الفصل الخامس
درِّبوا ولدكم من الطفولية
١، ٢ الى مَن يجب ان يتطلع الوالدون طلبا للمساعدة في تربية اولادهم؟
«البنون ميراث من عند (يهوه)،» هتف والد ذو تقدير قبل نحو ٠٠٠,٣ سنة. (مزمور ١٢٧:٣) حقا، ان فرح الابوَّة مكافأة ثمينة من اللّٰه، مكافأة متوافرة لمعظم المتزوجين. لكنَّ الذين لهم اولاد سرعان ما يدركون ان للابوَّة مسؤوليات ترافق الفرح.
٢ ان تربية الاولاد مهمة شاقة وخصوصا في الوقت الحاضر. ومع ذلك، يقوم بها كثيرون بنجاح، ويشير المرنم الملهم الى الطريقة قائلا: «إنْ لم يبنِ (يهوه) البيت فباطلا يتعب البناؤون.» (مزمور ١٢٧:١) فكلما اتَّبعتم ارشادات يهوه بدقة صرتم والدا افضل. يقول الكتاب المقدس: «توكل على (يهوه) بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.» (امثال ٣:٥) فهل ترغبون في الاصغاء الى مشورة يهوه وأنتم تباشرون مشروع تربية ولدكم مدة ٢٠ سنة؟
قبول نظرة الكتاب المقدس
٣ اية مسؤولية تقع على عاتق الآباء في تربية الاولاد؟
٣ في بيوت كثيرة حول العالم، يعتبر الرجال تربية الاولاد عملا خاصا بالنساء. صحيح ان كلمة اللّٰه تشير الى دور الأب بصفته المعيل الرئيسي. لكنها تقول ايضا ان لديه مسؤوليات في البيت. يقول الكتاب المقدس: «هيئ عملك في الخارج وأعدِده في حقلك. وبعد ذلك ابنِ بيتك.» (امثال ٢٤:٢٧، الترجمة اليسوعية الجديدة ) فالآباء والامهات في نظر اللّٰه هم شركاء في تدريب الاولاد. — امثال ١:٨، ٩.
٤ لماذا لا يجب ان نعتبر الاولاد الذكور افضل من الاناث؟
٤ وكيف تنظرون الى اولادكم؟ تقول التقارير انه في آسيا «لا يُرحَّب غالبا بولادة البنات.» ويُقال ان التحامل على البنات لا يزال موجودا في اميركا اللاتينية، حتى بين «العائلات المتحرِّرة فكريا اكثر.» لكنَّ الحقيقة هي ان البنات لسن اولادا من درجة ادنى. فيعقوب، الاب المعروف في الازمنة القديمة، وصف جميع ذريته، بمن فيهم البنات اللواتي وُلدن حتى ذلك الحين، بأنهم «الاولاد الذين انعم اللّٰه بهم [عليَّ].» (تكوين ٣٣:١-٥؛ ٣٧:٣٥) وبشكل مماثل، بارك يسوع جميع «الاولاد» (الصبيان والبنات) الذين قُدِّموا اليه. (متى ١٩:١٣-١٥) ويمكن ان نكون على يقين من انه عكَس نظرة يهوه. — تثنية ١٦:١٤.
