف عالجت الهيئة هذه الحالة؟ نُشرت مقالات مخصَّصة لمساعدة الوالدين والاحداث على رؤية الامور وفقا للاسفار المقدسة في برج المراقبة و استيقظ! ومسرحيات الحياة الواقعية عُرضت في المحافل لمساعدة كل شخص على ادراك ثمر رفض مقاييس الكتاب المقدس الادبية وفوائد اطاعة وصايا اللّٰه. واحدى اولى المسرحيات، التي عُرضت في السنة ١٩٦٩، كانت بعنوان «اشواك وأشراك في طريق الشخص المستقل.» وأُعدَّت كتب خصوصية لمساعدة الاحداث على تقدير حكمة مشورة الكتاب المقدس. وشملت هذه حداثتكم — نائلين افضل ما فيها (الصادر في السنة ١٩٧٦) و اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح (الصادر في السنة ١٩٨٩). والشيوخ المحليون قدَّموا المساعدة الروحية الشخصية للافراد وللعائلات. وجماعات شهود يهوه جرت حمايتها ايضا بطرد الخطاة غير التائبين.
وانهيار العالم في الآداب لم يؤدِّ الى وجهة نظر اكثر تساهلا بين شهود يهوه. وعلى العكس، وضعت الهيئة الحاكمة لشهود يهوه مزيدا من التشديد على ضرورة تجنُّب ليس فقط الاعمال الجنسية المحرمة بل ايضا التأثيرات والحالات التي تفتِّت القيم الادبية. وخلال العقود الثلاثة الماضية، زوَّدت الارشاد لتحصين الافراد ضد «الخطايا السرية» كالعادة السرية ولتنبيههم الى خطر الفن الاباحي، المسلسلات التلفزيونية، والموسيقى ذات التأثير المفسِد. وهكذا فيما كان اتجاه العالم الادبي نحو الاسفل كان ذاك الذي لشهود يهوه نحو الاعلى.
الحياة العائلية تضبطها المقاييس الالهية
ان التمسك بثبات بمقياس الكتاب المقدس للآداب الجنسية افاد كثيرا الحياة العائلية لشهود يهوه. لكنَّ كون المرء واحدا من شهود يهوه لا يضمن ان لا تكون لديه مشاكل عائلية. ومع ذلك فان الشهود مقتنعون بأن كلمة اللّٰه تعطي المشورة الفضلى في كيفية معالجة مشاكل كهذه. وتتوافر لديهم تدابير كثيرة اعدَّتها الهيئة لمساعدتهم على تطبيق هذه المشورة؛ وعندما يتَّبعونها تكون النتائج مفيدة حقا.
وقديما في السنة ١٩٠٤، زوَّد المجلد السادس من دروس في الاسفار المقدسة بحثا شاملا للمسؤوليات الزوجية والالتزامات الابوية. ومنذ ذلك الحين، نُشرت مئات المقالات وأُلقيت محاضرات كثيرة في كل جماعة لشهود يهوه بغية مساعدة كل عضو في العائلة على تقدير دوره المعطى من اللّٰه. وهذا التثقيف في الحياة العائلية السليمة ليس هو فقط للمتزوجين حديثا ولكنه برنامج متواصل يشمل كامل الجماعة. — افسس ٥:٢٢–٦:٤؛ كولوسي ٣:١٨-٢١.
هل يُقبَل تعدُّد الزوجات؟
على الرغم من ان العادات التي تؤثر في الزواج والحياة العائلية تختلف من بلد الى آخر، يدرك شهود يهوه ان المقاييس المرسومة في الكتاب المقدس تنطبق في كل مكان. واذ شرع عملهم يتقدم في افريقيا في القرن الـ ٢٠ هذا، علَّم الشهود هناك، كما يفعلون في كل مكان، ان الزواج المسيحي يسمح برفيق زواج واحد فقط. (متى ١٩:٤، ٥؛ ١ كورنثوس ٧:٢؛ ١ تيموثاوس ٣:٢) غير انه كان هنالك مئات من الذين قبلوا تشهير الكتاب المقدس للصنمية واعتنقوا بسرور ما علَّمه شهود يهوه عن ملكوت اللّٰه لكنهم اعتمدوا دون التخلي عن تعدُّد الزوجات. ولتصحيح هذا الوضع، شدَّدت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الثاني ١٩٤٧ (بالانكليزية) على ان المسيحية لا تسمح بتعدُّد الزوجات، بصرف النظر عن العادة المحلية. وأشعرت رسالة أُرسلت الى الجماعات جميع الذين يدَّعون انهم شهود ليهوه لكنهم متعدِّدو الزوجات انه يُسمح لهم بستة اشهر لجعل شؤونهم الزوجية على انسجام مع مقياس الكتاب المقدس. وجرى دعم ذلك بمحاضرة ألقاها الاخ نور خلال زيارة الى افريقيا في تلك السنة عينها.
وفي نَيجيريا كان هنالك عدد غير قليل من الناس العالميين الذين تكهَّنوا بأن الجهود لالغاء تعدُّد الزوجات من صفوف شهود يهوه ستعني هجر الهيئة. صحيح انه ليس جميع ممارسي تعدُّد الزوجات الذين اعتمدوا في وقت سابق كشهود صنعوا التغييرات المطلوبة حتى في السنة ١٩٤٧. مثلا، يخبر أسوكْوو أَكپابِيو، ناظر جائل، ان الشاهد الذي كان يقيم عنده في إيفيايونڠ ايقظه عند منتصف الليل وطلب منه تغيير ما كان قد أُعلن عن مطلب الزواج الاحادي. ولأنه رفض ان يفعل ذلك طرده مضيفه الى الخارج تحت المطر الغزير في تلك الليلة.
