الفصل ١٦
الاجتماعات للعبادة، الارشاد، والتشجيع
ان اجتماعات الجماعة هي جزء مهم من نشاط شهود يهوه. وحتى عندما تجعله الظروف صعبا جدا، فإنهم يجتهدون لحضور اجتماعاتهم قانونيا، انسجاما مع نصح الكتاب المقدس: «لنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب.» (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وحيثما امكن تعقد كل جماعة الاجتماعات ثلاث مرات في الاسبوع، لما مجموعه ٤ ساعات و ٤٥ دقيقة. لكنَّ طبيعة الاجتماعات، وكذلك تكرُّرها، كانت تختلف بحسب الحاجة في حينه.
في القرن الاول، كانت اظهارات مواهب الروح العجائبية وجها بارزا للاجتماعات المسيحية. ولماذا؟ لأنه بواسطة هذه المواهب شهد اللّٰه لواقع انه لم يعد يستخدم النظام الديني اليهودي بل ان روحه الآن صار على الجماعة المسيحية المشكَّلة حديثا. (اعمال ٢:١-٢١؛ عبرانيين ٢:٢-٤) وفي اجتماعات المسيحيين الاولين كانت تقدَّم الصلوات، ترنَّم التسابيح للّٰه، ويشدَّد على التنبؤ (اي نقل اعلانات المشيئة والقصد الالهيين) ومنح الارشاد الذي يبني اولئك الذين يسمعونه. وقد عاش اولئك المسيحيون في وقت حدثت فيه تطوُّرات بديعة في ما يتعلق بقصد اللّٰه. فكان يلزمهم ان يفهموها ويعرفوا كيفية العمل وفقها. لكنَّ الطريقة التي بها عالج بعضهم المسائل في اجتماعاتهم لم تكن متزنة، وكما يُظهر الكتاب المقدس، كانت تلزم المشورة لكي تُنجَز الامور بالطريقة الانفع. — ١ كورنثوس ١٤:١-٤٠.
فهل كانت الاوجه التي ميَّزت اجتماعات اولئك المسيحيين الاولين جليَّة ايضا عندما كان تلاميذ الكتاب المقدس يجتمعون معا في سبعينات الـ ١٨٠٠ وما بعدها؟
سدّ الحاجات الروحية لتلاميذ الكتاب المقدس الاولين
شكَّل تشارلز تاز رصل وفريق صغير من العشراء في ألليڠيني، پنسلڤانيا، وحولَها صفا لدرس الكتاب المقدس في السنة ١٨٧٠. ونتيجة لاجتماعاتهم نموا تدريجيا في المحبة للّٰه ولكلمته وعرفوا بصورة تقدُّمية ما يعلِّمه الكتاب المقدس نفسه. فلم يكن هنالك تكلُّم عجائبي بألسنة في هذه الاجتماعات. ولماذا؟ ان مواهب عجائبية كهذه قد انجزت القصد منها في القرن الاول، وكما سبق وأنبأ الكتاب المقدس، توقفت. «والخطوة التالية للتقدُّم،» اوضح الاخ رصل، «كانت الاعراب عن ثمر الروح، كما يبيِّن القديس بولس بمنتهى الوضوح.» (١ كورنثوس ١٣:٤-١٠) وفضلا عن ذلك، كما في القرن الاول ايضا، كان هنالك عمل تبشيري ملحّ للقيام به، ولهذا السبب كانوا في حاجة الى التشجيع. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وقبل مرور وقت طويل، كانوا يعقدون اجتماعين قانونيين كل اسبوع.
ادرك الاخ رصل انه من المهم ان يكون خدام يهوه شعبا موحَّدا، مهما كانوا مشتَّتين حول الكرة الارضية. وهكذا في السنة ١٨٧٩، بُعَيد الابتداء بنشر برج المراقبة، دُعي قرَّاؤها الى تقديم طلب كي يزورهم الاخ رصل او احد عشرائه. وكان التعهد المذكور بوضوح «لا رسم يُفرَض ولا مال يؤخَذ.» وبعد تسلُّم عدد من الطلبات، شرع الاخ رصل في رحلة لمدة شهر اخذته بعيدا حتى لِن، ماساتشوستس، مع اجتماعات من اربع الى ست ساعات يوميا عند كل توقف. وكان الموضوع البارز «الامور المتعلقة بملكوت اللّٰه.»
وباكرا في السنة ١٨٨١، حثَّ الاخ رصل قرَّاء برج المراقبة الذين لم تكن لديهم بعدُ اجتماعات قانونية في منطقتهم: «اسِّسوا واحدا في بيتكم الخاص مع عائلتكم الخاصة، او حتى مع القليلين الذين قد يكونون مهتمين. اقرأوا، ادرسوا، سبِّحوا واعبدوا معا، وحيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمه، يكون الرب في وسطكم — معلِّمكم. هكذا كانت طبيعة بعض اجتماعات الكنيسة في ايام الرسل. (انظروا فليمون ٢).»
تطوَّر برنامج الاجتماعات تدريجيا. فقُدِّمت الاقتراحات، ولكن تُرِك لكل فريق محلي ان يقرّر ما هو افضل لظروفه. فكان يمكن من وقت الى آخر ان يلقي خطيب محاضرة، لكنَّ التشديد الاعظم وُضع على الاجتماعات التي فيها كان يمكن لكل فرد ان يشترك بحرية. وبعض صفوف تلاميذ الكتاب المقدس لم تكن في بادئ الامر تستخدم كثيرا مطبوعات الجمعية في اجتماعاتها، لكنَّ الخدام الجائلين، الخطباء الجائلين، ساعدوهم على رؤية قيمة فعل ذلك.
بعد نشر بعض مجلدات الفجر الألفي، شُرِع في استعمالها كأساس للدرس. وفي السنة ١٨٩٥ صارت فرق الدرس تُعرَف بحلقات الفجر لدرس الكتاب المقدس.a والبعض في النَّروج اشاروا اليها في وقت لاحق بأنها «اجتماعات قراءة ومحادثة،» مضيفين: «مقتطفات من كتب الاخ رصل كانت تُقرأ بصوت عالٍ، وعندما تكون لدى الاشخاص تعليقات او اسئلة، كانوا يرفعون ايديهم.» وقد اوصى الاخ رصل بأن يستعمل المشتركون في مثل هذه الدروس مجموعة متنوعة من ترجمات الاسفار المقدسة، الشواهد الهامشية في الكتاب المقدس، وفهارس الكتاب المقدس. وكانت الدروس في احيان كثيرة تُعقد بفرق ذات حجم متوسط، في بيت خاص، في امسية ملائمة للفريق. وهذه الاجتماعات صارت سابقة لدرس الكتاب الجماعي للوقت الحاضر.
ادرك الاخ رصل انه يلزم اكثر من مجرد درس للمسائل العقائدية. فيجب ان تكون هنالك ايضا تعابير التعبُّد لكي تندفع قلوب الناس بالتقدير لمحبة اللّٰه وبالرغبة في اكرامه وخدمته. فجرى حث الصفوف على ترتيب اجتماع خصوصي لهذا القصد مرة في الاسبوع. وهذه الاجتماعات كان يُشار اليها احيانا بِـ «اجتماعات الاكواخ» لانعقادها في بيوت خاصة. وشمل البرنامج صلوات، ترانيم تسبيح، واختبارات شخصية كان يرويها الحضور.b وهذه كانت احيانا اختبارات تشجيعية؛ وكانت تشمل ايضا المحن، المصاعب، والمشاكل التي جرت مواجهتها مؤخرا. وفي بعض الاماكن قصَّرت هذه الاجتماعات كثيرا عن هدفها بسبب التشديد المفرط على الذات. وبلطف جرى ذكر اقتراحات للتحسين في برج المراقبة.