٥ اية اعتبارات يجب ان تتحكم في قرار الزوجين بالنسبة الى حجم عائلتهما؟
٥ هل يتوقع مجتمعكم من المرأة ان تلد اكبر عدد ممكن من الاولاد؟ ان عدد الاولاد الذين ينجبهم الزوجان انما هو بالصواب قرارهما الشخصي. وماذا اذا كان الوالدان يفتقران الى الموارد المالية لإطعام، إلباس، وتعليم العديد من الاولاد؟ طبعا، ينبغي ان يتأمل الزوجان في ذلك عند تقرير حجم عائلتهما. وبعض رفقاء الزواج الذين لا يستطيعون اعالة جميع اولادهم يعهدون الى الاقرباء في مسؤولية تربية البعض منهم. فهل هذه الممارسة مستحبة؟ في الحقيقة، لا. وهي لا تحرر الوالدين من التزامهم نحو اولادهم. يقول الكتاب المقدس: «إنْ كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان.» (١ تيموثاوس ٥:٨) ورفقاء الزواج الذين يتحملون المسؤولية يحاولون ان يخططوا لحجم ‹بيتهم› ليتمكنوا من ‹الاعتناء بخاصتهم.› فهل يمكنهم استعمال وسائل تحديد النسل لفعل ذلك؟ هذا ايضا قرار شخصي، وإذا اتخذ رفقاء الزواج قرارا في هذا الخصوص، فإن اختيار وسيلة منع الحمل هو ايضا مسألة شخصية. «كل واحد سيحمل حمل نفسه.» (غلاطية ٦:٥) لكنَّ تحديد النسل الذي يشمل ايّ شكل من اشكال الاجهاض يخالف مبادئ الكتاب المقدس. فيهوه اللّٰه هو «ينبوع الحياة.» (مزمور ٣٦:٩) ولذلك فإن وضع حد للحياة بعد الحبل بها يظهر احتقارا جسيما ليهوه وهو بمثابة القتل. — خروج ٢١:٢٢، ٢٣؛ مزمور ١٣٩:١٦؛ ارميا ١:٥.
سد حاجات ولدكم
٦ متى يجب الابتداء بتدريب الولد؟
٦ تقول الامثال ٢٢:٦: «ربِّ الولد في طريقه.» وتدريب الاولاد هو واجب ابوي رئيسي آخر. ولكن متى يجب ان يبتدئ هذا التدريب؟ باكرا جدا. ذكر الرسول بولس ان تيموثاوس جرى تدريبه «منذ الطفولية.» (٢ تيموثاوس ٣:١٥) والكلمة اليونانية المستعملة هنا يمكن ان تشير الى طفل صغير او حتى الى جنين. (لوقا ١:٤١، ٤٤؛ اعمال ٧:١٨-٢٠) اذًا، نال تيموثاوس التدريب منذ كان صغيرا جدا — الامر الصائب لفعله. ففترة الطفولة هي افضل وقت لمباشرة تدريب الولد. وحتى الطفل الصغير لديه جوع للمعرفة.
٧ (أ) لماذا من المهم ان يطوِّر كلا الوالدين علاقة وثيقة بالطفل؟ (ب) اية علاقة كانت موجودة بين يهوه وابنه الوحيد؟
٧ قالت احدى الامهات: «عندما رأيت طفلي للمرة الاولى تولَّعت به.» وهذا ما يحدث لمعظم الامهات. وذلك الرابط الرائع بين الام والطفل ينمو وهما يصرفان الوقت معا بعد الولادة. والرضاعة تزيد من هذه المودة. (قارنوا ١ تسالونيكي ٢:٧.) ومداعبة الام لطفلها والتحدث اليه مهمان جدا في سد حاجات الطفل العاطفية. (قارنوا اشعياء ٦٦:١٢.) ولكن ماذا عن الأب؟ يجب ان ينشئ هو ايضا صلة وثيقة بمولوده الجديد. ويهوه نفسه مثال لذلك. ففي سفر الامثال نتعلم عن علاقة يهوه بابنه الوحيد، الذي يجري وصفه وهو يقول: «(يهوه) قناني اول طريقه. . . . كنت كل يوم لذته.» (امثال ٨:٢٢، ٣٠؛ يوحنا ١:١٤) وبشكل مماثل، ينمي الأب الصالح علاقة حبية حارة بولده من بداية حياة الولد. يقول احد الآباء: «أَظهروا الكثير من العاطفة. فما من ولد مات من المعانقات والقبلات.»
٨ كيف ينشِّط الوالدون اذهان اطفالهم بأسرع ما يمكن؟
٨ لكنَّ الاطفال يحتاجون الى المزيد. فمن لحظة الولادة تكون ادمغتهم مستعدة لتلقي المعلومات وخزنها، والوالدون هم المصدر الرئيسي لها. خذوا اللغة مثلا. يقول الباحثون ان مدى تعلُّم الولد ان يتكلم ويقرأ جيدا «يُعتقد انه مرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة اتصال الولد الباكر بوالدَيه.» تكلموا الى ولدكم واقرأوا عليه من الطفولية فصاعدا. وسرعان ما يرغب في ان يقتدي بكم، وقبل مضي وقت طويل تكونون قد شرعتم في تعليمه ان يقرأ. ومن المحتمل ان يتمكن من القراءة قبل دخول المدرسة. وسيكون ذلك مساعدا خصوصا اذا كنتم تعيشون في بلد حيث الاساتذة قليلون والصفوف مكتظة.