لكنَّ المحبة ليهوه اعطت الآخرين القوة اللازمة لاطاعة وصاياه. وهنا مجرد القليل منهم. في زائير صرف رجل كان كاثوليكيا ومتعدِّد الزوجات على السواء اثنتين من زوجاته ليصير واحدا من شهود يهوه، مع ان اطلاق التي يحبها اكثر لأنها ليست ‹امرأة شبابه› كان امتحانا قاسيا لايمانه. (امثال ٥:١٨) وفي داهومي (بينين الآن) تغلَّب منهجي سابق لديه مع ذلك خمس زوجات على عقبات قانونية صعبة جدا لكي يحصل على الطلاق اللازم ليتأهل للمعمودية. لكنه استمر في اعالة زوجاته السابقات وأولادهن، كما فعل الآخرون الذين صرفوا زوجات ثانويات. وكانت واريڠباني هْوِيتينڠتُن، نَيجيرية، ثانية زوجتي رجلها. وعندما قرَّرت ان ارضاء يهوه، الاله الحقيقي، هو الشيء الاهم بالنسبة اليها، واجهت حنق زوجها ثم عائلتها. فأطلقها زوجها، مع ولديها، ولكن دون مساعدة مالية — حتى ولا من اجل المواصلات. ومع ذلك قالت: ‹لا شيء من الفوائد المادية التي تركتها ورائي يمكن ان يضاهي ارضاء يهوه.›
ماذا عن الطلاق؟
ان تعدُّد الزوجات في البلدان الغربية لا تجري ممارسته على نحو واسع، لكنَّ مواقف اخرى تتعارض مع الاسفار المقدسة تلقى رواجا. وأحدها هو الفكرة ان الحصول على طلاق افضل من معاناة زواج تعيس. وفي السنوات الاخيرة ابتدأ بعض شهود يهوه يقلِّدون هذه الروح، ملتمسين الطلاق على اسس مثل «عدم التوافق.» فكيف عالج الشهود ذلك؟ تقود الهيئة قانونيا حملة تعليم فعَّالة تتعلق بنظرة يهوه الى الطلاق لافادة الشهود القدامى وكذلك مئات الآلاف من الذين يضافون الى صفوفهم كل سنة.
والى اية خطوط ارشادية من الكتاب المقدس وجَّهت برج المراقبة الانتباه؟ بين امور اخرى ما يلي: في سجل الكتاب المقدس للزواج البشري الاول، يجري التشديد على وحدة الزوج والزوجة؛ فهو يقول: ‹يلتصق الرجل بامرأته ويكونان جسدا واحدا.› (تكوين ٢:٢٤) وفي وقت لاحق، في اسرائيل، نهى الناموس عن الزنا وقضى بالموت على ايّ امرئ ينهمك فيه. (تثنية ٢٢:٢٢-٢٤) والطلاق على اسس غير الزنا كان مسموحا به، ولكن فقط ‹من اجل قساوة قلوبهم،› كما اوضح يسوع. (متى ١٩:٧، ٨) فكيف نظر يهوه الى ممارسة نبذ الشخص رفيق زواجه بغية التزوج بآخر؟ تذكر ملاخي ٢:١٦: «يكره الطلاق.» لكنه سمح لاولئك الذين يحصلون على طلاق بالبقاء في جماعة اسرائيل. وهناك، اذا قبلوا تأديب يهوه لشعبه، كان ممكنا على مر الوقت استبدال قلبهم الحجري بقلب ارقّ، قلب يمكن ان يعبِّر عن المحبة الاصيلة لطرقه. — قارنوا حزقيال ١١:١٩، ٢٠.
وذكرت برج المراقبة تكرارا انه عندما كان يسوع يناقش الطلاق كما جرت ممارسته في اسرائيل القديمة، اظهر ان مقياسا اسمى كان سيتأسس بين أتباعه. فقال انه اذا طلَّق احد زوجته إلا لعلة العهارة (پورنيا، «الاتصال الجنسي المحرَّم») وتزوج بأخرى، يقترف الزنا؛ وحتى إن لم يتزوج ثانية، يجعل زوجته عرضة للزنا. (متى ٥:٣٢؛ ١٩:٩) وهكذا، بالنسبة الى المسيحيين، بيَّنت برج المراقبة ان ايّ طلاق هو مسألة خطيرة اكثر بكثير مما كان في اسرائيل. وفيما لا تقضي الاسفار المقدسة بأن كل من يحصل على طلاق يُطرد من الجماعة، فإن اولئك الذين يقترفون الزنا ايضا ويكونون غير تائبين تفصلهم جماعات شهود يهوه. — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
حدثت تغييرات ثورية في السنوات الاخيرة في مواقف العالم في ما يتعلق بالزواج والحياة العائلية. وعلى الرغم من ذلك، استمر شهود يهوه في الالتصاق بالمقاييس التي زوَّدها اللّٰه، منشئ الزواج، كما هي مرسومة في الكتاب المقدس. وباستخدام الخطوط الارشادية هذه سعوا الى مساعدة الاشخاص المستقيمي القلوب ان يتغلَّبوا على الظروف الصعبة التي يجد كثيرون جدا انفسهم فيها.
ونتيجة لذلك، صُنعت تغييرات مثيرة في حياة كثيرين من الذين قبلوا ارشاد الكتاب المقدس من شهود يهوه. فالرجال الذين كانوا سابقا يضربون زوجاتهم، الرجال الذين كانوا لا يتحملون مسؤولياتهم، الرجال الذين كانوا يعولون عائلاتهم ماديا ولكن ليس عاطفيا ولا روحيا — آلاف عديدة من مثل هؤلاء صاروا ازواجا وآباء محبين يعتنون جيدا بأُسَرهم. والنساء اللواتي كنَّ مستقلات بعجرفة، النساء اللواتي كنَّ يهملن اولادهنَّ ولا يعتنين بأنفسهنَّ او بيتهنَّ — كثيرات من هؤلاء صرن زوجات يحترمن الرئاسة ويتَّبعن مسلكا يجعلهنَّ محبوبات كثيرا من ازواجهنَّ وأولادهنَّ. والاحداث الذين كانوا عصاة على والديهم بوقاحة ومتمردين على المجتمع عموما، الاحداث الذين كانوا يدمِّرون حياتهم بالامور التي يفعلونها ويجلبون بالتالي الاسى لوالديهم — عدد ليس بقليل من هؤلاء صار لديهم قصد الهي في الحياة، وهذا ساعدهم على تغيير شخصيتهم.
طبعا، ان العامل المهم في النجاح ضمن العائلة هو الاستقامة الواحد مع الآخر. والاستقامة حيوية ايضا في العلاقات الاخرى.
الى ايّ حد يصل مطلب الاستقامة؟
يدرك شهود يهوه ان الاستقامة مطلوبة في كل ما يفعلونه. وكأساس لنظرتهم، يشيرون الى آيات كالتالية: يهوه هو «اله الحق.» (مزمور ٣١:٥) ومن ناحية اخرى، كما قال يسوع، ابليس هو «ابو الكذب.» (يوحنا ٨:٤٤، عج) اذًا، من المفهوم انه بين الامور التي يبغضها يهوه «لسان كاذب.» (امثال ٦:١٦، ١٧) وتخبرنا كلمته: «لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق.» (افسس ٤:٢٥) وينبغي للمسيحيين ليس فقط ان يتكلموا بالصدق بل، كالرسول بولس، يلزمهم ان ‹يتصرفوا باستقامة في كل شيء.› (عبرانيين ١٣:١٨، عج) فلا توجد مجالات في الحياة يمكن فيها لشهود يهوه ان يطبقوا بشكل صحيح مجموعة اخرى من القيم.