واذ تذكَّرت تلك الاجتماعات، قالت اديث بْرِنيسِن، زوجة احد الخطباء الجائلين الاولين في الولايات المتحدة: «كانت امسية للتأمل في عناية يهوه الحبية وللمعاشرة الحميمة لاخوتنا وأخواتنا. اذ كنا نصغي الى بعض اختباراتهم صرنا نعرفهم بشكل افضل. ومراقبة امانتهم، رؤية كيفية تغلبهم على مصاعبهم، كثيرا ما ساعدتنا على حل بعض مشاكلنا.» ولكن، في حينه، صار ظاهرا ان الاجتماعات المصمَّمة لإعداد كل شخص للاشتراك في عمل التبشير هي اكثر نفعا.
والطريقة التي بها عولج اجتماع الاحد في بعض الاماكن كانت موضع اهتمام الاخوة. فقد حاول بعض الصفوف مناقشة الكتاب المقدس عددا فعددا. ولكن احيانا لم تكن الاختلافات في الرأي في ما يتعلق بالمعنى بنَّاءة على الاطلاق. ولتحسين الوضع، طوَّر بعض الاشخاص في الجماعة في لوس انجلوس، كاليفورنيا، مجملا لدرس الكتاب المقدس بحسب المواضيع، مع اسئلة ومراجع ليفحصها كل الصف قبل المجيء الى الاجتماع. وفي السنة ١٩٠٢ جعلت الجمعية في المتناول كتابا مقدسا يحتوي على «مساعِدات على الدرس البيريّ للكتاب المقدس،» بما فيها فهرس مواضيع.c ولتبسيط الامور اكثر، ابتداء من عدد ١ آذار ١٩٠٥ (بالانكليزية) من برج المراقبة، نُشِر مجمل لمناقشة الجماعة، مع اسئلة واشارات الى الكتاب المقدس ومطبوعات الجمعية من اجل البحث. واستمرت هذه حتى السنة ١٩١٤، الوقت الذي فيه نُشرت اسئلة دراسية حول مجلدات دروس في الاسفار المقدسة للاستعمال كأساس للدروس البيريَّة.
كانت المواد نفسها متوافرة لجميع الصفوف، ولكنَّ عدد الاجتماعات الاسبوعية تراوح بين واحد وأربعة او اكثر، حسبما يُرتَّب محليا. وفي كولومبو، سيلان (الآن سْري لانكا)، ابتداء من السنة ١٩١٤، كانت الاجتماعات تُعقَد فعليا سبعة ايام في الاسبوع.
جرى تشجيع تلاميذ الكتاب المقدس على تعلّم القيام بالبحث، على ‹امتحان كل شيء،› على التعبير عن الافكار بكلماتهم الخاصة. (١ تسالونيكي ٥:٢١) وقد شجَّع الاخ رصل على مناقشة كاملة وحرَّة لمواد الدرس. وكذلك حذَّر: «لا تنسوا ابدا ان الكتاب المقدس هو مقياسنا وأنه مهما كانت المساعِدات المعطاة لنا من اللّٰه فهي ‹مساعِدات› وليست بدائل للكتاب المقدس.»
الاحتفال بذكرى موت الرب
ابتداء من نحو السنة ١٨٧٦ كان تلاميذ الكتاب المقدس يعدّون الترتيبات كل سنة للاحتفال بذكرى موت الرب.d في بادئ الامر كان يجتمع الفريق الذي في پيتسبورڠ، پنسلڤانيا، والجوار في بيت احد الرفقاء. وبحلول السنة ١٨٨٣ كان عدد الحضور قد ازداد الى نحو مئة هناك، وكانت تُستعمل قاعة مستأجَرة. ولاستيعاب الحضور الكبير المتوقَّع في پيتسبورغ في السنة ١٩٠٥، قرَّر الاخوة الحصول على حق استخدام قاعة كارنيجي الرحبة.
ادرك تلاميذ الكتاب المقدس ان ذلك يجب ان يكون احتفالا سنويا، لا شيئا يجري كل اسبوع. والتاريخ الذي كانوا يقومون فيه بالاحتفال كان يطابق ١٤ نيسان قمري في الروزنامة اليهودية، وقت موت يسوع. وعلى مر السنين حدثت بعض التحسينات في طريقة حساب التاريخ.e لكنَّ الامر المهم الرئيسي كان مغزى الحدث نفسه.
وعلى الرغم من ان تلاميذ الكتاب المقدس كانوا يجتمعون من اجل الاحتفال بالذكرى هذا في فرق من حجوم متنوعة في اماكن عديدة، فقد جرى الترحيب بكل مَن يمكنه الانضمام الى الاخوة في پيتسبورڠ. ومن السنة ١٨٨٦ الى السنة ١٨٩٣، دُعي قرَّاء برج المراقبة خصوصا الى المجيء الى پيتسبورڠ، ان امكن، فجاءوا من مختلف انحاء الولايات المتحدة ومن كندا. وهذا لم يمكّنهم فقط من الاحتفال بالذكرى معا بل ساعدهم ايضا على تعزيز ربط الوحدة الروحية. ولكن، اذ نما عدد الصفوف، في الولايات المتحدة وأنحاء اخرى من العالم على السواء، لم يعد عمليا ان يحاولوا الاجتماع في موقع واحد، وأدركوا ان الكثير من الخير يجري انجازه باجتماع المرء مع الرفقاء المؤمنين في منطقة بيته.
وكما بيَّنت برج المراقبة، كان هنالك كثيرون ممَّن ادَّعوا انهم مؤمنون بالفدية، ولا احد من هؤلاء جرى ردّه عن الاحتفال السنوي بالذكرى. لكنَّ المناسبة كانت لها اهمية خصوصية بالنسبة الى الذين ينتمون حقا الى «القطيع الصغير» للمسيح. هؤلاء هم الذين سيشتركون في الملكوت السماوي. وفي الليلة التي سبقت موت يسوع، عندما اسَّس الذكرى، قال المسيح للافراد الذين قُدِّم لهم مثل هذا الرجاء: «اصنعوا هذا لذكري.» — لوقا ١٢:٣٢؛ ٢٢:١٩، ٢٠، ٢٨-٣٠.
وابتداء من ثلاثينات الـ ١٩٠٠ خصوصا، ابتدأ الاعضاء المحتمَلون ‹للجمع الكثير› من الخراف الاخر يظهرون. (رؤيا ٧:٩، ١٠؛ يوحنا ١٠:١٦) وآنذاك كان يشار الى هؤلاء باليونادابيين. وللمرة الاولى، في عددها الصادر في ١٥ شباط ١٩٣٨ (بالانكليزية)، دعتهم برج المراقبة بصورة خصوصية الى حضور الذكرى، قائلة: «بعد الساعة السادسة مساء، في ١٥ نيسان، لتجتمع كل فرقة من الممسوحين وتحتفل بالذكرى، وليكن رفقاؤهم اليونادابيون حاضرين ايضا.» فحضروا فعلا، لا كمتناولين، بل كمشاهدين. وابتدأ حضورهم يفوق عدد الموجودين وقت ذكرى موت المسيح. وفي السنة ١٩٣٨ كان مجموع عدد الحضور ٤٢٠,٧٣، فيما بلغ عدد الذين تناولوا من الخبز والخمر الرمزيين ٢٢٥,٣٩. وفي السنوات التي تلت، ابتدأ اولئك الحاضرون كمشاهدين يشملون ايضا اعدادا كبيرة من الاشخاص المهتمين حديثا والآخرين الذين لم يصيروا بعدُ شهودا نشاطى ليهوه. وهكذا، في السنة ١٩٩٢، عندما بلغت ذروة عدد الذين اشتركوا في خدمة الحقل ٧٨٧,٤٧٢,٤، كان الحضور في الذكرى ١٧١,٤٣١,١١، وكان عدد المتناولين من الرمزين مجرد ٦٨٣,٨. وفي بعض البلدان بلغ عدد الحضور خمسة او ستة اضعاف عدد الشهود النشاطى.