٩ ما هو الهدف الاهم الذي يجب ان يتذكره الوالدان؟
٩ والاهتمام الرئيسي للوالدَين المسيحيَّين هو سد حاجات ولدهما الروحية. (انظروا تثنية ٨:٣.) وبأي هدف؟ لمساعدة ولدهما على تطوير شخصية كشخصية المسيح، وفي الواقع، على لبس «الشخصية الجديدة.» (افسس ٤:٢٤، عج) ولذلك يلزمهما ان يتأملا في مواد البناء المناسبة وأساليب البناء المناسبة.
لقِّنوا ولدكم الحق
١٠ اية صفات يلزم ان ينميها الاولاد؟
١٠ تتوقف جودة البناء الى حد بعيد على نوع المواد المستعملة في التشييد. قال الرسول بولس ان مواد البناء الافضل للشخصيات المسيحية هي ‹الذهب الفضة الحجارة الكريمة.› (١ كورنثوس ٣:١٠-١٢) وهذه تمثل صفات كالايمان، الحكمة، التمييز، الولاء، الاحترام، والتقدير الحبي ليهوه وشرائعه. (مزمور ١٩:٧-١١؛ امثال ٢:١-٦، عج؛ امثال ٣:١٣، ١٤، عج) فكيف يمكن للوالدين ان يساعدوا اولادهم من الصغر على تنمية هذه الصفات؟ باتِّباع طريقة مرسومة منذ زمن بعيد.
١١ كيف ساعد الوالدون الاسرائيليون اولادهم على تطوير شخصيات تقوية؟
١١ قبيل دخول امة اسرائيل ارض الموعد، قال يهوه للوالدين الاسرائيليين: «لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك (ولقِّنها) اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.» (تثنية ٦:٦، ٧) اجل، يلزم ان يكون الوالدون امثلة، رفقاء، متَّصلين، ومعلِّمين.
١٢ لماذا من الحيوي ان يكون الوالدون امثلة صالحة؟
١٢ كونوا مثالا. اولا، قال يهوه: «لتكن هذه الكلمات . . . على قلبك.» ثم اضاف: «(ولقِّنها) اولادك.» لذلك يجب ان تكون الصفات التقوية اولا في قلب الوالدين. فيجب ان يحب الوالد الحق ويحيا بموجبه. عندئذٍ فقط يمكنه ان يبلغ قلب الولد. (امثال ٢٠:٧) ولماذا؟ لأن الاولاد يتأثرون بما يرونه، اكثر مما يتأثرون بما يسمعونه. — لوقا ٦:٤٠؛ ١ كورنثوس ١١:١.
١٣ كيف يمكن للوالدين المسيحيين ان يقتدوا بمثال يسوع في الانتباه لأولادهم؟
١٣ كونوا رفيقا. قال يهوه للوالدين في اسرائيل: ‹تكلموا مع اولادكم حين تجلسون في بيتكم وحين تمشون في الطريق.› يتطلب ذلك ان يصرف الوالدون الوقت مع الاولاد مهما كانوا مشغولين. ومن الواضح ان يسوع شعر بأن الاولاد يستحقون ان يأخذوا من وقته. ففي الايام الاخيرة من خدمته، «قدموا اليه اولادا لكي يلمسهم.» وماذا كان ردّ فعل يسوع؟ «احتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم.» (مرقس ١٠:١٣، ١٦) تخيلوا، كانت الساعات الاخيرة من حياة يسوع تنقضي بسرعة. ومع ذلك اعطى هؤلاء الاولاد من وقته واهتمامه. فيا له من درس بديع!