عندما زار يسوع بيت زكَّا العشار اعترف الرجل بأن ممارساته التجارية كانت غير لائقة، واتخذ الخطوات للتعويض عن اعمال الابتزاز السابقة. (لوقا ١٩:٨) وفي السنوات الاخيرة، بغية امتلاك ضمير طاهر امام اللّٰه، اتخذ بعض الاشخاص الذين ابتدأوا يعاشرون شهود يهوه اجراء مماثلا. مثلا، في اسپانيا ابتدأ لص مدمن على السرقة يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه. وسرعان ما ابتدأ ضميره يزعجه؛ ولذلك ردّ السلع المسروقة الى مستخدِمه السابق والى جيرانه، ثم اخذ اشياء اخرى الى الشرطة. ففُرض عليه ان يدفع غرامة ويقضي مدة قصيرة في السجن، لكنه الآن يملك ضميرا طاهرا. وفي انكلترا، بعد شهرين فقط من درس الكتاب المقدس مع واحد من شهود يهوه، سلَّم لص ألماس سابق نفسه الى الشرطة، الذين اندهشوا؛ فقد كانوا يبحثون عنه طوال ستة اشهر. وخلال السنتين والنصف التي قضاها بعدئذ في السجن، درس الكتاب المقدس باجتهاد وتعلَّم ان يشترك في حقائق الكتاب المقدس مع الآخرين. وبعد اطلاقه تقدَّم للمعمودية كواحد من شهود يهوه. — افسس ٤:٢٨.
ان صيت استقامة شهود يهوه معروف جيدا. فقد تعلَّم المستخدِمون ليس فقط ان الشهود لن يسرقوا منهم بل انهم لن يكذبوا او يزوِّروا السجلات بايعاز من مستخدِميهم — لا، حتى ولا اذا جرى تهديدهم بخسارة عملهم. فبالنسبة الى شهود يهوه، ان العلاقة الجيدة باللّٰه اهم بكثير من استحسان ايّ انسان. ويدركون ايضا انه حيثما كانوا او مهما كانوا يفعلون فإن «كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا.» — عبرانيين ٤:١٣؛ امثال ١٥:٣.
وفي ايطاليا قالت جريدة لا ستامپا عن شهود يهوه: «انهم يمارسون ما يكرزون به . . . فالمثل الادبية العليا لمحبة القريب، رفض المناصب الحكومية الرسمية، اللاعنف والاستقامة الشخصية (التي هي بالنسبة الى معظم المسيحيين ‹قواعد يوم الاحد› التي لا تصلح إلا للوعظ من على المنبر) تدخل في طريقة حياتهم ‹اليومية.›» وفي الولايات المتحدة، كتب لويس كاسِلْز، المحرِّر الديني للصحافة المتحدة الاممية، واشنطن، دي. سي.: «يلتصق الشهود بمعتقداتهم بأمانة كبيرة حتى عندما يكون فعل ذلك كثير الكلفة.»
لماذا لم تكن المقامرة قضية بينهم
في الازمنة الماضية كانت الاستقامة مقترنة عموما بالاستعداد للقيام بالعمل الشاق. والمقامرة، اي المجازفة بمبلغ من المال في مراهنة على حصيلة لعبة او حدث آخر، كان المجتمع يزدري بها عموما. ولكن فيما ابتدأت روح الانانية والغنى السريع تسري في القرن العشرين، صارت المقامرة — الشرعية وغير الشرعية — واسعة الانتشار. ويرعاها ليس فقط عالم الجريمة المنظَّمة بل غالبا ايضا الكنائس والحكومات الدنيوية من اجل جمع المال. فكيف عالج شهود يهوه تغيُّر الموقف هذا في المجتمع؟ على اساس مبادئ الكتاب المقدس.
كما أُشير اليه في مطبوعاتهم، لا توجد وصية محدَّدة في الكتاب المقدس تقول، لا تقامروا. لكنَّ ثمر المقامرة انما هو رديء بشكل ثابت، وهذا الثمر الفاسد شهَّرته برج المراقبة واستيقظ! طوال نصف قرن. وعلاوة على ذلك، اظهرت هاتان المجلتان ان المقامرة في ايّ شكل تنطوي على مواقف يحذِّر منها الكتاب المقدس. مثلا، محبة المال: «محبة المال اصل لكل الشرور.» (١ تيموثاوس ٦:١٠) والانانية: «لا تشتهِ . . . كل ما لقريبك.» (تثنية ٥:٢١؛ قارنوا ١ كورنثوس ١٠:٢٤.) وأيضا الطمع: «إن كان احد مدعو اخا . . . طمَّاعا . . . لا تخالطوا . . . مثل هذا.» (١ كورنثوس ٥:١١) واضافة الى ذلك، يحذِّر الكتاب المقدس من اللجوء الى «الحظ السعيد» كما لو انه نوع من القوة الخارقة للطبيعة التي يمكن ان تمنح الخدمات. (اشعياء ٦٥:١١، عج) ولأنهم يصغون الى تحذيرات الاسفار المقدسة هذه يتجنَّب شهود يهوه المقامرة بثبات. ومنذ السنة ١٩٧٦ بذلوا جهدا خصوصيا للحيلولة دون ان يوجد في صفوفهم ايّ من الذين يحدِّد استخدامهم الدنيوي هويتهم بوضوح كجزء من مؤسسة للمقامرة.
لم تكن المقامرة قط قضية حقيقية بين شهود يهوه. فهم يعرفون انه عوضا عن تعزيز روح الكسب على حساب الآخرين، يشجعهم الكتاب المقدس ان يعملوا بأيديهم، ان يكونوا امناء في الاعتناء بما اؤتمنوا عليه، ان يكونوا كرماء، ان يعطوا المحتاجين. (افسس ٤:٢٨؛ لوقا ١٦:١٠؛ رومية ١٢:١٣؛ ١ تيموثاوس ٦:١٨) وهل يدرك الآخرون الذين يتعاملون معهم ذلك بسهولة؟ نعم، وخصوصا اولئك الذين لديهم علاقات عمل معهم. وليس غير عادي ان يطلب المستخدِمون الدنيويون شهود يهوه كمستخدَمين لأنهم عارفون بضميرهم الحي وامكانية الاعتماد عليهم. وهم يدركون ان دين الشهود هو ما يجعلهم نوع الناس الذي هم عليه.