بسبب احترامهم العميق لمغزى موت المسيح، يحتفل شهود يهوه بالذكرى حتى عندما تواجههم ظروف صعبة جدا. فخلال سبعينات الـ ١٩٠٠، عندما صار الخروج في المساء غير ممكن بسبب حظر التجول في اثناء الحرب في روديسيا (المعروفة الآن بزمبابوي)، كان الاخوة في بعض المناطق يجتمعون جميعهم في بيت احد شهود يهوه خلال النهار ثم يحتفلون بالذكرى في المساء. وطبعا، لم يكن بامكانهم العودة الى بيوتهم بعد الاجتماع، ولذلك كانوا يبيتون هناك. وكانت ساعات المساء المتبقية تُستعمل لانشاد ترانيم الملكوت وسرد الاختبارات، الامر الذي كان مصدرا للانتعاش الاضافي.
وفي معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية جرى الاحتفال بالذكرى، مع ان ذلك كان يمكن ان يؤدي الى عقاب شديد اذا اكتشفه الحرّاس. وعندما عُزل في السجن في الصين الشيوعية من السنة ١٩٥٨ الى السنة ١٩٦٣ بسبب ايمانه المسيحي، احتفل هارولد كينڠ بالذكرى بأفضل طريقة ممكنة لديه في الظروف الراهنة. قال في ما بعد: «من نافذة سجني كنت اراقب القمر يصير بدرا قرب بداية الربيع. وكنت احسب بدقة قدر استطاعتي تاريخ الاحتفال.» وكان يهيئ بسرعة الرمزين اللازمين، صانعا قليلا من الخمر من الزبيب الاسود ومستعملا الأرزّ غير المختمر مكان الخبز. وقال ايضا: «كنت ارنّم وأصلّي وأقدّم خطابا محضَّرا يتعلق بالمناسبة، تماما كما يجري في اية جماعة لشعب يهوه. ولذلك كنت اشعر كل سنة بأنني متحد باخوتي حول العالم كله في هذه المناسبة الاهم.»
حيث يوجد مكان للاحداث
في السنوات الباكرة لم تكن مطبوعات واجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس معدَّة خصوصا للاحداث. كان يمكنهم ان يحضروا الاجتماعات، وبعضهم قام بذلك فعلا وأصغى بحماس. ولكن لم يكن هنالك جهد خصوصي لشملهم بما يجري. ولِمَ لا؟
فهم الاخوة آنذاك ان وقتا قصيرا جدا فقط بقي قبل ان يتحد جميع اعضاء عروس المسيح به في المجد السماوي. اوضحت برج المراقبة في السنة ١٨٨٣: «نحن الذين نتدرَّب لاجل الدعوة العليا لا يمكننا ان نحيد عن العمل الخصوصي لهذا العصر — عمل تهيئة ‹العروس، امرأة الخروف.› والعروس يجب ان تهيئ نفسها؛ وفي اللحظة الحاضرة، حين توضع اللمسات الاخيرة للزينة استعدادا للعرس، تُطلَب خدمة كل عضو في هذا العمل الحالي الكلي الاهمية.»
والآباء جرى حثهم بقوة على تحمّل مسؤوليتهم المعطاة من اللّٰه للاعتناء بالارشاد الروحي لاولادهم. ومدارس الاحد المنفصلة للاحداث لم يُشجَّع عليها. وكان واضحا ان استخدام العالم المسيحي لمدارس الاحد قد احدث الكثير من الاذى. فالآباء الذين ارسلوا اولادهم الى مثل هذه المدارس غالبا ما كانوا يعتبرون ان هذا الترتيب يحرّرهم من مسؤولية منح الارشاد الديني لاولادهم. والاولاد، بدورهم، اذ لم يتطلعوا الى والديهم كمصدر رئيسي للارشاد عن اللّٰه، لم يندفعوا الى اكرام آبائهم واطاعتهم كما يجب ان يفعلوا.
ومن ناحية ثانية، من السنة ١٨٩٢ الى السنة ١٩٢٧، خصَّصت برج المراقبة فسحة للتعليق على الآية الظاهرة في «دروس مدرسة الاحد الاممية،» التي كانت رائجة آنذاك في كنائس پروتستانتية كثيرة. ولسنين عديدة كان يختار هذه الآيات ف. ن. پالوبي، رجل دين من الكنيسة المستقلة، ومعاونوه. وقد ناقشت برج المراقبة هذه الآيات انطلاقا من فهم تلاميذ الكتاب المقدس المتقدِّم للاسفار المقدسة، دون التقيد بتعاليم العالم المسيحي. وكان يُرجى بهذه الطريقة ان تجد برج المراقبة طريقها الى بعض الكنائس، وبالتالي ان يُعرَض الحق، وأن يقبله بعض اعضاء الكنائس. وطبعا، كان الفَرق واضحا، وقد اغضب ذلك رجال الدين الپروتستانت.
اتت السنة ١٩١٨، والبقية، او الباقون من الممسوحين، كانوا لا يزالون على المسرح الارضي. وعدد الاولاد في اجتماعاتهم كان قد ازداد كثيرا ايضا. وكثيرا ما كان يُسمح للصغار بأن يلعبوا فيما كان آباؤهم يدرسون. لكنَّ الاحداث ايضا كان يلزمهم ان يتعلَّموا ‹طلب البر وطلب التواضع› اذا كانوا ‹سيُسترون في يوم سخط الرب.› (صفنيا ٢:٣) ولذلك في السنة ١٩١٨ شجعت الجمعية الجماعات ان ترتب لصف احداث من عمر ٨ الى ١٥ سنة. وفي بعض الاماكن كانت هنالك ايضا صفوف ابتدائية للذين هم اصغر من ان يحضروا صف الاحداث. وفي الوقت نفسه جرى التشديد مرة اخرى على المسؤولية الابوية تجاه الاولاد.