١٤ لماذا من المفيد ان يصرف الوالدون الوقت مع اولادهم؟
١٤ كونوا متَّصلا. ان صرف الوقت مع ولدكم سيساعدكم على الاتصال به. وكلما اتصلتم به اكثر فهمتم بشكل افضل كيف تتطور شخصيته. ولكن تذكَّروا ان الاتصال يشمل اكثر من التكلُّم. قالت احدى الامهات في البرازيل: «كان يجب ان انمِّي فن الاصغاء.» وأضافت: «الاصغاء بقلبي.» وقد اثمر صبرها عندما ابتدأ ابنها يعبِّر لها عن مشاعره.
١٥ ماذا يجب تذكره في ما يتعلق بالتسلية؟
١٥ يحتاج الاولاد الى ‹وقت للضحك . . . ووقت للرقص،› وقت للاستجمام. (جامعة ٣:١، ٤؛ زكريا ٨:٥) ويكون الاستجمام مثمرا جدا عندما يتمتع به الوالدون والاولاد معا. ومن المؤسف ان الاستجمام في بيوت كثيرة يعني مشاهدة التلفزيون. صحيح ان بعض البرامج التلفزيونية قد تكون مسلية، إلا ان عددا كبيرا منها يحطم القيم السامية، ومشاهدة التلفزيون تعيق الاتصال في العائلة. فلمَ لا تقومون بشيء خلّاق مع اولادكم؟ غنوا، اشتركوا في بعض الالعاب، عاشروا الاصدقاء، زوروا اماكن ممتعة. فمثل هذه النشاطات تشجع على الاتصال.
١٦ ماذا يجب ان يعلِّم الوالدون اولادهم عن يهوه، وكيف يجب ان يفعلوا ذلك؟
١٦ كونوا معلِّما. «(لقِّنها) [هذه الكلمات] اولادك،» قال يهوه. والقرينة تخبركم ماذا وكيف يجب ان تعلِّموا. اولا، «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.» (تثنية ٦:٥) ثم ‹(لقِّن) هذه الكلمات.› فامنحوا الارشاد الهادف الى تطوير المحبة من كل النفس ليهوه وشرائعه. (قارنوا عبرانيين ٨:١٠.) والكلمة التي تقابل «لقَّن» تعني ان يعلِّم عن طريق التكرار. ولذلك فإن يهوه يخبركم في الواقع بأن الطريقة الرئيسية لمساعدة اولادكم على تطوير شخصية تقوية هي بالتحدث عنه دائما. ويشمل ذلك عقد درس قانوني في الكتاب المقدس معهم.
١٧ ماذا قد يلزم ان ينمي الوالدون في ولدهم؟ ولماذا؟
١٧ يعرف معظم الوالدين ان ادخال المعلومات الى قلب الولد ليس سهلا. حثَّ الرسول بطرس الرفقاء المسيحيين: «كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش.» (١ بطرس ٢:٢) والعبارة «اشتهوا» تقترح ان كثيرين لا يجوعون طبيعيا للطعام الروحي. فقد يلزم ان يجد الوالدون طرائق لتنمية هذا الاشتهاء في ولدهم.
١٨ ما هي بعض اساليب يسوع التعليمية التي يُشجَّع الوالدون على التمثل بها؟
١٨ بلغ يسوع القلوب باستخدام الايضاحات. (مرقس ١٣:٣٤؛ لوقا ١٠:٢٩-٣٧) وهذا الاسلوب التعليمي فعَّال خصوصا مع الاولاد. علِّموا مبادئ الكتاب المقدس باستخدام قصص ممتعة وشيِّقة، ربما تلك الموجودة في المطبوعة كتابي لقصص الكتاب المقدس.a اجعلوا الاولاد يشتركون. دعوهم يستخدمون مقدرتهم الخلّاقة في تصوير وتمثيل حوادث الكتاب المقدس. وقد استخدم يسوع ايضا الاسئلة. (متى ١٧:٢٤-٢٧) تمثلوا بأسلوبه في درسكم العائلي. وعوضا عن مجرد ذكر شريعة اللّٰه، اطرحوا اسئلة مثل، لماذا اعطانا يهوه هذه الشريعة؟ ماذا سيحصل ان حفظناها؟ ماذا سيحصل ان لم نحفظها؟ ان اسئلة كهذه تساعد الولد ان يفكر ويرى ان شرائع اللّٰه عملية وصالحة. — تثنية ١٠:١٣.