ماذا عن التبغ واساءة استعمال المخدِّرات؟
لا يذكر الكتاب المقدس التبغ ولا يسمِّي الكثير من المخدِّرات الاخرى التي يُساء استعمالها في ايامنا. ولكنه يزوِّد خطوطا ارشادية ساعدت شهود يهوه على تقرير ايّ مسلك يرضي اللّٰه. وهكذا، قديما في السنة ١٨٩٥ عندما علَّقت برج المراقبة على استعمال التبغ، لفتت الانتباه الى ٢ كورنثوس ٧:١، التي تقول: «فإذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهِّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمِّلين القداسة في خوف اللّٰه.»
لسنوات عديدة بدت هذه المشورة كافية. ولكن، اذ استخدمت شركات التبغ الاعلان لجعل التدخين ساحرا، وصارت اساءة استعمال المخدِّرات «غير الشرعية» بعدئذ واسعة الانتشار، كان يلزم المزيد للقيام به. فجرى ابراز مبادئ اخرى للكتاب المقدس: الاحترام ليهوه، مانح الحياة (اعمال ١٧:٢٤، ٢٥)؛ المحبة للقريب (يعقوب ٢:٨)، وواقع ان الشخص الذي لا يحب رفيقه الانسان لا يحب اللّٰه حقا (١ يوحنا ٤:٢٠)؛ وأيضا الطاعة للحكام الدنيويين (تيطس ٣:١). وجرت الاشارة الى ان الكلمة اليونانية فارماكيا، التي تعني من حيث الاساس «مستودع المخدِّرات،» استعملها كتبة الكتاب المقدس للاشارة الى ‹ممارسة الارواحية› بسبب استعمال المخدِّرات في الممارسات الارواحية. — غلاطية ٥:٢٠.
وقديما في السنة ١٩٤٦، شهَّرت مجلة التعزية الطبيعة المغشوشة غالبا للشهادات المأجورة التي تُستخدم في اعلانات السجائر. واذ صار الدليل العلمي متوافرا، اعلنت ايضا استيقظ!، خليفة التعزية، البرهان على ان استعمال التبغ يسبِّب السرطان، مرض القلب، الاذى لجنين الحبلى، والضرر لغير المدخنين المجبَرين على تنشُّق الهواء الملآن دخانا، وكذلك الدليل على ان النيكوتين يسبِّب الادمان. ولُفِت الانتباه الى التأثير السام للمرهوانة والدليل على ان استعمالها يمكن ان يؤدي الى تأذي الدماغ. وعلى نحو مماثل، نوقشت المخاطر الجسيمة للمخدِّرات الاخرى المسبِّبة للادمان تكرارا لفائدة قرَّاء مطبوعات برج المراقبة.
قبل وقت طويل من موافقة الوكالات الحكومية على الحدّ الذي اليه يجب ان ينبِّهوا الناس الى الضرر الناجم عن استعمال التبغ، اوضحت برج المراقبة، في عددها الصادر في ١ آذار ١٩٣٥ (بالانكليزية)، انه لا يمكن لأيّ شخص يستعمل التبغ ان يكون عضوا في هيئة مستخدَمي المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس او ان يكون احد ممثِّليها المعيَّنين. وبعد ان عيَّنت الجمعية جميع الخدام في جماعات شهود يهوه (الترتيب الذي بدأ في السنة ١٩٣٨)، قالت برج المراقبة ١ تموز ١٩٤٢ (بالانكليزية) ان النهي عن استعمال التبغ ينطبق ايضا على جميع الخدام المعيَّنين هؤلاء. وفي بعض المناطق، مضى عدد من السنين قبل تحقيق ذلك كاملا. ولكنَّ غالبية شهود يهوه تجاوبوا على نحو مؤاتٍ مع مشورة الاسفار المقدسة والمثال الجيد للذين يأخذون القيادة بينهم.
وكخطوة اضافية الى الامام في التطبيق الثابت لمشورة الكتاب المقدس هذه، لا احد من الذين لا يزالون يدخنون كان يُقبل للمعمودية من السنة ١٩٧٣ فصاعدا. وخلال الاشهر التالية، جرت مساعدة الذين كانوا ينهمكون بفعَّالية في انتاج التبغ او ترويج بيع التبغ على الادراك انه لا يمكنهم ان يستمروا في فعل ذلك ويكونوا مقبولين كشهود ليهوه. فمشورة كلمة اللّٰه يجب تطبيقها على نحو ثابت في كل وجه للحياة. ومثل هذا التطبيق لمبادئ الكتاب المقدس على استعمال التبغ، المرهوانة، وما يُعرَف بالمخدِّرات القوية كان بمثابة حماية للشهود. وباستعمال الاسفار المقدسة، تمكَّنوا ايضا من مساعدة آلاف عديدة من الاشخاص الذين دُمِّرت حياتهم باساءة استعمال المخدِّرات.
هل المشروبات الكحولية مختلفة؟
لم تعتنق مطبوعات برج المراقبة النظرة ان استعمال المشروبات الكحولية مماثل لاساءة استعمال المخدِّرات. ولماذا؟ توضح: يعرف الخالق كيف نحن مصنوعون، وتسمح كلمته بالاستعمال المعتدل للمشروبات الكحولية. (مزمور ١٠٤:١٥؛ ١ تيموثاوس ٥:٢٣) لكنَّ الكتاب المقدس يحذِّر ايضا من ‹الافراط في شرب الخمر،› ويدين بشدة السكر. — امثال ٢٣:٢٠، ٢١، ٢٩، ٣٠؛ ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠؛ افسس ٥:١٨.
ولأن الاستهلاك غير المعتدل للمشروبات المسكرة كان يدمر حياة كثيرين من الناس فضَّل تشارلز تاز رصل نفسه الامتناع الكلي. ومع ذلك اعترف بأن يسوع استعمل الخمر. وخلال القرن الـ ١٩ والجزء الباكر من القرن الـ ٢٠ كان هنالك اضطراب شعبي كبير في سبيل الحظر الشرعي للمشروب الكحولي في الولايات المتحدة. وعبَّرت برج المراقبة بحرية عن التعاطف مع الذين كانوا يحاولون مكافحة الاذى الناجم عن المشروب الكحولي، لكنها لم تنضم الى حملتهم لاصدار قوانين الحظر. إلا ان المجلة اشارت بحزم الى الضرر الناتج من الافراط وذكرت مرارا انه من الافضل تجنُّب الخمر والمسكر تماما. وأولئك الذين شعروا انه بامكانهم استعمال المشروب الكحولي باعتدال جرى تشجيعهم على التأمل في رومية ١٤:٢١، التي تقول: «حسن ان لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به اخوك.»