وهذا ادَّى الى تطوُّرات اخرى. فقد نشرت العصر الذهبي، في السنة ١٩٢٠، مقالة خاصة بعنوان «درس الكتاب المقدس للاحداث،» مع اسئلة مرفقة باشارات الى آيات من الاسفار المقدسة يمكن ان توجد فيها الاجوبة. وفي تلك السنة نفسها نُشِر The Golden Age ABC (مبادئ العصر الذهبي)؛ وهو كراس مصوَّر ليستعمله الآباء في تعليم حقائق الكتاب المقدس الاساسية والصفات المسيحية لصغارهم. والكتاب بعنوان The Way to Paradise (الطريق الى الفردوس)، بقلم و. إ. ڤان آمبورڠ، تبع في السنة ١٩٢٤. وقد كُيِّف ليلائم «تلاميذ الكتاب المقدس في المرحلة المتوسطة.» واستُعمل لمدة من الوقت في الاجتماعات المخصَّصة للاصغر سنا. واضافة الى ذلك، في اميركا، كانت لدى «الشهود الاحداث» ترتيباتهم الخاصة لخدمة الحقل. وفي سويسرا شكَّل فريق من الاحداث جمعية دُعيت «احداث يهوه» لاولئك الذين بين الـ ١٣ والـ ٢٥ من العمر. وكان لهم مكتب امين سر خاص بهم في برْن، ومجلة خصوصية، احداث يهوه، كانت تُحرَّر وتُطبع على مطابع الجمعية هناك. وكانت لهؤلاء الاحداث اجتماعاتهم الخاصة حتى انهم قدَّموا مسرحيات من الكتاب المقدس، كما فعلوا في الفولكسْهاوس في زوريخ امام حضور من ٥٠٠,١.
وما كان يجري، من ناحية ثانية، كان هيئة تتطوَّر ضمن هيئة خدام يهوه. وهذا لم يكن ليساهم في الوحدة، فأُوقِف في السنة ١٩٣٦. وفي نيسان ١٩٣٨، خلال زيارة لأوستراليا، وجد ج. ف. رذرفورد، رئيس الجمعية، ان صفا للاولاد كان يُعقد منفصلا عن المحفل للراشدين. فرتَّب حالا ان يؤتَى بجميع الاولاد الى المحفل الرئيسي، الامر الذي كان لفائدتهم الى حد كبير.
وفي تلك السنة نفسها راجعت برج المراقبة كامل مسألة الصفوف المنفصلة للاحداث في الجماعة. وشدَّد هذا الدرس مرة اخرى على واقع ان الآباء مسؤولون عن ارشاد اولادهم. (افسس ٦:٤؛ قارنوا تثنية ٤:٩، ١٠؛ ارميا ٣٥:٦-١٠.) وأظهر ايضا ان الكتاب المقدس لا يزوِّد سابقة لعزل الاحداث بواسطة صفوف الاحداث. وانما يجب ان يكونوا حاضرين مع آبائهم لسماع كلمة اللّٰه. (تثنية ٣١:١٢، ١٣؛ يشوع ٨:٣٤، ٣٥) وعندما يلزم ايضاح اضافي لمواد الدرس، كان يمكن للآباء تقديمه في البيت. وفضلا عن ذلك، بيَّنت المقالات ان الترتيبات لمثل هذه الصفوف المنفصلة كانت في الواقع تقلِّل من الكرازة بالبشارة من بيت الى بيت. كيف؟ لأن المعلِّمين كانوا لا يشتركون في خدمة الحقل من اجل التحضير لهذه الصفوف وادارتها. ولذلك جرى ايقاف جميع صفوف الاحداث المنفصلة.
وحتى الوقت الحاضر، تبقى العادة بين شهود يهوه ان تحضر العائلة بكاملها اجتماعات الجماعة معا. والاولاد تجري مساعدتهم من قبل آبائهم على الاستعداد ليتمكنوا من الاشتراك بطرائق ملائمة. واضافة الى ذلك، زُوِّدت مجموعة بديعة من المطبوعات ليستعملها الآباء في منح الصغار الارشاد في البيت. وبين هذه كتاب الاولاد، في السنة ١٩٤١؛ Listening to the Great Teacher (الاستماع الى المعلم الكبير)، في السنة ١٩٧١؛ حداثتكم — نائلين افضل ما فيها، في السنة ١٩٧٦؛ كتابي لقصص الكتاب المقدس، في السنة ١٩٧٨؛ واسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، في السنة ١٩٨٩.
تجهيز الجميع ليكونوا مبشرين نشاطى
منذ صدرت الاعداد الاولى من برج المراقبة جرى تذكير قرَّائها قانونيا بامتياز ومسؤولية جميع المسيحيين الحقيقيين ان ينادوا بالبشارة عن قصد اللّٰه. وقد ساعدتهم اجتماعات الجماعة على تهيئة قلوبهم وعقولهم لهذا النشاط ببناء محبتهم ليهوه ومعرفتهم لقصده. ولكن، خصوصا، عقب المحفل في سيدر پوينت، اوهايو، في السنة ١٩٢٢، وُضِع مزيد من التشديد الى حد كبير على ما يجري انجازه في خدمة الحقل وكيفية الاشتراك فيه بفعَّالية.
ان Bulletin (النشرة)،f رسالة دورية تحتوي على معلومات تتعلق مباشرة بخدمة الحقل، احتوت على شهادة مختصرة كانت تُدعى آنذاك موعظة يجب ان تُستظهر وتُستعمل عند الشهادة للناس. وخلال الجزء الاكبر من السنة ١٩٢٣، في الاول من كل شهر، وكحافز الى الجهود الموحَّدة لاعلان الملكوت، خُصِّص نصف اجتماع الصلاة، التسبيح والشهادة ليوم الاربعاء ليلا لاختبارات تتعلق بخدمة الحقل.
وعلى الاقل بحلول السنة ١٩٢٦، كانت الاجتماعات الشهرية، حيث تجري مناقشة خدمة الحقل، تُدعى اجتماعات الفعلة. وأولئك الذين يشتركون فعلا في مثل هذه الخدمة كانوا عادةً الاشخاص الذين يحضرون. وفي هذه الاجتماعات، كانت تناقَش الطرائق المستعملة للشهادة للآخرين، وتوضَع الخطط للنشاط المقبل. وبحلول السنة ١٩٢٨ كانت الجمعية تحثّ الجماعات على عقد مثل هذه الاجتماعات اسبوعيا. وفي خلال اربع سنوات اخرى كانت الجماعات تشرع في استبدال اجتماع الشهادة بما صار يُدعى اجتماع الخدمة، وقد شجعت الجمعية كل فرد على الحضور. ولأكثر من ٦٠ سنة تعقد الجماعات هذا الاجتماع الاسبوعي. وبواسطة المحاضرات، المناقشات التي تشمل اشتراك الحضور، التمثيليات، والمقابلات، تُزوَّد مساعدة خصوصية في ما يتعلق بكل اوجه الخدمة المسيحية.
ونوع الاجتماع هذا لم ينشأ بالتأكيد في القرن الـ ٢٠. فقد اعطى يسوع نفسه ارشادات مفصَّلة لتلاميذه قبل ارسالهم ليكرزوا. (متى ١٠:٥–١١:١؛ لوقا ١٠:١-١٦) وفي ما بعد، بنوا احدهم الآخر بالاجتماع لسرد الاختبارات التي حصلوا عليها في اثناء الانهماك في الخدمة. — اعمال ٤:٢١-٣١؛ ١٥:٣.