١٩ اية فوائد عظيمة سيتمتع بها الاولاد اذا اتَّبع الوالدون مبادئ الكتاب المقدس في التعامل مع اولادهم؟
١٩ بكونكم مثالا، رفيقا، متَّصلا، ومعلِّما، يمكنكم ان تساعدوا ولدكم من صغره على بناء علاقة شخصية وثيقة بيهوه اللّٰه. وهذه العلاقة ستشجع ولدكم ان يكون سعيدا كمسيحي. وسيسعى الى العيش بموجب ايمانه حتى عندما يواجه ضغط النظير والاغراءات. فساعدوه دائما على تقدير هذه العلاقة الثمينة. — امثال ٢٧:١١.
الحاجة الحيوية الى التأديب
٢٠ ما هو التأديب، وكيف يجب تطبيقه؟
٢٠ التأديب هو التدريب الذي يقوِّم العقل والقلب. والاولاد يحتاجون اليه باستمرار. ينصح بولس الآباء ان ‹يربوا اولادهم بتأديب (يهوه) وانذاره.› (افسس ٦:٤) ويجب على الوالدين ان يؤدبوا بمحبة، تماما كما يفعل يهوه. (عبرانيين ١٢:٤-١١) والتأديب المؤسس على المحبة يمكن منحه بالحجج المنطقية. وهكذا يجري امرنا: «اسمعوا (التأديب).» (امثال ٨:٣٣) فكيف يجب ان يُمنح التأديب؟
٢١ اية مبادئ يجب ان يتذكرها الوالدون عند تأديب اولادهم؟
٢١ يظن بعض الوالدين ان تأديب اولادهم يشمل مجرد التكلُّم اليهم بنبرة تهديد، اذ يعنِّفونهم او حتى يهينونهم. لكنَّ بولس يحذر في هذا الصدد: «انتم ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم.» (افسس ٦:٤) ويجري حث جميع المسيحيين ان يكونوا ‹مترفقين بالجميع . . . مؤدِّبين بالوداعة المقاومين.› (٢ تيموثاوس ٢:٢٤، ٢٥) ويحاول الوالدون المسيحيون، فيما يدركون الحاجة الى الثبات، ان يتذكروا هذه الكلمات عند تأديب اولادهم. ولكن احيانا لا تكون الحجج المنطقية كافية، وقد يلزم نوع من العقاب. — امثال ٢٢:١٥.
٢٢ ماذا يجب مساعدة الولد على فهمه اذا لزم ان يُعاقب؟
٢٢ تختلف انواع التأديب باختلاف الاولاد. فالبعض ‹لا يُؤدَّبون بالكلام.› وقد يكون العقاب الذي ينالونه من حين الى آخر، بسبب عصيانهم، منقذا للحياة. (امثال ١٧:١٠؛ ٢٣:١٣، ١٤؛ ٢٩:١٩) إلا ان الولد يجب ان يفهم لماذا تجري معاقبته. «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة.» (امثال ٢٩:١٥؛ ايوب ٦:٢٤) وفضلا عن ذلك، للمعاقبة حدود. قال يهوه لشعبه: «اؤدبك بالحق.» (ارميا ٤٦:٢٨ ب) ولا يوافق الكتاب المقدس اطلاقا على الجلد بغضب او الضرب المبرِّح، مما يتسبب بالرض او حتى الاذى البالغ للولد. — امثال ١٦:٣٢.
٢٣ ماذا يجب ان يتمكن الولد من فهمه عندما يعاقبه والداه؟
٢٣ عندما انذر يهوه شعبه بأنه سيؤدبهم، قال اولا: «لا تخف لاني انا معك.» (ارميا ٤٦:٢٨ أ) وبشكل مماثل، فإن التأديب الابوي، ايا كان شكله المناسب، لا يجب ابدا ان يترك لدى الولد الشعور بأنه مرفوض. (كولوسي ٣:٢١) وبالاحرى، يجب ان يشعر الولد بأن التأديب يُمنح لأن الوالد ‹معه،› الى جانبه.