ولكن، في السنة ١٩٣٠، عندما مضى مدير جمعية مقاومة الحانات في الولايات المتحدة الى حدِّ الادِّعاء علنا ان هيئته «مولودة من اللّٰه،» اغتنم المناسبة ج. ف. رذرفورد، رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك، لتقديم محاضرات اذاعية تُظهر ان مثل هذا الادِّعاء يعادل الافتراء على اللّٰه. ولماذا؟ لأن كلمة اللّٰه لا تحرِّم كل استعمال للخمر؛ لأن قوانين الحظر لم تعمل على انهاء السكر، الذي يدينه اللّٰه؛ ولأن قوانين الحظر، عوضا عن ذلك، تسبَّبت برد فعل عكسي لانتاج وتوزيع المسكر غير الشرعي والفساد الحكومي.
ان استعمال المشروبات الكحولية او الامتناع عنها يُعتبر قضية شخصية بين شهود يهوه. لكنهم يلتصقون بمطلب الاسفار المقدسة ان يكون النظار ‹معتدلين في العادات.› وهذا التعبير مترجم عن نِفاليون اليونانية، التي تعني، حرفيا، ‹صاحيا، معتدلا؛ ممتنعا عن الخمر، إما كليا او على الاقل عن استعمالها غير المعتدل.› والخدام المساعدون ايضا يجب ان يكونوا رجالا «غير مولعين بالخمر.» (١ تيموثاوس ٣:٢، عج، ٣، ٨) ولذلك فان المفرطين في شرب الخمر لا يكونون اهلا لامتيازات الخدمة الخصوصية. وواقع ان اولئك الذين يأخذون القيادة بين شهود يهوه يرسمون مثالا جيدا انما يعطيهم حرية الكلام في مساعدة الآخرين الذين ربما يميلون الى الاعتماد على المشروبات الكحولية لمواجهة الضغط، او الذين ربما يلزمهم في الواقع ان يمتنعوا كليا ليبقوا صاحين. فما هي النتائج؟
على سبيل المثال، يذكر تقرير اخباري من افريقيا الجنوبية-الوسطى: «في جميع الروايات، ان المناطق التي يكون فيها شهود يهوه هم الاقوى بين الافريقيين هي الآن مناطق خالية من الاضطراب اكثر من المعدل. لقد كانوا بالتأكيد فعَّالين ضد المشاغبين، ممارسة السحر، السكر والعنف من ايّ نوع.» — الاخبار الشمالية (زامبيا).
والطريقة المهمة الاخرى التي بها يختلف سلوك شهود يهوه عن ذاك الذي للعالم هي في ما يتعلق بـ —
الاحترام للحياة
يتأصَّل مثل هذا الاحترام في الاعتراف بواقع ان الحياة هي هبة من اللّٰه. (مزمور ٣٦:٩؛ اعمال ١٧:٢٤، ٢٥) ويشتمل ذلك على الادراك انه حتى حياة الجنين ثمينة في عيني اللّٰه. (خروج ٢١:٢٢-٢٥؛ مزمور ١٣٩:١، ١٦) ويأخذ في الحسبان ان «كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا للّٰه.» — رومية ١٤:١٢.
وانسجاما مع مبادئ الكتاب المقدس هذه تجنَّب شهود يهوه بشكل ثابت ممارسة الاجهاض. وبغية تزويد التوجيه السليم لقرَّائها، ساعدتهم مجلة استيقظ! على التقدير ان الطهارة مطلب الهي؛ وناقشت مطوَّلا عجائب عملية الانجاب فضلا عن العوامل النفسية والفيزيولوجية المشمولة بالولادة. وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، اذ صار الاجهاض اكثر شيوعا، اظهرت برج المراقبة بوضوح ان هذه الممارسة مخالفة لكلمة اللّٰه. وبشكل صريح قال عدد ١٥ كانون الاول ١٩٦٩ (بالانكليزية): «ان الاجهاض لمجرد التخلص من طفل غير مرغوب فيه مماثل لقتل حياة بشرية عمدا.»
لماذا نقل الدم مرفوض
ان الاحترام للحياة الذي يظهره شهود يهوه اثَّر ايضا في موقفهم من نقل الدم. وعندما صار نقل الدم قضية تواجههم، اوضحت برج المراقبة، في عددها الصادر في ١ تموز ١٩٤٥ (بالانكليزية)، مطوَّلا النظرة المسيحية في ما يتعلق بقداسة الدم.c وأظهرت ان دم الحيوان وذاك الذي للبشر على السواء كانا مشمولين بالنهي الالهي الذي صار ملزِما لنوح وجميع المتحدرين منه. (تكوين ٩:٣-٦) وبيَّنت ان هذا المطلب جرى التشديد عليه مرة اخرى في القرن الاول في الوصية بأن ‹يمتنع› المسيحيون ‹عن الدم.› (اعمال ١٥:٢٨، ٢٩) وأوضحت هذه المقالة نفسها من الاسفار المقدسة ان الاستعمال الكفاري فقط للدم كان مقبولا لدى اللّٰه، وأنه نظرا الى ان الذبائح الحيوانية المقدَّمة تحت الناموس الموسوي رمزت الى ذبيحة المسيح، فإن تجاهل المطلب ان ‹يمتنع› المسيحيون ‹عن الدم› يكون دليلا على الاحتقار الجسيم لذبيحة يسوع المسيح الفدائية. (لاويين ١٧:١١، ١٢؛ عبرانيين ٩:١١-١٤، ٢٢) وانسجاما مع هذا الفهم للامور، ابتداء من السنة ١٩٦١، فُصل من جماعات شهود يهوه كل مَن تجاهل المطلب الالهي، قبِل نقل الدم، وأظهر موقفا غير تائب.