أما بالنسبة الى التدريب على الخطابة العامة، ففي السنوات الباكرة لم يجرِ القيام بذلك في اجتماعات الجماعة القانونية. ولكن على الاقل بحلول السنة ١٩١٦ اقتُرِح ان اولئك الذين يشعرون بأن لديهم بعض الامكانية كخطباء عامين يمكنهم ان يعقدوا هم انفسهم صفوفا، وربما بحضور شيخ كحَكَم ليستمع اليهم ويقدِّم المشورة للتحسين في محتوى خطاباتهم وإلقائها. وهذه الاجتماعات، التي كان يحضرها الذكور فقط في الجماعة، صارت تُعرف في ما بعد بمدارس الانبياء. ولدى مراجعة حوادث تلك الايام، تذكَّر ڠرانت سوتر: «النقد البنَّاء الذي نلته في المدرسة لم يكن شيئا بالمقارنة مع ذاك الذي تلقيته من ابي شخصيا بعدما حضر احدى الجلسات ليسمعني احاول إلقاء خطاب.» ولمساعدة اولئك الذين يحاولون احراز التقدُّم، جمع الاخوة وطبعوا على انفراد كتابا دراسيا من الارشادات المتعلقة بالخطابة، مع مجمل لمحاضرات متنوعة. ولكن، في حينه، جرى ايقاف مدارس الانبياء هذه. ولسدّ الحاجة الخصوصية التي كانت موجودة آنذاك، تركَّز الانتباه الكامل على تجهيز كل عضو في الجماعة للاشتراك كاملا في التبشير من بيت الى بيت.
وهل كان ممكنا تجهيز كل عضو في هذه الهيئة الاممية النامية ليس فقط لاعطاء شهادة مختصرة وتقديم مطبوعات الكتاب المقدس بل ايضا للتكلم بفعَّالية والصيرورة معلِّما لكلمة اللّٰه؟ كان ذلك الهدف من مدرسة خصوصية تأسَّست في كل جماعة لشهود يهوه، ابتداء من السنة ١٩٤٣. وقبل ذلك كانت تعمل في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه منذ شباط ١٩٤٢. وكل اسبوع كان الارشاد يُقدَّم، والتلاميذ يلقون الخطابات ويُنصَحون بشأنها. وفي بادئ الامر، كان الذكور فقط يقدِّمون الخطابات في المدرسة، بالرغم من ان الجماعة بكاملها كانت تشجَّع على الحضور، تحضير الدروس، والاشتراك في المراجعات. وفي السنة ١٩٥٩ مُنِحت الاخوات ايضا امتياز الانخراط، للتدرُّب على مناقشة مواضيع الكتاب المقدس في تمثيلية لشخصين يتحدثان معا.
وفي ما يتعلق بتأثير هذه المدرسة اخبر فرع جمعية برج المراقبة في جنوب افريقيا: «نجح هذا الترتيب البديع جدا في خلال فترة قصيرة في مساعدة اخوة كثيرين، كانوا قد تصوَّروا انهم لن يكونوا ابدا خطباء عامين، على الصيرورة مقتدرين كثيرا على المنبر وفعَّالين اكثر في الحقل. وفي كل انحاء جنوب افريقيا رحَّب الاخوة بتدبير يهوه الجديد هذا ووضعوه موضع العمل بحماسة. وجرى القيام بذلك على الرغم من العوائق الكبيرة للغة والنقص في الثقافة من قبل البعض.»
وتستمر مدرسة الخدمة الثيوقراطية في ان تكون اجتماعا مهما في جماعات شهود يهوه. وجميع القادرين على ذلك تقريبا ينخرطون. والشهود الجدد والذين لديهم الكثير من الخبرة، صغارا وكبارا، يشتركون. انه برنامج تعليمي مستمر.
العموم مدعوون ليروا ويسمعوا
ان شهود يهوه ليسوا جمعية سرية بأي معنى من المعاني. فمعتقداتهم المؤسسة على الكتاب المقدس موضَّحة كاملا في مطبوعاتهم المتوافرة لكل امرئ. وبالاضافة الى ذلك، يبذلون جهدا خصوصيا لدعوة العموم الى حضور الاجتماعات ليروا ويسمعوا لانفسهم ما يجري.
اعطى يسوع المسيح الارشاد الشخصي لتلاميذه، لكنه تكلم ايضا علانية — على موازاة شاطئ البحر، في منحدر، في المجامع، في منطقة الهيكل في اورشليم — حيث تستطيع الجموع ان تسمع. (متى ٥:١، ٢؛ ١٣:١-٩؛ يوحنا ١٨:٢٠) وتمثلا بذلك، شرع تلاميذ الكتاب المقدس قديما في سبعينات الـ ١٨٠٠ في ترتيب اجتماعات يمكن فيها للاصدقاء والجيران والآخرين الذين قد يكونون مهتمين ان يسمعوا محاضرة عن قصد اللّٰه للجنس البشري.
وبُذِل جهد خصوصي لالقاء هذه المحاضرات في اماكن تكون مناسبة للعموم. وعُرِف ذلك كامتداد لعمل الصف. ففي السنة ١٩١١ جرى تشجيع الجماعات التي لديها عدد كافٍ من الخطباء الموهوبين ان ترتب لذهاب بعض هؤلاء الى البلدات والقرى المجاورة للاعداد لاجتماعات في القاعات العامة. وحيثما امكن، رتبوا لسلسلة من ست محاضرات. وعقب المحاضرة الاخيرة كان الخطيب يسأل عن عدد الذين يشعرون بين الحضور بالاهتمام الكافي بدرس الكتاب المقدس ليجتمعوا معا قانونيا. وقد رُتِّب في السنة الاولى لأكثر من ٠٠٠,٣ محاضرة كهذه.
ابتداء من السنة ١٩١٤ عُرضت «رواية الخلق المصوَّرة» ايضا على العموم. ولم يطلب الاخوة ثمنا للدخول. ومنذ ذلك الحين استخدموا افلاما سينمائية اخرى وعروضا للصور المنزلقة. وابتداء من عشرينات الـ ١٩٠٠، مكَّن الاستعمال الواسع للراديو من قبل جمعية برج المراقبة الناس من سماع محاضرات الكتاب المقدس في بيوتهم الخاصة. ثم في ثلاثينات الـ ١٩٠٠ سُجِّلت المحاضرات التي ألقاها ج. ف. رذرفورد وجرى الاستماع اليها في آلاف التجمعات العامة.
وبحلول السنة ١٩٤٥ كان هنالك عدد كبير من الخطباء العامين الذين تدربوا في مدرسة الخدمة الثيوقراطية. وفي كانون الثاني من تلك السنة انطلقت حملة حسنة التنسيق للاجتماعات العامة. وزوَّدت الجمعية مواد مجملة لسلسلة من ثماني محاضرات في حينها. واستُخدمت اوراق الدعوة، وأحيانا اللافتات، للاعلان. وبالاضافة الى استعمال اماكن الاجتماعات القانونية للجماعات، بذل الاخوة جهودا خصوصية للترتيب لهذه الاجتماعات العامة في المقاطعات التي لا توجد فيها اية جماعة. وكان يمكن للجميع في الجماعات ان يشتركوا — بالاعلان عن الاجتماعات، بحضورها شخصيا، وكذلك بالترحيب بالقادمين الجدد والاجابة عن اسئلتهم. وخلال السنة الاولى من هذا النشاط الخصوصي، جرى اعداد ٦٤٦,١٨ اجتماعا عاما في الولايات المتحدة، بحضور مجموعه ٣٥٢,٩١٧. وفي السنة التالية ارتفع عدد الاجتماعات العامة الى ٧٠٣,٢٨ في الحقل الاميركي. وفي كندا، حيث جرى الترتيب لِـ ٥٥٢,٢ اجتماعا مماثلا في السنة ١٩٤٥، كان هنالك ٦٤٥,٤ في السنة التالية.
والاجتماعات العامة، في اغلبية جماعات شهود يهوه، هي الآن جزء من البرنامج القانوني للاجتماعات الاسبوعية. وهي في شكل محاضرة يُشجَّع فيها كل فرد على فتح الآيات الرئيسية للاسفار المقدسة فيما تُقرأ وتناقَش. وهذه الاجتماعات هي مصدر غني للارشاد الروحي للجماعة وللقادمين الجدد على السواء.