احموا ولدكم من الاذى
٢٤، ٢٥ ايّ تهديد مروِّع تلزم حماية الاولاد منه في هذه الايام؟
٢٤ كثيرون من الراشدين يتذكرون ان طفولتهم كانت طفولة سعيدة. فهم يتذكرون الشعور الدافئ بالامان، شعور الثقة بأن والديهم سيعتنون بهم مهما حصل. ويريد الوالدون ان يشعر اولادهم هكذا، ولكن في عالم اليوم المنحط صار اصعب من ذي قبل جعل الاولاد يشعرون بالامان.
٢٥ والتهديد المروِّع الذي ازداد في السنين الاخيرة هو التحرُّش الجنسي بالاولاد. ففي ماليزيا تضاعفت تقارير التحرُّش بالاولاد اربع مرات خلال فترة من عشر سنين. وفي المانيا يُساء جنسيا الى نحو ٠٠٠,٣٠٠ ولد كل سنة، في حين انه في احد بلدان اميركا الجنوبية، يبلغ العدد السنوي التقديري، بحسب احدى الدراسات، الرقم المذهل ٠٠٠,٠٠٠,٩! والمأساة هي ان غالبية هؤلاء الاولاد يتحرَّش بهم في بيتهم الخاص اشخاص يعرفونهم ويثقون بهم. ولكن يجب ان يكون الوالدون حصنا منيعا لأولادهم. فكيف يمكن ان يحمي الوالدون اولادهم؟
٢٦ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكن إبقاء الاولاد بأمان، وكيف يمكن للمعرفة ان تحمي الولد؟
٢٦ بما ان الاختبار يظهر ان الاولاد الذين يعرفون القليل عن الجنس هم عرضة خصوصا للمتحرِّشين، فالخطوة الوقائية الرئيسية هي تعليم الولد، حتى عندما يكون صغيرا بعدُ. فالمعرفة يمكن ان تزوِّد الحماية «من طريق الشرير ومن الانسان المتكلم بالأكاذيب.» (امثال ٢:١٠-١٢) اية معرفة؟ معرفة مبادئ الكتاب المقدس، ما هو صواب وخطأ ادبيا. وأيضا المعرفة ان بعض الراشدين يفعلون امورا رديئة وأن الولد ليس مضطرا ان يطيع عندما يقترح اشخاص اعمالا غير لائقة. (قارنوا دانيال ١:٤، ٨؛ ٣:١٦-١٨.) لا تجعلوا ارشادا كهذا يقتصر على مناسبة واحدة. فيلزم تكرار الدرس لمعظم الصغار حتى يتذكروه جيدا. وإذ يكبر الاولاد قليلا، سيحترم الأب بشكل حبي حق ابنته في الانفراد، وكذلك الام بالنسبة الى ابنها — معزِّزَين بالتالي شعور الولد بما هو لائق. وأحد الاجراءات الوقائية الافضل ضد الاساءة هو طبعا اشرافكم عن كثب كوالدين.
اطلبوا الارشاد الالهي
٢٧، ٢٨ مَن هو مصدر المساعدة الاعظم للوالدين عندما يواجهون تحدي تربية الولد؟
٢٧ حقا، ان تدريب الولد من الطفولية تحدٍّ، لكنَّ الوالدين المؤمنين ليسوا مضطرين الى مواجهة التحدي وحدهم. فقديما في ايام القضاة، عندما عرف رجل اسمه منوح انه سيصير ابا، طلب من يهوه الارشاد حول تربية ولده. فاستجاب يهوه صلواته. — قضاة ١٣:٨، ١٢، ٢٤.
٢٨ وبطريقة مماثلة اليوم، فيما يربي الوالدون المؤمنون اولادهم، يمكنهم ايضا ان يتحدثوا الى يهوه في الصلاة. وأن تكونوا والدا هو عمل شاق، ولكن هنالك مكافآت عظيمة. يقول زوجان مسيحيان في هاواي: «لديكم ١٢ سنة لانجاز عملكم قبل سنوات المراهقة الحرجة هذه. ولكن اذا عملتم جاهدين لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس، فإنه الوقت لتحصدوا الفرح والسلام عندما يقررون انهم يريدون ان يخدموا يهوه من القلب.» (امثال ٢٣:١٥، ١٦) وعندما يتخذ ولدكم هذا القرار تندفعون انتم ايضا الى الهتاف: «البنون [والبنات] ميراث من عند (يهوه).»
a اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.