في بادئ الامر، لم تناقَش الآثار الجانبية الجسدية لنقل الدم في مطبوعات برج المراقبة. وفي ما بعد، عندما صارت مثل هذه المعلومات متوافرة، نُشِرت هي ايضا — لا بصفتها السبب لرفض شهود يهوه نقل الدم بل لتقوية تقديرهم للنهي الذي وضعه اللّٰه نفسه في ما يتعلق باستعمال الدم. (اشعياء ٤٨:١٧) ولهذه الغاية، في السنة ١٩٦١ صدر الكراس المدعوم جيدا بالوثائق Blood٬ Medicine and the Law of God (الدم، الطب وشريعة اللّٰه). وفي السنة ١٩٧٧ طُبع كراس آخر. وهذا الكراس، الذي هو بعنوان Jehovah’s Witnesses and the Question of Blood (شهود يهوه ومسألة الدم)، شدَّد ايضا على واقع ان الموقف الذي اتخذه شهود يهوه انما هو ديني، مؤسس على ما يقوله الكتاب المقدس، ولا يعتمد على عوامل تقترن بمخاطر طبية. وقُدِّمت معلومات احدث حول الموضوع في السنة ١٩٩٠ في كراسة How Can Blood Save Your Life? (كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟). وفي استخدام هذه المطبوعات بذل شهود يهوه الكثير من الجهد لكسب تعاون الاطباء ومساعدتهم على فهم موقف الشهود. ولكنَّ المهنة الطبية طوال سنين كثيرة كانت تنظر الى استعمال نقل الدم باعتبار رفيع.
وعلى الرغم من ان شهود يهوه اخبروا الاطباء انه ليس لديهم اعتراض ديني على المعالجة البديلة، لم يكن رفض نقل الدم سهلا. وكثيرا ما استُعمل ضغط كبير على الشهود وعائلاتهم للاذعان لما كان آنذاك ممارسة طبية معتادة. ففي پورتو ريكو، في تشرين الثاني ١٩٧٦، وافقت آنا پاز دي روساريو البالغة من العمر ٤٥ سنة على الجراحة والعلاج اللازم لكنها طلبت بسبب معتقداتها الدينية ألَّا يُستعمل الدم. ومع ذلك، ذهب خمسة من رجال الشرطة وثلاث ممرضات، متسلِّحين بأمر من المحكمة، الى غرفتها في المستشفى بعد منتصف الليل، شدّوها الى الفراش، وأخضعوها عنوة لنقل الدم، خلافا لرغباتها وتلك التي لزوجها وأولادها. فأُصيبت بصدمة وماتت. ولم تكن هذه على الاطلاق حالة منفردة، ولم تحدث مثل هذه الاعتداءات في پورتو ريكو وحدها.
ففي الدنمارك لاحقت الشرطة والدَين من الشهود في السنة ١٩٧٥ لأنهما رفضا السماح بأن يُخضَع ابنهما الصغير لنقل الدم لكنهما عوضا عن ذلك التمسا معالجة بديلة. وفي ايطاليا، في السنة ١٩٨٢، حُكم بالسجن لمدة ١٤ سنة على زوجين كانا قد طلبا على نحو حبي المساعدة الطبية في اربعة بلدان لابنتهما المصابة بداء عضال بتهمة القتل بعد موت الفتاة في اثناء نقل الدم بأمر من المحكمة.
وتكرارا، في ما يتعلق بالمحاولات لاخضاع اولاد شهود يهوه عنوة لنقل الدم، اثارت الصحافة عداء علنيا شديدا. وفي بعض الحالات، حتى بدون جلسة قانونية يمكن فيها للوالدين ان يتكلموا، امر القضاة بنقل الدم الى اولادهم. ولكن في اكثر من ٤٠ حالة في كندا أُعيد الاولاد الذين نُقل اليهم الدم امواتا الى والديهم.
لا يوافق جميع الاطباء والقضاة على هذه الطرائق الجائرة. فابتدأ البعض يحثون على موقف مساعد اكثر. واستعمل بعض الاطباء مهاراتهم لتزويد معالجة بدون دم. وخلال قيامهم بذلك نالوا الكثير من الخبرة في كل انواع الجراحة الخالية من استعمال الدم. وتَبرهن تدريجيا ان كل انواع الجراحة يمكن اجراؤها بنجاح، على الراشدين والاطفال على السواء، من غير نقل دم.d
ولتجنُّب المواجهات التي لا لزوم لها في الحالات الطارئة، ابتدأ شهود يهوه في وقت باكر من ستينات الـ ١٩٠٠ يقومون بزيارات خصوصية لاطبائهم لمناقشة موقفهم وتزويدهم بالمطبوعات الملائمة. وطلبوا في وقت لاحق ان يوضع بيان خطي في ملفاتهم الطبية الفردية يذكر وجوب عدم نقل الدم اليهم. وبحلول سبعينات الـ ١٩٠٠ جعلوها ممارسة عامة ان يحملوا معهم بطاقة تنبِّه الهيئة الطبية الى واقع انه لا يجب اعطاؤهم دما مهما تكن الظروف. وبعد استشارة الاطباء والمحامين، عُدِّلت طبيعة البطاقة لجعلها وثيقة قانونية.
ولدعم شهود يهوه في هذا التصميم للحيلولة دون اعطائهم دما، لتبديد سوء الفهم من جهة الاطباء والمستشفيات، ولتوطيد روح اكثر تعاونا بين المؤسسات الطبية والمرضى الشهود، تأسست لجان الاتصال بالمستشفيات تحت توجيه الهيئة الحاكمة لشهود يهوه. ومن قليل من مثل هذه اللجان في السنة ١٩٧٩، نما عددها الى اكثر من ٨٠٠ في اكثر من ٧٠ بلدا. وقد تدرب شيوخ مختارون وهم يزوِّدون خدمة كهذه في اميركا الشمالية، الشرق الاقصى، البلدان الرئيسية في جنوب المحيط الپاسيفيكي، اوروپا، وأميركا اللاتينية. وبالاضافة الى ايضاح موقف شهود يهوه ينبِّه هؤلاء الشيوخ مستخدَمي المستشفيات الى واقع ان هنالك بدائل مقبولة لنقل الدم. وفي الحالات الطارئة يساعدون في مباشرة الاستشارات بين اطباء العناية الاولية والجراحين الذين عالجوا حالات مماثلة للشهود بدون دم. وحيث لزم الامر، زارت هذه اللجان ليس فقط مستخدَمي المستشفيات بل ايضا القضاة الذين كانت لهم علاقة بقضايا طلبت فيها المستشفيات اوامر من المحكمة بنقل الدم.