والناس الذين يحضرون اجتماعات شهود يهوه للمرة الاولى غالبا ما يندهشون ويُسَرّون. فقد ذهب سياسي بارز في زمبابوي الى قاعة ملكوت ليرى ما يجري هناك. وكان رجلا بمزاج عنيف، وذهب عمدا دون ان يحلق ذقنه وبشعر غير مسرَّح. فتوقع ان يطرده الشهود. وعوضا عن ذلك، اظهروا اهتماما اصيلا به وشجعوه ان يحصل على درس بيتي في الكتاب المقدس. وهو الآن شاهد مسيحي متواضع ومسالم.
هنالك ملايين الاشخاص الذين، اذ حضروا اجتماعات شهود يهوه، اندفعوا الى القول: «ان اللّٰه بالحقيقة فيكم.» — ١ كورنثوس ١٤:٢٥.
اماكن مناسبة للاجتماع فيها
في ايام رسل يسوع المسيح كثيرا ما عقد المسيحيون اجتماعاتهم في البيوت الخاصة. وفي بعض الاماكن تمكَّنوا من التكلم في المجامع اليهودية. وفي افسس ألقى الرسول بولس محاضرات طوال سنتين في قاعة استماع مدرسة. (اعمال ١٩:٨-١٠؛ ١ كورنثوس ١٦:١٩؛ فليمون ١، ٢) وبشكل مماثل، في الجزء الاخير من القرن الـ ١٩، اجتمع تلاميذ الكتاب المقدس في البيوت الخاصة، تكلموا احيانا في مُصَلَّيات كنسية، واستخدموا قاعات اخرى امكن استئجارها. وفي حالات قليلة اشتروا لاحقا ابنية كانت تستخدمها سابقا فرق دينية اخرى واستعملوها على اساس قانوني. وهذه كانت الحالة مع مسكن بروكلين ومسكن لندن.
لكنهم لم يحتاجوا ولم يريدوا ابنية مزخرفة لاجتماعاتهم. فكانت جماعات قليلة تشتري ابنية مناسبة وتجدّدها؛ وكانت اخرى تشيِّد قاعات جديدة. وبعد السنة ١٩٣٥ صار الاسم قاعة الملكوت يُستعمل تدريجيا للاشارة الى هذه الاماكن للاجتماعات الجماعية. وهذه تكون عادةً جذابة في منظرها ولكن دون مظاهر الفخفخة. وقد تختلف هندسة البناء من مكان الى آخر، لكنَّ القصد من المبنى انما هو عملي.
برنامج موحَّد للارشاد
خلال الجزء الاخير من القرن الـ ١٩ والجزء الباكر من القرن الـ ٢٠، اختلف النمو والنشاط الروحيان الى حد كبير من جماعة الى اخرى. فقد اشتركوا في بعض المعتقدات الاساسية التي فرزتهم من العالم المسيحي. ولكن، فيما قدَّر بعض الاخوة عميقا الوسيلة التي بها كان يهوه يُطعم شعبه، تأثَّر آخرون بسهولة بآراء الافراد الذين كانت لديهم آراء شخصية قوية في الامور.
قبل موته صلَّى يسوع ان يكون أتباعه ‹جميعهم واحدا› — في وحدة مع اللّٰه والمسيح وواحدهم مع الآخر. (يوحنا ١٧:٢٠، ٢١) ولم يكن ذلك ليصير اتحادا قسريا. فكان سينجم عن برنامج تعليمي موحَّد يجد تجاوبا في قلوب متقبلة. وكما أُنبئ منذ عهد بعيد: «كل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك [يكون] كثيرا.» (اشعياء ٥٤:١٣) وبغية التمتع بهذا السلام كاملا، كان الجميع يحتاجون الى الفرصة للاستفادة من الارشاد المتدرج الذي يزوِّده يهوه عبر قناته المنظورة للاتصال.
لسنين عديدة استعمل تلاميذ الكتاب المقدس مختلف مجلدات دروس في الاسفار المقدسة، بالاضافة الى الكتاب المقدس، كأساس للبحث. وما احتوت عليه كان فعلا ‹الطعام الروحي في حينه.› (متى ٢٤:٤٥) لكنَّ الفحص المستمر للاسفار المقدسة تحت توجيه روح اللّٰه بيَّن انه كان هنالك المزيد لتعلُّمه وأن الكثير من التطهير الروحي كان لا يزال لازما لخدام يهوه. (ملاخي ٣:١-٣؛ اشعياء ٦:١-٨) وفضلا عن ذلك، بعد تأسيس الملكوت في السنة ١٩١٤، كانت نبوات عديدة تتم في تعاقب سريع، وأشارت هذه الى العمل الملحّ الذي يجب ان ينهمك فيه جميع المسيحيين الحقيقيين. وهذه المعلومات في حينها من الاسفار المقدسة كانت تزوَّد قانونيا عبر اعمدة برج المراقبة.
واذ ادركوا انه لم يكن كل فرد في الجماعات يستفيد من هذه المقالات، اوصى بعض ممثلي الجمعية الجائلين مكتب المركز الرئيسي بأن تدرس كل الجماعات برج المراقبة في اجتماعات اسبوعية قانونية. فنُقِلت هذه التوصية الى الجماعات وصارت «الاسئلة البيريَّة» المستخدَمة في درس مقالات برج المراقبة الرئيسية وجها قانونيا للمجلة، ابتداء من عدد ١٥ ايار ١٩٢٢ (بالانكليزية). وكان لمعظم الجماعات مثل هذا الدرس مرة او اكثر كل اسبوع، لكنَّ مقدار ما يدرسونه فعلا في المجلة كان متفاوتا. ففي بعض الاماكن، اذ كان لدى المدير الكثير ليقوله، كان هذا الدرس يدوم ساعتين او اكثر.
ولكن، خلال ثلاثينات الـ ١٩٠٠، حلَّ التنظيم الثيوقراطي محل الاجراءات الديموقراطية. وهذا اثَّر كثيرا في كيفية النظر الى درس برج المراقبة.g فجرى توجيه اهتمام اعظم الى فهم ما يوجد في مواد الدرس الذي تزوِّده الجمعية. وأولئك الذين استعملوا الاجتماعات كفرص لعرض الآراء الشخصية والذين قاوموا مسؤولية الاشتراك في خدمة الحقل انسحبوا تدريجيا. وبالعون الصبور تعلَّم الاخوة كيف يحصرون الدرس في ساعة واحدة. ونتيجة لذلك، كان هنالك اشتراك اكبر؛ وصارت الاجتماعات حيوية اكثر. وسادت الجماعات ايضا روح من الوحدة الاصيلة، مؤسَّسة على برنامج طعام روحي موحَّد كانت فيه كلمة اللّٰه المقياس للحق.