وحين لم يكن ممكنا بوسائل اخرى ضمان الاحترام لمعتقدهم الديني في ما يتعلق بقداسة الدم كان شهود يهوه احيانا يحيلون الى المحكمة اطباء ومستشفيات. وكانوا عادةً يسعون الى الحصول على امر تقييدي او زجري. ولكن في السنوات الاخيرة رفعوا ايضا دعاوي عطل وضرر ضد اطباء ومستشفيات تصرَّفوا بطريقة جائرة. وفي السنة ١٩٩٠ ايَّدت محكمة اونتاريو للاستئناف، في كندا، دعوى قضائية كهذه لأن الطبيب تجاهل بطاقة في محفظة المريض تذكر بوضوح ان الشاهد لا يقبل نقل الدم مهما تكن الظروف. وفي الولايات المتحدة، منذ السنة ١٩٨٥، رُفعت عشر دعاوي عطل وضرر على الاقل في انحاء مختلفة من البلد وتكرارا كان المدَّعى عليهم يقررون ان يحلّوا الامر خارج المحكمة بدفع مبلغ مشروط بدلا من مواجهة الاحتمال ان تحكم هيئة المحلَّفين بتعويضات اكبر ايضا. وشهود يهوه مصمِّمون كاملا على اطاعة النهي الالهي عن استعمال الدم. وهم لا يريدون ان يحيلوا الاطباء الى المحكمة، ولكنهم سيفعلون ذلك عند الضرورة لايقافهم عن ان يفرضوا على الشهود معالجة كريهة ادبيا بالنسبة اليهم.
يصير الناس مدركين اكثر فأكثر المخاطر الملازمة لنقل الدم. وذلك، جزئيا، بسبب الخوف من الأيدز. لكنَّ الشهود تدفعهم رغبة متقدة في ارضاء اللّٰه. وفي السنة ١٩٨٧ ذكرت الصحيفة الطبية الفرنسية Le Quotidien du Médecin: «لعلَّ شهود يهوه على حق في رفض استعمال منتجات الدم، اذ هو صحيح ان عددا كبيرا من العوامل المسبِّبة للامراض يمكن ان تنتقل بواسطة الدم المنقول.»
والموقف الذي يتخذه شهود يهوه ليس مؤسسا على معرفة طبية متفوقة نشأت معهم. فهم يثقون بأن طريق يهوه صائبة وأنه «لا يمنع خيرا» عن خدامه الاولياء. (مزمور ١٩:٧، ١١؛ ٨٤:١١) وحتى اذا مات شاهد نتيجة خسارة الدم — وهذا ما حدث في بعض الاحيان — فلدى شهود يهوه ملء الثقة بأن اللّٰه لا ينسى امناءه بل سيردّهم الى الحياة بواسطة القيامة. — اعمال ٢٤:١٥.
عندما يختار الافراد تجاهل مقاييس الكتاب المقدس
يدرس ملايين الاشخاص الكتاب المقدس مع شهود يهوه، ولكن لا يصيرون جميعهم شهودا. وعندما يتعلَّم بعض الاشخاص المقاييس الرفيعة التي تُطبَّق عمليا، يقرِّرون ان هذا ليس نوع الحياة الذي يريدونه. وجميع الذين يعتمدون يُعطَون اولا ارشادا شاملا في تعاليم الكتاب المقدس الاساسية، وبعد ذلك (وخصوصا منذ السنة ١٩٦٧) يراجع الشيوخ في الجماعة مثل هذه التعاليم مع كل مرشح للمعمودية. ويُبذل كل جهد للتيقن ان الذين يعتمدون يفهمون بوضوح ليس فقط العقيدة بل ايضا ما يشمله السلوك المسيحي. ولكن، ماذا اذا سمح بعض هؤلاء في ما بعد لمحبة العالم بأن تغريهم بخطإ خطير؟
قديما في السنة ١٩٠٤، في كتاب الخليقة الجديدة، مُنح الانتباه للحاجة الى اتخاذ الاجراء الملائم بغية عدم السماح بافساد آداب الجماعة. والفهم الذي كان لدى تلاميذ الكتاب المقدس آنذاك لطريقة التعامل مع الخطاة كما هو مرسوم في متى ١٨:١٥-١٧ جرت مناقشته. وانسجاما مع ذلك، كانت هنالك، في مناسبات نادرة، ‹محاكمات كنسية› حيث يُقدَّم الدليل على الخطإ في القضايا الخطيرة لكامل الجماعة. وبعد سنين، اعادت برج المراقبة في عددها الصادر في ١٥ ايار ١٩٤٤ (بالانكليزية) النظر في المسألة على ضوء الكتاب المقدس بكامله وأظهرت ان مثل هذه المسائل التي تؤثر في الجماعة يجب ان يعالجها اخوة مسؤولون عُهد اليهم في الاشراف على الجماعة. (١ كورنثوس ٥:١-١٣؛ قارنوا التثنية ٢١:١٨-٢١.) وأُلحِقت بذلك، في برج المراقبة عدد ١ آذار ١٩٥٢ (بالانكليزية)، مقالات شدَّدت ليس فقط على الاجراء اللائق بل على الحاجة الى اتخاذ الاجراء لحفظ الهيئة نظيفة. وتكرارا منذ ذلك الحين جرى بحث هذا الموضوع. لكنَّ الاهداف بقيت على حالها دائما: (١) حفظ الهيئة نظيفة و (٢) التشديد للخاطئ على الحاجة الى التوبة المخلصة، بهدف ردّه.
في القرن الاول كان هنالك بعض الذين هجروا الايمان من اجل العيش الخليع. وانحرف آخرون بسبب عقائد المرتدّين. (١ يوحنا ٢:١٩) ويستمر الامر نفسه في الحدوث بين شهود يهوه في القرن العشرين هذا. ومن المحزن انه في الآونة الاخيرة صار من الضروري فصل عشرات الآلاف من الخطاة غير التائبين كل سنة. وكان بينهم شيوخ بارزون. فمطالب الاسفار المقدسة نفسها تنطبق على الجميع. (يعقوب ٣:١٧) ويدرك شهود يهوه ان المحافظة على هيئة نظيفة ادبيا هو امر حيوي للاستمرار في نيل رضى يهوه.
لبس الشخصية الجديدة
حث يسوع الناس ان يكونوا نظفاء ليس فقط من الخارج بل ايضا من الداخل. (لوقا ١١:٣٨-٤١) وأظهر ان الامور التي نقولها ونفعلها انما هي انعكاس لما هو في قلبنا. (متى ١٥:١٨، ١٩) وكما اوضح الرسول بولس، اذا تعلَّمنا حقا من المسيح، ‹فسنتجدد بروح ذهننا› و ‹سنلبس (الشخصية الجديدة) المخلوقة بحسب اللّٰه في البر وقداسة الحق.› (افسس ٤:١٧-٢٤) وأولئك المتعلِّمون من المسيح يسعون الى اكتساب ‹الموقف العقلي نفسه الذي كان للمسيح يسوع› ليفكروا ويعملوا كما فعل. (رومية ١٥:٥، عج) وسلوك شهود يهوه كأفراد انما هو انعكاس لمدى فعلهم ذلك حقا.
لا يدَّعي شهود يهوه ان سلوكهم لا عيب فيه. لكنهم مخلصون في مساعيهم ليكونوا متمثلين بالمسيح اذ يعملون وفق مقياس الكتاب المقدس السامي للسلوك. وهم لا ينكرون ان هنالك افرادا آخرين يطبِّقون المقاييس الادبية السامية في حياتهم. ولكن، في حالة شهود يهوه، ليس فقط كأفراد بل ايضا كهيئة اممية يُعرفون بسهولة بسبب السلوك الذي ينسجم مع مقاييس الكتاب المقدس. وهم يندفعون بالمشورة الموحى بها المسجلة في ١ بطرس ٢:١٢: «أن تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا . . . يمجّدون اللّٰه . . . من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها.»
[الحواشي]
a في برج المراقبة عدد ١٥ تشرين الاول ١٩٤١ (بالانكليزية) جرت مناقشة الموضوع ثانية، بشكل مختصر نوعا ما، تحت العنوان «الشخصية ام الاستقامة — ايتهما؟»
b عرَّفت برج المراقبة عدد ١٥ نيسان ١٩٥١ (بالانكليزية) العهارة بأنها «الاتصال الجنسي الارادي بين شخص غير متزوج وشخص من الجنس الآخر.» وأضاف عدد ١ كانون الثاني ١٩٥٢ (بالانكليزية) ان الاصطلاح بحسب الاسفار المقدسة يمكن تطبيقه ايضا على الفساد الادبي الجنسي من جهة شخص متزوج.
c ظهرت مناقشات ابكر لقداسة الدم في مجلتي برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٢٧ (بالانكليزية)، وكذلك برج المراقبة عدد ١ كانون الاول ١٩٤٤ (بالانكليزية)، اللتين ذكرتا بالتخصيص نقل الدم.
d الجراحة المعاصرة، آذار ١٩٩٠، ص ٤٥-٤٩؛ الجرّاح الاميركي، حزيران ١٩٨٧، ص ٣٥٠-٣٥٦؛ طب ميامي، كانون الثاني ١٩٨١، ص ٢٥؛ مجلة الطب لولاية نيويورك، ١٥ تشرين الاول ١٩٧٢، ص ٢٥٢٤-٢٥٢٧؛ مجلة الجمعية الطبية الاميركية، ٢٧ تشرين الثاني ١٩٨١، ص ٢٤٧١، ٢٤٧٢؛ الاخبار القلبية الوعائية، شباط ١٩٨٤، ص ٥؛ الدورة الدموية، ايلول ١٩٨٤.
[النبذة في الصفحة ١٧٢]
«لديهم قيم ادبية رائعة»
[النبذة في الصفحة ١٧٤]
هل كان هنالك ايّ شك في كيفية النظر الى مضاجعة النظير؟
[النبذة في الصفحة ١٧٥]
انهيار العالم الادبي لم يجعل الشهود يصيرون اكثر تساهلا
[النبذة في الصفحة ١٧٦]
حاول البعض ان يكونوا شهودا دون التخلي عن تعدُّد الزوجات
[النبذة في الصفحة ١٧٧]
برنامج فعَّال لتعليم نظرة يهوه الى الطلاق
[النبذة في الصفحة ١٧٨]
تغييرات مثيرة في حياة الناس
[النبذة في الصفحة ١٨١]
التبغ — لا!
[النبذة في الصفحة ١٨٢]
المشروبات الكحولية — باعتدال، هذا اذا شُربت
[النبذة في الصفحة ١٨٣]
مصمِّمون بثبات على عدم قبول الدم
[النبذة في الصفحة ١٨٧]
الفصل — للمحافظة على هيئة نظيفة ادبيا
[الاطار في الصفحة ١٧٣]
‹تطوير الشخصية› — الثمر لم يكن دائما جيدا
تقرير من الدنمارك: ‹ان كثيرين، وخصوصا بين الرفقاء الاقدمين، في جهودهم المخلصة للبس الشخصية المسيحية، سعوا الى تجنب كل ما له ادنى لطخة من الامور العالمية وبهذه الطريقة يجعلون انفسهم اكثر جدارة بالملكوت السماوي. وغالبا ما كان يُعتبر غير لائق الابتسام خلال الاجتماعات، وكثيرون من الاخوة الاقدمين كانوا يرتدون فقط بدلات سوداء، احذية سوداء، ربطات عنق سوداء. وغالبا ما كانوا يكتفون بالعيش حياة هادئة ومسالمة في الرب. وكانوا يعتقدون انه يكفي ان يعقدوا الاجتماعات ويَدَعوا الموزِّعين الجائلين يقومون بالكرازة.›
[الاطار في الصفحة ١٧٩]
ما يراه الآخرون في الشهود
◆ ذكرت «مونْخنِر مِرْكور،» صحيفة المانية، في ما يتعلق بشهود يهوه: «انهم دافعو الضرائب الاكثر استقامة والاكثر دقة في المواعيد في الجمهورية الاتحادية. واطاعتهم للقوانين يمكن رؤيتها في الطريقة التي بها يسوقون السيارة وكذلك في احصاءات الجرائم. . . . انهم يطيعون ذوي السلطة (الآباء، المعلِّمين، الحكومة). . . . والكتاب المقدس، اساس كل اعمالهم، هو دعامتهم.»
◆ رئيس البلدية في لنز، فرنسا، قال للشهود بعد استعمالهم ملعبا مدرَّجا محليا لاحد محافلهم: «ما احبه هو انكم تفون بوعودكم واتفاقاتكم، وعلاوة على ذلك، انتم نظفاء، مهذَّبون، ومنظَّمون. احب مجتمعكم. فأنا ضد الفوضى، ولا احب الناس الذين يجولون موسِّخين ومكسِّرين الاشياء.»
◆ وكتاب «اصوات من المحرقة» يحتوي على مذكِّرات من ناجية پولندية من معسكري الاعتقال أَوشڤيتس ورَڤنْسْبروك كتبت تقول: «رأيت اناسا صاروا صالحين جدا جدا وأناسا صاروا اردياء تماما. والفريق الالطف كان شهود يهوه. وأنا ارفع قبعتي لهؤلاء الناس. . . . لقد فعلوا اشياء بديعة للناس الآخرين. ساعدوا المرضى، اعطوا من خبزهم، وقدَّموا لكل مَن كان قربهم التعزية الروحية. الالمان ابغضوهم واحترموهم في الوقت نفسه. وأعطوهم العمل الاردأ لكنهم قبلوه ورؤوسهم مرفوعة.»