وفي السنة ١٩٣٨ كانت برج المراقبة تصدر بِـ ٢٠ لغة تقريبا. وكان كل شيء يَظهر اولا بالانكليزية. وعادةً لم تكن تتوافر بلغات اخرى لعدة اشهر، او ربما لسنة ايضا، بسبب الوقت اللازم لترجمتها وطبعها. ولكن، مع تغيُّر اساليب الطباعة، أُنجز خلال ثمانينات الـ ١٩٠٠ اصدار متزامن لـ برج المراقبة بلغات عديدة. وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت الجماعات التي تفهم اية من اللغات الـ ٦٦ قادرة على درس المواد نفسها في الوقت نفسه. وهكذا صارت الغالبية العظمى من شهود يهوه حول العالم تتناول الطعام الروحي نفسه اسبوعا فأسبوعا. ففي كل اميركا الشمالية والجنوبية، في معظم اوروپا، في عدد من البلدان في المشرق، في اماكن عديدة في افريقيا، وفي عدد كبير من الجزر حول الكرة الارضية، يتمتع شعب يهوه بترتيب متزامن للطعام الروحي. ومعا يكونون ‹متحدين في فكر واحد ورأي واحد.› — ١ كورنثوس ١:١٠.
وأرقام الحضور في اجتماعاتهم الجماعية تشير الى ان شهود يهوه يتخذون اجتماعاتهم بجدية. ففي ايطاليا، حيث كان هنالك نحو ٠٠٠,١٧٢ شاهد نشيط في السنة ١٩٨٩، كان عدد الحضور الاسبوعي في اجتماعات قاعات الملكوت ٤٥٨,٢٢٠. وعلى سبيل التباين، تقول وكالة صحافة كاثوليكية ان ٨٠ في المئة من الايطاليين يقولون انهم كاثوليك لكنَّ نحو ٣٠ في المئة فقط يحضرون الخدمات الكنسية بدرجات متفاوتة من القانونية. ولدى النظر بشكل نسبي، تكون الصورة مماثلة في البرازيل. وفي الدنمارك، في السنة ١٩٨٩، ادَّعت الكنيسة القومية ان ٧,٨٩ في المئة من عدد السكان هم اعضاء، لكنَّ ٢ في المئة فقط كانوا يحضرون الكنيسة مرة في الاسبوع! أما بين شهود يهوه في الدنمارك فقد بلغ عدد الحضور الاسبوعي آنذاك ٧,٩٤ في المئة. وفي المانيا اشار استفتاء من قبل معهد ألِنسباخ لأبحاث الرأي عام ١٩٨٩ ان ٥ في المئة من اللوثريين و ٢٥ في المئة من الكاثوليك في الجمهورية الاتحادية يحضرون الكنيسة قانونيا. أما في قاعات شهود يهوه فتجاوز عدد الحضور الاسبوعي عدد الشهود.
وكثيرا ما يبذل الحاضرون جهدا كبيرا للحضور. ففي ثمانينات الـ ١٩٠٠، كانت امرأة في كينيا عمرها ٧٠ سنة تسير قانونيا ستة اميال (١٠ كلم) وتعبر نهرا لتصل الى الاجتماعات كل اسبوع. ولحضور الاجتماعات بلغتها الخاصة كانت شاهدة كورية في الولايات المتحدة تسافر قانونيا ثلاث ساعات كل اتجاه، اذ تركب الباص، القطار، المركب، ثم تمشي. وفي سورينام، كانت عائلة بدخل ضئيل تصرف اجرة يوم كامل كل اسبوع لقاء السفر في الباص للوصول الى الاجتماعات. وفي الارجنتين، كانت عائلة تسافر قانونيا ٣٠ ميلا (٥٠ كلم) وتنفق ربع مدخول العائلة لحضور اجتماعات لدرس الكتاب المقدس. وحيث يمنع المرض كاملا البعض من حضور اجتماعات الجماعة كثيرا ما تُصنع الترتيبات لوصلهم بالهاتف او ليسمعوا شريطا مسجَّلا للبرنامج.
يتخذ شهود يهوه بجدية مشورة الكتاب المقدس ان لا يتركوا اجتماعهم معا من اجل البناء الروحي. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وهم يحضرون ليس فقط الاجتماعات في جماعاتهم المحلية. فالحضور في المحافل هو ايضا وجه بارز من برنامج مناسباتهم السنوية.
[الحواشي]
a في وقت لاحق دُعيت هذه الاجتماعات الحلقات البيريَّة لدرس الكتاب المقدس، تمثُّلا بأهل بيريَّة للقرن الاول الذين مُدحوا على ‹فحص الكتب.› — اعمال ١٧:١١.
b بسبب مضمونها دُعيت هذه الاجتماعات ايضا اجتماعات صلاة، تسبيح، واختبارات. ونظرا الى اهمية الصلاة، جرت التوصية بعد مدة ان يكون الاجتماع مرة كل ثلاثة اشهر مجرد صلاة عامة، بما في ذلك الترانيم وانما بدون اختبارات.
c في السنة ١٩٠٧ نُقِّحت المساعِدات على الدرس البيريّ، وُسِّعت كثيرا، وجُعلت احدث. وزيدت نحو ٣٠٠ صفحة اضافية من المواد المساعِدة في طبعة السنة ١٩٠٨.
d كان يشار الى ذلك احيانا بصفته الفصح المرموز اليه، اي الاحتفال بذكرى موت يسوع المسيح، الذي رمز اليه حمل الفصح ودُعي بالتالي ‹المسيح فصحنا،› في ١ كورنثوس ٥:٧. وانسجاما مع ١ كورنثوس ١١:٢٠، دُعي ايضا عشاء الرب. وكان يسمَّى احيانا «العشاء السنوي،» مما يلفت الانتباه الى واقع انه احتفال سنوي بالذكرى.
e قارنوا اعداد برج المراقبة آذار ١٨٩١، الصفحتين ٣٣ و ٣٤؛ ١٥ آذار ١٩٠٧، الصفحة ٨٨؛ ١ شباط ١٩٣٥، الصفحة ٤٦؛ و ١ شباط ١٩٤٨، الصفحات ٤١-٤٣، بالانكليزية.
f وحتى قبل السنة ١٩٠٠ أُرسلت كراسة بعنوان Suggestive Hints to Colporteurs (نصائح مذكِّرة لموزعي المطبوعات الجائلين) الى اولئك المنخرطين في هذه الخدمة الخصوصية. وابتداء من السنة ١٩١٩ صدرت النشرة لتزويد الحافز الى خدمة الحقل، اولا في توزيع العصر الذهبي ولاحقا في ما يتعلق بكل الاشكال المختلفة للنشاط التبشيري.
g تغيَّر الاسم Zion’s Watch Tower and Herald of Christ’s Presence (برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح) في ١ كانون الثاني ١٩٠٩ الى The Watch Tower and Herald of Christ’s Presence (برج المراقبة وبشير حضور المسيح). وفي ١٥ تشرين الاول ١٩٣١ صار الاسم يُكتَب The Watchtower and Herald of Christ’s Presence.
[النبذة في الصفحة ٢٣٧]
الاجتماعات التي تطلَّبت الاشتراك الشخصي
[النبذة في الصفحة ٢٣٩]
لا مجرد فلسفة عقلية بل تعابير تدفع القلب
[النبذة في الصفحة ٢٤٧]
يجري تشجيع الجميع في العائلة على حضور الاجتماعات معا
[النبذة في الصفحة ٢٥٢]
توحيد برنامج التغذية الروحية
[النبذة في الصفحة ٢٥٣]
يتخذ الشهود اجتماعاتهم بجدية
[الاطار/الصور في الصفحة ٢٣٨]
الجماعات الاولى
بحلول السنة ١٩١٦ كان هنالك نحو ٢٠٠,١ فريق من تلاميذ الكتاب المقدس حول العالم
دوربان، جنوب افريقيا، ١٩١٥ (اعلى اليمين)؛ ڠِييانا البريطانية (ڠَيانا)، ١٩١٥ (وسط اليمين)؛ تْرونْهَيْم، النَّروج، ١٩١٥ (ادنى اليمين)؛ هاملتون، اونتاريو، كندا، ١٩١٢ (في الاسفل)؛ سيلان (سْري لانكا)، ١٩١٥ (ادنى اليسار)؛ الهند، ١٩١٥ (اعلى اليسار)
[الاطار/الصور في الصفحتين ٢٤٠ و ٢٤١]
تسبيح يهوه في الترنيم
ؤكما استعمل الاسرائيليون القدماء ويسوع نفسه الترانيم في العبادة، كذلك يفعل شهود يهوه في الازمنة العصرية. (نحميا ١٢:٤٦؛ مرقس ١٤:٢٦) وكما يعبِّر مثل هذا الترنيم عن التسبيح ليهوه والتقدير لأعماله، يساعد على غرس حقائق الكتاب المقدس في العقل والقلب كليهما.
واستعمل شهود يهوه مجموعات عديدة من الترانيم على مر السنين. وقد عُدِّلت الكلمات وفقا للفهم التقدُّمي لكلمة اللّٰه.
١٨٧٩: «ترانيم العروس»
(١٤٤ ترنيمة تعبِّر عن رغبات وآمال عروس المسيح)
١٨٩٠: «قصائد وترانيم الفجر الالفي»
(١٥١ قصيدة و ٣٣٣ ترنيمة، نُشرت بدون موسيقى. وكان معظمها من اعمال كتَّاب مشهورين)
١٨٩٦: خُصِّص عدد ١ شباط من «برج المراقبة» لـ «ترانيم الصباح السارَّة لصهيون»
(كلمات لـ ١١ ترنيمة، مع موسيقى؛ أشعار كتبها تلاميذ للكتاب المقدس)
١٩٠٠: «ترانيم صهيون السارَّة»
(٨٢ ترنيمة، كتب العديد منها احد تلاميذ الكتاب المقدس؛ لتكميل المجموعة الابكر)
١٩٠٥: «ترانيم الفجر الالفي»
(الترانيم الـ ٣٣٣ التي نُشرت في السنة ١٨٩٠، ولكن مع موسيقى)
١٩٢٥: «ترانيم الملكوت»
(٨٠ ترنيمة، مع موسيقى، وخصوصا للاولاد)
١٩٢٨: «ترانيم تسبيح ليهوه»
(٣٣٧ ترنيمة، مزيج من ترانيم جديدة كتبها تلاميذ الكتاب المقدس وترانيم أقدم. وفي الأشعار، بُذل جهد خصوصي للتحرُّر من مشاعر الدين الباطل ومن عبادة المخلوق)
١٩٤٤: «كتاب ترانيم خدمة الملكوت»
(٦٢ ترنيمة. مكيَّفة وفقا لحاجات خدمة الملكوت في ذلك الحين. لم تُذكَر اسماء المؤلِّفين او الملحِّنين)
١٩٥٠: «ترانيم لتسبيح يهوه»
(٩١ ترنيمة. كتاب الترانيم هذا كانت له محاور أحدث وكان خاليا من اللغة القديمة. وقد تُرجم بـ ١٨ لغة)
١٩٦٦: «مرنِّمين بمصاحبة الموسيقى في قلوبكم»
(١١٩ ترنيمة تغطي كل وجه من الحياة والعبادة المسيحيتين. والموسيقى التي عُرف انها نشأت من مصادر دنيوية او دينية باطلة حُذفت. وصُنعت تسجيلات اوركسترية لكامل الكتاب وصارت تُستعمل بشكل واسع للمصاحبة في الاجتماعات الجماعية. وسُجِّلت ايضا بعض المختارات المرنَّمة. وابتداء من السنة ١٩٨٠، أُنتجت تسجيلات لتعديلات اوركسترية لِـ «ألحان الملكوت» لكي يتمكن الافراد في البيت من التمتع بالموسيقى البنَّاءة)
١٩٨٤: «رنِّموا تسابيحَ ليهوه»
(٢٢٥ ترنيمة ملكوت، بكلمات وألحان ألَّفها كاملا خدام منتذرون ليهوه من كل انحاء الارض. وأُنتجت اسطوانات فونوڠرافية وكسيتات سمعية لمصاحبة الترنيم)
في اجتماعات اكواخهم الباكرة، شمل تلاميذ الكتاب المقدس ترانيم تسبيح. وسرعان ما صار الترنيم ايضا وجها بارزا لمحافلهم. ورنَّم البعض واحدة من الترانيم قبل الفطور، في ما يتعلق بعبادتهم الصباحية، كما جرى لسنين عديدة في بيت الكتاب المقدس. ورغم الاستغناء عن الترنيم في الجماعات المحلية الى حد بعيد نحو السنة ١٩٣٨، جرى احياء ذلك ثانية في السنة ١٩٤٤ ويستمر في ان يكون وجها مهما للاجتماعات الجماعية وبرامج محافل شهود يهوه.
[الصورة]
كارل كلاين يقود اوركسترا محفل في السنة ١٩٤٧
[الرسم البياني في الصفحة ٢٤٣]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
ذكرى موت المسيح
الشهود النشاطى
الحضور
٠٠٠,٠٠٠,١١
٠٠٠,٠٠٠,١٠
٠٠٠,٠٠٠,٩
٠٠٠,٠٠٠,٨
٠٠٠,٠٠٠,٧
٠٠٠,٠٠٠,٦
٠٠٠,٠٠٠,٥
٠٠٠,٠٠٠,٤
٠٠٠,٠٠٠,٣
٠٠٠,٠٠٠,٢
٠٠٠,٠٠٠,١
١٩٣٥ ١٩٤٥ ١٩٥٥ ١٩٦٥ ١٩٧٥ ١٩٨٥ ١٩٩٢
[الصورة في الصفحة ٢٤٢]
رغم عزله في سجن صيني، استمر هارولد كينڠ في الاحتفال بالذكرى
[الصورة في الصفحة ٢٤٥]
صف الكتاب المقدس للاحداث في المانيا، في اوائل ثلاثينات الـ ١٩٠٠
[الصور في الصفحة ٢٤٥]
في سويسرا، في اواسط ثلاثينات الـ ١٩٠٠، نشر الاحداث الشهود هذه المجلة (في الاسفل) وقدَّموا مسرحيات من الكتاب المقدس (كما هو ظاهر في الاسفل في الوسط) امام اعداد كبيرة من الحضور
[الصور في الصفحة ٢٤٦]
«النشرة» (١٩١٩-١٩٣٥)، «المرشد» (١٩٣٥-١٩٣٦)، «المخبر» (١٩٣٦-١٩٥٦)، والآن «خدمتنا للملكوت» بِـ ١٠٠ لغة — كلها زوَّدت الارشادات القانونية لخدمة الحقل الموحَّدة التي يقوم بها شهود يهوه
[الصورة في الصفحة ٢٤٨]
التمثيليات في اجتماعات الخدمة تساعد الشهود على تحسين خدمتهم الشخصية للحقل (السويد)
[الصورة في الصفحة ٢٤٩]
شاهد حدث في كينيا يكتسب خبرة بتقديم خطاب لأبيه في مدرسة الخدمة الثيوقراطية
[الصورة في الصفحة ٢٥٠]
في السنة ١٩٩٢ كانت مواد درس الكتاب المقدس لجماعات شهود يهوه تصدر في آن واحد بـ ٦٦ لغة، والمزيد لا يزال يُضاف